إلى أخي في الله

أخي في الله لقد اشتقت كثيرا الى لقائك والإستزادة مما اعطاك الله من نور الإيمان وحفظ القرآن ومحبة الله ورسولة ، أخي في الله لقد اشغلتني الدنيا عن التواصل معك فقسى القلب وشردت الأفكار وانتشر الهم ، وانكرت نفسي ، فليست هذه نفسي التي اعرفها واعتدت عليها ، النفس المطمئنة الى كل ماهو من عند الله مبغضة كل مانهى الله عنه وزجر.


آه يا أخي لو تعلم الحرقة التي في صدري والهم الذي يطبق على نفسي لرحمتني ولذرفت الدمع من اجلي ، فلقد اصبحت اتأخر عن صلاة الفجر ، واصليها بعد خروج وقتها ، والأدهى والأمر أني لم أعد من أهل صلاة الليل والإستغفار بالأسحار .

أنا شخص آخر غير ذاك الذي كنت تعرفه الصوام القوام البكاء من خشية رب الأرض و السماء ، غير ذاك المتوهج في طاعة الله السباق الى كل مايرضي الله .

نعم اتبعت خطوات الشيطان فما زال يحاول بي من خطوة الى خطوة حتى ابتعدت كثيرا عن اهل الفضل والإيمان فتمكن مني وانساني ماكنت عليه ومازال بي حتى تمكنت مني الغفلة وانستني حلاوة الأيمان والبر والتقوى وسهل لي صحبة اهل الدنيا ممن لاحظ لهم في العلم والعبادة.

هل تذكر عندما كنا نعتكف في رمضان مرة في مسجدنا واحيانا في المسجد الحرام هل تذكر عندما كنا نغط في البكاء رجاء رضوان الله عندما يمر الإمام بالآيات التي يبين فيها الله عز وجل احوال اهل النعيم وعذاب اهل الجحيم.

لقد جربت صحبة الأخيار الذاكرين الله كثيرا والعاملين الليل النهار بغية رضوان الله والخوف من عقابة.
وجربت صحبة اولئك الغافلين الذي استحوذت الدنيا على قلوبهم وعقولهم وقد توالاهم الشيطان وحزبة من شياطين الإنس والجن ، فهم صرعى في غفلتهم وجهلهم بربهم وجهلهم بفضل العلم الشرعي والعبادة وتلاوة القرآن وجمع الحسنات.

ثم ها انا عائد الى الله ثم الى صحبتك يا أخي يامن انت وامثالك في صحبتكم نور للعيون و جلاء للهموم لأنكم تعينون على ذكر الله وحب الله ورسوله والأقبال على تعلم شرع الله وسنة رسول الله والحرص على العبادة الفرائض منها والنوافل والصيام والصدقة ، وجعل اللسان لاهجا بذكر الله لايفتر ولايمل لحب صاحب اللسان لربه فهو يلهج بذكره في جميع حالاته واحيانه .

اللهم اقبل توبتي واكشف كربتي واغفر زلتي واعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

كلمات من قلب وجل خائف مشفق يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه.