الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-28-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 يوم (07:15 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة /32



بسم الله الرحمن الرحيم

تَوكلتُ على الله


،


الجزء الثاني و الثلاثون

مَضى الليل مُجْتَرِعَاً معه مشاعرها التي تطايرت أَسْهُماً لا تُرَد اخترقت صدر أخيها مُمَزّقة قلبه و ازعةً ألماً يتجدد مع ولادة كُل نبضة..أتاها الفَجر سابغاً بسكونه على روحها،مُطَهّراً حواسها من شوائب ضيق نثر بذوره بين خلجاتها لتنبت عَلقماً مرارته تُخَلَّد في لسانها..،تأكدت من نوم ابنتها إلى جانب عَمَّتها التي سَبقتهم للمنزل في ظروف غامضة !سَبَقتهم دون كلمة و لا خبر،و عند عودتهم قابلوا أنفاسها النائمة التي استشعرت حواسهم ارتعاشاتها و تخبطها وسط الوسادة..هي صمتت دون سؤال قَد تحوّره نور إلى تَهَرُّب لن يُشبِع شُكوكها..فهذه الأنثى مُنذُ عامان تَذوي أمام الجميع،كُلَّما ناشدت ارتواء أصمتت السماء حُسنها بغرقٍ لا نجاة منه..،مَسَحت المساحيق الخفيفة عن وجهها المُرتدي بُهوت أحاكتهُ خُيوط الحَديث المُحتدم الذي دار بينها و بين أخيها..ذاك الأخ المُهاجر على عَربة مَجهولة السائق..الضائعة خريطة مَسيرها..هاجَرَ مُتناسياً حرارة الدَم الرابط بينهما..تَكَسَّرت وسط مسامعه ضَحكات الليالي و باتت بلا صَحوة بين عينيه أُمنياتٍ رَسمتها معه على سطح القَمر المُنير دارها..تلك الدار التي كان قَفَّالها..أسفاً أنَّهُ أضاع مفتاحها..،عَرَّضت جسدها للماء لدقائق بسيطة،مُرتجية انتعاش يُعينها على مُواصلة مُهِمَّتها..ارتدت مَنَامتها..سروال تخترق بياضه خُيوط عرضية بدرجات الأزرق..و سُتْرَة اصطبغت بالأزرق الداكن كَاشفة عن نصف ذراعيها..اتجهت بخطوات التحفت بُطأً مُتردد إلى النافذة..أبعدت الستائر لتنحشر بينها،فاصلة جسدها عن جَو الغُرفة السابح في النوم..نَظَرت جهة المواقف..مَركبتها و مركبة خالها و نور وجود فقط،اذاً مثل ما توقعت لم يَعُد بعد..أفرغت تنهيدة مُشَذَّبة الحرارة..فارغة من مشاعر أضاعت الطريق..عقلها عاد بذاكرته لليالي التي كانا يبيتان فيها هنا أثناء عُطلهما..كان لا يعود للمنزل قبل الثانية عَشرة..فهو كعادته يجتمع مع أبناء عُمومته و رُفقائه إلى وقتٍ مُتأخر،و الغَريب أنَّهُ يصحو بنشاط عند الصَباح..باغتت شفتيها ابتسامة لها خفّة فَرح لم يَسكن جواها مُنذ زمن..هي على عكسه،السَهر يقف حائطاً يُعارض صَحوتها..و مُتيقنة أنَّ غداً ستُعاني في جلوسها عند الصباح..تصَدَّعت الابتسامة من سُخرية فُضولية..فهي دائماً ما تُعاني في صحوتها..فالسَهر لم يُنهِ عَقْده معها..،انتبهت من غَفلتها لأضواء سيَّارته التي أركنها في مكانها..اعتدلت في وقوفها تنتظر خُروجه..أو أنَّها تنتظر ضياع حَواسها بخروجه،ارتباك شَعب القلب و ضَمور مُوجِع للأنفاس..قَبَضَت كفَّها بقوَّة فوق النافذة حتى شَعرت بأظافرها تُمارس تعذيبها على جلدها الرقيق..و هي بهذا التعذيب تُعاقِب نبضاتها المُستسلمة لهذيان نَثَر جُنونه بين خلاياها..أمرت رئتيها بالاحتفاظ بذرات هواء استنشقتها بعُمق قد يُبَدّد التَيه العاقد حُجرات قلبها..،تَراجعت عن النافذة..ارتدت عباءتها المُعلَّقة قبل أن تُحيط وجهها بحجابها ساترة خصلاتها المرفوعة..فتحت الباب خارجة بعد أن ألقت نظرة على جَنى المُتكوّرة و سط سرير نور..أغلقت الباب ليُقابلها سُكون الطابق الثاني..الأضواء جميعها مُغلقة عدا ضوء خافت يتسلل من المصباح القريب من السُلَّم..،وَقَفَت بثبات عاقدة ذارعيها على صدرها تنتظر وصوله الذي مَهَّدت لهُ خطواته المُشاكِسة هذا السُكون..عَضلة عند جفن عينها اليُمنى ارتعشت من سطوة حُضوره الهادئ..كان يصعد السُلَّم و عيناه جهة غُرفة نُور و ما إن رآها حتى التمست قدماه تَوقفاً..بادلها نظرات الصمت بلا حديثٍ يقطع هذا السيل المَشحون بمشاعر مُتباينة لها أطرافٌ من غرق تطمس أنفاس روحيهما المُكَبّلتين عند بوابة الذكرى..،كان يقف على العتبة القبل الأخيرة و عيناه قد استقلتا المَركب الجارفهُ للوعة تُذكره بخسارته لها..رَطَّب شفتيه بلسانه لتكون مَخرجاً لكلماته المُرتفع صوتها..،:تعالي تحت
عُقدة تَرَبَّعت بين حاجبيها..هل يعلم بقرارها لمُحادثته ؟ أم أنَّهُ هو أيضاً قد خطط لذلك ؟! تقدمت خطوتان هامسةً باعتراض،:لا ما بجي
نَطَق عندما توقفت أمامه..هي عند بداية السُلَّم و هو على عتبته،:تبين نتكلم صح ؟ الأفضل ما يكون كلامنا اهني "و بسُخرية أكمل" لأن ما اضمن أصواتنا ما ترتفع..فخلينا ننزل بدل ما نسبب إزعاج لهم
زَفَرت قهرها المُتشعب في صدرها و هي ترى استدارته التي أصمتت أيُّ اعتراض قد تُحاول أن تُواجهه به..لحقته للأسفل و تبعته حتى استقرَّ في المطبخ..وقفت قُرب الباب و هو تَقَدَّم مُتناولاً كأساً ليرتوي..انتظرته ينتهي و عيناها تتحركان على المكان خشية أن تصطدم بوجهه،فلا حيلة لها لجر كَومة من ذنوب جديدة..،غَسل الكأس ثُمَّ أعادهُ إلى مكانه..خطى خطوتان للطاولة الدائرية الصغيرة المُتوسطة المَطبخ،أرجع المقعد للخلف ليجلس تحت مرأى من نظراتها المَكسوة استغراب..أشار للمقعد أمامه هامساً بحاجبان مُرتفعان،:اقعدي
زَمَّت شفتيها بعدم اقتناع..فهذا السيناريو لم يَكن عَقلُها مُخَططاً له..كلمات بسيطة تلك التي أرادت أن تُبصقها في وجهه دون نقاش يبدو أنَّهُ يَرجوه..جَلست شابكة أصابع يديها على الطاولة و هو بالمثل تَقدَّم شابكاً أصابعه..هَمَسَ و عيناه بدأت مسيرها لمرفأ عينيها،:يوم عندي و يوم عندش ؟
عَقَّدت حاجبيها بعدم فهم هامسةً باستنكار،:شنــو !
ابتسامة أرادت أن تغتال جُمود ملامحه لكنه تَصَدَّى لها مُواصلاً تَدثره بقناع الجديَّة ليُجيبها مُوضحاً،:جَنـى..مو انتِ تبين تكلميني عن وضعها بينا ؟ فأنا اقترح يوم تنام عندي و يوم تنام عندش
حاجبها اعتلى قمَّة اعتراضه لتقول و البرود تتطاير أشواكه نحوه،:و من قال اني مواقفة على الاقتراح ؟
أرجع ظهره ليسنده عاقداً ذراعيه على صدره..وضع ساق على الأخرى إيحاءً لها بعدم الاهتمام و هو يتساءل بلحن مُتَمَلمل،:زيـن شنو اقتراحش يا مدام جنان ؟
تجاهلت سؤاله الناقع في وحلٍ من استفزاز كاد أن يَطال بُنيان برودها مُجيبةً بحدَّة،:بنتي بتعيش عندي و تقدر تجي تشوفها وقت اللي تبي و بعدين ترجع بيتكم
أنهت جُملتها الصادمة ثُمَّ تراجعت تُعيد رسم جلوسه الذي تَحَرَّرَ منه و حدقتاه تتسعان من عُظم ما نطقت..تُريد أن تُمارس تعذيباً عليه..تعذيبٌ جديد و لكن بظروف مُختلفة،ستسخدم ابنته..روحه و حياته أداة للانتقام..تُريد أن تجبره على الارتشاف من الكأس الذي اغتصب به مذاق حياتها حتى أحالها مَرارة لا تُحَلَّى..،راقب ارتفاع راية النَصر بين عينيها و غياب ملامحها تحت سقف ابتسامة ثقة تمرَّغت بالخبث..شَخَر باستهزاء قبل أن يقترب من الطاولة ليُدير وجهه قليلاً مُشيراً لأذنه..و بسُخرية قال،:عفواً ما سمعت عيدي الكلام
نَطَقت و البرود لا زال يَحتوي كلماتها،:فيصل،ترى مو قاعدة امزح اتكلم بجديَّة
وقف و الغضب بدأ بشد رحاله بين مدائنه مُعَقّباً باستنكار وَضَح من عُقدة حاجبيه و نبرة صوته،:لا تمزحيـن،يوم انش تقولين هالكلام الغبي يعني تمزحين
وقفت تُقابله شاهرة سيف دفاعها المنطوي وسط غمد الفَقد و الحرمان..و بصوت اعتلى قَهَراً،:ليش ما كان هالكلام غبي يوم حرمتني من بنتي ؟ لو حلال عليك و حرام علي ؟
ببرود مُرمَد أجابها و عيناه تَشُقَّان طُرق عينيها،:كنتِ تستاهلين حزتها
هَمَست بحقد تَمَنَّت لو يَنال من قلبها حقيقةً،:حقيـــر "ارتفع صوتها مُردفة و الذاكرة خَلعت رداء تَحَفّظها" كانت لحظة ضعف نتيجة شكوكك و أوهامك و احتقارك لي " و بنبرة أرادت بها لطم خدّ كبريائه ليلتفت لأخطائه" و فوق هذا كنت عايش مُراهقة جديدة ويا ياسمين
ابتعد و كلماتها الأخيرة أنفرته عن إشاراتها اللاسعة روحه و المُلتَفَّة سلاسل حول ذاته تخنقها..تهمس لها بوشوشة مُستفزّة..تنحت بين ثنياتها حقيقةً حتى هذه اللحظة لم يَكُف عن مُحاولة بترها..فالذَّات لا زالت مُقيَّدة بها..،أصابعه أفرغت توتر عروقه بين خصلات شعره و هو مُشيحاً وجه افتضاحه عنها..لا يُريد أن تقرأ نُكرانه لاحتلال ياسمين أرض رُجولته..خَبَّأ عنها فتيل الاشتياق الصارخ باسمها..حيث بين اللَّهب لمع وجهها وحده حارقة إناث الحياة..ياسمين و غيرها..،استدار لها بعد أن رَمَّمَ بروده لتلفحه رياح دموعها الحائرة و سط مُقلتيها..هَمَس مُنهياً النقاش قَبل أن تشتعل نيران لا تُخْمَد،:اتوقع ان انحرفنا عن الموضوع و الوقت اتأخر،خلي النقاش لوقت ثاني
أنهى جُملته و خَطى خارج المَطبخ يهرب من اتهاماتها المُغرضة و التي بطريقةٍ ما تُهدهد تصديقه لبراءتها الغافي على وسادة من شَوك لا ينتهي وَخْزُه..،هي..الأُنثى المَذبوح قلبها و المَنشور ردائه وسط السماء بين سُحبٍ لا يقف هَطلُها..انطوت على المقعد المُحتوي قهرها قبل دقائق لتُفرِغ فوقه مشاعر أخرى بها هي تُعرّف خشبه على مأساتها المَفتوحة بَوَّابتها دائماً..ترفض الإقفال غير آبهة بتغريد الفَرح على بُعد أميالٍ انقطع خيط حذاءها قبل أن تصل لمَقرَّه..بَكت و الدَمعُ أحالهُ التكرار كائناً هُلامياً،قد فقد إحساسه عند أنَّة البُكاء الأخيرة التي نستها بين طَيَّات قُماش الوسادة المُبلل..بَكت و الروح تُحاكيها تُطالب بالرُحمى فالضيق قد استعر و القلب بات يُكَفّن نبضاته بأضلاعها..فإن أصاب القحط الأضلاع سَتُرفَع الروح بلا رجعة..،



الساعة حَطَّت بعقاربها عند الثانية و خمسون دقيقة..تَقَلَّب جسدها بضيق فوق السرير مرتان مُتتاليتان..استقَرَّت على ظهرها و بساقيها حَرَّكت الغطاء بعيداً عن جسدها و هي ترفع يدها ماسَّة عُنقها تتحسس ذرات العرق التي بدأت بالتجمع لسبب لاتعلمه..،تأفأفت و الضيق مُلازماً سَكناتها..أدارت وجهها يَميناً تبحث عن برودة تنتشلها من هذه الحرارة المُثَقّلة خُروج أنفاسها و لكن لم يصفعها سوى خواءٍ ساخن..،استجابت للأمر الواقع الذي أجبرها على تنحية لذَّة النوم جانباً لتجد حَلَّاً لهذه المُعضلة..تَصافق سريع نال من أهدابها و تجعدات بدأت بنحت خطوطها حول عينيها لتكشف عن عسلها المُصفَّى.. باغتت عينيها المصابيح الفاغرة ضوءها لتغمضها بإنزعاج بانت علاماته على ملامحها الرقيقة،أعادت الكَرَّة مَرَّة أخرى حتى اتضحت لها الرؤية و استعادت عينيها قوَّتها المُستسلمة لغرق النُعاس..حَرَّكت عدستيها بخفَّة للجهة الأخرى من السرير تُريد أن ترى وضع زوجها من هذه الحرارة..و عَجباً أنَّها لم تجده ! عُقدة مَحشو نصفها باللاوعي عانقت مابين حاجبيها و هي تستقر بباطن يديها فوق السرير رافعة جسدها تُناشد استيعاباً..فرأسها لا زال صيداً للموت الأصغر،جالت ببصرها على الغرفة ببطئ يَكاد يتجمد..بحثت عن طيفه و لكن لم تجده..أثناء تجوالها المُتواصل انتبهت للمُكيف المُغلق..بيدها مسحت على وجهها لتستقر هُناك..زَفَرت بإغماض و عقلها يسترجع رُكوبها معه السيَّارة و من ثُمَّ إيقاظه لها..و النتيجة نومها بعباءتها دون إطفاءٍ للمصابيح و لا تشغيلٍ للمُكيف..،اعتدلت في جلوسها و هي تفتح أزرار عباءتها و عيناها مُسَمَّرتان على البقعة التي ينام فوقها..يا تُرى أين هو ؟ التفتت لدورة المياه و التفكير يُحاصر عقلها.. وقفت تخلع العباءة قبل أن تذهب لتعليقها..أحلَّت ربطة شعرها لتتناثر خصلاته الخفيفة ماسَّة ظهرها و بضع خصلات ظَفَرت بفرصة مُعانقة وجهها..،توقفت أمام باب دورة المياه،رفعت يدها و طرقتهُ..رَكَّزت مسامعها لالتقاط ولو هَمسة..لكن صخب الصمت ما انعقد وسط مسمعها..نادتهُ بصوت أنهكتهُ بحَّة النوم و هي تُطرقه من جديد ،:بَسَّام..بســ
قَطعت مُناداتها عندما التقطت عينيها مفاتيح المصابيح مُغلقة..و بتلقائية أخفضت يدها للمقبض فاتحة الباب ليصطدم بصرها بالظلام المُتحالف مع الخُلو..أغلقته مُبتعدة لباب الغُرفة..فقد يكون ساهراً أمام التلفاز..و بالمثل لم تجده ! وقفت وسط غرفة الجلوس مُستقرَّة بيديها على خاصرتها تُحاول أن تستجمع هذه الغرابة و تُصَيّرها جواب لأسئلتها..أيُعقل أنَّه واصل طريقه لمكانٍ ما بعد إيصالها ؟ لا تستطيع أن تتذكر إن كان قد تَبعها نزولاً من السيَّارة أم لا..زَفَرت حيرتها و هي تستدير حول نفسها و أصابع يُمناها تدعك صدغها المُتخم بحلوى النَوم..أين أنت بسَّام ؟ تَردَّدَ السؤال داخلها حتى بات صداه يعصف بنبضاتها المُستجيبة بتسارع صَعَّب عليها ازدراد ريقها..لماذا هي مُهتمة لغيابه؟..أجابت بتبرير،فقد يكون قد حدث خَطباً ما..فلا يرتبط بغياب أصحاب الليل المُفاجئ إلا السوء..،رَفعت رأسها تنظر لباب جناحهما..هو كعادته يقضي وقتاً مع والده قبل أن ينحشر كُل واحد في سريره..لذلك تَقَدَّمت تاركة الجناح تبحث عنه في الأسفل..على الرغم بعدم اقتناع عقلها لبقاءهما حتى هذا الوقت..،

،

أكان الصَدُّ نُفوراً خشية اغتصاب حُب قد نَما بين أضلاعها ؟ اذاً لم يَكُن خَجلاً ذاك الذي أبعد جسدها الطَري عن جسده في لياليهما الأولى..كان تَبجيلاً لعشقٍ لا يدرِ أي البدايات احتوى و أيُّ المآسي كانت نهايته..،مَضَت قُرابة الساعتان وهو مُضَرَّجَاً بهواسجه على هذه الأريكة و التي قد تستفرغ علقم كآبته عاجلاً..عاقداً ذراعيه على صدره المَشحون بتصادمات تنهيدات كُلَّما أفرغ قوافلاً منها حَطَّت مَكانها أخرى وَجُعها أكبر..بصره مُقيَّد بنقطة مُعيَّنة..نُقطة فارغة لها بؤرة تُرتَجع منها مواقفها طيلة الفترة التي قضياها معاً..هُروبها الواضح من قُربه،ضيقها الواسم نفسه فوق ملامحها عند حديثهما..ذاك البُرود المَجدول بخصل جليد تُباغت عُنُقِه ناحتة رفضها له لم تُسقطه سَحابة مَرَّت على غفلة..بل هي سَحابة كَوَّنتها أبخرة فراقها لرَجُلٍ غيره..،أسْنَدَ رأسه و هو يرفعه يُراقب السَقف المُصمَت..راودتهُ رغبة بالخروج ليلتحف بالسماء بدلاً من هذا الجمود المُضَعّف شرخ قلبه..هل كان حُبّها لذاك كَحُبّه هو لها ؟ هل نامت فوق جفنيها صورته ؟ أكانت مسامعها مَسكناً لصوته ؟ ابتسامتها ترحها و خليط مشاعرها المُحتدمة في روحها..أكانت تنحني عند ذكره ؟ هل كان حُبّه المُسَيّر ذاتها و الناقش إطاراً مُذهبَّاً حول حياتها لكي ترى الجَمال و لا غيره..و تُبصِر السعادة مُتَطَهّرة من حُزن و تلتمس حواسها أمناً لا يعرف طريقه سوى المُحبّين..،آه مَكسورة الخاطر عَبرت حنجرته ليبتلعها الهواء المُتوتر حوله..ففكر و قلب و روح حَبيبته بين يدي أحدهم..و هو أتى بعشقه الطفولي ليحتل أرضها مُجترعاً ألم ذاك الوصال..و لكن لماذا الوصال صَيّرته الليالي انفصال مُدوي لازال وقعه يصطدم بجُدران حياتها ؟
،:بَسَّام
عيناه التمست عَوناً من جفنيه لينحشر وسط ظلام ذاته يُحاول أن ينسلخ عن مشاعره المُضطربة من همسٍ يرتفع من بين شفتيها..تقتله فينعى نفسه ثُمَّ تُعيد إحيائه في ثوانٍ..هو قَتيلٌ عند قدمي أُنوثتها..عبداً لازمَ مُلكها مُذ كانت رضيعة بقبضتها الصغيرة تحتضن إصبع الحياة..أحياناً يعتقد أنَّ والدته غَذَّتهُ وجودها وهو بين ظلماتٍ ثلاث..أطعمتهُ حساءً يتنبأ بقدومها..أذاقتهُ حلاوتها و هو في رحمها ليَظَل يُطارد سَكَرها عندما اشتد غُصن رُجولته..،
،:بسَّام شفيك ؟
ببطئ أخفض رأسه و عيناه لا تزالان تنحبان في الخفاء..حَلَّ عُقدة ذراعيه ثُمَّ أرخاهما جانباً،مَرَّرَ لسانه على شفتيه الجافتين من نبع كلمات..فَتحهما ليلتقي بيديها المُتشابكة أصابعهما بقلقٍ غَريبٌ أن يُراودها..رفعهما لتصطدم نبضاته بزُجاجتيها المُتخبطتين على ملامحه تُسبغه عَسلاً حواسه لا تشبع منه..تساءلت و هي تَرى جُموداً نادراً ما يزور ملامحه،:بسَّام ليش قاعد اهني ؟ خوفتني يوم ما شفتك فوق
خَوفٌ حقيقي أم مُجاراةٍ لحياة لم ترسمها بيد أحلامها ؟ وقف بهدوء و نظراتها تُلاحقه..حَرَّك عدستيه على وجهها يُقيس مَدى صدق الاهتمام المُلَوّح من عينيها..نَطَق عندما انكمشت مُحاولاته بفشل،:انشغلت افكّر في الشغل و ما انتبهت لنفسي
صوته الفارغ من نبرة بَسَّام الفطرية و ملامحه المَبتورة تَقَلُّباتها ساعدا على عدم تصديقها لجوابه..و لكنَّها فَضَّلت السَير على ظهر كذبته لتتساءل،:عسى ماشر يعني في مُشكلة في الشغل؟
أخرج صوت من بين شفتيه ينفي وجود المُشكلة مُردفاً بابستامة صغيرة لم تصل لعينيه،:لا ما في شي،لا تشغلين بالش
تجاوزها دون إضافة كَلِمة أُخرى قد تدلها على هذه الغرابة التي تُحيط به..أخفضت بصرها تنظر لهاتفه و مفاتيحه المتروكة فوق الأريكة بالقُرب من مكان جلوسه..انحنت تتناولهم و ضجيج السؤال يعبث عند قارعة وجهها..ما به ؟!



ماضٍ

صوتهما يقترب،يد أحدهما اصطدمت بالباب ليرتد جسمه للزاوية مُنكَمشاً على نفسه بشهيق وزفير مقطوعان من هَول موقف لم يُخيل لهُ يوماً أن يعيشه أبداً !
بالإنجليزية صوت القريب منهما نطق،:سنتفقد هذه الغرفة و سنعود لهم بسرعة
سيلٌ من استفراغ عَبَر صدغه لتتشبعه شُعيرات لحيته الخفيفة ثُمَّ ينتهي عند عُنُقِه..هُناك حيثُ العِرق يُجاهد لإختراق جسده القابع في جحر الهَلَع..،حواسه مُقَيَّدة بمقبض الباب الذي استدار بخفَّة يُحَذّر من فتحٍ سيعقبهُ سَيلُ دماء أيتمتها الغُربة..انزوى مُنكمشاً على نفسه و قُيود خَوف يطال روحه للمرة الأولى تُكَبّل أطرافه..مُخّه توقف عن استقبال و إرسال الإشارات فعروقه أنحلها الرُعب المُتدفق بحرارة فَجَّرت مساماته المُستفرغة عَرَقاً لهُ رائحة ضَعف..رَجفة أوجعته طالت عظامه من صوت ذاك الذي ارتفع بذهول،:الباب مُقفل ! هل تعتقد أنَّ أحداً في الداخل ؟!
أجاب الآخر بحيرة،:لا ادري "اقترح مُشيراً للفراغ بين أسفل الباب و الأرض هامساً" انظر هُناك
استجاب ذاك مُنحنياً لاصقاً بطنه بالأرضية الخشبية..بَسط يديه و هو يُميل رأسه سامحاً لعينيه باستراق النظر للداخل..ضَيَّقهما مُركّزاً بصره المُدَرَّب لاصطياد ما يدله على وجو أحد..ثوانٍ و ارتسمت على شفتيه ابتسامة ألوانها الخَبَث..رفع جسده و سَبَّابته اقتربت من فمه مُشيراً لصاحبه بالصمت..رَفَعَ سلاحه مُستَقِرَّاً بقاعدته فوق باطن كفّه اليُمنى..و اليُسرى التفت حوله لتلتقي إصبعه بالزناد..،صوت إطلاق الرصاص المُفزع ذَبحَ آخر نَفساً مُتلاشٍ للشجاعة التي كان يتقلَّدها مُحَمَّد..قواه تطايرت من فوقه تاركة جسده ذَليلاً للأرض التي تَصَلَّبت بقسوة أسفله..على رُكبتيه سَقط و الخوف وابلٌ يتساقط عليه مُرتطماً بروحه مُشَكّلاً ثغرات تُنحَر عندها الأنفاس..ألمٌ سَقيم اخترق بنصله صدره..مُتعاضداً مع النبضات التي ظَلَّت تلتوي بوجع يَحكي قصة جُبنه..بان لهُ وجهيهما الناقعين في سُمّ سوءه يستطيع أن يستطعمه لسانه المُتحجّر..الخبث ينطق بين ملامحهما و القتل نُحِتت أهوائِه حول عدستي كُل واحد منهما..هو رأى دمَهُ المُتَيتم من غربة يخترق خطوط راحة كفيهما..بصره برجاء العَبد الحقير ارتفع مُتَسَلّقاً الهواء يُنادي بصوتٍ أخمدهُ الخَوف إلهاً لا تَنام عَينه..فَصَل ذاته عن هذا العذاب الحائم رماداً خانق يتصيد بقائه..لا يُريد المَوت غَريباً و دارهُ مَنسية بعيداً عن عائلته..لا يُريد أن تُرفَع روحه و الجسد مُكَفناً بدماءٍ لم تتجدد دورتها من تحقيق حُلم سَكَنَ جواه مُذ كانت الطُفولة لباسه..أغمض عينيه مُجترعاً بجفنيه آخر أمل لَمحهُ يُرفرف بلا هُدى..استكان في جلوسه و صوت نبضاته يتردد وسط بلقعه المُنتظر خَلاصاً يَنحني منه شُكراً لله..أو دفناً بلا وداع أحِبّة..،
،:ارفعا ذراعيكما في الهواء..بسرعة دعاني أرى السلاح
لم يلتفت للأصوات و لم يرى كيف كَبَّل الشُرطة ذراعيهما..هو حتى لم ينتبه صوت إطلاق النار جَرَّاء مُحاولة أحدهما للهروب و لم يسمع صوت الرَجُل الذي انحَنى إليه ليُحادثه..كان فقط يرى شفتان تتحركان..فالأذن لم تتحرر من الفَصل المعنوي الذي تَدثرته حواسه..أوقفه شاداً بقبضته على ذراعه و مشى معه و هو لا زال يتحدث..حَرَّكت رياح المَوت بصره على الرجال المَطروحين أرضاً و هُم مُقيدين..و هناك عند الزاوية انحنى رجُلان على آخرٍ وجهه غاب خلف كدمة سَجنت ملامحه بدمامتها..أغلق فَوَّهة أسئلته،و مَنع عقله من مُمارسة تفكيراً يَزيد من عُقَده..لحظتها تَمَنَّى لو يبتلعهُ إغماء ينتشله من هذا التَخَبّط..الدوار حاصره مُخلخلاً اتزانه ليرى الأشياء مُحَلّقة و الأصوات صَخبٌ لا تُتَرجم كلماتها..أغمض عينيه بوجع من الأضواء التي هاجمته تَمنع عنهُ رؤية الأشياء المُحَلّقة..ثوانٍ و انحشر جسده وسط سيَّارة مَشت قُرابة أمتارٍ و ساعات لم يلتفت لها عَقله المَحكوم عليه بالغياب المؤقت..،

،

على مقعدٍ خَشبي أسوَدَّت أطرافه من حِمل أجساد تفاوتت ذواتهم بين شَرٍ فاحم و خَيرٍ على مشارف القَحَط كان يجلس و الغياب قد ارتدى نعليه مُستَعدَّاً لمُغادرة محطَّة عقله..سامحاً لحواسه بالتزود من الواقع المُبهَم..أمامه على الطاولة وُضِعَ كأسَ ماءٍ و طَبَقٌ يحتوي شريحة خَبز مدهونة بالزبدة..كانت عيناه مُعلَّقتان على الكأس يُراقب ارتباك سطح الماء الناتج عن اهتزاز الطاولة الخشبية بسبب تدوين الشخص الذي أمامه لكلمات لا يعرفها..،وجهه كان أسيراً ليدي الرَهبة و الصَمت تَصَدَّى بقضبانه لأيِّ حَرف يُحاول لسانه نُطقه..ملامحه انطوت ردَّات فعلها عند تلك الزاوية التي هَوى عندها قلبُه،مُلتمساً من شتاء بَرلين جليدٌ هو بهِ يُشَذّب أسئلته الحائِرة..كَتفيه هَزمهما الموقف بعد أن اجترع استقامتهما المُمَيَّزة..و فوق خَدّيه بانت صفعة لم يُمحي الزَمن آثارها..،
،:ما هو اسمك أيُّها الشاب ؟
أبعد بصره عن الماء الذي خَفَّ ارتباكه و ببرود اتجه به إلى هذا المُتحدث..اجتَرَّ صوته من قَبر صمته ليَخرج مَبحوحاً مُتَهَدّل الأطراف..،:محـمد
تَبادَل النظَرات مع الرَجُل الثالث الذي كان يُشاركهما في حشر جُزيئات ثاني أكسيد الكَربون وسط هذه الغُرفة المُميت ضيقها..أعاد بصره لمُحمَّد مُتسائلاً بانجليزية ركيكة،:هل لُغتك الألمانية جَيّدة؟
بهمس يَكاد أن يُصبح سَراباً،:ليس تماماً
أشار للثالث الذي جَلَسَ على المقعد الذي يتوسطهما..نَطَقَ مُوَجّهاً السؤال لمُحَمَّد،:ماذا تفعل في برلين ؟
شَبَح ابتسامة اضمحلَّت سعادتها لوَهلة بانت ملامحها على شفتيه مُجيباً،:مُبتَعَث لدراسة الهندسة الميكانيكية
استدار الثالث يُترجم ما قاله مُحمَّد لزميله الذي نَطَق و هو يُشير للملف الذي أمامه،:هذا صحيح بالنسبة لاسمك و الجامعة التي تدرس فيها "وجَّه كلماته للمُتَرجم" اسأله ماذا كان يفعل في المَتجر ؟
استمع مُحَمَّد للسؤال بملامح بدأ البرود بالانحسار عنها..أجاب بعد انتهائه و رأسه يميل قليلاً و هو يبسط يمناه أمامه يسترجع تلك الساعات،:كُنتُ اشتري بعض الملابس،لم أجلب لي ملابس مُناسبة،لم أكن اعلم أنَّ برلين باردة لهذه الدرجة
هَمهم المُحقق بتفهم بعد أن تُرجِم لهُ قَول مُحمَّد الذي التمس صدقه من حركات جسده العفوية..أخفض رأسه ينظر للملف الذي بين يديه..بهِ معلومات بسيطة عن مُحَمَّد الذي أسكنَهُ القَدر وسط هذه المعمعة على غفلة منه..،حَرَّك يده في الهواء و كأنَّهُ يُنَبّش عن خيط قد لا يلتقط طرفه عند استجواب الساطين ناطِقاً بسؤال،:هل قالوا شيء غريب،أو نطقوا بشيء تعتقد أنَّهُ قد يُفيدنا ؟
أخفض مُحَمَّد بصره مُجترعاً به نُقطة عَشوائية سَطَرَ فوقها الحَديث الذي دار بينهم،دَعَك صدغه و هو يتكلم،:لقد هدد أحدهم البائع بإفراغ السلاح في رأسه..كانوا يتكلمون الإنجليزية ولكن بلهجات مُتعددة و "رَمَشَ مَرتتان مُتتاليتان و بريق خاطف عَبر سواد عدستيه اللتان ارتفعتا ليقول بحاجبين معقودين و هو يُبعِد أصابعه عن صدغه" الاثنان اللذان اقتربا من غُرفة القياس قالا شيء عن أموال و ساعات.."انحلَّت عُقدته مُردفاً " آه اعتقد متجر ساعات
تَراجع المُحقّق سانِداً ظهره مُستَقِرَّاً بقدمه اليمنى على رُكبة ساقه اليُسرى و يداه تنحشران في جيبيه..ارتفعت زاوية شفته كاشِفاً عن ابتسامة مائلة جَذَبَت أنظار المُترجم الذي قال مُتسائلاً،:هل وجدت شيء ؟
همهم قبل أن يُجيب بثقة،:نعم..وجدت ما تَمَّ مسحه من آلات المُراقبة في متجر الساعات "نَظَر لمُحَمَّد ناطِقاً بالإنجليزية و هو يُشير للباب" شُكراً لك تستطيع أن تنصرف
وقف مُحَمَّد ماسَّاً طرف قميصه من الخلف وهو يُومئ برأسه لهما..ترك الغُرفة ليُقابله أحد رجال الشُرطة الذي رافقه لخارج المَركز..ارتعشت أطرافه من الهواء المُختَزَلة حرارته حتى الصفر و رُبما أقل..ظَلَّ واقفاً أمام الباب يُمارس عملية تنفسه بهدوء شَتَّتَ المشاعر الغَريبة التي أحاطتهُ باستحكام خلال ساعات..رَفع رأسه للسماء يُراقب قَمَراً توارى خلف رداء السَماء المُشبعة سُحُباً كأنَّها رَماد..كانَ المَنظرُ كَئيباً لهُ لحَنٌ مُوحِش انقطع على إثره وَتَر سعادته لفترة..هَمَس لخالق هذا الإعجاز،:الحمد لله ياربي
زُلال مَرَّ خلال المسافة الفاصلة بين رئتيه ليتفرَّع مُسْبِغاً عذبه على قلبه لينهل منه..بسحر انجلى غَمُّه و ذاب الجليد الذي تَكَتَّل بقسوة حول حواسه،انشراح شعر به يملاَ صدره بزهو..بذكر خالقه ارتفعَ الأسى و بدأت الابتسامة ببناء مَسكنها فوق شفتيه..تَحَرَّكت قدماه يَخطو بنشاط غير مُلائم لهذا الوقت المُتَأخر من الليل..خَطى مُخَلّفاً أثراً لبصمات قدميه غير عالماً بأنَّ الرياح ستحمل آثاره لتُنحتها على جليد الفَقد..،



حاضر

تَوَقَّفت لندائه عندما دلفت لأحد المَمَرَّات..كان الوقت قد تجاوزت ساعاته مُنتصف الليل بكثيــر و السُكون أُحيكَ رداءً للمُستشفى في هذه الليلة،غيرهما هما الإثنان لم يكن واقفاً..أدخلت يدها في جيب معطفها الأبيض مُتسائلة بهدوء،:نعم دكتور بغيت مني شي ؟
نَقَلَ بصره على ملامحها يُنَبّش عن تلك النَظرة الوَقِحة..الابتسامة الواثقة المُلتفة بحبلٍ من خَبَث تنفر منه سَريرته..إلا أنَّهُ لم ينعكس أمامه سوى براءة للمرة الأولى يراها تشع من عينيها،لرُبما كان سؤالها بَريئاً فعلاً..انتبه لصوتها المُتسائل،:خير دكتور وقفتني و ما تكلمت !
نَطَق بأفكاره التي امتطت فَرَس شُكوكه،:انتِ تبين توصلين لشنو ؟
الاستنكار تَرَك بصمته بين حاجبيها و فوق جبينها المُتغضن..أشارت لنفسها مُتسائلة،:عفواً..انت تقصدني؟
ببرود أجابها غير آبهاً بشروط لباقة مُطْلَقَة،:و تشوفين في احد غيرش اهني ؟!
أمسكت بسَمَّعاتها المُحيطة عُنُقِها مُتسائلة بحَنَق مَيَّزه من ارتعاشات صوتها،:انت ليش مو طايقني ؟! اعترف اني مُمكن ضايقتك من أسلوبي أوَّل مرة بس جيت و وضحت لك أسبابي و اعتذرت "انحنى صوتها بسُخرية و هي تُكمِل" و انت حتى ما رديت علي بكلمة..و اللحين جاي و من عيونك واضح انك تبي تهاوشني !
أرفعت اللامُبالاة كَتفه و هو يُعَقّب،:شنو اسوي اذا انتِ من البداية قابلتيني بشخصية لا تُطاق همها اختلاق المشاكل
عَقَدت ذراعيها على صدرها تُخفي ارتفاع صدرها المُثقل من أنفاس مقهورة.. باستهزاء قالت،:لااا و شنو هالماشكل اللي انتَ تعرفها و انا صاحبتها ماعندي خبر عنها ؟!
لم يُجيبها و الحُروف ظَلَّت مُتَفَرّقة داخله..ليس واثقاً من تُهمته إليها،هي فعلاً رسمت لهُ صورة قبيحة عند لقاءهما الأوَّل،لَكنَّها جاءت إليه تُحاول مَسح هذ القُبح الرافض إرخاء قبضته عن فكره..فهي لرُبَّما لم تقصد شيئاً بقولها..فهي من أين لها أن تعرف بعلاقته بنور ؟ تشابه الأسماء غير كافي لتصل لفكرة طلاقهما المَشؤوم ! و ليَكون صريحاً مع نفسه فوجود نُور مع فَهد يُلاحظه الجميع و ليست هي فقط..زَمَّ شفتيه مُواصلاً مسير أفكاره و عيناه بان لمروة غيابهما عن الواقع..نُور أخبرته أنَّ لا شيء بينها و بين فهد و هو صَدَّقها،بغباء صَدَّقها،مُتناسياً المسرحية التي كتبتها قبل أن يُنحَر زواجهما بالطلاق..كيف كرهته في أيَّام و أصبح اقترابه منها غيهبات تتوشح ملامحها النافرة..تَطَهَّرت من رجس لمساته بعد أن بَصَقت ما أودعهُ من قُُبل وسط روحها..،فكيف صَدَّقَها ؟! رَمَشَ بخفَّة مُنتبهاً لصوتها الموسوم بالثقَّة،:مثل ما توقعت ما عندك رد "استقامت في وقوفها رافعة ذقنها مُصطبغة بغُرور مُستَفز و هي تُردف" على العموم من يوم و رايح ما بحتك فيك و بنسى حتى انك زميلي عشان لا اسبب لك مشاكل وهمية
ثُمَّ تركته يُعاين سوء فعلته و النَّدَم بدأ بتشغيل غوغاء التأنيب التي لن يستطيع أن يُصمتها إلا بعد أن يتأسف..زَفَرَ بضجر و هو يستدير عائداً للطوارئ..،تلك تركته مُنذُ عامان و آثار غيابها لم تُوقِف مغازلها،هَجرته بفم فاغر ليبيت الشؤم مَحَلَّها..،





يتبع



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
قديم 09-28-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 يوم (07:15 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




صَباحاً

تَعَرَّت من كَمَداً وَشَّح روحها قماشاً صوفياً في ليلة ساخنة غاب عنها القَمر و نسيم الليل الدافئ..تناست حُمَمَ أفكارها و تحليلاتها فوق وسادتها بعد أن أصمتت الدموع أسفل غطاءها المُختنق بغبار الصدمة..أباها و مصرف وَهمي و بينهما ذو العينين المَخلوق السواد لأجلهما..غادرت الشقَّة و وجه والدتها لم تنجلي غَيبته..لم تَلمح سوى طرف ثوبها يختفي وراء أسوار باب غرفتها المُصْمَتة..على الرغم من غضبها و صُراخها القابع وسط فؤادها المَشروخ إلا أنَّها نَحَت كُل ذلك جانباً و تعَدَّت خَطَّها الأحمر لتَعد لها الفطور..فحنانها لم يندرج أسفل قُيود الخصام الذي أعلنته..،ها هي الآن تجلس على المقعد المحشور في الصف الأمامي من بين المقاعد المُجَهَّزة للمسابقة..مُنتبهة بابتسامة ناعمة أيعنها وَدْق الأمل الراوي ذاتها..تُتابع بثقة خَوض سُمَيَّة مَعركتها المَصيرية..ها هي و في المرحلة الثالثة بذكائها تُأهّل فريقها للمرحلة الرابعة و الأخيرة..صَفَّقت لها و العينان تنحرفان يمَيناً جهة الصفوف المُحتضنة آباء و أمَّهات الطالبات..تبحث عن والد سُميَّة تُريد أن تبحث عن التأنيب الذي خَطَّطَت إضرامه وسط ضميره..و تَرجو النَجاح في حَربها..،وقفت تستقبل نزول الطالبات،هَنَّأت كُل واحدة منهن و عند اقتراب سُمَيَّة أمسكت بيديها و هي تقول،:تعالي ابي اسلم على ماما و بابا مَشَت معها جهة والداها اللذان كانان يقفان لاستقبال ابنتهما المَرسوم لها مُستقبل يقف فوق قمَّة جبل يرتع زرعُه على الذكاء..صافحت والدتها الجَليَّة سعادتها من لمعة الدموع في عينيها و سِعة الابتسامة المُعانقة شفتيها..فالأسئلة التي اجتازتها سُميَّة بنجاح تكاد تقترب من مُستوى الدراسات العُليا في شتَّى مَجالات التخصص العلمي..،بابتسامة رقيقة قالت و عيني الفخر تُناظر سُميَّة الخَجِلة،:الله يخلي لكم هالبنوتة الذكيَّة،ماشاء الله عليها هي وصديقاتها قدروا يجتازون أسئلة تعتبر مُعَقَّدة عند أغلب الناس
احتضنت والدتها كتفها تاركة قُبلة على خدّها ناطِقةً بصدق تشَبَّع بمَحبَّة لا تُوصَف،:حبيبتي ان شاء الله اشوفش في أعلى المراكز
وَجَّهت ملاك سؤالها لوالد سُميَّة،:ها يا ابو سُميَّة أكيـد فَخور ؟
حاجبه ارتفع و خبرة سنينه المُصبطغ بها شعر لحيته دَلّته لمقصد هذه الأنثى..أجابها بهدوء،:طبعاً فخور هذي بنتي
و بذات الثقة عَقَّبت،:و طبعاً بتكون فخور أكثر اذا كانت وحدة من الفايزين ببعثة ولي العهد



تنقضي الساعات و يتنحَّى القَمر بتبجيلٍ لأميرة السَماء و الأسئلة لم تَكُف عن نثر بذورها فوق بيدرها القلق..، تُقَّلّب الحَساء بسَهو و العَقل كَسَّر مَجاديفه ليَغرق وَسطَ بحرٍ للتو تَتذوق مُلوحته اللاذعة،و هي التي أسكرها ذاك الخمر الحلال قَريباً،و تَخشى أن تُحرَم من عُذوبته..،هي رأت الدَجى يصطبغ عدستيه يُشارك الغَبَش ابتلاعه لروحها التي رَمقها بسهم بروده..لم يَكُن بروداً عادياً،كانت تُخالطه أسرار التمستهُ حواسها على الرغم من النعاس الذي كان يُداعبها..،
،:حنين اسألش،و ين عقلش ؟
تَصافق أهدابها أعاد روحها المُحلّقة فوق ساعات الفجر إلى جسدها الواقف وسط مطبخ حُور أمام فُرنها..بصوت أضناهُ التفكير،:شنو ؟
أعادت سؤالها و عيناها تُسْبِران ملامحها الجاثية بأسى لا يُخفى،:تتوقعين الشوربة يبي لها ملح زيادة ؟
ارتفعَ صوت من بين شفتيها نافية قبل أن تُعَقّب،:لا خليها جذي احسن،وقت الأكل اذا حسيتين يبي لها زيادة ضيفوا ملح و لا تصير مالحة و بعدين ما تنأكل
واصلت تقطيح الخضروات لتجهيز السلطة،:اوكي "بَلَّلت شفتيها مُردِفة" زيـن انتِ شنو فيش ؟
التفتت تنظر لها لتُجيب مُباشرة و كأنَّها تنتظر سؤال،:بسَّام..البارحة يوم رجعنا من بيت ابو عبدالله انا نمت في السيارة " تجاهلت ابتسامة حُورالساخرة مُواصلة" و كملت نومتي يوم وصلنا البيت حتى ما غيرت ثيابي،بس الحر قعدني الفجر لأني ما شغلت التكييف و ما حصلت بسَّام
عُقدة بانت بين حاجبي حور التي تساءلت،:وينه يعني !
أجابت و هي تعود ببصرها للحساء،:حصلته في صالة بيتهم تحت "أردفت و الضيق احتضن كلماتها"مادري حُور بس كان مو طبيعي،حسيت في شي غلط مو بَسَّام اللي عرفته
امتعضت ملامحها بحنق من ضحكة حُور التي ارتفعت لتُعقبها بكلمات تهدهدت بسُخرية،:لا ما اصدق ! معقولة انتِ حنين صديقتي ؟!
تَركت الملعقة لتضرب كتفها بقهر،:حُــــور بلا سخافة،ترى صدق الموضوع موترني
خَفتت ضحكتها لتبقى الابتسامة مُبَرّرة،:لا بس لأني ما توقعت بعد الرفض القوي و العناد اشوف اهتمام كبيــر،حتى ان قدر يشغل فكرش
أطلقت تنهيدة أثقلها التَيه هامسةً،: اخاف فيه شي و انا مادري
حَرَّكت كتفيها و شفتيها تميلان للأسفل بتفكير،:يَمكن عنده مشكلة في الشغل،أو مثلا تذكر امه،أو يمكن حس بذيك الضيقة اللي تجي بدون سبب
تساءلت برجاء،:زين قولي لي شنو اسوي ؟
مَسَحت طرف ذقنها بباطن إبهامها و هي تقول و جسدها بأكمله يُقابل حنين،:شوفيه اليوم بعد اذا استمر وضعه اسأليه بهدوء شنو فيه "و أكملت بابتسامة امتلأت خباثة لا تُناسبها" خليه يشوف الاهتمام في عيونش و تصرفاتش
أنهت جُملتها بغمزة رَسَمت البَسمة على وجه حَنين التي التقطت شفتيها السُفلية بأسنانها و الفِكرة بدأت بالنمو وسط عقلها المُتَعطش لحل..هَمَست باقتناع،:اوكي،بشوف"رفعت ذراعها تنظر لساعة رسغها المُصبطغ جلدها بلون بُني أنيق و هي تُردف" لازم اروح و راي يوم طويل "اتجهت للمغسلة تنظف يديها و هي تُواصل" حور تعالي حنّة جود غيري جو
بمُعارضة قالت،:لا حنين مابي والله استحي كلكم أهل في بعضكم شجيبني بينكم"أضافت و هي تعود لتقطيع" لو ما ملاك واقفت تجي معاي العرس جان ما بروح
عَقَّبت بزعل و هي تُجفف يديها،:افـــا حورو..زين ندى صديقة جنان بتكون موجودة،مو من الأهل
،:ايــه بس متعودة عليكم كلكم،انا لا "و بنعومة أردفت" و بعدين انا و يوسف متفقين ان اليوم بنبدأ صفحة جديدة في حياتنا و بدايتها هالغدا اللذيذ
عَقَّبت بنبرة دَقَّت بها جرس حذر حور الغافي،:ان شاء الله تظل صفحة بيضا ما يطمسها دم
رَمقتها بنظرة جانبية تَقَلَّدت بأسهُمٍ حادَّة،فتحت فمها تُريد أن تُوَبخها لتشاؤمها لكن دخول الخادمة قاطعها..،:سيدتي رَتَّبت الأطباق و الكؤوس فوق الطاولة،هل تُريدين مني شيء آخر ؟
بابتسامة ناعمة أجابت،:لا شُكراً انتريجن
أومأت برأسها قبل أن تستدير خارجة من المطبخ تحت أنظار حنين المعقودة..تساءلت حور و هي تنتبه لتلك النظرات،:شنو في، ليشه هالنظرات ؟!
رفعت كتفيها مُجيبة بصراحة،:مادري بس هالخدامة ما ارتحت لها،احس فيها شي غريب و غلط "انكمشت ملامحها مُردفة" و بعدين شهالإسم..انتريجن !
مَطَّت شفتيها بملل مُعَلّقة،:شكله احساسش صاير نشيط بزيادة،اقول توكلي مدام حنين



على أنغام الطبيعة كانت خُطواتهما تَشُق طُرقها الهادئة..هي بقدماها الناضجتان تلتمس من العُشب رَخاءً يسترق النَظر على كآباتها لتُحيلهُ الشَفَقَة صَيباً ينقذها من عطشٍ يوجع الروح..و صغيرتها بقدميها المُتعرفتين على بذور الحياة تمشي و السعادة حاديها..تتأملها بعينين اجترعت عدستيهما أنواعاً شَتَّى من المآسي تهفو إلى فَرحٍ يرتفع على إثره زقزقة نَقيَّة تُبَشّرها بانقضاء قرون الشقاء..هي تَرى بين ابتسامات طفلتها وجهها يغفو براحة،و فوق جفنيها تَلمح روحها تُحَلَّق برفرفة تَكاد تتسيد السماء..هي ببساطة تَرى جَمال عَيشها مَعْقوداً بذات ابنتها الطاهرة..،انقضت عَشر دُقائق و هما تقطعان حديقة منزل خالها ذهاباً و إيابا..الشمس من فوقهما تبتسم لمشهد الأمومة السالبة لُب النجوم التي تَحَرَّرت من اختباءها لتنهل من هذا الفيض الفطري..حتى القَمر و على الرغم من إنطفاء ضوؤه إلا أنَّه شارك صُحبَة السماء التَمتُع بلذاذة الحياة..فما أطْيَبُ شُّهْد الأمومة..،انحنت تَقطف زَهرة ياسمين ناصعة البياض..استنشقتها بعُمق حتى امتلأ جوفها برائحتها المُمَيَّزة..أصبح انحناءها جُلوس على العُشب اليانع و أمامها جلست ابنتها التي تساءلت و أناملها الصغيرة تُداعب الزهرات،:ماما انتِ تحبين الورد ؟ انا واجد احبه
مال رأسها بخفَّة هامسةً و بيدها ثَبَّتت الزهرة خلف أُذن جميلتها،:ايــه احبـَّه"داعبت خَدَّها القُطني بإبهامها مُواصلة همسها الرقيق" و انتِ أحلى وردة في الدنيا يا وردتي
طالت شفتيها ابتسامة واسعة كَشفت عن أسنانها الصغيرة المصفوفة باتقان..عَبَّرت عن مشاعرها المُتدفقة في صدرها البريء باحتضان شديد لوالدتها التي ضَحَكَت قَبل أن تترك قُبلة بين خصلاتها..،أبعدتها بخفَّة و هي تقول،:ماما جَنى ابي اقول لش شي
تساءلت بحدقتين مُتسعتين باهتمام طُفولي،:شنو ماما ؟
التقطت كَفَّها براحيتها لتقول و هي تمسح عليها بنعومة،:انتِ كبيرة و تفهمين صح ؟
هَزَّت رأسها لتقول بثقتها الموروثة من والدها،:اييي انا كبيرة و شطورة و افهم كل شـــي
ضحَكَت بخفَّة قبل تُخفِض عينيها و هي تُرَطّب شفتيها بلسانها تستعد لإطلاق حديثها المُتأزم منهُ قلبها ..فصغيرتها قد لا تتحمل هذا العُظم من المشاكل..ازدردت ريقها قبل أن ترفع عينيها لتقول بهدوء،:حبيبتي جَنى انا مو عايشة اهني،يعني مو عايشة ويا بابا فيصل..صارت بينا مُشكلة و ما صرنا ننام مع بعض،بس انا هاليومين نمت اهني عشان نصير انا و انتِ مع بعض..بس اللحين لازم اروح بيتنا عند امي و ابوي و انتِ حبيبتي مرة بتنامين عندي ومرة عند بابا
أفرغت نَفَس كان يُصارع في جوفها..استرسلت في حديثها دون انقطاع و بصرها كان يتوزع على المجال حولها دون وجه ابنتها..لكن بعد أن انتهت انتقلت بعدستيها إلى وجهها المُملتئ لتقُابل صمتاً لم تستطع إسبار مشاعره..كانت عينا جَنى مُعقودتان بعينيها و البراءة لا زالت كُحلهما..بهدوء نَطَقت مُتسائلة،:يعني ديفورس ؟
ثغرة تَكَوَّنت بين شفتيها كاشفة عن ذهولها من كلمة الطلاق التي نَطقتها..أيُعقل أنَّ فيصل أخبرها ! و هي التي قَضت ساعاتٍ تُفَكّر في كلماتٍ بسيطة تَصُّفَّها على مسمعها الحديثة عليه مآسي الحياة..،ضَمَّت شفتيها و عُقدة استغراب بانت بين حاجبيها قبل أن تتساءل باستفسار،:ماما من وين تعرفين عن الديفورس ؟
أجابت بعفوية،:صديقتي إلما في لُنْدن امها و ابوها ديفورسد..هي قالت لي يوم سألتها ليش هي بس تنام مع امها
مَسَّت طَرف شفتها السُفلية بأسنانها قبل أن تهمس بلحن استيعاب،:اوكــي
تساءلت جَنى بحَذر و صوتها التوى بخوف بدأ بالتكوّن،:يعني خلاص ما بنام عند بابا فيصل ؟
بسرعة أجابتها تنفي هذه الفَكرة العاصفة بقلب صغيرتها،:لاا لا حبيبتي بتنامين عنده "و أكملت بابتسامة تُزيح بها ظلال القلق عن ملامحها" انا و بابا و انتِ بنتفق قريب اوكي ؟
هَزَّت رأسها بالإيجاب و نصف عقلها لم يستوعب فَحوى هذا الاتفاق..،قَرَّبت جنان وجهها منها طابعة قُبلة دافئة فوق جبينها قبل أن تقف و يد جَنى في يدها و هي تقول،:خنروح داخل عشان نتغدا

،

داخل المنزل

عاقِداً ذراعيه على صدره يُكبِح حَنقه من جنان التي تُمارس تعذيباً بطيء معه..مُنذ البارحة لم يرى ابنته و بالكاد استطاع أن يُغمض عينيه بعد صلاة الفَجر و السبب غياب وجهها الجميل عن ناظريه..خَرج للعمل و هي نائمة و الآن عند عودته لا يدري أين هي ! ساقه تُفرِغ شحناتها الغاضبة فوق الأرض باهتزازات سريعة أزعجت جود التي تجلس جانبه..بقهر قالت،:خـلاااص فيصل جبت لي وجع راس بس وقف
كان ردُّهُ التجاهُل و تضعيفاً لسُرعة ساقه..هَمَسَت بملامح مُنكمشة قهراً،:مالت عليك
تناولت ملعقة السلطة التي وضعتها الخادمة على طاولة الطعام لتغرف في طبقها مع دخول جَنى و جنان الذي أعقبه تَوقف الحَملة المُزعجة التي شَنَّتها ساق فيصل..نَطَقت جود بعد أن جلست بصوت يسمعه أخيها،:لو ندري نادينا الحَبيبة من زمان
ارتفعَ حاجبه من الخباثة التي استنشقها من جملتها المُبطَّنة علاوة على نظراتها الجانبية لهُ..حَرَّكَ يده بخفَّة جاراً صحنها إليه و هو يقول مُحادثا ابنته بابتسامة،:بابا جَنى تعالي في حضني ناكل سلطة
بصوت عالي مَحشو حَنقاً،:فيصــلوووه يا النحيــس
،:جــــود
أعقَبت زمجرة والدها حديث أمَّها التي اقتربت واضعة طبق الأرز،:يعني انتِ متى بتكبرين ؟ باجر عرسش و الا يشوف تصرفاتش يقول هذي بنت خمس سنين،حتى جَنى اعقل منش
بتبرير قالت،:ماما ما تشوفينه اخذ السلطة اللي حطيتها لي بس عشان يقهرني
والدتها جلست دون أن تُعَقّب على كلماتها الناقعة في القهر..بنفاذ صبر نادتها تطلب عَوناً،:مــاما
واجهتها بحدَّة و هي تقول،:مو تبين تروحين الصالون؟ اكلي بسرعة و قومي ماني فاضية لدلعش وراي شغل
ابتلعت كلماتها على مضض مُصَبّرة نفسها بأفكارها التي بدأت بطبخها على نار هادئة للانتقام من فيصل..،ناصر نَطَق،:يُبه فيصل اذا فضيت ركّب ليتات حمام المجلس بدل اللي احترقوا حق باجر اذا جوا الرجال لغدا المُعرس
أجاب بأدب و هو يُطعِم طفلته مع عَودة جنان التي ذهبت لإحضار العصير،:ان شاء الله يُبه قبل لا اطلع المغرب اركبهم



بَرْلِيــن

أوقفَ سيّارته أمام مكتب والده الخاص،تَرَجَّل منها و عقله مُتَخم بتساؤولات عَجَز أن يلقى لها أسئلة تُصمِت زعيقها..طوال مُشاركة مُحَمَّد الحياة معهم كان يُراقب اجتماعه مع والده..يستمع بدقَّة لحديثهما المُحتَدم دائماً..و آخر حَديث أيقظ علامات التَعَجُّب التي غَفَت فوق رأسه..طَرق الباب ثُمَّ دَخَل دون أن ينتظر إذن..قابله والده الجالس فوق مكتبه يعبث في هاتفه..نظر لهُ للحظة قبل أن يُعيد بصره للهاتف و هو يقول بسُخرية،:لا اعتقد أنَّك اشتقت لي
مالت شفتيه على سفوح الثقة مُوَضّحاً،:بل اشتقت للأجوبة
تَرَكَ هاتفه على المكتب ليقف باستقامة و كفيه تزوران جيب بنطاله الرمادي..تساءل عندما تَوَقَّف هاينز أمامه،:و ما هي أسئلتك ؟
حاجبه عَلّاه شكّه الذي كَشَفَ عنه بسؤاله،:و هل ستُجيبني ؟
أخرج يده مُشيراً لأُذنه مُجيباً ببساطة،:أُريد أن اسمع أوَّلاً
نَسَخ وقوفه مُقيداً يديه وسط جيبه ليقول بهدوء و عيناه تلتهمان ملامح و الده للظفر بجواب قد تُفصِح عنهُ حواسه لو تلاعب لسانه،:ماذا قَصَدَّت بحديثك لموهاميــد ؟
ساقَ بصره إلى ملحمة الشَك المُشْتَعِل وطيسها على وجه ابنه..يعلم إلى أيّ مدى ابنه مُتعَلّق برفيقه..ذاك الرَجُل الذي خالفهُ خَلقاً و خُلُقاً..كلاهما لم يلتفت لديـن و لا مذهب قد يلتف عصابة فوق بصيرتيهما،شاطِبان عوامل تَعرية قد باينت بين لوني جلدهما المُتشرب معاني الصَدَاقة الناضجة إلى أخوَّة لم يعتقد يوماً أنَّ هاينز ابنه الطائش سينحتها بين أضلاعه حمايةً لها من سَوط دُنيا..،وَعَى على صوته مُعيداً السؤال بتوضيح،:ماذا قصدت عندما قُلت أن بقائك في بلده لمدَّة أطول سيجعل الشكوك تحوم حولك ؟
ضَحَك و هو يلتفت عنه ليستدير حول المكتب جالساً على مقعده..جَذَبَ المقعد للأمام مُجيباً و عينيه على الفوضى المنتثرة فوقه،:لا تُدَقّق على كُل شيء "وجَّهَ عدستيه له و هو يُحَوّرهما بمُشاكسة مُردِفاً" ليتك استخدمت هذا الفضول للالتحاق بكلية القانون
بنفاذ صَبر،:أبــي
أخرج سيجارة من العُلبة المَركونة على المكتب،رفعها ليلتقط طرفها بشفتيه ناطِقاً و هو يُقَرّب القَدَّاحة ليُشعلها،:لا تُفَكّر كثيراً..اهتم بحبيبتك
هَزَّ رأسه مَرَّات مُتتالية و قدماه تتراجعان للخلف ببطئ و هو يقول بحاجب أرفعهُ التصميم،:أعرف كيف أجعل موهــاميد يُخبرني "أردف طارِقاً أبواب الماضي المُتصدّع" مثلما أخبرني أنَّ لقاءنا الأوَّل لم يَكُن صُدفة



البحرين..عَصراً

فُستان أسود بلا أكمام يضيق من أسفل عُنُقِها و يَتَوسَّع بانثناءات راقية عند خاصرتها حتى أعلى رُكبتيها بسنتيميترات بسيطة..ساقاها تتدثران أسفل جوارب شفَّافة لم يزدهما سوى جَذابية هي تَرجوها..كعب أسود دقيق ارتطامه يقرع طُبول وسط قلوب الرجال الهاوية هذه المناظر المَثْلَبة..كَسَرت حدَّة الأسود بقرطان زُمرديان لمعتهما تُنافس لمعة عدستيها المُعانقهما سواد الكُحل ببراعة..و فوق الشفتين تَركت آثاراً للون لحمي باهت..،خَرَجَ سؤالها بارداً و هي تجلس أمامه على المقعد المُخملي في أحد المقاهي الراقية،:ليش تطالعني جذي ؟
اقترب من الطاولة هامساً بحدَّة طالت نظراته،:مو كأن النفنوف عاري بزيادة ؟
جَمَعت خصلاتها المُنطوية بنعومة عند مُقَدّمة رأسها عند الجانبين ثُمَّ أرختهما على كتفها الأيسر دون أن تُعير سؤاله أدنى اهتمام..ناداها و اسمها المُستعار تتقطع حروفه بين أسنانه،:وَعــد
حاجبها المرسوم بعناية ارتفع مُفسِحاً المجال لحَرب مُقلتيها ناطِقةً و الحدَّة لسانها،:اعتقد ما تبي اعيد عليك المُوجز اللي قلته ذاك اليوم..صح ؟
اصطدمت أسنانه باحتكاك لم يُجاري إزعاج الضوضاء المُحتدمة في صدره..لا يدرِ كيف يُعالج لا مُبالاة هذه الأنثى ؟! تَراجع يُسنِد ظهره لمقعده و هو ينظر لها كيف تُحادث النادل الذي اقترب مُلَبّيَاً نداءها..ابتسامة تلتحف نُعومة فريدة و نظرات يُغلّفها سحر أخّاذ..صوتها كيف تقطفه من حنجرتها ربيعاً نَقيَّاً تَزف عبيره حبالها الصوتية الرقيقة..و هو يقف مُكبَّل اللسان غير قادر على ردع هذا القُبح المَسفوك أمامه..و لكن إلى متى ؟! تساءل بصوت حاول أن يُنَقّيه من شوائب قهره بعد أن ابتعد النادل،:شنو أسباب هاللقاء ؟
تَقَدَّمت و هي تُخفض رأسها قليلاً مُرخية ذراعيها على الطاولة شابكة أصابعها المطلية أظافرها بلون دم الغزال المُنتبذة بعضاً من جماله..بانت لهُ ابتسامة تعلَّقت بأطرافها أشياءٍ و أشياء جَهَّز نفسه للاصطدام معها..استنشقت نفس عميق ثُمَّ أفرغته بهدوء طاردة أيُّ تردد قد يُعيقها..رفعت بصرها إليه بعد أن ألبست ملامحها الثقة و التصميم كاشِفةً عمَّا أشغل فكرها لأيَّام،:ابي اسوي لي بزنس
شَخَر و السُخرية تكالبت لتعلو ملامحه و تُغْرِق صوته الرجولي،:مــاشاء الله و من متى تَغيرت مبادئش ناحية البزنس و التجارة ؟!
أجابتهُ مُنَحّية سُخريته جانباً،:ما تغيرت "التوى صوتها بمعنى و نظراتها تخترق ذاته" بس صاحبنا شغله الأساسي البزنس فلازم اكون معاه على الخط
خَرَجَت حُروفه مُمَرَّغَة ببذور تحذير تنمو ثمراً فاسداً وسط مسمعها،:للمرة الألف اقول لش ترى انتِ مو قده
عَقَّبت و الثّقة زادتها جمالاً،:يضع سِرَّه في أضعف خَلقه
حاجباه أرفعهما التَعَجُّب المُخالطهُ استهزاء مَرير ناطِقاً مع وصول النادل،:يوم انش تعرفين بعظمة رب العالمين ليش ما تخجلين منه و تتسترين مثل العالم و الناس ؟
شَكَرت النادل و انتظرت ابتعاده لتقول بجديَّة ارتدتها هَرباً من شوك كلماته و هي تقطع جزء من الكعكة،:رائد أرجوك ركّز في الموضوع الأساسي "تناولت اللُّقمة و نطقت بحاجة عكستها عدستاها بعد أن ازدردتها" احتاج مُساعدتك
مال فمه بضَجر و هو يُبعد عيناه عن مداها المُستَفِز..نَطَقَ بعدم اقتناع،:أول شي بفَكّر



قبل يومان

انتظر حتى تَأكَّد من ركوب رائد لسيَّارته و ابتعاده عن السوق المَركزي..تَلَقَّف كيساً كبيراً غير مُستَعمل و أفرغ فيه كُل السَمك الذي كان يتمدد فوق منضدة بيعه..و بخطوات سريعة تَحَرَّكَ مُنحشراً بين الأجساد المُتكتلة بشعواء مُزعجة و بصره ينتقل على الرجال يبحث عن مقصده..أثناء وقوفه معه استطاع أن يحتفظ بعلامات تَدُلَّه عليه،خيط مَسبحة حمراء يتسلل من الجيب الأيمن لثوبه الرمادي و غُترته البيضاء تلتف حول رأسه بطريقة يشتهر بها كبار السن.. قدماه كانتا محشورتان في نعلين إلا أنَّهُ كان يرتدي جَوربان بُنيّان..،كان يبحث بالقُرب من زُملاء بيع السَمك مُخَمّناً بأنَّه قد يكون قَصد غيره للشراء..،و أخيراً رآه يقف أمام أحد البائعين الآسيويين و تلقائياً اتجه ببصره لكَفّيه الخاليتين..ابتسامة جَمّلت ملامحه الوسيمة عانقت شفتيه،اذاً لم يشتري بعد..،تَوقَف أمامه مُنادياً،:حجّي تفضل
استدار الرَجُل باستغراب ليلتقي بوجه طلال المُختلف كُلياً عن وجهه قبل دقائق..تساءل و الاستغراب يعلوه،:تحاجيني ؟
هَزَّ رأسه مُؤكّداً و يده ترفع كيس السمك أمامه،:ايــه حجّي احاجيك..تفضل هذا لك
قال و هو يتذكر نقاشه الحاد معه،:بس أنا قلت لك ابيك تخفضني و انت مارضيت
ضحكة خفيفة ارتفعت من حنجرته مُوَضّحاً،:يا حجّي ما يحتاج اخفضك "التقط يده بكفّه الحُرَّة ليُناولها الكيس و هو يقول" هذا لك ببلاش تغدى فيه شهرين
اتسعت حدقتاه و عدم التصديق ينضح منهما..بتردد قال،:بس يا ولدي
تَراجع للخلف و هو يُقاطعه،:لا بس و لا شي،عليكم بالعافية "رَفعَ يده مُلَوحّاً و بصوت اعتلى" نسألك الدُعاء حجّي،مع السلامة
استدار بعد أن أفرغ تَعَجُّباً على الرَجُل الذي تساءل و هو ينظر للكمية الهائلة من السَمك المُتراكمة داخل الكيس الثقيل،:صاحي هالرجال ؟!



عند المساء عادت جُود من موعد "السبا" الذي أعاد لجسدها حَيويته و نعومته الأنثوية و انزوت في غرفتها تتجهز لحفلة الحنّاء المُقامة على شرفها قبل ليلة الزواج المُنتظرة..جنان قد انتهت للتو بعد أن اختتمت آخر زينتها و هي ارتداء ذهبها المُتناسق مع زَيّها الهندي المُشَكّل مع خمر جسدها سِحراً خاطفاً..،في الأسفل كانت نور تدخل المنزل عائدة من المُستشفى،على ذراعها يستقر معطفها و ملامحها يكسوها تعب لا وقت لديها لتسترخي من أجل أن تُنقّح ذاتها منه..،أثناء مشيها السريع قابلت والدتها الخارجة من المطبخ و إنهاك العَمل تتضح معالمه عليها..نادتها قائلة،:نور روحي جيبي لي البخور من المجلس
نظرت لها باستعطاف و هي تقول،:ماما بيجون البنات و انا للحين ما جهزت
هَزَّت رأسها بتفهم،:زين خلاص روحي
صعدت للأعلى مع مُنادات والدتها للخادمة التي جاءت مُسرعة..أمرتها،:سيلتا روحي جيبي بخور من المجلس
هَزَّت رأسها بطاعة،:اوكي مدام
بتحذير قالت،: و قفلي الباب بعد ما تاخذينه

،

في الأعلى

اتجهت لغرفة جُود المَفتوح بابها لتُقابل جَنى و جنان بزينتهما..ضحكت و هي تُداعب خدّ جَنى قائلة بحُب،:عُمري الهندية الصغير..قمَر قمــر "رفعت عينيها لجنان مُتسائلة" وين جود
،:راحت تبدل
قالت بطلب و هي تعود للباب،:زين حبيبتي جنان مادام انتِ جاهزة مسكينة امي تبي البخور من المجلس اللي برا قالت لي و انا قلت لها بتأخر
تَقَدَّمت إليها،:خلاص اوكي انا بجيبه لها بس وين في المجلس ؟
أجابت و هي تفتح باب غُرفتها،:بتحصلينه في أدراج المكتبة اللي تحت التلفزيون
تساءلت باستفسار،:مافي احد تحت صح ؟
و هي تدخل،:لا مافيه "و بصوت عالي" شُكــراً يا أم جَنى
ابتسمت للقلب الذي تسمعه للمرة الأولى ثُمَّ استدارت تُحادث ابنتها،:حبيبتي جنى بروح اجيب البخور وانتِ قعدي اهني انتظري عشان تشوفين عمو جود اوكي ؟
أجابت بحماس،:اوكي
تَوَجَّهت للأسفل دون أن تُقابل زوجة خالها التي تبدو مُنشغلة في المطبخ..خَرجت من المنزل مُتجاوزة المساحة المزروعة تخطو جهة المجلس القابع في الزاوية اليُمنى من الباحة بعيداً عن الباب الخارجي..قابلها الباب المفتوح لتدخل و عيناها على المكتبة المركونة أسفل التلفاز..انحنت عندما توقفت أمامها تبحث في أدراجها كما قالت نور..،همست باستغراب عندما انتهت من جميع الأدراج،:مافي شي !
استقام ظهرها مُستديرة تُواجه المجلس الواسع ذو الأثاث الكلاسيكي الراقي..طافت ببصرها عليه تُريد أن تلتقط حَيَّزاً قد تجد فيه علبة البخور..و أثناء تجوال عينيها انتبهت للباب المُغلق..حاولت أن تتذكر اذا هي أغلقته بعد دخولها لكن صوت على يمينها باغتها..التفت إليه لتصطدم روحها بحدقتيه المُتوسعتين البَاصقتان جَليداً غزى حواسها بوَجع..،




رد مع اقتباس
قديم 09-29-2019   #3


الصورة الرمزية البرنسيسه فاتنة

 عضويتي » 28643
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » 02-10-2021 (07:44 PM)
آبدآعاتي » 281,584
الاعجابات المتلقاة » 535
الاعجابات المُرسلة » 120
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



راقني انتقائك الماسي
تسلم يمينك
ودام عطائك العذب
پآقة ورد


 توقيع : البرنسيسه فاتنة






رد مع اقتباس
قديم 09-29-2019   #4


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 يوم (07:15 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



البرنسيسه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥




رد مع اقتباس
قديم 09-29-2019   #5


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (09:39 AM)
آبدآعاتي » 658,342
الاعجابات المتلقاة » 935
الاعجابات المُرسلة » 351
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



طرح رائع قلبي


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 09-29-2019   #6


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 يوم (07:15 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



نظره
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥




رد مع اقتباس
قديم 09-29-2019   #7


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:03 PM)
آبدآعاتي » 1,056,132
الاعجابات المتلقاة » 13857
الاعجابات المُرسلة » 8037
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت يمناك
طرح جميل جدا


 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس
قديم 09-29-2019   #8


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » 03-12-2024 (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5765
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي








آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك


 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 09-30-2019   #9


الصورة الرمزية ملكة الجوري

 عضويتي » 29073
 جيت فيذا » Sep 2016
 آخر حضور » 03-10-2024 (03:13 PM)
آبدآعاتي » 601,601
الاعجابات المتلقاة » 6636
الاعجابات المُرسلة » 6081
 حاليآ في » فديټ قـ❤ـڵبا اהּـآ فـيـہ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  لااله الا الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



تسسلم يمينك على رووعه طرحك~
الله يعطيك الف عاآآآآآآفيه ...
ولاتحرمنا من جديدك وفيض ابداعاااك ..
دمت بخير..~
..::..


 توقيع : ملكة الجوري



رد مع اقتباس
قديم 09-30-2019   #10


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 يوم (07:15 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



ضاميه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
/32, مقيدة, ذاب, يوم, عنق, إمرأة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضل يوم عرفة εϊз šαđέέм εϊз …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 14 02-15-2009 11:47 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية