الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-19-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (03:19 PM)
آبدآعاتي » 3,247,568
الاعجابات المتلقاة » 7396
الاعجابات المُرسلة » 3675
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لطالما كان الإنسان يصارع عقله وقلبه . الجـــزء الرابـــع عـشـر



"إنها كالطفل تماماً..إن لها عقلاً مضطرباً تماماً...من شدة الحزن."
-دوستويفسكي.


:أنا آسف نيابتاً عنه

قالها وهو ينظر نحو كيس الثلج الذي على كتفها ، كان جالساً على الأرض أمامها
لم يعرف ماذا يفعل سوا أن يجعلها تجلس لى كرسي خلف طاولة المحاسبة ويهرع لجلب كيساً مملوء بالثلج لها
نظرت إليه دون أن تنبس ببنة شفة
أكمل : أتمنى تسامحيه ماكان قصده يضرك..مايقصد يضر أحد..هو بس ..هو بس
سكتً لم يعلم مايقول..
ليلى: عصبي؟
نظر إليها : يعني..
ليلى:مايتحكم بأعصابه؟
ريان :آنا أسف
ليلى: صديقك بيخسر مقهاه إذا بيظل يتهاوش مع كل زبون بهالطريقة الغير طبيعية
ريان مُدافعاً عن جراح: تهاوش معاه لأن الزبون حمار
رفعت ليلى حاجبيها وهي تنظر له بإستغراب مما يقوله
ريان زفر : صدقيني هو إستفزه...جراح مابيضربه كذا وبس
ليلى : إسمع ريان... أنا مايهمني أعرف شيء أنا في النهاية موظفة عنده لمدة بسيطة عشان المشروع وبمشي..لكن هو "ماضربه" وبس ..هو رمى عليه كرسي..صابني واقعاً ماصابه..بس المهم انه عصبيته مو طبيعية...أقولك إنت لأنك صديقته ومفروض تهتم بأمره
ريان هز رأسه وهو ينظر للأسفل: إيه أنا عارف ان عصبيته مو طبيعة وهذا قصدي بأن مو قصده يأذي أي أحـ...."نظر إليها بحدة" لحظة .."مفروض تهتم بأمره؟!"..إنتِ اللحين تلوميني فيه؟!
ليلى :قلت لك مالي دخل بشيء...لكن إنت لك دخل
وقف ريان أمامها والقهر بادِ عليه:عشان أنا صديقه فأنا مُلام إنه على هالحالة؟!
ليلى رفعت بؤبؤتيها نحوه : أنا ماقلت كذا..أنا قلت إنك مفروض تنبهه تساعده ..إذا إنت تعتذر عنه فمفروض يهمك أمره
ريان قطب جبينه : وإنت إيش عرفك فيني؟! إيش عرفك إذا أنا ساعدته أو لا؟! إيش عرفك إذا أنا وقفت معاه في كل مصيبة صابته أو لا؟!؟ وش تعرفين عني إنتِ؟!
كانت تنظر له بصدمة ..لم تظن إنه سوف ينفعل لهذه الدرجة
ريان أكمل: ولاشيء.. كل الي تعرفيه عني إني شخص بمريلة يشتغل في مقهى صديقه وبس...
فكَ عُقدة خيوط مريلته من الوراء ليضعها على ذراعه وهو ينظر إليها : تبيني أوصلك المستشفى؟
:كدمة بس مايحتاج تقلق
ريان :بيتكم؟
ليلى : أبوي شوي وبيجي
ريان هز رأسه وهو ينظر لها ..أدار نفسه ليعطيها ظهره ويمضي قدماً..
لكنه لم يخطِ إلا خطوة .. ثم إستدار مرة أخرى نحوها
نظر إليها ببرود : على فكرة..
سحب جزءًا من قميصه ..ليكشف عن آثار خدوشٍ عند ترقوته
نظرت له بصدمة وكيس الثلج مازال على كتفها
أردف وهو ينظر لها ببرود : مو وحدك..من فترة بسيطة كان يحاول يبعدني عشاني تدخلت في إحدى هوشاته
أبعد يده ليغطي القميص جزءًا من ترقوته ..
أزال عينيه عنها ومضى نحو مطبخ المقهى ..بكدمة على خده من أخيه..وخدوش على أعلى صدرهِ من صديقه.
###

خرج من الحمام ليتقدم على طول الممر نحو غرفة المعيشة..كان مُنهكاً كل مايريده هو أن يستلقي على أريكته وينام ..قطع مضيه نحو أريكته مظهرها
كان النوم قد غلبها...رأسها على لوحة مفاتيح جهازها ..وكومة من الأوراق مازالت على طاولة الطعام
إقترب ناحيتها ببطئ ليقف بجانبها وينظر نحو وجهها ..أدخل شفتيه بداخل فمه محاولاً كتم ضحته ...كانت منهكة فمها مفتوح ورأسها قد أصدر حروفاً مكررة على شاشتها ..
أبعد خصلات شعرها من وجهها .."لا تربطه مُطلقاً" قال ذلك في نفسه لأنها دائماً تجعل شعرها مسدول ..
وضع ذراعاً خلف ظهرها ..والأخرى تحت ركبتيها
ليحملها بين ذراعيه ..سمح لنفسه بأن يلقي نظرة نحو وجهها مرة أخرى
"تمتلك ملامح بريئة" إبتسم بلطف..

وضعها بهدوء شديد خوفاً من أن ييقظها على سريرها ..
وضع الغطاء فوقها ..أبعد خصلات شعرها عن وجهها مُجدداً
أغلق الباب خلفه بهدوء...
توجه ناحية المطبخ لينظر نحو تلك الفوضى التي تعم المكان ...أطلق تنهيدة ..لا تكاد تجلس في المكان لدقائق حتى تفسده
توجه ناحية الطاولة ليجلس على كرسي لين ..وحدد كل تلك الأحرف التي كتبها رأسها النائم على لوحة المفاتيح ليمسحها ..نظر إلى سؤال تُرك دون حل..كانت المادة فيزاء..كتب إجابة وحفظ ماقد كتبتها يداها وليس رأسها ...حفظ ذلك المستند وأغلقه من على الشاشة ..كانت فوضوية حتى في جهازها ..كل تلك الصفحات التي لم تغلق..فقط أبعدها من أمامه حتى يصل لسطح المكتب ويغلق الحاسوب..وصل لسطح المكتب..
كانت خلفيتها عبارة عن صورة لها ولأختها ليلى في مطعمِ ما وبيديهما المثلجات ..حدق في تلك الخلفية قليلاً ...وأطفاً جهازها
"أختي خطي الأحمر ؟" قالها وهو يرى أدلة كلامها أمام عينيه كل مرة..
وضع حاسوبها في حقيبتها وقال مازحاً: الواضح حتى الآيس كريم خطك الاحمر يالين
رتب الأوراق من على الطاولة للملف ..وضع كل شيء في حقيبتها
وتوجه ليلقي بجسده على تلك الأريكة ..ليسند ذلك الظهر فقد نُهك تماماً ولطالما لم يكن بإستطاعته إسناده لشيء ...فِعلياً.
###

سمعَ صوت خطواتها المُسرعة خارجتًا من الممر المؤدي للمطبخ وغرفة المعيشة
:إفففف نسيت مـ...
صمتت عندما رأت كل أغراضها التي كانت على طاولة الطعام مختفية..وحقيبتها على إحدى الكراسي
تناول قطعة من الفاكهة التي يقطعها أمامه : صباح الخير
تقدمت ناحيته بهدوء عكس خطواتها المُسرعة منذ قليل : ليه أتذكر إني الأمس نمت فجأة مارحت لغرفتي ونمت ..غريبة
قيس دون أن ينظر إليها وهو يقطع الفواكه التي أمامه ..بينما هي تتناول إحدى القطع التي أمامه : لأني حملتك ووديتك غرفتك
إبتلعت القطعة بسرعة وصرخت بدهشة : إإإإييييييييييييييييعععععششششششششش؟!
قيس نظر إليها بنصف عين :ريلاكس حنجرتك بتطلع من حلقك
لين بصدمة :كيف تسمح لنفسك تحملني !!!!!!!!
قيس بإنزعاج واضعاً قطع الفاكهة في علبة غذاء: لين بليز كلي تبن ..حملتك عشاني طبعاً مو عشانك ..تخيلي أنام وفيه كائن قدامي نايم سلامات ولا لاعن خير لابتوبه ورأسه ضاغط على الكيبورد طنننننن..راسك كتب مقالة ماشاءالله حتى لابتوبك مو راحمته
لين نظرت إليه بإستنكار : من متى صرت تقطع لنفسك فواكه
قيس وهو يغلق العلبة : هذا لك ياغبية
صمتت وهي تنظر إليه لثوانِ.. إهتم بصنع فطورها يومياً ..لم تهتم هي بتغذية نفسها كما إهتم هوَ .. يهتم بوضع الطعام بطريقة مرتبة وإضافة بعض الفواكه أو الخضار..يضع لها في حقيبتها شيئاً خفيفاً لتتناوله في إحدى إستراحاتها..كما وكأنه يهتم بطفلته
نظر إليها :شفيها عيون البقر الي أكبر من حياتي تطالعني كذا؟
ليننظرت إليه ببرود و بإستنكار: مو حلو ترتيبك حق الأكل في العلبة ..وأنا ماحب البرتقال لا تقطعه لي مرة ثانية
قيس :والله..؟!
أزال غطاء العلبة مُجدداً ..لينظر لترتيب الطعام مجدداً ويحاول إعادة ترتيبه بالملعقة :غريبة على إنك أكلتي قطعة برتقال من شوي اللحـ..
لين:إيش قاعد تسوي إنت اللحين؟
قيس مُكملاً ترتيب العلبة: أحاول أرتب الأكـ..
لين مُبعدة علبة طعامها بعيداً عنه : من جدك إنت؟!
قيس نظر إليها بإستغراب
لين نظرت إليه بحدة : لا تهتم بالناس لهدرجة من الطيبة
أخذت غطاء العلبة وأغلقته بسرعة لتضعها في حقيبتها : وأحب البرتقال
لم يفهم ما أصابها ..ولم يفهم لماذا قالت ماقالته
:بسوي لي قهوة ..تبين؟
لين دون أن تنظر إليه وضعت حاسوبها أمامه وفتحته : لا مابي..باقي سؤال من الاسايمنت نمت وماحليته والتسليم اليوم
وضع الكبسولة في آلة تحضير القهوة وضغط على زر التشغيل: آه شفته وحليته
توقفت عن الضغط على الزر للوصول لأسفل الصفحة عندما سمعت ماقاله ورأته .
أنهى إعداد قهوته ..جلس بجانبها وهو يتصفح هاتفه : يلا قومي تجهزي بنتأخر كذا

لم يسمع منها رداً ولم يسمع صوت أصابعها تطرق لوحة المفاتيح .. نظر إليها
كانت عينيها مرتكزة على شاشة حاسوبها ..
قيس: لين شفيكِ؟
لم تجبه ..
أثار سكوتها القلق في قلب قيس.. وضع كوب قهوته أمامه وأمسك كتفها لينظر لوجهها .. كانت عينيها تلمع ..بسبب الدموع التي تحاول حبسها.
قيس بإبتسامة صفراء وإستغراب شديد : شفيك ؟؟ تبكين ؟؟!!
بعثرت شعرها بسرعة لتضعه أمام وجهها وتخفيه : لااااا ليه أبكي وااااع طبعااا لا
قيس: ليه اعمى أنا؟
أغلقت حاسوبها بسرعة لتقف وتضعه في حقيبتها : بروح ألبس
هربت بسرعة نحو غرفتها ..وظل هو حائراً مما جعلها تتضايق.



في السيارة ..
كان يحاول فتح المواضيع بعد الحدث الغريب الذي وقع منذ قليل
:الله يعينني اليوم الدرس صعب شوي وأتوقع الطلاب بيطلعوا روحي وأنا أشرح لهم و..
أزالت نظارته الشمسية من على عينيه لتضعها على عينيها ..
قيس أكمل: و أنا يوم من الأيام بفقع عينك الي تسرقين نظارتي عشانها
لين وهي تعود بكرسيها للوراء لتصبح نصف مستلقية : قلتلك دست على نظارتي وكسرتها
قيس :طيب خذي لك نظارة بيجيني سرطان عين بسبتك
لين : فيه سرطان عين ؟
قيس: مادري والله
لين : أبي شراباتي الحلوة طفشت من شراباتك
قيس: روحي بيتكم وخذي لك شراباتك ومرة وحدة خذي نظارة وفكيني
تجاهلته ..
قطع الصمت مجدداً: ليه عيون البقر اليوم كانت...
قاطعته : إفففففف منك بس تحن ذكرتني بأمي زيييين
أطبق شفتيه عندما سمع إجابتها ..
صمتت هي للحظات ثم أكملت بهدوء: كنت دايماً أنام قبل ما أحل واجباتي .. وكانت دايماً تكملهم عني
صمتت لثانية ..ثم أكملت : كانت تهتم فينا أكثر من نفسها ..ممكن البعض يقول أكيد طبعا هي ام..بس مو كل الأمهات يهتمون بأولادهم لهدرجة.. الحمدلله إني إمتلكتها كأم ..حتى لو لفترة بسيطة من الزمن..
لا يعلم لماذا حاورهاً...لا يعلم لماذا لم يقمع سؤاله : وخالتك؟
لين: خالتي على عيني وراسي.. بس هيً كانت وظلت ومازالت "خالتي"..تبي الصراحة؟ ماعمري تمنيت إن خالتي تتزوج أبوي..الماضي..أقصد لما أمي كانت عايشة ..كانت خالتي دايماً تجي البيت وتجلس معنا ..كنا نشوفها دايما وكنا نحبها ونحب نلعب معها وكانت علاقة أمي مع أختها قوية جداً .. كانت أمي دايماً توصيني على ليلى وماترضى نتهاوش وتقول الأخت قطعة سكر في حياة مُرة ..
تذكر هنا تماماً قول والدته له عندما اكتشفت إنه يعلم بعُقم فهد " إنتوا أخوة إنتوا؟ إنت تعرف إن حلاوة الأخ كلها في الشدة ؟ أما في الرخاء الغريب موجود"
: كانت أمي دايماً تقول لخالتي دلال يادلال العُمر وفرحة حياتي..من حُبها إليها..جدتي بعد توفت وخالتي صغيرة..وأمي إهتمت بخالتي ..فكانت علاقتهم غريبة وقوية...جاء اليوم ..."صمتت قليلاً "
الأشد سواد في حياتي... أمي توفت في حادث سيارة شنيع..كانت شاحنة مصطدمة بسيارة صغيرة جداً مقارنة بها.. من قوة الإصطدام تقلبت السيارة تسع مرات...أبويي يقول شفت رقبة أمكم مكسورة..ووجهها بالكاد ميزته...كانت وقتها راكبة مع سواق جدي ..حتى السواق مات...مسكين كان بيسافر يشوف ولده الي توه مولود
نظر إليها .. تتحدث وكأنها تسرد قصة لم تحدث لوالدتها ..أشفقت على السائق المسكين..ولكن لم تشفق على نفسها
لقد أخبرته سابقاً كم هي قوية...
أكملت: خالتي وأبوي صاروا يتهاوشون بكثرة بعد وفاة أمي..خالتي تبينا نعيش عندها..وأبويي يقول تراهم بناتي ..إتفقوا على الزواج..على إنهم مايتناسبوا أبد..زي ماشفت أبوي شخصية على الطراز القديم ..الزوجة بالنسبة له لازم تقدس زوجها..وأمي كانت طيبة جداً وتناسب تفكيره..بينما خالتي كان أصغر من أبوي بواجد..بواجد..شخصية قوية وماتحب أحد يتدخل فيها..ضحت بنفسها عشانا..شفتها مرتين تبكي في حياتي بس من قوة شخصيتها...اليوم الي توفت فيه أمي..واليوم الي حملت فيه بسعيد...
غريب صح؟ ليش ماكانت تبي تنجب ... فيه مرأة ماتبي تنجب وتربي ولدها الحقيقي ..
بسيطة..لأنها في قرارة نفسها ماتبي هذا الزواج

قدمت ظهر كرسيها للأمام مجدداً حينما رأت إنهم يقتربون للجامعة..
أكملت ..لا تعلم لماذا لا تستطيع أن تمنع نفسها من الإستمرار...ولا تعلم لماذا تفتح قلبها له..كل ماتعلمه إن حنيته أثارت ذكرياتها :كانت خالتي تحبنا بس دايماً تضربنا لما تهاوشنا...لما توفت أمي ماضربتني إلا مرة...كانت ليلى لابسة فستاني المفضل وعصبت منها وضربتها..خالتي سحبتني جهتها وضربت ظهري وقالت شيء رن في إذني رن..الله يلعن شيطانك مستخسرة في أختك فستانك والله لو أختي موجودة مابخلت عليها بروحي
آخر ثلاث كلمات قالتها بصوت مرتجف تملئه الغصة...نظر إليها...كانت دموعها تسيل على خديها ومقدمة أنفها مُحمرة..أوقف السيارة جانباً
أزال نظارته من على عينيها .. كانت مليئتا بالدموع..
لم يفكر... فقط إحتضنها إلى صدره....... وبين ذراعيه للمرة الثانية ..

إستجمعت رباطة جأشها وأبعدت نفسها بهدوء...لتأخذ النظارة من يديه وترتديها مجدداً:إستغليت الفرصة وأخذتها ها
إرتدتها مخبئة ما صنعه حزنها على عينيها الواسعتين..بينما هو إبتسم إبتسامة صفراء
قاد مجدداً...
: وين رايح هذا مو طريق الجامعة
قيس:بروح مكان أول
لين:وين تراك إنت الي بتتوهق وبتتأخر على دوامك
قيس:أوك مو مشكلة

وقف عند مطعم "ماك" طلبات السيارات ليفتح النافذة ويطلب المثلجات..
نظرت إليه بدهشة ..لكنه لا يستطيع معرفة ذلك مع سرقتها لنظارته
إرتسمت الإبتسامة تدريجياً على وجهها: من جدك؟
إبتسم لها..ليقول بعض الخرافات كما تقول هي: يقولون الآيس كريم يبعد الزعل
ضحكت: هههه غلط الماء الي يبعد الزعل بعد المصيبة
قيس أدار رأسه ناحية النافذة: أوك بقوله يكنسله..لو..
ضربت ذراعه بسرعة بقوة ليضحك..
:إنت يالبخيل ماتتحمل يعني علطول تستغل الفرص..قوله ثلاث زيادة بعزم صديقاتي
إلتفت ناحيتها ونظر لها بتعجب مع إبتسامة دهشة
بإرتباك :إيش؟ .. خل تأخيرتك على الدوام تسوى.. تسعد أربع قلوب أحسن من قلب واحد.
###

ظُهراً..

الحقائب مرمية على أرض غرفة المعيشة..مفتوحة...كل دقيقة يضعون غرضاً آخر
مرام بتوتر: يمه عادي أجلس هناك بالحجاب؟
أجابت غادة التي كانت جالسة على الأريكة :ههههههههه بتسبحين بالحجاب بعد؟
رمقتها مرام بنظرة
أم فهد وهي تضع بعض الأشياء في الحقيبة: غادة تأدبي عن أختك..ولا مرام تحملي نتيجة أفعالك
مرام:إفففففففف
غادة بسخرية: توقعتك عاجبتك تسريحتك الجديدة ههههههههه..ولا قالك يعقوب إنها أكيد قبيحة عليك وغيرتي رايك ياضعيفة الشخصية ههههههههههههه
مرام بإستنكار: كلي تبن رجاءًا
نظرت إليها غادة بدهشة ومازالت إبتسامتها على شفهاها: غريبة والله طلعلك لسان
أم فهد: ممكن تسكتون عن بعض شوي ياتوم وجيري وتشوفون إيش الي باقي وماحطيناه في الشنط
غادة:روحنا يمه باقي روحنا ماحطيناها في هالشنط... خلاص كافي ترانا بنروح مزرعة موب بنسافر
أم فهد: كلي تبن رجاءاً
إبتسمت لها مرام بخبث بينما نظرت غادة لأمها بدهشة..

نزل ريان ويعقوب من على الدرج..

نظرت إليهم غادة..: شرفوا الصبيان الحلوين ..تؤبروني شو متأخرين ولك خلصونا شو عم تعملو طول هالوئت متأخرين
أم فهد نظرت إليها بإستنكار:إنتِ شاربة شي اليوم؟
غادة:حليب بس
أم فهد:متأكدة حليب مو فودكا؟
غادة بضحك: ههههه اخس يمه تعرفين للأنواع بعد هههههه
نظر إليها ريان بإستغراب:شفيكِ إنتِ إستجنيتي؟ أحجز لك في مستفشى المجانين ؟ ياكون هذا سبب روحتك لأمريكا عشان تقيمين في إحدى مستشفيات المجانين هناك
غادة مشيرة إليه بالإبتعاد:هش هش...لا تبونا نزعل ولا تبونا نضحك إيش الشيزوفرينيا الي فيكم ذي

إقتربت مرام ليعقوب الذي وضع حقيبته على طاولة الطعام لتقدم له طبق بلاستيكي محفوظ بداخله سلطة
ابتسمت:شلت لك سلطة لأنك مانزلت تتغذى معانا اليوم
نظر إليها ببرود..

نظرت إليهما غادة وإبتسمت بخبث: باقي تبوسين رجله عشان يعطيكِ وجه
أم فهد نظرت لغادة بصدمة :غــادة!
بينما سحب ريان الذي كان بجانبها إذنها بشدة : شفيك إنتِ مختلة ماتعرفين تتكلمين
غادة وهي تحاول إبعاد يد ريان عنها :آخخخخ يعور بعد يدك ياحمار
ضربت يده بقوة عدة مرات.. أبعد يده وهو ينظر لها بحدة
غادة نظرت إليه بنفس النظرة التي ينظر إليها بها: إيش؟ ماقلت شيء غلط
زفر مختنقا من هذا الوضع المتكرر أشار لها بـ"شكراً"
"ماكان له داعي"
أدار بجسده ليعطيها ظهره وأشار للجميع" أنا بروح بسيارتي"
مرام بسرعة: بجي معاك
أشار هو الآخر بسرعة:" لا انتي خليك هنا أنا بمر عدة أماكن قبل"
ضحكت غادة مرة أخرى بسخرية..
خرج من المنزل..
أم فهد موبخة غادة: غادة طفشتيني عدلي إسلوبك الزفت ذا
غادة بإستنكار:إيش تبوني أسوي.. أطبطب عليها وأقول لها اتز اوك هالمرة الالف ماضبطت المرة المليار بتضبط؟
نظرت إلى مرام : على فكرة جالسة تتعبين نفسك عالفاضي..مابيعطيك وجه وبتندمين على هالذل الي تذلين نفسك بيه مستقبلاً
مرام نظرت إلى غادة ببرود : ما أخذ نصايح من وحدة علاقاتها بالكل فاشلة ..وخسرت حبها من زمان
قلبت عينيها بإستنكار وكأنها لم تهز شعرة فيها
بينما ريان نظر لمرام بحدة .. لكنها تجاهلته
###

:إيش معنى هذا الكلام؟؟؟ يعني الواحد مايمديه مايرد على إتصالكم إلا مشيتوا ومابتجيبون الطلبية اللحين
لا لا لا اسمعني...
قيس متأففا ماسحاً بباطن يده وجهه: لين أعطيني الجوال بكلمه ..
لين أشارت له بالإبتعاد: لا حبيبي إسمعني..
نظر إليها قيس بدهشة..
أكملت لين وأعادتها مرة أخرى :لا ياحبيبي تجيب الطلبية الآن..إيش يعني كلها ساعة تأخرت...مايهمنيييي مايهمني عندك زباين ثانيين أنا مو زبونة يعني؟
إسمعني تراكم متأخرين لين ماوصلتوا لي البضاعة الي قبل هاذي قلتوا اسبوع وجبتوها بعد اسبوع ويومين ...الا متأخر اسبوع ويومين إنت وش مدريك يمكن أنا أبيها بعد أسبوع بالضبط ... لا تناقشني...اسمع وجبتوا لي كوب مكسور وقلتوا بترجعونه ولا رجعتوا الا وين الانضباط في العمل
غمزت لقيس لأن أعجبتها آخر جملة قالتها .. فقلب عينيه بإستنكار
أكملت: لا تخليني أشتكيكم عند وزارة التجارة لا تفكرني سهلة .. أيوووه..اللحين ها لما قلت لك بشتكيكم بتجيبون الطلب ها ... يلا لا تتأخرون ... باي
أغلقت هاتفتها وهي تنظر لقيس بحماس: شرايك بس؟ روعة ها ؟ ؟أعلمك أنا كيف النقاش والفوز والإقناع
قيس بإستنكار: تعلمين إبليس والله
لين : اي احسن منك والله ...تكلمه بإحترام وأخوي ومدري إيش ممكن ماتتأخر لو سمحت ننننن ..مايفيد ذا الأسلوب مايفيد
قيس نظر لها بنصف عين: ليه وإنتِ وش تقولين ؟؟ حبيبي؟!
لين ضحكت : نفس الشي نفس الشي..كلنا مسلمين ونحب بعض
قيس: لا والله؟!...وبعدين ايش هالشحنة الي ميتة الا تبينها اليوم
لين ابتسمت : للرحلة
قيس: بل كل هذا حماس
لين: اسمع انا مادري ليش انت تبي تكرهني بالرحلة..بس تحلم تروح وتنبسط لوحدك..خل أستفيد من زواجي فيك قبل مانودع بعض
###

عند المزرعة...في مواقف مخصصة لزوار المزرعة..داخل سيارة قيس

قيس بتوتر: مستعدة؟ سوي مثل ما اتفقنا عليه كانت علاقتنا كويسة واللحين جالسة تسوء
لين وهي تتناول من كيس الفول السوداني المملح الذي بين يديها: كمان دونت تيل ذا اكسبرت وات تو دو دارلينق
نظر إليها بإستنكار
لين وهي تمسح السيارات بنظراتها : سيارة مين المرسيدس ذي
قيس : سيارة خالي محمد مالك المزرعة
لين :أوخصصصص شهالسيارة الفخمة موب سيارتك الي كأنها وزغة عملاقة
نظر إليها بعدم تصديق: أولاً إذكري ربك ياحسودة مع عيون البقر الي عندك ذي عادي تحرقين السيارة اللحين بنظراتك ثانياً سيارتي الي مو عاجبتك هاذي الي توديك كل يوم الجامعة وترجعك إحمدي ربك بس لا اخليك تروحين مع باصات وترجعين البيت معاك ارتجاج
لين وهي تتناول الفول السوداني متجاهلة مايقوله: هذا ماعنده ولد ؟ يمكن أحول عليه بعد ما اتطلق منك إنت ووزغتك
أبعد نظره عنها ، أجاب بهدوء وهو يزيل المفتاح من السيارة: لا، عنده بنت وحدة.
لين وهي تطحن مابداخل فمها: أتوقع بنته هاذي مدللة على الآخر ..عرفت يعني أتوقع ان شراباتها مثلا مو مثل شرابتنا لا يصنعونها لها بالذهب وكذا
نظر لها بإستنكار شديد وسحب من بين يديها كيس الفول السوداني المملح : بلا مبالغة ويلا لمتى بنظل في المواقف كذا كأننا نخطط على سرقة وبعدين إيش هالهوس الي عندك هذا مع الشرابات


خطت قدماهما داخل تلك المزرعة العملاقة .. كانت تخطف الأنفاس، مليئة باللون الأخضر وتلك الورود المختلفة الألوان ..صوت هدير الماء الذي تطلقه تلك النافورتان العملاقتان من كل جانب..
عبرت من أمامه عدة خطوات قِلال على ذلك الممر الحجري..وهي تنظر بدهشة لجميع التفاصيل : قيس إذا هذا المدخل بس ، كيف بتكون المزرعة من داخل؟
رفع حاجبه: رجل أعمال ناجح صح؟ أبصم لك بتكون مزرعة ناجحة والحجوزات مابتوقف عليها
لين وابتسامة الدهشة ماتزال على شفتيها: راح أترك الجامعة الكئيبة وراح أسوي لي مزرعة وأربح وبتشوفني مليونيرة لا تخاف بتذكرك بنظارة شمسية احسن من نظارتك المخيسة الي ذالنا عليها
قلب عينيه بإستنكار
تقدم ليقف بجانبها: ليه تفكرين الدنيا سهلة كذا ؟ محَد يولد وبفمه ملعقة ذهب لين
نظرت إليه وإبتسامة السخرية تعلو محياها: مين قال؟ بنت خالك مثلا...موب مولودة وبفمها ملعقة ذهب؟
نظر إليها دون أن يرد..
بنفس الإبتسامة:كذا الحياة أرزاق..ناس الله يرزقهم مال وناس صحة وناس جمال وإلى آخره .. محًد كامل ..ومحد مقتنع بالي عنده للأسف
نظر إليها بنصف عين مع إبتسامة جانبية تُعبر عن سخريته:أول مرة ماتقولي واحدة من خرافاتك
لين : مثلاً أنا مو غنية لكن جمالي فتاك ..
بضجر: آه أوك بدأت الخرافات



دخلا عبر بوابة أخرى ..إستقبلتهما إمرأة وفتاة
مدت الإمرأة يديها المملوءة بتلك الأساور المرصعة بالذهب ..رحبت بلين بحرارة: نورتنا العروس الجديدة كيفك حبيبتي أتمنى تنبسطين هنا
لين تبادلها حرارة تلك التحية مع إنها لا تتذكرها
بينما هما..خلفهما..عيناهما كانتا تتلاقيان
كان ينظر لها بنظرات فهمتها جيداً.. بل هي بدورها تحاول إخفائها ..كانت نظرات الغضب تغلب على نظراتها...بينما هو كان ينظر لها بُحب وإشتياق
لم يرها منذ مدة طويلة، لم تُحادثه كما كانا يفعلان
لم تتغير..كانت واقفة وراء والدتها متكتفة الذراعين مرتدية عباءة باللون البرغندي ، ملقية حجابها على رأسها بإهمال ..شعرها الأحمر ظاهر تماماً
قطع تحديقه بها سؤال زوجة خاله: أخبارك قيس وحشتنا من زمان ماشفناك
نظر إلى زوجة خاله مع إبتسامة خفيفة تعلو محياه: الحمدلله ..
نظر لغـلا "طِبنا بشوفتكم"
نظرت له ببرود ورفعت حاجبيها بإستنكار
لين إبتسمت إبتسامة عريضة: إن شاء الله نكون ضيوف خفيفين على قلوبكم
أجابت والدة غلا: أكيد حبيبتي فرحانين فيكم وبكل الي بيشرفونا اليوم
أجابت غلا بدون نفس: إن شاء الله
نظرت لين لغلا وإبتسمت لها دون أن تفهم ماتعنيه

والدة غلا: تفضلي معانا ليـ..
قاطعها أصواتهم ..

:خلاص طفشتني ممكن تسكت شوي ولا بالع راديو وانا مادري
ريان متذمراً: سدي حلقك ولا قسم برمي عفشك في هالنافورات
مرام: خلاص خلااص ماتقدرون ماتتهاوشون
أم فهد: صدقيني لو أدري إنهم بيكونون توأم مجنون كذا كان بعت واحد منهم واستفدت والله بدال عوار الراس من هواشهم هذا

صاحت بصوتِ عال مُرحبة بهم بحرارة مما جعل لين تنظر لها بدهشة مع إبتسامة صفراء :يااا مرحباااا يامرحباا والله بسلوى وعيالها تعطر المكان بشوفتكم يامحلا اليوم الي نقابلكم فيه
همست لين وهي تقترب لقيس : ليه أحنا ريحتنا خايسة تقول كذا؟
همس هو الآخر صاكاً على أسنانه: غبائك هذا تعبير مزاجي ترحيباً فيهم تبين أعطيك دروس خصوصية في العربي بعد
ضربته بكوعها ليصمت عندما إقتربت والدته لتحتضن والدة غلا:هش
بينما نظرت إليهما غلا بحدة...نظر إليها مُجدداً

إقتربت غادة التي كانت بجانب أمها وإبتسامتها الشيطانية على محياها..كانت توجه كلامها لغلا: لونق تايم نو سين ها؟
Long time no seen hah
بادلتها بإبتسامة صفراء هي الأخرى : كَفتني شوفتك في العرس..بس أدري إنك ماتشبعين من شوفتي
أطلقت ضحكة سخرية قصيرة :هــه...ماتغير فيك شيء غير إن رجلك المكسرة تصلحت "قطبت جبينها" بس بعدك بنفس البشاعة
أم فهد صاكتاً على أسنانها:غـادة عيب
أم غلا: هههه ماعليكِ أكيد ماتقصد
غلا نظرت إلى غادة من رأسها لأخمص قدميها : والله؟! إنتِ تغيرت كثير تدرين؟
غادة بتهكم:أناظر نفسي بالمنظرة كل يوم حبيبتي
غلا:آوه..مالاحظتي إنك شاحبة ووجهك ساح على بعضه صرتِ كأنك هيكل عظمي؟ يبغالك تفحصين نظرك
نظرت لها نظرة حادة تكاد تحرقها بادلتها النظرات هي الآخرى
تكلمت أم غلا حتى تقطع صراع النظرات بينهما : يامرحباً فيكم كلكم ..معشر النساء تعالوا معاي رجاءًا
نظرا ريان وقيس لبعضهما .. كانا هما الوحيدان الرجال بينهم حتى الآن.
###

عِندً جِهة حمامات المجالس الداخلية...أمام مرآة مستطية عريضة والمغاسل الخشبية التي بجانبها رفوف خشبية بداخلها بعض المناشف البيضاء وبجانبها نبتة خضراء كبيرة
كانت الإضاءة الصفراء والشموع المُشعلة على المغاسل تبعث إحساساً لطيفا..
أردفت غادة التي كانت تنظر لنفسها بالمرآة وهي تضع أحمر الشفاه وبجانبها مرام ولين : وين أمي
كانت مرتدية فستاناً صيفياً قصيراً أبيضاً ذو كم طويل مربوط برباط عند الخصر ، بينما كانت مرام مرتدية بدلةً متكاملة أو "جمب سوت" أسود رسمي يتناسب مع قصة شعرها الجديدة، ولين ترتدي فستاناً أصفر صيفياً خفيفاً بحمالاتِ رفيعة
أجابت مرام :سبقتنا
غادة: يا الله يمه يعني ماتقدرين تصبرين شوي لين نفسخ عبائتنا ونمشي معك
أردفت وهي تفتح الأبواب الخشبية التي بأسفل المغاسل : إسمعي ليه خالك تعبان على المزرعة كذا كأنها فندق
مرام وهي تمسك بكتف غادة :هيه إنتِ ليه تتعبثين وتفتحينهم ..ايش عرفني يمكن خطته المستقبلية إن تكون فندق
غادة وهي تنظر لما في داخل المغسل الخشبي وتشاركها لين الفضولية بالنظر أيضاً: شوفي يعني ليه بيحط سلات فيها أغراض عناية وصابون وكريمات وكذا
مرام:كرم الضيافة شعرفك إنتِ
نظرت لين لغادة بتأكيد: أكيد خطته فندق
نظرت لها غادة وهزت رأسها بإيجاب
وقفت مجدداً لتضع بعض أحمر الخدود على وجنتيها : إفف إيش هالإضاءة الصفراء المخيسة ذي ..ما أقدر أفرق ألواني عن بعضها
مرام بإستنكار: إلا تشوفين لك شي تنقدين عليه
لين : لا الإضاءة حلوة بس مايخافون الشموع تنقلب هذا خشب بنروح في ستين داهية
مرام نظرت لها بنصف عين:إنتي كمان
غادة وهي تتأمل في ملامح وجهها بالمرآة بإعجاب: قود بوينت ..شوفي مرام الروج عليي يجنن
مرام بتأفف: افف خلينا من روجك اللحين كيف بدخل بشعري هذا
غادة قطبت جبينها وهي تضع أغراضها في حقيبتها : إفففف أنتِ عادي شفيها يعني أي أحد يقولك شيء قولي شعري وبكيفي وهذا نيولوك
لين : اسمعوا أنا اللحين يبغالي شهر لين أحفظ هالفندق مدري المزرعة موب كم يوم
غادة: كلنا مثلك مدري شفيه خالي مشتط شوي وبيسويها قصر
أشارت بحاجبيها بالمضي قدماً والدخول للمجلس..

دخلا إلى إحدى المجالس التي سبقتهم أم فهد بالدخول إليه
كان صوت الحديث المتواصل والضحك هو أول ما وصل لآذانهن عندما دخلن، لكن سرعان ماتحول إلى ترحيب حار بوصولهن
نظرت لين إلى تلك الوجوه الجديدة..يبدوا إن ذاكرتها لم تحتفظ بهم عندما رأتهم في حفل زفافها
أشارت لها أم فهد التي كانت جالسة بجانب عجوزِ على الأريكة بالتقدم لها أولاً
إقتربت لتمد يدها وتصافح تلك العجوز التي يبدو إن كُبر سنها لم يخفي أناقتها التي تناسبت مع ذلك مع عمرها ،مدت يداها المليئة بالخطوط الذي رُسمت عليها من عمرها..كانت يدها هي الأخرى مليئة بالذهب..يبدو إن إبنها الغني تذكرها بهداياه هيَ أيضاً
تلاقيت أيدهن..ضغطت تلك اليد المُجعدة الدافئة على يدها الباردة بقوة مما آثار إرتباكها
رفعت عينيها ببطئ نحو لين..كُبر سنها لم يخفي جمال عينها ذات اللون العسلي "يبدو إن التوأمان ورثا عينيها منها" قالت في نفسها ..بينما كانت عينها الأخرى مُصابة يملئها اللون الأبيض بطريقة مُخيفة..
إختلطت تعابير الإعجاب والهلع في ملامح لين التي كانت يدها مقيدة بيد العجوز القوية
أصدرت حروفها الخارجة من تلك الشفتين اللاتي لم ترحمهما التجاعيد أيضاً: إنت زوجة قيس
أجابت وعينيها تنظر لعين العجوز مباشرة، تخفي نبرة صوتها المرتبكة: إيه أنا زوجته لين ياجدة
أجابت بحٍدة: هذا خَبر مو سؤال .. أتذكرك زين عيني على إنها وحدة الي تبصر إلا إنها ماتنسى أي وجه إنعكس عليها
إبتسمت بإرتباك .. أحست بالخجل من نفسها ، لم تحفظ وجها مما رآته الآن وهذه العجوز التي رسم الزمن تعرجات دقيقة على جسدها تتذكر كل ماتراه من وجوه
أم فهد والإبتسامة تعلو وجهها : ها يمه عرسنا حفيدك المفضل مثل ماتبين إن شاء الله إنبسطتي
أجابت بحِدة مجدداً : أولاده أحفادك المفضلين إن شاء الله مًحد يعلى على "يعقوب" مرتبة في التفضيل عندي
أفحمتها بجوابها .. كانت الإبتسامة مازالت مرتسمة على وجهها .. تجمدت تعابيرها من الصدمة
كُسِر ظهر لين ويدها مسحوبة بيد العجوز .. تسائلت لو كانت أطول هل سوف ينكسر ظهرها فعلاً
أردفت وهي تنظر لعيني لين بحدة: كنت متوقعة قيس بيآخذ "غلا" معلوم كان يحبون بعض بمراهقتهم
نظرت أم فهد لأمها متسعة الحدقتين بصدمة مما قالته للتو..
بينما رفعت لين حاجبيها ولم تستطع إخفاء إبتسامتها " والله وعليك حركات قيس وليلى ياقيسو"
نظرت غلا إلى جدتها ولين بنظرة جانبية وإبتسامة تعلو وجهها
نظرت إليها غادة بنصف عين ..ثم نظرت إلى جدتها :مالنا نصيب من السلام ياجدة ولا زوجة الأخ الجديدة تاخذ كل السلام؟
نظرت لها بعينيها الحادتين ومازالت مُمسكة بيد لين: السلام تحية المسلمين ما تنقال للكُفار
فتحت فاهها مع إبتسامة جانبية غير مصدقة ماتقوله جدتها
لطالما كانت تقول كل مايخطر على بالها دون أي تنقية أو إعتبار
أجابت غادة: جدتي مو معناها رحت أمريكا كم سنة صرت كافرة مثلهم
أجابت : لا صرتي عجيز إنت وصبغة شعرك ذي ..أحد يبي الشيب يجيه بكير
غادة بعدم تصديق: هذا لون شعري من قبل ما أسافر أمريكا!
أردفت وهي تنظر لمرام بحدة التي عرفت تماماً إن دورها قد جاء: سلوى فاتحة لك صالون في بيتك ..بناتك الي عجيز والي قلبت رجال
أم فهد فتحت فمها لتجيبها لكنها أكملت كلامها دون أن تحاول أن تستمع لإجابتها حتى
أردفت وهي تنظر لعيني لين مجدداً : على قولتك ياغادة زوجة أخوك الجديدة ... بعدين بتصير قديمة وبتتخلون عنها بعد مثل زوجة فهد ولا كيف؟
إبتلعت لين ريقها وهي تنظر لعيني جدة قيس التي قد باغتتهم بكلامها الحاد قبل أن ترحب بهن .. لم تعلم إن مصير حفيدها الآخر هو الطلاق أيضاً
أم فهد محاولة كتم إنزعاجها:قلت لك يمة ماتناسبوا مع بعض
أجابت بحدة:ليه الزوجين مايعرفون إنهم ما يتناسبون مع بعض إلا بعد ست سبع سنين زواج ؟! "بتهكم" لا صرت عجيز مخرفة قولي لي هالأكاذيب
صمتت لم تعلم كيف تجاري والدتها ..لطالما لم تستطع
نظرت لعيني لين : إذا ماناسبك لا تنتظرين العمر يمضي لأن ماله رجعة .. تطلقي إذا ماناسبك مو تنتظرين ست سبع سنين
تنهدت أم فهد تعلم تماما ماترمز إليه والدتها ...وليس مناسباً على الإطلاق نصح عروس جديدة بالطلاق
أجابت لين التي تجرأت ووضعت يدها الأخرى على يد الجدة وإبتسمت بلطف: هذا النصيب ياجدة...والحذر لا يمنع القدر



 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
., لطالما, الجـــزء, الرابـــع, الإنسان, يصارع, عـشـر, عقله, وقلبه, كان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صورهـ حقيقيهـ لمحمد - صلى الله عليه وسلم - متع ناظريك ! لذهـ غرآآآم …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… 14 05-25-2009 04:13 PM
موسوعه قصايد ليل المعلوماتيه ...؟ البرق النجدي …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 12 01-12-2009 08:18 PM
هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم النصر العالمي …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… 2 12-05-2008 12:15 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية