تعرّي

الأن
أقف خارج سطوة الخشية ،
بتحريض من شيطان الرغبة المشاكس ، أقلتني مركبة الجرأة في غفلة من الفطنة
الى مدينة قصائد الفارهة ، المترعة بالجمال ، المسجّاة بالفتنة .
فارغة جيوب معرفتي ، أعاني من هشاشة في عظام الحرف ، تطاردني أمنية البقاء
وَ
بين الفقر والعجز و الحلم الكبير مازلتُ أتخبط .
أنا لمن يعرفني
مشرد تسكع كثيراً في أزقةِ اللاشئ ،
وَ
من فرط التجوال بحثاً عن اللاموجود ،
تشققت كعوب أقدام معرفتهِ.
درويش يحبذ الخروج من صحراء الجهل ، الى مدينة التنوير ،
ممتلئ شبقاً للاِلتحاق بركب القداسة ، ينضح لهفة للطواف بكعبةِ اللذة .
إلا أنه
لا يملكُ مئونة البقاء
من حُسن فكر يدل على ثراء العقل يبقيهِ للعيش ابدَ الدهر في بحبوحة " أهلا "

حقاً
ترددتُ كثيراً قبل تجشم عناء السفر عارياً الا من الجرأة وبصيص أمنية ؛

تقلقني كثيراً فكرة أن الحرف ثرمومتر فكر صاحبه
وتحشرني في خندق الانزواء


::

الكتابة ..
يا رفاق ليس كما يُخْبرُ عنها البوم الاحساس ،
في صور أولية لكاميرا القراءة
أنها :
جنة ورافة ... أطفال مدهشون ... اقراص روحية ...
أصابع بطاطس مقرمشة ... رقايق الذرة الهشة ... قطعةٌ شوكلا ..
فيمتو تُبحر في جوفه مكعبات من الثلج على مائدة الافطار ،
أغنيةُ معجونة بماء نزار ... برتقالةٌ لونها اصفر مذاقها سكر
كرزايةٌ أحمرٌ لونها تسيل لعاب الناظرين ...
اجتماع لعائلة من المكسرات ..
وهلمَ جرا ...

الكتابة ايّها القاري العزيز ...
فحشٌ مهذب نداري عُريّنا منه بوصلة الموسيقية ،
ريخترقياس دقيق لزلزال الفجيعة ،
رحلة واقعية لسبر أغوار الموت ،
زيارة مؤكدة الى قلب جهنم تطوف بك كل مدن العذاب ،
معمل مجهز بـ آلات عالية التقنية ، للتشظي ، التفتت ، الفرم
وفي حجرة صغير جهاز للتبخر و التجمد .
تجربة حقيقة للانسلاخ والتحول الى :
خيط ، ثقب ، جدار ، ببغاء ، حجر ، كرسي ، مسمار صدئ , كومة قش
او حتى شجرة غبية بـلا أكتاف .

الكتابة ..
هي تجانس كيميائي للحبر والفكر لتكوين ملح النطرون واستخدامه في تحنيط الوجع حيَّا .

::
الكتابة ...التعاسة في سيناريوهات عدة .


القلم..
أشبه بوحش ينقض على الكاتب أثناء مزولته مهنة التهريج في سرك الحياة ،
لص محترف يسرق ملفات الوجع من خزينة الذاكرة .
و
أنا في ميدان الكتابة كـ أعرج يخوض سباقاً

نقطة نظام ..
وحدي من قصدت


الى لقاءٍ قريب ان شاء الله
بقلم
محمد بن هاشم او مشروع انسان