فضل وفوائد وتفسير سورة الفاتحة ... تجميعي

( وَلَقَدْ آتـَيـْنَاكَ سَبْعَاً مِنَ المَثَانـِي وَالقُرآنَ العَظِيمَ ) الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وسلم تسليما كثيرا هي الحمد وأم القرآن، وأم الكتاب،والسبع المثاني، والشفاء، والرقية، والواقية، والكافية قال صلى الله عليه وسلم : ((إنها أعظم سورة في كتاب الله ، وإنها السبع المثاني ، والقرآن العظيم ، وهي الحمد)) . هي التي لا تصح الصلاة إلا بقراءتها وقال عليه الصلاة والسلام: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) فضلها: عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنه ؛ قال : بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . سمع نقيضًا من فوقِه . فرفع رأسَه . فقال : هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليومَ . لم يفتح قط إلا اليومَ . فنزل منهُ ملكٌ . فقال : هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ . لم ينزل قط إلا اليومَ . فسلَّم وقال : أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك . فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ . لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه . قالَ رَسُولُ الَّله صلى الله عليه وسلم : " وَالَّذِي نـَفْسِي بـِيَدِهِ مَا أُنـْزِلَ في التـَّوْرَاةِ وَلاَ في الإِنـْجِيلِ وَلاَ في الزَّبـُورِ وَلاَ في الفُرقـَانِ مِثْلُهَا ، هِيَ السَّبـْعُ المَثَانـِي وَالقـُرآنَ العَظِيمَ الَّذِي أُوتـِيتـُه " يقول اللَّه تعالى قسَمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفينِ فنصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ فإذا قالَ العبدُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قالَ اللَّهُ حمِدني عبدي. فإذا قالَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . قالَ اللَّهُ أثنى عليَّ عبدي فإذا قالَ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قالَ اللَّهُ مجَّدَني عبدي فإذا قالَ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ قال اللَّهُ عزَّ وجلَّ هذِهِ الآيةُ بيني وبينَ عبدي نِصفينِ ولعبدي ما سألَ فإذا قالَ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فقال اللَّه َهؤلاءِ لعبدي ولعبدي ما سألَ مجموعة من الفوائد تم انتقاؤها من (تفسير سورة الفاتحة)للشيخ العلامة / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.... 1 هذه السورة وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أم القرآن،وأم الشيء مرجعه،فجميع معاني القرآن من أوله إلى آخره قد تضمنتها هذه السورة 2 لايمكن لبشر أن يحيط علماً بكلام الله،لأن كلام الله صفة من صفاته،لايدركها البشر(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ..) 3 علماء التفسير يتناولون القرآن من عدة أوجه:من جهة المعنى،البلاغة،الإعراب،ومن كل الجهات،ومع ذلك لايمكن أن يوفوه حقه... 4 جميع مقاصد القرآن موجودة فيها .ففيها التوحيد بأنواعه من توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات،وفيها العقائد،وفيها ذكر الرسالات. والنبوات،وفيها ذكر أتباع الرسل،وفيها ذكر المنحرفين عن طريق الرسل والتاريخ والأحكام والجزاء والعمل،لكنها مذكورة اجمالاً غير مفصلة. 6 والقرآن محتوى مضمونهُ: 1-التوحيد 2-المعاد.والدار الآخرة،والبعث،والجزاء 3-التشريع 4القصص وأخبار الاولين 5-دار السلام ودار البوار ومافيهما من النعيم والعذاب 7 المفتي إذا فعل مايُفتي به صار ذلك أبلغ طمأنينة في قلب المُفتى له. 8 قيل إن الفاتحة هي أول سورة نزلت كاملة،لكن ليست هي أول مانزل،بل إن أول مانزل(إقرأ باسم ربك الذي خلق ) 9 قد ابتدع بعض الناس في هذه السورة بدعة،فصاروا يختمون بها الدعاء،ويبتدئون بها الخطب،ويقرؤونها عند بعض المناسبات وهذا غلط. 10 الصواب الذي لاشك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة،وأن الإنسان لو اقتصر على(الحمد لله رب العالمين)إلى آخر السورة فصلاته صحيحة. 11 مااشتهر عند العوام من أن الجن اختطفوا بسملة سورة(براءة) فهذا باطل بلاشك لأن الله يقول(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). 12 قوله تعالى ( رب العالمين )،(الرب) هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف:الخلق،الملك،التدبير... 13 العالمين:كل ماسوى الله فهو من العالم لكنهم أصناف : عالم البشر،عالم الحيوان،عالم الملائكة،عالم الجن،عالم النبات،عالم الأفلاك...... 14 الرحمن: هو ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي لايدركها العقل الشاملة لكل شيء (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) 15 الرحيم: هو ذو الرحمة الخاصة التي تصل إلى من شاء من عبادة فيرحم من يستحق الرحمة(يعذب من يشاء ويرحم من يشاء) وهذا لايكون إلا للمؤمن. 16 أقول لإخواني طلبة العلم: لاينبغي أن تقرؤوا عند العامة بقراءة مخالفة للمصاحف التي بين أيديهم ؛لإن ذلك يُحدث فتنة. 17 إياك نعبد : بالمحبة يكون فعل الأوامر ،وبالتعظيم يكون ترك النواهي ،هذا هو الأصل مع أن التعظيم قد يكون سبباً لفعل الأوامر أيضاً. 18 من تمام العبودية الحب في الله ،والبغض في الله؛فإن هذا أوثق عرى الإيمان :أن تحب لله ،وتبغض لله ،وتوالي لله ،وتعادي لله... 19 تستفيد باستعانة الله فائدتين: 1-التعبد لله بالاستعانة. 2-تيسير أمرك؛لإن الله إذا أعانك تيسر لك الأمر. 20 استعانة غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله شرك ،واستعانة غير الله فيمايقدر عليه المستعان تنقسم إلى قسمين: قسم شرك وقسم جائز، فإذا استعنت بحي قادر على معونتك فهذا جائز ، وإذا استعنت بميت فهذا شرك 22 بعض الناس إذا قال الإمام(إياك نعبد وإياك نستعين) يقولون : استعنا بالله.وهذا لم يرد ماكان الصحابة رضي الله عنهم يقولونه خلف النبي فلاتقله. 23 يقول تعالى(اهدنا الصراط المستقيم) تسأل الله تعالى علماً نافعاً تهتدي به،وعملاً صالحاً ترشد به ،والعلم لايكون مفيداً إلا إذا كان مقروناً بالعمل،أما إذا كان غير مقرون بالعمل فإنه ليس مفيداً ،بل ضرره أكبر من نفعه،والجهل خير من علم لاينفع. 25 الناس ينقسمون إلى أربعة أقسام: 1-جاهل من عامة الناس لايعلم شيئاً 2-عالِم ملة:وهو الذي علم الحق واتبعه ،وصار لايحيد عنه طرفة عين 3-عالِم أمة:وهو الذي أعطاه الله علماً ولكنه يتبع فيه مايروق للأمة 4-عالِم دولة: وهو الذي ينظر إلى مايروق للدولة ويصلح لها. 27 الدين الإسلامي فيه كمال الحرية،لكنها حرية متزنة،تقيّد النزوات،وتقيد الانطلاقات الزائفة،وتجعل من الشعوب شعباً معتدلاً متزنا 28 الاستعانة لابد أن تكون على وفق الصراط المستقيم،أما أن تعصف بنفسك بمقتضى عاطفتك بدون أن تقيدها بالشرع وبالعقل فثق أن العاطفة ستكون عاصفة. 29 الذين انعم الله عليهم هم من علموا الحق وعملوا به وهم أربعة: النبيون،الصديقون،الشهداء،الصالحون. 30 الملائكة وأولو العلم شهدوا بوحدانية الله،وكلما كان الإنسان أعلم كانت شهادته بتوحيد الله أقوم وأوكد وأعظم،ولهذا يشهد العلماء من آيات الله وتوحيده مالايشهده غيرهم 31 أما الذين قُتلوا في سبيل الله فإنهم شهداء بلاشك (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون). 32 والذين قتلوا في سبيل هم الذين قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا فقط،لايقاتلون لقومية،ولالمبدأ غير اسلامي ،فمن قاتل للقومية فهو خاسر ومن قاتل للوطنية فهو خاسر ،ومن قاتل ليرى مكانه فهو خاسر ،ومن قاتل رياء فهو خاسر. 34 قاعدة تفسيرية:إذا احتملت الآية معنيين يتناقضان حملت على المعنيين جميعا؛لإن حملها على المعنيين أوسع في مدلولها،وإن تناقضا وجب الترجيح 35 لايمكن أن يتناقض القرآن مع صحيح السنة،ولايمكن أن تتناقض السنة الصحيحة مع بعضها،فإن تراءى لك تناقض فأعد النظر حتى يتبين لك ألا تناقض. 36 قال سفيان بن عيينة: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود،ومن فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى؛ 37 واجبك أيها المؤمن بالله ورسوله أن تعلم لتعمل حتى تكون من الذين أنعم الله عليهم،لتخرج من مشابهة النصارى وتعمل لتخرج من مشابهة اليهود.