أغاليط وحقائق حول اللغة

شاعت كثير من المفاهيم الخاطئة حول اللغة ، وإن كان في بعضها قدر من الصحة. من المناسب أن نستعرض أشهرها والتي من أبرزها:

1. لا يجد الأطفال مشقة في اكتساب لغتهم، والحقيقة أن اللغة سواء كانت متعلمه أو مكتسبة تتطلب جهداً ووقتاً.

2. الأطفال يكتسبون اللغة أسرع من الشباب، وقد يكون ذلك في مستوى الصوت ولكن ليس بالضرورة في مستوى الكلمة.

3. العباقرة يتعلمون اللغات بسهولة، وفي ذلك تجاهل لأهمية الدافعية، والثقة بالنفس وغيرها من المحفزات.

4. يمكن الاستغناء عن الصف الدراسي والمعلم والاكتفاء بالانغماس في بيئة اللغة الثانية.

5. دراسة القواعد أساس في تعلم اللغة الثانية. القواعد مهمة، ولكن ليست كل اللغة.

6. يستوي الأطفال في تعلم اللغة الثانية، والحقيقة أن الأطفال الاجتماعيين المنصتين يتعلمون اللغة أسرع من غيرهم.

7. الحديث بالعامية لا يجعلك تفكر بطريقة منطقية.

8. الشتائم إزراء باللغة وحط من قدرها، لارتباط ذلك بالمشاعر السلبية كالغضب. نظرياً، لا يمكن للكلمات التي هي جزء من اللغة أن تحط من قدر نفسها.

9. للحيوانات لغات مثل لغات البشر.

10. الكتابة أكمل من الكلام. نعم، يشترك الكتابة والحديث في استخدام اللغة، ولكن أحدهما أصيل والآخر طارئ، ولا يمكن تفضيل الطارئ على الأصيل. الثابت منذ الأزل أن الحديث جزء من اللغة، بخلاف الكتابة التي اخترعها السومريون قبل بضع آلاف السنين. وإلى هذه اللحظة، فإن أكثر من نصف عدد لغات العالم ليس بها نظام كتابي، لأنهم بكل اختصار لا يحتاجونه، فجميع البشر يشتركون في القدرة على التعبير عن أنفسهم. بل تميزت اللغات المحكية في قدرتها الفائقة على الخطابة والفصاحة والطلاقة. وقلة من البشر من امتلك ناصية الكتابة العالية. قد تكون الكتابة أدق لأنها تستلزم المراجعة والتحرير وخلو المكتوب من الخطأ والملاحظات بخلاف المنطوق الذي يعتمد على تكوين الأفكار الآنية بشكل مباشرة. لأجل ذلك، فلا يتناول الكتابة إلا من تعلم بشكل نظامي لتطلبها معرفة قواعد الكتابة. يفضل النطق الكتابة بالعفوية، وقلة المسؤولية، وعدم التكلف بينما الكتابة تستلزم المعيارية والمحاسبة.

11. كلما علم الوالدان أطفالهم اللغة تحدثوا بشكل أفضل.

12. تعرف الشخص من طريقة حديثه. يستعجل بعضهم في الحكم على الآخرين من خلال طريقة حديثهم، فبمجرد استعمالهم كلمات غير مألوفة عليهم يبادرون بالحكم عليه بقلة التعليم. علم اللغة الاجتماعي يؤكد أن الشخص القوي يقصد إلى استخدام لهجته الدارجة لإثبات وجوده وسيطرته، بالتالي ذلك يؤكد على أهمية التلقي الاجتماعي.

13. قواعد النحو المعمول بها هي مبادئ توجيهية للاستخدام الصحيح للغة، ويجب اتباعها ما أمكن ذلك.

14. تميل النساء إلى الحديث أكثر من الرجال. والحقيقة أن كلاً منهما

15. اللغات المحكية لا يمكنها التعبير عن الأفكار المعقدة بشكل دقيق.

16. لهجتنا أفضل من لهجة غيرنا وأقرب إلى الفصحى منها. الفصحى نموذج كتابي.

17. يمكن تعلم أي لغة في مدة أسبوعين.

18. سيسهل عليك تعلم الصينية إذا كان أجدادك صينيون.

19. جميع العرب يتكلمون لغة عربية واحدة. وهذا مخالف للمعروف فلكل قوم لغة تخصهم، وبينهم وبين الآخرين مشتركات تقترب وتبتعد حسب الزمان والمكان.

20. تحتفظ كل لغة بطريقة لتمييز الفعل الماضي. أثبتت دراسات المورفولوجيا أن اللغات قد تشترك في طريقة إضافة الأفعال كالماضي بإضافة ناهية في آخر الفعل.

21. الهجاء الصحيحة، وصيانة الإملاء من الغلط يحفظ اللغة. الحقيقة أن الهجاء عرف والأعراف تتغير، فما يكون معروف عند قوم قد يجهل عند غيرهم، وقد تختلف اللهجات، وتختلف التهجئة ولو ببطئ.

في المقابل هنالك حقائق راسخة حول اللغة قد تخفى على الكثيرين من أن الجميع يستخدم اللغة بشكل يومي، نسرد بعضها كما يلي:

1. اللغة نظام، فنظام للصوت، ونظام للكلمة، ونظام للجملة ونظام للمعنى.

2. اللغات البشرية متكافئة. لأن أنظمتها كلها من المشتركات الكلية.

3. بعض جوانب اللغة فطرية.

4. أول ما يكتسبه الطفل من اللغة بعض الأصوات في أيامه الأولى مثل بعض الأصوات الشفهية، ثم أنماط الأصوات في أشهره الأولى مثل ماما، بابا فالكلمات، ثم ينفجر باستخدام الجمل في مدة وجيزة.

5. لا يوجد لغة إلا ولها أم، وجميع اللغات بنات علات أصلهم واحد وصفاتهم متنوعة.

6. هنالك ست مجموعات من اللغات السامية: السامية الأثيوبية، و السامية الشرقية، و السامية الشمالية الغربية، وثلاث عربيات: العربية الشمالية، والعربية الجنوبية القديمة والعربية الجنوبية الحديثة.

7. الهجاء (النظام الكتابي) أداة وقد تستخدم عدة لغات ذات الأداة وإن كانت من خارج العائلة.

8. هنالك قرابة سبعة آلاف لغة في العالم، يتحدثها سبعة مليار نسمة، موزعون في ١٨٩ دولة، أكثرها محكية غير مكتوبة أغلبها في آسيا وأفريقيا، وهي في تغير مضطرد ضموراً وتمدداً.

9. الأقليات اللغوية موجودة في كل مكان في العالم، وتختلف الأقليات اللغوية من مكان لآخر.

10. أكثر من ثلث لغات العالم مهددة بالانقراض جراء عوامل متعددة.

11. في العالم العربي لغات غير عربية، وفي جزيرة العرب أقليات لغوية غير عربية كالكمزارية، وهي لغة إيرانية جنوبية غربية استلفت من العربية كثيراً بحكم الجغرافيا.

12. اللغة العربية تتكلم خارج جغرافية الجزيرة العربية، مثل ما تبقى من عربية القوقاز، ووسط أفريقيا.

13. لا يمكن الجزم بكل تأكيد بعدد اللغات المحكية في بقعة جغرافية كبيرة لتعذر القيام برحلات حقلية علمية.

14. هنالك أقل من ثلاثين لغة مسيطرة حول العالم من أبرزها العربية والإنجليزية، والصينية.

15. غالب البشر ثنائيو اللغة، وبعضهم ثلاثي اللغة والقليل منهم أحادي اللغة .

16. كلما تطورت البلدان، أصبح التنوع اللغوي حقيقة مجتمعية، تولد عنه تشريعات وسياسات لغوية غير مسبوقة.

17. المعرفة أوسع من الاستخدام، فيعرف الناس مئات الآلاف من الكلمات، لا يستخدم منها في الحياة اليومية إلا بضع مئات بعضها يتكرر يومياً .

18. أفضل لغة يعرفها الشخص لغة الأم لاستخدامها المتنوع، ومن ثم اللغة الثانية، وقد يوجد متقن للثنائية اللغوية، ولكن، لتباين الناس واختلاف أحوالهم، اختلفوا في إتقان الثنائية اللغوية.

19. حري بثنائي اللغة أن يضبط لغته الثالثة لعلمه السابق وتجاربه المعززة مع اللغة الثانية، بالتالي يتمتع بفرص ودخل اقتصادي تنافسي أعلى.

20. حقائق اللغة هي القواعد المجردة في العقل، ولا يمكن لكتاب مهماً كان جامعاً أن يحصيها، ولكن الاجتهاد مطلوب.

21. لا يوجد لغة بشرية منعزلة كلياً مطلقاً، إلا ما ندر جداً، فاللغات إما مستلف منها أو إليها.

22. ليس بالضرورة أن توجد مشتركات لفظية بين لغة ولغة أخرى، ولكن قد تتوحد جذورها.

23. قد تختلف اللغات عن بعضها البعض في مستويات منها: مستوى الصوت، والكلمة، والجملة.

24. لغة الإشارة لغة مختلفة عن اللغة المحكية والمكتوبة في مستوى الصوت، والتركيب والمعنى.

25. بالجملة، لا يوجد ترابط منطقي بين الصوت والمعنى، يعبر عن ذلك بالعشوائية.