تعتبر مرحلة الطفولة بأنها مرحلة حرجة جدا, حيث تبدأ شخصية الطفل بالتشكل, و يبدأ الطفل باكتساب الصفات و الطباع, بمجرد دخوله المدرسة, وقد تنحصر سيطرة الوالدين على الظروف التي تحيط بالطفل, و تزيد من عدم انتباههم لما يمر به بهذه المرحلة مما ينعكس سلبا عليه و على شخصيته, و من الأمور التي يجب الحذر منها, التوتر أو القلق, فمثل هذه الأمور قادرة أن تؤثر على جميع مناحي حياة الطفل, و في ما يلي بعض الطرق التي يمكن التعامل بها مع الطفل, لتجنب توتره أو قلقه:
إن أول خطوة يمكن المضي بها, هي الانتباه لأي تطورات على حياة الطفل يمكن أن تسبب له القلق, مثل دخول المدرسة, أو قدوم طفل جديد للعائلة, أو التعامل مع الأقارب, كما و يوجد العديد من الأمور الأخرى التي يمكن لها أن تكون شرارة لإشعال التوتر و القلق, و بعد تحديد مصدر القلق عند الطفل, يجب التحدث معه بنفس مستواه الفكري عن الموضوع الذي يثير قلقه أو توتره.
عند التعامل مع الطفل و التحدث معه حول الموضوع الذي يقلقه, لا ينبغي إخباره بأن كل شي على ما يرام و لا يوجد داعي للقلق, فهذا بدوره يمكن أن يزيد الأمور سوءا, بل يفضل الاستماع للطفل بشكل جيد حتى ينهي ما يود التحدث فيه, كما يجب على الوالدين مراعاة الطفل عند تحدثة, و النظر إليه, و إعارته كل الإهتمام, و ذلك عن طريق إعادة صياغة ما يتحدث به بكلماتهم الخاصة, كي يعبروا عن مدى تفهمهم لمشكلته.
يجب على الوالدين أن يشعروا الطفل بأنهم متفهمين لمشاعره و مخاوفه بشكل واضح, و لكن عليهم الحذر من التقليل من شأنها أو تضخيمها, فعلى سبيل المثال, إذا كان الطفل يظهر مخاوف من يوم النشاط في المدرسة, أو حصة اللعب, فغنه ليس من الحكمة التطرق لعدد الجمهور المتواجد في ذلك الوقت, أو التطرق لسؤال الطفل في ذلك اليوم فيما إذا يشعر بالقلق أم لا, و من المفضل إشعار الطفل بأنكه أمر طبيعي و سوف يتخطاه مع مرور الوقت.
إن تجنب المواقف التي يعاني بها الطفل من القلق أو الخوف, لا يعتبر التصرف الأمثل, فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل يظهر الخوف من الأشخاص الذين يرتدون أزياء رسوم متحركة و رؤوسهم مغطاة, لا يجب تجنب الذهاب للأماكن التي يتواجدون بها مثل المطاعم و مدن الألعاب, أو تشتيت انتباه الطفل عند المرور بجانب أحده, و لكن من المفروض السير بجانب الطفل و الإمساك بيده, و تركه يتصرف و يكتشف لوحده, فقد تصادف في أحد الأيام أن يكتشف الطفل بأنه لا يوجد داعي للخوف, و بأن هذا الشخص إنسان طبيعي.
يمكن تجربة تمثيل المواقف التي يمكن أن تقلق الطفل, على سبيل المثال, أول يوم في المدرسة, يمكن لعب دور المعلم أو المعلمة, و تمثيل جميع المواقف التي يمكن أن تحرج الطفل أو تجعله يشعر بالقلق, و تعليمه الطرق التي يمكنه أن يتجنب بها هذا الإحراج, أو الكيفية التي يمكنه أن يتعامل بها أثناء هذا الموقف, و يمكن تطبيق هذه الطريقة على مختلف الأمور التي يمكن أن تقلق الطفل.
لا يجوز الاستهانة بأي شيء يمكن مساعدة الطفل من خلاله, حيث ينعكس أي تقدم في شخصية الطفل على نشاطه مستقبلا.
.