دعم الأصدقاء في أوقات الصعوبات والأزمات

إن القدرة على تقديم الدعم للآخرين في أوقات الصعوبات والأزمات، تعكس قوة العلاقات الإنسانية، وتؤكد على الروابط القوية التي تجمع بين الأصدقاء.. ففي الحياة نتعرض جميعاً لمواقف صعبة وأزمات تحتاج إلى دعم ومساعدة من الأصدقاء.. نتناول أهمية دعم الأصدقاء خلال الصعوبات والأزمات، ونستعرض بعض الطرق التي يمكن من خلالها تقديم الدعم الفعّال والمؤثر في تلك اللحظات الحرجة.
عندما يواجه الأصدقاء تحديات أو مشاكل، يكون دورنا كأصدقاء هو تقديم الدعم العاطفي والمعنوي.. ففي هذه اللحظات، يمكن أن يكون التواجد والاستماع الجيد أكثر من كافيين لتخفيف الضغوط والأوجاع التي يعانون منها، إن معرفة كيفية التعبير عن الاهتمام والتواصل بشكل فعّال، يمكن أن يكون له تأثير كبير على حالة الأصدقاء المتوترة.
إلى جانب ذلك، تقديم المشورة والتوجيه بشكل حساس واحترامي، يمكن أن يكون مفيداً أيضاً.. يجب أن نتذكر أننا لا نحاول حل مشاكلهم بالنيابة عنهم، ولكننا نقدم لهم وجهات نظر إضافية، قد تساعدهم في اتخاذ قراراتهم بشأن الأمور المهمة.
نستعرض بعض الأمور الفعّالة التي يمكن أن تساعدنا على دعم أصدقائنا في الأوقات الصعبة.. ونتناول كيفية تقديم الدعم العاطفي، وكيفية التعبير عن التضامن والتفهّم، وكذلك كيفية تقديم المساعدة العملية عند الحاجة.
في النهاية؛ فإن قدرتنا على تقديم الدعم لأصدقائنا في أوقات الصعوبات، تعكس مدى قوة العلاقات التي نشكلها معهم.. إن بناء جسور التواصل والدعم في هذه اللحظات، يعزز من التلاحم والروابط الاجتماعية، ويخلق بيئة داعمة يمكن للجميع الاستفادة منها عندما تأتي الصعوبات.
يقول أحمد أمجد- محاضر تنمية المهارات: إن دعم الأصدقاء في الأوقات الصعبة، يشكل عنصراً أساسياً في بناء الثقة والتواصل الصحيح بين الأفراد.. فعندما يشعر الإنسان بأن لديه أصدقاء يمكنهم مشاركته أحزانه وأفراحه وتقديم الدعم له في اللحظات الصعبة، يزداد شعوره بالانتماء والتواصل في المجتمع.
تنمية مهارات الدعم في الأوقات الصعبة

تذكير الأصدقاء بمواردهم-تصوير pexels-shvets production-
توفير الدعم في الأوقات الصعبة ليس مجرد أمر عفوي؛ بل هو مهارة يحتاج الفرد لتنميتها؛ لكي يتمكن من تقديم الدعم الصحيح لأصدقائه من ضمنها.
- يتطلب الأمر التعاطي مع الصديق بطريقة جاذبة غير منفرة.
- فهم المشاعر والاحتياجات.
- تقديم الكلمات المناسبة والتشجيع في كثير من الأحيان.
- الدعم العاطفي؛ ففي أحيان كثيرة الدعم العاطفي هو ما يحتاجه الشخص ليشعر بأنه ليس وحيداً في مواجهة مشاكله.
- التحلي بالصداقة الحقيقية في هذه اللحظات؛ حيث يكون الدعم متبادلاً بين الأصدقاء.. يمكن أن يكون الدعم في أوقات الصعوبات، فرصةً لتعزيز العلاقات وتقويتها، وبناء ذكريات تبقى خالدة.
تابع المزيد :نصائح عند اختيار الأصدقاء.. لا بد من مراعاتها
طرق دعم الأصدقاء في أوقات الصعوبات

توفير مساحة حرية خاصة بالصديق-تصوير pexels-shvets production-
ويرى المحاضر أحمد، أن دعم الأصدقاء في أوقات الصعوبات والأزمات، أمرٌ مهم جداً؛ فقد يكون لدى الأصدقاء دورٌ كبير في تقديم الدعم العاطفي والنفسي خلال هذه اللحظات الصعبة.. إليك بعض الطرق التي يمكنك اتباعها لدعم أصدقائك:
- الاستماع الفعّال:
كُن على استعداد للاستماع إلى مشاكلهم ومخاوفهم من دون انقطاع.. يُظهر الاهتمام والاستماع الجيد، أنك تهتم حقاً بما يمرون به.
- التعبير عن الدعم العاطفي:
عبّر لهم عن مشاعرك تجاه ما يحدث لهم.. استخدم العبارات الموجبة والمشجعة مثل: "أنا هنا من أجلك"، و"سوف نتخطى هذا سوياً".
- التقديم على المساعدة:
سلِّط الضوء على استعدادك لمساعدتهم بأيّة طريقة ممكنة.. قد تكون هذه المساعدة في شكل القيام بأعمال يومية، أو تقديم معلومات أو موارد.
- تقديم المشورة إذا طُلِبت:
إذا كان الصديق يبحث عن مشورتك؛ فقدمها برقة واحترام.. حاول أن تكون إيجابياً وتركز على الحلول الممكنة.
- التحقق من حالتهم بانتظام:
لا تكتفِ بالتواصل في اللحظات الأولى فقط؛ بل حاول التحقق من حالتهم بانتظام.. يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير على الشعور بالدعم المستمر.
- تقديم الوقت والحضور:
قد يكون الحضور الجسدي مهماً أحياناً.. حضورك في جلساتهم أو تجمعاتهم قد يكون له تأثير إيجابي.
- تذكيرهم بقوتهم ومهاراتهم:
في الأوقات الصعبة، يمكن أن يفقد الأشخاص ثقتهم بأنفسهم.. ساعدهم في تذكيرهم بمهاراتهم وقدراتهم على التغلب على الصعوبات.
- احترام مساحتهم الشخصية:
بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى وقت للتفكير والشعور بمشاعرهم.. احترم مساحتهم ولا تفرض وجودك بشكل مفرط.
- تجنب الحكم والانتقاد:
في الأوقات الصعبة، قد تكون المشاعر حساسة.. تجنب الإدلاء بتقييمات سلبية أو انتقادات، واستبدل بها التشجيع والتعاطف.
- إشعار المحيطين:

إذا كان الصديق بحاجة إلى دعمٍ إضافي؛ فقد تكون مساعدتك في إبلاغ الأشخاص الآخرين في حياته عن وضعه مفيداً.
- البقاء على اتصال:
اتصل بهم بشكل منتظم للتحقق من حالتهم.. يمكن أن يكون ذلك عبْر الرسائل النصية، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى الاتصال الهاتفي.
- تقديم الشغف والتحفيز:
ساعدهم على البقاء متفائلين من خلال تشجيعهم وتذكيرهم بقوتهم وقدرتهم على تجاوز التحديات.
- توفير المساحة الخاصة:
احترم رغبتهم في الانعزال أو عدم الحديث في بعض الأوقات.. اعرف أن بعض الأشخاص يحتاجون إلى وقت لأنفسهم.
- تقديم الإيجابية:
حاول تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والتقدم التي قد حققوها؛ حتى في وجه التحديات.
- تذكيرهم بمواردهم:
أشِر إلى القدرات والمهارات التي يمتلكونها، والتي ستساعدهم في التغلب على الصعوبات.
- مساعدتهم في البحث عن دعم مهني:
إذا كانت الصعوبات تتطلب دعماً متخصصاً؛ فاقترح لهم التحدث مع محترفين مثل مستشاري الصحة النفسية أو الاستشاريين الماليين.
- إظهار الحب والامتنان:
اعرض لهم كم هم مهمون بالنسبة لك، وكم أنت ممتن لوجودهم في حياتك.. في النهاية، الدعم يأتي بأشكال مختلفة، ويعتمد على الشخص والوضع.. المهم هو أن تبيّن لأصدقائك أنك هنا لدعمهم، بِغض النظر عن مرحلة الصعوبة التي يمرون بها.