الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-14-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 يوم (07:49 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11618
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة /25






بسم الله الرحمن الرحيم
تَوكلتُ على الله

،


فَقدُ ذَّات

كانت العاشرة و النصف صباحاً،خرج من شقته و في يده كُتُبه و مُلخصاته التي رافق الفجر في زيارته الطويلة من أجل إنهائها،كانت وجهته للمقهى القريب من شقته،اعتاد لمرات عديدة أن يدرس فيه،هـادىء و جوّه يُساعد على الفهم،مُناقِضاً بذلك المقاهي المنتشرة على جوانب الشارع المؤدي إلى مركز العاصمة،حيثُ الضجَّة تَسعَر هُناك..،عند بابه و قبل دخوله تصادف مع رجل عجوز خارِجاً منه،نحوله و تَقَوس ظهره ألفتا نظره،و ملابسه لا يعتقد أنَّها تتصدى للصعيق الناحت ألمه في العظام،معطف مُهتَرئ من الصوف الخفيف دون أكمام،لونه الأخضر طَمَسَتهُ بُقَع رمادية دخيلة،و أسفل صدره الأيمن قطعة زرقاء داكنة تبدو مُخاطة لتغطية فَجوة بين القماش..و من تحته كان يرتدي بلوزة حَمراء تناسقت مع قُبعته الصوفية ذات اللون نفسه..أخفض بصره لقدماه المحشورتان في حذاء رياضي أبيض بخطوط سوداء أبهتها المَطر..،رَفَع عينيه إلى وجهه عندما انتبه لمُناداته،اعتقد أنهُ يُريد منه الابتعاد عن طريقه،لكنهُ مَدَّ إليه حقيبة ظهر سوداء يطلب منهُ مساعدته على حملها،تناولها بابتسامة ظناً منهُ أنه سيذهب لإحضار شيء آخر و يعود لأخذها..لكنهُ تَقَدَّمهُ و هو يُشير للشارع و المباني..لَحِق به يُريد أن يُوضح له إنشغاله بالدراسة لكن ذاك أمسكهُ من معصمه يَجُره معه يُريده أن يُوصله لشركة لا يذكر اسمها قريبة من هُنا..استجاب لهُ على مضض،فلا مُشكلة بقيت ثلاث ساعات على الامتحان،لا يعتقد أنهُ سيتأخر..،تَبِعَهُ إلى مقصده،قضا قُرابة الرُبع ساعة مَشياً حتى وَصلوا لمبلغه..كانت شرِكة لها قاعة رئيسية واســعة في وسطها تنتشر مقاعد و منضدات صغيرة،و على الجوانب بضعُ مكاتب لموظفين خدمة العُملاء..طَلَبَ منهُ الجلوس على أحد المقاعد لحين عودته بعد خمس دقائق..جَلَسَ و من خلفه الباب الرئيسي بعد أن وضع كُتُبه على المنضدة أمامه و من فوقها هاتفه الذي أخرجه من جيب بنطاله الخلفي و بطاقته الجامعية..،تناول مُلخصاته يشغل نفسه في المُراجعة إلى أن يعود ذاك العجوز..مَضَت ساعة لم ينتبه لها إلا حين أتاه أحد الموظفين يستفسر جلوسه..ابتسم لهُ و أخبره بانتظاره لصديق و ذاك أومأ لهُ برأسه بلباقة ثُمَّ ذهب يُزاول عمله..وقف يتلفت يُنَبش عن أثر للعجوز الذي اختفى في أحد الممرات..كان مُنشَغِلاً بين بحثه و النظر إلى ساعته،فالوقت في تَقَلُّص و امتحانه يزداد اقترابه..رَكَّزَ بصره على الحقيبة بجانبه،لم تَكن بذاك الثقل عندما حَملها،يعتقد أن العجوز يستطيع أن يحملها إلى هُنا،إلا اذا كان يُعاني من مُشكلة تُعيقه..،زَفَر و هو يُحَرّك رأسه يُمنَةً و شِمالا،جَلَس في مكانه و في داخله قَرَّر أنهُ سينتظر خمس دقائق أخرى و إن لم يأتِ سيخرج تاركاً حقيبته..لم يَكُن يَعلم أن خَمسُ الدقائق تلك ستُكَلّفُه فَقدٌ سَيُنحَت ألَمُه بين نَبضه و حُجرات قلبه..إلى الأبد...،
كان صوت سيارات الشُرطة مُفزِعاً،أرهب الموجودين في الشركة..كانت ثوانٍ بل لحظاتٍ كلمح البصر،دَخَلوا فَوجاً مُسَلَّحاً،على وجوههم أقنعة الزيف،و فوق صدورهم دروع الجُبن..و بين أيديهم يقبع سلاحٌ كانت فُوَّهته شاهدة على مَوت أرواح نصفها بريء..،لا يتذكرِ كيف أحكموا قبضاتهم عليه،جَرّوه صَيداً مُغتَرِباً تَتَخبط عيناه بوحدة تُناشد مُنقذاً يستَلَّهُ من بين أيديهم الصخرية..،أخرجوه من هُناك و من خلفه بَقِيت كُتُبه المُحتضنة خُطّه المُتطَلَع لأحلام، وفوقه استراح هاتفه الذي زَعزعته اتصالات قلقٍ و جَزع..و بطاقته الجامعية انطوت بأسف بعد أن ضاع تَعَب اثنى عشر عاماً...،
رُبما كانت نصف ساعة،أقل أو أكثر،عقله الغارق في دوار صدمته لم يستطع تقدير الوقت الذي أستغرقوه للوصول إلى مَركز الشرطة و التحقيقات..ذهوله أصمته و قَطَع أي سَيل نجدة قد يُفرغه لسانه..كان ينظر للفراغ فقط و موضع قبضتهم أصابه الخَدَر..في داخله مُتَيَقناً أنهُ يُعايش كابوساً ابتلع صحوته،و هي ثوانٍ فقط حتى يستيقظ منه و ينتشل وعيه من استبداده..،لكن الكابوس لم ينتهِ،بَقِي مُتواصلاً،ينمو و لا يُختَزل،يتفَرَّع بين خلجاته في صحوته و نُعاسه..كابوس يقتات على ذاته،يستلذ بفرحٍ كان وليد الذكرى،فرحٌ أحالهُ الزمَن حُزناً مذبوح على قارعة طريقه الأسود لهُ دماء تُخَضب شبابه عندما تشتد غيهبات أحواله..،ألقوه على هذا المقعد الحديدي في غرفة فارغة من أي جماد غير الذي يجلس فوقه،الطاولة و مقعد آخر تَسَيَّدهُ من لن يَنسَ قُبح ملامحه و إن التهمته الأرض بعد الممات..،أشارَ للصور التي في يده و هو يتساءل ببرود،:هذا من ؟
حاول أن يزدرد ريقه لكن حاجز الغَصَّة منعه..اضطَربت ذراعه برجفة و للتو يتنبه لتحَرُّرها..أغمض عينيه من صوت ذاك الذي ارتفع،:من الذي في الصورة تَكَلَّم ؟
خَرَج صوته بنبرة أسقمها الارتعاش،حتى أنه و قبل أن ترتد أمواجه إليه انتحرت من فرط ضغطها مُتناثرةً بتَبَعثُرٍ باكٍ..،:أنــ ــ ـا
و َقَفَ ليتناول الحقيبة السوداء،وضعها على الطاولة أمامه و هو يقول،:من أين الذي في داخل هذه ؟ انطق
هَزَّ رأسه ينفي مُلكيته لها،و بأنفاس لاهثة،:ليسـ ـت لي لا ادري
شَهقَة مُختنقة غادرت حنجرته من لطمته التي وجهها إليه..شَعر و عُنُقِه يستدير مُستجيباً لضربته بتفرقع عضلاته المؤلم..هَمَسَ برجاء يرجو تصديقاً،:أُقسم ليست لي و لا ادري ما بها
نَطَقَ و بكلماته أثار استغرابه،:اسمُك موهاميد أليس كذلك ؟
نَظَرَ لهُ و بين حاجبيه عُقدة الألم و الاستنكار..لم يَطل وجودها فجُملته أحلَّتها بارتخاءٍ بَصَقَ تَبَلُّداً على حواسه..،:اسم يتناسب مع ما في الحقيبة..مُتفجراتٍ و فِتَن
أنهى جُملته و ابتعد للباب ليُنادي على شخص لم يسمع اسمه..فمسامعهُ اختنقت من مياه مُحيط قَوله الحاجبة عنه الحياة..رأسه لازَمهُ اهتزاز هستيري يُحاول أن يقطع حبل اتهامه الجارَّهُ لمقصلة الإعدام الدنيوية..حيثُ المَوتُ فوقها مُكَرَّراً،يتضاعف ألم نَزعة روحه موتٌ بعد موت..،لم ينفعهُ رجاء،و لا صُراخ حَطَّم جُدران تجاهلهم..فهم أحاكوا الكذبة و اجترعوا تصديقها حتى باتوا مُسَيرين خلفها..غير آبهين بدمعٍ تَجَمَّد في محاجره و لا ببحة صُراخ اعتزلهُ النَوح ناشراً حول حلقه أجنحة العَبرات المُستديمة..،
تلك الليلة احتضنت جسده اليتيم من أهل زنزانة قُضبانها مُتلاصقة بدرجة تمنعه من تمييز ما خلفها..لا نافذة لها و لا سرير يمتص ارتعاشاته الليلية..أرضٌ..جُدران وسقف.. وهو في الزاوية ينعى خُسرانه و هزيمته النكراء..هزيمة لا يعلم بأي طريقة بدأت وطيس حَربُها،و لا من كان في الجهة المُقابلة يحمل سيفه لمبارزته..حَربٌ افقترت لراية استسلام،و صوت طبولها و أبواقِها تَحَطُّم ما رسمهُ من أحلام..،كان الفَقدُ ليلتها أشبه بانطواء جَسدهُ حَي تحت تُربة قَبرٍ احتواه بشراسة قبل أن ينطق بتوبته...،


،


الجزء الخامس و العشرون

وقتٌ أبكر في الصباح

سَريرٌ خاوٍ و قَلبٌ يَخشى من بُخلٍ يُحيلَهُ مَيتاً من عَصي ارتواء..الليلُ غاب مُنتَشِلاً معهُ بقايا رائحتها التي تَعَلَّقت بأطراف الجُدران و ظَلَّت تُراقب نَومه بابتسامة على أعتاب التلاشي..ابتسامة أسف من جُحودٍ أودعتهُ سَيّدة العَبق بين راحتي روحه المُحَلّقة فوق أرضها..تنتظر إشارة سماحٍ بهبوط حَنو حيثُ الامتزاج النَقي من شوائب ماضٍ حقيقةً مبادئه ترفض الاطّلاع على أسراره..،
واقفٌ أمام المرآة يُغلِق أزرار قميصه المُصطَبِغ بلون بَحرٍ يحتاج أن يتحلل بين أمواجه،مُتَخَلّصاً من حِمل سلبيات تجتذبها روحه من صَدّها المُنطوي على نفسه بتناقض يَتَسَيَّدَهُ ضياع يستطيع قلبه أن يلمح رفرفته فوق أهدابها الجارحة رجولته المُعَذَّبة بها..أحياناً عندما يقف لوَهلة مُواجِهاً ذاته المُقَيَّدة بها يُصاب بسكُون غريب، و كأنهُ يَتكاشف مع ذات أُخرى يتعرف عليها للمرة الأولى،كيف أن حُبها عند أي لقاء جديد مع ذاته ينمو زَهراً يُجَمّل خواء ذاته،عَبقاً بين خلجاته يسري راسماً خرائط عِشقاً يُلام عليه..فذاك أخبره أن عشقه غير طبيعي،أمجنونٌ أنا ؟ كيف أحببتها؟اغترفت من روحي و أسقيتها،اقتلعت قلبي بأوردته و شرايينه و أهديتها،حواسي اعتنقت أنوثتها السادية،فلَهْوها و لعبها تعذيبي،و أنا السجينُ المُستَلذ بجَلدها،فكيف هو حالي إن صَيَّرتني الأيام طريح حضنها..؟ انحرفت عيناه عن شعره المُنهمِكة أصابعه في تصفيف خصلاته القصيرة إلى السرير المُنعكِس خلفه،لم يَمسسه جسدها و طَيَّاته فقيرة من رائحتها..أيُّ الأرائك تَوَسَّدت ؟ و بأي طريقة استطاع جسدها النحيل أن ينطوي ؟
أدْخَلَ محفظته في جيبه الخلفي،تَلَقَّف مفاتحيه بعد أن رَشَّ من عطره المنتشر بين ثنايا الغرفة الباردة من غيابها..تَقدَّمَ فاتحاً الباب بخفَّة حتى لا يُزعِج نومها المُحَوّرهُ خَوفها هُروب مُضحِك،لهُ غَصَّة مريرة..،أبصَرها بتنهيـدة مُشَبَّعة بمعنى اسمها مُلقاة بميلان ناعس على الأريكة المُقابلة التلفاز حِجَّتها للهروب..ذراع مُرتخية على خصرها حتى تدلَّت يدها على بطنها،و الأخرى أصابعها مُتَمَسّكة بيد الأريكة..شَعرها ذو الذكريات المُلتَحِمة بلا انفصال بجواه،على سحابة الماضي البريء يوم استراحت خصلاتها في كَفّه الصغيرة يغفو نَهراً من خلفها..،و كأن الابتسامة بها سَراحٌ و استراح،و التَأمل لها تَعديد إبداع خالقٍ قبل ارتفاع الروح أرسَل له من جنانه حورٌ بها هو يهيم..،اتكأ في جلوسه على الطاولة الزُجاجية أمامها،عَينٌ على وجهها و عَينٌ تَلمْح رفيف النَّفَس المُغادر جَوفها..خَدَرٌ نابعٌ من كَسَل النَوم المحشور بين طَيَّات ملامحها..تلك الملامح المخبوء انبهاره على ناصيتها..ليتهُ يَستوي ظِلَّا يضجع أسفل عينها و من فوقه تَسهر أهدابها و عند شروق شَمسها تُراوده قَشعريرة تودعها عدستيها الزُجاجتين في خلاياه المُدمِنة خَمرها..فكيف بالهوى يُستباح السَكَر و الحُرمة بأن لا تَثمل من ثغرها..؟أرادت كفّه مُبادرة بها هُو يُصهَر من نيران طُرقها المُخادِعة،سِحرٌ و كَيدُ إناث،هو إن ذابت أنامله فوق مدائنها سيلتمس عقله غِياباً يُحيله كائناً لا يُمَيز نمو الجليد فوق عدستيها إلا بعد أن يُنحَر القلب مرتان و عشرة !
قَبض كفّه مانعاً إياها من بلوغ طريقاً مسدوداً آخر و أرجعها فوق فخذه..رَشَّح صوته من صمت لم يُخالطهُ حديثٌ هي تَستَهلَّه،بَلَّلَ شفتيه بلسانه ثُمَّ نَطق بخفوت،:حنيـــن
عدا أن الصوت داعب سَمعها الأصم من واقع إلا أنَّ عَضلاتها ظَلَّت حَبيسة الموت الأصغر..راقب كُل جزء فيها باحثاً عن ردَّة فعل تدل على تَنَبُهها إليه و لكن لم يرَ سوى ارتفاع صدرها البطيء و انخفاضه الأبطأ..قَرَّب رأسه للدرجة التي تجعله يُبصِر منابت شَعرها،قُرب ســاحق زيارة كفّه لملامحها كان قد يكون أخف وطأة منه..مالت شفتيه بابتسامة على ذاته المُتَخبطة في دائرة فارغة،تُصاب بالدوار تنبيشاً عن خَلاصٍ تُصدَم أنهُ ليس إلا دارها المُحكَمة الإغلاق..،هذه المَرَّة ألبسَ صوته هَمساً يعرف المَسير إلى بؤرة صَحوتها..،:حَنيـن
هَمْهَمة ارتفعت من حَنجرتها دون أن تخترق شفتيها و أتبعها تَمَرُّغ وجهها وسط قماش مخدعها..أمسك بالحبل المُتَصِل بالنار يُناشد تَلاعُباً سيُبصقه رماداً لا تُجمَع بعثرته،و لكن لا حيلة له،فهو عبداً لهواها يرفض تحرير رَقبته من عِشق يبيعه بعد نهاية كُل يُوم على الليل المُشتريه بمبلغ هُجرانٍ بَخس..حَطَّت شفتيه على أُذنها ليُناديها بصوت حَرَّم على الهواء استماعه،و منع الجُدران من استقبال موجاته..ناداها بعينان حَلَّقتا إلى خيالها المرسوم فوق صفحة روحه ناطِقاً اسمها مُتَلَذذاً بذائقة لسانه المُتلَفظهُ باحتراز من دُنيا قد تسرق منهُ حُرِيَّة التَنَغُم بحروفه..،جُنونه لم ينتهِ بعد،شاطباً كُل الذي ظَلَّ عقله يسرده على مسمع قلبه اللامُبالي،انحدرت شفتيه للموضع بين أُذنها و وجنتها عابراً ألغامه جيئةً و ذهاباً مُفَجّراً قُبلات برقَّة قطرة ندى صباحية..،كَشَفَ عن عدستيه المُنعكس فيهما ابتسامته الواثقة و هو يشعر بحركتها الخفيفة..التقطت أسنانه شفته السُفلية بمُتعة عندما لامس أنفها المغرور خده المُشعَر،ساير غياب وعيها مُديراً وجهه إليها ليكون اصطدام أنفها بأنفه..ابتسم و خيوط ضحكة دغدغت شفتيه مُتَصوراً صدمتها عند استيقاظها من قُربه المُفجِع..ابتعد قليلاً،قليلاً جداً،فلا زال يستطيع التزَوُّد بشذا أنفاسها..تابع انجلاء جفنيها عن لؤلؤها الأثمن،خطوط انزعاج تَكَوَّنت بين حاجبيها المعقودين بخفَّة و صوت بنعُاس شَهي غادر فوَّهة شفتيها الصغيرتين..حَرَّكت يدها تُعيد تنشيط عضلاتها لترتطم بكتفه المائل إليها..ارتفع حاجبه عندما تَمَسَّكت به،فَتح فمه أراد نداء آخر لكن ارتعاشة باغتت خلاياه مَرَّت بكهرباء من أسفل ظهره حتى تَفَرَّعت عند نهاية عُنُقه..فأناملها الباردة جَمَّدت عُنُقَه بمَسّها الرقيق..قَبَضَ يده بقوَّة و هو يستشعرها فوق خدّه،ثَقُلت أنفاسه من حِمل لمساتها المُتَدثرة برداء النوم..هَمَست بكسل و هي تُعيد إغماض عينيها و ذراعها الأخرى ترتفع تُحيط ظهره،:بــابا
أمسَكَ كِلتا ذراعيها يُبعدها عنه و هذه المَرَّة ناداها بصوت أرفع لتستفيق من نُعاسها الذي بدأ يُسير حواسها بروتينها المُعتاد..،:حنيــن قومي
فتحت عينيها من جديد تَنظُر لهُ بلا وَعي،عقلها الباطني كان يبذل جهده لتمييز الواقع..اتضحت صورته إليها و ارتخت عُقدة حاجبيها..فرجة صغيرة تَكَونت بين شفتيها قبل أن تَتَحرر من استلقائها بفجأة أرجعتهُ للخلف..،صوت تَنَفُسها بات واضح إليه و هو يراها كيف تلقفت خصلاتها بارتباك لتُسدلهم على كتفها الأيمن..تَحمحمت و هي تمس جبينها بأصابعها مُروراً إلى خدَّها المُحمَر من استلقائها الطويل عليه..همست بتردد بالذي حفظته قبل نومها،:مـ ـادري و و ما حسيت راحت علي نومة
ظاهر يده استقَرَّ على خصره و هو مائل في جلوسه،نَطَقَ بهدوء يستفزَّها،:زيـن انا ما طلبت تفسير !
ضَمَّت شفتيها للداخل و أنفها يستنشق نَفَس يُصَبّرها على استفزازه البغيض..تعلم أن مقصده ليس استفزازها،هذه طبيعته يُحادث بها غيرها أيضاً،لكنها لا تتحمل،لا تستطيع اجتراع هدوءه في المواقف التي تتطلب الحدَّة..رَمَشت بخفَّة و هي تسمع صوته،:انتِ قعدتين لصلاة الفجر،ليش ما جيتين بعدها تنامين في الغرفة ؟
أرخت شفتيها من سؤاله المُتلاعب..بَلَّلتهما بحيرة تقاسمتها أصابعها التي تكاد تخترق قماش الأريكة من فرط دعكها..هو الذي يعلم افتقارها لتفسير نَطَق بجديَّة،:يا ليت تكونين صريحة،تراها اريح من اللف و الدوران
وَجَّهت لهُ نظرة حادة و من فوقها ارتفع حاجبها يتخذ شكل قوسٍ من بينه تُطلِق سهاماً،بقهر قالت،:شتقصد ؟!
ابتسم لها ببرود و هو يقول،:اقصد اللي فهمتيه "وقف مُردِفاً" اعتقد صار الوقت اللي نتكلم فيه،في الواقع تأخرنا كان لازم من زمان نتكلم،اليوم بعد ما ارجع من الشغل ان شاء الله "استدار مُتَوَجِهاً للباب وهو يواصل" جهزي كل اللي تبين تقولينه،مع السلامة
فور إغلاقه للباب اجتذبت يدها الوسادة الصغيرة بجانبها لتُلقيها بجُلَّ غيظها باتجاه الباب الذي خَرج منه،من بين أسنانها نطقت و هي تقف،:حتى الا بيني وبين نفسي اقرره يعرفه،ســاحر
دخلت غرفة نومهما المُتنازلة عنها إليه..تَوقَفت أمام المرآة تسترجع طلبه..أيُّ حديث تُجَهزهُ له ؟! زَفرة تَلَطخت بشذرات تعب ارتفعت من صدرها..قد يَكون الأمر هَيناً و إن صَعُب الإفصاح عنه لكن نهايته البَوح،و لكن هي، كبريائِها يُقَيد لسانها يمنعهُ من اعترافٍ يُوصلها إلى الخط المُنتهي عنده هروبها المكشوف..،عَقَدت ذراعيها على صدرها و عيناها تتأملان انعكاس صورتها المُبعثرة من النوم،و عقلها يستذكر كلمات أخته..معرفتها بالأمر مُصيبة،فهي قد تعجن الحقيقة بنتانة خبثها و تكشف عن سوءها لبسَّام..لذلك عليها فعلاً أن تُجَهز ما ستقوله مثلما أمر..قبل فوات الأوان..،



كَفٌ تُسنِد خدها و كَفٌ تَتَحرك برشاقة على الورق،مُملية الصفحة البيضاء بخطوط دقيقة تعلم كيف الوصال لها حتى تكون النتيجة ما ارتسم في عقلها ذو الخيال المُسبَغ بفيضٍ من إبداع احتكرته هذه الغرفة،إبداع حُرّم عليه مُواجهة ما ورائها و بدأ يتخذ زواياها جحوراً لمباته المُتواصل من العامِ إلى العام..،على الرغم من التشجيع الذي تلقته من أخيها..قريباتها وصديقاتها،إلا أن حاجزاً ما ينتصف ذاك الطريق المُكلل بالنجاح..و هي التي كانت و لا زالت وَهِنة أمام كُل ما هو مُعتَرض،تجهل كيف يكون كَسر الحواجز،واقتنعت في داخلها أن حدودها رهن هذه الغرفة فقط،صامَّة أُذنها عن ما كان يُردده على مسامعها "السماء هي الحدود"،صوته بَقي يحوم وسط قلبها،ناشراً العويل بين شَعب نبضاتها التي تَخشى فِراقاً يَذبح فُتاته القابع في ذاكرتها فقط..،
،:صبــاح الخير
رَفعَت عينيها إليه و ابتسامة مُحبَّة مالت منها شفتيها الزهريتين..انتقلت كَفُّ خدها لذقنها و هي تقول،:صباح النــووم "و بضحكة أردفت" وجهك واضح منه انك تبي السرير و بس
ارتفعت منه ضحكة تعب و هو يتقدم لداخل الغرفة،أو بالأحرى المَرسم الخاص بأخته..أرضية خشبية بيجية و بضع مسحات بُنية داكنة..البياض ارتدتهُ الجُدران الغافية فوقها بضع لوحات أخواتها تَوَسَّدوا الأرض بفوضوية..و السقف بلا حواجز،زُجاج صلب شفاف،كالإطار للسماء التي أرادها أن تكون حُدودها..،اقترب من إحدى اللّوحات و أزاحها من فوق الحائط و هو يقول بعينان تُدققان في مضمونها،:والله اني كل مرة اشوفها أخاف
ضَحَكت و هي تَميل برأسها جانباً بتعاطُف مع صاحب الرسمة،:حـرام عليك مو لهالدرجة عــاد
أدارها إليها و هو يقول،:شوفي شوفي نظراته،كلها شر و خباثة وانتِ ماشاء الله عليش صايدتها
أشارت لذقنها و نشوة تُداعب خلجاتها،:الجرح بعد فرحت يوم قدرت ارسمه "أخفضت رأسها بأسف و هي تُردف"كنت ابيه يشوفها بسـ "اقتطعت كلماتها تنهيدة مُرتعِشة هَمَست بعدها" اشتقت له
أعاد اللوحة لمكانها ثُمَّ اقترب من موضع جلوسها..استند على المكتب الخشبي الأسود و هو يُتابع احتلال خطوط البؤس ملامحها الصفراء،أبعدت خصلاتها اللاثمة وجنتها و هي تُكمل بعدستين تَعلَّقتا برياح الماضي..،:واجد أوقات احتجته فيها،و خايفة تجي أوقات احتاجه فيها أكثر و أكثر بس ما احصله
عَقَدَ ذراعيه على صدره هامساً بوَجَع شارك اخته الأسـى،:الله كريم
ابتسمت بضيق و أناملها حَرَّرت خصلاتها لتُعيد تجميعها عند قمَّة رأسها..و كأنها بهذه الحركة تُحرر نفسها من زوبعة الذكريات و اجتراع الاشتياق الغاص به حلقها المحموم بويلات العبرات..،وضعت راحة يدها على فخذه و هي تتساءل،:عندك شي صح ؟
دَعَكَ ذقنه و هو يتحسس شعيراته،يحتاج إلى حلاقة سريعة..رَفَع عينيه لها مُستقبلاً نظراته المُتفحصة،بَلَّلَ شفتيه قبل أن ينطق بنبرة عادية،:تعرفين وحده اسمها مروة حَسن الـ.... ؟
رَدَّدت الاسم بهمس مُفَكّر،:مروة حسن الـ.... ،"عَقَّدت حاجبيها و سبَّابتها تمس صدغها و هي تُردِف" احس ان الاسم مار علي بس ماني متذكرة،يمكن كانت وياي في مدرسة أو جامعة
أصدر صوت نافي ثُمَّ قال،:لا البنت اصغر مني يعني يمكن بينكم ثمان سنين فما اعتقد صادفتينها في المدرسة،غير انها دارسة طب فمستحيل شفتينها في الجامعة
فَرقَعت أصابعها و هي تَرفع كتفها تُترجم فشلها في معرفتها،:مادري والله "تساءلت" زين من ذي ليش تسأل عنها ؟
فَكَّ عُقدة ذراعيه ثُمَّ أرجعهما للخلف مُستَنِداً براحة كفّه على حافة المكتب و هو يقول،:مُتدربة من أول ما داومت تسأل عني بالاسم و يوم شافتني "حَرَّك رأسه و ملامحه تنكمش من الاشمئزاز" استغفر الله عيونها في عيوني بطريقة وقحة و لا جت تسلم بعد !
أحاطت فمها و المنطقة المُحيطة به بيدها و هي تقول بعينين هاجمهما اتساع الصدمة،:امبيــــه عيــب شلون جذي !
حَرَّك كتفه و فمه يَميل للأسفل بلا دراية،:ماني فاهم شنو تبي بالضبط ؟! من اللي عرفته انها خريجة جامعة غير جامعتي،فيعني ما قابلتها أثناء الدراسة،من وين عرفتني و شتبي جاية تسأل عني،ما ظل دكتور و لا دكتورة ما سألتهم !
استقرت كلتا كفيها على وجنتيها ناطِقةً بضحكة غَلَّف نبرتها التَعَجب،:اتخيل نفسي اسأل الناس عن رجال غريب،شنو بيقولون عني !
اعتدل في وقوفه و هو يَمس بلوزته الزرقاء من الخلف،:انا ما عطيتها وجه حتى يوم جت سلمت،بس شككتني في نفسي،يعني بنت تعرفني باسمي الثُلاثي و نظراتها و سؤالها،شتبي يعني !
وقفت تُقابله مُتسائلة،:تبيني اسأل نور يمكن تعرفها ؟
اتسعت عيناه و يداه ارتفعت لها بسرعة مُحَذراً،:لا لا تحملي تسألينها،لا تحسب بيني وبينها شي بعد،حتى امي مو تقولين لها "و بسُخرية أردف" ترى عادي تطلع أصل وفصل البنية و رقم امها وتخطبها لي
ضَحَكت،:اي والله ما استبعدها
،:مـــاما
مالت بجسدها لليسار تنظر من خلف أخيها لابنتها الواقفة عند الباب تدعك عينها بكسل..تجاوزته مُتقَدمة لها بابتسامة حنونة،:حبيبتي بيونه "حملتها و هي تُواصل بنبرة طفولية"صبــاح الورد يا قمر
اقترب عبد الله ليطبع قُبلة على خدها القطني و من ثُمَّ يُداعب خصلاتها المُبعثرة من النوم،:صباح الخير يالنتفة،ناس توها قايمة و ناس توها بتنام..يله استأذن طاقتي وصلت للسالب
ابتسمت له بحنية،:حبيبي الله يعطيك العافية،روح ارتاح
نَظرت لابنتها بعد خروجه لتقول بحماس،:نروح نسوي بَبَح ؟
أرخت رأسها على كتفها بدلع،: لاااا حليــبه
احتضنتها بقوَّة و ضحكتها الرقيقة ترتفع،:ما عليه أول شي نسبح و بعدين حليـبه



يتبع



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
/25, مقيدة, ذاب, يوم, عنق, إمرأة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضل يوم عرفة εϊз šαđέέм εϊз …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 14 02-15-2009 11:47 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية