الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-21-2020
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ أسبوع واحد (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 49 الفصل الثالث



بسم الله الرَّحْمن الرَّحيم
تَوَكَّلتُ على الله

الجزء التَّاسِع و الأَرْبعون
الفَصْل الثَّالث

هَل جُنَّ؟ أَم أَنَّ الكِبْرياءُ قَد أَعْلَنَ انْسحابه؟ رَفَعَ رايَتهُ البَيْضاء و انْحَنى مَسْحوراً من حُبِّها الذي عاثَ فَساداً في مَملَكة رُجولته!هُو غَبـي..مَجْنون..تافه وَ ضَعيـــف..الضِّعف يَجْري فيه مَجْرى الدَّمِ في العُروق..وَ أَسَفاً أنَّه ضِعْفٌ لا يَنْشَط إلا أَمامها..أَمام عَيْنيها..صَوْتها..وَ تِلْكَ الدُّموع المُخْتَنِقة كَما الكُحْلِ وَسَط مُقْلَتَيها..لا يَدْري كَيْفَ قَادَهُ الفَجْرِ إليها..كَيْف أَوْقَفَ مَرْكَبته أَمام مَنْزِلَهم كَما عاشِقٍ يَخالُ نَفْسه بَطَلاً في فيلمٍ مِن عُقودٍ سابِقة..إلهي وَ تِلْك الكَلِمات التي نَطَقَ بِها..رَبَّـــاه ما هذهِ المأساة! أَين كان عَقْلهُ ساعتها..غُروره و عِزَّة نَفْسه..بَل أَيْنَ كانَ فَيْصل من كُلِّ هَذا؟! تَخَبَّطَت عَدَسَتاه على السَّقْفِ بِتَيْه تَجَلَّى في عَيْنَيه المُحْتَكِرْهما الذُّهول..هَمَسَ لِذاته باسْتنكار،:فيصل...شسويت! شلون استسلمت للمجنون؟ "ارْتَفَع صَوْته مع لَكمه صَدْره جِهَة قَلْبه بِقَبْضَته" شلـــووون! "تَصَدَّعَت مَلامحه وَ هُو يُرْدِف بِنَبْرةِ تَقَزُّز مُصْطَنَعة" اللحين بتظن إنّي ميّت عليها هالجِنان "صَدَحَ صَوْت ضِحْكَته مع تَبَدُّل مَلامحه لِمَرَحٍ ساخِر..رَفَع ظَهْره لِيَسْتَوي جالِساً و هُو يُكْمِل باعْترافٍ صَريح لِذاته المُكابِرة" و إنت شنو غير إنّك مَيّت عليها يا فيصل..مَيّت على.....جِنــان
تَلَفَّظَ اسْمَها بِهَمْسٍ يَكادُ أَن يَخْتفي..حَلَّقَت من الجَوى تَنْهيدة خاضِعة للحَقيقة..أَتْبَعَتها ابْتسامة مَكْسورة حَطَّت على شَفَتَيه..هَمَسَ مُخاطِباً قَلْبه و هُو يُبْعِد الغِطاء عن جَسَده،:اسمها بس يرهب نبضاتك! "أَرْدَفَ بِحاجِبان مُرْتَفِعان و هُو يَنْهض" كان الله في عونك يا قَلْــــب
غادَرَ دِفء سَريره مُتَّجِهاً لِدَوْرة المِياه..أَهْدى جَسَدهُ قَطَراتٍ أَرْجَفَت أَوْصاله من بُرودتها..بِها يُريد تَجْديد دَوْرته الدَّمَوِيَّة..يُريد أن يُنَقِّحها من شَوائِبها لِيَعُود الدَّم كَما كان..صافِياً إلا من كِبْرياء يَرْفض أن يَحْتَضِن حُبِّها مع كُرَيَاته..تَبَسَّمَ بِخِفَّة و هُو يُناظِر انْعِكاس وَجْهه في المِرْآة..قَريباً سَتَمْضي أَعْوامٌ سَبع مُذْ دَلَّهُ شِتاء لُنْدن عَلى خِيانتها..سَبع أَعْوامٍ مُذ عاقَبَ سَاقَها بِجُنون لا زال لا يُصَدِّق أَنَّهُ الْتَبَسه..وَ كَأنَّ بَحْراً هائِجاً كان يَجْتَذِبْهُ بِأمواجه إلى العُمْق..حَيْث اللاشُعور و اللاعقل..مَنْظَر الدِّماء المُنْبَثِقة بِحَرارة من فَخْذها انْتَشَلَهُ من زَوْبَعته..لَحْظَتها..عندما اسْتَوْعَب عَقْله إصابتها..اسْتَلَّ الخَوْفُ قُوَّته من أَطْرافه حَتَّى شَعَر بِجَسَدِه رَخْواً..قَد اسْتَفْرَغَ كُل طاقَته..كانت لَيْلة حَتَّى يَوْمِنا هَذا يَتَمَنَّى لَو أَنَّ الزَّمَن يَنْتَزِعها من ذاكرته..لَكِن كَيْف..كَيْفَ يَنْسى؟ كَيْف يَنْسَى أَنَّها أَدارت ظَهْرها إليه..مُتَّبِعَة بِخُطْواتٍ جَريئة مَسير رَجُلٍ آخَر؟ و إن افْتَرَقا..فَلَن يَفْتَرِق الثِّقلُ عن قَلْبه..فَقَلْبي لا زال مُثْقَلاً جِنان..لا زال مُنْطَوِياً عَلى نَفْسه يَبْكي خِيانتكِ..كَذبكِ..و فِراقك..وَ أَسَفاً أَنَّهُ يَنْثِرُ النَّبَضات دُموعاً في رُوحي..لَعَلَّ مِن وَدْقِ النَّبْضِ تَنْمو جِنان أُخْرى تَقْتِل الشَّوْق وَ اللوْعة..،
دَلَف لِغُرْفَة مَلابسه التي كانت تَحْتَفِظ بِمَلابسها سابِقاً..تَوَقَّفَ أَمام الخِزانة الواسِعة وَ هُو يُجَفِّف شعره بمِنْشَفَة صِغيرة..أَلْقى على المَلابس نَظْرَة سَريعة وَ دَقيقة قَبْلَ أن يَلْتَقِطَ لَهُ قَميص لَهُ لوْن أَخْضَر زَيْتي هادئ..كانت الغُرْفة تَضِجُّ بِسُكونٍ يُنافِس سُكون خَواطره التي اسْتَسْلَمَت لِلصَّمْتِ حينما رَنَّ جَرَس المَنْزِل..بِتِلْقائِية رَفَع رَأسه للسَّاعَة المُعَلَّقة..كانت السَّاعة قَدَ تَجاوَزَت العاشِرة ببضع دَقائق..مَن الآتي يا تُرى؟ انْتَهى من ارْتداء مَلابسه..رَتَّبَ شَعره..أَحاط رِسْغه بساعته وَ خَتَمَ أَناقَته بِرَشَّات مُتَفَرِّقة من عِطْرٍ رُجولي جَذَّاب..تَناوَلَ هاتفه وَ مَفاتيحه..ثُمَّ تَحَرَّك مُغادِراً الغُرْفة..فَوْرَ ابْتعاده عن بابها بِخُطْوَتان..اسْتَدار مُغَيِّراً اتِّجاهه عائِداً إليها وَ كَأنَّه تَذَكَّر شَيء..تَوَقَّف عند الدِّرج على يَسارِ سَريره..الْتَقَطَها وَ هُو يُجاهِد ابْتسامة تُريد أَن تَسْخَر من حاله..

،:بـــابااا حَبيبـــبي

الْتَفَت سَريعاً مُسْتَجيباً للهَديل المُحَبَّب لِمَسْمَعيه..حَشَر خاتم الزَّواج في بُنْصر يُمْناه بِحَركة سَريعة و في داخله حَمَد الله على قُدوم ابْنته..فَوُجودها سَيَمْنعهُ من الإسْهاب في تَفْكيره..هو انْحَنى قَليلاً مُتفاعِلاً مع جَريها ناحيته..وَ بِخِفَّة حَمَلَها لَيَدُور بها وَ ضِحْكتها المُتَعالِية تُعيد نَحْت البَهْجة فَوْق جُدْران قَلْبه..تَوَقَّفَ وَ هُو يَحْتَضِنها بِمَلَقٍ يَحْكي عَن شَوْقه..طَبْطَبَ على جَبينها بِقُبْلاتٍ رَقيقه وَ هُو يَهْمِس،:حَبيبة قلبي وحشتيني...وحشتيني بابا جَنى
أَمالَ الخَجَلُ رَأسها وَ هي تُعَقِّب بابْتسامة واسِعة وَ كَفَّيها الصَّغيرتان مُتَمَسِّكَتان بِكَتِفيه،:إنت بعد بابا...وحشتني
أَهْدى وَجْنَتَها المُتَوَرِّدة قُبْلة هامِساً بِحُب عَميــق لا وَصْف له،:يا بعد عمر البابا إنتِ "أَنْزَلها مُتَسائِلاً وَ هُو يُشير لها لِتَخْرج" مع من جاية؟
أَجابت و هي تَتَقَدَّمه للباب،:مع ماما جِنان
صَمَت لِثَوانٍ بها هُو يُثَبِّط عَزْم نَبْضه المُسْتَعِد لِرِحْلة غِياب جَديدة،ثُمَّ أَضافَ سؤالاً جَديداً،:يعني بتقعدون شوي و بتمشون؟
حَرَّكَت رَأسها بالنَفي،:لاا بابا..ماما بس وصلتني و بتروح..أنا بقعد اهني "أدارت رَأسها تنظر إليه و لِملابسه لِتَسْتَفْسِر بِدَوْرها" بابا بتطلع؟
بابْتسامة و هُو يَنْزل العَتَبات مَعها،:اي،بروح السُّوق...تجين معاي؟
هَزَّت رَأسها إيجاباً وَ بِحَماس،:اووكي
قال مُوَضِّحاً،:بس بابا بعدين بنروح لخالو ياســ
قَطَع كَلِماته وَجْههُا الذي لاحَ لَهُ على غَفْلة من تَجاهُل..كان قَد عَزمَ على تَجاهل مَشاعره و أَفْكاره المُنْحَرِفة مُذ أَنْهى اسْتحمامه..وَ نَجَح في الدَّقائق الماضِية..لَكن وَجْهها أتاهُ لِيُكْمِل لَوْحة العَذاب التي أَغْشَت بألوانها لَيْلته الماضِية..فَجْره..نَوْمه وَ حَتَّى سُهاده..لا يُريد أن يراها اليَوْم،لا يُريد أن يُكَبَّل صَباحه الأوَّل في حياته الجَديدة بِذْكرى مُرْتَبِطة بها..يَكْفي ما حَصَل قَبْلَ ساعات..كان يَقِف على رأس السُّلَّم الأخير المُؤدي للطَّابق الأرْضي وَ بِجانبه ابْنته..تَراجع للخَلْف بِحَذَر و هُو يَرْفع سَبَّابته لِشَفَتيه مُشيراً لِجَنى بالصَّمْت..أَرْهَفَ السَّمْع لِتَصِلَهُ كَلِمات جِنان المُبَطَّنة..

،:الله يوفقـ ـه مع اللي اختارها تكون مَكانــ ـي

عُقْدَة عَدَم فَهْم تَجَلَّت بَيْن حاجِبَيه..أَتْبَعها اسْتنْكارٌ مُمْتَعِض أَرْفَعَ حاجبه الأيْسَر..يَشْعُر بِأنَّ تِلْك الكَلِمات تَتَسَتَّر على مَعْنى خَفي..مَعْنى خاطئ يَبْدو أَنَّ جُنونه فَجْراً زَرَعهُ وَسَط أُنوثتها..تِلْك الأُنوثة المَكْسورة لَن تُفَرِّط في أي مَوْقِف..كَلِمة أو حَتَّى نَظْرة غير مَدْروسة قَد تَصْدر منه..كَما تَوَقَّع..سَتظن أَنَّهُ لا زالَ يَقِف عاجِزاً عند قَدَمي حُبِّها المُخَلَّد..هَمَسَ مُسْتَصْغِراً ما نَطَقَت به،:مَكاني ها ! مَكانش يا جِنان!
أَكْمَلَ نُزوله عندما تَأكَّد من خُروجها وَ كَفّه تَحْتَضِن كَفَّ صَغيرته..بِهُدوء صَباحي وَ عَيْناه تَقْرآن صَفحات وَجْه والدته،:صَباح الخير
رَمَشَت بِخِفَّة قَبْلَ أن تَرْفَع حَدَقَتيها إليه وَ عَلى شَفَتيها حَطَّت ابْتِسامة لِتُرَحِّب بِقُدوم أَوَّل من أَلْبَسَها إكْليل الأُمومة..أَجابَتهُ بِلَحْنٍ تَسَرْبَل بالحَنان،:صباح النُّور حَبيبي "قَبَّل رَأسها وَهي تَساءَلت لِتَطْمَئن" شلونك اللحين؟ أحسن؟
عادَت العُقْدة و اسْتَوْلَت على مَلامحه لِيَقُول باسْتغراب،:ليش شفيني!
وَضَّحت،:جُود كلمتني الصّبح..تقول إنّك البارحة رايح بيت عمتك..و كنت مريض..حرارتك مرتفعة..و استفرغت "بِحَذَر نَطَقَت و هي تُراقِب كَيف بَدَأت رِياح عَدم الرَّاحة تَجُوس بين طَيَّات مَلامحه" دم
هُو الذي كان يَجْلس بِجانبها أَصْدَرَ صَوْت من حَنْجَرته وَ كَأنَّهُ يُرَشِّح صَوْته..مَسَّ أَنْفه بِظاهر سَبَّابته مُجيباً بِبَصِرٍ مُنْزَوي،:تعب مؤقَّت يُمَّه..لا تحاتين
تَحَرَّكَت كَفُّها وَ بِخِفَّة مَسَّت فَخْذه القَريب..شَدَّت بِرِفْقٍ يُمْطِر دِفْئاً لَذيذاً..وَ بِهْمسٍ تَساءَلت مُلْتَمِسَةً راحة بها تُدَثِّر فؤاد أُمومتها،:ليش يُمَّه كان استفراغك دم؟
طَرَدَ آثار الضِّيق المُتَشَبِّثَة بِوَجْهه إثْر زِيارة الضَّيْف الثَّقيل...الماضي..نَظَرَ لِوالدته بَعْدَ أن شَدَّ شَفَتيه بابْتسامة هي بَلْسَماً بهِ يَتَشَرَّب بِرّه قَلَقها..قالَ وَ يَدهُ تَحْتَضِن كَفَّها،:عادي يُمَّه..لأني ما كنت ماكل شي..فهذا اللي صار
تَلَفَّظَت و العَيْنُ تُراقِب سَكَناته باحِثَةً عَن الصِّدْق،:أكيد؟
هَزَّ رَأسه إيجاباً،وَ بِهَمْسٍ باسِم،:أَكيد يُمَّه
اسْتَسْلَمَت لِتَأكيده مُحاوِلَةً تَجاهُل وَسْوَسة قَلَقها،:الحمدلله "اسْتَطْرَدَت" شَكْلك طالع؟
،:ايــه..قلت بروح السُّوق اشتري لياسمين هدية..بما إنِّه أول يوم لنا..و بعزمها على الغدا
تَبَسَّمَت بِسِعة وَ مِن عَيْنيها نَطَقَ بَريقٌ مُشَجِّع،:ايــه يُمَّه زين تسوي..و شوف متى يناسبها خل تجي تتغدا أو تتعشى معانا
وَ هُو يَقِف،:إن شاء الله "مَدَّ يَدَهُ لابْنته الواقِفة بِجانبه" يالله بابا جَنى
تَمَسَّكت بهِ مع تَساؤل والدته،:بتاخذها معاك؟
نَظَرَ لِجَنى بابْتسامة خاصَّة بها مُجيباً،:اي باخذها معاي..تشاركني اختيار الهدية و تتغدا معانا أنا و ياسمين..صح بابا؟
هَزَّت رأسها إيجاباً و الْتَقَطَ بَصَرهُ ابْتسامة الخَجَل و هي تَسْتَريح على شَفَتيها..يَبْدو أَنَّ عَقْلها البَريء قَد اسْتَعَدَّ للإنْخراط في هذه الدَّوامة المُعَقَّدة..،
لَوَّح لوالدته مع ابْتِعاده،:مع السلامة
أَمَّنَته،:في حفظ الله حَبيبي
غادرا المَنْزِل للمَرْكَبة المَرْكونة على مَقْرُبة..اسْتَقَرَّ في مَقْعده بَعْد أن أَجْلَسَ صَغيرته في مَقْعَدِ الرَّاكِب وَ أَحاطَ جَسَدها الصَّغير بِحِزام الأمان..تَحَرَّكَت المَرْكَبة مع إفْصاحه عن سؤاله،:جِناني..ليش البارحة ما جيتين الملجة؟
الْتَفَت ناحيتها للحظاتٍ حَتَّى يَصْطاد رَدَّة فِعْلها..أَسْنانه حَطَّت على شَفته السُّفْلِية كابِحَةً لِجام ابْتسامته..فهي بِعَفَوِيَّة لَذيذة..أَدارت رأسها إليه بِسُرْعة وَ بِعَيْنان جَمَّلَهما اتِّساعٌ مُتَفاجِئ،سَمَحَ لِحَدَقَتيها بالتَّراقِص كَما نُجوم مُتَلألِئة وَسَط السَّماء..كَما تَوَقَّع..هي صَمَتت دُون جَواب..رَنا لها بِطَرف عَيْنه..كانت لا زالت تَنْظر ناحِيته..تَوَقَّفَ عند الإشارة مَما سَاعدهُ على الالْتفات إليها بانْتباه..هذه المَرَّة سَمَحَ لِشَفَتَيه بِمُصافَحة الابْتسامة التي أَزاحَت كَثيراً من الضَّيق الذي شاكَسهَ قَبْلَ دَقائق..فَمَنْظَرها المَتَّخِم بالبَراءة كان يُثير الضَّحِك وَ لَيْسَ فَقَط الابْتسامات..أَهْدابها تَتَصافق بِرَتْمٍ سَريع..كَأنَّما رِياح تائِهة كانت تُهَدْهِدَها..عَدَسَتيها تَتَقَلْقَلان وَسَطَ البَياض بِعَشْوائِيَّة وَاضِحة..وَ يَدها قَد اسْتَقَرَّت عند ذِقْنها بانْطواء..مُباشَرَةً أَسْفَل شَفَتيها المَقَيَّدة زاوية السُّفْلى منهما بأسْنانها..كان واضِحاً وَ جِدَّاً أَنَّها تَبْحَثَ عن سَبَبٍ تَتَّخِذهُ عُذْراً يُسانِد عَدم حُضورها..هُو تَساءَل بِفُضولٍ لِجوابها،:ها بابا جَنى..ما قلتين ليش؟
أَخْفَضَت يَدَها ببطء مع انْحسار السِّعة عن عَيْنيها..عَقَدَت ذراعيها على صَدْرها..مَرَّرت لِسانها على شَفَتيها..وَ مَلامحها الطُّفولِية انْتَبَذّت جِدِّية لا تُليق بها..نَطَقَت،:بابا أنا أدري..قالت لي ماما جِنان إن ما يصير تعزمها العرس "رَفَعت كَتِفها مع ارْتِخاء حاجِبَيها دَلالة على الحيرة و هي تُكْمِل" بس مادري ليش..قالت لي إذا كبرت بفهم
عَقَّبَ بِلَحْنٍ ينتظر جَواباً أَوْضَح،:أووكـــي!
تابَعَت هي بِكَلِماتها اللطَّيفة،:هم كلهم راحوا العرس..بس ماما جِنان ما راحت..أنا ما رضيت أروح..عشان ما تصير بروحها
غَصَّة ثَقيلة تَكَوَّمَت في حَلْقه وَ طَرَقَت أَبْواب قَلْبه المُلْتاع على هذه الطِّفْلة..الذَّنبُ ذَنْبُ والدَيكِ صَغيرتي..عُذْراً..بِعَدد نَبْضاتِكِ..وَ بِحَجْمِ بَراءتكِ عُذْراً...،تَحَرَّكت يَده قاصِدةً خَدَّها..وَ بِمُشاكَسة قَرَصه حَتَّى احْمَر..ارْتَفَعَت كَفُّها بتلقائِية لِوَجْنَتها ناطِقَةً من بين مَلامح الألم،:بــــابــااا اححح !
قال بِنَبْرة زَعل مُصْطَنَع و هو يَميل شَفَتيه،:احح ها..تستاهلين..تخليني بروحي و تقعدين ويا أمش
نَظَرَت له من خَلْف عُقْدة حاجِبَيها لِتُجيبه بِدَهاء طُفولي،:مو بروحك..وياك خالو ياسمين
تَرَدَّدَت ضِحْكته باعْتلاء وَ هُو يُعَلِّق،:غلبتيني جِنانو.."اعْتَدَل في جُلوسه وَ هُو يُرْدِف بِبَحَّة" خلاص سامحتش
تَساءَلت بابْتسامة واسِعة،:يعني بتشتري لي هدية نفس خالو ياسمين؟
ضَيَّق عَيْناه وَ هُو يَلْتَفِت إليها لِيَقُول بابْتسامة مائِلة،:بنشــووف



ابْتسامَة الحَرَج كانت أَوَّلَ تَعْبير شاكَسَ مَلامحها المُسْتَرْخِية عندما قابَلَها وَجْهه..نَطَقَت بِنَبْرة آسِفة مع انْحراف عَدَسَتيها للذي كان يَشْدو جَمالاً بَيْن كَفَّيه،:عُذْراً على التَّأخير
ابْتَسَم بِتَفَهُّم و هُو يُجيبها بلغة إنجليزية ذات لَكْنة آسيوية واضِحة،:ليست مشكلة سيدتي "أشارَ بِرأسه للذي يَحْمله و هُو يَدْنو به إليها" تفضّلي
تَناولت الجَمال الطَّبيعي..و ما إن أَمْسَكته حَتَّى سَكَنت روحها المُتَحَمِّسة رائِحة عَذْبة..تُضيء العَتْمة و تَهْدي الرَّمادِية أَلْوان أَمَل..الْتَبَسَت الإبْتسامة رِداءَ شُكْرٍ لَفَظَهُ لِسانها،:شُكْراً جَزيلاً..تَماماً مثلما أَرَدت
بادَلها الإبْتسامة،:مُمتاز
قالت و هي تَتَراجع للخَلْف،:ثوانٍ..
اتَّجهت للطَّاوِلة الصَّغيرة المُتَوَسِّطة غُرْفة الجُلوس، ثُمَّ وَ بِحَذَر اسْتَقَرَّت بالمَزْهَرِيَّة فَوْقَها..أَسْرَعت لِحَقيبتها المُرْتاحة عند زاوية إحْدى الأَرائِك..تناولت منها مَحْفَظَتها قَبْل أن تَسْتَدير عائِدة للعامِل..أَو بالأحرى رَجُل تَوْصيل الطَّلَبات لِمَتْجَر الزُّهور المُعْتادة على التَّعامل مَعه..سَلَّمته النٌّقود و هي تَشْكُره مُجَدَّداً،قَبْلَ أن يُغادِر مُغْلِقَةً الباب خَلْفه..أَخْفَضَت الحِجاب فَوْقَ كَتِفَيها و قَدَمَاها تَسْتَجيبان لِنِداء الفِتْنة المُتَّكِئة عَلَى مَقْرُبة من قَلْبها..قَصَدت الطَّاولة لِتَسْتَقر بِرُكْبَتيها عندها..مَسَّت بِباطن يُسْراها المَزْهَرِيَّة الشَّفافة،و باليُمْنى بَدَأت تُداعب إحْدى الزَّهرات المُتَسَرْبِلة بِلَونٍ أُرْجواني داكن..كانت زَهْرة تُوليب رَقيقة..تُحيطُ بِها أَخَواتها المُتَبايِنة ألوانهن بين الأُرْجواني الفَخْم و الأَبْيَض النَّقِي،و بعضٌ من زُهور الخزامى الصَّغيرة قَد انْطَوت بِدفء بَيْن سيقانها المُخْضِرة..بَصَرُها كان يَطُوف على البِتِلَّات النَّدِية مُسْتَلِذَّاً بِسِحْرها..تَمْتَص حَدَقَتاها الأَلْوان المُفْعَمة بالحياة..لِيَرْتَشِفها القَلْب وَ يهدي النَّبَضات انْتعاش..فِعْلاً،أنْعَشَتها هذه اللَّوْحَة المُتَّخِمة بالرَّوْعة..فجَميع حَواسها قَد اسْتَجابت إليها بخُشوع..سُبْحانَك رَبِّي ما أَتْقَن صُنْعَك..،مَرَّرَت أَطْراف أَناملها عَلى الزُّهور مُتَحَسِّسة نُعومتها البارِدة..بِمَسِّها هي تَزْرَع رَبيعاً جَديداً داخلها..و باسْتنشاقها لِعِطْرها الهادئ،تَطْمس روائِح الماضي النَّتِنة..التي لَم تَفْتئ من تَقْويض سَعادتـــ... .. ارْتجافَة مُرْعِدة قَبَضَت على حَواسِها و جَسَدِها الذي تَصَلَّب حينما الْتَقَطَ بَصَرُها وُجوده..كان قَد فَتَحَ باب غُرْفَته بِحَرَكة سَريعة و مُفاجِئة..دُون مُقَدِّماتٍ شَرَع الباب لِيَكْشف عن هَيْأته المُبَعْثَرة كُلِّياً من النَّوم..هُو تَجاوز الخط الفاصل بَيْن غُرْفَته و غُرفَة الجُلوس بِخُطوات طَويلة و سَريعة..قاصِداً باب الشِّقَّة الذي لا زال يَسْكن وَسَط قِفْله مفتاحها..فَتَحه تَحْت مَرْأى من عَيْنيها المُسْتَسْلِمَتَيْن لاتِّساع التَّوَتُّر..مالَ جِذْعه للخارج لِثَوانٍ و كَأنَّه يَبْحث عَن أَحد..قَبْل أن يَتَراجع و هُو يُعيد إغْلاقه..اسْتَدار و هي تُتابِع حَرَكاته بِعُنُقٍ خَدَّرهُ التَّشَنُّج..وَ قَلْبٌ تَضَخَّمت حُجْراته من سَيْل النَّبَضات العارِم..هُو عندما اسْتَدار كان بَصَرَهُ مُتَشَبِّثاً بالأرْض..و شَفَتَيه تَتَحرَّكان بِخِفَّة،وَ كَأنَّهُ يَهمس بِكَلِمات..خَطَى خُطْوة و في الثَّانِية اصْطَدَمَت قَدَمهُ اليُمْنى بِطَرف الأَريكة لِتَرْتَفِع يَدَها إلى فَمِها تُشارك مَلامح الذُّعر الاسْتحواذ على وَجْهها القَحِط مِن لَوْن..خامَرَ الأَلَمُ آثار النَّوم التي كانت تَتَدَثَّر بها مَلامحه مع وُلوج تَأوُّه من بَيْن شَفَتَيه و هُو يَنْحَني لِقَدمه..ارْتَفَع من حنجرته هَمْسٌ مَبْحوح يَغْشاهُ لَحْن اسْتغراب و عَيْناه تُناظِران الأريكة،:هذي شلون يَت اهني!
تَأفْأفَ و هُو يَعُود واقِفاً و العُقْدَة قَد اتَّخَذَت ما بَيْن حاجِبَيه مَرْتعاً لَها..اسْتَقام في وُقوفه بِجَسَدٍ يُقابِل اليُمْنى..أَراد أن يَسْتَدير للأمام لَكن عَدَسَتاه انْحَرَفتا اسْتِجابَةً للظِل الغَريب..تَعَلَّقَ بَصَرُه بِها و العَقْلُ لا زالَ يُغَيِّبَهُ النَّوْم..عُقْدة حاجِبَيه تَضاعفت حَتَّى طالت باقي وَجْهه البادِية عليه إمارات الانْزعاج..رَكَّز بَصَره عليها للحظاتٍ قَصيرة قَبْلَ أن يُدير رَأسه ببطء مُلْقِياً بضع نَظرات على الباب المُوْصَد..ثُمَّ الأريكة المُتَحَرِّكة بِغَرابة..و أَخيراً هذه..الأُنْثى المُتَعاقِدة مع الحُلْم..رَمَشَ بِخِفَّة مع نُزوح العُقْدة عن وَجْهه..مَرَّغ بَصَرهُ عَليها لِدَقيقة..بِصَمْتٍ و بِسُكون رَاكَما صُخور الارْتباك فَوْق حَواسِها..كانت تَرْتَعِش من رَأسها حَتَّى أَخْمَصِ قَدَميها..فَقَدت السَّيْطَرة على نَفْسها..و القُدْرة بَدَأت تَشْخَبُ من أَطْرافها..وَ كَأنَّها قَد شُلَّت وَ الحَرَكة قَد أَضاعت الطَّريق إلى جَسَدها..كَما قالبٌ من ثَلْج كانت..مُتَصَلِّبة رُوحاً..دَماً وَ عِظاما..حَتَّى جِلْدها..تَكَاتَفَت طَبَقاته و تَلاصَقَت بِشِدَّة..مُخْنِقةً المَسامات لِتَمْنَعها من التَّفاعل مع المَوْقِف الأبْلَه الذي أَغْرَقَت نَفْسَها فيه..نعم هي قالبٌ من ثَلْج يَغْرَق وَسَط بَحْرٍ ها هُو يَرْتَدي الجَليد مُعْدِماً مُيوعته..حَتَّى لا تَخْتلط به مَشاعر مُعُقَّدة تُضَعِّف من تَيْهه و ظُلْمة قاعه..نَعم كانت هي الجَليد.. وَ هُو البَحْر الذي حاكى تَصَلُّبها لِيَنْجو من الغَرابة..،بِهُدوء أَبْعَد عَدَسَتَيه عنها..هَزَّ رأسه بالنَّفي..و كَأنَّهُ يَقْتَطِع فِكْرة أَن تَكون حَقيقة..وَسَط مَأواه وَ أمامه..تَفْصلهما خُطْوات بِعَدد الغُرَز الغافِية فَوْق ذِقْنه..أَدارَ كامل جَسَده..ثَمَّ تَحَرَّك بآلِية و لِسانه يُواصِل تَمْتَمته،مُقْنِعاً وَعْيه أَنَّها هَلْوسة نَوْم لا أَكْثَر..نَوْمٌ قَد أَفْرى لِذَّته حُلْمٌ مُزْعِج اسْتَهَلَّه صَوْت الجَرَس..ثُمَّ الأريكة..وَ أخيراً نُور..أُنْثاه المُكَبَّلة دَوْماً بِقُيود الحُلْم..، عادَ إلى غُرْفته..أَغْلَقَ الباب..خَلَى المَكانُ مِنه..وَ بَقِيَت وَحيدة كَما قَبْلَ ساعاتٍ عندما وَطَأت قَدَماها أَرْض مَخْدعه..لَكِن الآن..في هذه اللَّحْظة..جَوْفُها قَد اسْتَوى بَلْقعاً يُسْمَع فيه صَوْت صَفيرٍ مُزْعِج..يشْبه زَعيق قِطارٍ قَديم يَسْتَعِد للرَّحيل بِكَبائِن مُحَمَّلة بِأرواحٍ تُلَوِّح لها أَكُفَّ الخَسارة..فَمَشاعِرها البَلْهاء..المُتَسَرِّعة..و المُتَعَطِّشة بِجُنونٍ مَنْبوذ..كانت هي الأرْواح المُسْتَجيبة لِنداء الخَسارة..وَ القِطارُ كانت مُوافقتها التي قَذَفتها لِهّذهِ الوَغى المُلَغَّمة بالخَطَر..مُوافقتها على الزَّواج منه خَطَأٌ عَظيم..لا تُسَمِّمها أَشْواكه إلا حينما تَلْتَقي الرُّوحَيْن..وَ كأنَّما باللّقاء تُرْفَعُ أَعْلام الفِراق التي أُحيكَت بِخُيوطٍ تَعي جَيِّداً أَنَّ من المُحال أن تَرْتَبِط الرُّوحَين بِسَلام..،أَسْدَلَت جِفْنَيها بِأَلَمٍ و الأَسَى قَد عَزَفَ على وَتَرِ الشَّفَتَيْن لَحْنَ عُبوسٍ مَرير..فَرَّت مِن العَيْن دَمْعة..كانت رِثاءً لِقَلْبٍ قَطَّعتهُ النَّبَضات لِأشْلاءٍ لا تُجَمَّع..نعم النَّبَضات..تِلْك المَخْلوق الرَّقيق..صَيَّرها الشُّعور المُسْتَسْلِم لِواقع الفِراق سُيوفاً تُعاقِب الجَوى لاتّخاذهِ طَلال سَيِّداً له..لَم أَكُن أَعْلَمُ أَنَّكَ الرَّجُل الخَطأ طَلال! هذا ما هَمَسَ بهِ القَلْبُ و هُو بَيْن أَشْلائه صَريع..هُنا..عندما يَصِلُ القَلْب لِزِقاقٍ مُظْلِم يَتيمٌ من ضَوْءِ نَجاة..يَبْدأ بِجَلْدِ ذاته..يَبْدَاُ مَرْحَلة التَّعذيب و الوَجَع..يَبْدَأُ بِتَسْميم نَفْسه بأمْصالٍ من لَوْم..وَ هُو يَعي.. بل وَ مُتَيَقِّن بِبراءته و قِلَّة حيلته..فَهْوَ عَبْدٌ لِلحُب..يَحِلُّ عَليه كَما ابْتلاء ليس مِن حَقّه أن يَدْفع شَرّه..فقط يَصْبر..فَرُبَّما القَدَرُ يُحَوّره إلى نعْمة تُعيد بَثَّ الحَياة فيه..أو يُواصِل عَمَلهُ كابْتلاء يُوْهِن الرُّوح و الشُّعور..،رَفَعت جِفْنيها كاشِفة عن مُقْلَتان شَوَّشَ بَياضَهما احْمرارٌ رَطِب..لَهُ الْتماعٌ يَعْكِس ضِعْفها..نَعَم هي ضَعيفة..بَل و الضُّعف يَتَفَرَّعُ منها..كَيْف صَدَّقَت أَنَّها قَد تَجاوَزَت حَقيقة ارْتباطها به! بِطَلال..خال طَليقها..عَبْدالله البَريء..طَلال الذي جَمَعتهُما مَعاً قُبْلة هَيَّجَها كابوسٌ مُلَطَّخ بالحَرام!كَيــف؟كَيـــــف نُــور؟!
تَلَقَّفَت مَلامحها المُتَهَدِّلة بِكَفَّيها المُرْتَعِشَتَيْن..ضَغَطَت وَ كَأنَّما بِضَغْطِها تُفَتّتِ الحَرَجَ الذي جَثَم صُخوراً ثَقيلة فَوْق ذاتها..مُحْرَجة هي من فِعْلتها..لا تدري فيما كانت تُفَكِّر عندما أَطاعت والدها..أَوَّلاً بالموافقة على طَلال..وَ من ثُمَّ هذا الغباء..أَن تَحْشِر جَسَدها وَسَط شِقَّته..يا تُرى فيما كان يُفَكّر حينما تَعَلَّقَ بَصَرهُ بها قَبْلَ دَقائق؟ بالتَّأكيد كان مُسْتَنْكِراً وَقاحتها و عَدم اسْتئذانها..لا بل هي تَجَرَّأت وَ أَعادت تَرْتيب الأرائِك..غَسَلت ثَوْبه و ابْتاعت لِأجله زُهوراً! بأي حَق نُور..بأي حَق!
مَسَحَت وَجْهها بِرَبْكة يُخالطها امْتعاض..زَفَرَت بِضَع حَرج و هي تقف وَ الحَرارة تَشْتَعل في جَسَدها حَدَّ شُعورها بالتَّعَرُّق..تَحَرَّكت بسُرْعة ناحِية حَقيبتها و هي تُعيد إحاطة وَجْهها بحِجابها..الْتَقَطَتَها بَعْدَ أن أَلْقَت فيها المِحْفَظة..تَوَقَّفَت لِلحَظات تنظر للزَّهر المُتَلألئ جَمالاً..ازْدَرَدت غَصَّتها و مَلامحها صَدَّعها الأَلَم..أَلَمٌ على حَياة تَرْفضُ أن تَمْشي كَما الحَياة..بِطَبيعية..بِهُدوء و بسَلام.... وَ رُبما...بِحُب...خَنَقَت في جَوْفِها تَنْهيدة..ثُمَّ خَطَت ناحِية الباب مُخْتارةً الهُروب من هذهِ الحَرب الجَلِيَّة نتائجها..لَم يَكُن الباب مُقْفَل..لذا فهي فَتحتهُ مُباشَرةً مُتَجاهِلةً مفتاحها الغافي وَسَط قِفْله..شَرَعته..تَقَدَّمت ساقها اليُمْنى و....

،:ويـن بتروحين ؟

،

هُو دَلَفَ إلى الغُرْفَة وَ تَمْتَمَته لَم تَبْرَح لِسانه..مُتَأَكِّد أَنَّه سَمِعَ رَنينَ الجَرَس..بالطَّبع سَمعه! لِماذا إذن طَفى وَعْيه فَجأة من غَرَقِ النَّوْم؟!أَيُعْقَل أَنَّهُ حُلْم!..حُلْم تَفْصِلْهُ عَن الحَقيقة أَنْمُلة أَو أَقَل! وَ نُور..نُـور...لا يُمْكِن..لا يُمْكن..بل..بــل يُسْتَحال أَن تَكُون حَقيقة! ارْتَفَعت يَده ماسَّاً بأصابعه صِدْغه..مَسَّدَ بِخِفَّة و الخُمول لا يَكُف من العَبَث بِمَلامحه..بَوادر صُداع تُلَوِّح لَه..زَفَر بِمَلل و هُو يَتّجِه لِدَوْرة المياه..تَغَسَّل سَريعاً ثُمَّ خَرَج و الضّيقُ سَحابة رَمادية تَطُوف حَوْلَ مَدائن وَجْهه..كان يُريد أن يَهْرب من مَخالب أَفْكاره وَ تَأنيب ضَميره الذي ازْداد اشْتعاله بَعْدَ رُؤية عَبْدالله..اخْتارَ أن يَغُوص في النَّوْم فاصِلاً حَواسه..وَعْيه..وَ ذاته عن الواقِع،حَتَّى لا يُخْنَق من دِماء جَديدة هي نَتاجٌ لِجَلْدٍ نَفْسي..اكْتفى من الجَلْد..رُوحاً وَ جَسَداً...،حَشَرَ ذِراعيه في كُمَّي سِتْرة رَمادِية الْتَقَطها عَشْوَائِياً من خِزانته..وَ قَبْلَ أن يَحْشِر رَأسه فيها..واجَهَ المِرْآة بِظَهْره لِتَنْعَكِس صُورته..تَخَبَّط بَصَرهُ ببقايا آثار تِلْك الليْلَة..فَظَهْره..شارَك قَلْبه..روحه..ذاته..و عَقْله في إرْث المَاضي الشَّيْطاني..فالذّكْرى رَفَضَت أن تُحَرّره..و اخْتارَت أن تَنْحِت نَفْسها فيه بِكُل الأساليب و الطُّرق..وَ كان ظَهْره أَحد الضَّحايا..اثْنتان وَ خَمْسون جَلْدة فَقَط..انْهارَت قِوى ناصِر وَ لَم يَقْدِر على إتْمامها..لا زال يَتَذَكَّر آهاته التي حَبَسَها قِسْراً بَيْن أَضْلاعه..فَلَم يَكُن من حَقّه التَّألم أو البُكاء..فَهُو مُجْرِم..عاصٍ وَ مُطيعٌ للشَّيطان..ليس من حَقِّ عَيْنه أن تَسْتَعيرَ دَمْعاً بهِ تُضَمِّدَ أَوْجاع ظَهْره النَّازِف من الجَلْد...هُو أَتى ناصِر مُطالِباً بالعِقاب..أَتاهُ راضِياً وَلَو بِذَبْحٍ يَنْهَب رُوحه لِيُلْقيهِ وسَطَ قَبْرٍ حَقير رُبَّما يُليق بِجُرْمِه...أَتاه و صَبيب مُقْلَتاه بَصَق على شَعْرِ وَجْهه رَمادِية لَمَ تَغِب كآبَتها إلى يَوْمنا هَذا...

،


يَتْبَع





 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معــلومـاتــ شاملهـ عنــ ـالفشلــ ــالكلويــ !! ـرسم ـالخ ـيالـ …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 16 02-18-2009 09:32 AM
فضل يوم عرفة εϊз šαđέέм εϊз …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 14 02-15-2009 11:47 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية