08-02-2016
|
|
روتين
يَقف أمام المرآة ,كُل يوم بعد أن يستيقظ , لكنه على غير عادته هذا الصباح ,يتأمل ملامحه كما لو أنه لأول مرةٍ يراها , يتحسس وجهه ,يمسح صفحة هامته بِكف يَده , ثم يُمسد شارِبه الكثيف ..يَتفحص الباقي من شَعرٍ لم يلبس ثوب الشيب
يلوك شفتيه الداميتين ,ثم يغرس أصابعه الناشفة في فروة رأسه ,يهرشه حتى يكاد يَفقأُ نافوخه ,يستفيق شيء ما بداخله
يشُد عُنقه للأعلى مشدوهاً ..يتنفس بعمق ثم يتبعها بشهقةٍ طويلة يُفرغ محتويات المكان من الهواء ويملأُها برئتيه
حتى يَنتفخ صَدره ..فيصبح أقل وزناً من ظِله , لكنه سرعان ما ينفُث كُل ما بِجعبته من حَنق قبل أن يطير ,
فيستدير متوجهاً الى صُنبور الماء , يغتسل , ثم يرتدي ملابسه مُتململاً , يضع في قدمه جورباً فتح الزمن ثًقباً يتنفس
منه إصبعه ,, ثم يغادر ليس آبهٍ بشيء ,,يشتري جريدته اليوميه ..ويشعل سيجارة ..ثم يتوارى في الازدحام بين المَّاره
الى اللقاء
..,, |
|