النشوق

النشوق ..او الشمة
ظاهرة منتشرة بكثرة بين طلاب المدارس

قد تسبب سرطان الفم».. وفيها ضرر على الانسان والأطباء يحذرون من خطرها

اعترف معلمون ومسؤولون في عدد من مدارس جدة، بانتشار ظاهرة تعاطي الطلاب لمادة «الشمة»، محذرين من آثارها المستقبلية على سلوكياتهم، ومطالبين في الوقت نفسه بالتشدد في تطبيق الأنظمة على كل الطلاب، باعتبارها الرادع الوحيد من أجل مستقبلهم.

ويقول وكيل مدرسة ثانوية المروة في جدة جمعان الزهراني: «الأنظمة الموجودة معروفة، لكن آلية تطبيقها والحزم فيها يختلف بين إدارات المدارس».

وبحسب الزهراني، في حال ضبط أحد الطلاب يتعاطى هذه المادة، يثبت ذلك في محضر رسمي يوقع عليه الطالب والمعلم والإدارة، ويتعهد ولي أمر الطالب بعد استدعائه رسمياً بعدم تكرار هذا الأمر وتحسم من الطالب أيضاً 20 درجة من درجات السلوك، تعود إليه تدريجاً بعد انتظام سلوكه.

ويوضح الزهراني أن الطالب يحوّل إلى مرشد الطلاب، على اعتبار أن تعاطي هذه المادة يعتبر إدماناً، وفي حال التكرار يحوّل إلى الجهات المختصة.

وفي الجانب الآخر، يبرر عدد من الطلاب الذين سبق لهم تعاطي مادة «الشمة»، أن أحد أسباب تعاطيهم هذه المادة، هو منع إدارة المدرسة الطلاب من التدخين.

ويقول الطالب (سعيد م): منعت الإدارة التدخين خصوصاً في أوقات الفسحة، فلجأنا إلى تعاطي هذه المادة، التي تعوضنا عن السجائر.

بدوره يعترف الطالب (بدر ع)، أن سبب تورطه في تعاطي مادة «الشم» هو انتشارها بين الطلاب بكثافة، بما أغراه إلى تناولها، لكن الطالب (عبدالرحمن أ) يعترف أن الفضول هو ما دفعه إلى تجربة تعاطي هذه المادة.

وأمام هذه الوقائع، يقول عضو هيئة التدريس في جامعة الملك خالد في أبها الدكتور أحمد فايع الجرعي: إن الشمة أو ما تعرف بـ «النشوق»، تؤخذ من نبات التبغ، ويضاف إليها بعض المواد، فتتحول إلى مادة يتم تعاطيها بواسطة الشم.

ويشير إلى أن حكم تعاطيها ينطبق على السجائر، وهو التحريم لما فيها من ضرر على الإنسان، لقوله تعالى «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً».

يذكر أن مادة الشمة، تستخرج من التبغ وتضاف إليها بعض المواد الكيماوية بنسبة تقريبية، هي: 40 في المئة «بيكربونات الصوديوم»، و48 في المئة «رماد» وسبعة في المئة «رمل»، وخمسة في المئة «أوراق التبغ».

ويكشف الاستشاري في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض الدكتور فهد محمد الخضيري، أن مادة الشمة ثبت أنها تحتوي على مطفرات وراثية تسبب مرض السرطان، ويقول: «ثبت أيضاً أن نسبة عالية جداً من مرضى سرطان الفم كانوا يتعاطون هذه المادة».