|
[ابكتب من قصيدي الوزن وغيرهـ من شعر منثور] { .. هنا يطرح كل ما يتعلق بالشعر من قصائد مكتوبة او منقولة مع الاشارة الى اسم كاتب القصيدة .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
مقايس نقد الشعر
مقاييس نقد الشعر 1- مقاييس نقد المعني 2- مقاييس نقد العاطفة 3- مقاييس نقد الخيال 4- مقاييس نقد الأسلوب ]الأسلوب الأدبي يتكون من أربعة أركان - تتلاقى كلها في صناعة العمل الأدبي ، ولكي يكون النص الأدبي متميزاً لابد أن تكون كل العناصر الأربعة مستوفية لكل شروط جودتها . لأن أي خلل في أي عنصر كفيل بإحداث نقص في القيمة الفنية للعمل الأدبي ، لأنه كالجسم الواحد ، أو المبني المتماسك ، أي عيب ،يصيب بقية الأركان . ومن هنا كانت هناك مقاييس دقيقة لنقد كل عنصر من هذه العناصر كما يأتي . العنصر الأول المعاني والأفكار هي مجموعة الآراء والمعاني والحقائق والأمور التي يريد الأديب التعبير عنها ، ونقلها إلي السامعين . والمعاني والأفكار هي الشرط أو الركن الأول لوجود أي عمل أدبي - فلا يسمي الكلام كلاما إلا إذا كان له معني وفيه فكرة . أقسام المعاني من حيث الحجم : 1- المعني الكلي : وهو الفكرة أو الموضوع الذي يتحدث عنه الشاعر - وصف الربيع - مدح الملك عبد العزيز - مساندة المجاهدين ، وهذا يظهر من عنوان القصيدة . 2- المعني الجزئي : وهي المعاني التي يعبر عنها الشاعر في أبياته، فقد يحمل البيت فكرة أو أكثر ... وقد تأتي الفكرة أو المعني الجزئي بأسلوب تقريري أو في صورة تشبيه ، أو استعارة، أو كناية، ولا بد للمعاني الجزئية أن تكون كلها مترابطة لخدمة المعني الكلي . فلا تخرج فكرة عن المضمون العام للقصيدة . أقسام المعاني من حيث مصادرها : المعاني من حيث مصدرها نوعان : 1- معني عام ، وهو ما يكثر استخدامه في التعبير عن شئ - توصف الممدوح الكريم بالبحر - والشجاع بالأسد ، والحسناء بالقمر فهذه وأمثالها معاني عامة يتناولها كل الشعراء ، ولا تميز لأحد فيهم عن الآخر إذا استخدمها . 2- معني خاص : وهو أن يتناول الشاعر معني من المعاني ويفصله ويعبر عنه تعبيرا لم يسبق إليه . تفصيلاً يثير إعجابنا - ناتجا عن براعته في تناوله للمعني تناولا خاصاً صادراً عن تجربة صادقة ومعاناة عميقة ، وهذا التناول الخاص المنفرد للمعاني هو الذي يحول المعني العام الشائع إلي معني خاص، ويسمي ذلك خصوصية المعني - والشاعر الذي يفعل ذلك يسمي أصيلاً - فالأصالة هي أن يكثر الشاعر من المعاني الخاصة التي يتميز بها وتعرف عنه . وفي مقدمتهم أبو الطيب المتنبي . مقاييس نقد المعني : وضع النقاد والعرب مقاييس كثيرة ودقيقة لنقد المعاني - ومن أهمها ( سيأتي تفصيلها ). 1- مقياس الصحة والخطأ 2- مقياس الجدة والابتكار 3- مقياس العمق والسطحية وهناك مقاييس أخري ( نذكرها لك إيجازاً ) منها : 1- مقياس الوفاء بالمعني 2- مقياس الدين والخلق 3- مقياس العلم والشعر 4- المقياس النفسي 5- المقياس الإنساني 6- مقياس الشرف والضعة 7- مقياس الاستواء والتناقض 8- مقياس الصدق والكذب 9- مقياس المثالية والواقعية 10- مقياس الاتباع والابتداع 11- الألفة والندرة . أولا : مقياس الصحة والخطأ أول ما يطلب في المعني أن يكون صحيحاً - لا خطأ فيه من ناحية واقع الحياة ، أو واقع التاريخ . أو معني اللغة . 1- ولهذا عيب على أبي القاسم الشابي قوله مخاطباً المستعمر : ورويت بالدم قلب التراب ***وأشربته الدمع حتى ثمل ففي ذلك خطأ علمي - لأن التراب لا يشرب الدم - بل إن الدم يتجلط على سطح التراب . 2- وعيب على أبي نواس وصفة عيون الأسد بالجحوظ : كأنما عينيه إذا نظرت ***بارزة الجفن عين مخنوق لأن عيون الأسد غائرة وليست جاحظة 3- وعيب على زهير مخالفة التاريخ في قوله : فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ***كأحمر عاد ، ثم تنتج فتنطم لأن الصواب هو أحمر ثمود ، الذي أقدم على عقر الناقة والتي جاءت في قوله تعالي ( فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها فعقروها - فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها ) . 4- ومن مخالفة واقع اللغة ما عيب على البحتري في قوله : تشق عليه الريح كل عشية ***جيوب الغمام بين بكر وأيم فقد ظن البحتري أن الأيم هي من ليست بكرا - ولكن الصواب أن الأيم هي التي لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا . 5- وعيب على شوقي قوله : فاصبر على نعمي الحياة وبؤسها***نعمي الحياة وبؤسها سيان معروف وجوب الصبر على البؤس - لكن ليس هناك صبر على النعمة لأنها مطلب دائم ثانيا : مقياس الجدة والابتكار وحسن التعليل : ترتقي المعاني الشعرية وتعلو قيمتها الفنية إذا كانت جديدة مبتكرة ، حتى لو تناولت معني عاما ، المهم أن الشاعر يصور هذا المعني تصويرا جديداً لم يسبق إليه - وهذا ما سبق من ( المعاني الخاصة ) فالمعاني مطروحة في الطريق ، يأخذ كل شاعر ما يريد - لكن المفاضلة هي أن يجئ المعني في صورة مبتكرة تثير السامعين ، من ذلك وصف الكريم بالبحر .. شاع ذلك وانتشر كثيرا . لكن أبا تمام أخذ هذا المعني وعبر عنه في صورة كلامية جميلة جعلته يفضل على كل من قال في هذا المعني قال : هو البحر من أي النواحي أتيته***فلجته المعروف والجود ساحله تعود بسط الكف حتى لو أنه***ثناها لقبض لم تجبه أنامله ولو لم يكن في كفه غير روحه***لجاد بها ، فليتق الله سائله تصوير لكرم الممدوح بالبحر لكن بطريقة جديدة مبتكرة ، جعلته يتقدم كل من استخدموا البحر في هذا الوصف . ومن ذلك ما قاله شوقي لبطل حمل الأثقال يؤكد أن هناك أشياء أثقل من الحديد مهما كان ثقله قال له شوقي : أحملت دينا في حياتك مرة***أحملت يوماً في الضلوع غليلا ؟ أحملت ظلما من قريب غادر ***أو كاشح بالأمس كان خليلاً ؟ أحملت طغيان اللئيم إذا اغتني ***أو نال من جاه الأمور قليلاً ؟ تلك الحياة وهذه أثقالها ***وزن الحديد بها فصار ضئيلا . هاتان المجموعتان لأبي تمام وشوقي يصوران الجدة في تناول المعاني - وصوغ المعاني العامة صياغة طريق مبتكرة . أما الابتكار : فهو أن يأتي الشاعر بمعني لم يسبق إليه ، وينسب إليه وحده .... وهذا أمر صعب في كثير من الأحيان ، لكن الشاعر الموهوب هو الذي يضيف إلي رصيد المعاني من المعاني المبتكرة ما يثري هذا التراث - وهذا الذي يسمي الشاعر الأصيل - ولقد كان المتنبي من أكثر الشعراء أصالة وابتكار للمعاني . قال مفتخراً : وإني لمن قوم كأن نفوسهم ***بها أنف أن تسكن اللحم والعظما ومن أصحاب المعاني المبتكرة ***جميل بثنية حين قال : أقلب طرفي في السماء ، لعله ***يوافق يوماً طرفها حين تنظر ومالك بن الريب التميمي في قوله : العبد يقرع بالعصا ***والحر يكفيه الوعيد والمرقش الأصغر حين قال : فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره ***ومن يغو لا يعدم على الغي لائما وقول زهير يمدح ابن فزاره : تراه إذا ما جئته متهللا ***كأنك تعطيه الذي أنت سائله ويدخل في مجال الجدة والابتكار للمعاني حسن تعليلها ، فقد يورد الشاعر المعني ، أو يذكر صفة ويعللها تعليلاً معروفاً ، فهذا لاجدة ولا طرافة فيه - وقد يذكر الشاعر تعليلاً غريباً مثيراً لمعني من المعاني - فيه من العبقرية والذكاء ما يثير الإعجاب بهذا التعليل . إن الشاعر قد يذكر صفة ويعللها تعليلاً لطيفا ، ويذكر لها سببا غير حقيقي . ومن ذلك : قول المتنبي : لم يحك نائلك السحاب وإنما ***حمت به فصبيبها الرخصاء السحاب لا يمطر تشبها بالممدوح ( لأنه لا يصل إلي مثل جود الممدوح ) ولكن هذا المطر هو من أثر الحمي الذي اشتدت على السحاب فهو يقطر عرقا . وقول المتنبي في كثرة حروب سيف الدولة - وأنه لا يفعل ذلك حبا في للقتل ولكن للوفاء بوعده مع الطيور والحيوانات أن يطعمها لحمأً من قتلي أعدائه : ما به قتل أعاديه ، ولكن ***يتقي إخلاق ما ترجو الذئاب وقول المتنبي أيضا : لعل عتبك محمود عواقبه ***فربما صحت الأجسام بالعلل وقول أبي تمام يبين أن احتجاب الممدوح ليس أمرا سيئا - ولكن مدعاة للتفاؤل كالسماء حين تحتجب يكون ذلك بشارة خير بنزول المطر : ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا *** إن السماء ترجي حين تحتجب ثالثا : مقياس العمق والسطحية : لا بد أن نقف عند الفرق بين المعني العميق ، والمعني الغامض، وبين الوضوح والسطحية . المعني العميق هو المعني الذي يشعرك بكم كبيرمن المعاني التي يحتويها .. حتى أنك لتري فيه أكثر من معني ، وتشعر بأن فيه أكثر من خاطرة ... كأنه غني ثري . أما المعني الغامض فقد يكون ذا معني صغير، لكنه غامض غير مفهوم - والغموض يعيب الشعر ويقلل من قيمته ، لأن هناك بعض الشعراء يتعب نفسه في التعبير عن معني من المعاني مستخدما كل السبل ، ثم يأتي المعني غير واضح ولا مفهوم مقصده . كما حدث في قول الأعشى : إذا كان هادي الفتي في البلاد***صدر القناة أطاع الأميرا كلمات واضحة ، لكن المعني مستغلق غير مفهوم مقصده . أما عمق المعني فهو المعني القوي الذي يشعرك بقدرة الشاعر الفنية وعبقريته . أما السطحية فهي تعني القريب المتداول - الذي تكشف عنه الكلمات لمجرد القراءة الأولي ... لا أثر للفنية الشعرية فيه . مصادر عمق المعني : يأتي المعني عميقاً ، مشعراً بالامتلاء الفكري والعاطفي ، وذلك من عدة موارد : أ - الموهبة الشعرية - وهي ملكة يتفاوت فيها الشعراء - لأن لكل منهم قدرة عقلية ، وملكة ذهنية غير الأخر . ب - الثقافة المتنوعة . فكلما كانت ثقافة الشاعر أرحب وأكثر تنوعا ، وأعمق تأثيرا جاءت معانيه انعكاساً لهذا الثراء الثقافي . ومن المعاني الكبري العميقة : قال المتنبي يمدح على بن أحمد بن عامر الأنطاكي : أطاعن خيلا من فوارسها الدهر***وحيداً ، وما قولي كذا ومعي الصبر وأشجع مني كل يوم سلامتي ***وما ثبتت إلا وفي نفسها أمر تمرست بالآفات حتي تركتها ***تقول أمات الموت أم ذعر الذعر وقوله المعروف : أنا الذي نظرا لأعمي إلي أدبي***وأسمعت كلماتي من به صمم الخيل والليل ، والبيداء ، تعرفني***والسيف والرمح والقرطاس والكلم في البيت الأول قدرة شعره على تغيير قدرات السامعين - وفي البيت الثاني فخر بسبع صفات - تكفي شاعرا غيره أن يجعلها في قصيدة كاملة - لكنه جاء بها كلها في بيت واحد . وتعتبر معاني الحكمة من العمق الواضح - لأنها نتيجة تجارب إنسانية كبيرة وتأتي مع ذلك في عبارة موجزة - وتبقي على العصور صالحة لكل زمان ومكان - وعرف المتنبي بشاعر الحكمة لكثرة ورودها صادقة متمكنة في شعره : قال : 1- إذا غامرت في شرق مروم ***فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير ***كطعم الموت في أمر عظيم 2- على قدر أهل العزم تأتي العزائم ***وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها ***وتصغر في عين العظيم العظائم 3- الرأي قبل شجاعة الشجعان ***هو أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لنفس حرة ***بلغت من العلياء كل مكان ولربما طعن الفتي أقرانه ***بالرأي قبل تطاعن الأقران 4- ومن يجعل المعروف من دون عرضه ***يفره ، ومن لا يتق الشتم يشتم ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه ***يهدم ، ومن لا يظلم الناس يظلم ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله ***على أهله يستغني عنه ويذمم ومن يعمل المعروف في غير أهله ***يكن حمده ذما عليه ويندم وهي كلها معاني عميقة - تحمل تجارب إنسانية معبرة عن ما تركز في عقل الشاعر وخواطره من خلاصة هذه ( التجارب العميقة فانطلق يعبر عنها بهذه المعاني العميقة ) مقاييس أخري : هناك مقاييس أخري لابد أن تكون أمامنا ونحن نقوم النص الأدبي - ومنها : 1- مقياس الدين والخلق : فيجب أن يلتزم الشاعر في قوله بمبادئ الدين والخلق لأن الأدب سمي أدبا لأنه يؤدب النفس ، ويعمق فيها مشاعر الخير - بما له من تأثير قوي في النفوس. روي أن عمر بن عبد العزيز رفض أن يدخل عليه الأخطل مجلسه لأنه سمع عنه أنه قال : ولست بصائم رمضان طوعاً ***ولست بآكل لحم الأضاحي ولست بزائر بيتا عتيقا ***إلي بطحاء مكة للنجاح ولست بقائم بالليل أدعو ***قبيل الصبح : حي على الفلاح ولكني شأشربها شمولاً ***وأسجد عند منبلج الصباح 2- مقياس الإحالة والغلو : فبعض الشعراء يبالغ في تصوير المعاني، حتى يبدو حدوثها مستحيلا وهم بذلك يحاولون المبالغة الكبرى، أو البروز في التعبير عن المعاني فيقعون في الخطأ . ولقد قال بعض النقاد : إن أجمل الأبيات الشعرية وأصدق المعاني ما يمكن أن تراه أو ترسمه في صورة . ومن المبالغات والغلو المرفوض: قول أبي نواس يمدح : وأخفت أهل الشرك حتى إنه ***لتخافك النطف التي لم تخلق وقول المتنبي : كفي بجسمي نحولاً إنني رجل ***لولا مخاطبتي إياك لم ترني وقول عبد الرحمن القس في حبه لسلامة : فإذا ما الموت حل بنفسها يزال بنفسي قبل ذلك فأقبر - وقول أخر : ولقد هممت بقتلها من حبها***حتي تكون خصيمتي في المحشر فيطول من فوق الصراط وقوفنا ***فتلذ عيني من لذيذ المنظر العنصر الثاني العاطفة ما العاطفة ؟ ما أسماؤها الأخرى ؟ يقولون : إن عاطفة الأمومة أصدق العواطف وأقواها . ويقولون : هنا الرجل شديد العطف على الفقراء والمساكين . فما المقصود بالعاطفة هنا ... العاطفة هي ما نلمحه من الشعور الداخلي الذي تشعر به الأم تجاه أبنائها ، وهو بلا شك شعور صادق وعميق ، حتى إنها لتنزعج إذا تأخر واحد منهم تأخراً كبيرا عن موعده . وتشعر بالرعب والفزع ، ولا تنام إذا مرض صغيرها ، أو أصيب بمكروه كبيرها . هذا الرجل يشعر بتجاوب نفسي ومشاركة وشعور بالألم حين يري الفقراء والمساكين فيعطف عليهم - دون أن يدفعه أحد لذلك هذه هي العاطفة : الشعور - الانفعال النفسي - المشاركة الوجدانية - البعد النفسي - التجاوب الشعوري - الذي يشعر به الإنسان عامة ، والشاعر خاصة تجاه شيء من الأشياء . أهمية العاطفة في الشعر : لقد سمي الشعر شعرا ، والشاعر شاعرا لشيء واحد - هو وجود العاطفة والشعور والوجدان في الشعر - وشعر بلا شعور لا يعتبر شعرا .... وشاعر بلا شعور لا يسمي شاعرا ولهذا : أ - الشعر التعليمي ليس من الشعر في شئ لأنه نظم وصف للحقائق العلمية في إطار من الوزن - والقافية لا غير . ب - لا يسمي شعرا ذلك الشعر الذي يخلو من عنصر العاطفة لأن القصيدة التي تخلو من العاطفة قد خلت من حياتها وحيويتها وقدرتها على التأثير مهما كانت معانيها وصياغتها ، من ذلك قول الشيخ على الليثي - في أعقاب فشل الثورة العربية بمصر : كل حال لضده يتحول ***فالزم الصر إذ عليه المعول يا فؤادي استرح فما الشأن إلا ***ما به مظهر القضاء تنزل رب ساع لحتفه وهو ممن ***ظن بالسعي للعلا يتوصل قدر غالب وسر الخفايا ***فوق عقل الأديب مهما تكمل فهذه الأبيات تكاد تخلو نهائيا من عنصر العاطفة ، ولا تشعر بشيء من التجاوب معها . مقاييس نقد العاطفة : هل كل الشعراء صادقون أو كاذبون في عواطفهم ؟ هل كل الشعراء متساوون في قوة أو ضعف عواطفهم؟ كيف يقاس الصدق في العاطفة ؟ 1- مقاييس الصدق والكذب : جاء عن بعض النقاد عندما سمع شعراً لأحد الشعراء في الحب والشوق قال ( والله ما أحبها ساعة قط ) كيف عرف هذا الناقد عدم صدق هذا الشاعر في حبه ، حتى أقسم على ذلك ؟ كثيرا ما تهزك أبيات تجعلك في حالة قوية من انفعال وعميق الشعور بما تسمع - حتي لكأنك الشاعر نفسه - تشعر بحزنه أو تهتز بفخره واعتزازه بنفسه أو يؤلمك عذابه في عشقه هذا هو المقياس صدق العاطفة أسمع معي قول ابن زيدون في مناجاته لحبيبته ولادة بنت المستلقي ، وقد وشي به الوشاة حقدا عليه لحبه ولادة حتى كان إبعاده أضحي التنائي بديلاً من تدانينا ***وناب عن طيب لقيانا تجافينا بنتم وبنا ، فما ابتلت جوانحنا ***شوقا إليكم ، ولا جفت مآقينا يكاد حين تناجيكم ضمائرنا ***يقضي علينا الأسي لولا تأسينا حالت لبعدكم أيامنا فغذت ***سودا ، وكانت بكم بيضا ليالينا إن الزمان الذي قد كان يسعدنا ***أنسا بقربكم قد عاد يبكنا غيظ العدا من تساقينا الهوي ***فدعوا بأن نغص فقال الدهر أمينا وها هو المتنبي يهان في مجلس سيف الدولة .... فتأخذه عزته وكرامته ، واعتزازه بنفسه فينظر إلي من أهانه وإلي سيف الدولة الذي لم يتحرك ردا على تلك الإهانة قال . واحر قلباه ممن قلبه شبم *** ومن بجسمي وحالي عنده سقم حتى يقول : أنا الذي نظر الأعمى إلي أدبي ***وأسمعت كلماتي من به صمم أنام ملء جفوني عن شواردها ***ويسهر الخلق جراها ويختصم وجاهل مدة في جهله ضحكي ***حتى أتته يد فراسة وفم إذا رأيت نيوب لليث بارزة ***فلا تظنن أن الليث يبتسم الخيل والليل والبيداء تعرفني ***والسيف والرمح والقرطاس والقلم 2- مقياس القوة والضعف شعور قوي بالفخامة والاعتزاز يجعلنا نهتز انفعالا وتأثرا وليس معني قوة العاطفة أن يكون في الحماسة والبطولة والفخر كما يظن البعض ، لكنها تأتي في كل شعر يكون انفعال الشاعر بالموقف انفعالاً صادقاً قويا - وتعبير عن ذلك تعبيراً صادقاً أمينا . من نماذج صدق العاطفة القوية ما قاله خير الدين الزر كلي في حنينه إلي الوطن : العين بعد فراقها الوطنا***لا ساكنا ألفت فيه ولا سكنا والقلب لولا أنه صعدت ***أنكرته وشككت فيه أنا ليس الذين أحبهم علموا ***وهم هنالك ما لقيت هنا ما كنت أحسبنى مفارقهم ***حتى تفارق روحي البدنا لي ذكريات في ربوعهم ***هن الحياة تألقاً وسنا إن الغريب معذب أبدا ***إن حل لم ينعم وإن ظعنا نفثه غريب تملك روحه ذكريات وطنه وحبه له .... حتى إنه لن يستريح أبدا في غرتبه . فالذين يحبهم هم روحه وسعادته عاطفة قوية وصادقة ... ومن يشكك في صدق مشاعر الغريب الذي يحب وطنه وأهله وأحبابه فيه . اقرأ معي ..... وما أخالك إلا أنك ستحزن بصدق ... وتتألم بقوة اقرأ ما قاله محمد بن عبد الملك الزيات في رثاء أم ولده - وهو من أجود الرثاء وأشده تأثيرا في القلب وإثارة للحزن : ألا من رأي الطفل المفارق أمه***بعيد الكرى عيناه تبتدران رأي كل أم وأبنها غير أمه ***يبيتان تحت الليل ينتجيان وبات وحيدا في الفراش تحثه ***بلابل قلب دائم الخفقان ألا إن سجلاً واحدا قد أرقته ***من الدمع أو سجلين قد شفياني فلا تلحيانى إن بكيت فإنما ***أداري بهذا الدمع ما ترياني فهبني عزمت الصبر عنها لأنني ***جليد ، فمن بالصبر لابن ثمان أب يبكي بحرارة في الليل وهو يري ابنه الذي فارق أمه لا ينام ..... يبكي وحشة بعد موت أمه . من مدخراتي التي اعتز بها
|
01-16-2009 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
من حقك ياخويه تفتخر بمذدخراتك الثمينه
طرح روعه ومفيد وقيم الله يعطيك العافيه اختك نظرة الحب
|
|
|