رواية / فلا هو بالذي أبدى هواه ولا هو بالذي عني يغيب/ البارت التاسع

( البــــارت التـــاسـع )
{ منزل عزام بن خالد - أمام باب الصالة }
دخلت غنى بسرعة وهي تنزع طرحتها المُبلله بدموعها ، لا تعلم كيف صبرت على ليلة البارحة ولم تقتحم منزل أهلها بأي لحظة
رفعت هاتفها وهي تتصل على لمياء للمرة الثامنة عشر ودموعها تنذرف على خديّها بقوة .. شهقت وهي تشعر بأنامل تتلمس كتفها
إلتفت خلفها بخوف , تنهدت براحة وهي ترى فارس يقف خلفها بصدمة من شهقتها
فارس: بسم الله عليك ، خوفتك؟
غنى وهي تمسح دموعها بشكل سريع: لا بس كنت مسرحة و انتظر لمياء من الظهر أتصل عليها ماترد ارسلت لها رسالة تجي للبيت بشوفها ،اشتقت لكم
فارس وهو يرفع يديه و يمسح دموعها بحنيه حُرم من اظهارها لإبنه ! : غنى يابوي وش فيك ؟ وضعك الفترة الأخيرة ما يعجبني من سافر بتار ما شفناك ودايم وجهك معفوس .. حاتم مضايقك ؟
غنى ابتسمت بشحوب : لا بس معدتي متعكره شوي ، ماعلينا وش مسوي ؟
فارس: الحمدلله بخير وطيب انتي أخبارك؟ كيف الحال !
غنى بهدوء وهي تزيح نظرها عنه: بخير ماشي الحال
فارس ضحك : ماشي والا يركض !
غنى رفعت حاجبها وهي تبتسم بهدوء: مالك داعي ..
فارس وهو يضرب جبين غنى ب أصابعه بقهر : ياربي العائلة المكشره ، أنا القاها منك والا من صهيبوه ؟ كاشخ علينا بعزام ياربي متى اتزوج و اكشخ بعيالي
غنى ضحكت بصوت عالي وهي تضع كفوفها على بطنها من أسلوب فارس الظريف: ههههههه يكشخ ب عزام ؟ جديدة هذي
فارس ب حرّه: كل شوي يقول أنا ابو الشيخ عزام ، لحد يقول لولدي كلمة ، عزام سيّد الرجاجيل و احنا عيال البطة السوداء
غنى وهي تسمح دموعها بطرف اصبعها : هههههههه محتر من عزام يعني ؟ تغار من البيبي يا فارس
فارس بغرور: تخيلي أنا فارس بن عزام أغار من عزام ! لو لي ولد غطى على ولد صهيب قولي فارس ما قاله
ابتعد عن غنى وهو يرفع صوته و يشير الى النافذة : الطيّب عند ذكره ، هذا ابو الشيخ عزام دخل بنحاش قبل ينهش عظامي .
غنى ابتسمت وهي تلتفت لصهيب الذي يلوح لها من النافذة و بادلته ..
غنى وهي تقترب من الباب و تلقي السلام على صهيب: السلام عليكم و رحمة الله
صهيب: وعليكم السلام هلا والله بأم فهد
غنى ابتسمت وهي تصافح صهيب: حور بالبيت ؟ بشوفها من زمان عنها لمياء شكلها مشغولة
صهيب: اي ياحبيبتي حور بالبيت مع عزام ، تبين أجيبها بعد العشاء هنا؟
غنى: يا ليت والله اشتقت لها مره - أكملت بتردد وهي تبعد نظرها عن صهيب - كلمت أحد من عيال عمي عبد الرحمن !
صهيب: لا والله ما كلمتهم ، ليه صاير شيء؟
غنى وهي تشعر بالدموع تتزاحم في محجرها: لا بس سألت ..
صهيب بإبتسامة: حاتم وينه مو معك؟
غنى تغيرت ملامح وجهها و شعرت بالإختناق وهي تحاول أن تضبط نبرة صوتها
غنى : لا مو معي .. بما إن أمي في حلقة التحفيظ و لمياء مو فيه برجع للبيت أرتاح
مع السلامة
ابتعدت عن صهيب وهي تغطي وجهها بغطائها بسرعة لتشعل الضوء الأخضر لدموعها , خرجت وهي تصعد في الخلف و تشير لفاروق على الطريق: حرك إلى أبعد مكان
فاروق: ياست الكل السيد حاتم بيئول
غنى بحدة: ما جاب لي المرض الا سيدك حاتم مالي دخل فيه كمل طريقك .
\
•
\
{ منزل حمود الفاضل / غرفة أثير }
مُستندة على ديكور السرير وهي ترتشف قهوتها العربية بهدوء و تتابع برامج التواصل بإهتمام .. رفعت رأسها لباب غرفتها الذي يطرق بخفه
أثير وهي تبتسم و تلمح اطراف أقدام أنس أخيها الاصغر: ادخل حبيبي ادخل
دخل و لعبة السيارة بيده وهو يبتسم في وجه أثير: تلعبين معي ؟ لميس نايمة .
أثير وهي تنزل هاتفها و تضع جانبًا و ترفع يديها لأنس: تعال
ركض بحماس وهو يقفز بجانبها: انتي السيارة الحمراء و أنا الزرقاء
أثير ابتسمت وهي تأخذ اللعبة بأناملها و تمشي السيارة على سريرها: نتسابق؟
أنس بحماس وهو يصرخ: ايه ايه , حقتي بتفوز
أثير ضحكت : نشوف
أنس وهو يقفز فوق السرير: سريرك هو المضمار من المخدة الى نهاية السرير نمرر السيارات
أثير ابتسمت وهي تمسك بالسيارة من النهاية: طيب يلا ..
أنس رفع حاجبه: ههاي أنا بفوز لا تحاولين.
أثير وهي تجلس بجانبه و تضع سيارتها بجانب سيارة أنس: الجائزة وش؟
أنس: آيسكريم فانيلا الخسران هو يشتريه
أثير ضحكت؛ OK يلا \
•
\
•
في الجهة الأخرى من منزل حمود ..
في غرفة لميس , كانت مستلقية على ظهرها على الأرض الباردة و خصلات شعرها البُندقية الطويل على وجهها
وهي تنظر للسقف بسرحان
اتخذت من غرفتها ملجأ ، معتكف ، سكن لها بعد ما عرض الرجل المسن الزواج بها
و صدمها موافقة والدها في بادئ الأمر!
ولكن لم يتمتع بالموافقة حتى انفجرت هي و أثير بوجهه و تراجع في نفس اللحظة
صرخت لميس بصوت عالي .. تنفيساً عن ضيقتها وهي تضرب الأرض بأقدامها: ماما وينك ؟ بموت من غيابك بموت اختنقت .. خنقوني يمه توني صغيرة أنا ضعيفه ما اتحمل
رفعت جسدها العلوي وهي تسند يديها على الأرض و تقاوم دموعها ، والى الآن مرعوبة من فكرة زواجها تظن أن والدها اتفق من الرجل من دون علمها ف هدوءه غريب هذه الفترة
تنهدت بعُمق وهي تقف بترنح و تخرج من غرفتها لتتنفس هواء نظيف قليلا و تعود لإعتكافها
رفعت حاجبها بصدمة ، وهي تنقل نظرها لنافذة المطبخ المطله على ممر غرفتها .. اعتلت شهقتها وهي ترى ظل رجُل غريب و طويل على زجاج النافذة .
ابتعدت عن جهة مقابلة النافذة للممر وهي تلاصق ظهرها بالجدار
لميس بهمس: معقولة أبوي سواها و دخل الشايب بيتنا؟ بلا إحم ولا دستور
اقتربت من النافذة و أقدامها تنتفض , توسعت عينيها باستنكار وهي ترى ( خالد) ابن خالتها مريم صديقة والدتها
رفعت وشاحها على رأسها وهي تتكلم من خلف الجدار و قريبة من النافذة بحيث يصل صوتها له:
كيف دخلت البيت ؟
خالد فُزع من صوتها الذي داهمه وهو يرتشف أول قطرات الماء البارد: معليش اذا ضايقتكم ، بس عمي حمود قال اقعد في البيت لين أجي مابي البنات لوحدهم
لميس هزت رأسها وهي تكمل خطواتها متجهة لغرفة أثير ..
طرقت الباب مرتين و دخلت بسرعة خشية أن يخرج خالد و يراها
لميس بمضض: ليه ما قلتي لي ان خالد بالبيت اخترعت يوم شفته
أثير بإبتسامة:
كيف تبيني أقول لك وانتي 24 ساعة بغرفتك؟ وما تطلعين و ماتكلمين أحد؟
لميس جلست على طرف السرير:
مالي خلق أشوف وجه ابوك
أثير رفعت حاجبها بحدة: بدينا في حركات المراهقات اللي مالها لزمة , عرفنا ان ابوي غلطان ولكن عيب هذا الكلام هو أبوك وهو الوحيد اللي وقف معنا بعد موت أمي وحطنا بعيونه ما تزوج و رمانا
لميس أزاحت وجهها للجهة الأخرى وهي تقاوم دموعها: لولا رحمة ربي فيني كان الحين أنا في بيت شايب و ماندري اذا عنده مئة ابن ! أبوك كان بيرميني رميه شينه في وجه شايب
أثير: ما ألومك تزعلين ولكن زعلك طول لك شهر قافلة عليك و ما تكلمين أحد .. مو كأنك زودتيها ؟
لميس: لا ما زودتها هذا اللي عندي .
\
•
\
•
\
•
{ منزل فهد بن عامر - الصالة السفلية }
كانوا جميعهم مجتمعين , فوزية و فهد و أبنائهم
ترف وهي تمد فنجان القهوة لأبيها:
أرين وصلت ؟
فهد: ايه الحمدلله
ترف وهي تركض لغرفتها بإبتسامة: بتصل عليها
زياد بصدمة: نزل عليها الحب فجأة؟
حاتم: اتركها تكبر و تعقل
زياد باحتقار وهو يهمس في اذن حاتم: أكثر من كذا ؟ أحسها تغار من أرين
حاتم ضحك وهو يأخذ التمر و يتناوله: اشش .. لا تسمعك و تقلب البيت فوق رأسك ، اقعد فكر ب نور و خلّ ترف و أرين بحالهم
زياد بقهر وهو يقرص حاتم بظهره: ساكت عنك حشمة لأبوي و أمي و الا انت ماتستاهل ياشينك وتبي تصير أب بعد منت وجه ابوّه
حاتم وقف وهو يأخذ المناديل الورقية و يمررها على شفايفه: يبه أنا رايح لخويي أنس تامر على شيء؟ وانتي يا الغالية؟
فوزية بحنيّة: لا ياحاتم سلامتك
فهد بحدة وهو يخز حاتم بغضب: زوجتك وينها؟ ما اشوفك معها من فترة لا تفضحنا مع أهلها يا الردي ، اذا دق عليك خويك فزيت و زوجتك راميها ب بيت أهلها ماربيتك على هذي العلوم الشينة يا حاتم
حاتم تنهد وهو ينظر لزياد الذي يضحك عليه بسخرية: زين يابوي خليت العواذل يتشمتون؟
زياد بسخرية: روح روح عند زوجتك بلا حركات أطفال
حاتم اقترب من والده وهو يتجاهل زياد و يقبّل رأسه باحترام:
يبه الله يهداك تظلمني كذا !
غنى طلبت تشوف أهلها لها فترة ماشافتهم تبي تسولف معهم شويتين
فهد بحدة: زين زين ، غنى بنت رجال و معدنها أصيل لو دريت انك مزعلها ياحويتم ياويلك مني ولدي وطبعك مايل أعرفك
\
•
\
•
\
•
\
{ منزل عزام بن خالد - جناح عزام و زوجته سميرة }
كان جالس على الكرسي وبين يديه جريدة قديمة من عام 1999 للميلاد !
سميرة ابتسمت:
اعتق هالجريدة ، ذبلت بيدك ياعزام لها 19 سنة و للآن محتفظ فيها ؟
عزام بهدوء وهو يرتشف فنجانه و يديه محتضنة للجريدة المهترئة جداً :
أخباركم الحين تسد النفس ، مافي مثل أخبار أول
سميرة جلست أمامه: وش الفايدة ؟ وانت متمسك ب جريدة قديمه وماتبي الجديد؟
عزام ابتسم وهو يشير بسبابته المُجعده لكبر سنه على سطر من أسطر الجريدة:
تعجبني جرايد أول ، حتى أخبارها زينة
ابتسمت سميرة بمُجاملة وهي تقترب من باب الغرفة: فكرت بكلامي قبل ؟
عزام وهو يعقد حاجبيه تعبيرًا عن نسيانه و محاولته الجادة بالتذكر: اي كلام؟
سميرة انقلبت ملامح وجهها لعدم الرضا وهي تلتفت لعزام و بنبرة عتب عميقه:
حاتم مُختفي عن الوسط ! مو مرتاحة ، و غنى ياقلبي عليها أمس جت و مالقتنا بالبيت راحت زعلانة
عزام بعصبية: خوفك الزايد اللي انقلب وسوسة يزعجني .. بنتي لو فيها شيء تكلمت لا تخربين بيتها وهي باقي صغيرة صعب عليها تشيل لقب مطلقة
قلبتي الدنيا عشانها أخذت حبوب منع ماهي اول حرمة تأخذها ، و على خبري انها قطعتها من اربع شهور وما تأخذها الله يبشرنا بحملها
سميرة بقهر: أنا أم عمرك ماراح تفهم ، الله ياخذ عمري لو بغيت أخرب حياة بنتي
بس بسكت مو عشانكم عشانها .. بس والله يا عزام لو جتني غنى في يوم زعلانة و تبي الطلاق بتطلق من حاتم غصب !
عزام: أنا مو رديئ أترك بنتي لرجالها , لو جتني غنى بنفسها و قالت طلقوني منه ما أبيه ماتقعد على ذمته دقيقة .. انتي اتركينا من وساوسك
*
*
*
*
{ المستشفى التخصصي - غرفة عبير بنت عبدالرحمن }
جالسة و طرحتها على أكتافها وهي تقاوم والدتها التي تُجبرها على تناول وجبة العشاء التي في غير موعدها
عبير : امي والله شبعانة مالي نفس بالأكل
خلود بعصبية من مقاومة عبير لها: توك طالعه من عملية و جسمك ضعيف .. أكلي لك كم لقمة تقويك والا ناديت الدكتور لك
عبير بهدوء: أمي كم عمري ؟
خلود باستنكار لسؤالها: 24 و ثلاثة شهور
عبير ابتسمت: يعني كبيرة و أعرف متى أحتاج اكل الحين والله شبعانة مالي في العشاء ، تكفين لا تتعبين نفسك و تتعبيني
خلود رفعت حاجبها وهي تقرص عبير من ذراعها: دلع بنات ، قالت مو محتاجة أكل ياكذبك وجهك شاحب و شفايفك بيضاء من الجوع لا تراددين وتعشي
عبير أخذت الملعقة المليئة بالأرز وتناولتها وهي تنظر لوالدتها بمعنى ( رضيتي ! ) خلود ابتسمت برضا وهي ترفع نقابها بيدها و تغطي وجهها:
تغطي الطبيب أحمد المشرف على حالتك بيدخل
عبير غصّت ب لقمتها وهي تتناول قارورة الماء بسرعة و تشربها على دفعات متتالية
عبير وهي تأخذ طرحتها و تغطي وجهها كاملاً: يمه ليش؟ أكيد بيوصي على حالتي كبيرة و اعرف
خلود بنص عين وهي تلمح طرف أقدام أحمد ، بهمس: ازعجتينا كبيرة و كبيرة كأنك أول مرة تعرفين انك كبيرة
أحمد بإبتسامة وهو يشير للممرضة بجانبه و يراجع ملف عبير:
السلام عليكم و رحمة الله , الحمدلله على السلامة آنسة عبير
عبير بهمس : الله يسلمك !
أحمد وهو يوجه كلامه لعبدالله الذي دخل معه: حالتها الآن مستقرة تمامًا ولكن تحتاج قسط من الراحة لفترة عشان جسدها يرتاح من بعد العملية
عبدالله بهدوء وهو ينظر لعبير: الحمدلله
هز أحمد رأسه وهو يهمّم للذهاب من وجه عبدالله الذي يبدو تحت لسانه كلام !
خرج من الغرفة و أغلقها خلفه .. نزعت عبير طرحتها بهدوء وهي ترتب شعرها وعيونها بالأرض من نظرة عبد الله الغريبة
عبدالله تقدم و جلس في الكرسي بجانب سريرها من الجهة اليسرى وهو يبتسم :
كيف صحتك ؟
عبير: الحمدلله أحسن بكثير
عبد الله: يعني أقدر اتناقش معك !
وقفت خلود وهي تشعر بحساسية الموضوع من جدية عبدالله و صرامته رغم دفئ ابتسامته: انا رايحه أتمشى شوي
عبد الله: ارتاحي !
خلود: لا ياحبيبي بروح اتمشى رجولي تصلبت من القعده
عبد الله انتظر خروج والدته من الغرفة و إلتفت لعبير بحده:
وبعدين معاك ؟
عبير بتوتر: وش صار ؟
عبدالله بغضب وهو يرمي هاتفها بحضنها والشاشة مفتوحة على رسائل بينها هي و رشا:
مو قلت لك اتركي موضوع البنت هذي لي ؟ موقلت لك انا بتفاهم بالموضوع ليش تتدخلين ؟
عبير وهي تشعر انها بأي لحظه ممكن تنفجر و تبكي أخذت هاتفها: عبد الله أخاف يضرونك
عبدالله بحده: مالك دخل مايخصك .. قلت لك لا تتدخلين كفاية اللي سووه فيك المرة الأولى ضربوك بإبرة تهيّج لك حساسية الصدر و انتي تعرفين انها خطيرة عليك لأن معك حساسية صح! و المرة الثانية اعوذ بالله مدري وش يسوون
ابعدي عن الموضوع أنا اتكفل فيه
عبير زمّت شفايفها وهي تبعد نظرها عن عبدالله: طيب أسفة ارتحت !
عبدالله ضحك وهو يقرص خدودها: ايه و أرتاح اكثر اذا حذفتي رقم الحيوانة من جوالك وماجبتي طاريها
عبير ابتسمت: ياحظ زوجتك بتستانس ههه
عبدالله تغيرت ملامح وجهه وهو يعتدل بجلسته: زوجتي ؟
عبير رفعت حاجب: ايه لجين
عبدالله ابتسم بعفوية: اها ايه \
•
\
•
\
{ أمام بوابة الجامعة الساعة 4 مساءً / واشنطن }
جالسة ك عادتها سابقاً و سلتها الخشبية أمامها مليئة بالزهور ، تمارس هوايتها منذ الطفولة وهي تجمع عدداً كبيراً من الزهور و من بينها ( زهرة الآذريون ، زهرة الأوركيد ، زهرة التوليب )
و تبيعها مجاناً على الماره
هذه المرة مرتدية بالطو أسود ب نقابها !
لاحظت عدد المشترين قليل ليس كالعادة توقعت انه بسبب غطاء وجهها ولكن لن تسمح لهذا السبب التافه بنزع نقابها !
رفعت حاجبها بغيض وهي تلمح بتار يدخل من بوابة الجامعة بإبتسامة عريضة
وعينيه عليها ؟
وقفت بتشتت وهي تأخذ سلتها بما إن اليوم إجازتها ستبتعد عن الجامعة بقدر المستطاع ولاسيما إن بتار موجود !
شهقت وهي تشعر بيد صلبة تُمسك بذراعها
رفعت رأسها بذعر وهي تنوي أن تنتف شعره للرعب الذي سببه لها
إذ به رجُل ذو قامة طويلة و منكبيين عريضين و بشرة سمراء غريبة؟ سمار قانت
شهقت وهي تشعر بذراعها يُطحن من شدة قبضته
الرجل الأمريكي الجنسية وهو يمسك بطرف غطائها: Why do you wear this ؟
أرين شهقة بصدمة وخوف بنفس الوقت بسبب اعتراضه على غطائها وهي تصرخ تناجي ربها ومن حولها
أغلق فمها بيديه وهو يدخل بين الحارات القريبة جداً من الجامعه .. و أرين بين يديه !
أرين صرخت بخوف وهي تتخبط بين يديه و دموعها احتبست في محاجرها من الصدمة ، لا تستطيع اطلاق حنجرتها لتصرخ ولا تستطيع اشعال الضوء الأخضر لدموعها
جرّاء صدمتها التي ألجمت حواسها بالكامل وكأنها مُخدر ..
صخبت صرختها الموجوعة بعد ما قذف بجسدها على الأرض بكل قوته
بكت بصوت عالي جداً وهي تصرخ:
Help me please , help me ، بتار !
الإسم الوحيد الذي تعرفه هنا ، الاسم الوحيد الذي يمكنه مساعدتها
ولكن هل يسمعها ؟
في الجهة الأخرى من الشارع .. أمام بوابة الجامعة
كان بتار يقف باستنكار لغياب أرين المفاجئ عندما أتى مسرعاً من باب المحاضرة كي يناقشها في آخر موضوع حدث بينهم
رفع حاجبيه بصدمة وهو يرى سلتها مرمية على الأرض و زهورها ملقاة أرضاً
ركض للكرسي الذي كانت تجلس عليه وهو يمسك بزهرة الآذريون الصفراء و يلتفت حوله بشك !
أخذ يمشي حول الزهور بتفكير هل هي ذهبت بنفسها او حصل لها مكروه؟
اقترب من البناء الأحمر الفاصل بين شارع الجامعة و الشارع الموجودة أرين به
شخصت عينيه بصدمة وهو يسمع استنجادها و خصوصًا استنجادها به !
وضع الزهرة بجيبه بإستعجال و
ركض متجه للصوت وهو خائف عليها جداً
صرخ بقوة وهو يركض إتجاه الرجل ، جن جنونه وهو يراه يحاول انتزاع نقابها ! :
يا النذل اتركها .. ألقى له ضربًا مبرحًا وصوت بكائها يرن في اذنه كالرنين المغناطيسي
بتار بصراخ: أرين ابعدي من هنا ؛ ادخلي الجامعة بسرعة
أرين شهقت ببُكاء وهي تشد الربط على نقابها و تركض خارجة من الشارع ، ركضت حتى وصلت إلى باب الجامعة
و وقفت تنتظر بتار .. و الخوف ينفضها
أطلقت شهقة مفجوعة من حنجرتها وهي ترى بتار يأتي إليها و الدم يخرج من أنفه !
و تيشيرته مُمزق من كتفه نزولاً لجانبه الأيسر
أرين بخوف وهي تخرج منديلها الخربزي نفسه المنقوش عليه حرفها و حرف والدتها وتضعه على أنف بتار بِ رقة:
آسفة كل اللي حصل بسببي !
بتار أخذ المنديل بيده وهو يعيده لأرين: حاشى مو بسببك ..
ابتعد عنها قليلاً وهو يجلس على الكرسي الذي كانت تجلس عليه:
أنا الملقوف اللي خفت عليك - التفت لها بغضب مُصطنع وهو يشير بسبابته على تيشيرته - عاجبك شكلي يعني ؟ كأني متسول من سبعين سنة
يافضيحتي على ذا الشنب أتكفخ !
أرين ضحكت: شكراً يابتار ، لولا الله ثم أنت الله أعلم بحالي
بتار بإبتسامة: الأخوان مابينهم شُكر
أرين قطبّت حاجبيها وهي تتذكر آخر موقف حصل بينهم في الطائرة و بهمس: أسفة !
بتار بهدوء وهو يظن اعتذارها عن الموقف الذي حصل قبل قليل:
ماله داعي الإعتذار ماسويتي شيء !
أرين بتردد: لا أقصد عن موضوع الطيارة
بتار رفع حاجبه: يصير خير
أرين ابتعدت وهي تأخذ سلتها و ترتب زهورها بسرعة و بصوت خافت أقرب للهمس:
مع السلامة
ولكن من حُسن حظها بتار سمعها واكتفى بنصف إبتسامة .. ظلّ ينظر اليها وهي تبتعد عنه تدريجيًا
وقف وهو متجه للنُزل الذي يقيم فيه ، نزل رأسه وهو يلمح طرف المنديل الخربزي الخاص ب أرين !
و يبدو انها لم تشعر بسقوطه منها
أخذه وهو ينوي ان يعيده لها في أقرب فرصة ممكنة .
\
•
\
•
\
•
\
{ أمام باب منزل حاتم بن فهد / غنى }
نزلت من السيارة وهي تنظر للساعة بتوتر ، قضت نصف اليوم وهي تدور في شوارع المدينة بلا هدف فقط تريد الابتعاد عن حاتم لا تريد رؤية وجهه
و كل دقيقة تراقب الهاتف بخوف تنتظر مكالمة من أهلها يعزونها ب وفاة عبدالله !
تنهدت وهي تدخل المنزل بحذر ، خشية أن يسمع دخولها حاتم ولكن فُزعت بوجود حاتم أمامها ب بيجامة قطنية زرقاء و بيده كوب قهوة عربية ، و عيونه على غنى
غنى دخلت بدون كلمة وهي ترمي عبايتها على الكنب و تستلقي على ظهرها
حاتم بسخرية وهو يرتشف من قهوته: عظم الله أجركم ب فقِيدكم !
غنى تجاهلته وهي تشعر بحرارة الدموع تشتعل بعينيها ، و العبرة تخنقها
حاتم: ماتبين تروحين توقفين مع عمك؟ مو عيب عليك تتركينهم بأقسى ظروفهم..
غنى و نبرة البكاء وضحت بصوتها: آخر شخص يعلمني العيب أنت
حاتم جلس أمامها وهو يرتشف قهوته ببرود و يلعب بأعصابها كأنها قطعة شطرنج في حلبته ! :
سبحان الله ، كُل من عليها فان .. سنة الحياة المفروض نتأقلم معها
غنى بكت بقهر وهي تعتدل و تجلس:
حاتم خلاص اسكت .
حاتم وضع كوبه على الطاولة وهو يجلس بجانبها و يحضنها بشدة كأن له سنين لم يراها: ياقلبي ياغنى كلنا بنموت هذي سنة الحياة
غنى بصراخ وهي تدفعه بعيد عنها ، وتضربه بقوة على صدره بغبنه:
بسببك .. بسببك
حاتم ابتسم رغم قوة الضرب الذي يتلقاه جسده من غنى:
هاو ؟ تعترضين على قضاء ربك وانتي اللي تذكريني بالله دايم ؟
غنى صرخت صرخة لو شاءت مزقت طبلة أذن حاتم: اسكت اسكت ، ماتخاف ربك يا الظالم
وش باقي ماسويت ؟ ما تخاف من الآخرة ما تخاف من عذاب القبر ؟
حاتم ابتسم وهو يُمسك بذراع غنى:
هدّي مو زين الصراخ
غنى دفعته بكل قوتها بعيد عنها ، وهي تحاول أن تستعطفه قليلاً: حاتم ليش كذا ؟ تهون على نفسك تدخل النار ؟ تهون عليك نفسك لهذي الدرجة ياحاتم ..
حاتم سكت قليلاً وهو يبتعد عن غنى .. و يبتسم بلا شعور وكأن الرحمة نزعت من قلبه
غنى بدورها استلقت على الكنبة وغفت لربما ترتاح قليلا من همْ تجرعته وهو وهم !
\
•
\
•
\
•
\
{ منزل عزام بن خالد - مجلس الرجال }
كان عزام جالس بصدر المجلس و على يمينه صهيب و ابنه عزام الصغير ، و على يساره فارس و ضاري زوج لمياء
ابتسم فارس وهو يمد يديه لعزام الذي بدأ بالحبو: هيا تعال ياحبيب عمك
ابتسم عزام له وهو يشهق بفرحة طفل و يمد يديه لفارس
أخذه فارس من يد صهيب وهو يداعبه قليلاً
ضاري بإبتسامة: عقبال مانشوف عيالك
فارس تجهم وجهه وهو يتصنع الابتسامة في وجه عزام: يصير خير إن شاءالله
عزام بإزدراء: بتصك الثلاثين ياولد
فارس وهو يضع عزام بحضنه ويرفع رأسه لوالده بإبتسامة مُتكلفه: حرام عليك توني صغير بدري صهيب: ههههههههه اللي يسمعك يقول عمرك عشرين ..
فارس هز رأسه بهدوء وهو يلعب بشعر عزام و يبتسم بهدوء غزى صدره ، و راحة فضيعة من وجود عزام بجانبه
يشعر بشعور الأبوة تجاهه .. رغم أنفه !
تنهد وهو يتذكر إبنه او إبنته ، و عزيزته الميته ماريّا
يحبها من كل قلبه ، يعشقها ، يقرأ حروف اسمها ف يغُوص و يذوب في معانيها
يناديها في داخله .. وينسج من حروف إسمها نغمة , نغمة لأغنية خاصة به و بها
ختم شوقه الجريح لهم ب ( رحمهم الله )
وهو يستوعبها بصعوبة و نطقها يجرح لسانه ويدمي قلبه
وقف وهو يحتضن عزام بيديه و بنبرة رجاء لصهيب:
بأخذه أتمشى معه شوي ، اذا سمحت ؟
صهيب: أخاف البرد يلفحه
فارس: مابنطول نص ساعة و راجعين -التفت وكأنه يكلم عزام بضحكه - صح عزام ماراح نتأخر على بابا؟
ابتسم فارس وهو يخرج من المجلس و يُقبّل عزام بحب أبوي نزل عليه فجأة ..
اتجه للسيارة وهو مازال يلعب مع عزام
تفاجأ بصوت شهقة عالية قريبة منه ببُعد مترين
إلتفت خلفه بشك وهو يمعن النظر في أرجاء الحوش
لم يهتم وهو يكمل طريقه و تارة ينظر للأمام و تارة لوجه عزام و يضحك معه
ركب سيارة صهيب وهو يضع عزام بالكرسي المخصص للأطفال بالخلف ..
في الجهة الأخرى ، خلف مجلس الرجال
كانت حور خلف الجدار و قلبها يضرب كالطبول بخوف و توتر تلبس قلبها
وهي ترى فارس يبتعد وعزام بين يديه
شهقت بخوف و تلت شهقتها دموع متتالية تنذرف بقوة على خديّها تأبى الوقوف
ابتعدت عن المجلس بحذر كي لايلمحها صهيب وهي تركض داخلة للمنزل
تناولت هاتفها من على الطاولة التابعه للصالة الداخلية وهي تفتح بسرعة على رقم صهيب
لم تكن سوى ثواني قليلة حتى رد عليها صهيب
حور بتوتر تحاول ألّا تظهره:
صهيب عزام وينه؟ وقت وجبته الحين
صهيب بعفوية وهو يبتسم بوجه ضاري و عزام والده: طلع من ثواني مع فارس يتمشى فيه شوي وراجعين إذا رجع جبته لك
حور شهقت بتمثيل وهي تلعب بأعصاب صهيب حتى يُعيد عزام لحضنها بأقرب وقت: منجدك؟ حرام ليش تطلعونه للبرد هو صغير مايتحمل مثلكم وفوق هذا بدلته خفيفة ما تدفيه أخاف الهواء يمرضه
صهيب بهدوء: خلاص كلها دقايق ويجي فارس و أجيبه لك .
أغلق الخط بوجهها إحتراماً لوجود ضاري بينهم و يبدو أن حور مابتعدي الموضوع على خير من نبرة صوتها القلقة بزيادة
مستحيل هذا كله إهتمام ، ممكن هوس إهتمام ب عزام !
حور تأففت بتوتر وهي تضرب الأرض بقدمها:
بيعرف بيعرف ، بنحرم من ريحة عزام ما أقدر ما اتحمل
انا أستاهل أكون أمه انا ! اهتميت فيه حطيته بعيوني داريته
أنا شهدت على ولادته .. أنا أستاهل أكفله ، ابوه رماه ومايبيه ايه ايه مايبيه . \
•
\
•
\
•
\
{ مكتب عبدالله بن عبد الرحمن - الطابق العاشر }
جلس بهدوء وهو يرتدي نظارة طبية زُجاجية ، وعيونه تتجول بين سطور الكروكي لتصميم شركته بهدوء
يفكر بإستغلال جزء صغير لصالحه بطريقة جديدة
قطع عليه طرق الباب المتتالي وهو ينزل نظارته على المكتب و بهدوء: ادخل
دخل " وليد " صديق سعود بالعمل وهو يبتسم لعبدالله: السلام عليكم
عبدالله وقف وهو يبتسم برحابة صدر: وعليكم السلام ، هلا والله و مرحبا تو مانور المكتب
جلس وليد على الكرسي وهو ينزل قبعته العسكرية من على رأسه: هلابك أكثر يا الغالي ، شخبارك عساك بخير دوم؟
عبدالله: بخير عساك بخير
وليد ابتسم بهدوء حرجاً من عبدالله: اعذريني الواضح جيتك بوقت غلط ، ولكن أخوك ترك لي عقل؟
عبدالله ضحك: هههههههه لا ما عليك ماني مشغول كثير ، وش مسوي سعيدان؟
ابتسم وليد: لا ماعليك أدبناه ، بس بتطمن عليه له يومين مختفي وجواله مقفل مو من عوايده
عبدالله قطب حاجبيه بإستنكار ممزوج بغضب: يومين مختفي؟
وليد تلاشت ابتسامته تدريجيًا وهو يلتقط ملامحه عبدالله المصدومة:
ما قال لكم ؟ ماعندكم خبر عنه؟
عبدالله وهو ينتشل هاتفه من بين ملفاته و يبحث عن رقم سعود: لا ما قال وماندري عنه ، على أساس مشغول بدوامه ومن بعدها ماشفناه
وليد: غريبة وينه !
عبدالله عض شفتيه بقهر وخوف على أخيه وهو يسمع لصوت الرد الآلي ( الجوال المطلوب مُغلق الرجاء الاتصال في وقت لاحق )
رفع عيونه لوليد وملامح القلق احتلّت وجهه و وجهه أصفر من الخوف على سعود: آخر مرة شفته متى؟
وليد بتوتر من ملامح عبدالله اللي إنقلبت بدقيقة: أخر مره جاء عندي القسم ومن بعدها ماشفته
عبدالله وقف وهو يأخذ شماغه: أصدر بلاغ عن اختفائه ، رجُل بعمر 27 سنة ما اعتقد مخطوف احتمال خطفه 1% ، يمكن لاسمح الله حادث او شيء
وليد وقف وهو يتلمس سلاحه بجيبه بطبيعة عمله ك " ضابط " :
أبشر يابو رائد .. ابتسم عبدالله بهدوء وهو يخرج من المكتب و وليد بجانبه:
كلم الناس اللي تعرفهم بالعمل يكلمون سعود كثير و أنا بشوف الجيران
وليد: طيب يمكن سعود قريب من البيت
عبدالله بصدق وهو يلتفت لوليد:
ما اعتقد لو صدق اللي تقوله كان قال لي أخوي و اعرفه ، وفوق هذا أمس كان دوره بزيارة عبير ولكن مختفي تمامًا ماله حس الأفضل نتأكد .. و بصراحة أنا خايف عليه لأن اذكر قبل فترة مسك قضية فيها مجموعة شباب الله يستر عليهم ضايعين و على كلامه يقول هددوه بالقسم ولكن هو تجاهلهم
صعد وليد السيارة بجانب عبدالله وهو يتذكر آخر حادثة أتت لهم بالقسم ، مجموعة شباب مروجين للمخدرات -هداهم الله - :
اي تذكرت كان واحد منهم اسمه هشام هو اللي هدد سعود بس ما أظن انهم السبب
عبدالله وهو يحرك سيارته بطريق القسم ليوصل وليد: أنا أحط اسوأ الاحتمالات عشان أتقبل اي صدمة تجيني ع العموم بحطك بقسمك و بروح أشوف الجيران ..
سكت عبد الله بتوتر و القلق يأكله على أخوه الأصغر وهو يتنفس بصعوبة
ما كفاه مشكلة عبير وهو الى الآن يبحث على طريقة سلسه توصله للرجال الذين غرزوا الإبرة بجسدها ، ورشا رغم أنه حدّث أخيها ما زالت مستمرة ! \
•
\
•
\
•
{ المستشفى التخصصي - أمام زجاجة الريسبشين }
أثير وهي تمد للموظف بطاقة أخيها انس الصحية: موعد تحاليل لأنس
هز الموظف رأسه بهدوء وهو يُشير لقسم إنتظار النساء: انتظري يا أختي على ماينادون اسمكم
أمسكت بيد أنس وهي تتجه لقسم إنتظار النساء .. لفت نظرها رجُل ب ثوب و متلثم بشماغ و حالته " مبهذله جداً " و عينيه تحفها السواد من قلة النوم و الإرهاق
رفعت حاجبها وهي تُميز ملامحه جيداً
وبدون شعور منها شدت قبضتها على يد أنس بغيض
أنس صرخ بألم: آي أثير
أثير تركت يده بسرعة بخوف من صرخته وهي تمسك يده بأناملها: آسفة ماحسيت بنفسي ، تعورك؟
رفعت رأسها مُجدداً لنفس الرجل الذي رفع عينيه لها وجذبه صراخ أنس العالي من الألم
شهقت بتوتر وهي تمسك بأنس و تسرع لباب قسم انتظار النساء بجانب ( سعود )
قبل دخولها للباب بثانية أمسك سعود بيدها بتعب وعيونه حمراء من قلة النوم: أعتذر لو اني مُتطفل .. تقدمين لي خدمة؟
أثير توسعت عيونها بخوف وهي تحاول تسحب يدها منه بقلق من نظرة أنس المستنكر لوضعهم: نعم !
سعود سحب يده بهدوء وهو يفك لثمته ليتضح " جرح " عميق على خده ينتظر موعده لتعقيم و تغيير الخياطه:
أمس تعرضت لهجوم من مجموعة شباب
قاطعته أثير بلا اهتمام وهي تهممّ بالدخول للقسم: وش دخلني أنا؟
سعود ابتسم بعباطة أكثر وهو يرفع لثمته: أحتاجك بمهمة؟
أثير بسخرية: والله .. كيف بتقنعني؟
سعود انحنى لأنس وهو يمد يديه له ليصافحه:
ايش إسمك يابطل ..
أنس وهو ينقل نظراته بين أثير و سعود: أنس .. أنت مين !
سعود بثقة وهو يرفع عينيه لأثير ، ثقة بأنها ستقبل مساعدته: أنا عمو سعود ، شرأيك يا أنس نروح البقالة أنا وانت؟ نشتري حلويات و نرجع؟
أنس رفع رأسه لأثير بحذر: توافقين ..
أثير بحده وهي تمسك بيد أنس و تتجه للممرضة التي تنادي بإسمهم:
ما نروح مع غرباء يا أنس ، جاء دورك
أنس هز رأسه بإبتسامة وهو ينظر لسعود الذي يغمز له ويشير على بوابة المستشفى وكأنه يقول ( أنتظرك )
أنس أشار على اثير بمقصد ( ما أقدر ) ضحك سعود من براءته وهو يلوح له ب مع السلامة و يدخل لقسم الطوارئ ليعقم جرحه .. بينما كانت أثير تتحلطم من جرأته كيف سمح لنفسه يلمس يدها؟ وخصوصاً ان معها أنس و بمكان عام
لو رآهم أحد وفهم مقصدهم خطأ و فسره تفسير آخر
أنس ضحك وهو يجلس على الكرسي أمام الطبيب:
ليش جينا هنا؟
أثير: فحوصات شاملة تحتاجها
الطبيب بهدوء وهو يقرأ اوراق أنس:
الحمدلله استصحت حالة أخوك تقريبًا ، وهذا بفضل الله تعالى ثم تفاعلكم الإيجابي بعلاجه
أثير بابتسامة وهي تمسح على شعر أنس: يعني بنوقف علاج الصرع نهائياً ؟
الطبيب بهدوء وهو يكتب له جرعة أقل: راح نخففها تدريجياً الى أن نقطعها عنه
أثير ابتسمت لأنس بفرح: الحمدلله

آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
سَلمتَ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ
وَسَلِمتَ يُمنَآكِ المُخمليِهَ لِ جلبهآ المُتميزَ
جَزيَلِ شُكِريَ
..ْ~|

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ملاك

- أنتقآؤكْ رَبيعٌ فاتِنْ ..
أروتني معرفتٌك حد الإكتفاء
لقلبك بياض لا ينتهي

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
أول أطيافي

يسعد لي رووووحك

ما أجملك وما أجمل ماشاااهدنا

سعدت بمصااافحتك هوووووون

يعطيك العااافيه

شاكره لك

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
الغند

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
مجنون قصايد

سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي