الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… > الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
 

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-16-2016
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الإعجَازُ البَيَاني لِلقُرآن الكريم أركَانه وَمَظَاهره





المقدمة:
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل القرآن على رسوله الأمين بلسان عربي مبين، وبين فيه ما يحقق سعادة الناس في الدارين. وهو المعجزة الكبرى للرسول عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً، وبعد:
فإن موضوع علم أصول الفقه: الأدلة الكلية الموصلة إلى الفقه وأقسام هذه الأدلة ومراتبها وكيفية استثمار الأحكام الشرعية منها[1].
وأول هذه الأدلة الكلية وأهمها القرآن الكريم، وهو حجة على الناس وأحكامه واجبة الاتباع، وذلك لأنه من عند الله سبحانه.
والدليل على أن القرآن من عند الله لا من عند البشر إعجازه لهم أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه.
ومن هنا كان مبحث إعجاز القرآن من أشرف المباحث وأجلها، وهو إلى جانب ذلك موضوع يشترك في بحثه علماء الأصول باعتبار أن القرآن أحد الأدلة الكلية بل هو أهمها كما قدمت. ويشترك في بحثه علماء اللغة لأن القرآن نزل بلسان العرب ولغتهم. قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}[2]. فهم القادرون على اكتشاف رفعة أُسلوبه وتميزه على سائر كلام العرب وعلو شأنه وعظمته. وكذا فإن مبحث الإِعجاز يعتبر من مباحث علوم القرآن ويدخل من جانب آخر في مباحث العقيدة.
وقد استعنت بالله على الكتابة في إعجاز القرآن هذا البحث وسميته: الإِعجاز البياني للقرآن الكريم، أركانه ومظاهره.
وأما هدف هذه الدراسة فهو بيان أركان الإِعجاز البياني ووجوه هذا الإِعجاز ومظاهره، وإبطال القول بمذهب الصرفة الذي قال به النظام المعتزلي.
أولاً: أركان[3] الإِعجاز البياني للقرآن الكريم[4] وهي ثلاثة.
الأول: التحدي: وهو طلب المبارزة والمنازلة والمعارضة[5].
بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى العرب وأعطاه آية وبرهاناً على صدقه، القرآن الكريم[6]. وقال لهم: إن هذا القرآن من عند الله. فلما كذبه العرب، تحداهم وكان ذلك على عدة مراحل:
تحداهم أن يأتوا بقرآن مثله، قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لا يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ}[7]. ولكن أنى لهم أن يأتوا بمثله وهو كلام الله المنزه عن كل ما يشوب كلام البشر من نقص. لم يستجب العرب لهذا التحدي. وبعدها تحداهم الله أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[8]. ولم يستجيبوا، فتحداهم أن يأتوا بسورة، فقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[9]. وقال تعالى: {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[10].
ومع كل ما سبق من التحدي، فلم يأتوا بقرآن مثله ولا بعشر سور مثله ولا بسورة مثله أو من مثله، وعندها آمن من شاء الله له الهداية وكفر من أصر على عناده. وهذا الصنف الأخير بدلاً من أن يستجيب للتحدي مع يقينهم بالعجز لجأوا إلى أسلوب العاجز المكابر، فوصفهم الله بقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لا تَسْمَعُواْ لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَواْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}[11].
لذا سجل القرآن عجز الإنس والجن مهما أوتوا من قوة وبذلوا من جهد، فقال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}[12].
الثاني: وجود المقتضي عند المتحدى لمواجهة التحدي.
أما وجود المقتضي فإن محمداً صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى توحيد الله في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته. وهذا ما جعلهم يقفون في وجه دعوته، خاصة زعماء قريش لأنهم عرفوا أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم تقضي على امتيازاتهم القبلية ومواقعهم الإِجتماعية وتجعل الولاء والتوجه لله وحده. وهذا يفقدهم زعامتهم التي بنيت على اعتبارات جاهلية لم يقرها الإِسلام ونفاها وجعل الميزان الذي يوزن به الناس التقوى، فقال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}[13].
وقد كان العرب يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى، فعاب عليهم القرآن فعلتهم هذه وسفه أحلامهم ؛ لأن العاقل السوي لا يعبد صنماً ينحته بيده أو يصنعه من تمر إذا جاع أكله، بل أكثر من ذلك فقد سجل القرآن أن كل من وقف في وجه الدعوة عناداً وكفراً أضل من الأنعام وكالدواب والكلاب. قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَآ أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[14]. وقال تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[15].
وقال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِى ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[16].
ومن هنا كانت حاجتهم ماسة وحرصهم شديداً على أن يأتوا ولو بسورة من مثله ليبطلوا حجة محمد صلى الله عليه وسلم بأن القرآن من عند الله ويثبتوا أن مسلكهم في العبادات وفي كل حياتهم صحيح، وأن ما وصفهم به القرآن بأنهم كالأنعام والدواب والكلاب وغير ذلك إنما هو باطل، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
يقول الرافعي في وقفة له عند قوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مَمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا...} ((تأمل نظم الآية تجد عجباً، فقد بالغ في اهتياجهم واستفزازهم ليثبت أن القدرة فيهم على المعارضة كقدرة الميت على أعمال الحياة لن تكون ولن تقع، فقال لهم: ((ولن تفعلوا)). أي هذا منكم فوق القدرة وفوق الحيلة وفوق الاستعانة وفوق الزمن، ثم جعلهم وقوداً ثم قرنهم إلى الحجارة ثم سماهم كافرين، فلو أن فيهم قوة بعد ذلك لانفجرت ولكن الرماد غير النار))[17].
الثالث: انتفاء المانع عند المتحدي من قبول التحدي.
وذلك من ثلاثة وجوه[18].
الأول: من الناحية اللفظية.
الثاني: من الناحية المعنوية.
الثالث: من الناحية الزمنية.
أما من الناحية اللفظية، فإن العرب كانوا أهل فصاحة وبيان يشهد لهم بذلك أشعارهم وخطبهم وأمثالهم ومقدرتهم على النقد وتمييز الغث من السمين. وكانوا قد برعوا في اللغة ووصلوا إلى مستوى رفيع. وقد وصفهم الرافعي بقوله: {كالعرب أصحاب الفطرة اللغوية والحسن البياني الذين صرفوا اللغة وشققوا أبنيتها وهذبوا حواشيها وجمعوا أطرافها واستنبطوا محاسنها"[19].
وقد كان العرب على مستوى رفيع من البلاغة والنقد والذوق البياني، خذ مثلاً على ذلك، أنه عرض على الخنساء[20] بيتان من الشعر لحسان بن ثابت[21] في سوق عكاظ وهي قوله:
لنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلْمَعْنَ بالضحى وأسيافُنا يَقْطُرْنَ مِنْ نَجْدَةٍ دماَ
ولدنا بني العنقاء وابني محرق فأكرم بنا خال وأكرم بنا ابنما
فقالت الخنساء: ((ضعفت افتخارك وأَنزرته في ثمانية مواضع. قال: وكيف. قالت: قلت ((لنا الجفنات)) والجفنات ما دون العشر، فقللت العدد، ولو قلت الجفان لكان أكثر. وقلت ((الغر)) والغرة الباقي في الجبهة، ولو قلت البيض لكان أكثر اتساعاً. وقلت ((يلمعن)) واللمع شيء يأتي بعد الشيء ولو قلت يشرقن لكان أكثر لأن الإِشراق أدوم من اللمعان. وقلت ((بالضحى)) ولو قلت بالعشية لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً. وقلت ((أسيافنا)) والأسياف دون العشر. ولو قلت سيوفنا كان أكثر. وقلت ((يقطرن)) فدللت على قلة القتل، ولو قلت يجرين لكان أكثر لانصباب الدم، وقلت دما والدماء أكثر من الدم وفخرت بمن ولدت ولم تفتخر بمن ولدوك))[22].
وقوم حالهم كما وصفت لك لم يكن عندهم مانع من الإِتيان بمثل القرآن الذي نزل بلغتهم إلا العجز. وهذا دليل على أن القرآن ليس من كلام البشر بل هو كلام الله جلت قدرته.
وأما من الناحية المعنوية فإن العرب كانوا على مستوى من رجاحة العقل والفطنة والذكاء بحيث يستطيعون الإِتيان بمثل القرآن لو كان من كلام البشر. وقصة الخنساء في نقد شعر حسان خير شاهد لما نقول، لكن أَنَّى لهم وهو كلام الله {تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[23].
وأما من الناحية الزمنية فإن القرآن لم ينزل دفعة واحدة وإنما نزل منجماً في ثلاث وعشرين سنة وبقي التحدي قائماً. ولو نزل القرآن دفعة واحدة لاعتذروا بأن الوقت قصير ولطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يمهلهم، لكن الوقت طويل ولم يكن لديهم مانع إلا شعورهم بالعجز.
ثانياً: مظاهر الإِعجاز البياني للقرآن الكريم
وهي سبعة:
الأول: الخصائص العامة للأسلوب القرآني.
الثاني: ضرب الأمثال في القرآن الكريم.
الثالث: الإِيجاز في القرآن الكريم.
الرابع: التكرار في القرآن الكريم.
الخامس: الكلمة القرآنية.
السادس: الجملة القرآنية.
السابع: الفاصلة القرآنية.
الأول: الخصائص العامة للأسلوب القرآني
1 - القرآن الكريم يجري على نسق غاية في البلاغة والفصاحة خارج عن المألوف من نظام جميع كلام العرب، فله أسلوب يختص به ويميزه عن سائر الكلام. فلا هو بالشعر ولا بالنثر. لكنك لو قرأت بعض آياته شعرت بالنسق العجيب بينها، وكذا بين الكلمات، وحتى بين الحروف فتجد تناسقاً عجيباً بين الرخو والشديد والمجهور والمهموس والانفتاح والإِطباق... الخ[24]، بحيث إذا قرأت القرآن شعرت بتأثير شديد في نفسك[25]. استمع إلى قوله تعالى: {يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ}[26].
2 - يمتاز القرآن باتساق عباراته وبلاغتها وبديع نظمه على كثرة سوره وطولها وقصرها، من غير أن تختل هذه المزية فيه بخلاف كلام العرب، فإنك لا تجد لحكيم ولا لشاعر أو فصيح كلاماً بطول القرآن وعلو شأنه، بل قد يبدع أحدهم في بعض قوله ويخفق في آخر، بل قد يناقض نفسه، أما القرآن فهو كما وصفه الله: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرًا}[27].
3 - الناظر في القرآن يجد فيه القصص والمواعظ والاحتجاج والحكم والأحكام والوعد والوعيد والتبشير والتخويف ومع ذلك فهو غاية في الفصاحة وبديع النظم بخلاف كلام البشر من نثر أو شعر، فقد يجيد أحد الشعراء في المدح دون الهجاء أو التأبين دون التقريظ أو الوصف دون الغزل، أو عكس ذلك، لكنك لا ترى شاعراً ولا ناثراً يجيد كل ما سبق من الأساليب بنفس القوة. ولذلك ضرب العرب المثل بامرئ القيس إذا ركب والنابغة إذا رهب وزهير إذا رغب[28].
4 - إن معاني القرآن مصوغة بشكل محكم بديع تصلح لأن يخاطب بها الناس على اختلاف بيئاتهم وتفاوتهم في الثقافة والعلوم بحيث تؤدي الغرض الذي سيقت من أجله فيتأثر كل سامع لها ويفهم منها مقصدها على اختلاف ثقافة السامعين وعقولهم. استمع معي إلى قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا}[29]، فالعرب في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام فهموا من هذه الآية، على قلة علومهم، دليلاً على قدرة الله سبحانه وهو: أنه خَلَقَ الشمس والقمر يبعثان بالضياء إلى الأرض، وقد غاير الله سبحانه في التعبير بالنسبة لكل منهما تنويعاً للفظ، وهذا معنى صحيح تدل عليه الآية. وأما عالم اللغة فيفهم أن الآية سيقت للدلالة على قدرة الله وسمى الله الشمس سراجاً لأنها تجمع إلى النور الحرارة، وسمى القمر منيراً لأنه يبعث بضياء دون حرارة، وهذا المعنى صحيح تدل عليه الآية دلالة لغوية واضحة. وأما علماء الفلك في هذه الأيام، فقالوا: نعم الآية مسوقة للدلالة على قدرة الله، لكن الله سبحانه غاير بين وصف الشمس وبين وصف القمر، فسمى القمر منيراً لا مضيئاً لأنه جسم مظلم يعكس ما يسقط عليه من ضوء الشمس. وهذا صحيح لغة فإننا نقول غرفة منيرة إذا انعكس عليها الضوء من مصباح في وسطها. أما الشمس فإن الحرارة والضوء ينبعثان منها فناسب تسميتها سراجاً[30].
الثاني: ضرب الأمثال في القرآن الكريم
وقد اعتمد الأسلوب القرآني على ضرب الأمثال وجعله قاعدة أساسية في التعبير عن المعاني.
ومن أساليب ضرب الأمثال المتبعة في القرآن[31]:
أ – إخراج المعاني الذهنية في صورة حسية تُرسم في المخيلة حية متحركة. خذ هذا المعنى الذهني المجرد وهو أن الكفار محرومون من دخول الجنة وأنهم غير مقبولين عند الله بتاتاً، وتأمل كيف عرضه الله في القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَآءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}[32] هكذا في صورة حسية ترسم في الخيال صورة تفتح أبواب السماء وصورة ولوج الجمل في سم الخياط. وسواء أكان الجمل هو الحيوان المعروف أم الحبل الغليظ[33] فقد استقر في مخيلة السامع استحالة دخول الكافرين الجنة[34].
ومن أمثلة ذلك أيضاً أنك لو أردت أن تعرض لمعنى النفور الشديد من دعوة الإِيمان بصورته التجريدية تقول: إن القوم ينفرون أشد النفرة من دعوة الإِيمان. أما القرآن فقد عرض فيه الأمر بأسلوب تصويري حسي فقال تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةِ}[35]، فاشترك هنا مع الذهن حاسة البصر وملكة الخيال وانفعال السخرية من هؤلاء الذين يفرون من الحق كما تفر حمر الوحش من الأسد[36].
ب – تصوير الحالات النفسية والمعنوية في صورة حسية متخيلة، حية متحركة.
فعندما أراد الله سبحانه أن يفضح ويعري أولئك الذين هيأ لهم سبيل الهداية لكنهم رفضوا فأصبحوا في شقاء بما علموا وما جهلوا فلا هم استراحوا بما هيأ الله لهم من سبيل الخير والرشاد ولا هم استراحوا بإعراضهم عن هذا الخير، فيصور القرآن حالتهم النفسية والمعنوية هذه في صورة حسية متحركة، قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[37].
يقول سيد قطب: "إنه مشهد من المشاهد العجيبة، الجديدة كل الجدة على ذخيرة هذه اللغة من التصورات والتصويرات، إنسان يؤتيه الله آياته، ويخلع عليه من فضله، ويكسوه من علمه ويعطيه الفرصة كاملة للهدى والاتصال والارتفاع... ولكن ها هو ذا ينسلخ من هذا كله انسلاخاً، ينسلخ كأنما الآيات أديم له متلبس بلحمه، فهو ينسلخ من آيات الله، ويتجرد من الغطاء الواقي والدرع الحامي، وينحرف عن الهدى ليتبع الهوى ويهبط من الأفق المشرق فيلتصق بالطين المعتم فيصبح غرضاً للشيطان لا يقيه منه واق، ولا يحميه منه حام، فيتبعه ويلزمه ويستحوذ عليه.. ثم إذا نحن أولاء أمام مشهد مفزع بائس نكد... إذا نحن بهذا المخلوق لاصقاً بالأرض ملوثاً بالطين. ثم إذا هو مسخ في هيئة الكلب يلهث إن طورد ويلهث إن لم يطارد.. كل هذه المشاهد المتحركة تتتابع وتتوالى، والخيال شاخص يتبعها في انفعال وانبهار وتأثر"[38].
ج – عرض القضايا المنطقية والجدلية في أسلوب ضرب الأمثال وذلك في معرض الاستدلال على عظمة الخالق وقدرته، فالقرآن يأتي بالدليل المقنع من واقع الناس وما يشاهدونه ويعايشونه، لكنه معروض في صورة مؤثرة ومن ذلك قوله تعالى: {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ في الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[39]. ومع أن هذا المشهد كما تلاحظ يتكرر في حياة الناس إلا أنه عرض بأسلوب تصويري وكأنها لوحة طبيعية رسمت عليها النخيل والأعناب المثمرة[40].
د – إعطاء الحركة لما من شأنه السكون وخلع الحياة على المواد الجامدة والظواهر الطبيعية والانفعالات الوجدانية فتصبح كأنها أشخاص بارزة لها عواطفها وخلجاتها الإنسانية. تأمل في قوله تعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً}[41]، تجد التعبير بالاشتعال يجعل الخيال يتصور أن للشيب حركة في الرأس كحركة اشتعال النار في الهشيم مما يضفي على النص الحياة والجمال[42].
وأما خلع الحياة على المواد الجامدة فمثاله قوله تعالى {وَالصَّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}[43]، فالصبح مشهد معروف متكرر للناس، لكنه في التعبير القرآني كأنه شخص حي يتنفس كما يتنفس الأحياء. وكذا قوله تعالى {وَالَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}[44]. وقوله تعالى: {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ}[45].
وأما تصوير الانفعالات الوجدانية فهو في غاية الروعة، فالغضب والروع والبشرى انفعالات وجدانية تصبح في التعبير القرآني كأنها حية متحركة، فالغضب يسكت كما في قوله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ}[46]. والروع يذهب ويزول، والبشرى تجيء كما في قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ}[47].
إلى غير ذلك من أساليب التصوير المتبعة في التعبير القرآني[48]. وطريقة التصوير التي يتبعها القرآن الكريم في التعبير لها فائدة عظيمة في وصول المعاني إلى النفس بشتى الوسائل لأن المعاني إذا عرضت في صورتها التجريدية خاطبت الذهن فقط، أما إذا عرضت بالأسلوب التصويري فإنها تخاطب الذهن والحس والوجدان وتصل إلى النفس من منافذ شتى)) من الحواس بالتخييل، ومن الحس عن طريق الحواس، ومن الوجدان المنفعل بالأصداء والأضواء، ويكون الذهن منفذاً واحداً من منافذها الكثيرة إلى النفس لا منفذها المفرد الوحيد[49].
الثالث: الإِيجاز في القرآن الكريم
من خصائص الأسلوب القرآني الإِيجاز وهو التعبير عن المعاني الكثيرة بألفاظ قليلة تؤدي الغرض من غير إخلال بالمعنى.
والإِيجاز نوعان: إيجاز حذف وإيجاز قصر.
أما إيجاز الحذف فهو: إسقاط كلمة للاجتزاء عنها بدلالة غيرها من الحال أو فحوى الكلام[50].
ومن أمثلة إيجاز الحذف قوله تعالى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}[51] فإن الآية تشير إلى شيوع القول في أهل القرية، وأن القرية كلها تكلمت في ذلك، وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى}، ففي هذه الآية إيجاز حذف وهو حذف الجواب كأنه قيل لكان هذا القرآن كذا وكذا... والحذف هنا أبلغ من الذكر لأن النَفْس تذهب كل مذهب في القصد من الجواب، ولو ذكر الجواب لقصر على الوجه الذي تضمنه البيان.
وأما إيجاز القصر فهو: بُنْيَةُ الكلام على تقليل اللفظ وتكثير المعنى من غير حذف[52] وله أمثلة كثيرة في القرآن حتى أن الشيخ أبا زهرة رحمه الله قال بأن هذا النوع من الإِيجاز لا تكاد تخلو منه سورة أو جزء سورة[53]. ومن أمثلة إيجاز القصر:
قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْىِ نِسَآءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[54].
يقول الباقلاني: "هذه تشمل على ست كلمات، سناؤها وضياؤها على ما ترى، وسلاستها وماؤها على ما تشاهد، ورونقها على ما تعاين، وفصاحتها على ما تعرف.
وهي تشتمل على جملة وتفصيل وجامعة وتفسير: ذكر العلو في الأرض باستضعاف الخلق بذبح الولدان وسبي النساء، وإذا تحكم في هذين الأمرين، فما ظنك بما دونهما ؟ لأن النفوس لا تطمئن على هذا الظلم والقلوب لا تقر على هذا الجور. ثم ذكر الفاصلة التي أوغلت في التأكيد، وكفت في التظليم، وردت آخر الكلام على أوله وعطفت عجزه على صدره"[55].
ومن أمثلة إيجاز القصر، قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}[56] وقد كان العرب يستحسنون بل يعجبون بحكمة قالوها ويعتبرونها قمة البلاغة لما فيها من إيجاز وهي قولهم ((القتل أنفى للقتل)).
وقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} يفوق ما استحسنه العرب من أربعة أوجه[57]:
الأول: أن الآية أكثر فائدة، ففيها من المعاني والفوائد ما في قولهم (القتل أنفى للقتل) وزيادة المعاني الحسنة التالية:
أ – إبانة العدل بذكر كلمة القصاص وأن القتل ليس تشفياً من المقتول.
ب – الترغيب في القصاص بذكر الحياة وجعلها نتيجة له.
جـ - القصاص يشمل النفس والأعضاء بخلاف لفظ القتل، فإنه قاصر على النفس.
ثم إن مفاد الآية مستقيم على إطلاقه لأن الإنسان إذا علم أن اعتداءه على الآخرين يوجب القصاص منه ارتدع عن قتلهم أو جرحهم فكان ذلك سبب حياته وحياة من أراد قتله. أما الحكمة فإن مفادها غير مستقيم على إطلاقه، فليس كل قتل أنفى للقتل كما تقول، بل إن القتل عدواناً أدعى للقتل وليس أنفى له.
الثاني: الآية أوجز عبارة، فإن قوله تعالى: {الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} تتكون من عشرة أحرف، أما قولهم ((القتل أنفى للقتل)) فيتكون من أربعة عشر حرفاً.
الثالث: الآية لا تكرار فيها بخلاف حكمة العرب ففيها تكرار لفظ القتل.
الرابع: الآية أحسن تأليفاً لملاءمة حروفها بعضها بعضاً، يقول الرماني[58]: "وأما الحسن بتأليف الحروف المتلائمة فهو مدرك بالحس وموجود في اللفظ، فإن الخروج من الفاء إلى اللام أعدل من الخروج من اللام إلى الهمزة، لبعد الهمزة عن اللام. وكذلك الخروج من الصاد إلى الحاء أعدل من الخروج من الألف إلى اللام"[59].
ومن أمثلة إيجاز القصر قوله تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ}[60] فإن الآية تشير إلى الصراع الدائم بين الخير والشر وبين الحق والباطل وبين الفضيلة والرذيلة. وأن سيطرة الشر والباطل والرذيلة يؤدي إلى فساد في الأرض ولا يزول هذا الفساد إلا بمقاومة الخير والحق والفضيلة له[61].
الرابع: التكرار في القرآن الكريم
وهو من أساليب الفصاحة في اللغة العربية لما ينطوي عليه من فوائد في الكلام. فإن كلام البلغاء لا يتكرر عبثاً وإنما لفوائد ومعان جديدة. ولما كان هذا حال كلام العرب، فكلام الله أولى بذلك فإنك لا ترى كلمة أو آية تكررت إلا لحكمة وفائدة.
وقد استعمل التكرار في القرآن جرياً على عادة العرب في كلامهم، يقول الزَرْكشي[62]: "وقد غلط من أنكر كونه من أساليب الفصاحة، ظناً أنه لا فائدة له، وليس كذلك، بل هو من محاسنها لاسيما إذا تعلق بعضه ببعض، وذلك أن عادة العرب في خطاباتها إذا أبهمت بشيء إرادةً لتحقيقه وقرب وقوعه، أو قصدت الدعاء عليه، كررته توكيداً، وكأنها تقيم تكراره مقام المقسم عليه، أو الاجتهاد في الدعاء عليه، حيث تقصد الدعاء، وإنما نزل القرآن بلسانهم"[63].
وقبل أن أجمل أغراض وفوائد التكرار في القرآن الكريم أسوق للقارئ صوراً من التكرار في الشعر الجاهلي لبيان أنه من أساليب العرب المتبعة في الكلام.
مثال ذلك شعر المهلهل بن ربيعة بمناسبة حرب البسوس يصف الأيام التي كانت الدائرة فيها لبني تغلب على بكر[64]:
على أن ليس عدلاً من كليب إذَا رَجَفَ العِضَاةُ من الدَّبُور[65]
على أن ليس عَدْلاً من كُليب إذا طُرِدَ اليتيمُ عن الجَزوُرِ
على أن ليس عدلاً من كليب إذا ما ضِيمَ جيرانُ المُجيرِ
على أن ليس عدلاً من كليبِ إذا خِيفَ الَمخُوف من الثُّغُور
على أن ليس عدلاً من كليب غداةَ بَلابِل الأَمْرِ الكبير[66]
على أن ليس عدلاً من كليب إذا هبَّتْ رياحُ الزمهرير
على أن ليس عدلاً من كليب إذا وثب المثار على المثِير
على أن ليس عدلاً من كليب إذا برزت مُخَبَّأَةُ الُخدورِ
على أن ليس عدلاً من كليب إذا عَلنت نَجِيَّاتُ الأمور
ومن ذلك قصيدة الحارث بن عباد[67] بمناسبة حرب البسوس التي مطلعها:
كل شيء مصيره للزوال غير ربي وصالح الأعمال
ثم يقول في قصيدته:
قرِّبا مَرْبط النَّعامة مني لقحَت حرب وائل عن حِيَال[68]
قرِّبا مَرْبط النَّعامة مني ليس قولي يرادُ لكنْ فعَالِي
قرِّبا مَربط النَّعامة مني جَدَّ نَوْحُ النِّساء بالإِعوال
قرِّبا مَرْبط النعامة مني شابَ رأسي وأنكرتني الْعَوالي
قرِّبا مَرْبط النعامة مني لِلسُّرى والغُدُوِّ والآصال
قرِّبا مربط النِّعامة مني طال ليلي على الليالي الطوال
قرِّبا مربط النعامة مني لاِعْتِناق الأبطال بالأبطال
قرِّبا مَرْبط النعامة مني واعدلا من مقَالَةِ الجُهَّال
قرِّبا مَرْبط النعامة مني ليس قلبي عن القِتال بسالِ
قرِّبا مَرْبط النعامة مني كلما هبَّ ريح ذَيْل الشمَّال
قرِّبا مَرْبط النعامة مني لبُجير[69] مُفَكِّكِ الأغلال
قرِّبا مَرْبط النعامة مني لكريم مُتَوَّجٍ بالجمال
قرِّبا مَرْبط النعامة مني لا نبيعُ الرجال بَيْعَ النِّعَال
قرِّبا مَرْبط النعامة مني لبجير فِداه عَمِّي وخالي
إلى غير ذلك مما ورد في أشعارهم من تكرار بعض الكلمات أو الجمل[70]. أما أهم فوائد التكرار في القرآن فهي[71]:
1 - تقرير المعنى وتوكيده، فإن الكلام إذا تكرر تقرر. وقد ظهر هذا الأمر في المواطن التالية:
أ – في الآيات المسوقة للوعيد والتهديد، كقوله تعالى: {كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ}[72]، وقوله تعالى: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}[73].
ب – في الآيات المسوقة في مقام التعظيم والتهويل أو التعجب، كقوله تعالى: {الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ}[74]، وقوله تعالى: {الْحَآقَّةُ * مَا الْحَآقَّةُ}[75]، وقوله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}[76]، وقوله تعالى: {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ}[77].
جـ - في الآيات المسوقة في التنبيه على ما ينفي التهمة حتى يتلقى الكلام بالقبول، كقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي ءَامَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الأَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}[78].
د – في الآيات المسوقة في مقام الاتعاظ، كقوله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}[79]، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ}[80].
هـ - في الآيات المسوقة في مقام إنعام الله على عباده وبيان قدرته كقوله تعالى: {أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ} وقوله: {أَفَرَءَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ}، وقوله: {أَفَرَءَيْتُمُ الْمَآءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ}[81].
2 - إذا طال الكلام وخشي تناسي الأول أعيد ثانياً تجديداً لعهده، كقوله تعالى: {أَفَرَءَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ}[82]. وقوله تعالى في نفس السورة {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِمَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}[83]. وغيرها من الأمثلة كثير[84].
3 - بيان إعجاز القرآن للعرب فإن من عجز عن الإِتيان بالمعنى بصورة واحدة فإنه يعجز من باب أولى عن الإِتيان بالمعنى الواحد بصور وقوالب لفظية غاية في الفصاحة والبيان.
4 - إفادة معنى جديد فإن بعض الآيات تكررت في كتاب الله وفي كل مرة تكون متعلقة بما قبلها، كقوله تعالى: {فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} كررت هذه الآية في سورة الرحمن إحدى وثلاثين مرة، ثمان مرات عقيب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه ومبدأ الخلق ومعادهم فناسب ذكر الآلاء عقيب كل ذلك. ثم تلتها سبع آيات فيها ذكر النار وأهوال يوم القيامة، فحسن ذكر الآلاء عقيبها لأن في صرف المؤمن عن عذاب النار أكبر نعمة، وبعد هذه السبع ثمان آيات في وصف الجنتين وأهلهما ونعيمهم فيهما فحسن أن يذكر عقيبها نعم الله على المؤمنين أن وفقوا للعمل الصالح فاستحقوا الجنتين، ثم بعد ذلك ثمان آيات للجنتين اللتين دونهما، ومن استحقها بتوفيق الله ناسب ذكر نعمة الله عليه.
الخامس: الكلمة القرآنية
ولا أعني بذلك الكلمة القرآنية المفردة، وإنما مكانة الكلمة في النظم القرآني المعجز لأن قيمة المفردات ليست ذاتية وإنما تعود قيمتها إلى مكانها من النظم المعجز الأخاذ، ومعلوم أن التحدي لم يحصل بالكلمة بل أقل ما حصل بسورة. ويظهر الإِعجاز اللغوي في الكلمة القرآنية من عدة وجوه:
الأول: الكلمة في القرآن مسوقة في موقعها المناسب لتؤدي المعنى المراد وتتلاءم من الناحية اللفظية والمعنوية مع ما قبلها وما بعدها خذ مثالاً لذلك قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَالَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ}[85]، فلو استبدلت كلمة الفجر بكلمة الصبح أو كلمة الوتر بكلمة الفرد أو كلمة الحجر بكلمة العقل لاختل حسن نظم الكلمات.
وتأمل أيضاً كلمة يسر تجد أن الياء حُذفت منها للانسجام مع كلمة الفجر، عشر، الوتر، الحجر.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيًّا}[86] فلو تقدمت كلمة مني على كلمة العظم لاختل النظم في الآيات ولأحسست بما يشبه الكسر في وزن الشعر[87].
الثاني: أن الكلمة القرآنية مسوقة في موقعها المناسب بحيث تعطي بمدلولها ما تلقيه من ظلال المعنى المراد بكماله وتمامه مع ما فيه من إيحاءات، ولو استبدلت بغيرها ما استفيد المعنى المراد. وقد تجد كلمة في القرآن الكريم تعبر عن معنى يعجز البشر عن التعبير عنه إلا بِعِدَّةِ كلمات.
خذ مثالاً لذلك، كلمة استقاموا في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ...}[88]، فقد جمعت هذه الكلمة الإِتيان بالخير كله والبعد عن الشر كله[89].
ومن أمثلة ذلك أننا لو أردنا بيان فوائد النار في حياة الناس نقول: إنها مما يحتاج إليها في الحضر والسفر وفي طهي الطعام عند الجوع ثم ننعم بدفئها في برد الشتاء القارص. كل هذه المعاني دلت عليها كلمة (المقوين) في قوله تعالى: {أَفَرَءَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * ءَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ}[90].
إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة في هذا الباب[91].
الثالث: إن هناك بعض الكلمات يظن القارئ أنها مترادفة، فإذا تأملت استعمالاتها في القرآن رأيت بعضها استعمل في موطن والبعض الآخر في موطن آخر، وفي كل موضع يبلغ التعبير القرآني ذروته في حسن الصياغة ودقة التعبير.
خذ مثالاً لذلك، كلمتي (هامدة)، (خاشعة) استعملت في القرآن للدلالة على الأرض قبل نزول المطر وخروج النبات منها. قال تعالى: {يَآ أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْج بَهِيجٍ}[92].
وقال تعالى: {وَمِنْ ءَايَاتِهِ الَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُواْ لِلهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُواْ فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْئَمُونَ * وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَآءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِى أَحْيَاهَا لَمُحْىِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[93] يقول سيد قطب: "وعند التأمل السريع في هذين السياقين يتبين وجه التناسق في (هامدة) و (خاشعة). إن الجو في السياق الأول جو بعث وإحياء وإخراج فمما يتسق معه تصوير الأرض بأنها ((هامدة)) ثم تهتز وتربو، وتنبت من كل زوج بهيج. وإن الجو في السياق الثاني هو جو عبادة وخشوع وسجود، يتسق معه تصوير الأرض بأنها ((خاشعة)) فإذا أَنزل عليها الماء اهتزت وربت..."[94].
ومن أمثلة ذلك التمام والكمال، فالفرق بينهما أن الإِتمام لإِزالة نقصان الأصل، والإِكمال لإِزالة نقصان العوارض بعد تمام الأصل، ولذلك كان استعمال كلمة (كاملة) أبلغ من استعمال كلمة (تامة) في قوله تعالى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ}[95] ؛ لأن التمام علم من العدد وإنما جاءت كلمة (كاملة) لنفي احتمال نقص في الصفات[96].
ومن ذلك أيضاً القعود والجلوس، فالأول يستعمل لما فيه لبث بخلاف الثاني، ولهذا قال تعالى: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ}[97]، إشارة إلى أنه لا زوال لذلك، وقال في آية أخرى: {يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ}[98] لأن مثل هذه الجلسات لا تحصل إلا في زمن يسير[99].
إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة[100].
السادس: الجملة القرآنية
ما سبق قوله في الكلمة القرآنية نقوله هنا، وهو أن المقصود مكانة الجملة في النظم القرآني المعجز لا الجملة المفردة ؛ لأن قيمة الجملة ليست ذاتية، وإنما تعود قيمتها إلى مكانها من النظم المعجز الأخاذ، لذلك أقل ما وقع به التحدي السورة لا الجملة.
ومظاهر الإِعجاز في الجملة القرآنية كثيرة منها:
الأول: أنها مسوقة في موقعها المناسب لتتلاءم مع ما قبلها وما بعدها، وتنبئ عن حسن نظم الكلمات وهي غاية في الإِحكام والترابط. ولهذا كان حفظ القرآن أيسر من حفظ سائر أنواع النثر. مثال ذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ}[101] فلو أخذنا كلمة (النُذُرْ) منفصلة عما قبلها في الآية لوجدنا ثقلاً في توالي الضمة على النون والذال معاً لكن الكلمة جاءت في القرآن متلائمة تماماً مع السياق يقول الرافعي: "تأمل مواضع القلقلة في دال (لقدْ) وفي الطاء من (بَطْشَتَنَا) وهذه الفتحات المتوالية فيما وراء الطاء إلى واو (تَمَارَوا)، مع الفصل بالمد، كأنها تثقيل لخفة التتابع في الفتحات إذا هي جرت على اللسان، ليكون ثقل الضمة عليه متسخَفاً بعد ولكون هذه الضمة قد أصابت موضعها كما تكون الأحماض في الأطعمة ثم ردد نظرك في الراء من (تماروا) فإنها ما جاءت إلا مساندة لراء (النذر) حتى إذا انتهى اللسان إلى هذه انتهى إليها من مثلها فلا تجفو عليه ولا تغلظ ولا تنبو فيه، ثم اعجب لهذه الغنة التي سبقت الطاء في نون (أنذرهم) وفي ميمها، وللغنة الأخرى التي سبقت الذال في (النذر) "[102].
ومثال ذلك أيضاً قوله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}[103].
اشتملت هذه الآية على تسع جمل متلائمة مع ما قبلها وما بعدها وهي في غاية الدقة والإِحكام.
أما الجملة الأولى في تلك الآية فهي قوله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} والآية التي قبلها تضمنت أن كل من في السماوات والأرض ساجد[104] لله فلزم الإِنكار على عبدة الأصنام والتوجه إليهم بهذه الجملة الآمرة بلفظ ((قل)). ولما كان عبدة الأصنام يقرون توحيد الربوبية[105] ناسب أن يأتي جواب الجملة الأولى على لسان محمد عليه الصلاة والسلام وهو قوله تعالى: {قُلِ اللهُ}. ولما بين الله سبحانه أنه الرب لكل المخلوقات ناسب أن يسألهم النبي: {قُلْ أَفَأتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا}. ومن يعبد جمادات لا تنفع ولا تضر يكون كالأعمى الذي يعيش في الظلمات بخلاف من يهديه الله ولذلك ناسب أن يأتي بعد ذلك قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِى الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ}، ولما كان من البدهي أن الظلمة لا تساوي النور وأن العمى لا يساوي البصر فُهِمَ أيضاً أن الجاهل الذي يعبد جمادات لا تنفع ولا تضر لا يساوي العالم الموحد لله، لذا أكد الله سبحانه ما تقدم بالجملتين التاليتين {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}. وقد جاء قوله: {وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} متلائماً مع ما قبله لأن خالق كل شيء تلائمه وتثبت له صفة الوحدانية والقهر والقوة[106].
الثاني: أن الجملة القرآنية تدل على معنى واسع يعجز عنه الناس بعبارات كثيرة، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}[107] وقد سبق الحديث عن هذه الآية في مبحث الإِيجاز في القرآن.
ومن أمثلة ذلك أيضاً قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَآئِ ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْىِ}[108]. فقد جمعت هذه الآية كل خير ونهت عن كل شر حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((إن أجمع آية للخير والشر في سورة النحل: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}[109] ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْىِ نِسَآءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[110]. فهذه الآية احتوت على معانٍ كثيرة لو أردنا أن نصوغها بلغتنا مع الحفاظ على ما فيها من المعاني لاحتجنا إلى أضعاف كلماتها[111].
السابع: الفاصلة القرآنية
اختلف العلماء في تعريف الفاصلة القرآنية.
فقال الرماني: الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع توجب حسن إفهام المعاني[112].
وقال ابن منظور[113]: الفواصل أواخر الآيات في كتاب الله[114].
وكذا قال الزركشي: الفاصلة كلمة آخر الآية كقافية الشعر وقرينة السجع[115].
ويرى بعض العلماء أن رؤوس الآيات والفواصل مترادفان[116] وهي نهايات الآيات كما قدمت. ويرى آخرون أن الفاصلة أعم، فهي الكلام المنفصل مما بعده. والكلام المنفصل قد يكون رأس آية وغير رأس آية وكذلك الفواصل يَكُنَّ رؤوس آي وغيرها. فكل رأس آية فاصلة ولا عكس[117].
ومن الفواصل ما هو آية كقوله تعالى: "الرَّحْمَنُ"[118]، {الْحَآقَّةُ}[119] ومنها ما هو بعض آية وهو الغالب كما سيأتي.
والفواصل بحسب حروف الروي نوعان:
الأول: المتماثلة[120]: وهي التي تماثلت حروف رويتها سواء في الحرف الأخير كقوله تعالى: {مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى * إِلا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى * تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[121] أو في الحرفين الأخيرين كقوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِى أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}[122]. أو في الأحرف الثلاثة الأخيرة كقوله تعالى: {مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ}[123]، أو في الأحرف الأربعة الأخيرة كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَآئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَىِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ}[124].
وقد استقلت الفواصل المتماثلة بإحدى عشرة من سور المفصل[125] ومعظمها مكي[126].
ويسمي البعض الفواصل المتماثلة بالمتجانسة[127] أو ذات المناسبة التامة[128].
والأصوب عندي أن تسمى المتماثلة لأن التجانس كما هو معلوم عند علماء التجويد يكون بين حرفين اتحدا مخرجا واختلفا صفة. وكذا التماثل أولى من ذات المناسبة التامة لأن المصطلح يفضَّل أن يكون أقصر بشرط الدلالة على المعنى بتمامه وقد تحقق هنا بقولنا (التماثل).
الثاني: الفواصل المقاربة:
كالميم مع النون في قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمَ الدِّينِ}[129] والدال مع الباء في قوله تعالى: {ق وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُواْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ}[130] والتقارب في الحروف يكون بين حرفين تقاربا مخرجاً وصفة كالذال والسين أو تقاربا صفة لا مخرجاً كالذال والجيم[131].
ويلاحظ أن الفاصلة القرآنية تأتي مكملة للمعنى الذي قبلها ومناسبة له بحيث لو تغيرت اختل المعنى... يدرك هذا كل من عنده ذوق أدبي.
حَكَى الأصمعي[132] قال: ((كنت أقرأ: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءَ بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ والله غفور رحيم وبجنبي أعرابي فقال: كلام من هذا ؟ فقلت: كلام الله. قال أعد فأعدت. فقال ليس هذا كلام الله. فانتبهت فقرأت {وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[133] فقال: أصبت هذا كلام الله. فقلت أتقرأ القرآن. قال: لا. فقلت: من أين علمت ؟ فقال: يا هذا عز فحكم فقطع، ولو غفر فرحم لما قطع))[134].
وقد يسأل سائل ما الحكمة في أن بعض الفواصل غريبة اللفظ مثل كلمة ضيزى في قوله تعالى: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}[135]، فكلمة ضيزى بمعنى جائرة أو ظالمة، فلماذا عدل عن الكلمات المألوفة إلى الكلمة غير المألوفة.
والجواب على هذا السؤال من وجهين:
الأول: من جهة حسن النظم والتناسق فإن سورة النجم تنتهي فواصلها بالألف المقصورة فناسب أن تكون الفاصلة كلمة ضيزى لا كلمة جائرة أو ظالمة.
الثاني: إن نسبة البنات إلى الله ونسبة الأولاد إليهم أمر في أشد الغرابة فناسب أن يعبر عنه بلفظ غريب تنبيهاً على غرابة القسمة[136].
وقد تختلف الفاصلتان في موضعين والمُحَدَّث عنه واحد وذلك لنكتة لطيفة. ومن ذلك قوله تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوهَآ إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[137]، وقوله تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَآ إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}[138].
ففي الآية الأولى يقول الحق جل وعلا للإِنسان إذا حصلت النعم الكثيرة فأنت آخذها وأنا معطيها فحصل لك عند أخذها وصفان: كونك ظلوماً وكونك كفاراً. وفي الآية الثانية يقول الحق سبحانه للإِنسان ولي عند إعطاء النعمة لك وصفان وهما أني: غفور رحيم، أُقابِل ظُلْمَك بغفراني وكفرك برحمتي.
ثم سؤال آخر يطرحه المرء هنا: ما الحكمة في تخصيص آية النحل بوصف المنعم، وآية إبراهيم بوصف المنعم عليه ؟ والجواب أن سياق الآية في سورة إبراهيم في وصف الإِنسان وما جبل عليه. فناسب ذكر ذلك عقيب أوصافه. وأما آية النحل فسيقت في وصف الله تعالى وإثبات ألوهيته وتحقيق صفاته، فناسب ذكر وصفه سبحانه[139].
وختاماً، وبعد بيان مظاهر الإِعجاز البياني للقرآن الكريم يظهر بطلان القول بالصرفة.
وأول من قال بهذا الرأي النظام[140] المعتزلي. ومراده بالصرفة أن الله سبحانه صرف همم العرب في زمن الرسالة عن معارضة القرآن، والإِتيان بمثله. أي أن القرآن ليس معجزاً لفصاحة ألفاظه وبلاغته وحسن نظمه وإنما لصرف الله العرب عن الإِتيان بمثله. ولولا صرف الله العرب عن الإِتيان بمثل القرآن لأتوا بمثله، وهم أهل الفصاحة والبيان.
ويرى النظام أن وجه إعجاز القرآن يكمن في إخباره عن الغيوب[141] ولم يرتض المعتزلة قول النظام وأكثرهم على تكفيره[142].
وقول النظام بالصرفة يرجع إلى قاعدة الحسن والقبح العقليين عند المعتزلة، وملخصها: أن كل ما رآه العقل حسناً، فهو عند الله حسن ومطلوب الفعل، وكل ما رآه العقل قبيحاً فهو عند الله قبيح ومطلوب الترك. ومن وجهة نظر النظام العقل لا يحيل على العرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة والبيان، أن يأتوا بمثل القرآن لولا أن الله صرف هممهم. فجعل النظام ما رآه العقل حكماً في هذه المسألة وهو الفصل فيها، مع أن مقولته منقوضة بعدة أدلة نقلية وعقلية منها[143]:
- قوله تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[144].
فهذه الآية تدل على بطلان القول بالصرفة لأنه لو كان إعجاز القرآن يكمن في صرف العرب عن الإِتيان بمثله لما كان في اجتماع الإِنس والجن فائدة.
- يلزم القول بالصرفة أن يكون العرب قد تراجعت حالها في البلاغة والبيان وحسن النظم، وأن يكون ما قالوه من شعر زمن الجاهلية أبلغ وأقوى من الشعر الذي قالوه بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وحصول التحدي لهم، وليس الأمر كذلك.
لو حصل نقص في فصاحة العرب وبلاغتهم وحسن نظمهم للكلم، لكان هذا عذراً لهم ولقالوا لمحمد عليه الصلاة والسلام، لقد كان بإمكاننا أن نأتي بمثل القرآن في السابق، لكنك سحرتنا فَحُلْتَ بيننا وبين الإِتيان بمثل القرآن. لكن ذلك لم يحصل، مع حرصهم الشديد على وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأوصاف لا تليق. بل وصفوه بأنه ساحر في كثير من الأمور، لكنهم لم يصفوه بأنه سحرهم في المقدرة على النظم والفصاحة والبيان.
- يلزم القول بالصرفة أن يكون العرب بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم قد سلبوا الحكمة وضعفت أذهانهم وتفكيرهم، وليس الأمر كذلك.
- لو كان كلام العرب قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من شعر أو نثر مثل نظم القرآن لما انبهروا بالقرآن الذي سمعوه من محمد صلى الله عليه وسلم، ولما كان له مزية على كلامهم. لكن واقعهم يشهد بخلاف ذلك، فهذا الوليد بن المغيرة يقول: ((والله إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لعذق وإن فرعه لجنات))[145] وكذا عتبة بن ربيعة قال: ((.... والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة))[146]. وكذا يروى في قصة إسلام عمر، قوله عن القرآن: ((ما أحسن هذا الكلام وأكرمه))[147] وقوله: ((فلما سمعت القرآن رق له قلبي فبكيت ودخلني الإِسلام))[148]، إلى غير ذلك من القصص الكثيرة التي تدل دلالة قاطعة على أن أسلوب القرآن كان معجزاً ولم يكن العرب قد تعودوه أو سمعوا مثله[149]. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حسين مطاوع الترتروي
مصادر ومراجع البحث
- الأشعري، أبو الحسن علي بن إسماعيل: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد (مصر، مكتبة النهضة المصرية، ط1 سنة 1950م).
- الأصفهاني، أبو نعيم أحمد بن عبدالله: دلائل النبوة، خرج أحاديثه: عبدالبر عباس، حققه: محمد رواس قلعه جي (دمشق، دار ابن كثير، ط1، 1975م).
- الآمدي، علي بن أبي علي بن محمد: الإِحكام في أصول الأحكام، تعليق: عبدالرزاق عفيفي (الرياض، مؤسسة النور، ط1، 1387هـ).
- الباقلاني، محمد بن الطيب بن محمد، إعجاز القرآن، تحقيق: السيد محمد صقر (القاهرة، دار المعارف ط3، 1963م). (والنشر، ط2 سنة 1963).
- بدوي، أحمد أحمد: من بلاغة القرآن (القاهرة، مكتبة نهضة مصر ط3، د. ت).
- البغدادي، عبدالقاهر بن طاهر: الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم (بيروت، دار الآفاق الجديدة ط5 سنة 1982م).
- البوطي، محمد سعيد رمضان: من روائع القرآن تأملات علمية وأدبية في كتاب الله عز وجل (دمشق، مكتبة الفارابي، ط4 سنة 1975م).
- الجرجاني، عبدالقاهر بن عبدالرحمن: الرسالة الشافية – مطبوعة ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن – تحقيق: محمد خلف الله، محمد زغلول (القاهرة، دار المعارف، ط3، سنة 1976م).
- الحسناوي، محمد: الفاصلة القرآنية (حلب، دار الأصيل للطباعة والنشر، د. ت).
- الحكيم، السيد محمد: إعجاز القرآن (القاهرة، مطبعة دار التأليف، سنة 1978م).
- الخطابي، حمد بن محمد بن إبراهيم، بيان إعجاز القرآن – مطبوع ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن – تحقيق: محمد خلف الله، محمد زغلول (القاهرة، دار المعارف، ط3، سنة 1976م).
- خلاف، عبدالوهاب: علم أصول الفقه (القاهرة، مكتبة الدعوة الإِسلامية ط8، مصورة عن ط7 سنة 1956م).
- دبل، محمد بن سعد: النظم القرآني في سورة الرعد (بيروت، عالم الكتب، د. ت).
- الرافعي، مصطفى صادق: إعجاز القرآن (القاهرة، المكتبة التجارية الكبرى، ط8 سنة 1965م).
- الرماني، علي بن عيسى: النكت في إعجاز القرآن – مطبوع ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن – تحقيق: محمد خلف الله، محمد زغلول (القاهرة، دار المعارف ط3، سنة 1976م).
- الزرقاني، محمد عبدالعظيم: مناهل العرفان في علوم القرآن (القاهرة، مطبعة عيسى البابي الحلبي، د. ت).
- الزركشي، بدر الدين محمد بن عبدالله: البرهان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة، دار إحياء الكتب العربية، ط1 سنة 1957م).
- الزركلي، خير الدين: الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء والمستعربين والمستشرقين (بيروت، دار العلم للملايين، ط3، سنة 1969م).
- أبو زهرة، محمد: المعجزة الكبرى القرآن (القاهرة، دار الفكر العربي، د. ت).
- السيوطي، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري: الإِتقان في علوم القرآن (القاهرة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط3 سنة 1951م). السيوطي: معترك الأقران في إعجاز القرآن، تحقيق محمد علي البجاوي (مصر، دار الفكر العربي، د. ت).
- الفيروزأبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب: القاموس المحيط (القاهرة، المطبعة الحسينية المصرية، ط2، 1344هـ).
- القرطبي، أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري: الجامع لأحكام القرآن (القاهرة، دار الكتاب العربي سنة 1387هـ).
- قطب، سيد: التصوير الفني في القرآن، (بيروت، القاهرة، دار الشروق، د. ت). قطب: في ظلال القرآن (بيروت، دار الشروق، ط10، سنة 1982م).
- ابن القيم، شمس الدين محمد بن أبي بكر: الفوائد المشوق إلى علوم القرآن (بيروت، دار الكتب العلمية، د. ت).
- الكرماني، محمود بن حمزة بن نصر: أسرار التكرار في القرآن الكريم، دراسة وتحقيق: عبدالقادر أحمد عطا (القاهرة، دار الاعتصام ط2 سنة 1976م).
- معبد، محمد أحمد: الملخص المفيد في علم التجويد، (المدينة المنورة مكتبة طيبة، ط1 سنة 1984م).
- الملا، عمر الملا جويس، تطور دراسات إعجاز القرآن وأثرها في البلاغة العربية (بغداد، مطبعة الأمة سنة 1972م، ساعدت جامعة بغداد على نشره).
- ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي: لسان العرب (بيروت، دار صادر سنة 1956م).
- المولى، محمد أحمد جاد ومعه علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم: أيام العرب في الجاهلية (مصر، دار إحياء الكتب العربية، د. ت).
- ابن هشام، عبدالملك بن هشام الحميري: السيرة النبوية، تحقيق، مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، عبدالحفيظ شلبي (بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط3 سنة 1971م).
- ابن يعيش، يعيش بن علي بن يعيش، شرح المفصل (بيروت، عالم الكتب، د. ت).
ــــــــــــــــــــــ
[1] علي بن أبي علي بن محمد الآمدي، الإحكام في أصول الأحكام، تعليق : عبدالرزاق عفيفي (ط1 سنة 1387هـ) .
[2] سورة الشعراء الآيات 193- 194- 195 .
[3] الركن لغة : جزء الشيء وجانبه القوي . وأما في الاصطلاح فهو : جزء الماهية الذي يتوقف عليه وعلى غيره وجود الماهية .
[4] وضعت قيد (القرآن الكريم) لأن التحدي ليس شرطاً للمعجزة ولا ركناً لها إلا في القرآن الكريم كما سبق ذكره .
[5] الفيروزأبادي، القاموس المحيط (بيروت، المؤسسة العربية) فصل الحاء، باب الواو والياء، مادة (حدا) .
[6] هناك معجزات للنبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن الكريم كانشقاق القمر وحنين الجذع ونبع الماء وكلام الذراع المسمومة وتكثير الطعام القليل .
[7] سورة الطور الآيتان 33- 34 .
[8] سورة هود آية 13 .
[9] سورة يونس آية 38 .
[10] سورة البقرة الآيتان 23- 24 .
[11] سورة فصلت آية 26 .
[12] سورة الإِسراء آية 88 .
[13] سورة الحجرات آية 13 .
[14] سورة الأعراف آية 179 .
[15] سورة الأنفال آية 55 .
[16] سورة الأعراف الآيتان 175- 176 .
[17] الرافعي، إعجاز القرآن ص192 (هامش) .
[18] عبدالوهاب خلاف : علم أصول الفقه (مصر، مكتبة الدعوة الإِسلامية) ص26 .
[19] الرافعي، إعجاز القرآن ص228، وانظر عبدالله بن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، تحقيق : سيد أحمد صقر (القاهرة، دار إحياء الكتب العربية) ص10- 11 .
[20] الخنساء هي : تُماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشديد ت سنة 24هـ، أدركت الإِسلام وأسلمت، من أشهر شواعر العرب، أجود شعرها رثاؤها لأخويها . صخر، معاوية . انظر الزركلي، الأعلام 2/69 .
[21] هو : حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد ت سنة 54هـ، شاعر النبي عليه الصلاة والسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإِسلام . انظر الزركلي، الأعلام 2/188 .
[22] الرافعي، إعجاز القرآن ص255 (هامش) وانظر هذه القصة في ابن يعيش، شرح المفصل (بيروت، عالم الكتب) 5/10- 11 .
وقد نسبت بعض المصادر هذا النقد للنابغة الذبياني بدلاً من الخنساء . انظر العسكري، المصون في الأدب، تحقيق : عبدالسلام هارون (الكويت، سلسلة التراث العربي سنة 1960م) ص3 .
[23] سورة فصلت آية 42 .
[24] هذه صفات بعض الحروف، وكل حرف في لغة العرب يمتاز بخمس صفات متضادة على الأقل كالفاء، وبعضها يمتاز بست صفات، خمس متضادة وواحدة غير متضادة كالباء . وهناك حرف وحيد له سبع صفات، خمس متضادة وصفتان غير متضادتين وهو حرف الراء . ومجموع صفات الحروف كما اختاره ابن الجزَري سبع عشرة صفة . خمس لها ضد فتكون عشر صفات . وسبع لا ضد لها .
انظر الكلام مفصلاً في هذه المسألة في محمد معبد، الملخص المفيد في علم التجويد ص85- 95 .
[25] الباقلاني، إعجاز القرآن ص35، البوطي، من روائع القرآن ص132 سيد الحكيم، إعجاز القرآن ص72 .
[26] سورة الحج الآيتان 1- 2 . وسيأتي تفصيل ذلك عند حديثنا عن الكلمة القرآنية ص32- 34 .
[27] سورة النساء آية 82 . انظر الباقلاني، إعجاز القرآن ص36، ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن ص10- 11 .
[28] الباقلاني، إعجاز القرآن ص36- 37 .
[29] سورة الفرقان آية 61 .
[30] البوطي، من روائع القرآن ص136- 138، سيد الحكيم، إعجاز القرآن ص80، عبدالعليم خضر، الظواهر الجغرافية بين العلم والقرآن (السعودية، الدار السعودية للنشر والتوزيع، ط1 سنة 1984م) ص201 .
[31] راجع سيد قطب، التصوير الفني في القرآن (بيروت، القاهرة دار الشروق) .
[32] سورة الأعراف آية 40 .
[33] الراجح أن المقصود بالجَمَل الحيوان المعروف، كذا قال ابن مسعود . وأما على قراءة ابن عباس بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها فيكون الجمل هو حبل السفينة . انظر القرطبي، الجامع لأحكام القرآن (القاهرة، دار الكتاب العربي سنة 1387هـ) 7/206- 207 .
[34] سيد قطب، التصوير الفني في القرآن ص34 .
[35] سورة المدثر الآيات 49- 50 .
[36] سيد قطب، التصوير الفني في القرآن ص195 .
[37] سورة الأعراف الآيتان 175- 176 .
[38] سيد قطب، في ظلال القرآن 3/1396- 1397، التصوير الفني ص39 .
[39] سورة الرعد آية 4 .
[40] سيد قطب، التصوير الفني ص57 .
[41] سورة مريم آية 4 .
[42] سيد قطب، التصوير الفني ص66 .
[43] سورة التكوير آية 18 .
[44] سورة الفجر آية 4 .
[45] سورة الكهف آية 77 . انظر سيد قطب، التصوير الفني ص201- 202 .
[46] سورة الأعراف آية 154 .
[47] سورة هود آية 74 . انظر سيد قطب، التصوير الفني ص63 .
[48] وذلك كتصوير الحالات النفسية والمعنوية كأنها نموذج إنساني شاخص للعيان . وكالتصوير المشخص لمشاهد الحوادث الواقعية والأمثال المضروبة والقصص المروية . وكتصوير مشاهد القيامة والنعيم والعذاب وحال أهل الجنة وحال أهل النار تصويراً شاخصاً حياً . انظر سيد قطب، التصوير الفني ص41- 43، 44- 50، 50- 55، البوطي، من روائع القرآن ص197- 213 .
[49] سيد قطب، التصوير الفني ص194 .
[50] الرماني، النكت في إعجاز القرآن ص76 .
[51] سورة يوسف آية 82 .
[52] الرماني، النكت في إعجاز القرآن ص76 .
[53] أبو زهرة، المعجزة الكبرى القرآن ص293- 294 .
[54] سورة القصص آية 4 .
[55] الباقلاني، إعجاز القرآن ص193- 194 .
[56] سورة البقرة آية 179 .
[57] الرماني، النكت في إعجاز القرآن ص77- 78، سيد الحكيم، إعجاز القرآن ص75 .
[58] الرماني هو : علي بن عيسى بن علي بن عبدالله، أبو الحسن ت384هـ معتزلي، مفسر من كبار النحاة، انظر الزركلي، الأعلام 5/134 .
[59] الرماني، النكت في إعجاز القرآن ص78 .
[60] سورة البقرة آية 251 .
[61] انظر مزيداً من الشواهد في : الباقلاني، إعجاز القرآن 192- 194، البوطي، من روائع القرآن 181- 183 .
[62] الزركشي هو : بدر الدين محمد بن عبدالله بن بهادر، ت سنة 794هـ فقيه أصولي، مفسر، شافعي، له تصانيف كثيرة . تركي الأصل مصري المولد والوفاة . انظر الزركلي، الأعلام 6/286 .
[63] الزركشي، البرهان في علوم القرآن . تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة، دار إحياء الكتب العربية، ط1 سنة 1957) 3/9 .
[64] انظر شعر المهلهل هذا في : محمد أحمد جاد المولى وعلي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، أيام العرب في الجاهلية (مصر، دار إحياء الكتب العربية) ص157- 158 .
والمهلهل هو : عدي بن ربيعة بن مرة بن هبيرة أخو وائل بن ربيعة الملقب بكليب وخال امرئ القيس . لقب مهلهلاً لأنه أول من هلهل نسج الشعر أي رققه . ت نحو 100 ق. هـ . انظر الزركلي، الأعلام 5/9 وحرب البسوس : وقعت بين بكر وتغلب بني وائل . وقد مكثت أربعين سنة . وقعت فيها هذه الأيام : يوم النُهى، يوم الذئاب، يوم واردات، يوم عنيزة، يوم القصيبات ويوم تحلاق اللمم، انظر محمد جاد المولى والبجاوي وأبو الفضل، أيام العرب في الجاهلية ص142 .
[65] رجف : تحرك . والعضاة : كل شجر له شوك .
[66] البلابل : الاضطراب .
[67] انظر هذه القصيدة في : محمد حمد جاد المولى والبجاوي وأبو الفضل، أيام العرب في الجاهلية ص161- 162 .
والحارث بن عباد هو : الحارث بن عباد بن قيس بن ثعلبة البكري، أبو المنذر، شاعر جاهلي، حكيم . ت حوالي 50 ق. هـ . خاض غمار حرب البسوس بعد أن قَتَل المهلهل ابن أخيه بجيرا . انظر الزركلي، الأعلام 2/157- 158 .
[68] النعامة : فرس الحارث . والحيال : مصدر حالت الأنثى إذا لم تحمل . والمراد أن حرب وائل هاجت بعد سكون .
[69] بجير هذا ابن أخي الحارث بن عباد أرسله الحارث إلى المهلهل للإصلاح وإيقاف نار الحرب، إلا أن مهلهلاً قتله وقال له : (بُوءْ بِشِسْعِ نَعْلِ كُلَيْب) فلما بلغ الحارث الخبر ومقولة المهلهل، أنشد القصيدة .
[70] انظر الباقلاني، إعجاز القرآن ص106 : 107 .
[71] انظر الزركشي، البرهان في علوم القرآن 3/8- 24، وهو أهم مرجع في هذا الباب، محمود الكرماني، أسرار التكرار في القرآن الكريم، دراسة وتحقيق : عبدالقادر أحمد عطا (القاهرة، دار الاعتصام، ط2 سنة 1976م) ص198- 199، وغيرها من المواطن، الرافعي، إعجاز القرآن ص221- 222، البوطي، من روائع القرآن ص141- 142، سيد الحكيم، إعجاز القرآن ص69- 72 .
[72] سورة التكاثر الآيتان 3- 4 .
[73] سورة الإنفطار الآيتان 17- 18 .
[74] سورة القارعة الآيتان 1- 2 .
[75] سورة الحاقة الآيتان 1- 2 .
[76] سورة القدر الآيتان 1- 2 .
[77] سورة المدثر الآيتان 19- 20 .
[78] سورة غافر الآيتان 38- 39 .
[79] سورة القمر الآيات 16، 21، 30 .
[80] سورة القمر الآيات 17، 22، 32، 40 .
[81] هذه الآيات من سورة الواقعة وهي بالترتيب الآيات 58، 63، 68، 71 .
[82] سورة النحل آية 110 .
[83] سورة النحل آية 119 .
[84] الزركشي، البرهان في علوم القرآن 3/14- 15 .
[85] سورة الفجر الآيات 1- 5 .
[86] سورة مريم الآيات 2- 4 .
[87] سيد قطب، التصوير الفني ص88 .
[88] سورة فصلت آية 30، سورة الأحقاف آية 13 .
[89] سيد الحكيم، إعجاز القرآن ص76 .
[90] سورة الواقعة الآيات 71- 73 . انظر البوطي، من روائع القرآن ص177، القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 17/221- 222 .
[91] انظر سيد قطب، التصوير الفني ص76- 78 .
[92] سورة الحج آية 5 .
[93] سورة فصلت الآيات 37- 39 .
[94] سيد قطب، التصوير الفني ص97 .
[95] سورة الحج آية 196 .
[96] السيوطي، معترك الأقران في إعجاز القرآن، تحقيق : محمد علي البجاوي (مصر، دار الفكر العربي) 3/605 .
[97] سورة القمر آية 55 .
[98] سورة المجادلة آية 11 .
[99] السيوطي، معترك الأقران 3/605 .
[100] انظر الخطابي، بيان إعجاز القرآن ص29- 34، السيوطي، معترك الأقران 3/602- 606 .
[101] سورة القمر آية 36 .
[102] الرافعي، إعجاز القرآن ص258 .
[103] سورة الرعد آية 16 .
[104] قال تعالى في سورة الرعد آية 15 : {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالأَصَالِ} .
[105] توحيد الربوبية هو : توحيد الله بأفعاله، أي أنه وحده الخالق الرازق المعطي النافع الضار المتصرف في هذا الكون .
وأما توحيد الألوهية فهو : توحيد الله بأفعال العباد، أي أنه يجب على العباد إفراد الله سبحانه بكل عبادة .
[106] محمد بن سعد الدبل، النظم القرآني في سورة الرعد (عالم الكتب) ص110- 111 .
[107] سورة البقرة آية 179 .
[108] سورة النحل آية 90 .
[109] الحاكم، المستدرك، كتاب التفسير 2/356 . قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي .
[110] سورة القصص آية 4 .
[111] البوطي، من روائع القرآن ص182 .
[112] الرماني، النكت في إعجاز القرآن ص97 .
[113] ابن منظور هو : محمد بن مكرم بن علي، أبو الفضل ت سنة 711هـ . إمام لغوي، حجة صاحب لسان العرب .
[114] ابن منظور، لسان العرب، مادة (فصل) .
[115] الزركشي، البرهان في علوم القرآن 1/53 .
[116] محمد الحسناوي، الفاصلة القرآنية (سوريا، دار الأصيل للطباعة والنشر) ص161 .
[117] وممن يرى هذا الرأي أبو عمرو الداني . ذكر ذلك الزركشي في البرهان 1/53- 54 .
[118] سورة الرحمن آية 1 .
[119] سورة الحاقة آية 1 .
[120] ممن سماها المتماثلة : الزركشي في البرهان 1/72، السيوطي في معترك الأقران 1/53، والحرفان المتماثلان عند علماء التجويد هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجاً وصفة .
[121] سورة طه الآيات 2- 5 .
[122] سورة الشرح الآيات 1- 4 .
[123] سورة القلم الآيتان 2- 3 .
[124] سورة الأعراف الآيتان 201- 202 .
[125] أي السور القصار .
[126] محمد الحسناوي، الفاصلة القرآنية ص172 .
[127] ممن سماها بذلك الرماني في رسالته : النكت في إعجاز القرآن ص97 ..
[128] ممن سماها بذلك ابن القيم في كتابه : الفوائد المشوق إلى علوم القرآن (بيروت، دار الكتب العلمية) ص88- 89 .
[129] سورة الفاتحة الآيتان 3- 4 .
[130] سورة ق الآيتان 1- 2 .
[131] محمد معبد، الملخص المفيد في علم التجويد ص103 .
[132] الأصمعي هو : عبدالملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد، راوية العرب وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان، انظر الزركلي، الأعلام 4/307- 308 .
[133] سورة المائدة آية 38 .
[134] محمد الحسناوي، الفاصلة القرآنية ص27، وانظر القول مفصلاً في الزركشي، البرهان في علوم القرآن 1/60- 67 .
[135] سورة النجم آية 22 .
[136] أحمد بدوي، من بلاغة القرآن (القاهرة، مكتبة نهضة مصر، ط3) ص87 .
[137] سورة إبراهيم آية 34 .
[138] سورة النحل آية 18 .
[139] الزركشي، البرهان في علوم القرآن 1/86، السيوطي، معترك الأقران 1/44 . وهناك أمثلة أخرى في المرجعين المذكورين فراجعها .
[140] انظر الأشعري، مقالات الإِسلاميين واختلاف المصلين، تحقيق : محمد محي الدين عبدالحميد (مصر، مكتبة النهضة المصرية، ط1 سنة 1950م) 1/271 ؛ الباقلاني، إعجاز القرآن، تحقيق : السيد أحمد صقر (القاهرة، دار المعارف، ط3، 1963م، الخطابي، بيان إعجاز القرآن ص22، السيوطي، الإِتقان 2/118 .
والنظام هو : أبو إسحاق إبراهيم بن سيار، خالط قوماً من ملحدة الفلاسفة كفره علماء أهل السنة وشيوخ المعتزلة لآرائه المنحرفة انظر عبدالقاهر البغدادي، الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم (بيروت : دار الآفاق الجديدة، ط5، سنة 1982م)، ص113- 115 .
[141] الأشعري، مقالات الإِسلاميين 1/271 .
[142] البغدادي، الفرق بين الفرق (بيروت، دار الآفاق الجديدة) ص114- 115 .
[143] الباقلاني، إعجاز القرآن ص30، عبدالقاهر الجرجاني، الرسالة الشافية، تحقيق : محمد خلف الله، محمد زغلول (القاهرة، دار المعارف، ط3) ص146- 149، السيوطي، الإِتقان في علوم القرآن 2/118 .
[144] سورة الإِسراء آية 88 .
[145] ابن هشام، السيرة النبوية 1/289، أبو نعيم الأصفهاني، دلائل النبوة 1/302- 303 .
[146] ابن هشام، السيرة النبوية 1/314، أبو نعيم الأصفهاني، دلائل النبوة 1/300- 301، وانظر ص7 من هذا البحث .
[147] ابن هشام، السيرة النبوية 1/370 .
[148] المصدر نفسه 1/372 .
[149] انظر الفصل الذي عقده أبو نعيم في دلائل النبوة بعنوان : ذكر آخْذ القرآن ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم بالقلوب حتى دخل كثير من العقلاء في الإِسلام في أول الملاقاة 1/298 وما بعدها .




 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
قديم 02-16-2016   #2


الصورة الرمزية عازفة القيثار

 عضويتي » 27946
 جيت فيذا » Nov 2014
 آخر حضور » منذ 4 أسابيع (11:52 PM)
آبدآعاتي » 1,021,147
الاعجابات المتلقاة » 1484
الاعجابات المُرسلة » 385
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » عازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
أبكي عليها كثر ماشالتني..وكثر الحنين اللي أختلط بغناها..
أبكي عليها من القهر يادنيا..من لي أنا..من لي عقب فرقاها..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك


 توقيع : عازفة القيثار





رد مع اقتباس
قديم 02-16-2016   #3


الصورة الرمزية نجم الجدي

 عضويتي » 134
 جيت فيذا » Feb 2009
 آخر حضور » منذ 7 ساعات (07:53 PM)
آبدآعاتي » 273,447
الاعجابات المتلقاة » 2151
الاعجابات المُرسلة » 5717
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 48سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي


 توقيع : نجم الجدي






رد مع اقتباس
قديم 02-17-2016   #4


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » منذ 2 أسابيع (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5765
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



تسلم الأيآدي ع الجلب
كل الود وباقة ورد


 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 02-17-2016   #5


الصورة الرمزية عـــودالليل

 عضويتي » 2
 جيت فيذا » Sep 2008
 آخر حضور » منذ يوم مضى (09:29 PM)
آبدآعاتي » 749,946
الاعجابات المتلقاة » 1957
الاعجابات المُرسلة » 3985
 حاليآ في » فوق الكواكب والنجوم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 28سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » عـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك action
اشجع ithad
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



قيمه عاليه من خلال هذا الجلب
المميز
هكذا طرح يغذي الثقافة لدى المتلقي
اجتهاد يحسب لمصلحتك
ولك مني
جزيل الشكر والامتنان

عودالليل


 توقيع : عـــودالليل




مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
قديم 02-17-2016   #6


الصورة الرمزية البرنسيسه فاتنة

 عضويتي » 28643
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » 02-10-2021 (07:44 PM)
آبدآعاتي » 281,584
الاعجابات المتلقاة » 535
الاعجابات المُرسلة » 120
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خير
وجعله الله في ميزان حسناتك
وجزاك الله الفردوس إن شاء الله
ودمت بحفظ الله ورعايته


 توقيع : البرنسيسه فاتنة






رد مع اقتباس
قديم 02-17-2016   #7


الصورة الرمزية معآند الجرح

 عضويتي » 28161
 جيت فيذا » Feb 2015
 آخر حضور » 03-19-2023 (11:14 AM)
آبدآعاتي » 7,595
الاعجابات المتلقاة » 2
الاعجابات المُرسلة » 5
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » معآند الجرح has a reputation beyond reputeمعآند الجرح has a reputation beyond reputeمعآند الجرح has a reputation beyond reputeمعآند الجرح has a reputation beyond reputeمعآند الجرح has a reputation beyond reputeمعآند الجرح has a reputation beyond reputeمعآند الجرح has a reputation beyond reputeمعآند الجرح has a reputation beyond reputeمعآند الجرح has a reputation beyond reputeمعآند الجرح has a reputation beyond reputeمعآند الجرح has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خير
وبارك الله فيك

.,


 توقيع : معآند الجرح



رد مع اقتباس
قديم 02-17-2016   #8


الصورة الرمزية فزولهآ

 عضويتي » 27940
 جيت فيذا » Nov 2014
 آخر حضور » منذ 19 ساعات (07:29 AM)
آبدآعاتي » 972,933
الاعجابات المتلقاة » 339
الاعجابات المُرسلة » 160
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 20سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » فزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond reputeفزولهآ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows Vista
مشروبك   pepsi
قناتك rotana
اشجع shabab
مَزآجِي  »  ارتب البيت

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



طررح اكثر من رائع تسلم يمينك
ماننحرم من جديدك المميز
ننتظر جديدكـ بكـل شووق..
يعطيك الف عافيه


 توقيع : فزولهآ









احُب كل شي كان رحمه لي من الله


رد مع اقتباس
قديم 02-17-2016   #9


الصورة الرمزية وطن

 عضويتي » 28280
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 11-13-2016 (07:55 AM)
آبدآعاتي » 2,258
الاعجابات المتلقاة » 2
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » وطن has a reputation beyond reputeوطن has a reputation beyond reputeوطن has a reputation beyond reputeوطن has a reputation beyond reputeوطن has a reputation beyond reputeوطن has a reputation beyond reputeوطن has a reputation beyond reputeوطن has a reputation beyond reputeوطن has a reputation beyond reputeوطن has a reputation beyond reputeوطن has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



ربي يجزاك خير


 توقيع : وطن



رد مع اقتباس
قديم 02-17-2016   #10


الصورة الرمزية نبضها حربي

 عضويتي » 28286
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » منذ 4 يوم (04:10 PM)
آبدآعاتي » 68,317
الاعجابات المتلقاة » 692
الاعجابات المُرسلة » 100
 حاليآ في » السعوديه
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » التراث
آلعمر  » 25سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجه
 التقييم » نبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   pepsi
قناتك mbc
اشجع ahli
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 9 CS2 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



طرح رائع


 توقيع : نبضها حربي





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أركَانه, لِلقُرآن, البَيَاني, الإعجَازُ, الكريم, وَمَظَاهره


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
برامج القران الكريم للجولات عـــودالليل …»●[قصايدليل لعالم الجوالات بجميع انواعها]●«… 6 02-10-2009 05:32 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية