|
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
الدين واضح ........ لا يفوووووتكم ؟؟ !!!
الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين . . وبعد : كـان حلما أن تطأ قدماي أعتاب الجامعة . . كنت أتمنى تلك اللحظه التي أصبح فيها جامعـية . . لأتمتع بهذا القدر الكبير من الاحترام الذي تحظى به فتاة الجامعة . . كان تديني ناقصا وتهاوني بالصلاة وغيرها من العبادات أمرا عاديا . . ومع ذلك فقد كنت راضية عن هذا القدر من التدين . . كنت أنظر إلى المتدينين نظرة دونية . . وأراهم أناسا رجعيين ومتأخرين . . ولذلك فإنهم يقفون موقف الرفض لكل ماهو جديد عصري كنت أتشبث بالآراء المتساهلة التي أسمعها عرضا من شيوخ الفضائيات . . وأجعلها جحة لي فيما أنا عليه من خطأ أو منكر. . لقد سئمت منظومة الأوامر والنواهي التي كانت تقيدنا في المدرسة . . كنت أطمع في المزيد من الحرية والانطلاق . . في الجامعة سوف ألبس ما أشاء . . وأفعل ما أشاء . . لقد ضقت ذرعا بنصائح المدرسات وتحكماتهن . . لا تضيعي العباءة على كتفيك . . لا تلبسي هذا النوع من العباءات . . إياك ولبس القصير . . أزيلي هذا الماكياج من وجهك . . على الإنسان أن يصبر حتى يصل إلى أهدافة . . نعم سأصبر . كنت أذاكر كثيرا وأنتظر اليوم الذي أتخلص فيه من هذه القيود . . أريد أن أصبح فتاة لها رأيها الخاص وتفكيرها الشخصي وإرادتها المستقلة . . نجحت في الثانوية . . وكانت درجاتي تؤهلني لدخول الجامعه . . أخيرا تحقق الحلم الذي تمنيته مرارا . . أخيرا يكون لي رأي ولن أعبأ بآراء الآخرين . . بدأ العام الدراسي فبدأت أبحث عن صديقات يبادلنني نفس الشعور ، ويعشن نفس الهموم التي أعيشها . . صديقاتي يتسمن بالتفتح والعصرية . . ويتطلعن إلى الحرية التي أتطلع إليها . . تعرفت على بعض الصديقات وأقمت معهن علاقة وطيدة . . كانت أحايثنا تدور حول أمور تافهة تشير إلى تفاهتنا وسطحيتنا . . الموضة والأزياء . . أدوات التجميل . . القنوات الفضائية . . الأفلام . . المسلسلات . . آخر أغنيات الفيديو كليب . . الإشاعات . . الغيبة والنميمة . . السخرية والاستهزاء . . وأمور أخرى كثيرة من هذا النوع . . في البيت كان والدي مشغولا بتجارته . . وإخواني كل في طريقة . . لم أسمع منهم أبدا كلمة نصح أو همسة عتاب . . كنت أعيش في عالم أخر اصطنعته لنفسي . . ولا أريد الفكاك منه . . فأنا لا أفعل شيئا خطأ طالما أنه في محيط الصديقات أو الزميلات . . في ذات يوم . . بينما كنت أنتظر السائق عند بوابة الجامعة . . أقبلت نحوي فتاة . . يبدو من شكلها أنها تنتمي إلى نفس الطراز الذي تنتمي إلية أمي وجدتي . . فلباسها ساتر جدا ولا يظهر منها شئ . . سلمت على ومدت إلي يدها المغطاة بالقفاز . . فمددت لها يدي ثم سحبتها بسرعة . . قلت لها : كأنك تريدين شيئا ؟ قالت : في الحقيقة يا أختاه أن عباءتك لفتت نظري . . فأحببت أن أسألك عن موديلها . . فانتفشت وقلت لها بثقة : فرنسي . . إنها أحدث شيء نزل في الأسواق حتى الآن . . قالت : وهل تظنين أن مصممي هذه العباءة من الفرنسيين وغيرهم سوف يراعون الضوابط الشرعية لحجاب المرأة المسلمة ؟ قلت لها : أية ضوابط تقدين ؟ قالت : ألا تعلمين أن للحجاب الشرعي شروطا منها : استيعاب جميع البدن . . وألا يكون زينة في نفسه . . وأن يكون صفيقا لا يشف . . وأن يكون فضفاضا غير ضيق . . وألا يشبه ملابس الرجال . .ولا يشبه ملابس الكافرات . . ولا يكون لباس شهرة . . وعباءتك كما ترين تخالف معظم هذه الشروط الشرعية . . فهي مليئة بالزركشة والزينة . . وهي ضيقة . . وشفافة كذلك . . وهي تشبه ملابس الكـافرات . . لأنــها تظهـــر يديك وساعديك . . قلت : كفى كفى . . يكفي هذا . . أنتم دائما تأخذون الآراء المتشددة . . وهناك من العلماء من رخص في لبس مثل هذه العباءة . . قالت : القضية ياأختـاه ليست في قول فلان أو فلان فالحق لا يعرف بالرجال . . وكل يؤخذ منه ويترك إلا رسول الله صلى الله علية وسلم وقد قال علية الصلاة والسلام : (( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد . . قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )) ( رواه مسلم ) . وقد قال العلماء : إن التي تلبس مثل هذه العباءة التي تلبسينها تعتبر من الصنف الثاني الذي ذكر في هذا الحديث . . وقال علية الصلاة والسلام : (( أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل )) ( رواه ابن ماجه ) . وهذا عطرك الجميل قد جذنبي نحوك فكيف بالشباب والرجال ؟ . . إن الحجاب يا أخياه عفة وطهارة وصيانة للمرأة من أعين لصوص الأعراض الطامعين فيما لا يحل لهم . . الحجاب يا أخياه . . انتهينا . . سأبحث هذه المسألة فيما بعد . . ثم ابتعدت عنـها قليـلا . . لم أتأثر كثيرا بهذا الموقف . . فقد عددته من جملة المواقف التي كنت ألا قيها في مدرستي من المدرسات وبعض الطالبات أمثال تلك الفتاة . . في إحدى جلساتي مع زميلاتي بجوار الكافيتريا . . كنا نتجاذب أحايثنا المعتادة . . وقد توالت ضحكاتنا عالية . . ومن بالغ جرأتنا أننا وضعنا بجوارنا جهازا صغيرا للتسجيل . . وأدرناه على أغنية صاخبة من أحب الأغنيات إلينا . . ويبدو في هذه المرة أن صوت المسجل كان عاليا . . جاءت إلينا فتاة . . فألقت علينا السلام . . وطلبت منا تقير صوت المسجل حتى تستطيع الحديث معنا . . فقمنا بتقصير الصوت . . كانت فتاة جملية جدا . . ولباسها يشير إلى ذوق رفيع . . ومع ذلك فليس فيه بهرجة أو تبرج . . ولكنه يمتاز بالدقة والجودة والتناسق بين الألوان . . كنت أنتظر حديث تلك الفتاة التي أعجبت بجمالها وملابسها جدا . . فبدأت _ هي الأخرى تلومن على سماع الأغاني . . وتنصحنا بسماع القرآن والأشرطة المفيدة تعجبت أن تحدثنا هذه الفتاة الجميلة العصرية عن هذه الأمور . . ولكني آثرت هذه المرة أن أحتفظ بهدوئي وأبحث في معلوماتي الدينية القديمة . . فقلت لها : إننا نستمع إلى القرآن أحيانا . . ولكن هذا لا يمنع أن نرفه عن أنفسنا بسماع شيء من الموسيقى والغناء . . قلت : هذا رأيك أنت . . ولا ينبغي أن تفرضي رأيك على الآخرين . . فنحن نحب القرآن ونحب الغناء أيضا . . قالت : لكي أثبت لكن صحة كلامي أريد أن تخبرني أي واحدة منكن : متى آخر مرة بحثت عن إذاعة القرآن الكريم لتستمع إلى القرآن ؟ . . فسقط في أيدينا . . ولم تنطق إحدانا ببنت شفة . . ومع ذلك فقد كان صوت الكبر والغرور يتعالى داخلنا . . فقالت لها إحدانا : ليس لك أن تحاسبينا على مانفعل . . ونحن لسنا في كلية شرعية حتى تأتينا بهذه النصائح . . قالت : وهل تعاليم الإسلام خاصة بمنسوبي الكليات الشرعية فقط . . والآخرون يفعلن مايشاؤون ؟ قلت : لا لا . . هي لم تقصد ذلك . . وإنما تقصد أن الغناء ليس محرما . . وليس هناك دليل على تحريمه قالت : بل هناك أدلة كثيرة . . منها قوله تعالى : (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا )) ( لقمان :6) . . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( سيأتي زمان على أمتي يستحلون فيه الحر والحرير والخمر والمعازف )) ( رواه البخاري ) والمعازف هي الموسيقى والغناء . . ولما رأت زميلاتي أننا لن نستطيع مجاراتها . . قالت إحداهن : اتركن الحديث مع هؤلاء المتزمتات . . ثم توجهت إليها قائلة : لقد قطعت علينا حديثنا . . وأرى أن نصيحتك قد انتهت . . فدعينا الآن وانصرفي لشأنك . . فقالت : آسفة لقطع حديثكن . . ولكن لا تنسين كذلك أن هذا العمل مخالف لأنظمة الجامعة . . ثم استأذنت وانصرفت . . لم أكن أحب أن تواجة هذه الفتاة الجميلة المنظمة بمثل هذا الأسلوب الجاف الذي دل على ضعفنا أمام حججها القوية . . كنت أحب أن أظهر عليها في المناقشة . . وأثبت لها رأيي في عدم حرمة الغناء . . ولكن كيف ذلك وهي تستدل بآيات وأحاديث في تحريم الغناء ؟ ! انصرفت الفتاة . . فانظلقت يد إحدى صاحباتي لترفع صوت الأغنية كما كان . . وتوالت الضحكات مرة أخرى . . وفي أحد الأيام قابلتني هذه الفتاة في الكلية . . فجاءت وسلمت علي . . وأرادت أن تعتذر . . فبادرتها أنا بالاعتـذار عما حدث من زميلتي . . واتضح من خلال الحوار أنها تدرس في القسم الذي أدرس فيه . . فتعجبت من ذلك وقلت لها : لقد حسبتك تدرسين في إحدى الكليات الشرعية . . قالت : ولماذا ؟ قلت : لأن ثقافتك الشرعية يبدو أنها عالية . . أفلا يؤثر ذلك على مستواك الدراسي ؟ ! قالت : أبدا فأنا أنظم وقتي . . وقد زادني التزامي تنظيما ومعرفة لقيمة الوقت وأهميته . . وبالمناسبة فأنا أجيد الإنجليزية وعلوم الحاسب الآلي ، وهما من أهم الأمور في تخصصنا . . وأقوم بشرح بعض الدروس للطالبات فإذا احتجت شيئا في ذلك فأنا على أتم الاستعداد . عند ذلك نظرت إليها بإعجاب وإكبار . . واستصغرت نفسي . . إنها تعطي دروسا في الانجليزية والحاسب الآلي . . ونحن نجلس للضحك وسماع الغناء . . أهذه هي العصرية التي كنت أحلم بها ؟! أحسست أن هذه الفتاة تهتم بي بشكل خاص . . وتريد إقامة علاقة صداقة معي . . ولكن كيف أقيم معها علاقة وهي تتكلم دائما عن الحلال والحرام ، وهذا يشعرني بأنني مازلت طالبة المتوسط أو الثانوي . . دعك منها هؤلاء متشددون ولا يعرفون أن الزمن قد تغير وأن الإنسان لا بد من أن يواكب عصره الذي يعيش فيه . . كفي عن ترديد هذه الإسطوانة المشروخة . . عصرية . . مدنية . . تقدم . . ورقي . . ماهي مظاهر العصرية التي نعيش فيها سوى بنطال لاصق . . وتنورة مفتوحة . . وحذاء رجالي . . ووجه يشبه وجوه البهلوانات . . أما هي فتدرس الإنجليزية وعلم الحاسب الآلي . . إنها أكثر مني مدنية . . وكذلك فهي ملتزمة بتعالم دينها . . فقد جمعت بين الحسنيين . . ما هذا الذي أقول ؟! هل تأثرت بهذه الفتاة إلى هذه الدرجة ؟ أين رأيي المستقل ؟ وتفكيري الخاص . . وحريتي التي كنت أبحث عنها دائما ؟ . لا لا . . لا بد أن أتخلص من هذه الفتاة حتى لا تعكر علي حياتي . . كنت أتعمد بعد ذلك ألا أراها ولا تراني . . وإذا رأيتها من بعيد . . سلكت طريقا آخر حتى لا تراني . . وظلت علاقتي كما هي بزميلاتي الأخريات . . غير أن صورة هذه الفتاة . . وثقتها بنفسها . . وثقافتها العالية والمتنوعة وعصريتها الواضحة . . كانت لا تزال ترد عل خاطري بين فترة وأخرى . . وحانت ساعة الحقيقة . . |
06-29-2010 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
:025:ليت حزني مجرد دمع وأبكيه:025:
|
|
|
|