ثورة الأعماق

لحظة من أروع لحظات صداقتنا وضعفنا ...تلك التي فيها اعترفنا وانهزمنا بعد كل ما عانينا ...
اختصرنا الوجوه ومراحل العمر ...وتفصيل الحياة في كلمة واحدة ...أحببنا ....!!!
ومع ذلك فشلنا ...!!
التقينا ...وابتسمنا ..وتبادلنا روحينا ...وهاجرنا لجزيرة الأحلام ...
وانصهرنا ..وضحكنا ...ووثبنا ..وجرينا ...ولعبنا ,,,,
ثم أمطرت سحب الأحزان في أعماقنا فبكينا ...
وتكسرنا على صخور الواقع فأفقنا ...وانتهينا
ما أغرب تفكير البشر في لحظة تمتلك العالم ...كل العالم ..
بيد واحدة ...وفي أعوام لا تستطيع حتى امتلاك نفسك ..
لتتعرف على ذاتك ...!!!
وتحاول أن تنهي تلك الحروب الباردة ...
وتقضي ذلك النزاع الأبدي ...


وتضع الحلول المناسبة لتلك القضايا المطروحة الدائمة التأجيل بين العقل والقلب ..ولا تستطيع
فتستسلم ويصبح الخوف هو المبدأ والشك هو الصديق ...!!!
وتصعب عليك المواجهة ..فتخشى اللقاء ..
ويتغلب عليك الفضول فتصيد الأخبار ..وتهرب من المعرفة
وتتلهف على سماع صوت الحبيب ..لكنك تعيد السماعة إلى الهاتف إلى مكانها قبل أجابته
وتريد معاقبة نفسك بأقسى ما يمكن أن يحدث لك ....الفراق ...!!!!
فتقطع على نفسك أكثر الوعود نفاقا ....الوعد بالنسيان ...!!!
ويزداد ظلم العقل وجبروته ...
فيبدأ في سن القوانين باختراع أصعب قانون آلا عودة ...!!!
وتنشب المعارك داخلك ثورات ..تظاهرات ..دماء ..بعضك يقتل بعضك .
وتستشهد جنود حبك آلا مذنبه وينهزم القلب ..وينزوي في ركن بعيد ..
يرثي حبه ....ويضع الزهور على قبور الأحلام ..ويقبل الثرى الذي سقطت عليه جنود الحب البريئة


{ المعاناة تصنع الإنسان }


لكن معاناتك أكبر منك ..أضخم .....كالمارد الجبار ...


تنقض عليك تبعثرك ..وتجعلك ذرات في الهواء ...!!


أين أنت من ذلك الإحساس الوهمي ...الصعب المهم {الحب } ..؟؟؟
وأين أنت من تلك التجربة ...؟؟؟
وأين نحن من النسيان ...وشموع الذكرى مازالت مضاءة ..وفي خلود عجيب

مشعل بن محمد