نعم أنتم يا أعدائي أعز أحبائي

لو لم تضمروا لي الحقد والمواربة
لما عرفت معنى الطيبة و المحبة
فشكرا لكم يا أغلى الأحبة
لو لم تضطهدوني بالظلم والنقمة ،
لما عرفت قيمة الرأفة والرحمة
فشكرا لكم على هذه النعمة




لو لم تحملوني ما ليس لي عليه طاقة ،
لما عرفت معنى صدق الصداقة
فشكراً لتعليماتكم الصادقة


لولا كراهيتكم لي وحقدكم ،
لما عرفت قيمة الحرية من أغلالكم
فشكرا لقيودكم

نعم أنتم أحب أحبائي
أنا لم اولد نقي السريرة
من دنسكم تعلمت الطهارة
سهم خيانتكم الجارح
علمني جميل التسامح
وقعتموني بالعجز والفشل
فاختلقت من ورائكم شعاع الأمل
وتعلمت كيف أكون ناجح
فدعوني يدكم أصافح

من ثقب قلبكم الأسود وذاك الإمتعاض
طهرتم قلبي بالنقاء وجعلتموه شديد البياض
من تعداد ظلمكم والآثام
وعلقم عذابكم والآلام
ودفين عاركم وحب الإنتقام
عرفت قيمة النور بعد الظلام
وعرفت كيف أعيش بسلام
فشكرا جزيلاً لكم

من كذبكم تعلمت صدق النوايا
من كفركم تعلمت التوبة من الخطايا
جعلتموني بزيفكم أحطم كل المرايا
وأنهض وألملم ما تناثر من أجزائي بقايا
وأبدأ من جديد من حيث كانت النهاية
فشكرا لإستفزازكم

تحملت الكثير من العناء ،
وكنتم سبب هذا الشقاء
لم تدركوا أنكم بالخفاء ،
علمتموني كيف أكون من الأقوياء
فشكرا لكم يا أيها الضعفاء

من سمومكم وكيدكم
وجرعات حنظل كؤوسكم
اخترعت ترياقا لجروحي لأثبت لكم
أنني لم أخلق بهذه الدنيا كي أستسلم لكم
فشكرا لأنكم جعلتموني أتفوق عليكم
تجرعوا الأن سمومكم من فضلكم

كم وضعتم من ثغرات في طريقي
ولكن وعنوة عنكم
وجدت بالحياة طريقي

فشكرا لكم حقيقي