من الشوق

(1) و أرتوي منك و لا أرتوي و طريقنا رغم أنه مسدود.. مسدود الا أن شعاع في قلبك بث في روحي الشغوفة الأمل و تركني أفخر بلحظة لم أكن أعلم أنني سأعيا بعدها دهراً من ألم أنني لن ألقاك في نهاية المطاف أن نهاية المطاف كانت نهايتي! لم تقتلني بسكينة الشك كما يفعل عاشق بسيط من هذا الزمان كنت قد قطعتني على طاولة من يقين و بعثتَ بأجزائي الى مُدن الشوق.. لن أعود بعدها سليمة ابداً... كنتُ قد فقدتني قبل أن تكون سبب فقدي و هكذا أرتحلنا الى الهجر الى تلك البلاد التي لا عودة منها أسمها "كبرياء" (2) ذات أمسية يغشيها الصمت.. ذلك الصمت الذي ينخر في قلبي أنواع الظنون الا أن ظني بك لا يخيب كنت أنافس وحدتك على عرش ثمين و هو "أنت" ربحتُ مرة و أنا أجبر مخيلتك على جعلي الإبتسامة في وجه هذه الحياة الكئيبة و خسرتُ مرة و أنا أشد معك مَتاع رحيلك الى المجهول.. المجهول الذي تهوى و لوحتُ لك بمنديل ملطخ بكلماتك التي لم تكتبها الا لتكون زاد الصبر في الوقت الذي تغرب فيه شمس الصدق (3) أنضج على مهل بَعدك خلعتُ عني ظلالك جميعها بما فيها وجودك المستتر و خرجت من شرنقة عاداتك البدوية.. وحدك أخترت وحدتك و ها أنا اختارني يا سعادة نفسي بي.. و أنا اراني بلا قيود تُذكر حطمتها جميعها و تركتُ اثارها كي تنقب عنها في زمن الموت (4) عين عليك و أخرى على الكون و بُعد بعيد يشي انك بالقرب كي تشفى جراحك سريعاً محوتك من قائمة المهمات لأضمك الى الشخصيات الخالدة في الذاكرة لم أنقض وعدي الا أنني أستبدله بالأنسب.. كان لابد لي من اجراء يعيد لي نسمات الحياة و حياة دونك ناقصة الا انها حياة ذات مغزى ربما لأنها تقوم على أطلالك! (5) لم تعد تستدرج عاطفتي أغنية طوقتني و أنا أكتب لك.. اغرقتُ الالحان في وحل من شرود و خرجت باهتة الا انها تنتمي الى الأرض.. الارض التي ستكون مستقري الأخير أني أُعدُك لحياة أخرى ستجمعنا أمنية طائشة و دعوة صادقة لم تستوعبها الأرض فأستقرت في السماء على هيئة كوكب سيكون دارنا الجديدة سنُعبد طرقه بمراسلاتنا الشغوفة و نتوجه بسخاء الحضور وقتها أحجز لك طاولة كي أطلب منك خاطرة بتوقيعك ثم لأرمي بك من ذلك الكوكب.. القمر بإنتظارك سنلتقي في كوكب أخر و سأوقع لك لتوقعني