ديوان محمد غنيم

قصيدة الغيث

**

نزلت قطرة
لأعرف كيف نزلت
من فوق حجاب او اكثر
شقت جوف الأرض
فأحيتها بعد الموت
نزلت كلمات شتى
تحمل معنى الخصب
لكن حوائط صدا منعتها
أغلفة شتى حجبتها
حتى لاتمسح عن صدر العقل الصدأ

النور المبهر اغمض كل الأعين
فانفتحت فى ظلام دامس
تبحث فى جنبات النفس
وتنسى ان الزمن الحاضر
حاضر فى اللاوعي
فتلوذ فى صمت العاجز
عن كل تفاهات البشر المنحطة
وتلوذ بصمت الخائن
خوفا من بطش الجبناء
وتلوذ بصمت الصخر
حتى انفجرت فى عين الصخر دماء
*
الكلمة ليست لهوا
ليست عبثا
الكلمة عربون حياة
الكلمة سيفا بتقلده الفارس
يشهره فى عين الظلم
يجتث به جذور الموتى
*
فالقطرة تنزل فى جوف الأرض
تفعل بها فعل السحر
فتحيل الموت حياه
وأنا مازلت المتسائل
هل نزلت دماء التمثال
على أرض ملساء

راوي بعد منتصف الليل

كلمات ارويها

القيها في زاوية النسيان

قطعاً خشبية

ودميَ وطحالب

وبحار وبقايا شُطْآن

وشوارع لا يمكن أبدا

ان اركض فيها

وعيون حيري كالأحجار

ورقيب ينظر

وامرأة عارية

خلف الجدران

والسنة باتت

لا تعرف حتى طعم الجوع

لا تعرف معني الهمس

وأصابع لا تعرف معني اللمس

وأقدام الحمالين عطشي

مقروحة

تعرف أن الخطو عميق

تعرف ان الثور بلا محراث

وان اليوم هو الأمس

**

راوي يقص حكايا

راوي يروي ظمأ معانينا

راوي لا يعرف إلا ان يلقي بذرة

ويوزع عسلا وطحيناً

النفخة فى القوقع

ساق النخلة ممشوق

وكذلك سيقان الأنثى

الملتحفة بشال الوحشة

يخترق هواها

أنفاس العشق الأبدي

تأتيني في الميعاد المنسي

تذكرني بالنفخة فى القوقع

بعيون الليل الضيق

نقضي وقتا

نرتشف أقداح البيرة

والوقت الآخر

نتغطى برغوتها البيضاء

ونغرد تحت غطاء

منسوج من زخات المطر الهين

* *

انزع من فوقي فساتين الرغوة

وأهدم نصف الحائط

واعجن طينه من عطش الشهوة

وأبني ما شئت بذراعي المبتلة

وارفع فوق حوائطه سقفا أملس

أتحدث إلي روح أبي

التي تجوب القرى فى المساء

لا أجرؤ أن أتلفت خلفي

أو أنفذ من الجانب الكروي الأخر

وأسدل فوق السيقان

أوراق الكتب الخضراء

تنبت من أعمدة النور

من جوف الأرض

توقد بالزيت المتقاطر

من جوفي

تضيء كجوهرة

تخرج من جوف الثعبان