11-20-2011
|
#21
|
محمد: تو الناس..توج تحمدين له بالسلامة ...وانتي تزطين؟؟؟
عائشة: قصدي عشان يده...رجع وهي سالمة....
ضحك ناصر عليهم...
كانت العنود تأكل ببطء وهي تراقبهم وتفكر ( متى بترجع هالطاولة تمتلي مرة ثانية
وعلى راسهم ابوي الله يرده لنا بالسلامة ؟؟)
بعد الغداء
جلسوا في الصالة قليلاً وسأل محمد: الحين هم متى عزموا يجون؟؟
ناصر: قالتلهم الدكتورة انها في هاليومين ممكن ترخصه... بس ما يجهد نفسه
وبيستخدم الكرسي شوي ...
محمد: عيل لازم نبلغ الطيران عشان اللفت...
ناصر: في معاهم واحد من المكتب الطبي طول الوقت وفيه واحد من السفارة مطرشه
لنا واحد من اللي زاروا خالي في المستشفى ...يسوي لنا كل شي ...
محمد: جزاه الله خير..من ذيه ؟؟ اعرفه؟؟
ناصر: لا ماتعرفه...ابوه يعرف خوالي من زمان ...
صاح جرس في رأس عائشة ولكنها لم تعلق بل ظلت مستمعه وهي ترى العنود
تصب لهم الشاي وعندما صبت لها رفضت وقالت: مابي...مقفله بروح ارقد وارتاح
عشان اخلص اللي عندي ...وراي شغل مهم بكره...
محمد: وش هالشغل !!! اخبرج تداومين في جامعة متى اشتغلتي؟؟؟
عائشة:يا شين اللقافة...بكرة مناظرة كولين باول عندنا اللي احنا مرتبينها... والعميد
ملعوزنا ..مهب كفاية اني لازم اقابلة واعامله زين وانا اكرهه كره العمى... ناصر:
بووووه ..توه جايكم !!! انا قلت خلصتوا...
عائشة: بكره ان شاء الله ...بكرة المغرب بنفتك منه...
ناصر: الله يعينكم ...يالله ...انا بروح ارتاح شوي قبل لا اروح الشركة...
العنود: ناصر ...شخبار ام شربل؟؟
ناصر: المسكينة ...كلمتها من هناك واجلت السفره وان شاء الله بتجي هالاسبوع..
العنود: عاد علمني قبل عشان اجهز لها...
اشار ناصر لأنفه وهو يبتسم فردت العنود: عليه الشحم..
انصرفت عائشة وبعدها ناصر وبقيت العنود مع محمد
في العصر
كان ناصر اول الحاضرين للشركة اخذ يتصفح الملفات التي وضعها عصام على
المكتب وغرق في العمل حتى اطل عليه عصام وطلب منه أن يجمع له مهندسين
المشاريع بعد ساعتين ...
عند منتصف الليل عاد لبيته متعباً ليجد عشاءه بانتظاره كانت العنود قد ارسلت له
رسالة تخبره فيها أنها اعدت له شطائر خفيفة وسلطة وبعد ان بدل ثيابه وتعشى امر
اخطر بأن يعد له شاي الكرك وينصرف..جلس باسترخاء على الاريكة يشاهد التلفاز
وهو يشربه حتى استقر على فيلم كوميدي ...احس بنفسه فيما بعد أنه غفا بدون أن
يشعر من شدة تعبه ...فذهب لسريره وهو مغمض العينين بعد ان اطفأ التلفاز ...
في نفس الوقت
كانت العنود تتصفح بريدها الاليكتروني فوجدت رسالة من حسن وعندما فتحتها
وجدته قد بعث لها أغنية لحسين الجسمي ...تقول
وجْدِ قلبي يوم قفواشلّوا المهجة وراحوا
وارْحلوا عنّا وحنّا كنا نتمنى لقاهم
سامحالله اللي جرحني ليش جرحي استباحوا
ما رحموا كل المشاعر ما دروا قلبييباهم
لي أنا محبوب غالي ليش صدوا وليش شاحوا
لا هقينا البعد منهمولا يعوضنا سواهم
شطوا المعشوق والله ليت تموا واستراحوا
كل جرحٍبالمحبة صعب منهم من غلاهم
لاح طيفٍ من حبيبي سهر عيونيوناحوا
وانقضى بالليل كله ترقب عيوني جداهم
لك هديت الحب وافيوالحبايب لي تهادوا
ما نسى واحد لثاني والوفى وثق هواهم
حبيبتي
لا تحلمين أني بخليج له ....انتي لي ....لي انا بس ...
تساقطت دموعها وهي تقول : الحين يا حسن ...الحين تقوللي حبيبتي...للأسف
تأخرت وايد ..وانا ماقدر اكون سبب في مرض ابوي....
في نفس الوقت كانت ليلى تفكر بناصر الذي انشغل طوال اليوم ولم يلحظ حتى
وجودها ولن يلحظ وجودها طالما هو مع العنود وانّبت نفسها ...( انا ليش للحين افكر
فيه ...صج ماعندي سالفه...الريال راح بطريقه.... واصلاً هو من متى حطني في باله
؟؟؟ انا اللي كنت اتحلم لين قمت على العالم الحقيقي )
في اليوم التالي
وبعد ان انتهت عائشة من محاضراتها الصباحيه صلت الظهر ثم توجهت مع ظبية
الى الكافتيريا لتشتري لها غداء خفيفاً لتذهب للمسرح ...دخلوا ووقفوا في الطابور ثم
اختاروا لهم شطائر دجاج وجلسوا شاهدت حمد يجلس ما صاحبه وعلى الطاولات
حوله جلست فتيات من الجامعات الاخرى وينظرون له ...يتحدثون عنه وهم
يراقبونه ...كان يجلس هناك غير مبالي بأحد وما أن انهى غداءه حتى غادر
المكان...تنهدت عائشة عندما رأته وهو يمر بالقرب منهم واكملت شطيرتها ثم قالت
لظبية: تعالي معاي المسرح..
ظبية: عندي محاظرات نسيتي؟؟
عائشة: بيلعوزني فهد مثل امس ...لي شافج معاي يمكن يصطلب..
ظبية: تقصين على نفسج ..من متى فهد يفتكر في حد لا انا ولا حتى ابوي بيهمه...
عائشة: صدقتي ... بس اليوم انا مهب متفرغه...
ظبية: استحملي ...اليوم بتفتكين ...اخر يوم خلاص...
عائشة: تهقين؟؟ هذا مافي فكه منه ...المفروض انه اخر كورس وبيتخرج بس
مايندرى...
توجهت الى المسرح وهي تجر رجلها بملل وبدون حماس حتى دخلت من الباب
فوجدت الجميع بالداخل وعرفت من موزة أن الضيف توجه للفندق وسيتواجد في
الجامعة في الرابعة عصراً وأنه قد تم تصويره من قبل الصحافة وبجانبه السفير
الامريكي وانها كانوا حوله ومن المؤكد انهم سيظهرون في الصور في جرائد الغد..
ففكرت ( الحمدلله مارحت ..هذا اللي ناقص يوم اطلع في الجرائد اطلع مع واحد نذل
مثل ذيه..لو جورج كولوني كان معليه بتفيزر معاه بس ذيه....لو يموت..)
رأت فهد يتحدث مع عبدالرحمن على المسرح وهو يمسك بيده اوراق كثيرة التقت
عيناهم للحظه وعندما ابتسم ابتسامة ساخرة خفظت من بصرها ثم توجهت مع موزة
الى حيث جلست كارولين وجلسوا معها على المقاعد التي جهزت للجمهور واخذوا
يتناقشون في ما حصل في الفندق وكيف أنه وصل برفقة 4 جنود من المارينز هذا
خلاف الحرس الذي تواجد معهم من السفارة..بالاضافة الى الحرس الخاص من
الداخلية القطرية حضروا في سيارة سوبربان سوداء فقالت: حشى رئيس دولة ...كل
هذي حراسة !!!!!!!! حتى اميرنا ماعنده هالحراسة ...
ردت موزة: لأن شعبه يحبه والدار امان ...
تقدم منهم فهد وهو يسأل : شالاخبار؟؟
ردت موزة بابتسامة عريضة: ماشي الحال ...شفت باول شلون يعاملونه
vvip ؟
فهد وهو ينظر لعائشة: شي طبيعي لأنه عسكري مخضرم وجنرال مشهور... بس
انتو شتسوون؟؟
موزة: نسولف ..وننطر..
فهد: شتنطرون ؟؟ قوموا اشتغلوا معانا...
موزة : خلصنا شغلنا ...
فهد : ما خلصتوا ولا شي بس الا قاعدين تعقرون ...صح عائشة؟؟
عائشة: مالي خص في حد ...
فهد: اظن ان اسمج مكتوب معانا في الاعداد ...والا انسحبتي الحين؟؟
عائشة: دوري كان في تصميم الهانداوت وصممته ...وامس رتبت القاعة ...وبس
الحين دور غيري...
فهد: من قصدج ؟؟
عائشة: لو سمحت ....انت مهب توك مشغول ؟؟؟ احنا مانبغي نعطلك ....
فهد: Ouch.. شفيج عائشة ...صايرة شرسه...
عائشة: قطوة قالولك؟؟ اوف ...انا بطلع شوي ...
راقبها فهد وهي تخرج مستاءة وهو يبتسم ...
الجزء الثاني عشر وقبل الاخير
في جامعة جورج تاون
اثناء محاضرة الضيف الامريكي وقفت عائشة بالقرب من الباب ولم
ترضى بالجلوس مثل اغلب المجموعة ووقف عبداللطيف وسليم
وكارولين على اطراف القاعة وجلس فهد في اول مقعد من صف المقاعد
الاخيرة وحال رجلين من الامن الامريكي والقطري بينها وبين الباب
والتي اختارت أن تقف هناك علها تتسلل لخارجها وقد ظنت بما انها
تعلق بطاقة المنظمين انها ستتمكن من ذلك ولكنها عندما حاولت بعد
نصف ساعة اشار لها الامريكي بأصبعه بالرفض ...اغاضتها الحركة
ولكنها ولأول مرة لم تستطع عمل شيء لأنه كان بحجم الباب نفسه
واقترب منه الضابط المواطن ووضح لها بهمس أن الابواب لا تفتح الا اذا
انتهى الضيف لأسباب امنية...لقد اخافها الامر ففضلت أن تذهب بكرامتها
لتجلس في اي مقعد فوجدت مقعد امام مقعد فهد وعلى الطرف ايضا
فجلست عليه بهدوء واخرجت الايبود من حقيبتها واخذت بفك السلك
الابيض لتضعه في اذنها تحت غطاء رأسها فمال عليها فهد والذي كان
يراقبها وهمس في اذنها:
لا تشغلين الايبود ...يمكن يصير شي وما تسمعين وتتوهقين ...
التفتت عليه رافعة حاجبها ولم ترد عليه ... ووضعت السماعات واختارت
لها اغنية طويلة واخذت تسمعها ...كان الكرسي الذي بجانبها فارغا
وفوجئت بفهد ينتقل بخفه ويجلس عليه فنزعت السماعة اليمنى وهمست
بغضب : شجايبك؟؟
فمال عليها وقال : عشان احذرج وماتطيحين في مشكلة ...
عائشة : مشكور... بخلي سماعة .... يلا ارجع مكانك ...
نظر للخلف ورأى أن الضابط الامريكي ينظر لهم ...فقال: ماقدر قاعدين
يطالعونا..
ولكي لاتحتك به ضمت عائشة رجليها ووضعت واحدة فوق الاخرى فظهر
حذاءها المنخفض فابتسم وقال لنفسه : لابسه اخر موضه بعد
الجلاديتور ...
اخذ يراقبها بحذر لئلا تلحظه فرأى ساعتها الشوميه ذات السوار
المطاطي البرتقالي والاطار الماسي ...ولم تكن ترتدي اي خواتم ففكر
( معليه ...شكلها عملي وما اعتقد انها بتلبس خواتمها الالماس مثل
البنات اللي هنيه اللي مهب مصدقين نفسهم ...حتى شنطتها خرج ..بس
تنطوي في حضنها مهب يابسه وكبيرة كنها شايله شنطة سفر...العباة
بسيطة وشغلها اسود ناعم مهب عرس مثل غيرها ... يالله خشمها فيه
انفه..كله رافعته ...يحق لها ... يحق لها اللي مايحق لغيرها ... صدق
خالد الفيصل
يوم قال
من يقول الزين مايكمل حـلاه كل شيء في حبيبـي أكتمـل
الله إللـي كملـه والله عطـاه مابقى للزين في خلـي محـل
لكن ...هل عويش حبيبتي ؟؟ يمكن ...احلى الاوقات عندي لين اكون
حولها ..وين رايح يافهد ..وش نهاية طريقك؟؟ شتبغي من
البنت ...ومزنة اللي محيرينها لك من كنتوا صغار؟؟؟ مادري.. كان كل
شي عادي عندي والحياة تمشي بمنتهى الملل وحتى البنات كانوا كلهم
مثل بعض ...لين دشت عويش حياتي ...دشت وصارت هيمحورها ...بس
انا سينير وقريب بخلص وهي توها ..يصير خير...لين اخر يوم يحلها
رب العالمين ...المهم الحين ...وانا الحين قاعد جنبها وهذا يكفيني ...في
الوقت الحاضر بس ... )
في اليوم التالي اجتمع معهم العميد يهنئهم ويناقش معهم اخطاء حصلت
سواء في التنظيم أو في التنفيذ....واحست عائشة بنظرات فهد تحاصرها
كلما التفتت..صحيح انه يضايقها ولكنها داخلياً بدأت تسعد لأهتمامه
بها ...تناقض كانت تضيق به كلما فكرت به...
لم يوجه العميد لها في ذلك الاجتماع أي ملاحظه فظلت صامته وظل فهد
صامتاً ايضاً ...حتى انتهى الاجتماع وتفرق الجميع وظل فهد يتبع عائشة
بنظراته حتى خرجت من الغرفه وخرج بعدها ووقف عند الباب وأخذ ينظر
لها وهي تبتعد في الممر الى أن عطفت لليمين وغابت عن نظره وأحس
بالحزن يغمره ...والملل ... وفكر
( مابقى الا شهر ....وبخلص ...وعقب بروح عنها ...وبتختفي عن
عيوني.. حتى لو رحت مجلسهم كل يوم مستحيل اشوفها...يعني انا اروح
مجلسهم عشان اشوفها بس؟؟ لكن مجلسهم برا ....وانا صرت استانس
لي رحت هناك...القعده هناك غير عن اللي في مجلس عمي.. يتكلمون في
كل شي الا التجارة والا المشاريع... وساعة صدر...كان زين تقعد هي
معانا ...تقعد حذاي بس مثل الافلام مخفيه...محد يشوفها الا انا...ولا حد
يكلمها الا انا...بس بيقولون عني مجنون...مهب صاحي اكلم عمري!!!
طز...المهم انا مرتاح ...محد له خص فيني..) هز رأسه وقال: وش
هالكلام ...صدق استخفيت ...جننتني هالبنت...
بعد عدة ايام
عاد ابوجاسم للدوحة مع ابنه وزوجته واستقر الوضع به بعد أن تم تطبيق
اوامر الطبيب التي قالها لهم كلها مما ضايقه كثيراً..لكن لم يكن
ليستطيع شيئأ حيالهم فهم اكثر منه واقوى ....حالياً....لقد قال مره لجاسم
عندما منعه من تناول طبقه المفضل ( البلاليط بالسمن العداني ) بأنه
سيكتب كل مايملك باسم محمد وناصر ويحرمه لعقوقه معه...وكان رد
جاسم ابتسامه حنونه لأبيه وقال : وهذا حلالك وانت سو اللي
تبيه... يكفيني اللي عطيتني اياه طول عمري... انا نفسي كلي لك ...
صد عنه اباه وقال بغضب: قص علي ...تمسكن علي...بتشوف ان
ماسويتها...
ناولته زوجته كأس عصير طازج وهي تقول: ولدك يحبك يابوجاسم..
امسك الكأس وقال: يحبني وهو يعدني بزر عنده...؟؟ماتشوفينه انتي!!!
زوجته: والله اللي اشوفه ...جاسم شايلك من فوق الارض من خوفه
عليك...
ابوجاسم: هذا اللي اقصده...متى بترجع شغلك؟؟ لي متى وانت تارك كل
شي على راس ناصر المسكين؟؟؟
جاسم: بكره ان شاءالله...انت بس تامر وانا انفذ...الله لا يخلينا منك ...
هدأ ابوجاسم قليلاً وتظاهر بمشاهدة الاخبار على قناة الجزيرة وشده
منظر لقبيلة بدائيه لم تصلها يد الحضاره في اعماق الامازون في
البرازيل وظهر رجالها وهم بالكاد يرتدون ما يستر به عوراتهم ونسائهم
كذلك ...حدث غريب أن يحصل في القرن الواحد والعشرين....ياسبحان
الله ...قالها بصوت عال ثم اتبعها بسؤال اغرب: عيل يمكن يأجوج
ومأجوج عايشين ومحد لقالهم مثل ذولا؟؟؟؟
جاسم: ممكن ...كل شي ممكن ...أنا اذكر حديث حق الرسول صلى الله
عليه وسلم رواه البخاري انه دخل على على زوجته زينب بنت
جحش - رضي الله عنها – فزعاً وهو يقول ( لا إله إلا الله، ويل
للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل
هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول
الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث....)
العنود: والخبث الحين كثر وبشكل غير طبيعي....
جاسم : وفيه حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ( إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون
شعاع الشمس قالوا: ارجعوا فستحفرونه غداً فيرجعون فيعيد اللـه السد
أشد مما كان، حتى إذا أراد اللـه أن يبعثهم خرجوا يحفرون السد فقال
الذي عليهم إذا ما رأوا شعاع الشمس: ارجعوا وستحفروه غدا إن شاء
اللـه تعالى فيعودون فيرون السد كهيئته التي تركوه عليها فيحفرونه
ويخرجون ) لأنهم بس قالوا اخيراُ ان شاء الله !!! تخيلوا؟؟
عائشة: يمههههههه ..من وين لك كل هالمعلومات ؟؟؟
جاسم: توني مخلص كتاب عنهم ...تعرفين وش اوصافهم ؟؟؟
عائشة: لا...
جاسم: يقولج ...هاذول.. عراض الوجوه، صغار العيون، شقر الشعور،
وجوهم مدورة كالتروس...
عائشة: كأنه هالاوصاف في سيبريا؟؟؟
جاسم: ممكن بس مش اكيد ...ناس يقولون انهم المغول بعد...
العنود: ما اعتقد ...المغول طلعوا قبل وغزو المسلمين وعقبها
اسلموا ....
ام جاسم: بسكم ... كل هذا في علم الغيب....ناصر بيجي على العشى والا
نتعشى عنه ...؟
جاسم: بتصل فيه...بشوفه..
اخبره ناصر أنه بالقرب من المنزل...فطلبت ام جاسم أن يجهزوا
العشاء ...دخل ناصر ومعه محمد يتحدثان واوقف محمد ناصر للحظه
وتقدمه للصالة ونظر لعائشة وتأكد أنها تلبس الشيله فناداه ثم سلم على
الجميع وجلس بجانب اباه واخرج مسباحه الكهرمان الذي يمسك به
طوال الوقت وامر عائشة: صبي حق عمامج قهوة ...
قامت عائشة من مكانها وصبت في فنجان لناصر واخر لجاسم واخذ
محمد يلعب بمسباحه بعصبيه وشاهدها وهي تضع دلة القهوة مجدداً في
الصينية فنهرها :
ارجعي صبي لي...صبت له وناولته الفنجان وهي تقول: ماقلت
تبغي....قلت صبي حق عمامي وانا طعت كلامك...
محمد: هههه ...ظريفه..
عائشة: من شفت هالعيون المجفنه وانا قلت انا مزاجك معفوس...ما
تشبع رقاد ياخي؟؟؟
نظر لها محمد نظره جافه ولم يرد عليها..
جاسم: شعندك مساعه يوم اتصل فيك تقول انك صرت مشهور؟؟؟
|
|
|
11-20-2011
|
#22
|
محمد وهو يعتدل في جلسته: اييه...ماشي ...بس صارت سالفه من كم
يوم والدوحه والشباب قطعوني بالتلفونات ...
جاسم: طبعاً انت بطل هالسالفه...
ابتسم محمد وجذب انتباه الجميع واخذوا ينتظرون...فبدأ حديثه :من
اسبوع كنت مع واحد شامي يشتغل معاي في مشروع واشتكى لي من
واحد ماخذ منه 100000 في مشروع ...وهو حس انه يقص عليه وطالبه
بفلوسه ... ومارجعها له للحين..... وكان مواعده يمر علينا في الكافيه
وجا ... والا ذاك البليه اللي نازل من موتر vxr كامل الزيادات
موديل السنة وكاشخ جنه بيعّيد اليوم سلم علينا وقعد ...عرّفه علي وقعد
يسولف ...ويتكلم بالملايين ..وانا اسمع ...وعقب ما راح نشدت
الرجال ...: عندك رقمه الشخصي ؟؟
قال: ما اظن ..بس ليش؟؟
قلت له : ولا شي ...بس ابغي اتأكد من شي...العقد اللي بينك وبينه اكيد
مكتوب فيه الرقم ..طرشه لي في مسج...ويوم طرشه كلمت واحد في
الداخليه وقلتله بطرش لك رقم جيك لي عليه ...شوف عليه شي؟؟؟
ونسيته...عقب رحت اصلي العشا وعقبها رحت عرس واحد من الربع
والجوال على الصامت طبعاً وانا راجع البيت في الليل انتبهت ان الجوال
مارن وتذكرته والا رفيقي حاشرني بالمكالمات... وكلمته والا الرجال
منصدم وقال لي: انت وين لقيته هذيه؟؟؟ عليه امر قبض 7 قضايا احتيال
اغلبها على مواطنين ...باكثر من 5 ملايين ...قلتله اني حسيت
يوم واجهته انه كذاب ...وان وراه شي...وعلمني رفيقي أنهم مهب
قادرين يصيدونه لأنه منخش ومغير بيته ...وانهم يبغوني اساعدهم
يقبضون عليه...
هنا ....اقتربت عائشة منه وجلست على الارض بجانبه وضمت ركبتيها
بيدها وأخذت تستمع له بأنصات...ابتسم ناصر لمنظرها وابتسم اكثر
عندما لمح العنود تنضم اليها ...
اكمل محمد وكأنه يروي احداث فيلم اثاره : ووافقت اني اساعدهم ولأنه
حرني لأنه شايف عمره علي وهو حرامي ومحتال فقررت أني اخليهم
يقبضون عليه في مكان حيوي مليان شباب عشان ينفضح
عدل ....ووصيت الرجال يبلغه اني باشتري منه نصيبه واطلعه من يد
هالمحتال وانه لازم يقابلني عند مطعم مندرين ..
العنود: وشمعنى مندرين؟؟ المكان هناك ضيق وزحمه...
محمد: غايته ...المطعم دورين وواجهته زجاج وكله مليان شباب ...وفيه
صالة رياضيه مقابله وبعد واجهته زجاجيه ...يعني فضيحه دبل ...
ثم ضحك ضحكه شريره ...
عائشه: انزين...
محمد: انزين وشو؟؟؟
عائشه: كمل ...لا تحرمصنا ..
محمد: اها...تبغيني اكمل ...اقول عويش ...انا عطشت ...ريقي نشف ...
روحي صبي لي ماي ...
قفزت عائشه مسرعه لتنفذ طلبه وهي تصرخ : ياويلك ان كملت قبل لا
ارجع...
وفي ثواني كانت امامه تمسك بيدها كأس ماء وناولته اياه وعندما شرب
منه قال:
بارد ...بمرض ...انتي تبغين تذبحيني...
جاسم: لا تلعوز البنت وحط القلاص حذاك لي دفا اشربه ...وفكنا من
الحشره ...
محمد: عشانك انت بس...( ثم اكمل ) ... وفي الوقت المتفقين عليه
وقفت في المواقف قدام المطعم وقعدت انطره انا ورفيقي اللي متورط معاه
وقعدته ورا.. ويوم وصل الا معاه المحاسب ..الاخ مستانس قال بعد بقص
على قطري وركبته قدام ومحاسبه ورا وعذري ان المطعم سنداره
ووافق...
وقعد يتكلم ويتفلسف ...وانا اسمع وعقب شوي اتصلت بالرجال بدون
مايحس وهو يهذر وذاك يسمعه والا يقولي ...انت من ؟؟؟ من يعني محمد
؟؟؟ وش وضعك في هالبلد؟؟؟ قالها بطنازه ...سكت عنه ومسكت
اعصابي لأني انطر الربع...وعقب قال:
انا ما اشتغل الا مع اكابر هالبلد بس....
وفي لحظه....والا مواتر الخويا والشرطة تدور في المكان وووقفت قدامي
كروزر ووراي كروزر ثانيه مالت الخويا وسكروا علينا ووراهم سيارتين
شرطه ونزلوا وتحاطوا السياره وطقوا على جاماتناوطلبوا البطاقات
الشخصيه...وعطناهم ...
وعقب الا ينزلونا ويقبضون عليه ...والا اقولهم ...رجعوا بطاقات الباقي
مالهم خص ...
دزه الضابط على السيارة وسألني : تبغيني اتوسد فيه؟؟؟ انت بس امر...
قمت التفت عليه وسألته : عرفت الحين انا من ؟؟
والا يقول وهو فيه الصيحه : سويتها فيني يا محمد؟؟ بلغت عني وانا
ضيفك ...
قلت له: انا اساعد القانون ومادام مخالفه ...مافيه ضيفي ولا ضيفك..
الاخ طلع كاتب كل شي بأسم مرته وانسباه عشان جذيه ماصادوه...
جاسم: بكره مرته بتروح حق حد من الكباريه وبيطلع بكفاله..
محمد: واشدراك انه راحت له المركز وصرخت عليهم وهددتهم كان
يقطها الضابط في الحجز كم ساعة وطلعها والا هي علومها علوم....عقب
طلعوه كفاله ونصب له على كم واحد ورجعوا صادوه مره ثانية والحين
مقطوط في السجن مره ثانية...
ابتسمت العنود وقالت ...: اكشن ...من ورانا؟؟؟ بالسر...
محمد: اصلاً لو معلمكم ...كان الحرامي درا وشل عليه...
العنود: بل ...بل ...شدعوه...شقالولك ؟؟؟ وكالة رويتر؟؟؟
محمد: العن...انتوا يالحريم حد يقولكم سر؟؟؟ ثاني يوم يلقاه منتشر في
المنتديات... مهب بس في الفرجان...
ضحك الرجال لكلامه ونظرت له امه نظرات ناريه ابتسم على اثرها
والتفت الى ناصر ووجده ينظر له متصنع الغضب فقال: وجهكم مهب
وجه سوالف مثل سوالفي...الا...العجوز متى طيارتها؟؟؟؟
ناصر: اي عجوز؟؟
محمد: بعد فيه غيرها...ام شربل ..
ناصر: ام شربل عجوز!!!!
محمد وحاجباه ارتفعا : لا ابد...اسمحلي ..طيارة البنت متى؟؟
ناصر: بكره الظهر...بتروح المطار معاي؟؟
محمد: اذا بتجيب معها بنت ولدها المزيونه بجي...
ناصر: الحين المره بتجينا لأنها قاعده هناك بروحها .. من وين اجيب لك
حفيدتها؟؟؟
محمد: عيل مني بمخاويك...عندي دوام...
جاسم: هالدوام اللي على كيفك...البارحة كني شفت موتر الشغل في
الطبيلة؟؟؟
محمد: ايه...كنت مواصل معاهم واول ماوصلنا الضيف المطار شليت
عليه وجيت حق فراشي...رجعتها مساعه لهم...
جاسم: اقولك على كيفك الشغل والا موتر مثل هذا شلون يكون في بيت
مدنيين !!!
عائشة: ليش ...؟سيايرهم غير...
جاسم :طبعاً ...ما شفتيها السودا اللي فيها مخفي اسود وحتى
الصدام ...وتوايرها غير بعد....لأنها ضد الرصاص...
عائشة: ايه ...شفت جمسي جذيه مع سيارة كولن باول يوم جانا
الجامعة... فيها شباب قطريين لابسين غتر وعقل ...
محمد: هذول ربعي ...
عائشة: كان زين دريت المساكين كانوا مستنفرين من دخل لي طلع ....
محمد: ولو دريتي كان شسويتي؟؟ بتعزمينهم على شاي في الكافتريا؟؟؟
عائشة: لا طبعاً ...بس.. كان سويت لهم باي باي ... هذول من ريحة
اخوي حبيبي..
محمد: حبج ضب جوعان من سنتين ...قال بسوي لهم باي باي...انا
الغلطان اللي اضيع وقتي مع ناس مثلج...
قام من مكانه وصعد لغرفته لينام ...فهو لم يشبع فقد قام ليصلي فقط
والان لديه الليل بطوله ليكمل نومه...قبل أن يذهب لعمله في اليوم
التالي...
اخذت العنود ترتب مع امها لأستقبال ام شربل ونادت الخادمة ودخلت
معها الى الجناح بجانب الدرج والذي كانت تقيم فيه في كل مره تزور
البلاد مع أنها تذهب لناصر في بيته عندما يتواجد فيه وتبقى معه قليلاً..
وكانت احياناً هي التي توقظه في الصباح وتفطر معه من اللبنه والزعتر
وزيت الزيتون الذي تحظره معها في كل زيارة...كانت لا تأكل الا من
منتجات ضيعتها والتي زارها ناصر بنفسه اكثر من مره وسكن في بيتها
القديم المبني من الحجر مثل كل بيوت الضيعه الجبلية...
في اليوم التالي في مطار الدوحة الدولي
كان ناصر واقف امام موظف الجوازات مع صديقه المسئول في المطار
ينتظر أن تصل ام شربل ...كان بعض الموظفين يرتدون لباسهم الوطني
لذا لم يكن غريباً ان يتواجد ناصر في تلك المنطقة الممنوعه على الناس
كافة...أخيراً رأها كانت تمشي ببطء وهي تستند على عصاً خشبيه وفي
ظهرها حدبه صغيرة...كانت ترتدي غطاء رأس ابيض ربطته من الامام
وفستان كحلي منقط بالابيض يصل الى تحت الركبة..وتحمل حقيبة يد
سوداء قديمة في يدها الاخرى لكز ناصر صديقه فعبر الصاله وعرف عن
نفسه لها وأمسك لها يدها بيد وباليد الاخرى امسك عنها حقيبتها
الصغيرة ووجهها لضابط جوازات الذي اخذ جوازها منه بمجرد أن فرغ
من مسافره قبلها وفي ثوان قليلة انتهى من التدقيق ووضع ختم الدخول
على جواز سفرها وهو يقول الحمدلله على السلامه يا حجه..
لقد اعتقد الموظف انها مسلمه لأراتدئها الحجاب ونسى أن الحجاب
مفروض في كل الاديان...
وما أن عبرت الممر القصير حتى تقدم لها ناصر وحياها وقبل لها رأسها
وهي تردد:
تئبرني يا ابني ...الله يرضى عليك...
سلم ناصر ورقة برقم الحقائب للمراسل الخاص بالشركة لينتظرها وأكمل
طريقه مع ام شربل..عندما ركب معها السيارة وجلس بجانبها رجع به
الوقت وتذكر كيف استقبلته هو وخاله وصديق خاله اللبناني والذي
اكتشف لاحقاً انه الاخ الاصغر لها...كان قد حصل للتو على الثانوية وقرر
خاله أن يكمل دراسته في الجامعة الامريكية في بيروت ويتخصص في
ادارة الاعمال ليساعده في ادارة شركته في المستقبل. امسكته من يده
عندما لاحظت خجله الشديد وجلست معه في الصالون واعطته قطعة
شكولاته واخذت تسأله بحنان بالغ عن عمره وعن اهله وعن الاكل
الذي يحبه وعما اذا كان يحب الكلاب مثل ابنها شربل؟؟ ام القطط؟؟؟
كانت تعيش في تلك الفتره في شقة في الروشه في عمارة كبيرة تطل
الشرفة الكبرى فيها على الكورنيش دأب على الذهاب للجامعة مشياً على
قدميه حتى في الشتاء القارص وتحت الامطار ...لم يكفه المصروف
ليركب سيارة اجره فتحمل كل شيء...تعود أن يحسب الليرات القليله التي
تعطيها له ام شربل اول كل شهر عندما تستلم التحويل البنكي لها
وله ...كان من النادر أن يسهر مع اصحابه في مطعم او كازينو او أن
يتقابل معهم في احد المطاعم ...وكانوا في البداية يحسبونه بخيلاً الى أن
عرفوا الحقيقة مع الايام ....وأذا حضرافراد العائلة جميعاً لقضاء الاجازة
الصيفيه في لبنان كان يعيش كملك لشهرين لا يحسب حساب اي
شي...مع انه كان يخجل من طلب زيادة مصروف لمعرفته كم يدفع خاله
رسوم ومصاريف الدراسة والكتب الجامعية ... لكنه عمل في وظائف
مؤقته ذات رواتب بسيطة لتساعده على العيش هناك وليتدرب على الحياة
العملية ...وقد صقلته تلك الحياة المليئة بالتجارب وجعلته على ماهو
عليه ...شخصية قوية مجربه له معرفه كبيرة بالناس اهلته ليمسك مكان
خاله في الشركة وبكل سهولة...
تذكر مباني الجامعة القديمة والتي كبرت حتى أن السكن الطلابي كان
ضمن المباني له مدخله من ضمن مداخل عده ...تذكر المطاعم للوجبات
السريعة التي اصطفت بجانب المكتبات العريقة التي تخدم الطلاب
والاساتذه والتي عندما زارها من سنتين تفأجا بأن مكتبة واحده فقط هي
التي ظلت وتحولت الباقي الى مطاعم فهي ذات ربح سريع وحزن لذلك ...
انتبه لنفسه عندما اقترب من بوابة منزله فضغط على جهاز تحكم صغير
ففتحت ودلف للداخل الى توقف عند باب فيلا ابوجاسم ونزل بسرعه
ليفتح باب السيارة ويساعد ام شربل على النزول التي قالت له بمجرد أن
لمست قدمها الارض : شوشبك
يا ابني؟؟ ماكنت ترد علي ؟؟؟ شو اللي تاعبك ؟؟؟
ناصر: الشغل ...كنت افكر في الشغل ...اسف...
ام شربل: بعدك بتتأسف ؟؟
ناصر: مش لأي حدا ...بس للي يستحقه ...
فتح لها الباب بعد أن صرخ بصوت عالي : حد هنيه؟؟؟ معاي ضيفه...
سمع صوته ابوجاسم وزوجته واشار على العنود أن تسرع لتساعد ناصر
فنهضت مسرعه لتسلم على الضيفه والتي اخذت تنظر لها بغرابه وقد
وضعت يدها في يدها لتساعدها مع ناصر فسألته: لك ناصر...مني
هالصبيه الحلوه ؟؟؟
ناصر وهو فرح: هذي العنود ...نسيتيها ...لازم راح تكون حلوه واحلى
من الحلا نفسه لأنها مرتي...
ام شربل وقد لاحظت احمرار وجه العنود: تجوزت ناصر بدون
ماتخبرني؟؟؟ ياعيب الشوم عليك ...
ناصر وهو يضحك: مهب زوجتي ...زوجتي ...بس ملكت عليها ...
ام شربل : شو يعني اتجوزت يأما لا؟؟
ناصر: والله وهقه...انا عقدت عليها بس لسه ما عملنا العرس ...
ام شربل: ايواا...ما عملتوا العرس لئجي..وهيني جيت ...امتى العرس؟؟؟
ناصر: متى ما بغيتي...احنا بأمرج...
ام شربل: الله يرضى عليك يا ابني..ليش مائلتي قبل لحتى اشتريلك هدية
مرتبه..
ناصر: جيتج اهنيه احلى هديه ...سلمي على خالي وزوجته الحين ...
سلم الجميع عليها وبعد أن ارتاحت قليلاً تم تقديم الغداء .....
في المساء في بيت ناصر
كانت ام شربل تنتظر ناصر في الصالة لينزل من غرفته ويجلس
معها ...وأمامها صينية صغيرة بها وعلبة قهوة وعلبة سكر وكوبين
صغيرين وركوه صغيرة على موقد صغير معد للرحلات وما أن سمعت
صوت خطواته على الدرج حتى اشعلت النار لتعد القهوة لهما ..
كانت تحتسي القهوة عندما سألته: بتحبا يا ابني...؟
ناصر وقد وضع كوبه على الطاولة التي امامه : اكثر من مما
تتصورين ..
ام شربل: لكن ليش لهلأ ؟؟ ليه ما اتجوزتا؟؟؟
ناصر: لأنها ربت وهي تشوفني اخوها الكبير ...لازم اعطيها فرصه
تشوفني كزوج..
ام شربل: وشو عم تعمل لتغير هالشي؟؟؟
ناصر: ولا شي...
ام شربل: انا صحيح ختيرت لكن لهلأ بفهم في حكي النسوان...
ناصر: عندج حل؟؟
ام شربل: من اول ما وصلت وأنا عم راقبكم...واللي شفتُه انو هالبنت
ضامنتك..
ناصر: مافهمت...!!
ام شربل: بدي اعطيك مثل..ابو شربل بزمانتوا كان بيموت فيني ...وانا
كنت بعرف وكنت ضامنه حبه ...وكنت اتصرف على هالشي...لحد مافيوم
شفتُه عم يحكي مع جارتنا المطلقة...وهي عم تتدحك...كنت رح جن ..بس
ماقلت شي.. ويوم تاني لئيتو قاعد معها تحت الشجرة وعم يشربوا
قهوة ...وهيك لسمعت من الناس انو عم بينزل يشتريلها اللحمه .. لهون
وبس ...عملتلوا قتله بس رجع عالبيت... وصرت عيط عليه وهو عم
يدحك...ومن يوما ولحد ما اختاروا الرب ...وانا معو بكل مطرح وما
خليت هالجاره ولا غيرها تحكي معو...لوحدو...لما حسيت انو بدو يضيع
من ايدي تركت كل اشي ورجعت الوه...
والعنود لو حست انوا بدك تتركا بتعرف شو بدك تضيع من ايدا...
ناصر: بس شلون ...
ام شربل: انت لازم تعرف لحالك كيف...
في مساء اليوم التالي
في بيت ابو جاسم
كانت العائلة مجتمعه جميعاً عدا محمد كان في عمله..جلس ابوجاسم
واخوه وزوجته وجاسم وناصر وام شربل وجاسم والعنود...
دخلت عائشة للصالة وكانت وكأنها تبحث عن شيء عندما سألها ابوها:
شدورين عليه..
عائشة: ادور الكيكة اللي طرشتها لي رفيجتي اليوم...مالقيتها في الثلاجة
قلت يمكن حطوها على حد الطاولات هنيه...
ابتسم وقال: كيكتج؟؟؟ الله يعوضج خير...راحت...بح...
عائشة باستغراب: فيه العافيه يبه...كلتها كلها ؟؟؟!!!!!
ابوها: لا يابوج...كلوها الفقارى ...
عائشة وقد حولت نظرها لأمها : أي فقارى يمه؟؟؟
امها: ياهو اليوم جاتج دعاوي حلوة وانكتب لج فعل الخير انتي
ورفقيتج...
رفعت حاجبيها وضمت ساعديها لصدرها وقالت: بس انا قاطعه منها
قطعة حق ابوي ... وديتي لهم كيكة ماكول منها!!!!
امها: عادي...انا قلت بدال ماتخترب في الثلاجة...ياكلونها اليتامى عيال
ام سيف..ماتصدقين شقالت يوم اتصلت...قالت ان بنتها الصغيرة كانت
تحن تبغي كيك وانا ماعندي فلوس حق هالخرابيط ...يالله يالله تكفي لي
اخر الشهر وهي متفرغه... وشوي والا الجرس يطق والا سواقكم جايبه
جان احطها قدامها المسكينة ما صدقت خلصتها هي واخوانها...جزاكم الله
خير فرحتوا هاليتامى...
|
|
|
11-20-2011
|
#23
|
شفتي جاتج دعوة في ظهر الغيب...
الاب: تراها مهب زينه ..اللي تسويها العنود احلى ..
ناصر: اكيد احلى..يكفي ان العنود تحط ايديها فيها ينزل العسل ويحليها..
خجلت العنود من كلماته ورد جاسم: اوهو علينا ...يقص عليج لا
تصدقين..
اقتربت عائشة من ابيها وقالت بقهر: يبه شوف مرتك..كل اللي عندنا
تاخذه وتعطيه الفقارى..تصدق ساعتي الالماس اللي شريتها لي العام
لقيتها حاطتها مع اكسسوارات قديمة وكانت بتوديها وفي اخر لحظه
انتبهت لها وخذتها منه...
امها: حد يقل ساعة الماس في درج مع خراويش!!!!!
فجأه فتح باب الصالة ودخلت منه ام هارون وهي تصرخ وبصوت عالي:
الحقوا علي...قبضوا على هارون...
وقف ابوحسن وسأل : وشو؟؟؟
اكملت صراخها: تعال ودني له ...
ابوحسن: اوديج وين؟؟؟
ام هارون: مركز العاصمه ...امش قدامي ...وتصرف ابغيه يرجع معاي
البيت...
ابوحسن وهو يمسك بذراعها ليخرجها معه: لا حول ولا قوة الا بالله...
امشي..امشي..
ظلت واقفه مكانها وصرخت في ناصر وجاسم وبوقاحه: وانتوا؟؟؟؟
بتقعدون هنيه مثل الحريم؟؟؟ ايب لكم شيّل؟؟
هز ناصر رأسه وقام...ومعه جاسم وهو مستاء من زوجة عمه ...وقال:
الله اعلم بأيش مسّود وجهه هالمره ...حسبي الله عليه كانه ملعوزنا معاه
هالثور...امش خلنا نشوف اخرتها معاه...
في الطريق..
كانت هذه الجمله هي الوحيده التي كررتها ام هارون على مسامع زوجها
حتى كاد أن يفتح باب السيارة ويقذفها منها...( ولدي ماسوا شي اكيد
متبلين عليه...)
في سيارة جاسم
كان جاسم يردد جملة اخرى...( الحين احنا شلنا خص فيه؟؟؟)
ثم اكمل: هو اخو ولد عمنا... خلهم هم يتلتهون معاه...الحين هو يتتدلع
واحنا اللي نتوهق!!! حسبي الله عليهم... اظن عمي كان فاقد البصر
والبصيره يوم خذاها .. مهب مثلي ..كنت فاقد النظر بس ...والا حد فيه
ذرة عقل وياخذ هالمره...لا والمشكلة خلاها على ذمته وجاب عاهات
منها...اما عمي!!!!
عندما دخلوا على الضابط المناوب بمرافقة ام هارون بالرغم عنهم...
وبعد شرح صلة القرابه اخبرهم الضابط انه تم القبض عليه مع عدد من
اصدقاءه بتهمة اقامة حفل زواج مثلي في قاعة احد الفنادق ...
ام هارون : مثلك يعني وشو؟؟؟ حفل ضباط؟؟؟
فسر الضابط : لا ..ياخاله...يعني جنس ثالث...
ام هارون: شنو يعني جنس ثالث؟؟؟ الحين في ارقام حق هالاشيا بعد؟؟
ابو حسن بغضب: بس خلاص...قومي لا تفشلينا...
ام هارون: مهب قايمه قبل لا اعرف تهمة ولدي...
جرها ابو حسن وهو يصرخ فيها: قومي ولا تزيدين الفضايح...ولدج
مسود وجهه.. تسمعيني؟؟؟ مسود وجهه ...وقومي معاي والا بتشوفين
شي ماشفتيه...
ظلت واقفه مكانها وقالت بتحدي: منيب رايحه وولدي هنيه...
وفي لحظة رفع ابوحسن يده وضربها على وجهها بقوة سقطت على
المكتب فأمسكه ناصر وجاسم ليبعدوه عنها ووقف الضابط وهو يقول
بغضب: مايصير هاللي سويته...انتوا في مركز شرطه مهب بيتكم!!!
هدأ ناصر من الوضع وطلب من جاسم ارجاعهم للبيت ومن ثم العوده
اليه...ووعد ام هارون انه سيحاول مابوسعه لمساعدة ابنها بشرط ان
تعود مع زوجها ...
فيما بعد في منزل ابوحسن
كانت ام هارون منهاره جالسة على الارض وتلطم رأسها بكفيها وهي
تبكي وتندب حظها وحظ ابنها المتعوس وذلك بعد أن شرح لها زوجها
الموضوع ونوال على المقعد امامها غير مصدقه اللي حدث...وفجأه وقفت
واخذت تصرخ في وجه امها: كله منج...كله منج دلعتيه لين استوى جذيه
وفضحنا ...الله ياخذه فضحنا ..الحين الناس كلهم بيدرون ...بيخرب علي
حياتي...واكيد ناصر الحين مهب معطيني ويه...كله منج خربتي
حياتنا...امحق ام ....
ابوها وعندما شاهد الموقف يتأزم قرر أن يعمل ما يبرع
به ...الهرب ...الى اي مكان ...الى بيت اخيه ...الى عائلته الحقيقة التي
يحبها وتحبه...
في مركز العاصمه
ناصر وقف في الممر بجانب جاسم ...وهمس له: كنا بنقول انه رايح
يتفرج .. والا الاخ لابس لبس بنات...لازم المحامي يتصرف بكره ...مبين
انه الموضوع كبير...معاهم عيال كباريه
جاسم: اقول ...خلنا نروح البيت وبكره المحامي يتصرف...انا منيب راجع
هنيه..
الجزء الثالث عشر والاخير
بعد شهر
في مكة المكرمة
كان ابوحسن في جناحهم في فندق هيلتون يتوضأ لصلاة المغرب وهو
يذكر الله ثم ذكّر زوجته انهم سيقابلون الشيخ بعد صلاة العشاء لذا
سيبقون في الحرم وطلب منها أن تستعجل ابنها ليلحقوا على الصلاة ....
كانوا هناك بعد أن نصحهم ناصر بهذا ...حجز لهم السكن والتذاكر
وتحدث مع صديق له ليتفق مع شيخ دين ليعطي هارون دروس دينية عن
حالته وليوعيه في امور دينه والتي لم يعرفها قط...وتذكر ماجرى وهو
يمشي ببطء ليلحق به هارون والذي كان في حالة ضياع واضحه...وقد
حلقوا له شعره الطويل واصبح يمشي وهو ينظر للأرض ...
كان ناصر قد التقى بمعالج نفسي بعد الفضيحه ليستشيره وبعد جلسه
استمرت ساعات طلب أن يرى هارون وأخبره أن اغلب الدراسات العربية
والاجنبية اثبتت أنه بالامكان علاج الانحراف الجنسي بالدين
وبالزواج ...واراه مواقع امريكيه احدها لجمعية مسيحية تذكر كل
الحالات التي تم علاجها بالتوعيه الدينية وثم الزواج.... ثم اخرج له
مقالات كتبها علماء المسلمين وفي النهاية اعطاه الحل الذي يثق
بنجاحه ...
جلس ناصر مع خاله ابوحسن بحضور ابوجاسم نقل لهم كل ما قاله
المعالج حتى وصل للحل...
ناصر: علمني عن طبيب نفسي مصري اسمه أوسم وصفي فتح له عيادة
خاصة بعلاج المثليين ....وكيف ان الناس هاجموه في البداية وبعدين
سكتوا...
ابوجاسم: وشكثر يبغيليه العلاج؟؟؟
ناصر: الفلوس والا الوقت؟؟
ابوحسن: الاثنين....
ناصر: الجلسة الوحدة ب200 جنيه والوقت من سنة لي 10 سنين حسب
التحسن بعضهم يتحسننون عقب سنة وبعضهم عقب سنتين...بس ترى
هو مهب ساحر ...الموضوع يبغيله صبر ...لازم تعرفون انهم بيصلحون
غلط 30 سنة في اقل من 5 ...تتخيلون الوضع؟؟؟وعقب مايخف لازم
يتزوج...
ابوحسن: ومن اللي مهب صاحي ويناسبه عقب فضيحته...
ابوجاسم وبدا انه قد فكر في الموضوع: من بره البلاد اكيد...ومادام
علاجه في مصر نزوجه هناك بنت حلال مسكينه تصبر عليه أذا
اصطلب ...بس لين نزوجه من بيقعد معاه هناك؟؟؟
ابوحسن: امه..اكيد محد غير امه...هي اللي ماربته ولا خلت حد
يربيه ...خلها هي تتلته...انا حدي بيت الله وعقب برد البلاد...
ابوجاسم: وبيتها؟؟ وانت ؟؟؟ وعيالها؟؟؟
يبتسم ابوحسن بسخريه : الله يهداك يابوجاسم..الحين هي تدري عني
والا عن بيتها والا عيالها؟؟؟ ونوال بيجيها نصيبها وبتروح ....
في نفس الوقت في بيت ابوجاسم
كانت العنود تتصفح مجلة Hello وهي تضع رجلاً على رجل عندما فُتح الباب
ودخلت عائشه ويبدو عليها الضيق ولم تسلم بل صعدت لغرفتها بصمت بعد أن اثارت
استغراب اختها ...تلفتت حولها واكتشفت أنها لوحدها فوضعت المجلة على المقعد
وقررت أن تخرج للحديقة لتتمشى قليلاً ارتدت غطاء رأسها ثم اتجهت للفناء ومشت
قليلاً ثم غيرت اتجاهها ومشت للحديقة الخلفية ولم تتنتبه لناصر الذي دخل بسيارته
للتو ولمحها من بعيد وفرح لأنه اشترى لها شكولاته ريسس ... ولا لحسن الذي رأها
فقرر أن يلحقها لكن من جهة بيتهم لتلتقيه في اخر الطريق وقد أحس انها ستتجه
لشجرة الصفصاف الكبيرة في زاوية الحديقه والتي مالت بجذوعها المورقة للأسفل
لتصبح مُظله للمكان ...بدت الحديقة مظلمة قليلاً مع أن الاضاءه توزعت على
اطرافها على شكل مصابيح طويلة ...
وقفت العنود بجانب الشجرة وأخذت تتأمل الحديقة التي صممتها والدتها
بنفسها مع المزارع هبت نسمة هواء عليله حركت الاوراق واصدرت
صوتاً غريباً فاستندت على جذع الشجرة وسرحت في حالها مع ناصر
ومدى رومانسيته معها والتي اكتشفتها مؤخراً في شخصيته واعجبتها ,,
فكثيراً ما كان يفاجأها بباقة ورد تسعد بها أو عدد من الواح شكولاتها
المفضله حتى مجلاتها ...لقد كان يعلم ما يسعدها بالضبط لقد بدأت تحس
بأحاسيس جديده معه ...احاسيس غريبه لم تفهم معانيها ... وفجأه
أحست بيد على كتفها فالتفت مبتسمه لظنها أنه ناصر جاء لها عندما
فكرت فيه وقالت : شدراك اني افكرفيك ؟؟
تقدم قليلاً فاكتشفت انه حسن وليس ناصر فجفلت وعادت للوراء قليلاً
بخوف وارتباك وتقدم لها اكثر وهو يمد لها ذراعيه ليمسكها وهو يقول:
لأني انا بعد كنت افكر فيج.. ورجعت عشانج...
العنود: الحين ؟؟؟ رجعت متأخر ...متأخر واييد...
حسن: ليش ؟؟؟ للحين ماتزوجتوا؟؟؟ قوليله انج تحبيني...قوليله انج
ماتحبين غيري.. وانج انغصبتي عليه ولو انه ريال بيهدج ...انتي للحين
ماصرتي في بيته.. للحين فيه وقت ...أنا احبج وماراح اتزوج غيرج
حياتي...
لم ينتبها لناصر الذي ما أن سمع هذا حتى اسرع بترك المكان وكأنه لسع
من عقرب... دخل بيته ولم يسمع اخطر وهو يكلمه وصعد لجناحه وفتح
الباب ووقف وامسك غترته وعقاله ورماهم على الارض ثم فتح أزرار
ثوبه لأنه احس بضيق وصعوبه في التنفس ثم جلس على اقرب مقعد
وأخذ يتنفس بقوة وهو يمسك بقلبه ويحس بألم غريب وكأن أحداً
يعصره ...صرخ : اههههههههههههه
وقفت العنود امام حسن مادة يديها للأمام لتمنعه من الاقتراب منها وهي
تقول: حسن... انا نطرتك سنين وانت كنت مستهتر فيني...كنت تحسب
أني لمجرد اني بنت عمك فأنا ملكك.. ويوم رحت لغيرك جاي تقول انك
تحبني..وانك ما راح تتزوج غيري... تأخرت وانا صرت مرت ناصر
الحين وهذي رغبة ابوي...وانا مستحيل اكون سبب مرض ابوي... أنا
اسفه ياحسن ...انساني ...والله يوفقك مع وحده غيري وويوفقني مع
ناصر...
تركته واسرعت للداخل ولغرفتها واغلقت الباب خلفها ...
بعد وقت أحسه سنه ...قام ناصر من مكانه ودخل الحمام وتوضأ وصلى
ركعتين وأخذ يدعو ربه ....يدعوه بأن يزيل الضيق عنه وأن يدله لطريق
الصواب... مضى الوقت وهو لازال على سجادته وعندما قام بحث عن
هاتفه النقال واتصل لجاسم ليخبره أنه سيسافر في الصباح لعمل
مستعجل وسأله جاسم: والسفره هذي جات فجأه.!!
ناصر: أنا كنت مأجلها من كثر الشغل ...بس الحين لازم اروح وانت
عندك كل شي..
جاسم: ياخي شلون تروح بدون ماتشرح لي بالضبط وش اللي
بسويه...؟؟
ناصر: انت ماتفهم ؟؟؟ اقولك اللي تم عادي...وبعدين ياخي هذي شركتك
والا شركتي؟؟؟ ليكون تحسبني عبد عندكم ؟؟؟
جاسم: اكرم عليك ...انت شيخنا كلنا ....هدي ياخوي...شفيك مستوي
كبريت؟؟
ناصر: مافيني شي ...انا بسكر الحي عشان ارقد وراي قومه من الصبح...
جاسم: لحظه بس...وين بتسافر..؟
تردد ناصر قليلاً ثم قال: لبنان...
جاسم: الله يحفظك...
لاحظ جاسم أن ناصر بدا غاضباً وغير طبيعاً بالمره..وقرر أن يعطيه وقت
ليهدأ حتى الغد وسيتصل به في المساء ليعرف ...
اقفل ناصر الخط ورأى كيس الشوكولا فأخذ ورقة بيضاء من الطابعة
وأخذ يكتب بقلمه ...
الى العنود
الظاهر أن علاقتنا كانت فاشله من البداية ...احنا الاثنين رضينا بزواج
مش متكافى عشان خاطر ابوج اللي للحين اغليه اكثر من ابوي ...ولو
قال لي احذف نفسك في البحر بطيعه وبدون تفكير...بس الظاهر لازم
العلم يجيه منج...لازم انتي تقولين له انج تحبين ولد عمج وانج للحين
مانسيتيه عشان يطلقج مني وتقدرين تكملين حياتج مع اللي
تبغينه..وتأكدي أن اللي يسعدج يسعدني...
ناصر
طوى الورقة ووضعها بين الواح الشوكولا وفتح حاسبه الالي المحمول
ودخل يبحث في الشبكة العنكبوتيه عن اقرب رحلة الى بيروت ووجد
طائرة الاتحاد ستغادر في الرابعة وأربعون دقيقه فجراً فحجز بالانترنت
وطبع التذكرة الالكترونية واخذ يجهز حقيبته بدون تركيز وارتدى جينز
ازرق وقميص قطني ابيض وقبل الرحلة بثلاث ساعات كان في المطار
يكمل اجراءات السفر وتوجه لصالة الدرجة الاولى وجلس هناك ينتظر...
هناك في غرفة عائشة حيث كانت تحس بالبرودة فجذبت اللحاف عليها
مع ان المكيف مغلق ...وأخذت احداث اليوم تمر امام عينيها ببطء ...كانت
في مكتبة الجامعة تدرس لوحدها عندما أحست بمن يجلس في المقعد
بجانبها فرفعت عينها وإذا به فهد وقد التف بجسمه تجاهها وهو يشبك
اصابع يديه وبدا على وجهه القلق والتعب عندما رفع رأسه بغرور وسلم
عليها فردت عليه وعادت لكتابها وهي مضطربه وتفكر ( شيبي ذيه؟)
فهد: عايشة...ابغي اكلمج في موضوع ...تسمحين لي؟؟
عائشه: اعتقد أن الموضوع الوحيد اللي كان بينا انتهى ...ولا خذنا عليه
درجات مثل الناس...
فهد: أنا ابغيج ....في موضوع ...ماقلت بينا موضوع...
نظرت له عائشة نظرة غاضبه ولم تنبس ببنت شفه فأكمل وهو يبتسم:
أنا بروح واشنطن عقب التخرج عشان اخذ الماستر...
عائشة: وأنا شدخلني تقولي؟؟؟ روح علم رفيجاتك..
فهد: أنتي الوحيدة اللي فالدنيا اللي لازم تعرف ...ماعاد فيه حد مهم في
حياتي غيرج..
لم تقاطعه بل اخفضت رأسها من الخجل وهي تفكر أنه يحول بينها وبين
الممر لتهرب فالجدار خلفها ...
فهد: انتي دخلتي حياتي وغيرتيها ...كل اللي حولي لاحظ أني فهد
جديد...واحد ثاني.. طلعتي أحسن مافيني ...مادري كيف ....بس
قدرتي ..بقصد أو بدون قصد قدرتي.. محتاجج
جنبي ...عايشه...تسمعيني؟؟
هزت عائشه رأسها ثم وقفت ودفعت الطاولة قليلا ثم مرت بجانبه
وهربت ....وهو ينظر لها باستغراب وهي تختفي ...لقد توقع اكثر من
ردة فعل لم تكن هذه واحدة منها...
في المساء في منزل ابوجاسم
دخل محمد الصالة وجلس وهو يبتسم فسأله جاسم : شعندك؟ شكلك
مسوي مصيبه..
همس محمد: ماينفع يسمعونها الشيبان..
جاسم: قول وبسمعك...
محمد: كنت رايح مع عبود خويي ناخذ تذاكر مسرحية طارق العلي ويوم
رجعنا سيارتي لقينا كامري لاصقه فينا والسواق فيها ....قام عبود يحن
علي يبغيني اريوس واقوله ماقدر الرجال لاصق مايسمع ويصارخ علي
وانا احاول وماقدر.. واطل اكلم السواق ويسوي نفسه مايعرف عربي
ويسفه لي وغربلوني الاثنين وانا بينهم ...وبغى ينبط راسي قمت
ريوست عليه بالعاني ودعمته والا ينزل يصارخ بالعربي علي ...خذت
سكين عندي فالدرج ونزلتله وانا مفور...
جاسم: سكين؟؟؟
محمد: اقولك رفعوا ضغطي ...المهم نزلت وانا رافع له السكين واصرخ
عليه والا ينسى العربي ويرجع يتأتأ : كفيل ...كفيل ...ويأشر على سيارته
واشوفها انخفست وسيارتي بس انشمخت...قمت رجعت وقعدت فالسيارة
وفهم عبود اني مهب متحرك من مكاني قام ونزل له وتوهق معاه في ا
الحر والرطوبه...وانا قعدت العب في البلاك بيري ...جزاهم ...محد قالهم
يحرقون قلبي...
جاسم: والسيارة؟؟
محمد: رحنا مركز الشرطة وكتبوا تقرير..عادي عندي تأمين...
جاسم: خبل ...شقولك...؟؟ مافيك فايده...اسكت خل نشوف ابوك وش
يشوف... مندمج من القلب.. من هالشيبه اللي حاطين صورته يبه؟
محمد: كاتبين اسمه المثقف الألماني اليهودي الشهير هنريك برودر ..
ابوجاسم: هذا يابوك واحد الماني مشهور كان دايماً يكتب عن الاسلام
والمسلمين اشيا شينه ...حتى أنه مّره قال حق شباب اوربا هاجروا لأن
اوربا بتنقلب مسلمه... وسبحان الله عقب ما عدى عمره الستين أعلن
اسلامه...
ام جاسم : سبحانه الله راد له الحين وعقب هالعمر...كل شي مقدر
ومكتوب بالدقيقة..
جاسم: بس يقول أنه كان عدو للاسلام والمسلمين طول هالسنين.. ماتم
شي ما كتبه.. سبحان الله ...
حضرت الخادمة بيدها كيس صغير اعطته العنود وقالت انه من ناصر
فقال ابوجاسم: الا وينه ناصر اليوم لا حس ولا خبر...
جاسم: سافر الصبح عنده شغل مستعجل .
محمد: لا.. مهب الصبح أنا البارحة وانا جاي البيت حول الساعة وحده
ونص شفته مخالفني في الشارع ...استغربت وش مطلعه هالوقت بس
قلت يمكن طالع يتمشى اتصلت فيه بس طلع مسكر جواله...
انصدمت العنود وهي تسمع الحوار فأتصلت بناصر بتلقائيه ووجدت خطه
لازال مغلق...ورأت جاسم يحاول ايضاً وبلا فائده...
جاسم: غريبه...المفروض وصل من زمان بيروت ليش للحين مسكر
جواله..
محمد: يمكن حط خط لبناني...ماعندكم رقمه ؟؟؟
هز جاسم والعنود رأسهم بالرفض...
ام جاسم: لا تحاتون ...بيتصل...اكيد بيتصل ..
اخذت العنود الكيس وصعدت لغرفتها وهي حزينه وتفكر: غريبه!!! حتى
ما مر وقالي !!!ولا عطاني البطاقة!!! ولا سألني اذا محتاجه شي!! ولا
اتصل!!! عمره ما سواها!!!
قلبت الكيس على السرير فسقطت محتوياته ورأت الشوكولا وبينها ورقة
مطويه.. سحبتها باستغراب وفتحتها وهي تحس بضربات قلبها تزداد
وبعنف ...احست أن الورقة بها خبر سيء...يبين غموض سفرته
المفاجأه....وقرأت الحروف بصعوبه.. وقرأتها مرة اخرى ...واعادت
قراتها مرة ثالثة ...وعندها أحست بأنه ربما شاهدها مع حسن...وفهم
غلط...تساقطت دموعها على وجهها وهي تفكر ( اكيد الحين هو
|
|
|
| | |