كيف تخطط مرسيدس لمواجهة تسلا ولوسيد؟

متعة أخرى للقيادة
تستعد مرسيدس لابتكار السيارات الخارقة المعرفة بالبرمجيات، بما في ذلك الهجينة ذات الأداء العالي والمركبات الكهربائية فائقة السرعة لتخويف المنافسين مثل تسلا ولوسيد، التي تتسلل مع مرور الوقت لقطع مسافة أطول في سباق انتشار هذه الفئة مستقبلا.

لندن- تواجه شركة مرسيدس أي.أم.جي وهي فرع عالي الأداء لمجموعة مرسيدس – بنز عقبة كبيرة لتحويلات طرزها إلى الكهرباء لكنها يبدو أن لديها خططا لمواجهة انتشار تسلا ولوسيد.

ويقول رئيس الشركة مايكل شيبي “نحن معروفون جيدا بسياراتنا في 8، وهذا يمثل تحديا بالنسبة لنا”، لكن الرجل البالغ من العمر 40 عاما، والذي تم تعيينه في أعلى منصب في الشركة خلال مارس الماضي، ليس إلا متفائلا.

ورغم انتقادات المتحمسين للتخلي عن محرك في 8 المحبوب للغاية من أي.أم.جي لصالح مجموعة نقل الحركة الهجينة ذات الأربع أسطوانات المعقدة في أحدث جيل من سيارات السيدان سي 63، لكن شيبي له رأي آخر.

◙ سيتم استخدام محركات ياسا الإلكترونية، بالإضافة إلى تقنية البطاريات عالية الأداء من أي.أم.جي، لمنح السيارات المبنية على أداء أم.أم.أي وأم.بي – إي.أي شارات 45 و63

ويعتقد شيبي أن زبائن أي.أم.جي يهتمون في النهاية بالأداء والتكنولوجيا أكثر من عدد الأسطوانات الموجودة أسفل السيارة.

وقال لمنصة موتور تريند المتخصصة في السيارات إن “الذين جاؤوا إلى العلامة التجارية بسبب محرك في 8 لم يأتوا لأنهم أرادوا فقط الحصول على محرك كبير”.

وأضاف “لقد جاؤوا لأنهم أحبوا التكنولوجيا التي أدخلناها في السيارة، لذا، عندما يتعلق الأمر بالقيادة الكهربائية بالكامل، أنا متأكد من أنهم سينتقلون إلى هذه التكنولوجيا الجديدة لأنها ستكون الأحدث والأفضل التي يمكنك الحصول عليها في السوق”.

ومع ذلك، فإن شيبي حريص على التأكد من أن الحديث عن الانتقال إلى السيارات الكهربائية لا ينبغي أن يؤخذ على أنه يعني أن زوال محرك الاحتراق الداخلي في أي.أم.جي أصبح وشيكا.

ويؤكد “من الواضح أننا سنتحول بالكامل إلى الكهرباء”، ويضيف “يمكن أن نصبح شركة تعمل بالكهرباء بالكامل في عام 2030 إذا سمحت ظروف السوق بذلك”.

ومثل رئيسه، الرئيس التنفيذي لشركة مرسيدس – بنز أولا كالينيوس، يعترف شيبي بأن “شتوتغارت قد خففت من الاندفاع الكامل لطرح مجموعة من السيارات الكهربائية بالكامل للبيع بحلول عام 2030”.

ولا تزال سيارة مرسيدس أي.أم.جي – جي.تي كوبيه التي تم إطلاقها حديثا والسيارة المكشوفة التي سيتم إطلاقها قريبا متاحتين فقط مع محرك من ثماني أسطوانات مزدوج التوربو، وهي سيارة ستبقى في الإنتاج مع مجموعة نقل الحركة هذه حتى عام 2031 على الأقل.

ويوفر الجيل الجديد من المحركات الهجينة من أي.أم.جي، مثل المحرك الذي يعمل بسيارة السيدان سي 63 أس.أي بارفورمونس بقوة 670 حصانا، بالفعل جسرا نحو قبول أكبر للسيارات الكهربائية من أي.أم.جي.

مايكل شيبي: الزبائن يهتمون في نهاية الأمر بالأداء والتكنولوجيا
مايكل شيبي: الزبائن يهتمون في نهاية الأمر بالأداء والتكنولوجيا
ويقول شيبي “عندما أتحدث إلى العديد من عملائي، بمجرد وصولهم إلى هذا الجسر الهجين، بالكاد يعودون إلى محرك الاحتراق الداخلي الكامل مرة أخرى”.

لكن سيارات السيدان الكهربائية بالكامل وهي إي.كيو.أي وأي.أم.جي وإي.كيو.أس الحالية، أو إي.كيو.إي الكهربائية متعددة الأغراض، تشير إلى سيارات الأداء الكهربائية القادمة من مصانع الشركة خلال السنوات القليلة المقبلة.

وهناك سبب لعدم ارتداء أي من هذه السيارات الكهربائية شارة 63، المخصصة فقط لنماذج أي.أم.جي الأقوى.

وتعمل مرسيدس أي.أم.جي بشكل كامل على منصة جديدة تماما خاصة بها تسمى إي.أي والتي تم تصميمها لدعم جيل جديد تماما من السيارات الكهربائية للشركة عالية الأداء خلال العقد القادم وما بعده.

ويُشاع أن أولى هذه السيارات، المتوقعة في 2026 أو 2027، ستكون طراز كوبيه بأربعة أبواب، مدعومة بأربعة محركات إلكترونية ذات تدفق محوري، ستنتج ما يزيد قليلا عن ألف حصان، وهو ما يكفي لسرعة قصوى تبلغ تقريبا 305 كيلومترات في الساعة.

وستكون تغذية المحركات الإلكترونية عبارة عن حزمة بطارية جديدة ذات خلايا دائرية مبردة سائلة يُعتقد أنها قادرة على توفير نطاق يزيد عن 643 كيلومترا.

وعلى سبيل المقارنة، فإن سيارة تسلا موديل أس سيدان الحالية ذات الثلاثة محركات تطالب بقوة 1020 حصانا، وسرعة 321 كيلومترا في الساعة، ومدى يصل إلى 627 كيلومترا قبل إعادة شحن البطارية.

كما أن سيارة السيدان لوسيد أير سفير ثلاثية المحركات التي تم تقديمها مؤخرا بقوة 1234 حصانا، تأتي بسرعة قصوى تبلغ 330 كيلومترا في الساعة، وأكثر من 683 كيلومترا من المدى قبل إعادة الشحن.

ومع أن منصة إي.أي، التي يقال إنها خفيفة وصلبة للغاية، يمكن ثنيها من حيث قاعدة العجلات والمسار لدعم السيارات الأصغر حجما مثل خليفة أي.أم.جي – جي.تي كوبيه ورودستر الذي يعمل بالطاقة الكهربائية.

وليس كل السيارات الكهربائية المستقبلية على الأرجح سوف تتدحرج عليها موديلات أي.أم.جي التي تعمل بالطاقة.

◙ لتغيير المفاهيم، تقوم أي.أم.جي بانتظام بدعوة طلاب الجامعات إلى أفالترباخ للانغماس لمدة يوم كامل في أعمال الشركة ومنتجاتها وثقافتها، وبعد ذلك يقدم شيبي ما يعتقد أنه عرض توظيف فريد من نوعه

ستكون هناك إصدارات أي.أم.جي من السيارات الكهربائية المبنية على منصة أم.أم.أي الجديدة أي الجيل التالي من سي.أل.أي وجي.أل.أي وجي.أل.بي وعلى بنية مركبة أم.بي – إي.أي القادمة، أي الجيل القادم من الفئة سي وإي – كلاس وأس.

وعاين خبراء موتور تريند المحركات الإلكترونية ذات التدفق المحوري عالية الأداء التي يتم تطويرها لشركة أي.أم.جي من قبل شركة ياسا ومقرها بريطانيا، والتي استحوذت عليها مرسيدس – بنز في عام 2021، من خلال مفهوم فيجن ون – إيليفن المذهل.

وتأتي هذه المحركات بنصف حجم الجيل القادم من المحركات الإلكترونية، التي يتم تطويرها داخليا بواسطة مرسيدس لسياراتها الكهربائية الرئيسية ولكنها تنتج ضعف الطاقة.

وسيتم استخدام محركات ياسا الإلكترونية، بالإضافة إلى تقنية البطاريات عالية الأداء من أي.أم.جي، لمنح السيارات المبنية على أداء أم.أم.أي وأم.بي – إي.أي شارات 45 و63.

ولا تستثمر أي.أم.جي فقط في أجهزة السيارات الكهربائية عالية الأداء؛ تنفق الشركة أيضا بشكل كبير على تطوير البرامج الداخلية. ويقول شيبي “أرى فرصا هائلة فيما يمكن أن تحققه الرقمنة والبرمجيات”.

ويعترف بأن التحدي يكمن في جذب مهندسي البرمجيات والمطورين إلى المقر الرئيسي للشركة في بلدة أفالترباخ الصغيرة، على بعد 30 كيلومترا شمال شرق شتوتغارت.

ويقول “أريد أفضل المواهب، لكن أفالترباخ ليست مدينة نيويورك، وليست وادي السيليكون، وليست برلين”.

جيل المحركات الهجينة كالموجود في السيدان سي 63 بقوة 670 حصانا، مدخل لانتشار سيارات أي.أم.جي الكهربائية

ولتغيير المفاهيم، تقوم أي.أم.جي بانتظام بدعوة طلاب الجامعات إلى أفالترباخ للانغماس لمدة يوم كامل في أعمال الشركة ومنتجاتها وثقافتها، وبعد ذلك يقدم شيبي ما يعتقد أنه عرض توظيف فريد من نوعه.

وأكد أن “العمل في إحدى شركات التكنولوجيا يعني عادة أنك تجلس في غرفة في مكان ما وتقوم بإنشاء بعض التعليمات البرمجية، وفي نهاية اليوم ما عليك سوى الضغط على زر الإدخال وترى شيئا ما يحدث على شاشتك”.

وأضاف “ولكن عندما تعمل لدى مرسيدس – أي.أم.جي، يمكنك مغادرة المبنى والجلوس في واحدة من أكثر السيارات إثارة على هذا الكوكب وتجربة ما قمت بتشفيره”.

هذا أمر لا يمكن لوادي السيليكون أن يضاهيه: اعمل لدى أي.أم.جي ويمكنك المساعدة في إنشاء سيارة خارقة محددة برمجيا، من المقعد الساخن.

ومع ذلك، لن تتغير بعض الأشياء: على الرغم من أنه لن يخوض في التفاصيل، يقول شيبي إن فلسفة أي.أم.جي “رجل واحد، محرك واحد” ستستمر في عصر السيارات الكهربائية”.

ويقول “هذا جزء من حمضنا النووي. وسيكون لدينا في المستقبل شيء يمكن مقارنته بمقولة ‘رجل واحد، محرك واحد’. ولن يكون الأمر مجرد جهد تسويقي”.