الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«…
 

…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-2016   #61


الصورة الرمزية تعبت أسافر

 عضويتي » 28273
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 06-06-2022 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,779
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » تعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




فضائل كلمة التوحيد وشروطها
خطبة جمعة بتاريخ / 10-2-1422 هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله :
أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلانية ، فإن تقوى الله جل وعلا هي خير زاد يبلِّغ إلى رضوان الله .
ثم اعلموا - رحمكم الله - أن خير الكلمات وأجلّها على الإطلاق كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " ؛ فهي الكلمة التي لأجلها قامت الأرض والسموات وخُلقت جميع المخلوقات ، وبها أُرسلت الرسل وأنزلت الكتب وشرعت الشرائع ، ولأجلها نُصبت الموازين ووضعت الدواوين وقام سوق الجنة والنار ، وانقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكفار وأبرارٍ وفجّار ، وهي منشأ الخلق والأمر والثواب والعقاب، وعنها يُسأل الأولون والآخرون يوم القيامة ، وهي العروة الوثقى وكلمة التقوى ، وهي كلمة الشهادة ، ومفتاح دار السعادة ، وأساس الدين وأصله ورأس أمره ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:١٨]، وكم لهذه الكلمة العظيمة من الفضائل الجليلة والفواضل الكريمة والمزايا الجمّة مما لا يمكن استقصاؤه ولا الإحاطة به.
عباد الله:
إن الواجب على كل مسلم أن يعلم أن كلمة التوحيد لا إله إلا الله التي هي خير الكلمات وأفضلها وأكملها لا تكون مقبولة عند الله بمجرد التلفظ بها باللسان فقط دون قيامٍ من العبد بحقيقة مدلولها أو تطبيقٍ لأساس مقصودها من نفي الشرك وإثبات الوحدانية لله مع الاعتقاد الجازم لما تضمنته من ذلك والعمل به، فبذلك يكون العبد مسلماً حقا ، وبذلك يكون من أهل لا إله إلا الله.
عباد الله:
وقد تضمنت هذه الكلمة العظيمة أن ما سوى الله ليس بإله ، وأن إلهية ما سوى الله أبطل الباطل وإثباتها أظلم الظلم ومنتهى الضلال ، قال الله تعالى : ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ[الأحقاف:٥–٦]، وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ[الحج:٦٢]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:١٣]، وقال تعالى: ﴿وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:٢٥٤].
والظلم - عباد الله- هو وضع الشيء في غير موضعه ، ولا ريب أن صرف العبادة لغير الله ظلم، لأنه وضعٌ لها في غير موضعها ؛ بل أنه أظلم الظلم وأخطره على الإطلاق .
عباد الله:
إن لـ ( لا إله إلا الله) هذه الكلمة العظيمة مدلولاً لابد من فهمه ومعنى لابد من ضبطه ؛ إذ غير نافعٍ بإجماع أهل العلم النطق بها من غير فهمٍ لمعناها ولا عملٍ بما تقتضيه ، كما قال الله سبحانه: ﴿ وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[الزخرف:٨٦] ، ومعنى الآية - كما قال أهل التفسير - أي :
إلا من شهد بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم ؛ إذ إنّ الشهادة تقتضي العلم بالمشهود به فلو كانت عن جهل لم تكن شهادة ، وتقتضي الصدق ، وتقتضي العمل بذلك . وبهذا - عباد الله - يتبين أنه لابد في هذه الكلمة العظيمة من العلم بها مع العمل والصدق ، فبالعلم ينجو العبد من طريقة النصارى الذين يعملون بلا علم ، وبالعمل ينجو من طريقة اليهود الذين يعلمون ولا يعملون ، وبالصدق ينجو من طريقة المنافقين الذين يُظهِرون ما لا يُبطنون ، ويكون بالعلم والعمل والصدق من أهل صراط الله المستقيم من الذين أنعم الله عليهم ، غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين.
عباد الله: إن لا إله إلا الله لا تنفع إلا من عرف مدلولها نفياً وإثباتا واعتقد بذلك وعمل به ، أما من قالها وعمل بها ظاهراً من غير اعتقاد فهو المنافق ، وأما من قالها وعمل بضدها وخالفها من الشرك فهو الكافر ، وكذلك من قالها وارتد عن الإسلام بإنكار شيء من لوازمها وحقوقها فإنها لا تنفعه ، وكذلك من قالها وهو يصرف أنواعاً من العبادة لغير الله ؛ كالدعاء والذبح والنذر والاستغاثة والتوكل والإنابة والرجاء والخوف والمحبة ونحو ذلك، فمن صرف ما لا يصلح إلا لله من العبادات لغير الله فهو مشرك بالله العظيم ولو نطق بلا إله إلا الله ، إذ لم يعمل بما تقتضيه من التوحيد والإخلاص الذي هو معنى ومدلول هذه الكلمة .
عباد الله :
إن لا إله إلا الله معناها :لا معبود بحق إلا إله واحد وهو الله وحده لا شريك له .
والإله في اللغة : هو المعبود، ولا إله إلا الله أي : لا معبود بحق إلا الله ، كما قال الله تعالى:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:٢٥]، مع قوله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:٣٦]. فتبين بذلك أن معنى الإله هو المعبود ، وأن لا إله إلا الله معناها إخلاص العبادة لله وحده واجتناب عبادة الطاغوت . ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكفار قريش: ((قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) قالوا:
﴿ أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:٥] ، وقال قوم هود لنبيهم لما قال لهم قولوا لا إله إلا الله ﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا [الأعراف:٧٠] ،قالوا ذلك وهو إنما دعاهم إلى لا إله إلا الله ، لأنهم فهموا أن المراد بها نفي الإلوهية عن كل مَنْ سوى الله وإثباتها لله وحده لا شريك له ، فلا إله إلا الله اشتملت على نفي وإثبات ؛ فنفت الإلهية عن كلِّ ما سوى الله تعالى ، فكل ما سوى الله من الملائكة والأنبياء فضلاً عن غيرهم فليس بإله وليس له من العبادة شيء . وأثبتت الإلهية لله وحده بمعنى أن العبد لا يأله غيره ؛ أي لا يقصده بشيء من التأله وهو تعلّق القلب الذي يوجب قصده بشيء من أنواع العبادة كالدعاء والذبح والنذر وغير ذلك .
عباد الله:
فليست لا إله إلا الله اسماً لا معنى له ، أو قولاً لا حقيقة له ، أو لفظاً لا مضمون له ، بل هي اسمٌ لمعنى عظيم ، وقولٌ له معنى جليل هو أجلّ المعاني ، وحاصله البراءة من عبادة كل ما سوى الله والإقبال على الله وحده خضوعا وتذللا ، وطمعاً ورغبا ، وإنابةً وتوكلا ، وركوعاً وسجودا، ودعاءً وطلبا ، فصاحب لا إله إلا الله لا يسأل إلا الله ولا يستغيث إلا بالله ولا يتوكل إلا على الله ولا يرجو غير الله ولا يذبح إلا لله ولا يصرف شيئا من العبادة لغير الله ، ويَكْفُر بجميع ما يُعبد من دون الله ويبرأ إلى الله من ذلك ؛ فهذا - عباد الله- هو صاحب لا إله إلا الله حقا ، وهو المحقِّق لها صدقا.
اللهم اجعلنا من أهل لا إله إلا الله ، اللهم اجعلنا من أهل لا إله إلا الله ، اللهم اجعلنا من أهل لا إله إلا الله، اللهم أحيينا عليها وتوفنا عليها ، اللهم وفقنا للقيام بها حق القيام ، وأدخلنا اللهم بها الجنة دار السلام . أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله عظيم الإحسان ، واسع الفضل والجود والامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد :
عباد الله :
اتقوا الله تعالى حق التقوى ، وراقبوه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه.
عباد الله :
إن النصوص الواردة في فضل كلمة التوحيد لا إله إلا الله كثيرةٌ لا تحصى ، وعديدةٌ لا تستقصى، وهي تدلُّ على عظم شأن هذه الكلمة وجلالة قدرها ورفعة شأنها وكثرة خيراتها وبركاتها على أهلها ، لكن على العبد أن يعلم أن " لا إله إلا الله " هذه الكلمة العظيمة لابد لها من شروط لابد من تحقيقها وضوابط عظيمة لابد من القيام بها دلّ عليها كتاب الله العزيز وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
سُئل وهب بن منبّه رحمه الله - وهو من أجلة التابعين –
قيل له أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال:
" بلى ؛ ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان ، فإن جئتَ بمفتاحٍ له أسنان فُتح لك وإلا لم يفتح " يشير بذلك إلى شروط لا إله إلا الله .
وقيل للحسن البصري - رحمه الله وهو من أجلة التابعين –
أليس من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ؟ قال: "بلى؛ من أدى حقها وفرضها دخل الجنة " .
والشاهد - عباد الله –
أن كلمة التوحيد لا إله إلا الله لها شروط لابد من ضبطها والعناية بها والاهتمام بتحقيقها ، والعلماء رحمهم الله لما استقرؤوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تبين بهذا الاستقراء أن لا إله إلا الله لها شروط سبعة لا تقبل إلا بها ؛ وهي :
العلم بمعناها المنافي للجهل ، واليقين بها المنافي للشك والريب ، والصدق المنافي للكذب ، والإخلاص المنافي للشرك والرياء ، والمحبة المنافية للبغض والكره ، والانقياد المنافي للترك، والقبول المنافي للرد.
فهذه شروطٌ سبعة لهذه الكلمة العظيمة دلّ على كل واحد منها عشرات الأدلة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
والواجب علينا - عباد الله - أن يكون اهتمامنا بهذه الكلمة أكبر الاهتمام وأعظمه وأجلّه، وأن يكون اهتمامنا بها أعظم من اهتمامنا بأي شيء آخر . ونسأل الله عز وجل أن يوفّقنا وإياكم للعمل بهذه الكلمة العظيمة وتحقيق شروطها والقيام بحقوقها، وأن يدخلنا وإياكم بها الجنة.
وصلُّوا وسلّموا رحمكم الله على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)). اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . وارض اللهم عن الخلفاء الرّاشدين ، الأئمة المهديين ؛ أبى بكر وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمِّر أعداء الدين ، واحم حوزة الدين يا رب العالمين ، اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلحأئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ربّ العالمين ، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعنه على البر والتقوى وسدده في أقواله وأعماله يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، واجعلهم رأفة على عبادك المؤمنين .
اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ، اللهم إنا نسألك الهدى والسداد ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر ، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، الله إنا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ، اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، ونستعيذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن تجعل كل قضاءٍ قضيته لنا خيرا .
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا، اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور ، اللهم اهدنا إليك صراطا مستقيما ، اللهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأموالنا وذرياتنا وأزواجنا واجعلنا مباركين أينما كنا ، اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك مثنين عليك بها قائلين بها وأتمها علينا يا ذا الجلال والإكرام . اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقّه وجله أوله وآخره سره وعلنه ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت . اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين ، اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين ، واغفر لنا أجمعين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الشيخ عبدالرزاق البدر


 توقيع : تعبت أسافر



رد مع اقتباس
قديم 03-08-2016   #62


الصورة الرمزية تعبت أسافر

 عضويتي » 28273
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 06-06-2022 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,779
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » تعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




صراط الله المستقيم
خطبة جمعة بتاريخ / 21-8-1424 هـ
إن الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما ًكثيرا .
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله :
اتقوا الله تعالى حق تقواه في السّر والعلن والغيب والشهادة ؛ فإن تقوى الله جلّ وعلا هي خير زاد يُبلِّغإلى رضوان الله ، ثم اعلموا رعاكم الله أنّ نعم الله على عباده كثيرة لا تحصى وإن أجلّ نعمه - سبحانه - عليهم هدايته عبادَه المؤمنين إلى دينه القويم وصراطه المستقيم ؛ فهذه هي النعمة العظمى والمنة الكبرى ، فمن هُدي إليها فقد هُدي إلى خيرٍ عظيم .
عباد الله :
إنّ الهداية إلى الصراط المستقيم باستبانة معالمه ومعرفة مناراته والعلم بحدوده والبعد عن نواقصه ونواقضه أساسٌ للسعادة والفلاح والفوز والنجاح في الدنيا والآخرة . وحاجة العباد إلى الهداية إلى هذا الصراط هي أشد الحاجات وضرورتُهم إلى معرفته والعلم به وتحقيقه أشدّ الضرورات ، ولهذا عباد الله فإنّ مَنْ منَّ الله عليه بدخول هذا الصراط العظيم ومعرفته دين الله القويم أن يعرف لله جلّ وعلا نعمته عليه ، وأن يشكره سبحانه وتعالى عليها ، وأن يحقِّق الشكر على وجهه الصحيح كمالاً في العلم ، وتماماً في العمل ، ومواظبةً على طاعة الله تبارك وتعالى.
عباد الله :
ويتأكّد في هذا المقام على كلِّ مسلم يريد لنفسه الخير والسعادة أن يكون اهتمامه بهذا الصراط علماً وعملاً وتطبيقا أشدّ من اهتمامه بأي أمر آخر ؛ فإنه إذا أخلّ بهذا الصراط أو انتقصه أو أخل بشيء من جوانبه نقص حظه من السّعادة بحسب ذلك .
عباد الله :
إن الله جلّ وعلا بعث نبيه الكريم محمّداً صلى الله عليه وسلم ليدعو الناس إلى هذا الصراط وليبين لهم معالمه وحدوه ليحيا من حي عن بينة وليهلِك من هلك عن بينة قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ [الشورى:٥٢–٥٣] ، وقال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:١٥٣] ؛ فبلَّغ صلواتُ الله وسلامه عليه البلاغ المبين وأبان السبيل القويم والصراط المستقيم ولم يدَعْ لقائل مقالا ولا لمتحذلق مجالاً ، أبان دين الله وأبان حدوده وأوضح معالمه على التمام والكمال ، فالصراط المستقيم هو ما بيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فمن سلك سبيله ولزم سنته واتبع هديه وسار على طريقه فهو على صراطٍ مستقيم .
جاء في تفسير ابن جرير الطبري عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سُئل عن الصراط المستقيم ما هو؟ فقال رضي الله عنه: " تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه الآخر في الجنة " ، ومعنى هذا - عباد الله - أن من تعلّم هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولزم طريقه فإنه بذلك يكون ماضياً في صراطٍ مستقيم وفي طريقٍ قويم يفضي به إلى جنات النعيم.
عباد الله :
ثم إنّ نبينا صلى الله عليه وسلم من كمال نصحه وحسن بيانه لهذا الصراط ضرب الأمثال وأوضح الإسلام وصراطه أتم إيضاح ، وتأملوا في هذا - رعاكم الله - ما رواه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه وغيرهما عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( إن الله ضرب مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَتَفَرَّجُوا وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ )) ،.
تأمل - أيها المؤمن –
هذا الحديث العظيم والمثل الجليل الذي بيّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم مَثَل صراط الله المستقيم ؛ فإن مثل صراط الله المستقيم مثلَ طريق طويل على يمينه وشماله جداران ممتدان بامتداد الطريق ، وفي الجدارين أبوابٌ كثيرة مفتحة عن يمينه وعن شماله ، وهذه الأبواب ليس لها أقفال ولا مفاتيح وإنما عليها ستائر فقط ، عليها ستور مرخاة ، وهذه الأبواب تفضي لمن دخلها إلى الحرام ، وهذه الأبواب لا تحتاج عند دخولها إلى وقتٍ ومعالجةٍ وبذل مشقة فإنها ليس عليها إلا ستارة ، والسِّتارة إذا كانت على الباب لا تكلِّف الداخل شيئا فإنه يدفعها بكتفه ويدخل سريعاً ، وفي هذا إشارة - عباد الله - أن الدخول على الحرام له أبواب كثيرة وعديدة عن يمين المرء وعن شماله ، وهذه الأبواب دخولها لا يكلف المرء مشقة ولا يأخذ منه وقتًا ؛ ينحرف يمنة أو ينحرف يسرة فإذا بنفسه خارجَ الصراط ، ثم إن هذه الأبواب عليها دعاة من شياطين الإنس والجنّ يدعون إليها ليَحْرِفوا بمن استجاب لهم إلى الهاوية إلى حيث النار - أعاذنا الله وإياكم منها - .
وأثر ابن مسعود المتقدم فيه توضيحٌ وبيان لهذا المقام ؛ فعندما سُئل عن صراط الله المستقيم قال : " تركنا رسول الله صلى اله عليه وسلم في أدناه ، وطرَفُه الآخر في الجنة ، وعلى يمنته ويسرته جوادّ -أي طرق- وعلى هذه الجوادّ رجالٌ يدعون إلى الدخول إليها ، فمن دخل في شيء منها أفضت به إلى النار ، ومن سار على الصراط المستقيم أفضى به إلى الجنة ".
عباد الله :
ويوم القيامة يُنصب صراطٌ مستقيم على متن جهنم ويُومر الناس بالمرور من فوقه ، ويتفاوتون في قوّة مرورهم وضعفه بحسب قوة سيرهم على الصراط في هذه الحياة الدنيا ؛ فمن الناس يوم القيامة من يمر على الصراط كالبرق ، ومنهم من يمر كأجاويد الخيل ، ومنهم من يمر كركاب الإبل ، ومنهم من يمر جريا ، ومنهم من يمر مشيا، ومنهم من يمر على الصراط زحفا ، ومن سوى هؤلاء يُكَرْدسُون في نار جهنم لأنهم تعثّروا في سيرهم على الصراط في هذه الحياة الدنيا وأخذوا عنه ذات اليمين وذات الشمال . والواجب عل العبد المؤمن أن ينصح لنفسه بالسير على هذا الصراط بأن يسير عليه سيرا قويما لا ينحرف عنه يمينا ولا شمالا كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في معنى قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا[فصلت:٣٠] قال: "هم الذين مضوا على صراط الله المستقيم ولم يَرُوغوا عنه يميناً وشمالا رَوَغَان الثعلب" . هكذا الواجب على عبد الله المؤمن .
ثم تأمّل - عبد الله - أهمية القرآن وشدّة الحاجة إليه في المضي على هذا الصراط ؛ فكتاب الله وهكذا سنةُ رسوله عليه الصلاة والسلام فيهما العصمة من الزّلل والأَمَنَة من الانحراف كما قال صلى الله عليه وسلم : (( تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ )). وتأمل أخي المؤمن في هذا المثل ؛ واعظ الله الذي جعله في قلب كل مؤمن ، وذلك – أخي - أن المؤمن حسَن الإسلام إذا أخذت به نفسه يمنة أو يسرة وجد في قلبه وَخْزاً وأَلَما ، فهو لا يرتاح ولا يقرُّ له قرار ولا يهدأ له بال فيرجع سريعاً إلى صراط الله المستقيم ؛ فهذا واعظ الله في قلب كل مؤمن ، إلا أن الإنسان إذا انغمس في الحرام وتمادى في الباطل وانهمك في الملذات والمحرمات تبلّد إحساسه وذهب عنه واعظُه الذي في قلبه ، وهذا هو معنى قول الله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:١٤] .
أسأل الله جلّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يهديني وإياكم إليه صراطاً مستقيما ، وأن يقينا جميعا من الزّلل، وأن يعذنا من الخطل ، وأن يأخذ بنواصينا إلى الخير ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ؛ إنّ ربي لسميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .
الخطبة الثانية :
الحمد الله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان ، وصلى الله وسلم وبارك وأَنْعَم على عبد الله ورسوله ومصطفاه محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين .أما بعدُ عباد الله : اتقوا الله تعالى ، واعلموا أن السعادة في تقواه .
ثم عباد الله :
إن من بيان النبي صلى الله عليه وسلم لصراط الله المستقيم وتأكيده على العناية به وتحذيره من الانحراف عنه ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ((خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، فَقَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ»، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» )) ، فالواجب على عبد الله المؤمن أن يجاهد نفسه في الثبات على هذا الصراط والمضي عليه إلى أن يفضي به الجنة ، وليحذر أشد الحذر من الانحراف عنه ذات اليمين أو ذات الشمال .
والانحراف عباد الله له مسلكان أو طريقان: إحداهما الشهوة ، والآخر الشبهة ؛ فالدخول إلى الحرام إما عن تتبع الشهوات أو الوقوع في الشبهات ، فليحذر العبد من هذين ، وليسأل الله تبارك وتعالى أن يثبته على صراطه المستقيم ، وليسأله جلّ وعلا ثبات قلبه على الإيمان ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ )) .
نسأل الله جلّ وعلا لنا ولكم الهداية إلى الصراط والثبات عليه إلى الممات ، وأن يثبتنا جميعاً على الصراط الذي يُنصب على متن جهنم يوم القيامة ، وأن يجعلنا وإياكم من النار من الناجين ، وللجنة من الداخلين بمنّه وكرمه وجوده وإحسانه فإن ربي سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين .
وصلوا وسلموا رعاكم على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)).
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ؛ أبي بكر الصديق ، وعمر الفاروق ، وعثمان ذي النورين ، وأبي السبطين علي . وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنّا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمِّر أعداء الدين ، اللهم احم حوزة الدين يا رب العالمين , اللهم احم حوزة الدين يا رب العالمين, اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا ربَّ العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى ، اللهم وأعنه على البر والتقوى ، وسدِّده في أقوله وأعماله ، وألبسه ثوب الصحة العافية ، اللهم وفِّقْ جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمةً ورأفة على عبادك المؤمنين .
اللهم آت نفوسنا تقواها ، كها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم إنا نسألك الهدى والسداد ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقوى والعفة والغنى ، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل , اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علِمنا منه وما لم نعلم ، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ، وأن تجعل كل قضاءٍ قضيته لنا خيرا .
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر ، اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا واجعلنا مباركين أينما كنا . اللهم اغفر ذنوب المذنبين من المسلمين وتب على التائبين واكتب الصحة والعافية والسلامة والغنيمة لعموم المسلمين ، اللهم واشف مرضانا ومرضى المسلمين ، وارحمنا موتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات , اللهم اغفر لنا ذنبنا كله ؛ دقه وجله ، أوله وآخره ، سره وعلنه ، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما آخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت .
اللهم نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدارا ، اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا وأغثنا , اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا غيثاً مغيثا هنيئاً مريئا سحاً طبقا نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين , اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين , اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت ، اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا وأغثنا , اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا وآثِرْنا ولا تؤثر علينا ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلَّم وبارك وأنْعَم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ عبدالرزاق البدر




رد مع اقتباس
قديم 03-08-2016   #63


الصورة الرمزية تعبت أسافر

 عضويتي » 28273
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 06-06-2022 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,779
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » تعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا
خطبة جمعة بتاريخ / 25-10-1424 هـ
الحمد لله الكبير المتعال ، ذي العظمة والكبرياء والجلال والجمال ، له الأسماء الحسنى والصفات العلا والعطاء والنوال ، أحمده حمد الشاكرين ، وأثني عليه ثناء الذاكرين ، لا أحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين ، وقيوم السموات والأرضين ، وخالق الخلق أجمعين ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، وأمينه على وحيه ، ومبلغ الناس شرعه ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله :
اتقوا الله ، فإن من اتقى الله وقاه ، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.
ثم اعلموا - رعاكم الله - أن من مقامات الدين العظيمة ومنازله العالية الرفيعة معرفةَ الرب العظيم والخالق الجليل بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلا وما تعرَّف به إلى عباده في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بل إنّ هذا - عباد الله - أساسٌ من أسس الدين العظيمة ، وأصل من أصول الإيمان المتينة ، وقِوام الاعتقاد وأصلُه وأساسُه .
معرفة الله جل وعلا بمعرفة أسمائه وصفاته ؛ ما أعظمَه من مقام ، وما أجلَّها من منزلة وما أعلاها من رتبة ، حينما يعرف المخلوق خالقه وربه وسيده وموجده ومولاه ، فيتعرف على عظمته وجلاله وجماله وكبريائه ، ويتعرف على أسمائه الحسنى وصفاته العلا على ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
عباد الله :
وكتاب الله جل وعلا فيه آياتٌ متكاثرة ونصوصٌ متضافرة فيها الدعوة إلى معرفة الله ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلا ، وبيان ما يترتب على هذه المعرفة من الآثار الحميدة والنهايات الرشيدة والمآلات الطيبة يقول الله تعالى ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف:١٨٠] ، ويقول الله تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الإسراء:١١٠] ، ويقول الله تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [طه:٨] ، ويقول الله جل وعلا: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر:٢٢–٢٤] .
عباد الله :
بل جاء في القرآن الكريم آياتٌ صريحة ونصوصٌ واضحة فيها الدعوة إلى تعلّم الأسماء والصفات ومعرفتها ومعرفة الله تبارك وتعالى بها ، وفي القرآن الكريم قرابة الثلاثين آية فيها الدعوة إلى العلم بأسماء الله وصفاته كقوله جل وعلا: ﴿ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة:٢٠٩] ، وقوله تبارك وتعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:٩٨] ، وقوله تبارك وتعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ[البقرة:٢٦٧] ، وقوله تبارك وتعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:٢٤٤]، وقوله تبارك وتعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد:١٩] ، وقوله جل وعلا: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا[الطلاق:١٢] والآيات في هذا المعنى كثيرة .
عباد الله :
إن معرفة الله عز وجل ومعرفةَ أسمائه الحسنى وصفاته العظيمة بابٌ شريفٌ من العلم له الأثر البالغُ على من اعتنى به وفهمه ، يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصّحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ )) ؛ تأمل - رعاك الله - هذا الأثر العظيم والنهاية الطيبة لمن أحصى تسعة وتسعين اسماً من أسماء الله فإن مآله بإذن الله إلى دخول الجنة ، وليس المراد - عباد الله - بإحصاء أسماء الله في هذا الحديث حفظ ألفاظها فقط دون علمٍ بمعرفة معانيها ودلالاتها ودون قيام بمقتضياتها وموجباتها ؛ بل المطلوب في الإحصاء - عباد الله - العلم بمعاني أسماء الله مع حفظها وفهمها والقيام بما تقتضيهفهي ثلاثة مراتب:
المرتبة الأولى : حفظها .
والمرتبة الثانية : فهم معانيها .
والمرتبة الثالثة : القيام بالعبوديات المختصة بها.
ومعنى ذلك - عباد الله - :
أنه ما من اسم من أسماء الله جل وعلا إلا وله عبودية مختصة به وهي من موجبات العلم بذلك الاسم ، بل إن لكثير من الأسماء عبوديات كثيرة ، فما أعظم - عبادَ الله - أن يُقبِل العبد على معرفة الله ومعرفة أسمائه وصفاته الواردة في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . ولعلّنا عباد الله نضرب بعض الأمثلة على ذلك يتضح بها المقصود :
يقول الله جل وعلا: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:١١] في هذه الآية الكريمة أخبر جل وعلا عن نفسه بأنه سميعٌ بصير ، وفي آيات كثيرة جاء الإخبار عنه تبارك وتعالى بهذين الاسمين العظيمين . فإذا عرفت - أيها المؤمن - أن الله عز وجل من أسمائه الحسنى السميع فعليك أن تعرف الصفة العظيمة التي دل عليها هذا الاسم العظيم ألا وهي : أن الله عز وجل سميعٌ لجميع الأصوات جل وعلا ؛ يسمع جميع الأصوات عاليها وخافضها ، لا يخفى عليه تبارك وتعالى منها صوت . بل إن العباد - عباد الله - لو وقفوا من زمن آدم إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لو وقفوا جميعُهم في صعيد واحد وسألوا الله عز وجل في لحظة واحدة وكلٌّ منهم يذكر مسألةً خاصة به وبِلُغات مختلفة ولهجات متباينة لسمِع عز وجل أصوات الجميع دون أن يختلط عليه صوت بصوت ولا حاجة بحاجة ولا لغة بلغة ، وانظر ذلك في قوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي المخرَّج في صحيح مسلم حيث يقول تعالى : ((يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ)) .
جاءت المرأة المجادِلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في بيته لتشتكي إلى الله وكانت تجادِل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت عائشة - رضي الله عنها - في البيت فتقول عائشة : ((تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ ، إِنَّ الْمَرْأَةَ لَتُنَاجِي رَسُولَ اللهِ ، أَسْمَعُ بَعْضَ كِلامِهَا وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضٌ إِذْ أَنْزَلَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا[المجادلة:١] )) .
فإذا آمنت - أيها المؤمن - بأن الله عز وجل يسمع صوتك ، يسمع كلامك فكيف يليق بك أن تُسمِع ربك تبارك وتعالى من الكلام ما لا يليق ، ومن الأقوال ما هو باطل !! كيف لا تنشغل بذكر الله وتلاوة آياته وتسبيحه وحمده والثناء عليه تبارك وتعالى ، فلا يسمع منك جل وعلا إلا القول السديد والكلام النافع !! لماذا لا تُحفظ الأقوال ؟ ولماذا لا تضبط الكلمات ؟ أليس الله جل وعلا يسمع كلامنا ويرى مقامنا ويعلم بحالنا !!.
وإذا آمنت - أيها المؤمن - بأن الله عز وجل بصير وأن من أسمائه الحسنى البصير ؛ فآمِن بالصفة التي دل عليها هذا الاسم وهو أن الله عز وجل بصير بجميع المبْصَرَات ، يرى كل شيء سبحانه وتعالى ، يرى جميع المخلوقات وجميع الكائنات من فوق سبع سماوات ، يرى جل وعلا من فوق سبع سماوات دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظُلمة الليل، بل إنه عز وجل يرى جريان الدم في عروقها ، ويرى جل وعلا كل جزءٍ من أجزائها ؛ يرى ذلك جل وعلا من فوق سبع سماوات ، ولو دنوتَ من هذه النملة على هذا الحال والوصف لما رأيتها ، فما أعظم بصرَ الله جل وعلا .
أيها المؤمن :
إذا علمتَ أن الله بصير بك ألا تستحي من الله أن يراك وأنت تعيش في نعمة الله وعطيّته ومنته وفي ملكه سبحانه وتعالى ثم تبارزه بالذنوب والمعاصي والخطايا والآثام !! ألست تعلم بأن الله بصير بك ؛ يراك ويطلع عليك ولا تخفى عليه منك خافية !! .
وهكذا - عباد الله - بقية أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ينبغي علينا أن نُعنى بها فهماً وتدبرا ثم من بعد ذلك قياماً بحقوقها وموجباتها من مراقبة الله عز وجل وخوفه وخشيته والإنابة إليه والإقبال على طاعته ، وقد قال بعض السلف: " من كان بالله أعرف كان منه أخوف ، ولعبادته أطلب ، وعن معصيته أبعد " ؛ وهذا المعنى مذكور في القرآن في قول الله جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر:٢٨] . قال ابن عباس رضي الله عنهما : " أي العلماء بأن الله على كل شيء قدير " . فأنت إذا علمتَ بأسماء الله وقدرة الله وعلمتَ هذا الباب العظيم أثّر في حياتك تأثيراً عظيما وكانت له من الفوائد والآثار والثمار اليانعة ما لا يحصى ولا يعد .
فنسأل الله جلّ وعلا أن يبصِّرنا وإياكم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يهدينا جميعاً سواء السبيل . أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفره يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله عظيم الإحسان ، واسع الفضل والجود والامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد عباد الله : اتقوا الله تعالى .
جاء في الصّحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها : ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِـ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ ؟ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ )) ، وفي رواية قال : ((حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ )) ؛ تأمَّل عبد الله :حبُّ أسماء الله وصفاته العلا يُدخل الجنة ، لأن هذا الحب يحرك في القلوب الإقبال على الله عز وجل والقيامَ بعبوديته وتحقيقَ طاعته والبعد عن نواهيه جل وعلا.
اللهم إنا نسألك حبَّك ، وحب من يحبك ، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك يا ذا الجلال والإكرام .
هذا وصلوا وسلِّموا رعاكم الله على إمام الهداة محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)).اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وارضَ اللهم عن الصّحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين . اللهمّ أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذلّ الشرك والمشركين ، ودمِّر أعداء الدين ، واحمِ حوزة الدِّين يا رب العالمين .
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين . اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعِنه على البر والتقوى ، وسدده في أقواله وأعماله ، وألبسه ثوب الصحة والعافية ، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة . اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رأفة ورحمة على عبادك المؤمنين .
اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها . اللهم إنا نسألك الهدى والسداد ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ، اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ، والفوز بالجنة والنجاة من النار . اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا .
اللهم أصلح ذات بيننا ، وألِّف بين قلوبنا ، واهدنا سبل السلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقوّاتنا وأزواجنا وذرياتنا واجعلنا مباركين أينما كنا . اللهم وفقنا لما تحب وترضى وأعنا على البر والتقوى ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين يا ذا الجلال والإكرام . اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
عباد الله :
اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم )وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ( .
الشيخ عبدالرزاق البدر




رد مع اقتباس
قديم 03-08-2016   #64


الصورة الرمزية تعبت أسافر

 عضويتي » 28273
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 06-06-2022 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,779
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » تعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




الْهِــدَايَـــةُ مِـــنَّــــــــةٌ إِلَاهِـــيَّـــة
خطبة جمعة بتاريخ / 9-8-1433 هـ
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله :
اتقوا الله تعالى وراقبوه جل في علاه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه . وتقوى الله جل وعلا : عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب الله ، وتركٌ لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله .
أيها المؤمنون عباد الله :
إن الهداية منَّة الله جل وعلا وفضله على من شاء من عباده {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الحج:54] ، { وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }[الحديد:29] والأمر لله جل وعلا من قبل ومن بعد ، له الملك وبيده الأمر ، ومن هداه الله فلا مضل له ومن أضلَّ فلا هادي له ، فالهادي هو الله وحده لا شريك له ، وإن الإنسان مهما بلغ مكانةً ومنزلةً وفضلاً ونُبلا لا يملك هدايةً لأحد وإن كان أقرب قريب وأفضل حبيب .
أيها المؤمنون :
إنَّ استشعار المسلم لهذا المقام العظيم يقوِّي صلته صدقاً بالله جل وعلا والتجاءً إليه وحده وإخلاصاً في الدعاء والطمع والرجاء ، ومن أسماء ربنا جل في علاه الحسنى « الهادي » كما قال الله تبارك وتعالى: {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}[الفرقان:31] وكما قال الله جل وعلا :{وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، والهادي من أسمائه ، دلالته أنَّ الهداية كلها بيده ، فلا حصول هداية لعبد ولا نجاة من ضلال ولا ثبات على حق وهدى إلا بأمر الله جل في علاه وإذنه ، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى : ((يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ)) ومعنى «اسْتَهْدُونِي» أي اطلبوا مني وحدي الهداية ، لأن الهداية بيده وحده سبحانه .
عباد الله :
وحرْص العبد مهما علا مقامه وبلغت منزلته على هداية أحدٍ من الناس مهما كانت قرابته وشأنه لن ينال ذلك إن لم يكتب له رب العالمين هداية ، وتأمل في هذا المقام حرص نبينا عليه الصلاة والسلام خير الوجهاء وإمام الشفعاء وسيد ولد آدم أجمعين مَن جاهه عند الله أعظم جاه ومنزلته أرفع منزلة ، حرِص أشد الحرص على هداية عمه أبي طالب ولم يظفر صلوات الله وسلامه عليه بما حرص عليه ؛ وتأمل ما رواه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث المسيِّب ابن حزن رضي الله عنه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية جالسان عنده فقال النبي عليه الصلاة والسلام : (( يَا عَمِّ ؛ قُلْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ )) وفي رواية ((أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ)) وهما عنده يقولان له : « يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ » والنبي صلى الله عليه وسلم يعيد عليه (( يَا عَمِّ قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ )) وهما يقولان : «بل على ملة عبد المطلب» ومات وهو يقول : هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله .
واشتدَّ حزن النبي عليه الصلاة والسلام وعظُم ألمه ومصابه وقال في ذلك المقام : (( أَمَا وَاللهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ )) ، فَأَنْزَلَ اللهُ تبارك وتعالى قوله : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}[التوبة:113] ، وَأَنْزَلَ اللهُ تبارك وتَعَالَى فِي أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }[القصص:56] .
تأمل أيها المؤمن !!
رب العالمين يقول لنبيه ومصطفاه وخليله ومجتباه يقول له جل في علاه سبحانه وتعالى :
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } ؛ أي لا تملك هدايةً لمن أحببت مهما كان شأن ومكانة من أردت هدايته . أتدرون من هو عم النبي عليه الصلاة والسلام !! إنه ذلك الرجل الذي كفل النبي عليه الصلاة والسلام منذ كان في السنة الثامنة من عمره إلى ما بعد النبوة بثمان سنوات حيث توفي في ذلك الوقت ، أربعين سنة يحوط النبي عليه الصلاة والسلام ويرعاه وينصره ويشد من أزره ويصد عنه ويدافع عنه ويحميه ، وكان له في قلب النبي عليه الصلاة والسلام مكانةً وله في قلبه محبة طبيعيةً لا شرعية ، وكان حريصاً عليه الصلاة والسلام أشد الحرص على هداية عمه ولكن الأمر بيد الله ولله من قبل ومن بعد .
ومثل هذه الآية قول الله تعالى : { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }[يوسف:103]
أي ولو حرصت على هدايتهم . وفي معناها أيضا قول الله تعالى :
{ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }[البقرة:272]
نعم أيها المؤمنون !!
إن الإنسان مهما بلغ مكانةً ومنزلةً وفضلا لا يملك هداية لأي أحدٍ مهما كان ومن كان فالأمر لله جل في علاه من قبل ومن بعد .
عباد الله :
إن معرفة هذا الأمر واستشعاره والعناية بتأمله وتدبره يقوي في قلب العبد الإخلاص والالتجاء إلى الله وطلب الهداية منه وحده .
أيها المؤمنون :
لنستشعر - رعاكم الله - شدة حاجتنا وعظم ضرورتنا وشدة افتقارنا إلى ربنا سبحانه وتعالى في أن يهدينا إليه صراطاً مستقيما . واللهِ أيها المؤمنون لا يملك أي واحدٍ منا لنفسه ولا لأولاده ولا لأهل بيته ولا لقرابته ولا لكل من يحب لا يملك لهم هدايةً ولو حرص أشد الحرص ؛ فما أعظم فقرنا وأشد حاجتنا وأعظم ضرورتنا إلى ربنا سبحانه وتعالى أن يهدينا إليه صراطاً مستقيما .
أيها المؤمنون :
ولما كانت حاجة العبد إلى هداية الله له وضرورته إلى ذلك أعظم الحاجات وأشد الضرورات افترض الله علينا كل يوم وليلة في أعظم مقامٍ نناجي فيه ربنا في كل صلاة بل في كل ركعة من صلاة أن نسأله الهداية إلى صراطه المستقيم ، وذلك في سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن الكريم ، فأنت أيها المؤمن في كل يومٍ وليلة تقول فرضاً واجباً لازماً متعيِّنًا عليك { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }.
أيها المؤمنون عباد الله :
والهداية التي تطلبها من الله تتناول أموراً عديدة وجوانب كثيرة يجدر بك أن تتأملها :
§فكم من أمور الدين تجهلها ولا تعْلَمُها ؛ فأنت بحاجة إلى هداية الله لك أن تعلم ما لا تعلمه من دينك .
§وكم من أمور الدين تعْلَمها من وجه وتجهلها من وجه آخر ؛ فكم أنت بحاجة إلى أن يهديك الله تبارك وتعالى إلى أن تعْلمها علماً صحيحاً سليما .
§وكم من الأمور - عباد الله - من دين الله تبارك وتعالى يكون علم الإنسان بها على جهةٍ خاطئة أو طريقةٍ مبتدعة أو مسلكٍ آثم أو نحو ذلك ؛ فهو بحاجة إلى أن يهديه الله تبارك وتعالى إلى الحق والصواب فيها .
§وكم من أمور تلتبس على الإنسان ولا يستبين أمرها له ويكون اعتقاده فيها ليس فيه اعتقاد حق أو اعتقاد باطل بل يكون الأمر فيه ملتبساً عليه ؛ فهو بحاجةٍ إلى أن يهديه الله تبارك وتعالى إلى الحق والصواب ، وكان من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام : ((اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)) .
§وكم من الأمور تعْلمها وتعْلم فضلها وعظيم ثوابها عند الله وتجِدُ نفسك لا تقبل عليها فعلاً وعملا وتطبيقا , وكم من الأمور تعلم أن الله نهاك عنها وحرمها عليك ومع ذلك تقع فيها أو تقع في شيء منها ؛ فكم أنت بحاجة إلى هداية الله تبارك وتعالى لك في تجنب ما نهاك عنه وفعل ما أمرك سبحانه وتعالى به .
§وكم من الأمور هداك الله تبارك وتعالى إليها وعرفت الحق والصواب فيها وعملتها وقُمت بها ؛ فأنت بحاجة إلى أن يهديك الله تبارك وتعالى إلى الثبات عليها والبقاء إلى الممات ، والله سبحانه وتعالى يثبت من شاء على الحق والهدى والأمر بيده سبحانه وتعالى ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ[إبراهيم:٢٧] .
§ وكم من الأمور علِمتها وعملت بها واستقمت على فعلها وأنت بحاجة إلى هداية الآخرين إليها لتجمع بين أن تكون هادياً للآخرين مهديًّا في نفسك ، وفي الدعاء المأثور ((اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ))
أيها المؤمنون عباد الله :
إن مقام الهداية والالتجاء فيها إلى الله سبحانه وتعالى وحده أعظم المقامات وأجلُّها والضرورة إلى هذا الأمر علماً وعملاً وتطبيقاً أعظم الضرورات ؛ فنسأل الله عز وجل أن يهدينا جميعاً إليه صراطاً مستقيما ، وأن يصلح لنا شأننا كله ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .
الخطبة الثانية
الحمد لله الهادي وحده لا شريك له يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله :
اتقوا الله تعالى فإن تقواه سعادة المرء وفلاحه في دنياه وأخراه .
أيها المؤمنون عباد الله :
ويتأكد في هذا المقام أمران عظيمان ومطلبان جسيمان :
- الأول : إقبالك على الله جل وعلا صادقا ؛ تسأله جل في علاه أن يهديك إليه صراطاً مستقيما ، مخلصاً في دعائك ، صادقاً في طمعك ورجائك ، محسناً في التجائك إلى ربك ومولاك .
- والأمر الآخر : أن تجاهد نفسك على الأعمال الصالحات والطاعات الزاكيات والبُعد عن المحرمات والآثام ، فالله جل وعلا يقول : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }[العنكبوت:69] .
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين هذين الأمرين العظيمين في قوله عليه الصلاة والسلام : ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجِزَنَّ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ)) .
أيها المؤمنون عباد الله :
لنكثِر من سؤال الهداية ؛ جاء علي رضي الله عنه إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال : علِّمني دعاء أدعو الله به ؟ قال : ((قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ ، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ ، وَاذْكُرْبِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ )) .
وما أكثر الآثار المأثورة عن رسولنا عليه الصلاة والسلام في سؤال الله تبارك وتعالى الهداية .
نسأل الله العظيم الهادي من يشاء إلى صراط مستقيم أن يهدينا أجمعين وأن يهدي أهلينا وذرياتنا إليه صراطاً مستقيما ، وأن يثبِّـتنا على الهداية ، وأن يعيذنا من الضلال ، وأن يجنِّـبنا سبيل المغضوب عليهم والضالين ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، وأن يصلح لنا شأننا كله ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله .
وصلُّوا - رعاكم الله - على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك فقال :﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)).
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الهداة المهديين ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذلَّ الشرك والمشركين ، ودمِّر أعداء الدين ، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين . اللهم أعنَّا ولا تُعن علينا ، وانصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا ، واهدنا ويسِّر الهدى لنا ، وانصرنا على من بغى علينا . اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين ، إليك أواهين منيبين ، لك مخبتين لك مطيعين . اللهم اهدنا ، واهد بنا ، واهد لنا ، ويسِّر الهدى لنا ، وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين . اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى .
اللهم اهدنا فيمن هديت . اللهم إنا نعوذ بك أن نضِل أو نُضَل ، اللهم أعذنا من سبيل أهل الضلال من سبيل المغضوب عليهم والضالين يا رب العالمين . اللهم اهدنا إليك صراطا مستقيما ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين . اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحب وترضى ، وأعِنه على البر والتقوى ، اللهم اهده إليك صراطاً مستقيما وأصلح له شأنه كله يا ذا الجلال والإكرام . اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم واصرف عنهم شرارهم يا رب العالمين .
اللهم آت نفوسنا تقواها ، زكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها . اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
عباد الله : اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
الشيخ عبدالرزاق البدر




رد مع اقتباس
قديم 03-08-2016   #65


الصورة الرمزية تعبت أسافر

 عضويتي » 28273
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 06-06-2022 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,779
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » تعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




آيات الله في الأرض
خطبة جمعة بتاريخ / 10-1-1424 هـ
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ [سبأ: 1–٢] ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الشكور ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله :
اتقوا الله تعالى ، واعلموا أن تقواه جلا وعلا هي أساس السعادة وسبيل الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة . ثم اعلموا - رعاكم الله - أن الله جلا وعلا دعا عباده في آيات كثيرة في القرآن الكريم إلي التفكر في آياته والتأمل في مخلوقاته الدالة على عظمة خالقها وكمال موجدها وعظمة الرب الجليل سبحانه وتعالى ، كم هي الآيات العظيمة والبراهين الواضحة الدالة على كمال الخالق الرب العظيم سبحانه
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
عباد الله :
وإن من آيات الله العظيمة وبراهينه القويمة الدالة على كمال الرب جلا وعلا هذه الأرض التي نمشي عليها ونسير في فجاجها ، كم فيها - عباد الله - من البراهين الدالة على كمال الخالق وعظمة الموجد سبحانه وتعالى ، يقول الله جلا وعلا : ﴿ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ [الجاثية:٣] ، ويقول جلا وعلا: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ [الذاريات:٢٠] ، ويقول جلا وعلا:
﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [الغاشية:١٧-٢٠]. ما أعظمها - عبادَ الله - من آية دالة على كمال الخالق جلا وعلا ؛ هذه الأرض - عباد الله - لم يوجدها عز وجل لعباً وهملاً وباطلا ؛ تنزه ربنا عن ذلك وتقدس جل شأنه ، بل إنه جلا وعلا وضعها للأنام وسخرها لهم وأوجد فيها من النعم ما لا يعد ولا يحصى ليطيعه الأنام عليها ﴿ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:١٠–١٣]
عباد الله :
ومن آيات الله العظيمة في الأرض إمساك الله جلا وعلا لها أن تزول وإقامته لها من أن تسقط وتقع ، يقول جلا وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا [فاطر:٤١] ويقول جلا وعلا: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ [الروم:٢٥]تبارك الله ، ما أعظمها من آية إمساكه لهذه الأرض من السقوط والوقوع والـهُوِيُّ ، إنها لآية عظيمة دالة على كمال الخالق الجليل والرب العظيم . ثم إنه جلا وعلا ثبّت هذه الأرض وأرساها بالجبال يقول جلا وعلا: ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ [النحل:١٥]، ويقول جلا وعلا: ﴿ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا [النازعات:٣٢].
فما أعظمها من آية !!
هذا التثبيت للأرض من الزوال والتزلزل والهوي بهذه الجبال العظيمة الصم الصّلاب الراسخة التي جعلها الله عز وجل أوتادا للأرض تثبتها ، ثم إنه جلا وعلا مدَّ هذه الأرض وبسطها لعباده ليتمكنوا من العيش فيها والسير في فجاجها يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا [نوح:١٩]، ويقول جلا وعلا:
﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [الملك:١٥]، فما أعظمها - عباد الله- من آية دالة على كمال الخالق جلا وعلا:
﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا [ق:٧] ؛ مدها جلا وعلا وبسطها وجعل فيها السبل ليسير العباد في أكنافها ويمشوا في فجاجها طلباً لرزق الله وسعياً في الحصول على نعمة الله ، فما أعظمها عباد الله من آية دالة على كمال الخالق جلا وعلا .
عباد الله :
ومن آيات الله العظيمة في هذه الأرض أنك ترى الأرض خاشعة وتراها هامدة لا زرع فيها ولا نبات فيُنزل عليها الرحمن جلا وعلا الماء فتهتز وتربو وتُنبت من كل زوج بهيج ، إن هذه - عباد الله لآية - دالة على كمال الخالق وأنه الإله الحق وأنه على كل شيء قدير ، يقول جلا وعلا:
﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ [الحج:٥–٧] .
ومن عظيم آيات الله عز وجل في الأرض :
أن القِطع المتجاورات المتماثلات في الهيئة يُنزل الرب جلَّ وعلا عليها الماء فتُنبت أنواعاً من الزروع مختلفةً في الهيئات وفي الأشكال وفي الطعم وفي المنظر مع أنها سُقيت بماء واحد ونبتت على أرض واحدة !! ما أعظمها من آية - عباد الله - يقول الله جلَّ وعلا: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ[الرعد:٤].
عباد الله :
وإن من عظيم آيات الله في الأرض أن جعلها قرارا للعباد ساكنةً مطمئنة ليست رَجْراجَةً متكفِّئة وإنما ثبتها وجعلها قرارا كما قال الله عز وجل : ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا [غافر:٦٤]أي مستقِرَّةً ساكنة تمشون عليها مطمئنين ليست مهتزّة من تحت أرجلكم ولا متزلزلة وليست بأرض رجراجة ـ فما أعظمَها عباد الله من آية.
واعتبر عبد الله بما يُحدِثه جلَّ وعلا في بعض الأوقات على أجزاءٍ من الأرض من زلازل ؛ تتحرك الأرض من تحت الناس فلا يَقَرُّ لهم قرار ولا يهدأ لهم بال ولا يهنئون بعيش ، بل إن اهتزازها إذا اشتد وعظم أهلكت من يمشي عليها ، ولعلنا سمعنا قريبا ما حدث في بعض الديار وفي ليلةٍ واحدة هلك أكثر من ثلاثين ألفَ نفْسا ، هلكوا في ساعة واحدة وماتوا موتة نفس واحدة ؛ بيوتهم تهدمت ، زروعهم هلكت الذي يمشون عليها ، هلكوا عن بكرة أبيهم إلا قليلا منهم ، هذه آية عباد الله تدل على عظمة الخالق جلَّ وعلا وأنه على كل شيء قدير ، ولا يغيب عن بالنا قول الله جلَّ وعلا: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا[الإسراء:٥٩] ، إن هذا - عباد الله - فيه عظةٌ للعباد وعبرةٌ ليتذكروا عظمة الخالق الجليل وكمال المبدع العظيم وقدرته على كل شيء ، أفلا تذكرنا - عباد الله - نعمة الله علينا بثبات هذه الأرض التي نمشي عليها وقرارها وسكونها ؛ أرض ثابتة ليست متزلزلة من تحتنا ولا متحركة ، تفكروا عباد الله لو أن هذه الأرضَ التي نمشي عليها لو تزلزلت وتحركت كيف يكون الشأن في الناس ؟ وكيف يكون الشأن في البيوت والزروع وفي المصالحوالأعمال ؟ إن كل ذلك عباد الله يتعطل ولا يُنتفع منه بشيء ولا يهدأ للناس بال .
لنتفكر في هذه الآية العظيمة ولنقبل على الخالق الجليل جلَّ وعلا ولنستفد من عتابه لعباده كما قال بعض السلف رحمهم الله عندما اهتزت الأرض في زمانه ؛ قال للناس : " إن هذا ربُّكم يستعتبُكم " ؛ أي يطلب منكم أن تعودوا إليه وتنيبوا إليه وتتذكروا عظمته وأنه خلقكم لطاعته وعبادته ، جاء في بعض كتب السير أن الأرض اهتزت في المدينة في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقام وخطب الناس ووعظهم وذكَّرهم وكان فيما قاله لهم : " إن عادت إلى هذا لا أساكنكم فيها " .
فلنتب عباد الله إلى الله ، ولنتذكر نعمة الله ومنته جلَّ وعلا علينا في هذه الأرض التي خلقنا وأوجدنا عليها لنمشي عليها مطمئنين ، ولله طائعين ومنه تبارك وتعالى خائفين ، وعلى عبادته مقبلين ، ولرحمته راجين . اللهم وفقنا لما تحبه وترضى و أعنا على البر والتقوى ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين , اللهم اجعلنا من عبادك المتعظين المعتبرين ، واجعل لنا فيمن ابتليتهم من عبادك عظة وعبرة ، ولا تجعلنا لغيرنا عظة وعبرة , اللهم اهدنا سواء السبيل وأعنا يا ذا الجلال والإكرام ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين . أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
الحمد الله عظيم الإحسان ، واسع الفضل والجود والامتنان ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد عباد الله اتقوا الله تعالى.
عباد الله :
لنتفكر في شأن هذا الإنسان الذي يمشي على هذه الأرض ما شأنه بها ؟ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا﴾ [نوح:١٧-١٨] ؛ إن هذا الإنسانَ أُنبِتَ من الأرض لأن أبينا آدم خُلق وذريتُه في صلبه من تراب ، فالله جلَّ وعلا أنبت الناس من الأرض نباتا ثم يعيدهم فيها ، عندما يموت كل واحد مآله إلى الدفن في الأرض فالله جلَّ وعلا جعل الأرض كفاتا للأحياء من الناس والأموات ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا [المرسلات:٢٥-٢٦]فهي كفات لهم عليها يمشون ويسكنون في حياتهم وفي بطنها يودَعون ويدخلون بعد مماتهم ، ﴿ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا﴾ [ نوح:18] ؛ وذلك البعث والنشور يخرج الناس من الأرض للقيام بين يدي رب العالمين ليجزيهم ويحاسبهم على أعمالهم في هذه الأرض ، هل كانوا يمشون عليها مطمئنين بعبادة الله خاشعين ممتثلين بأوامر الله كما قال الله عن عباد الرحمن ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا [الفرقان:٦٣] ؟ أم أنهم كانوا يمشون على الأرض بالفساد والعتُوِّ والتجبُّر والطغيان , فالحساب يوم القيامة أمام الله جلَّ وعلا يحاسب الناس ويجازيهم على أعمالهم على هذه الأرض ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ [إبراهيم:٤٨].
فأعِدُّوا - عباد الله - لذلك اليوم عدته بطاعة الله وامتثال أوامره سبحانه وتعالى والاستعداد بالوقوف بين يديه ، فالكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني , وصلوا وسلموا رعاكم الله على خير من مشى على الأرض محمد بن عبد الله صلواته الله وسلامه عليه .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ؛ أبي بكر الصديق ، وعمر الفاروق ، وعثمان ذي النورين ، وأبي الحسنين علي . وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين , اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين , اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعنه على البر والتقوى , اللهم وألبسه ثوب الصحة العافية وارزقه البطانة الصالحة الناصحة , اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .
اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها , اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى, اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر , اللهم وفقنا لما تحب وترضى وأعنا على البر والتقوى ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ، اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام وأخرجنا من الظلمات إلى النور وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأموالنا وأزواجنا وذرياتنا واجعلنا مباركين أينما كنا . اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله أوله وآخره سره وعلنه .
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات , اللهم اغفر ذنوب المذنبين من المسلمين وتب على التائبين واكتب الصحة والعافية والسلامة لعموم المسلمين , اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفّس كرب المكروبين ، اقض الدين عن المدينين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين ، وارحمنا موتانا وموتى المسلمين .
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين , اللهم اسقنا وأغثنا , اللهم اسقنا وأغثنا , اللهم اسقنا وأغثنا , اللهم إنا نسألك غيثاً مغيثا هنيئاً مريئا سحاً طبقا نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل , اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين , اللهم أعثنا قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر , اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلا إليك , اللهم اسقنا وأغثنا , اللهم اسقنا وأغثنا , اللهم اسقنا وأغثنا . وآخر دعوانا أن الحمد رب العالمين ، وصلى الله وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الشيخ عبدالرزاق البدر




رد مع اقتباس
قديم 03-08-2016   #66


الصورة الرمزية تعبت أسافر

 عضويتي » 28273
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 06-06-2022 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,779
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » تعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




الله الشّافي لا شفاءَ إلا شفاؤه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه وصفيُه وخليله وأمينه على وحيه ومبلغُ الناس شرعه ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله :
اتقوا الله جل وعلا ، واعلموا رحمكم الله أن تقوى الله جل وعلا هي خير زاد يبلغ إلى رضوان الله ، وفي هذا يقول الله تبارك وتعالى : ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة: ١٩٧] .
عباد الله :
إنَّ من أسماء الله الحسنى الثابتة في السّنة النبويّة اسمَ الله ( الشافي ) ، ففي «الصّحيحين» عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللهمّ ربَّ النّاس، أَذْهب الباسَ، واشفِه وأنت الشّافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سَقَمًا».
ومعنى الشّافي أيها المؤمنون :
أي الذي منه الشفاء، شفاءُ الصدور من الشبه والشكوك والحسد والحقد وغير ذلك من أمراض القلوب، وشفاءُ الأبدان من الأسقام والآفات، ولا يقدر على ذلك غيره، فلا شفاء إلَّا شفاؤه، ولا شافي إلا هو، كما قال إبراهيم الخليل ؛: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٨٠ [الشعراء: 180]،أي: هو وحده المتفرِّدُ بالشِّفاء لا شريكَ له، ولذا وجب على كلِّ مكلَّفٍ أن يعتقد عقيدةً جازمة أنه لا شافي إلا الله، وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا شافي إلَّا أنت».
ولهذا فإنَّ من أحسن الوسائل إلى الله جلّ وعلا في طلب الشفاء من الأسقام والأمراض التوسلَ إليه بتفرُّده وحده بالربوبية وأنَّ الشفاء بيده وحده، وأنه لا شفاء لأحد إلا بإذنه، فالأمر أمره، والخلق خلقه، وكل شيء بتصريفه وتدبيره، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله.
أيها المؤمنون وقوله صلى الله عليه وسلم:
«أذهب الباس» أي: أزِل السقم والشدَّة والمرض، ولفظه في حديث أنس: «اللهم ربّ الناس مذهب الباس»، وفي هذا توسُّل إليه سبحانه بأنه وحده المذهبُ للبأس، فلا ذهاب للبأس عن العبد إلَّا بإذنه ومشيئته سبحانه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «واشفه أنت الشافي» فيه سؤال الله الشفاءَ، وهو العافية والسلامة من المرض؛ متوسلا إلى الله y بهذا الاسم العظيم الدالِ على تفرده وحده بالشفاء، وأن الشفاء بيده.
وقوله صلى الله عليه وسلم : «لا شفاء إلَّا شفاؤك» فيه تأكيدٌ لهذا الاعتقاد وترسيخٌ لهذا الإيمان، وإقرارٌ بأن الشِّفاء لا يكون إلَّا مِنَ الله y، وأنَّ العلاج والتداوي إن لم يوافق إذنًا مِنَ الله بالعافية والشفاء فإنه لا ينفعُ ولا يجدي.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «شفاءً لا يغادر سقما» أي: لا يُبقي مرضًا ولا يخلِّف عِلَّة.
عباد الله :
واعتقادُ العبد وإيمانُه بأنَّ الشافي هو الله وحده، وأن الشفاء بيده ليس مانعا من بذل الأسباب النافعة بالتداوي وطلب العلاج وتناولِ الأدوية المفيدة، فقد جاء عن النبي ح أحاديثُ عديدةٌ في الأمر بالتداوي وذكرِ أنواع من الأدوية النافعة المفيدة، وأن ذلك لا ينافي التوكلَ على الله واعتقادَ أنَّ الشفاء بيده.
فقد روى البخاري في «صحيحه » عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء».
فتضمَّنت هذا الحديث أيها المؤمنون إثباتَ الأسباب والمسبَّبَات، والأمرَ بالتداوي، وأنه لاينافي التوكلَ على الله سبحانه وتعالى؛ لأن حقيقةَ التوكلِعلى اللهاعتمادُ القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفعِ ما يضره في دينه ودنياه، ولابد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب النافعة، فكما أن دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب لا ينافي الإيمان بقوله: ﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴿٧٩ [الشعراء: 79]، فكذلك دفع المرض بالعلاج النافع والدواء المفيد لا ينافي الإيمان بل لا تتم حقيقة التوكل إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضياتٍ لمسبَّباتها قدرا وشرعًا، والتي تعطيلها قدحٌ في التوكّل نفسه.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : «لكلّ داء دواء» تقوية لنفس المريض والطبيب، وحثٌّ على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه والبحث عنه، وقد كان من هديه ح فعل التداوي في نفسه، والأمرُ به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، وينظر هديه ح في ذلك مبسوطًا في فصل بعنوان «الطبّ النّبويّ» من كتاب «زاد المعاد في هدي خير العباد» للعلامة ابن القيم :.
ثم إنَّ الواجب على العبد أن يعرف فيما يتعلَّق بالأسباب أمورًا ثلاثة:
أحدها: أن لا يجعل منها سببًا إلَّا ما ثبت أنه سببٌ شرعًا أو قدرًا.
ثانيها: أن لا يعتمد العبد عليها، بل يعتمد على مسبِّبها ومقدِّرها مع قيامه بالمشروع منها وحرصه على النافع منها.
ثالثها: أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله وقدره، لا خروج لها عنه، والله تعالى يتصرف فيها كيف يشاء، إن شاء أبقى سببيَّتَها، وإن شاء غيَّرها كيف يشاء؛ لئلا يعتمد العباد عليها، وليعلموا كمال قدرته، وأنَّ التصرف المطلق والإرادة المطلقة لله وحده، كما تقدم في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت الشافي لا شفاء إلَّا شفاؤك».
وأسأل الله العظيم ربَّ الناس مُذهبَ الباس، الشافي الذي لا شفاء إلا شفاؤه، أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين.أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليماً كثيرا .
أما بعد عباد الله :
اتقوا الله تعالى واحفظوا حدود الله وحافظوا على طاعة الله ما دمتم في دار الإمهال والعمل ، وليعلم كلُّ واحد منا أن حفظه في هذه الحياة وحفظه في الحياة الآخرة مرتبطٌ تمام الارتباط بالمحافظة على طاعة الله والتزام أوامر الله ، فمن حفط الله حفظه الله ، ومن اتقى الله وقاه ، فإن الجزاء من جنس العمل .
وصلوا وسلموا - رحمكم الله - على رسول الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم :
(( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)).
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد . وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي . وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واحم حوزة الدين يا رب العالمين .
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين . اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان ، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم . اللهم آت نفوسنا تقواها ، زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها .
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعنه على البر والتقوى وسدده في أقواله وأعماله ، اللهم ووفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة ، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ونعوذ بعزتك ربنا أن نُغتال من تحتنا .
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر ذنوب المذنبين وتب على التائبين واكتب الصّحة والسلامة والعافية لعموم المسلمين . اللهم فرج همَّ المهمومين من المسلمين ونفِّس كرب المكروبين ، اللهم واشف مرضانا ومرضى المسلمين . ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله :
اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،
)وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ( .
الشيخ عبدالرزاق البدر




رد مع اقتباس
قديم 03-08-2016   #67


الصورة الرمزية تعبت أسافر

 عضويتي » 28273
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 06-06-2022 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,779
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » تعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



مقاطع صوتية مؤثرة بإذن الله للشيخ عبدالكريم الخضير( 1 )




رد مع اقتباس
قديم 03-08-2016   #68


الصورة الرمزية تعبت أسافر

 عضويتي » 28273
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 06-06-2022 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,779
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » تعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



مقاطع صوتية مؤثرة بإذن الله للشيخ عبدالكريم الخضير( 2 )




رد مع اقتباس
قديم 03-08-2016   #69


الصورة الرمزية تعبت أسافر

 عضويتي » 28273
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 06-06-2022 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,779
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » تعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




هل أسماء الله تعالى الحسنى تسعة وتسعون اسماً فقط ؟ أم أنها أكثر من ذلك .
الحمد لله
روى البخاري (2736) ومسلم (2677)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
استدل بعض العلماء (كابن حزم رحمه الله) بهذا الحديث على أن أسماء الله تعالى محصورة في هذا العدد . انظر : "المحلى" (1/51) .
وهذا الذي قاله ابن حزم رحمه الله لم يوافقه عليه عامة أهل العلم ، بل نقل بعضهم (كالنووي) اتفاق العلماء على أن أسماء الله تعالى ليست محصورة في هذا العدد . وكأنهم اعتبروا قول ابن حزم شذوذاً لا يلتفت إليه .
واستدلوا على عدم حصر أسماء الله تعالى الحسنى في هذا العدد بمارواه أحمد (3704)
عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا . فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ : بَلَى ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا .
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (199) .
فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ) دليل على أن من أسماء الله تعالى الحسنى ما استأثر به في علم الغيب عنده ، فلم يطلع عليه أحداً من خلقه ، وهذا يدل على أنها أكثر من تسعة وتسعين .
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (6/374) عن هذا الحديث :
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اهـ .
وقال أيضاً (22/482) :
قَالَ الخطابي وَغَيْرُهُ : فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَسْمَاءً اسْتَأْثَرَ بِهَا وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : ( إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) أَنَّ فِي أَسْمَائِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ : إنَّ لِي أَلْفَ دِرْهَمٍ أَعْدَدْتهَا لِلصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ مَالُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ .
وَاَللَّهُ فِي الْقُرْآنِ قَالَ : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) فَأَمَرَ أَنْ يُدْعَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُطْلَقًا ، وَلَمْ يَقُلْ : لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى إلا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا اهـ .
ونقل النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم اتفاق العلماء على ذلك ، فقال :
اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حَصْر لأَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , فَلَيْسَ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاء غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ , وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة , فَالْمُرَاد الإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لا الإِخْبَار بِحَصْرِ الأَسْمَاء اهـ .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك فقال :
" أسماء الله ليست محصورة بعدد معين ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك . . إلى أن قال : أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) .
وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلم به، وما ليس معلوماً ليس محصوراً .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء ، لكن معناه أن من أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة ، فقوله (مَنْ أَحْصَاهَا) تكميل للجملة الأولى وليست استئنافية منفصلة ، ونظير هذا قول العرب : عندي مائة فرس أعددتها للجهاد في سبيل الله . فليس معناه أنه ليس عنده إلا هذه المائة ؛ بل هذه المائة معدة لهذا الشيء" اهـ .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/122) .




رد مع اقتباس
قديم 03-08-2016   #70


الصورة الرمزية تعبت أسافر

 عضويتي » 28273
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » 06-06-2022 (01:37 AM)
آبدآعاتي » 1,779
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » تعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond reputeتعبت أسافر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




كيف أثني على الله ؟
كيف أثني على الله ؟
الثناء على الله عَزّ وَجَلّ مِن آداب الدعاء ، فمَن أراد أن يسأل الله شيئا ، فليُقدِّم بين يدي مسألته ثناء على الله ، وتَمْجيدا ، ومَدْحَا ، فإن الله عَزّ وَجَلّ يُحبّ الْمَدْح .
قال عليه الصلاة والسلام :
( لاَ شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَة مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ ). رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية :
(ولا أحَد أحبّ إليه الْمِدْحَة من الله ، فلذلك مَدَح نفسه) .
ولذا يُشْرَع مُدْح الله عزّ وَجَلّ والثناء عليه قبل الدعاء وقبل سؤال الحاجات .
قال ابن مسعود رضي الله عنه :
كُنْتُ أُصَلّي والنبيّ صلى الله عليه وسلم وأبُو بكرٍ وعُمَرُ معه ، فلما جَلَسْتُ بَدَأْتُ بالثناءِ على الله ، ثم الصّلاةِ على النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ثم دَعوْتُ لنَفْسِي ، فقال النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (سَلْ تُعْطَهْ . سَلْ تُعْطَهْ ).
رواه الترمذي ، وقال : حسنٌ صحيح . وأخرجه بنحوه : الإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والنسائي في الكبرى . وصححه الألباني والأرنؤوط .
وعن فَضَالَة بن عُبَيْدٍ صَاحِب رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قال :
سَمِعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رَجُلاً يَدْعُو في صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجّدِ الله وَلَمْ يُصَلّ عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (عَجِلَ هَذَا ). ثُمّ دَعَاهُ فَقَالَ - لَهُ أوْ لِغَيْرِهِ - : (إذا صَلّى أَحْدُكُمْ فَلْيبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبّهِ وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمّ يُصَلّي عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، ثُمّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شاء ). رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن خزيمة والحاكم ، وصححه على شرط مسلم ، ورواه ابن حبان . وصححه الألباني والأرنؤوط .
ومِن الثناء على الله عَزّ وَجَلّ ذِكْر عادته تبارك وتعالى مع عِباده ، وكَرَمِه وجُوده ، وعظيم فضله وامتنانه عليهم ، ولذلك لِمّا دعا زكريا عليه الصلاة والسلام قال :
(رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) .
ومِن ذلك :
ذِكْر عادة الله تعالى مَع مَن دَعاه مُخلِصا ، وأنه لا يَردّ الدّاعي صِفرا خائب اليدين .
قال عليه الصلاة والسلام :
( إِنّ رَبّكُمْ تَبَارَكَ وتعَالى حَيِيّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُما صِفْرا خائبتين ).
رواه أبو داود والترمذي وحسّنه ، وابن ماجه وابن حبان ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : سنده جيد . اهـ . وهو حديث حسن .
ورواه الإمام أحمد موقوفا على سلمان رضي الله عنه . ومثله لا يُقال مِن قَبِيل الرأي .
وروى ابن أبي الدنيا مِن طريق زافر بن سليمان عن يحيى بن سليم ،
بَلَغَه أن ملك الموت استأذن ربه أن يُسَلِّم على يعقوب عليه السلام ، فأذن له ، فأتاه فسلم عليه ، فقال له : بالذي خلقك، قبضت روح يوسف؟ قال : لا ، قال : أفلا أعلمك كلمات لا تسأل الله شيئا إلا أعطاك ؟ قال : بلى ، قال : قُل : يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصيه غيره . قال : فَمَا طَلَع الفجر حتى أُتِي بِقَميص يوسف عليه السلام .
وأن يُدْعَى الله عَزّ وَجَلّ بإثبات الحمد له والْمِـنَّة ، وأنه تبارك وتعالى ذو الجلال والإكرام .
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا أوْ قام مِن الليل ليُصلّي أثنى على الله عزّ وَجَلّ بما هو أهله .
ففي الصحيحين من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ :
( اللهم لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهن .
ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومَن فيهن .
ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومَن فيهن .
ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض .
ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنَّبِيُّون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق .
اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكَمْت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخّرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت الْمُقَدِّم وأنت الْمُؤخِّر ، لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك ).
وروى ابن أبي شيبة من طريق عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول :
اللهم تَمّ نُورك فَهَدَيت فَلَكَ الْحَمْد ، وعَظُم حِلمك فَعَفَوْت فَلَكَ الْحَمْد ، وَبَسَطْتَ يَدك فأعطيت فَلَكَ الْحَمْد ، ربنا وَجهك أكْرم الوُجوه ، وجَاهك خير الجاه ، وعطيتك أفضل العطية وأهنأها ، تُطاع ربنا فتَشْكُر ، وتُعْصَى ربنا فَتَغْفِر ، تُجيب المضطر ، وتَكْشِف الضُّرّ ، وتَشْفِي السَّقِيم ، وتُنَجّي مِن الكَرْب ، وتقبل التوبة ، وتغفر الذنب لمن شئت ، لا يَجزي آلاءك أحد ، ولا يُحْصِي نعماءك قول قائل .
ودَعَا رَجُل فقال :
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم . قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب ، وإذا سُئل به أعْطَى .
رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وروى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
رَأَيْتُ وَهْبًا إِذَا قَامَ فِي الْوِتْرِ . قَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَمْدُ الدَّائِمُ السَّرْمَدُ حَمْدًا لا يُحْصِيهِ الْعَدَدُ ، وَلا يَقْطَعُهُ الأَبَدُ ، وَكَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُحْمَدَ ، وَكَمَا أَنْتَ لَهُ أَهْلٌ ، وَكَمَا هُوَ لَكَ عَلَيْنَا حَقٌّ " .
رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
وكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ إِذَا ابْتَدَأَ حَدِيثَهُ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ بِمَا خَلَقْتَنَا وَرَزَقْتَنَا وَهَدَيْتَنَا وَعَلَّمْتَنَا وَأَنْقَذْتَنَا وَفَرّجَتْ عَنَّا ، لَكَ الْحَمْدُ بِالإِسْلامِ وَالْقُرْآنِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْمُعَافَاةِ ، كَبَتَّ عَدُوَّنَا ، وَبَسَطْتَ رِزْقَنَا ، وَأَظْهَرْتَ أَمنَنَا ، وَجَمَعْتَ فُرْقَتَنَا ، وَأَحْسَنْتَ مُعَافَاتِنَا ، وَمِنْ كُلِّ وَاللهِ مَا سَأَلْنَاكَ رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ حَمْدًا كَثِيرًا ، لَكَ الْحَمْدُ بِكُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيْنَا فِي قَدِيمٍ أَوْ حَدِيثٍ ، أَوْ سِرٍّ أَوْ عَلانِيَةٍ ، أَوْ خَاصَّةً أَوْ عَامَّةً ، أَوْ حَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ أَوْ شَاهِدٍ أَوْ غَائِبٍ ، لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى ، وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ " . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
ومِن الثناء على الله تبارك وتعالى أن يُوحَّد الله عَزّ وَجَلّ ، ويُثنَى عليه بأنه لا إله إلاّ هو .
فقد دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . فَقَالَ : (قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ . ثَلاَثًا ).
رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وصح أن رجلا دَعا بهذا الدعاء :
اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الصمد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد سَألتَ الله باسْمِه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب ، وإذا سُئل به أعْطى . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه . وصححه الألباني والأرنؤوط .
ودُعاء الكَرْب الذي دعا به يونس عليه الصلاة والسلام متضمِّن لإفراده تعالى بالتوحيد ، والإقرار الذَّنْب .
قال عليه الصلاة والسلام :
(دَعْوَةُ ذِي النّونِ - إذْ دَعَا وَهُوَ في بَطْنِ الحُوتِ - : لا إلَهَ إلاّ أنْتَ سُبْحَانَكَ إنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ ، فَإِنّهُ لَمْ يَدْعُ بها رَجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيْءٍ قَطّ إلاّ اسْتَجَابَ الله لَهُ ).
رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني .
وأنه سبحانه وتعالى لا يهتِك السِّتْر ، ولا يُؤاخِذ بالجريرة
كَانَ عَلِيُّ بِنُ الحُسَيْن بِمِنى ، فَظَهَرَ مِنْ دُعَائِهِ أَنْ قَالَ :
" كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي ، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي ، فَيَا مَنْ قَلَّ شُكْرِي عِنْدَ نِعَمِهِ فَلَمْ يَحْرِمْنِي ، وَيَا مَنْ قَلَّ صَبْرِي عِنْدَ بَلائِهِ فَلَمْ يَخْذُلْنِي ، وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي وَالذَّنُوبِ الْعِظَامِ فَلَمْ يَهْتِكْ سِتْرِي ، وَيَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَضِي ، وَيَا ذَا النِّعَمِ الَّتِي لا تَحُولُ وَلا تَزُولُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا " .
رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
وقال يُوسُفُ بِنُ الْحُسَيْن :
سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ فِي مُنَاجَاتِهِ : كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ بَارَزْتُكَ يَا سَيِّدِي بِمَا اسْتَوْجَبْتُ مِنْكَ الْحَرَمَانَ ، وَأَسْرَفْتُ بِقَبِيحِ فِعَالِي مِنْكَ عَلَى الْخُذْلانِ ، فَسَتَرْتَ عُيُوبِي عَنِ الإِخْوَانِ ، وَتَرَكْتَنِي مَسْتُورًا بَيْنَ الْجِيرَانِ ، لَمْ تَكْأَفُنِي بِجَرِيرَتِي ، وَلَمْ تُهَتِّكْني بِسُوءِ سَرِيرَتِي ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى صِيَانَةِ جَوَارِحِي ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى تَرْكِ إِظْهَارِ فَضَائِحِي ، فَأَنَا أَقُولُ كَمَا قَالَ الشَّيْخُ الصَّالِحُ : لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
قَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ الأَزْهَرِ :
كَانَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَاضِي أَهْلِ الْكُوفَةِ قَرِيبَ الْجِوَارِ مِنِّي ، فَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ يَقُولُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ : أَنَا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا الضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا الْفَقِيرُ الَّذِي أَغْنَيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا الصُّعْلُوكُ الَّذِي مَوَّلْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا الأَعْزَبُ الَّذِي زَوَّجْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا السَّاغِبُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا الْعَارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا الْمُسَافِرُ الَّذِي صَاحَبْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا الْغَائِبُ الَّذِي أَويْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا الرَّاجِلُ الَّذِي حَمَلْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا الْمَرِيضُ الَّذِي شَفَيْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنَا الدَّاعِي الَّذِي أَجَبْتَهُ فَلَكَ الْحَمْدُ ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا حَمْدًا كَثِيرًا عَلَى كُلِّ حَمْدٍ . رواه البيهقي في " شُعب الإيمان " .
ومِن الثناء على الله عَزّ وَجَلّ : ذِكْر تفرّده بالْخَلْق والأمْر .
روى مسلم من طريق سهيل قال :
كان أبو صالح يأمُرُنَا إذا أراد أحدنا أن يَنام أن يَضطجع على شِقِّه الأيمن ، ثم يقول :
اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ، ومْنْزِل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك مِن شَرّ كل شيء أنت آخذ بِنَاصِيَتِه ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقْضِ عَنّا الدَّيْن وأغْنِنَا من الفقر . وكان يَروى ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأنه تبارك وتعالى بيده مقاليد الأمور ، وخزائن السماوات والأرض ، وأنه أكْرَم الأكرَمِين ، وأجوَد الأجودِين ، وأن يَمينه سحّاء الليل والنهار لا تغيضها نَفَقة ، وأن خزائنه ملأى لا تنفَد .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ :
(ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أُحُدٍ دَيْنًا لأدَّاه الله عنك ؟) قُل يا معاذ :
( اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ، وتَنْزِع الملك ممن تشاء ، وتُعِزّ مَن تشاء ، وتُذِلّ من تشاء ، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير . رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تُعطيهما من تشاء ، وتمنع منهما من تشاء ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك) .
قال المنذري : رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد
وقال الألباني : حَسَن .
ويُثْنَى على الله عَزّ وَجَلّ بأنه خالِق السماوات والأرض ، وأنه الحيّ القيوم ، الذي لا تأخذه سِنة ولا نَوم .
وأنه تبارك وتعالى الذي خَلَق العَرْش العظيم ، وهو ربّ العرش العظيم
ولهذه المعاني وغيرها كانت آية الكرسي أعظم آية ، لتضمّنها هذه المعاني .
وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ :
(لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ).
رواه البخاري ومسلم .
ودَعَا رَجُل فقال :
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم . قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب ، وإذا سُئل به أعْطَى .
(سبق تخريجه)
وأنه جلّ جلاله لا يُعجِزه شيء في الأرض ولا في السماء .
فيقول الداعي مثلا :
يا مَن لا يُعجِزه شيء في الأرض ولا في السماء ..
يا من إذا أراد شيئا قال له كُن فيكون ..
والله تعالى أعلم .




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أَإِلَـٰهٌ, مَّعَ, اللَّـهِ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية