رواية/ وعندما رأت عيناي عيناك أدركتُ حينها أنك ستشقيني/ البارت الخامس عشر

#1 10-10-2018

بِسـم اللّٰه الرحمٰـن الرحِيـم

لا حولا ولا قُوةَ إلا باللهِ العليِّ العظِيمْ

^^

الُجزء " الخامِـ15ـس عَشر " ...

’

" .. شيءٌ إليـكِ يشدُنِي !! لم أدرِ ما هو منتهـاآه .. يوماً أراه نهايتِي، يوماً أرى فيه الحياه.. "

بعد مُرور ردقائق ليست طويلة ..وهي تقف على شرفة غرفتها أمام الحائط الزجاجي وتنظر للماره من ألاعلى ..

تخيلته على الزجاج، يقف وكعادتة متأنقا مبتسماً لها ، وبإبتسامه حزينه أردفت في قلبها "طيفكَ أكثر منك لباقه عألأقل يجيد الإبتسامه وبتنهيده صاامتـه .. كانت في عينيك شيئاً لا يخون، لست أدري كيف خان!
تضببت الرؤيه أمامها وهي لا تزال تراه! انهمرت دموعها بغزاره وصمت .. يااا اللّٰه أطلبك نسيانه! للهِ أطلبك يا النسيان .. إلا هو يالله لا تضعفني أمامه " إلا هُو " ما أريد أضعف قدامه !،، وإلى هذا اليوم أستند على نفسِي وكأنني أكثرُ الأشياء ثباتاً فاللهم أسألك مزِيدا من القووة ومزيداً من الصبـر ... حنت عُنقها إلى الأسفل وهي تضم نفسها من خوف يُرعش جسدها النحيل .. وبأطراف أصابعها البارده مسحت تلك الدموع الساخنه التي تحرق خدها في كُل مرةٍ تسقط فيهاا ..
فتحت عينيها برعب وهي ترمش بإستمرار! أحست بيدٍ توضع على كتفها من الخلف .. تملكها الخوف .. وليسَ هنالك غيـر الخـووف!!
بنبره هادئه مُتزنه: ما كنت أدري انك راح تخافين كِذا ! ...
شهقت وهي تسترجع ذاك الصوت الرُجولي،، لم تستطع الحراك! تجمدت قدماها حتى الدموع التي همت بالنزول تحجرت !!! حاولت أن تصرخ ولكن صوتها يخذلها هذه المره .. ليست هذه المره وفقط! بل "كالعاده" تحشرجت الغصات أسفل عُنقها تكاد تخنقها ،! تصرخ من أعماق قلبها ولكن صوتها لا يخرج .. تراكمت صرخات الألم الحامضه بين كل خلايا جسدها! صوتها لُجم الأن ..

’

كالـعادة تجلسُ في غرفة " شقيقتها " ... مستلمة فِراشها .. غارقه في مواقع التواصل تُتابع كـ(متابعة ومعجبه) أولاً بأول! آخر أخبار النُجــوم على ت، وتين جالسة فوق سجادةِ الصلاة خاصتها تُرتل آخر الأجزاء من القرآن الكريم بقلبٍ خاشع وصوت مخملي ناعم وجمييل ،!! تُحفها الروحانيـه وأجواء رمضان الرائعه
لين: وتيين
وتين كادت على وشك بدايه سورة جديده إلا مقاطعة لين لها إستغفرت ربها وهي تُردف: إيوه ..
لين بحيره: ما تلاحظين إن راكان له فترة مو مبين على حساباته في توتير ولا الإنستقرام ؟!
وتين برفعة حاجب " ويأتي إسم راكان الذي يعمل مع أخها ليتجدد في زاكرتها ": ومن راكان هذا بعد؟
لين وبنفس نظراتها: وش اللي من راكان !! هذا المنشد اللي ماأدري وش جنسيته
وتين وهي تتزكر: أهااااااا .. إي والله كنه مختفي
لين: ههههههههه من مُتى ما تدرين عن أخباره شي؟
وتين: عاد مع هالعكه اللي بالبيت ما عدت أفتح جهازي من الأساس
لين: والله أشتقنا له
وتين "تُريد تتضيع الموضوع ": حنا مو برمضان؟
لين بعدم إستيعاب: إلا برمضان! وش هالسؤال اللي ماله موقع من الإعراب هذا
وتين: هههههههههه مو يقولون كِذا يا السماجه ههههههههههه،، أقول رُوحي على غرفتك وراجعي لك شويه قرآن لّين وقت الأذان
لين وهي تقفز من فوق السرير متجهةً إلى غرفتها وبضحكه خافته: ههههههه واللّٰه ماكو سامج غيرك ...

،

تأفأف وهو يضعُ هاتفه على الطاوله ويستند عليها .. أرجع خصلات شعره القصيره إلى الخلف وهو يتنهد، منزعج أكثر منهم من تصرفه .. لم يكن بهذا المِزاج الحاد أبداً ولو تراكمت عليه الخيبـات .. والله لم أكن بهذا المِزاج!! يُريد أن يعتذر منه ولكن لم يُحالفه الحظ .. أكثر شخص قابله وفهمه من أول وهله " ضياء " صار يعني له الكثر ،! حتى ولو كان غيره .. نفسه لا ترضى أن تخاصم أحد
تنهد وهو يجلس بأسى، مغمض عينيه .. وطيف الصندوق الخشبي الضخم أصبح يُراوده بإستمرار،، أطلق زفير عالي وهو يُردف: يااااارب ....

’

بجهه أخرى

ممسك به من ياقة ثوبه وهو يدفعه إلى الجدار بقوه،، بشرارة غضب وصوت مُدوي جعل كُل اللي في البيت يقتحمون المكتب: تبي تفضحني؟ تبي الناس تحكي عني شرقي وغربي، ويقولون إبراهيم العتيبي ما عرف شلون يربي ولده اللي وطى راسه بين الخلق؟!!
ضياء بتنهيده وهو يتمالك غضبه: يبه أسمعني
إبراهيم بحدة: ماا أبي أسمع منك ولا حرف زياده! يكفي اللي سمعته من فارس والموظفين،
ضياء وهو يعض شفتيه بقهر: يبه واللي يخليك ويرحم والديك منت فاهم شي ،!! الموضوع من أساسه .....
إبراهيم بمقاطعه:أسكِت!! ما أبي أسمع ولاني أبي أفهم منك شي ... هالطريق يا ضياء أنا حزرتك منه! وقبل لا تكون جمعت ضدي أدله ياللي ما تستحي بتكون رميت نفسك بالخطر، "وبفحيح ويشد قبضتُه أكثر "والله ثُم والله لو حاوط حُولنا كل القوات اللي بالمملكه ما راح تقدرون تسوون لنا شي مِثلكم مثل غيركم وأنت خلك تساعدهم وصدقني ما راح تلقى مُرادك
ضياء بعصبيه: أنت اللي مطيح حالك بالخطر مع ذاك النزل الحقير اللي أنت تساعده ومنت حاسس بنفسك ..
بوضياء يصفقه بقوه ،! لحظة سُكون تحت أنظار مندهشه! متجمده من منظر الكف تحت نظر أم ضياء و لين ووتين المصعوقه مِن كلمات ضياء البذيئه وكيف ينطقها بكل يُسر أمام والدها
بوضياء: والله ماكو نزل وحقير غيرك .. أنا أتشرف فيه أكثر مما أتشرف فيك وأنت ولِيدي! يا قليل الخاتمه
أتت الكلمات كالسهم على مسامع الكل وأولهم ضياء
ضياء وهو يمسح دم شفتيه إثر الضربه ولأنه أرتطم مع الجدار وبنبره هادئه ممتلئه بالخيبات والغبن والقهر: والله ما يهمني لو تتبرأ مني وبيجي اليوم اللي يجون فيه هذول الناس ويقولون عني إني الصح وإني ما قصرت وياك،، صدقني بيجي هاليوم!!
بوضياء بتقرف: بقولها لك في وجهك وللمره الثانيه بعد، اني ما أتشرف فيك ولدي ولا أتشرف فيك إنك من صلبي ولا حتى أتشرف إنك تحمل إسمي! دنسته من فعايلك السوده .. ومن اليوم منت ولدي ولا أعرفك
ضياء وخناجر تُغرس في صدره من اليسار مباشرتاً في قلبه ..تركه وخرج
حنان تركض خلفه وهي تبكي: يمه ضياء تكفى لا تروح .. أرجع والله أبوك من العصبيه ما يقصد
بوضياء: إلا أقصد ونص! خله يروح في ستين داهيه
ضياء رمق والدته بنظره ممتلئه بالخيبه من ناحية والده، فتح الباب بغضب وهو يخرج
حنان صرخت بأقوى ما تملك وهي تجلس على الأرض: أرجع وين بتروح بَ هالحزه ؟ يمه لا تفجعني فيك، الله يآخذها من شركه ما تعرف غير المصايب عسانا نخسر فيها إلا أنت يا ولدي أهم شي أنت!
لين متجمده في مكانها لا ردة فعل سوى دموع تنهمر بغزاره لم ترى عائلتها بهذا الخلاف الحاد من قبل! لم ترى والدها بهذه القسوه والعصبيه لم تعهده هكذا ...!
وتين الواقفه خلفها مصعوقه بما حدث وأفكارٌ ولحاديث تتخبطها من كل الجهات أمسكت لين بقوه وهي تضمها نحوها وترى منظر والدتها المنهاره .. تدرك تماماً ما يقصده والده ولِما الشجار! أو انها بدأت تستوعب الأمر وليس كما تقول والدتها " مصايب الشركه " ليس صحيحاً !....

.

عبدالله: لا لا يمه لا تشيلين همْ هي الحمدلله زينه وأمورها تِسر
صوفيا بقلل على حال بنتها: يعني شِفتها وتطمنت عليها طيبه طيبه ؟!!
عبداللّٰه بتنهيده: يمه وش دعوه ؟! لا تعنين ع حالك أقولك إنها ما فيها إلا العافيه
صوفيا: طيب ما محتاجه شي؟ ما نقصها شي؟
عبداللّٰه بمقاطعه: والله عبدالمجيد مو مقصر ولاني قادر أوصل له، ترا والله بديت أستحي منه .. قلت لبنتك ما تاخذ منه المرتب اللي أرسله لها يكفي ويوفي بعد، قالت هو يحولها في حِسابها ع البنك
صوفيا: ما عليه يمه وش تستحي منه؟ الرجال راعي واجب ربي يبارك فيه ويكثر من إمثاله .. وبعدين يمكن يبي يسدد جمايل عبدالملك الله يرحمه، بعد هو ما شاءالله ما كان يقصر مع الكُل! والكل يشهد على فعايله ربي يرزقه الجنه
عبداللّٰه: آاميـن ياارب .. ها يمه ما تبقى على أذان المغرب إلا كم دقايق .. توصني على شي؟
صوفيا وكأن الطمأنينه تسكبُ على قلبها الأن: ما أبي إلا سلامتك يا نظر عيني ..الحمدلله طمنتني ربي يعطيك العافيه ويباركلي فيك ويخليك لي ولأختك ولبنتك دوم سند وظهر ياارب...
عبداللّٰه بإبتسامه من دعوات والدته التي تشرح صدره: اللهم آااميييييين ياارب! ويخليكِ لنا ويبارك في عُمرك أضعاف
صوفيا بتسرع: نسيت أسألك يمه بغيت معها ولا سافرت؟
عبداللّٰه: لا والله يمه أنا الحين رايح على بيت واحد من ربعي بفطر معه وبعد الإفطار طيارتي ع إيطاليـا إن شاءالله
صوفيا بأسى: ليش يمه ما جلست وياها شوي عالقليل تونس وحدتها
عبدالله: والله كان خاطري أجلس معها هاليوم بس تدرِين إن بيتها قريبه منهم لا بارك اللّٰه فيهم ولو درو عني يمكن يسولها سالفه هي في غنى عنها
صوفيا:حسبي الله عليهم!! طيب حبيبي ربي يسهّل طريقك زين ما سويت.. يلا حتى لا أتأخر عليك إنتبه ع نفسك .. بس هاااا كلمني يوم توصل بالسلامه إن شاءاللّٰه لا تخليني أحتري ع ناري وأنا جالسة هِنا!
عبداللّٰه: ههههههههههه إن شاءالله يمه تامرين أمر أنتي كم صوفي عندي أنا
صوفيا: ههههههههههه .. يلا في أمان اللّٰه
عبداللّٰه: في حفظه ...

،

" كيف دخل إلى الشقه وأمي تحمل المفتااح ؟!!! "
هذا ما كان يدور في رأسها
سُلطان: ملاك
ملاك ترتجفُ بالكامل خنقتها العبره ، وصدرها يرتفع ويهبـط بشدّة
سُلطان بتنهيده: ملاك أنا أحاكيك ترا مالي خلق ..
تُريد أن تمنع عيناها من الدموع ولكن لا تستطيع ..سكتت ولاشي غير شهقاتها
سُلطان: لو أدري بس وش تخافين مِنه؟
بكت ، ورأسها للأسفل .. شعرها يغطي وجهها
رفع وجهها وهو يتأمل ملامحها البيضاء الناعِمه وهي تغرق بالدموع، بتنهيدة صبر : لمي أغراضك وخلينا نرجع البيت
شتت أنظارها بعيداً عنه، يكاد جسمها يحترق من نظراته المحرمه لها وهو لا يُبالي بالحرام ! وبلحظة كادت أن تُغير خُطة أباها .. كيف يُمكنها أن تفعل ذلك ؟!! كيف يمكنها أن ترخس كرامتها إلى هذا الحد، والدها لا يهتم لمثل هذه الأمور .. كيف له أن يكلفني بهذه المهمه الصعبه؟ والله أنا أضعف مما تظن! أضعف بكثير من السابق، من أحسست معه في يوم أنه الإنتماء والوطن خدعني وجرفني إلى الهاويه مرةً ثانيه .. أنا أخاف منه! أخاف أن يفعل بي شي
سُلطان بهمس وهو يمد في إسمها: ملااااك .. لِمي أغراضك وخلينا نمشي الوقت تأخر
ملاك بصوت مُرتجف: ما أبغى ..
سُلطان: وش اللي ما تبغينه؟
ملاك بتوتر وهي تبعد عيناها عنه، عينيه تُربكها: أبي أجلس مع أمي شوي
سُلطان برفعه حاجب وإستخفاف يطعن قلبها: ليش أُمك لو جلست وحدها تخاف ولا مالك بيت ؟
ملاك وكلمة " بيت " أربكتها أكثر، زاد توترها لا يريدها أن تنسلخ منه وهي التي لم تنتمي إليه أصلا غير ورقه كاذبه مهمتها زواج مصلحه ،! بلعت عبراتها وهي تنطق برجفه وكلمات متقاطعه: إلا ... بس أمي ماهي موجوده و...
سُلطان بمقاطعه: ما عليه أنا بتصل عليها واخبرها بنفسي أو إذا تبين كلمِيها بنفسك "وهو يخرج " أنتظرك تحت لا تتأخرين
جلست بضعف على الأرض منهاره تبكي بحرقة ..من يسمع همساتها وهمهماتها الأن ؟!! من يدعمها ولو بالقليل من القوه؟ ليس هُناك أحدٌ غير ربها .. مجبره على الذهاب معه تضغط على رغباتها وأختيارتها من أجل أشياء تجهلها ولا تعلم ما الغايةُ منها ..

،

ريهام: يمه ليليا دوشتيني أجلسي شوي
ليليا وهي تدور في الصاله واضعه يدها اليسرى على خِصرها ويدها الأخرى على أُذنها ممسكةً بالهاتف ،: يمه والله قلبي ناغزني يقولي في شي!!
ريهام: مافيها إلا العافيه إن شاءالله، إنتِ بس لا تحاتين
ليليا: اللهم أجعله خير .. بس هي قبل الإفطار كانت تحكي معي إرتبكت وقالت شوي وترجعلي وهاذي صارلها ساعه ما رجعت وأدق لها ما تِردّ ..
ريهام إحتارت ليس كعادتها، وتوترت أكثر من توتر إبنتها: لا يمه حبيبتي تكون نست ولا شي! طيب إتصلي في جوال حنان ولا لِين
ليليا ويزداد توترها أكثر: إتصلت عليهم يمه بس ماأحد يردّ علي ،!!
ريهام بصوتٍ خافت: اللهم أجعله خير .. إذا ما ردو نروح لهم إن شاءاللّٰه
عبداللّٰه وهو نازل الدرج ويدخل هاتفه داخل جيِبه، إنتبهت له ريهام: وين رايح؟
عبداللّٰه: معزوم عالسحور وِيّاا الربع
ريهام برفعة حاجب: عاد وش دعوه كل يومين معزوم يا عند الربع يا مدري إيش
عبداللّٰه: ههههههههه وش فيك يا مرة بتمنعيني أخرج ولا أجلس لك بالبيت أربعه مِثل النسـوان
ريهام بضحكه: محشوم .. لكن من رمضان ما تسحرت معنا إلا مره ولا مرتين وأنا وبنتك يا غافلِين لُهم الله
عبداللّٰه: هههههه يا جاحده أنا اللي صاير ما أجلس معكم، خلص بُكرا نطلع سوا إن شاءاللّٰہ "وهو ينتبه إلا إبنته " وش فيها لِيلي اليوم من نزلت وهي ساكته ما حكت لها كلمه
ريهام بتنهيده طويله: مشغول بالها على وتِين بنت خالتها !!
عم السُكون وليليا وتدورُ في الصاله أحست بصخب داخل أذنيها؛ ضجيج وأصوات مزعجه ! رفعت كفيها بزهج وضعتها على أذنيها بقوه وهي تُغمض عينيها ... كادت أن تسقط !! لولا يدّ والدها
عبداللّٰه بخوف: ليلي وش فيك؟
إستوعبت صوت والدها الذي أتاها غريبا أول الأمر، وبعينين لامعتين بالدموع: هاااا ... لا ولا شي يبه مافيني إلا العافيه، يمكن عشان كنت أدُور؟
عبداللّٰه تنهد وهو يُجلسها جانب والدتها ويُهم بالخروج: إنتبهي على نفسك يبه
جلست وهي تشعر بثقلٍ مفاجئ في رأسها تجهل سببه.. وضعت رأسها على كتفِ والدتها ريهام وهي ترجع خصلات شعر بنتها للخلف وبهدوء: وش تحسين فيه حبيبتي
ليليا بعينين مغمضه: ما أدري يمه؟ لي كم يوم أسمع أصوات غريبه بأذني
ريهام بإستغراب: بسم اللّٰه عليـك يمه تعوذي من إبليس .. ماكو شي إن شاآءالله ولا تحطين مثل هالأشياء براسك
ليليا بهمس: إن شاءالله

،

قطع صيامه مِن الماره اللي يحملون التمر والماء ويوزعونه في الشوارع " فرصه ذهبيه لكسب الأجر وإطعام صايم أجره عند الله درجات " ،!!
يدور في الشوارع ولم يتبقى القليل لأذان الفجر ... لا يعلم اين يذهب؟ مع كل هذا الضيق والقهر لا يتذكر أحد، هو الأن مطرود
أخرج هاتفه الذي يزعجه وقبل أن يرى من المتصّل، رد وبدون نفس: ألو
أتاه صوت راكان القلل وبعصبيه: يخي وين إنت؟ مليت وأنا اتصل عليك ما تردّ علي
عقد حاجبيه لا يتحمل المزيد من الكلمات والعصبيه، ومع صوته أتاه الفرج، وبصوت متعب، مُرهق: شوي وبكون عندك
وقف في إشارة المرور الحمـراء ، وهو يمسك بأسنانهِ سبابته بقوه لا يشعر بها، ما يشعر به الأن موت في إحساسه بعد تلك الصفعه وحديث والده الذي لا يستثاق، تلك الكلمات تقف عنّد حنجرته كالعلقم وصداها يتردد في أُذنيه

،

في غرفة بارده ببـرود من فيهاا ...

ملاك أنزلت رأسها للأسفل، تشعر وكأنه يعلم بما ما يريده منها والدها .. جِسمُها بالكامل يرتجف! تخااف منه جداً، هيبته تخيفها لدرجة أن حروفها تتبعثر .. تجرأت قليلاً لا بُد من محاولة خوض معركه مع السيد سلطان، "وليتها لن تفعل " صمتها وشعورها بالخوف لن ينصرها: وليه تقولي كِذا؟ أنا بس قلت إنك متغير علي
سُلطان بحده: ومين طلب رأيك أصلاً؟ أتغير ولا ماأتغير منو إنتِ لحتى تمشيني مثل ما تبين وبأي حق "وهو يشددّ على كلمته الأخيره "
ملاك أغمضت عينيها من الخوف ولا شي غير شُعور الخوف والإهانه مع سُلطان .. عادت دموعها تنهمر بغزاره، فكها العُلوي يرتطم مع فكها السُفلي .. وهي تشد طرحتها ممسكةً بها على صدرها: أنا بس ...
سلطان بمقاطعه : لا تبسبسين وأسمعيني زين يابنت الصفقي هالحركات ما تمشي معي وما تقولي إني بقوله شي من هنا وشي من هناك راح إكسر رجولته عندي .. "مسك معصمها بقوة " أكره ماأكره أحد يسترخسني و يحاول يتلاعب معاي مفهووم
ما تشعر به الأن يعادل كل الصفعات والخيبات، من غُبن وقهر وذل وأسترخاص لم تشهده من قبل، إزداد صوت بُكائها وهو يبعد يده من يدها، إبتل وجهها بالدموع وخصلات شعرها تناثرت خارج الحجاب .. بصوت متهدج: أنا والله عُمري ماسترخستك ولا حاولت أتلاعب معاك! .. بس طريقة كلامك لي هو اللي يجبرني إني أسوي كِذا، أنا ما أبي أضايقك بشي ولا أزعجك، لكن أنت بأقل شي تعصب.. ماأدري إيش تحسبني وفوق هذا كله تفهمني غلط
سُلطان بتنهيده وهو يغمض عينيه لا يُريد المشاداه معها أكثر، وبهذا الوقت بالذات .. نبرتها تُجبره على السكون وكأنها طفله: ملاك أنا ممكن ما أقدر أفصل بين حياتي اللي بالشغل وحياتي اللي بالبيت، ولما أعصب ماأعرف من قدامي، لكن اللي أبيك تحطينه ببالك إن كل سي يدور حولي أستوعبه وأحلله بالطريقه الصحيحه ولا تناقشيني بهالموضوع ويمكن لاحظتي هالشي فينّي !..
ملاك توترت، وبصوت مُرتجف: إلا .. بس مرات ترجع ومزاجك تمام من الدوام ويوم تدخل تعصب، حتى أنا أتشكك في نفسي إني سويت شي
سُلطان إبتسم على نبرتها الطفوليه وبصوت مُتزن وهادي: طيب إنت ما تتضايقين من الأشياء اللي أقولها وأنا معصب، وما كل شي تفكري فيه صدقيني كِذا بتتعبين
ملاك مع هذا الصوت ترتجف، سالت دموعها بصمت وغزاره كطفلٍ كلما حاولو إرضاءه بشي عاد إلا البُكاء مرة أخرى ....
سُلطان يحاول بقدر الإمكان إخفاء عصبيته بتنهيده وصوتٍ خافت: وش قِلنـا الحين؟ روحي غسلي وجهك " يمد لها الهاتف "وهذا هو الجوال إتصلي في أُمك وطمنيها عليك، يمكن تكون قلقانه الحين وأنا بروح أتروش وأطلع المسجد ما بقى على صلاة الفجر شي ..
ملاك تزداد نبضات قلبها بغير حولٍ منها ولا قوة، رفعت عينيها التي تلمع بالدموع وسرعان ما أنزلتها، لا تقدر عليه عيناهُ تربكها جداً " .. لا تستطيع التحكم به ولا سُلطه أمام سُلطان عليه، هو ذنبُ تطلب من الرحمٰن غفرانه ونسيانه مع الأيام، ولولا الظروف لما كانت هنا وبهذه الحال .. "

.

.

.

نهايـة الـُجزء الـ(15)