الزواج من غير حب

هل يمكن أن ينجح الزواج من غير حب؟ من الممكن نجاح الزواج من غير حب، ولكن هذا النجاح يقف على قدرة الزوجين على ذلك، ورغبتهما في التفاني من أجل نجاح هذه العلاقة الزوجيَّة، وبناء الحب في ما بينهما من الصفر، ومن المؤكد بأنَّ هذا الأمر يتطلَّب بذل الجهد من الزوجين من أجل سعادتهما، والحصول على الحب مرةً أخرى، فالحب شيء أساسي في حياة الإنسان، وإن كان عاجزًا عن حب الشريك منذ بداية العلاقة الزوجيَّة فهذا حتمًا يعود لأسباب وظروف حياتيَّة سابقة. ويجدر بالزوج أو الزوجة السعي من أجل الحِفاظ على هذه العلاقة، بمواظبة العمل سويةً للإصلاح، وخلق جو من المحبة والألفة في ما بينهما، فالوقت كفيل بِخلق الحب إن كان كل طرف في العلاقة يسعى إلى ذلك، فضلًا إلى أنَّه من الممكن الاستمرار بالزواج دون الحب، فالأمر لا يتطلَّب سِوى تصرفات عقلانيَّة، والتعامل مع الآخر بطرق إيجابيَّة[١]. ما المخاطر التي يمكن أن ترافق الزواج من غير حب؟ إنَّ العلاقة الزوجية غير المبنيَّة على الحب بين الطرفين، قد تتعرض للخطر، وفي ما يأتي عدد من هذه المخاطر[٢]: 0 seconds of 0 seconds الانتقاد المستمر للشريك، رغم أنَّه في كافة العلاقات الزوجيَّة ينتقد الطرفين بعضهما البعض في بعض الأحيان، إلا أنَّ العلاقة الزوجيَّة بدون حب يزداد فيها الانتقاد ويكون مستمرًا، وبأسباب لا تستدعي ذلك، ويكون الانتقاد فيها بطريقة هجوميَّة أكثر ممَّا هي ملاحظة انتقاديَّة. عدم الشعور بالراحة بين الطرفين، إذ إنَّ عدم الشعور بالحب بين الزوجين يؤدي إلى العِداء في ما بينهما، والاستمرار في الصراع، إذ لا يستطيع الشريك رؤية شريكه كمصدر للراحة، أو الدعم النَّفسي، وبالتالي فإنَّ هذا العِداء يؤدي إلى التنافر في ما بينهما، وفقدان الثقة، وعدم الرغبة بالتخطيط لِمشاريع مشتركة في ما بينهما، ورُبما يتخوَّف أحد الأطراف من المبادرة في الحديث مع الطرف الآخر تخوّفًا من ردة فعل شريكه. التعامل مع الطرف الآخر بسخريَّة وازدراء، إنَّ من أصعب مخاطر الزواج بدون حب التعرض للمعاملة السيئة من الشريك في العلاقة الزوجيَّة، فالاحترام هو الأساس في نجاح أي علاقة زوجيَّة، وبفقدانه يُصبح الزواج عاجزًا عن إعادة البناء أو الإصلاح. التهرّب من البقاء معًا، إذ إنَّه في بعض الأحيان يُفضّل الشريك في العلاقة الزوجيَّة البقاء بعيدًا عن المنزل، بالبقاء في العمل، أو التجوّل في الطرقات، تجنبًا لرؤية شريكه بسبب عدم شعوره بالحب، أو الاستياء من لِقاءه، وفي حال تواجدهما معًا في المنزل يبقى كلٍ منهما منشغلًا بهاتفه، أو تفضيل الذهاب للنوم للبقاء بمفرده. هل يمكن أن يأتي الحب بعد الزواج, وكيف يكون ذلك؟ نعم، يأتي الحب بعد الزواج في أغلب العلاقات الزوجيَّة، ذلك لأنَّ العلاقة بين الزوجين تضم عدد من العناصر التي تُولّد الحب بين الشريكين منها العِشرة بين الزوجين، لأنّ الاهتمام بالتفاصيل اليوميَّة الخاصَّة بالشريكين تُساعد على خلق جو من الألفة والمحبة، بما في ذلك الاهتمام بالأهل، واختيار أماكن قضاء الأمسيات، أو العطل، أو نوع الطعام المفضّل لِكليهما، كل ذلك كفيل بِخلق لحظات من السعادة لِكلٍ منهما، بالإضافة إلى أنّ إنجاب الأطفال بالرغم من أنَّهم يتسببون بالفوضى في المنزل، إلا أنَّ الوالدين يشعرون تجاههم بالحب، وهم سبب في بناء العلاقة الزوجيَّة وتوطيدها، فالوالدين يسعون دائمًا سويةً من أجل تقديم الأفضل لأطفالهم، كما أنّ الاستماع لتجارب كبار السن في الزواج من غير حب بأنَّ علاقتهم الزوجيَّة نجحت، وباتت بينهم العديد من الأسرار والحكايات التي جعلت الحب يبني نفسه في هذه العلاقة رغم عدم تقابلهما من قبل[٣]. لا يمكن خلق الحب منذ اللحظات الأولى في العلاقة، لذا يجب اتباع عدد من الطرق لِخلق الحب بعد الزواج، ومن هذه الطرق ما يأتي[٤]: التعامل كأصدقاء، إذ إنَّ البدء التدريجي بتنمية العلاقة أمرًا ناجحاً، من خلال التعرف على بعضهما البعض، والتقرب إلى الطرف الآخر عاطفيًا بأسلوب متدرج، ومنح كلٍ منهما الوقت الكافي للآخر للاعتياد على شريكه وتقبله. الصبر، إذ لا بُدَّ من التحلي بالصبر في الفترة الأولى من الزواج، فكل شخص يختلف عن الآخر في الوقت الذي يحتاج إليه للوقوع في حب شريكه. التقبّل، إذ إنّ هذا الأمر يُساعد على خلق الحب في قلب الشريكين، إن جاهد كلٍ منهما نفسه على تقبُّل الطرف الآخر كما هو، وعدم الإصرار على تغييره، فالحب هو تقبُّل الشريك كما هو. الاستمرار في التقديم والتضحية، فالحب في العلاقة الزوجيَّة لا يعني تقاسم التضحيات أو المبادرات، بل هو قدرة كلٍ من الشريكين على تقديم الأفضل لِشريكه، حتى وإن قدم لِشريكه أكثر ممّا يحصل عليه منه. كيف يمكن الاستمرار بالزواج رغم غياب الحب؟ يمكن الاستمرار في العلاقة الزوجية رغم غياب الحب عنها، وذلك من خلال الطرق والأساليب الآتية[١]: المبادرة في التواصل، إذ إنَّ هذه الطريقة هي الأهم لِبناء العلاقة الزوجيَّة على الحب، فمن الواجب على كِلا الطرفين في العلاقة الزوجيَّة منح شريكه الوقت للحديث عن الأمور الخاصَّة بهما بعيدًا عن مشاكل الحياة، وخصوصيَّات أطفالهما، فلا بأس من الجلوس سويةً في وقتٍ هادئ والتحدث عن علاقتهما وسبل تحسينها ونجاحها. الرجوع إلى أساس العلاقة، فإن شعر أحد الشريكين بأنَّه لم يعد يشعر بالحب في العلاقة يجب عليه العودة لبدايات العلاقة الزوجيَّة، واستذكار لحظات اختياره لِشريكه، ولِيحصل على السعادة الزوجيَّة يجب إعادة النَّظر في الأساس الجميل الذي اختار شريكه على أساسه. التخلص من الملل والروتين في العلاقة، إذ يجدر بِكلا الطرفين في العلاقة الزوجيَّة إضافة جوًا من المتعة والإثارة لِكسر الأجواء الروتينيَّة في ما بينهما، فهذا الأمر إيجابي وحتمًا يُضفي على العلاقة الإيجابيَّة والرَّغبة في البقاء مع الشريك. الأولويَّة في حياة كلٍ من الشريكين، إذ إنَّه يجدر بالشريكين وضع كل واحد منهما شريكه في رأس قائمة الأولويَّات، حتى وإن كان لا يملك الوقت الكافي لذلك، فإنَّ هذه الطريقة تُزهر الحب في العلاقة الزوجيَّة، إذ يمكن لِكلٍ منهما تخصيص وقت معين لِشريكه، أو الحرص على محادثته رغم كل الانشغالات، أو الخروج سويةً. ما هي أسس العلاقة الزوجية الناجحة؟ تقوم العلاقة الزوجيَّة الناجحة على عدد من الأسس، وفي ما يأتي عدد من هذه الأسس[٥]: الالتزام، فالأساس في العلاقة الزوجيَّة الناجحة التزام كل طرف في العلاقة بالبقاء مع شريكه طول العمر، وفي كافة ظروف الحياة؛ حُلوّها ومرّها. التواضع، إذ يجدر بِكلا الشريكين التعامل مع شريكيه بأريحيَّة، دون إشعاره بأنَّه متفوِّق عليه دومًا، فلا أحد يتمتع بالمثاليَّة، وكل شخص معرّض للوقوع في الخطأ، والاعتراف بهذا الأمر من كِلا الشريكين يجعل العلاقة أكثر سهولة. الصبر والتسامح، فكما ذُكر سابقًا بأنَّ كل شخص معرّض للخطأ، فإنَّ ذلك يتطلب من الشريكين التحلِّي بالقدرة على التسامح، و الاعتذار عن الأخطاء، والتغاضي عنها، وصبر كلٍ منهما على أطباع الطرف الآخر التي قد تكون مزعجة في بعض الأوقات. منح الوقت، فلا علاقة زوجيَّة ناجحة دون منح كِلا الشريكين الوقت الكافي لِشريكه، وبدون هذا الأساس لن تكون هناك علاقة زوجيَّة ناجحة. الصدق والثقة، فهما أساسان قويان في بناء علاقة زوجيَّة ناجحة، وتحتاج الثقة لوقتٍ طويل لتكون قائمة بشدة بين الزوجين.

إرتواء نبض معجب بهذا