غياهب النبضات (الجزء الرابع)

نامت سوسن في منزلها ذلك اليوم ولم تستطع الخروج خوفاً من
أن يتصل بها صاحب الرساله ليستلمها ... وحين توجهت لعملها
و فتحت باب مكتبها ... حتى وجدت هاتفه يرنّ ... لكنها لم تستطع
اللحاق وإجابة المتصل ... وبعد دقيقتين رنّ الهاتف مجدداً
... أهلاً بك أستاذ صلاح (مسئول العلاقات العامة في الشركة)...
هناك أمرٌ جلل سيدتي ... ما الذي حدث؟!
... رئيس الشركة ومدير مكتبه لم يحضرا ... ثم إن الموظفين
بحاجة لإعادة تشغيل جهاز البصمة لتوثيق وقت الدوام .. أصاب
الرّيب سوسن من حدوث مكروه للأثنين فاتصلت بمكتب الفتاة دون
جواب ... واتصلت على مديرة القسم فقالت: هي لم تأتِ اليوم
... إتصلي بها وأخبريني بكل ما هو جديد ... أبشري ... أزعج
هذا الموضوع سوسن وتريد معرفة ما حدث ... دخلت على
الغرفة الخاصة بالتسجيلات ووضعت الفندق أسم الفتاة وبعض
الكلمات التي قد تحيلها للمكالمات الوارده في هذا الشأن ...
وجدت تسريبات من المقربين من الفتاة وهي توضح مدى إهتمام
مدير المكتب بها ... وما هي إلا دقائق حتى رنّ هاتفها ...
أسرعت للرد على المتصل ... ليخبرها البواب بقدوم رئيس
الشركة إليهم ... وما إن وصل حتى بادرته سوسن بالتواجد
أمام باب سيارته لتفتح له ... إستغرب الجميع هذه الفعل من
سوسن فهي لم تبادر بهذا التصرف من قبل أدرك رئيس الشركه
أنها ما جاءت إلا لتبحث عن معلومه فلبس نظارته.... ولم
تستطع سوسن قراءة ما في عينيه من تعابير نفسيته .. سلمت
عليه لكنه لم يرد السلام وإنما أخبرها بأن على الممثل المالي
والممثل القانوني وخبراء الشركه بأن يتواجدوا في غرفة الإجتماعات
حالاً ... أدركت أنه حين يتحدث بهذه الطريقه فهو لا يريد أن
يسأله أحد شيئاً ... أومأت برأسها تعبيراً على تحقيق ما يريد ...
وأسرعت بالإتصال على الممثلين القانوني والمالي والخبراء
وتواجدوا في مكتب رئيس الشركة وطلب من سوسن الحضور
وما إن جلسوا جميعاً حتى بادر رئيس الشركه بذكر ما حدث
بالأمس ، وأن مدير مكتبه إتصل بالسفارة البريطانيه وأبلغهم أنه
يتعرض لإبتزاز من صاحب الشركه وقال: يقول مدير المكتب
أنني رتبت لهذه المكيده كي أقلّص له راتبه وألغي عليه مطالباته
الماليه والمتمثله في التسهيلات التي قدمها للشركه ووكلت
السفارة مكتب محاماة له للمطالبه بمستحقاته وغرامة ماليه تُقدَّر
بمليوني ريال .. قال الممثل القانوني : أتسمح لي ؟! ... تفضل ..
رفع الممثل القانوني الهاتف واتصل بموظف عنده ليرفع طلب
قضية كيديه ضد مدير المكتب الآن قبل أن يبادر مكتب
المحاماة من البدء فيها ... وأغلق السماعه ... قال رئيس
الشركه: إفعلوا ما تستطيعون حتى لا يتسبب ذلك في خسارة
سمعتنا في نظر المتعاملين معنا ... جاءت رساله للمثل القانوني
بأن مكتب المحاماة قد سبقهم على رفع الشكوى .. قالت سوسن:
وماذا عن الفتاة ؟! ... أبلغتها بأن تغادر المكان ... شيخ حامد
ليتك لم تفعل ذلك .. سيعتبرها المدعي ثغرة قانونية وسيستغلها
وحين تحدث صاحب الشركه بوجود تسجيلات تدين المدعي
رفض الممثل القانوني التطرق لذلك .... خوفاً من أن تعتبر ترتيب
مسبق للوقوع بمدير المكتب ... طلب الممثل القانوني إحضار
الفتاة ومحاولة كسبها لصالحهم ... لكنها رفضت بل على العكس
إستغلها مدير المكتب لصالحه وجعلها تفنّد أن ما كان بينهم
كان إستدراجاً يقصد به الإستغلال الجنسي ... فأصدر القاضي
بأن ما قام به كان عملاً كيدياً في محكمة إستمرت سنين
وتم تخفيض المبلغ ليصبح مليون ريال ... مع خسارة كلّفت
الشركه مليون وربع ... ولاحظ رئيس الشركه أن هناك أيدٍ
بدأت تؤثر على مسيرة تدفّق الأموال للشركه وبدأ المستفيدين
من الانسحاب ببطء عن برنامج الشركه التمويلي للمشاريع
ولم يعد يعرف أين تكمن تلك الثغرة التي تتسبب في هذا التراجع
وبدأ الإرباك على قراراته ... فطلبت منه سوسن أن يستريح
أسبوع في رحلة خارجيه ... خصوصاً أن الشركة لا تعتبر هذه
الخسارة مؤثراً كبيراً على عملها ... سافر الشيخ حامد في رحلة
إستجمام لكنه بقى على تواصل مع سوسن لتخبره بكل مستجدات
الأمور ... وفي هذه الأثناء وبينما هي في مكتبها حتى جاءها إتصال
من رجل يطلب منها أن تتوجه الآن إلى فندق (.....) وستجد في
بهو الفندق لوحة مكتوب عليها موقع الاجتماع وسيكون هناك
بإنتظارها وحتى لا أطيل عليكم إنتظروني في الجزء التالي