ذلك الوله

تسجُننُي بوعودِها البليدة

تأتي
تمسحُ على أذني فُتاتَ بوحها ,
و ما تبقى من لذيذِ ما أنفقت
فتكنُزُني في جُبْ الوهم
لإيامٍ عديدة

تذكرتُه
, ذلك الوله,
كان يرضعُ مني الوفاء
فصبرَ الصبرُ للولاء

تخَدَعَهُ بكلمات
تُفتّقُ العشقَ كالوردة
و أناشيدُ الوجد العتيقة
و تمتماتٍ تغسل ما على الروح
من همٍ و ضيقة

تألُّمْ بخائبة الرجاء
, ذلك الوله ,
و قد ذَبُلَ نبضُ البوح
و تكسرت مجاديف الروح
و عامَ قلبُ غريقِ تلمّس طريقه

عندها :
قررَ الإنتظار أن يُفسح للتمردِ لهيبه
تبرأتُ من أبوة
, ذلك الوله,

في ليلةٍ ظلماء
في عز غيبوبته
أسقطته من شرفة الشوق
فتمرغَ بغبارِ الغياب

و أفاق يتيماً تتابعه عينٌ
كان يوماً وسطُها تحتفي به

يقف تارةً و يسقط في أخرى
أعاصر حشرجة الحنين, أنا

و أنا
جنين حبوري يبحثُ عن وسيلة
لا دنيا له صديقة
**
**
سقط في يد عقيمة إشتياق
إحتضنته و تبـنته

سمعتُ
نثراتُ كلماتٍ في ظلامِ الوجد
تُشبهُ ما كانت تُكرر

كانت هي,
تبحثُ عن صيدٍ آخر
تقذفه في جُب خزائنها
فحبلت ولهي
فتتكرر الولادة
في هذه الدنيا التعيسة

************
دفتري