خجلي

امام الباب اقف،حائرة،لبكة،مظطربة،لا اقاوم رجفة روحي ،وتراقص جسدي،اكاد اهوي .اغمضت عيني ،استنشقت القليل من الطاقة من حولي.فتحتهما لامد يدي والوج خارج منزلي.
لوهلة ظننت انني اخترقتُ عالم آخر ،غير الذي اعتدت عليه ،حلق من فوقي طائر وهو يصدر صوتاً عالياً و يرفرف بجناحيه ارتعبت وكدتُ التراجع الا اني اكملتُ الطريق يجب الخروج ويجب ان امارس حقي الطبيعي بين العالم والطبيعة.
لذا سوفَ انزعُ عني رداء الخجل،والخوف من البشر ومن كل شيء.
مشيتُ وانا خائفة من عيونهم المتلاحقة نحوي انا لستُ كائن غريب لكنْ احساسي الذي ولدوه من تعقباتهم لي جعلني اهوي انظاري الى قدماي التي تسيران بما لا اهواه.
دققتُ مسامعي جيدا ،هذا صوت عجلات قادمة نحوي ،ذاك الاحتكاك الذي يتصادم بينها وبين الاسفلت وصوت رقيق النبرة يآمرني بالابتعاد حتى كاد ان يدهسني وقعت وهو انحنى بعجلته وثبت فوقها بالكاد .
زغبت عيني وارتعت اصابعي ودوت صرخة من أعماق روحي اجتمع الجميع لا قوى على تحملي انا خائفة انظارهم ككاميرات متعقبة تغزو حياتي لذلك ودون ان ادرك سرتُ اجري كأني اصبحتُ اسرع عدائة لم اطمئن على الطفل والجميع ينادي لكي يرون اصاباتي ولم يدركوا ان إصابتي هي اعينهم المتلاحقة واسئلتهم الكثيرة.
سرتُ حتى احسستُ بحاجة الى الاستنشاق والراحة لانفاسي السريعة.
انا الآن لا اعرف اين انا سوى طريق يمشي فوقهُ مئات العجلات السريعة وقفت كالصنم وكيف لي ان اتجرء واقود نفسي بينهم لكن خطوت اول قدم لتتبعها الآخرى واحدة لتليها الا ما خطف قلبي هي بوق سيارة وقفت امامي وصوت رجل غاضب يأمرني بأن اسرع لاركض خوفاً وحياءاً
هو مرض اريدُ الشفاء منه والا سأبقى دوماً حبيسة الجدران الكئيبة والقاتمة .
تابعتُ السير ورحتُ اتجرء واعدو بينهم .
يمر من امامي رجل طاعن في السن كثيف الشعر يغزوهُ البياض منحني الجسد يتكأ على عصا تساعدهُ.
يا ابنتي هل لك ان تدليني على بيت فلان
أي شخص عادي سيدلهُ ان كان يعرف اما حيائي الجم لساني وافرغ دماغي لم اقوى على النظر نحوه لينهرني بغضب واستياء ويكمل طريقه،خفق قلبي من كلماتهُ ووصفه السيء نحوي ،حاولتُ ان انادي بصوتي لأوقفه واجاوب على ما يريدهُ ولم استطع .
تابعت بحزن لانني لم استطعت عندها غيمت سماء من فوقي وامطرت ماءاً احرق جوفي وضباب اغشى عيني ورحتُ اسير تعبة منهمكة فقط اريد العودة الى أحضان جدران غرفتي الباردة ولم ادرك بعد انني قطعت كل الأبنية والشوارع لأقف امام منظر خيل لي اني احلم ميناء مدينتي وغروب السماء فوق صفحات البحر الطيور المحلقة والغيوم المتشكلة والرياح المدغدغة لخصلات شعري اغمضت عيني ورحتُ اهمس بيني وبين الطبيعة:هذه هي الحياة بأكملها.

منقول