الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين .. أما بعد : من العجب كل العجب أن رب العباد يُحرِّم الظلم يقول تعالى : ( وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ)[غافر: 31] وقال تعالى : ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) [فصلت: 46 ] وقال تعالى : ( وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران: 108]، سبحانه لا إله إلا هو ليس بظالم بل هو العدل الحكم . سبحانه حرم الظلم بكل أنواعه لأنه يعلم بخطورة هذا الظلم . سبحانه حرم الظلم بكل أنواعه لأنه يعلم الآثار السيئة المترتبة جراء هذا الظلم . رسولنا صلى الله عليه وسلم قال متحدثاً عن الظلم : وعن جابر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((اتَّقوا الظلم؛ فإنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة) مسلم رسولنا صلى الله عليه وسلم : رسولنا عليه الصلاة والسلام يحذرنا من خطر الظلم . نبينا عليه الصلاة والسلام يحذرنا من الآثار المترتبة على الظلم . وبعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم سلفنا الصالح خافوا علينا وحذرونا من الظلمفقال بعضهم : (إني لأستحي أن أظلم من لا يجد عليَّ ناصرًا إلا الله) (إنَّ الظالم لا يظلم إلا نفسه، فقال أبو هريرة: كذبت، والذي نفس أبي هريرة بيده، إنَّ الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم) (سيعلم الظالمون حقَّ من انتقصوا، إنَّ الظالم لينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب) هل حرصت أيها الظالم على عدم ظلمك لنفسك ؟! هل حرصت أيها الظالم على عدم ظلمك لأهلك ؟! هل حرصت أيها الظالم على عدم ظلمك لمجتمعك ؟! عجباً لأمرك أيها الظالم : رب العزة يخبرك بخطر الظلم رسولنا صلى الله عليه وسلم يحذرك من نتائج الظلم سلفنا الصالح خافوا عليك وأشفقوا فوجهوا لك النصح ومع ذلك تستمر في ظلمك لنفسك وظلم من حولك . لماذا تعاند نفسك أيها الظالم ؟ لماذا تعاند نفسك فتظلمها وتظلم من حولك مع علمك بأنك غير مخلد وبأنك ستلقى حسابك على هذا الظلم ؟! فقط أذكرك بما ينتظرك يوم القيامة بسبب هذا الظلم الذي تسببت به : قال تعالى: (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ) [الحج:71]، قال تعالى: ( أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) [هود:18]، قال تعالى: ( وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ )[الزمر:24]، قال تعالى: ( إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) [الأنعام: 21] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله ليُملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته. ثم قرأ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) [هود: 102])) البخاري أما آن أيها الظالم أن تترك غيك وظلمك ؟! أما آن أيها الظالم أن تعود إلى رشدك ؟! باب التوبة مفتوح أيها الظالم : باب التوبة مفتوح لك إلى أن تغرر الروح فإذا غرغرت فلا توبة لك وأنت لا تعلم متى تغرغر روحك ! بقلمي وحصري لمنتدى قصايد ليل |