رواية / فلا هو بالذي أبدى هواه ولا هو بالذي عني يغيب/ البارت الثامن

( البـــــارت الــثــامن )
عبد الله تنهد بعمق وهو يمسح وجهه بكفوفه بقهر و ملامح وجهه باهته بصدمة من الخبر الذي تلقاه قبل قليل: متى موعد عمليتها ؟
أحمد: هذا يعتمد على نفسيتها أكثر , ولكن من الضروري نبدأ بعمليتها قريب و الأفضل بعد يومين
عبد الله هز رأسه بالإجابة وهو يبتعد عنهم و يمسك بذراع سعود: نقول لأبوي !
سعود وهو يحاول أن يستوعب الحروف التي تداخلت في مُخيلته ، و فكرة أنهم يخسرون فرد من عائلتهم تخيفه:
لا إذا انا وأنت عجزنا نستقبله بطولة بال فما بالك بأمي و ابوي ؟
عبد الله: لازم يعرفون بنتهم بتخضع لعملية بعد كم يوم ..
ابتعد سعود عن عبد الله وهو يجلس على الكرسي أمام باب غرفة عبير وهو ينظر للجدران بشحوب و وجهه صُبغ باللون الأسود
عكس عبد الله تمامًا ! , الذي ثار غاضبًا ولكن لا يوضح على ملامحه و يتوعد و يحلف ب الرجل الذي غرز الإبرة في خصر عبير و ب ( رشا ) محملهم مسؤولية الذي يحصل لها
خرج عبد الله من أسوار المُستشفى وهو يشعر بالأوكسجين ينقطع من رئته و يتمنى لو أن له رئه ثالثة ليستنشق هواء أكثر و أكثر
تأفف بغيض من هاتفه الذي يطلق رنين مزعج , رفع الهاتف بهدوء وهو يقرأ اسم المتصل بصمت و هدوء طغى على جوارحه
صدمة شلّت جميع حواسه وهو يتهجئ حروف إسمه ( حاتم بن فهد ) ماذا يريد ؟
تنهدت عبد الله وهو يرد بنبرة هادئة جدًا و باردة: السلام عليكم
حاتم بإبتسامة وهو يعبث بأقلام غنى و الفرجار الخاص بها وهو ينظر لرسوماتها الكثيرة: وعليكم السلام ، أخبارك ياعبيّد من زمان عنك
عبد الله بحده : بخير الحمدلله
حاتم ضحك بخفّه وهو يضع رجله على الأخرى و يستند على يده:
تصدق عاد اشتقنا لكم يابو عبدالرحمن !
إلتمس عبد الله صيغة الجمع بكلمة "اشتقنا " من الذين اشتاقوا ؟
ابتسم بهدوء وهو يردد في داخله ألاّ يغضب و يهدئ من غضبه الذي إذا وقع على حاتم , مثل " حرارة الجمر إذا لامس الجسد و إنصهار الحديد قُرب النار "
و في قوله ( اتقِ شر الحليمِ إذا غضب ) : تشتاق لك العافية يا أبو فهد ولكن تعرف وقتي أثمن من اني أضيعه من بين يديني
حاتم و ابتسامته تتسع أكثر فأكثر: أخبار شركتك و شغلك؟
عبد الله بحذر وهو يصعد سيارته و يضع سبابته على ساقه اليسرى على أثر الحادث قبل شُهور عديده: الشركة بخير و الحمدلله و شغلي ماشي تمام
حاتم بصوت خافت و هو يُميل شفتيه بقصد: إيه ما باركنا لك سمعنا عن خُطبتك !
عبدالله رفع حاجبيّه بصدمة اعتلت ملامحه: تبارك ؟ خُطبة ؟
حاتم بسُخرية وهو مستمتع: افا ، لايكون غاصبينك بس ههههههه
عبدالله تدارك نفسه وهو يرد على حاتم بنبرة تشابه نبرته الساخرة ولكن بحدةٍ أكثر:
الله يقدرني و أصونها ما أكسر شوكتها و اخطفها و أرسل لولد عمها صورتها معذبه ! تعرف يعني احنا رجال نغار على محارمنا وتربيتنا و أصولنا و ديننا تحدنا
أثارت كلمات عبد الله غضب حاتم الدفين و اشعلت النار و غرقت بوقود حقده وهو يهمس بفحيح حاد: الرجال يا ولد الأجاويد ما يتعدى على حلال غيره
عبد الله ضحك بقهر وهو يوقف سيارته في موقفها المُخصص أمام شركته: قلتها بنفسك وفرت علي زحمة الحكي و أنت انتهكت أعظم حلال لي ..
بس يلا خيرة ما لي فيها نصيب و نفسي عافتها لقيت اللي أحسن منها !
حاتم توسعت عينيه بصدمة و لسانه عجز عن التعبير من شدة مادخل مسمعه من لسان عبد الله
أردف عبد الله بعد ثواني من الصمت وهو يخرج المفتاح الخاص بسيارته و يغلقها: ظنونك الشينة اعتقني منها ، أنا إبن ناس أطباعهم شريفة مو مثلك ، و الحشيمة ماهيب لك والله انها للشايب اللي تعب على تربيتك و يظن انه نجح ماني غشيم عن حركاتك وعن كلامك .. ولكن قبل يفوت الفوت يا حاتم انتبه مني ياولد فهد انتبه .
\
•
\
•
\
•
\
في الجانب الأخر من المُستشفى..
كان أحمد و احدى المُمرضات في غرفة عبير بعد خرُوج والدتها , وضع أحمد ملف عبير الصحي أمامها وهو يُطلعها على حالتها بشكل مُفصل بعد ما ألّحت عليه باستكشاف حالتها جيدًا
أحمد أزاح نظره عنها ليقع على معصمها الأيمن وهو ينطق بصدمه: حاولتي الإنتحار؟
عبير وهي ترفع معصمها بعفوية وتُبرر لأحمد موقفها بنبرة رجاء خشية أن يخبر أبيها او عبد الله : أول مادخلت المستشفى ولكن مانجحت أنا نادمة من كل قلبي على اللي سويته ، تظن أن الله يسامحني؟
أحمد التزم الصمت لثواني وهو يبحث في جعبته على مثل أو حكمه لتستفيد بها عبير لأنها بنظرة شابة جاهلة تمامًا:
تعرفين ماهي أول جُملة كتبت؟
الله عزّ وجل عندما خلق " القلم " كانت أول جُملة خُطّت بالقلم و كاتبها هو الله سبحانه و تعالى ( أنا التَوّاب أتُوب على مَن تَاب ) إذا الله صرح ب أنه ان شاءالله سيسامح من يتوب من أنتي عشان تقنطين و تعارضين حكمه؟
كيف تفرطين بالروح التي أهداها الله لك ياعبير !
هدية الله لك هي روحك اللي مفروض عليك تصونينها من الرذائل و الفواحش و بجهلك قررتي الإنتحار؟
عبير قطّبت حاجبيه وهي تقاوم شلالاً من الدموع سينهمر
و أحمد الذي ابتسم بهدوء وهو يراقب تحركات عبير و يقرأها .. و روح و حُب المساعده لها يتولد في جوفه أكثر فأكثر
نطق بعد دقائق تركها للصمت:
اهتمي بصحتك و اكلك أكثر ، و حافظي على نفسك \
•
\
•
\
•
\
{ منزل عزام بن خالد - جناح فارس }
كان مستلقي على السرير وعينيه للسقف و صوت طرق الباب أفسد عليه سرحانه الدائم بعد آخر اتصال بينه و بين جولي
فارس بصوت خافت: مين ؟
فتحت الباب ببُطء وهي تبتسم لفارس: سلام أنا جيت
وقف فارس بقوة وهو يضحك: هلا هلا
غنى ضحكت وهي ترفع حاجبها و غزل إبنة لمياء بجانبها: شكلنا أزعجناك تبي تنام؟
فارس ابتسم وهو يحمل غزل بين يديه و يضحك معها: لا ما ازعجتيني ولا شيء أصلاً كنت محتاج أسولف مع أحد
غنى بشك وهي تخرج من الغرفة و فارس خلفها: فيك شيء مضايقك ؟ مدري بس وضعك في الفترة الأخيرة مو عاجبني
فارس وضع غزل على الأرض وهو يرفع رأسه لغنى: خليها على ربك , وبعدين أنتي كل شوي قاعده في بيتنا ما عندك بيت و رجل؟
غنى شهقت بصدمة مُصطنعه وهي تشير بسبابتها على فارس: ماتبي أختك يافارس؟ هذا و أنا أدلعك و أسوي لك اللي تحتاجه دايم
فارس ضحك: آسفين للحلوين يا كلمه ارجعي مكانك
غنى بعفوية وهي تمسك بيد فارس و تتجه إلى مجلس الرجال: وبعدين ترا بعلي ينتظرك تسلم عليه بالمجلس بدل ما أنت طايح شماته فيني !
فارس: لحظه طيب بروح ألبس ثوبي و أجي أسلم عليه
غنى ضحكت وهي تمسك بيد غزل: ايه زين ههههه
أخذت غزل بين يديها وهي تضحك معها و تدخل المجلس وتلقي السلام على حاتم و أبيها و أمها: السلام عليكم و رحمة الله ..
سميرة بإبتسامة حنونه: وعليكم السلام
عزام ابتسم وهو يمد يديه لغزل و غنى التي وضعت غزل بحضن والدها: ماشاءالله تبارك الله
جلست غنى بجانب حاتم وهي تبتسم مُجاملة له
سميرة بحذر وهي تنظر لغنى بنظرة غريبة: ماشاءالله يا غنى لايق عليكِ تصيري أم ، إن شاءالله نشوف عيالك يابنتي
ردّ حاتم بسرعة وهو يحيط ذراعه على خصر غنى و يضغط عليه كَتنبيه: إن شاءالله قريب يا عمه !
غنى ابتسمت بتوتر وهي تهمس في إذن حاتم: يصير خير
||
•
||
•
{ المُستشفى - أمام الصيدلية / أثير }
أثير بهدوء وهي تمد له الورقة الموصوفه من الطبيب إلى الصيدلي بإبتسامة توتر !
قاطعها يد خشنة أمسكت بيدها بقوة ، وعينيه الحادة تخترق أرق جزء بقلبها بنظرته المُرعبة
شهقت أثير بفزع تحت أعين الصيدلي المُستنكر لهيئة الرجل الذي مازال مُمسكًا بيد أثير بقوة " سعود " بحده و هو يأخذ الورقة و يضعها أمام الصيدلي: جيب كل العلاجات المكتوبة
كان طلب سعود ( تصريفه ) من أجل يكسر ضلوع أثير براحته !
سعود بحده وهو يحرقها بنظراته الغاضبة: مشيت لك حركة دخولك للعملية بدون شهادة طبية تسمح لك و بدون مهارة كافيه و كانت روح المريض لعبة بيدك بعد الله ، ولكن ما أسمح لك تزورين خط طبيب عشان تشترين علاجات لأخوك أنس !
أثير بتوتر وهي تحاول قدر المُستطاع أن تفلت يده منها: وين احنا ؟ على بالك إننا نمثل في فلم بوليسي مثلاً ولا جاي تستعرض قوتك عليّ
هذي وصفة من الطبيب روح إسأله بنفسك إذا مو مصدق ..
سعود بثقة: طيب يلا نروح و نتأكد
أثير بتوتر وهي تلتفت و تبستم : امم الحين الطبيب بإستراحته
سعود: عادي أنا شرطي و اذا عرف ان عندي أمر من المركز بإستجوابه بيترك استراحته لوقت ثاني
أثير ميّلت شفتيها بتوتر وهي ترفع أصابعها و تقضم أظافرها بتوتر:
أبوي ينتظرني ما أقدر أتأخر عليه أكثر ، ممكن تروح للطبيب لوحدك؟
سعود بحدة: لا مو ممكن .. و إذا على ابوك عادي اتصلي عليه و قولي له يرافقنا
أثير امتلئت عينيها بالدموع , وهي لأول مرة في حياتها ستتبع نصيحة ( تمسكن حتى تتمكن ) :
ظروفي ما تسمح لي أشتري لأخوي علاجاته ، اتفقت مع الرجال اللي يشتغل بالصيدلية يصرفها لي الحين و بدفع له ربع مبلغها ، و الباقي بدفعه اذا تحسنت أحوالي
سعود: يعني مو الطبيب اللي وصف لك العلاجات !
أثير: هو علاج واحد ولكن مبلغه كبير علي شوي
سعود رفع حاجبيه بعدم رضا: حركاتك ماتعجبني إعرفي ان عيوني عليك
\
•
\
•
\
•
\
{ منزل عبدالرحمن بن خالد / مكتب عبدالله الخاص }
كان جالس على كرسيه المُتحرك , و هو يفكر بآخر مكالمة بينه هو و حاتم !
و يراجع كلامه و كلام حاتم في أفكاره
عبدالله بهمس: مو من شيمي يا حاتم ولكن أنت حديتني !
أنا مو نذل مثلك اتعدى على ماحرمه الله ولا خسيس أهرج بالنساء بظهر الخفاء !
تنهد وهو يرمي قلمه و يفرك جبينه بسبابته و ابهامه بتعب شديد .. أكمل يومين لم يذق للنوم طعماً ولم يرى لون من ألوان الراحة
أكمل يومين لم يذق للنوم طعماً ولم يرى لون من ألوان الراحة.. وهو يفكر بكل حرف تفوه به ، وكل حرف نافسه حاتم به
تنهد وهو يقف و يزيح نظره ليقع على مخطوطة لإحدى أقسام شركته
وهو يفكر كيف يستثمرها بشكل يفيده و كيف ينافس شركة " حاتم " لصناعة السفن .. تنهد بهدوء و رفع عينه للوحة صغيرة منقوش عليه جملة من لسان عبدالحليم حافظ ( صورت لك حُبي أغاني )
\
•
\
•
\
•
{ منزل حاتم بن فهد - جناح حاتم و غنى }
جالسة على طرف السرير مُرتدية روب حريري سكري ، طرف أكمامه دانتيل
فوق بجامة حريرية , وهي تسرح شعرها المُبلل و تستغل غياب حاتم في دورة المياه - أكرم الله القارئ -
و تنقل نظرها لأخر زاوية في الغرفة لخريطة مدروسه بشكل مُفصل ، لمرور سفينة نقل البضائع عبر البحر الأحمر !
شَقَت في ظلمة الليل ترسمها بأناملها ، و تخطها بذهنها ..
حاتم بهدوء وهو يغلق باب دورة المياه و منشفته على كتفه يجفف بها شعره:
عاجبك آخر انجاز سويتيه عشاني ! ، أشكرك عليه ياعيوني
غنى بسخرية: الحين عرفت ان الشكر كمان على الأعمال اللي اسويها مغصوبة ؟
و على الدمار اللي ألحقه بكثير من الناس عشان سواد عينك
حاتم ابتسم ببرود: غلطانه عيوني عسلية
غنى وقفت بلا اهتمام وهي تغلق النور و بنبرة خافته:
ممكن ما أسمع صوت ؟ بنام
حاتم وهو يستلقي على الطرف الآخر من السرير:
ممكن .. ولكن خففي من كوابيسك اللي صارت تزعجني أنا كمان ! تصارخين و تبكين و انتي نايمه و أنا اللي أنزعج
غنى تجاهلت كلامه وهي تمسك بهاتفه الذي تُنير شاشته " رسالة " من رقم عبدالله ..
غنى بنبرة حاده وهي ترفع حاجبها باستنكار: عبدالله ولد عمي يكلمك !
حاتم سحب هاتفه منها بسرعة وهو يُقبّل خدها: ايه عشان أمور الشركة
غنى: ومن متى ياحظي ، حاجه جديدة .. شراكة بينك و بين آل عبد الرحمن
حاتم وهو يضع ذراعه تحت وسادته و مازال مبتسم: ليش ممنوع نشوف رزقنا ياغنى؟
غنى بحده وهي ترفع شعرها ب "ربطة" : لا مو ممنوع ولكن حرام انك تشوف رزقك بأمور تغضب الله ؟ مثل قنابلك التافهه و صناعتها - أكملت بقهر وهي ترفع سبابتها و تشير على الخريطة التي رسمتها له - و حرام إنك تستغل هوايتي بجرائمك
حاتم بلا اهتمام: وانتي ليش سمعتي كلامي و رسمتي ؟ مسوية طالعه منها !
غنى بصدمه: لك وجه تسأل بعد ياحاتم .. هددتني بأغلى ما املك هددتني بأهلي و نور عيوني اذا مارسمت خرائط لسفنك و قنابلك و تقول لي انتي كمان معي !
لو اني مو مجبرة و أخذتني قصراً ما رسمت وانت ماتجهلني وتعرفني
||
•
||
•
على متن احدى الطائرات المُحلقة لأمريكا !
كان بتار يجلس بجانب النافذة وهو يودع مدينته التي عاش فيها سنين عمره للمرة الرابعه ، حينها كانت أرين تجلس بجانبه و تتأمل سماء مدينتها أيضاً
بشوق سبق وقته قبل الابتعاد عنها ..
وهي تفكر في رسالة خالتها " ماري " ( عزيزتي ايرين - نطقهم لإسمها - قررت جدتك إليزابيث الانتقال الى الريف ، أحببت ان يكون لديك علم مسبق لربما تأتين لواشنطن ولا تجدينا ، تركنا لك المنزل )
ذهبوا ؟ رائحة والدتها لاتستطيع رؤيتهم ! ولاسيما أن والدها اختار واشنطن مكان لإكمال دراستها بعد إلحاحها بسبب وجود أهل والدتهم
ولكن الآن ، فقط هي من بينهم , تذهب لدراستها كأي طالب و تعود محمولة بالبشائر تجاه نسبتها الدراسية .. شهقت بصدمة وهي ترى كوب قهوتها التركية إنسكب على فخذ بتار بعد ما اصطدم بها احدى الركاب ..
أرين وقفت بسرعة وهي تأخذ منديلها الخربزي المنقوش عليه حروف اسمها هي و والدتها ( ناريمان ) ( A ، N ) و تضعه على فخذ بتار و تعض شفتها: آسفة آسفة ما انتبهت
بتار عض شفته السفلية بألم من حرارة القهوة , و أخذ المنديل من يد أرين و بنبرة يحاول جاهدًا أن تكون هادئة: حصل خير يا مصيبة رأسي !
أرين عاودت الجلوس في مقعدها وهي تشد على لثمتها بقوة ، و تسترخي بجلستها .
ابتسم بتار وهو ينفث على فخذه و يعيد لأرين منديلها برحابة صدر رغم حرارة فخذه: شكرًا
أرين بإحراج حقيقي وهي تتمنى أن تكون لديها القدرة على القفز من الطائرة هاربة من نظرته الممنونة ! : المفروض أنا اشكرك ، Thank you for your kindness with me
بتار ضحك لبرمجتها السريعة: Welcome
أرين بفضول وهي ترفع نظرها لبتار: ممكن سؤال اذا ما يضايقك ؟
بتار بهدوء: تفضلي
أرين بخجل من سؤالها الفضولي قليلا: ابن أخوك صهيب ! ، متبنينه ؟
بتار رفع حاجبه باستنكار: ايه
أرين وهي تفرك يديها ببعضها بتوتر لدرجة تعرقت: صديقتي الأجنبية "ماريّا" كانت حامل قبل سنة و أرسلت صورة زوجها لي .
بتار بشك وهو يرفع حاجبه و ينتظر كلمة تخدش راحته و حسن ظنونه ب صهيب : ايوه و بعدين ؟ شدخل أخوي صهيب و ولده عزام في الموضوع ..
أرين تنهدت وهي تشعر بحرارة أنفاسها تحرق حنجرتها و أنفها وهي تبعد نظرها عن بتار: كانت الصورة اللي أرسلتها لي ماريا .. صورة أخوك !
بتار رفع حاجبه بصدمة اعتلت ملامح وجهه , و امتزجت بسوء ظن في أخيه و قهر على تربية والديّه التي باءت هباءً منثوراً
رفع سبابته بحده في وجه أرين وهو يوبخها بنبرته الحادة الرجولية , ممكن توبيخه لها حل محل " التنفيس " عن الصدمة التي كسرت ضلوعه و خدشت ثقته بأخوه
ممكن توبيخه لها حل محل " التنفيس " عن الصدمة التي كسرت ضلوعه و خدشت ثقته بأخوه:
ما أسمح لك يا ارين تتعدين حدودك مع أهلي مين ما كان منهم خصوصًا تربية أمي و أبوي .. أخواني ، حسبالك كل الناس مثلكم ؟ لا حبيبتي غلطانة
أرين توسعت حدقة عينها ك وسع احدى الدول ، أو لرُبما المحيطات ، لملئ عينها بالدموع من صدمة اكتستها من رد بتار عليها ، ولكن سرعان ما تجاوبت مع موضوعه بقهر على سيرة أهلها التي اهانها: وش لي عندكم عشان أتبلى على تربيتكم يا سيد بتار ؟ هذا اللي عندي و قلته ، قلته بحسن نية إنكم مساكين ومالكم علم بولدكم ولكن اكتشفت أنكم من طينة وحده !
بتار وهو يحاول قدر المستطاع أن يخفض صوته احترامًا لركاب الطائرة النائمين: لا تتدخلين لو سمحتي , كفاية فضول تحتاجين مني شك في أهلي عشان ترضين فضولك ؟ بتطولين تنتظرين أجل .
\
•
\
•
\
•
\
{ منزل صهيب بن عزام - جناح حور و صهيب }
كانت مستلقية على ظهرها و جوالها على صدرها ، و عزام نائم على ذراعها اليُمنى , بينما كان صهيب يعبث بهاتفه قليلاً
شعرت حور بإهتزاز هاتفها على صدرها مُعلن لوصول رسالة ، بل رسائل عديدة
و أصابت شكوكها اليقين وهي ترى إسم المربية صفية يزيّن شاشتها
حور تأففت بصوت مرتفع قليلا وهي ترد على إتصال صفية: وش تبين؟ ما مليتي!
داهمها صوت رجولي غاضب ، صوت رجولي بِ اللهجة السورية:
مين معي !
حور بصدمة اعتلت وجهها ، وهي تحضن عزام أكثر لصدرها بخوف تملكها من صوت الرجل: انت مين؟ متصل على جوالي و يقول مين معي !
الرجل ( خال عزام - عاصم ) : تتصلي على مربية أبنائي كتير ، و رسايلك معها كتير مين انتي
حور بثقة مهزوزه و بنبرة خافته و عيون صهيب الحادة تخترقها: أنا صديقتها من السعودية
عاصم بغضب: تكذبي علي !
صهيب بحده: حور مين تكلمين؟
حور بتوتر رفعت رأسها لصهيب وعيونها تلمع و نبضات قلبها تتسارع وهي تبتسم حتى لا توضح ارتباكها أكثر:
نور أختي ..
صهيب بشك وهو يقترب منها و يجلس أمامها: و تقولين لأختك أنا صديقتك من السعودية !
حور ضحكت وهي تضع عزام بحضنها: صهيب الله يهداك تسمع غير اللي نقوله ! .. قلت لها تستقدم شغالة تجي للسعودية عشان تساعدها بالبيت
صهيب رفع حاجبه بعدم اقتناع لتصريفتها ، حور اتسعت ابتسامتها وهي تنفي شكوك صهيب:
عاد تصدق توته بنتها صايره مشاغبه ياربي الله يعينها ، يارب زوزو يطلع هادئ
صهيب باستنكار: زوزو ؟ رجال وتقولين عنه زوزو ؟
حور ضحكت وهي تُقبّل جبين عزام: ندلعه شوي مايضر ..
\
•
\
•
\
•
\
{ المستشفى - غُرفة العمليات رقم 3 }
أضواء ساطعة مركزة على عينيها .. تزعزع أمان الرؤية الهادئة من قرنيتها
تسارعت ضربات قلبها وهي تشعر ببرودة الغرفة تتغلغل بين أطرافها و تحتضن جسدها و وجهها الخالي من التعابير
الطبيب أحمد وهو يرفع كمامته و يرتدي قفازاته البيضاء و عينه على عبير المستلقية على السرير المُسطح الأبيض و ملامحها باهتة جداً
أحمد بهمس: قريتي أذكارك ؟
عبير إكتفت ب هزة رأس خفيفه لتجيب أحمد بأقل حركة مُمكنة
أحمد وهو يأخذ الابرة المُخدرة من الممرضة و يقترب من ذراع عبير و بنبرة هادئة: ممكن تحسين بوخز خفيف و بعدها بتغطين بنوم عميق
عبير بصوت متحجرش من البكاء وهي تزيح نظرها عن السقف و تنظر لعين أحمد بتعب: انتبهوا لي .
أحمد بعفوية وهو يطمئنها و يغرز الإبرة بذراعها: بعيوني
عضت شفتها بألم من غرز الإبرة بجسدها ، ماهي الا ثواني معدوده و أخذها الظلام لعالمه
وهي تسلم نفسها لربها أولاً ثم أحمد ..
بينما كانت والدتها خارج الغرفة بعين ساهرة لها ثلاثة أيام لم تنم براحة , كيف لها أن تنعم بنومٍ عميق و ابنتها تصارع الألم !
و عبدالله الذي أتى راكضًا من جوف شركته عندما علم بموعد عملية عبير و قلبه غاص و انفطر على منظرها المثير للشفقة جداً ، وجهها أصفر و عينها تحفها السواد و جسدها هزيل بسبب سوء التغذية .. خلود وهي تتثاوب بتعب و عينيها يحفها السواد:
اتصلت على أبوك و أخوانك؟
عبدالله هز رأسه بالإيجاب : جايين مسافة الطريق لا تقلقين
خلود بتعب وهي تجلس على الكرسي و تدلك ركبتها بيديها:
يارب لا تفجعني في بنتي ، يارب إحميها و قرّ عيوني بشوفتها سالمة .. يارب
ظلّت تردد دعائها لربها أن يحمي ابنتها الوحيدة ، صغيرتها المدلله
||
•
||
•
{ منزل حاتم بن فهد - مجلس الرجال }
كان جالس على طرف المجلس و أمامه خريطة من أنامل غنى ، تخص شركته العالمية لصناعة السفن !
وهو يمرر القلم على ممر السواحل من البحر الأحمر صاعداً للأردن و محافظات المناطق الشمالية , وهو يبتسم بخبث و يرتشف من فنجان قهوته بهدوء ظاهري
و بجانبه خريطة من تصميم احدى الرسامين من شركته لقنبلة نووية بحجم صغير .. بحجم الكف !
ضحك بسعادة انتشته وهو يأخذ هاتفه و يتصل على أنس صديقه ليساعده في إختيار أجود انواع البارود
ضحك حاتم وهو يتكلم بسرعة بعد ماسمع رد أنس:
بأهربها الى خارج البلاد ، بهربها لتايلاند أو روسيا لمكان بعيد مره محد يوصل له
أنس باستنكار: وش تهرب ؟
حاتم بفرح وهو يسترخي و يرتشف من قهوته ببرود: أنواع مختلفة من البارود و قنبلتين نوويتين ، و جثة !
أنس شهق بصدمة من تفكير حاتم المجنون ، يقر الآن أنه ليس بوعيه ممكن أكثر من شرب القهوة اليوم ! : يارب اللي يكلمني مو حاتم عشان ما أقتله ، شوف قنابل متفقين عليها بس من وين الجثة و جثة مين ؟
حاتم وهو يضحك بجنون و يرفع عينه لباب المجلس ليتأكد من اغلاقه: جثة عبدالله بن عبد الرحمن , اليوم بستقبلها رأسه منزوع عن جسده
أنس رفع حاجبه بخوف من حاتم: نعم !
حاتم ضحك: اللي سمعته ..
أنس صرخ بقهر وهو يقف مفجوع من الخبر الذي تلقاه من حاتم قبل قليل:
غبي من الله ولا اجتهاد شخصي ؟ لو مات عبدالله بتنسجن أنت .. دائرة الشكوك تحوم حولك انت
بينما حاتم يتلقى الصراخ من أنس , كانت غنى خلف الباب تستمع لكل حرف نطق به حاتم
تستمع لكل حرف خدش أرق جزء من قلبها ..
شهقت ببكاء وهي تكتم شهقاتها بكفوفها , مستصعبه فكرة أحد يموت بين يدي زوجها وهي على ذمته ؟ لو قتلها ما تستبعد أبداً
لم تستطع التحمل اكثر و أجهشت بالبكاء وهي تقع على ركبتيها و تصرخ بكلمة " لا "
خرج حاتم من المجلس بسرعه بعد ما أغلق مكالمته من انس ، فُجع من منظر غنى الجالسة على ركبها و يدها تستند بها على الجدار
حاتم بهمس وهو يمسك بكتفها: سمعتي ؟
انحرق قلبك على محبوبك ياعيوني ؟
غنى صرخت بقهر , صرخة لو شاءت لإهتزت جدران المنزل منها ، صرخة لو شاءت لأجبرت اقسى قلبٍ أن يخضع لها و يميل ..
وهي تتشبث بقميص حاتم و تتحدث بحرقة ب غصة حشت حنجرتها حتى انفجرت: ماهمني سوء ظنك فيني .. ماهمتني سنتين من عمري أهدرتها معك
همني كم روح ماتت بسببك و أنا شاهده و أسكت ؟ حرقت روحي و همشتني أكثر من جسدي .. في ليلة غرقت وسادتي بدموعي من قنبلة أنت سببها في بلاد ثانية ؟ فما بالك في قطعة من دم أهلي !
-اتسعت احبالها الصوتية لتطلق صرخة أقوى و وجهها صُبغ باللون الأحمر -
دم أهلي لعبت فيه و سفكته , أنا مجرمة لأني بذمتك بظل مجرمة و أنت زوجي .. طلقني و طهرني من ظلمك طلقني و اعقتني من مشنقة جورك - صرخت بأعلى صوتها وهي تهز حاتم بيديها - طلقني يا حاتم ما أبيك !
حاتم اعتلت الصدمة و الاستنكار ملامحه ، لم يعتقد أن كلمة منه بخصوص عبدالله بتنهار غنى منها لهذه الدرجة
أكملت غنى ب حرّ مافيها وهي تتحدث لربما قليلا من قهرها يُخمد: أنت تلعب بخيوط الظلم دايم ، تلعب فيها و تخنقني
صدقني بيجي يوم و أنا أخنقك فيها !
وقفت وهي تركض لغرفتها و صوت بكائها يطرب جدران المنزل ، أغلقت باب مرسمها بقوة وهي تجلس على الأرض وتبكي بجزع .. كيف بتكون ردة فعل أهلها و أهل عمها ؟ اذا هي أبعدهم عنه ما استقبلت الصدمة بصبر
غنى تقدمت للكرسي الخشبي الصغير المعتق ، وهي تكتب قصيدة ردّدها عبدالله كثيرًا ودموعها تتساقط كالمطر على الورقة و أذابت حبرها: ( قد قالها السدّاني بُح فؤادهُ .. كل الذين أحبهم رحلوا معك !
إني احاول أن أكون مودعًا .. لكن قلبي لايطيق تودُعك )
قبّلت الورقة بِ شفتيها مطولاً وهي تكتم بكاءها بقُبلة لورقة .
\
•
\
•
\
في الساعة 12 ليلاً ..
كان يجلس أمام كومة من المجلدات و الأوراق المطبوعة ! .. لقصائد عربية من لسان " نزار قبّاني " وغيره , كان يقرأ قصة قيس بن الملوح و ليلى العامرية للمرة العاشرة دون ملل .. إضاعة للوقت
أجمل قصة حب تاريخية في نظره من ناحية أبيات قيّسٌ عندما قال " ( وداعٍ دعا إذ نحن بالخيّفِ في منى فهيّج أشجان الفؤاد و مايدري ... دعا بإسمِ ليلى غيرها فكأنما أطار بِ ليلى طائراً كان في صدري ) "
ابتسم بهدوء وهو يقول:
كلنا مُبتلين بحب الأسامي يا قيس !
تنهد بهدوء ظاهري وهو يفكر ب " لجين "
يقال عنها خطيبته !
كيف سيُسعدها ؟ هل تحب ما تحبه غنى أم أنهن مختلفات !
هل هي مثل غنى هادئة و تحب ذاتها أم انها مزعجة ؟ *حاولت أن أجعلها توأمًا منك لأراك دائماً* أغلق مذكرته الصغيرة ، التي شهدت سطورها على حروفٌ من نسج أنامله
وهو يقف و يتمشى قليلاً في مكتبه
حتى وقف أمام النافذة .. وبؤبؤة عينه تتراقص و تحدق بالنجوم العالية
ابتسم بلا شعُور وهو يتأمل السماء الزرقاء المتشبعة بكمٍ من النجوم و القمر يتوسطه
\
•
\
•
هــل غنى ستكتشف كذبة حاتم قريباً عندما يقول انه قتل عبدالله ؟ وهل حقاً سيقتله والا لا ؟
جميع هذه الاحداث سنتعرف عليها في الاجزاء القادمة

- أنتقآؤكْ رَبيعٌ فاتِنْ ..
أروتني معرفتٌك حد الإكتفاء
لقلبك بياض لا ينتهي

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
أول أطيافي

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
مجنون قصايد

سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
سَلمتَ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ
وَسَلِمتَ يُمنَآكِ المُخمليِهَ لِ جلبهآ المُتميزَ
جَزيَلِ شُكِريَ
..ْ~|

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ارتواء نبض

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ملاك

يسعد لي رووووحك

ما أجملك وما أجمل ماشاااهدنا

سعدت بمصااافحتك هوووووون

يعطيك العااافيه

شاكره لك