للأمعاء دور في الذاكرة المكانية

اكتشف العلم الحديث دلائل تشير إلى أن الأمعاء دورها أكبر من المشاركة في عملية الهضم فقط، وأنها عضو مهم في التمتع بالصحة الجيدة بشكل عام، وما يضاف إلى تلك الدلائل ما توصل إليه العلماء الآن، وهو دورها المهم في الذاكرة والتوجيه المكاني.
يستعيد الشخص أحياناً سلسلة من الذكريات عند تناوله لطعام أو شراب معين، حيث يعود به المذاق إلى المكان الذي تناول فيه ذلك الطعام أو الشراب لأول مرة أو في لحظات معينة، ويشعر بأن الموقف مألوف لديه، ولكن هنالك طريقة أخرى غير التي يظنها الكثيرون، فعلى ما يبدو أن الإشارات التي تقوم الأمعاء بإرسالها إلى الدماغ تخدم الإنسان فيما يتعلق بكيفية توجيهه لذاته، ويعتقد الباحثون القائمون بالدراسة الحالية والمنشورة بمجلة «تواصل الطبيعة» أن تلك الإشارات تلعب دوراً رئيسياً في كيفية تذكر العلامات التي تسح لنا بالتنقل في العالم مكانياً. يقول الباحثون إن تواصل الأمعاء مع الدماغ يكون عبر أكبر أعصاب الجهاز العصبي اللاإرادي المعروف بالعصب المبهم، وهو النظام الذي ينظم الوظائف الجسدية بطريقة آلية، كما تتصل معه عن طريق جذع الدماغ.
يعتقد الباحثون بإمكانية الاستفادة من تلك النتائج في علاج البدانة عن طريق معالجة العصب المبهم، كما يحدث في جراحة التخلص من البدانة ويدعون إلى محاولة التوصل إلى مزيد من المعلومات حول الإشارات الإمعائية الدماغية عبر ذلك العصب والآليات الجسدية المتأثرة بها.