الأبرز والأشد خطورة .. أخطاء زوجية تقتل الألفة بين الزوجين

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، تقوم الحياة الزوجية على المودة والرحمة باعتبارهما أقوى أعمدة الزواج، ولذلك من الطبيعي أن تنهار العلاقة بين الزوجين بدونهما، فبهما تستمر العلاقة بصورة سليمة وبعيدة عن أي تشوهات أو انحرافات من الممكن أن تفتك بها وتوقف مسيرتها. فقد يحدث في بعض الحالات أخطاء زوجية تقتل الألفة بين الزوجين وتحول دون قدرتهما على الاستمرار في العلاقة، ولذلك يحدث الانفصال، فما هي هذه الأخطاء وكيف يمكن تعزيز الألفة بين الزوجين لانعاش العلاقة بينهما والحفاظ على حياتهما الزوجية مستقرة وآمنة.

أخطاء زوجية تقتل الألفة بين الزوجين
ثمة أخطاء عديدة يرتكبها الزوجين كفيلة بقتل الألفة بين الزوجين، ولعل من أبرز هذه الأخطاء وأكثرها خطورة ما يلي:

اهمال التواصل
يعد التواصل بين الزوجين أحد أهم المقومات الأساسية التي تجعل الحياة الزوجية مستقرة، كما أنه كفيل بتوطيد العلاقة بين الزوجين من خلال زيادة المودة والألفة بينهما، ولذلك من الطبيعي أن يتسبب انعدام التواصل واهماله في قتل الألفة بين الزوجين.

ولا يقصد بالتواصل هنا الحديث على مشاكل الأطفال وما شابه، إنما يقصد به لجوء كل من الطرفين لبعضهما البعض لممارسة بعض النشاطات التي تعمق التواصل بينهما مثل النقاش في موضوعات أخرى غير مشاكل الأطفال تتعلق بهم وبحياتهم، مثل ارسال رسالة نصية تجعل جسور الود ممتدة بينهما، ومثل الحرص على الأنس ببعضهما البعض، وعدم ترك فرصة لحدوث الشقاق بينهما لأي سبب من الأسباب.

تباعد مرات اللقاء الحميم
يستهين بعض الأزواج والزوجات بأهمية الانضباط في ممارسة العلاقة الحميمة وكيف أنها تساهم في توطيد العلاقة بين الزوجين، وتعزز من استقرارها، لأنهما يكونان أقرب لبعضهما البعض عن أي لحظة أخرى تجمعهما، ولها فوائد أخرى جسدية ونفسية لها أن تعمق من أواصر المحبة في ما بينهما ولذلك من الطبيعي أن يؤدي تباعد مرات اللقاء الحميم وعدم الاهتمام به إلى قتل الألفة بين الزوجين.

اهمال العلاقة الحميمة يقتل الألفة بين الزوجين

الكذب المستمر
لا يمكن أن تستقيم العلاقة بين الزوجين مع الكذب، حتى أنه يمكن أنه ليس خطئاً زوجياً بل أنه يعد جريمة زوجية، لأنه يقتل الثقة، وبقتلها ينعدم الأمان أحد أهم المشاعر الضرورية لاستمرار الألفة بين الزوجية، فكيف يمكن لها أن تزيد وتستقر مع وجود خطر مؤكد يشعر به أحد الزوجين أو كلاهما بسبب انعدام الشعور بالأمان، وعدم الاطمئنان.

النقد اللاذع المستمر
يخلق النقد المستمر حاجزاً نفسياً بين الزوجين بغض النظر عن القائم به، وهذا الحاجز يقتل أي فرصة لحدوث التقارب بينهما، وخصوصاً بعد شعور أحدهما بالجرح أو الإهانة من شدة النقد اللاذع، الأمر الذي يساهم في قتل الألفة بين الزوجين.

العنف بمختلف أنواعه
يتسبب العنف في حدوث كثير من المشاكل سواء كان لفظياً أو جسدياً أو معنوياً، ولعل من أخطر هذه المشاكل زعزعة استقرار العلاقة الزوجية، وقتل أجمل المعاني التي يقوم عليها الزواج، وذلك لأن الشعور بالاهانة والأذى من قبل شريك الحياة يجعل النفس حزينة ومقهورة، ومن الطبيعي أن لا تستمر الألفة بين الزوجين في هذه البيئة غير المناسبة للحفاظ على الميثاق الغليظ والمودة والرحمة التي يقوم عليها الزواج.

انعدام الاحترام
كيف يمكن أن تحفظ الألفة بين الزوجين مع انعدام الاحترام بينهما، وتعرضهما لمواقف تحط من قدرهما بسبب أخطاء يقع فيها كل منهما، لأن الأصل في الزواج احترام كل طرف للطرف الآخر، والحرص على أن يكون الاحترام متبادلاً في ما بين الزوجين، لأن انعدام الاحترام يتسبب في حدوث خلل كبير في العلاقة الزوجية، ويحول دون التقارب بين الزوجين لأنه يتسبب في قتل الألفة في ما بينهما.

الخيانة
الخيانة الزوجية أحد أخطر الأخطاء الزوجية التي تحدث وتسبب قتل الألفة بين الزوجين، لأنها تتسبب في جرح عميق للضحية التي تعرضت للخيانة، وتحول دون هدوء بالها ونفسها، وبسببها تئن القلوب دون توقف لأنينها، وبسببها أيضاً تبدأ كثير من الأمور في الاختفاء مثل المودة والرحمة والاحترام والألفة والثقة، لأنها تهدم بناء العلاقة الزوجية في غمضة عين، وتقتل أي فرصة لاحياء أجمل المعاني، فمن تعرض للخيانة الزوجية لا يمكن أن يشعر بالراحة والأمان مع شريك حياته مهما تظاهر بذلك.

القسوة وجمود المشاعر
رقيقة هي القلوب تحب كل ما هو لين، فلا يدخل اللطف واللين على شيء إلا زانه وأعلى قدره، ولذلك تعد القسوة العدو اللدود للحياة الزوجية، لأنها تقتل الألفة بين الزوجين، لأن الشريك القاسي لا مكان له في القلوب، ولأن شريك الحياة الحنون هو الشريك الذي يبقى خالد في القلوب باقياً في العقول للأبد.

كانت هذه أقوى وأخطر الأخطاء الزوجية التي تقتل الألفة بين الزوجين، على كل زوجين تجنب الوقوع فيها إذا كان الهدف من حياتهما معاً علاقة زوجية ناجحة وحياة مستقرة وهادئة.

والآن كيف يمكن تعزيز الألفة بين الزوجين؟
ثمة أمور عديدة لها أن تعزز من الألفة بين الزوجين من أهمها وأقواها تأثيراً ما يلي:

الحرص على التواصل
الصدق والوضوح
الاخلاص والاحترام
الدعم والمساندة
الاهتمام بالعلاقة الحميمة
الاهتمام ثم الاهتمال
التفاهم والانسجام
التضحية المتبادلة
التزام كل طرف بما عليه من واجبات
ممارسة نشاطات سوياً
تقدير كل طرف لجهود الطرف الآخر
الاهتمام باحياء المناسبات السعيدة
المفاجآت المفرحة وتبادل الهدايا
التعبير عن المشاعر
وختاماً اللطف في التعامل، والمودة والرحمة لأنها أمور تستقر في القلوب وتزيد الألفة بين الزوجين