الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… > الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
 

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-07-2022
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 3 يوم (10:37 AM)
آبدآعاتي » 379,184
الاعجابات المتلقاة » 2471
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سورة الحجر (الآيات 28: 31 )



قول الله - تعالى ذِكْرُه -: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فيه مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 28 - 31].



﴿ فقَعُوا ﴾ الوقوع: السُّقوط من عُلو، وقال الرَّاغب: كلُّ سقوط شديد يُعَبَّر عنه بالوقوع، والحافر الوَقِع - بفتح الواو وكسر القاف - الشديد الأثر.



والتوقيع: أثَرُ الكتابة، منه استُعِير التوقيع في القصص، وأنا أقول: وهذا الأمر بالوقوع أمر كوني، لا شرعي تعبُّدي، على ما رجَّحَه ابن كثير وأستاذُنا السيد رشيد رضا، وغيرُهُما من مُحقِّقي المفسِّرين، فإنَّ سجود الملائكة المأمورين بالوقوع به، ليس هو السُّجودَ الاصطلاحِيَّ الْمعروف في الصلاة، بل هو سجود بالمعنَى العربِيِّ الأصيل الذي كان معروفًا عند العرب، كما سنذْكُره بعد، أمَّا السُّجود بالْهَيئة المعروفة في الصَّلاة، فالأمر به ابتلاء وامتحان ككلِّ الأوامر الشرعية المُوَجَّهة للإِنْس والجنِّ، والملائكة ليسوا مَحلَّ ابتلاء ولا امتحان، وسجود الصَّلاة لَم يكن معروفًا عند العرب قبل الإسلام، ولا عند غيرهم، بل هو اصطلاح جديد، سُمِّيَت به هذه الهيئة المعروفة في الصلَّاة؛ لأنَّها أظهر ما يُعبَّر به عن حقيقة السجود اللُّغوي ومعناه.



وهذا الأمر بالوقوع يدلُّ على نزول مرتَفِع، وسقوط عالٍ من عليائه إلى جهة الخفض، وهو دالٌّ على أنَّ الأمر قد توجَّه إلى الملائكة بِنُزولهم وخورهم من منازلِهم العالية في السَّماء إلى حيث كان آدم الإنسان الكريم بعد تَمام خلق الله إيَّاه بِيَده، ونَفْخِه فيه من رُوحه، وتسويته وتعديله، وجَعْله في أحسن تقويم، وتركيبه في أبدع صورة وأَجْملها حسًّا ومعنًى، وإعداده وتهيئته بالسَّمع والبصر والفؤاد لِمَعرفة الأسماء كلِّها؛ يعني: حقائق الأشياء وحدودها وخصائصها، وما ادَّخر وخزَّن له ربُّه فيها من فوائد ومنافع.



﴿ سَاجِدِينَ ﴾: أصل السُّجود في لغة العرب التي نزل بها القرآن: التَّطامن والخضوع، والانقياد، والتذلُّل في السُّكون والمطاوعة، يقولون: أسجد البعير، إذا طأطأ رأسَه وتطامن وسكن لتركبه، وأنشد أبو عبيدة:

وَقُلْنَ لَهُ: أَسْجِدْ لِلَيْلَى فَأَسْجَدَا

يعني بعيرها، يريد: أنَّه طأطأ رأسه لِتَركبه.



وقال حميد بن ثور يَصِف نساء:

فَلَمَّا لَوَيْنَ عَلَى مِعْصَمٍ
وَكَفٍّ خَضِيبٍ وَأَسْوَارِهَا
فُضُولَ أَزِمَّتِهَا أَسْجَدَتْ
سُجُودَ النَّصَارَى لِأَحْبَارِهَا


يقول: لَمَّا ارْتَحلن ولوين ما فضَل وطال من أَزِمَّة جِمَالِهن على معاصمهن، أسجدت لَهن رَواحلهنَّ؛ أيْ: تطامنَتْ وخضعت، وسارَتْ سَيْرًا رِفْقًا ليِّنًا، وقال الرَّاغب: ﴿ اسْجُدُوا لِآَدَمَ ﴾ [البقرة: 34] قيل: بالتذلُّل له والقيام بِمَصالحه ومصالِح أولاده، فائتمَروا إلاَّ إبليس، وقوله تعالى: ﴿ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ﴾ [البقرة: 58]؛ أيْ: متذلِّلين؛ اهـ.



أقول - وبالله وحده أستعين -: إنَّ المعنى المقصود هنا بالسُّجود: هو الاستسلام والتطامن، والخضوع والتذلُّل، والقيام التامُّ في الخدمة، وضِدُّه: الإباء والتمرُّد والاستكبار الذي وقَع مِن إبليس وجندِه، ولقد ذكَر الله في القرآن أنَّ كل ما في السموات والأرض ساجدٌ مُسْلم له سبحانه، فقال: ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [آل عمران: 83]، وقال: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [الرعد: 15]، وقال: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا في السَّمَوَاتِ وَمَا في الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 49 - 50]، وقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَمَنْ في الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18]، وقال: ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾ [الرحمن: 6].



والذي لا ينبغي أن يشكَّ فيه عارفٌ بأسلوب القرآن العربِيِّ المبين: هو أنَّ سجود الملائكة من جنس هذا السُّجود الذي يسجده النُّجوم - الذي هو صغير النَّبات - والشَّجر، والدوابُّ والجبال، والشمس والقمر، وكل ما في السموات وما في الأرض، فإنه ليس السجود على الْهَيئة المعروفة المصطلح عليها في الصلاة، فإنَّ الذي لا شكَّ فيه ولا مِرْيَة: أنَّ الملائكة ليس خَلْقُها كخلْقِ الإنسان، وليس لها أعضاء تضعها كما يضع الإنسان أعضاءه حين يَسْجد في الصَّلاة، فكان بديهيًّا أنَّ سجود الملائكة ليس كسجود الإنسان في الصَّلاة، وكان ضروريًّا أن يكون سجودها هو الاستسلامَ والخضوع والتذلُّل للإنسان.



ولقد فسَّر اللهُ سبحانه هذا السجودَ - فيما أعتقد - إذ قال: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً ﴾ [الملك: 15]؛ أيْ: طَيِّعة منقادة خاضعة، غير متأبِّيَة ولا مستكبِرَة على أيِّ إنسان أنْ يقيم فيها حيث شاء مِمَّا ادَّخر الله له من أسباب عيشه وموادِّ حياته وقوته، فهي - بِمَشارقها ومغاربِها، وخصبها وصحاريها، ووهادها وجبالها، وأنهارها وبحارها، وباطنها وظاهرها - ساجدة ذليلة مسخَّرة للإنسان الأوَّل والآخِر، بقوَّة الله وقهره، وحكمته ورحمته وتسخيره.



فكذلك الملائكة كلُّهم أجْمَعون ساجدون مسخَّرون مُذلَّلون طيِّعون للإنسان بتسخير الله ورَحْمته وحكمته، يَسْعَون دائبين في تدبير مَصالِحه من السموات إلى الأرض، ففي السَّموات بإمساكها وتدبير شَمْسِها وقمرها، وكواكبها في مَجاريها وأفلاكها، وارتباط كُلِّ كوكب منها بالآخَر بقوَّة الجذب والمغناطيسيَّة، في أوضاعها ومنازلِها المتناهية البُعْد، على ما يشاء ربُّنا القويُّ القاهر، وفي الأرض بإمساكها كذلك، وتدبير نباتِها وأشجارها، ودوابِّها وحشراتها ووُحوشها، ورِمالِها ومعادنِها، وخصبها وجبالِها، وأنهارها وبِحارها، في كل ذرَّة وبرَّة فيها، بل وكل ذرَّة في جسم الإنسان وأعضائه الداخلة والظاهرة، فإنَّ الملائكة تقوم بتسخير الله وحكمته عليها حفظًا وتدبيرًا، وتغذية وتنمية، وروحًا وحياة وقوَّة لِجِسمه الحيواني، وروحًا وحياة وقوة لِرُوحه المعنوية الإنسانيَّة وقلبه ولُبِّه، حتى النُّطَف في الأصلاب والتَّرائب، والأجنَّة في الأرحام.



اقرأ وتدبر وتفقَّه قول الله تعالى: ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ [النحل: 2] وقوله: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾ [النازعـات: 1 - 4]، مَن هي النَّازعات النَّاشطات السَّابحات المدبِّرات إلا الملائكة؟ إنَّها نازعة مغْرِقَة في النَّزع، بِأَقوى نزع وأشَدِّه، ناشطة أقوى نَشْط، سابِحَة أسرع سَبْح، سابقة أبعد سَبْق في تدبير أمرِك كُلِّه أيُّها الإنسان، لو عرفت فَضْل ربِّك عليك، وقدَّرت نعمة إكرامك وتسخير هذه الملائكة لك بأرزاقك ونِعَم الله وفضله ووحيه عليك في غِذَائك وتنمية جسمك وروحك ومعناك، وهداية إنسانيَّتِك إلى سعادتِها وفلاحها، قائمة عليك بالحفظ وتسجيل شأنك وأمرك كلِّه من كلِّ حركة وقول وعقيدة وعمل، صاعدة إلى ربِّها بِمَا حفظت عليك من كفر أو شكر، كما نزلت به من فضل ونعمة؛ حتَّى الملائكة من فوق السَّموات يسألون ربَّهم أن يُنَزِّل على مَن في الأرض من أسباب الكمال والقوة ما يَسْترون به ضعفَهم، ويُعالِجُون به نَقْصَهم الطبيعيَّ؛ حتَّى يقوموا بواجب ما خُلِقوا له من السُّجود لله وَحْده، والخضوع والطاعة والإسلام له؛ لِيُفلحوا ويَسْعدوا، قال ربُّنا - تعالى سبحانه -: ﴿ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ في الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الشورى: 5] وحتَّى حَمَلة العرش كذلك، يقول الله: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ [غافر: 7].



بل أكثر ما ذكر الله في كتابه عن سجود الإنسان نَفْسه هو بِمَعنى: الخضوع والاستسلام والانقياد، وعدم التأبِّي والاستكبار، فهو سبحانه يأمر عبده الكريم ورسوله الخاتم محمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- بالسجود والتذلل له وحده والخضوع والاقتراب من ربِّه لِيُؤلِمَه ويلجئه ويعيذه من الطَّاغية الباغي الذي يتهدَّده الله ويتوعَّده بأشدِّ العذاب والنكال في سورة اقرأ، وهي من أوَّل ما نزل بِمكَّة، ولم يكن قد شرع بَعْدُ صلاة: ﴿ كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ [العلق: 19]، ويأمره والسَّابقين إلى الإيمان به في غمرة الأذى والتَّعذيب من المشركين بالسُّجود وإخلاص العبوديَّة له سبحانه، بعد تهديده الذين يَسْخَرون من أصدق الحديث القرآن، ويضحكون منه ولا يبكون، وهم سامدون في أشدِّ الغفلة واللَّهو عن معانيه ونُذُرِه وما يَدْعوهم إليه: ﴿ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ﴾ [النجم: 62]، وقال عن أولئك المستكبرين: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴾ [الانشقاق: 22].



وهو سبحانه يَذْكر عن إخوة يوسف الذين كانوا حاسدين له، متمرِّدين عليه، قاسية قلوبُهم أنْ تعترف له بِحَقِّ الأخوَّة، متأبِّية أن تَخْضع وتنقاد لِحَقِّ الرَّحِم وآصرة القُرْبَى، حين قصَّ يوسف عليهم رؤياه التي عبَرَها بأنَّ الله سيرفعه إلى مكانة سامية ومُلْك، يَذِلُّ له فيه ويَخْضع النَّاس والأرض بزُروعها ومياهها، فحقدوا عليه وكادوا له، فلمَّا آتاه الله ما حقَّق رؤياه وألْجأَتْهم الحاجة إليه، ذلُّوا واستكانوا، وخضعوا لِسُلطانه وأمره؛ لأنَّهم وجدوا في ذلك الذُّلِّ والاستكانة عيشَهم ونباهة شأنِهم، ولأنَّهم عرفوا أنَّهم لا يقدرون له بعْدُ على شيء، قال الله سبحانه: ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ﴾ [يوسف: 100].



وقال في أهل سبأ الذين كانوا يُؤلِّهون الشَّمس، ويَذِلُّون لَها، ويقرِّبون القرابين، رغَبًا ورهَبًا واستكانة: ﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ [النمل: 24] وما كان سجودهم بوضع الجبهة وبقيَّة أعضاء السُّجود على الأرض، فإنَّ هذا لا يُعْرَف عند أحدٍ إلى اليوم من أهل الأديان إلاَّ عند المسلمين في الصَّلاة.



وكذلك ما ذكَر ربُّنا سبحانه عن مريم بقوله: ﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 43]، فإنَّما هو الخضوع والاستسلام والتذلُّل.



وليس يُعرف عند النَّصارى اليوم ولا قبل اليوم سجودٌ كسجودنا في الصَّلاة، وما زعم الزَّاعمون من أنَّ السجود على الأرض كان عُرْفَ القُدَماء في تَحيَّة الملوك أو عبادة الأوثان، لم يقيموا عليه دليلاً يقنع الباحث المُنْصِف، وتطمئن إليه نَفْس الفقيه المتبصِّر، فيصرف به اللَّفظ عن استعماله اللُّغَوي المشهور، إلى هذا المعنى الاصطلاحي، وإنما هي دعاوى يُقَلِّد فيها بعضُهم بعضًا، كما زعَموا أنَّ السُّجود لا يُفَسَّر إلاَّ بالمصطلح عليه؛ لأنَّه اصطلاح شرعي، ينبغي أن يُحمل عليه كلامُ الله، وهذا الزعم في منتهى السخف والسُّقوط؛ لأنَّ الله يقول، ولم يقل قرآنًا شرعيًّا اصطلاحيًّا، ولأن هذه الاصطلاحات الفقهيَّة التي زعموها شرعيَّة، إنَّما هي مستحدثة من عند أنفسهم، لا من عند الله ولا من عند رسوله، ولا من عند العرب الْخُلَّص، بل هي من عند الذين انْحَرَفت عقولُهم وتفكيرهم عن نَهْج العربية الفصحى إلى العجمية النبطية.



ولقد كان لِهَذه الاصطلاحات أسوأُ الأثر في زيغ العقول والأفهام، وبالتَّالي في صَرْف الألفاظ عن مقاصدها ومعانيها الأصلية، فخرج القرآن بذلك في أنفسهم وفي كلِّ أمْرِهم عن أن يكون هدًى ورَحْمة للناس كافَّة؛ لما قيدوا عقولَهم به مِن أغلال تلك الاصطلاحات المستحدثة الأعجميَّة، بل إنَّهم قد أضاعوا حقيقة السُّجود في الصلاة، فأضاعوا الصَّلاة كُلَّها، كما أضاعوا غيرها من العبادات والشرائع القرآنيَّة؛ لأنَّهم بغلبة تلك الاصطلاحات الأعجمية على قلوبِهم وعقولهم، غفلوا كلَّ الغفلة، ونسوا كلَّ النسيان المعانِيَ الأصليَّة التي أراد اللهُ بِها تطهير النُّفوس، وتزكية القلوب، وحياة الأرواح، وصلاح الإنسانية الكريمة بتلك العبادات والشرائع، فجعلوها هم رسومًا ميِّتة، وصُوَرًا باهتة، وحركات آليَّة، لا تزيد فاعليها إلاَّ موتًا لقلوبِهم، وقذارة بالدهان والنِّفاق لِنُفوسهم، وخبثًا بالتقليد والجهل لأرواحهم، كما تنطق بذلك آثارهم في الجماهير الغفيرة ممن يحسبون أنفسهم على الإسلام باطلاً، وهم بعقائدهم وأعمالهم، وأخلاقهم وأحكامهم، وصوفيَّتِهم ووثنيَّتِهم في كُلِّ صورها وكلِّ آثارهم في أنفسهم وفي المجتمع أشد الناس عداوة للإسلام وشرائعه وهُداه.



إنَّه لن يَفْهم القرآن ويفقه مقاصده على حقِّها وصَوابِها، وينتفع ويهتدي بِهُداه إلاَّ مَن طهَّر نفْسَه من الْهَوى والسَّفَه، وعقْلَه من العجمة والتقاليد والاصطلاحات المستحدثة، وعاد بكلِّ ما أوتِيَ من قوَّة، وما يسَّر الله له من سبيلٍ إلى العروبة القويَّة الصَّريحة الصافية، في عقله وتفكيره، وَلِسانه وقلبه، وخلُقِه وأدَبِه، معتدًّا بنفسه، مؤمِنًا بنعمة ربِّه عليه في إنسانيَّته وإسلامه وكتابه الذي يسَّرَه للذِّكر لكلِّ إنسان كريم، ودَعاه والجميعَ إلى تدَبُّره والادِّكار به، والاهتداء بِهُداه، فمَن عرف ذلك وسعى له سَعْيه، وأعطاه كلَّ جهده مُخْلِصًا صادقًا، واثقًا من فضل ربِّه، مستعينًا به وَحْده، لا يرجو إلاَّ رَحْمته، ولا يَخاف إلاَّ عذابه، فهو الذي يَفْهم القرآن العربِيَّ المبين، ويفقه مقاصده، ويهتدي بِهُداه، ويشفي الله صدْرَه من الشهوات والشُّبهات، ويؤمن بالله ورسوله وكتابه على بصيرة، ويدين دين الإسلام الذي ارتضاه الله له، وإنَّ ذلك والله لسَهْل يسير لكلِّ أحد، وإن كان أكثرُهم يعتقده عسيرًا، بل يراه مستحيلاً؛ لوهنهم وتَحْطيمهم لكلِّ ما آتاهم الله من أسباب القوَّة، وانسلاخهم من آيات الله بالتقليد الأعمى، ولا حول ولا قوة إلاَّ الله.



وأسأله سبحانه أن يديم علينا نِعَمَه ويُوزِعَنا شُكْرَها، ويَجْعلنا من المهتدين بِهَدْي كتابه ورسوله.



يقول الله ربنا ربُّ العزة - سبحانه وتعالى عما يصفون -: إنه قد خلق الإنسان وسوَّاه وعدَّلَه، وأبدع تصويره، وأعطاه في نفسِه كُلَّ مقدِّمات أسباب وآلات القوَّة على العمل الصالِح الَّذي يَصْلح به في نفسه وفي أُسْرته وأُمَّتِه، ويُصْلِح به الأرض التي خلقها له وخلَق له جَميع ما فيها، وذلَّل له كل ما فيها وسخَّرَه، فلا يستصعب عليه شيءٌ منها ولا شيء فيها، ولا يتأبَّى عليه، ما دام معتزًّا بكرامته، معتدًّا بنفسه، مقدِّرًا لعبوديَّته، ولربوبيَّةِ سيِّده وفاطره، عارِفًا بنِعَم ربِّه مقدِّرًا لها، مؤمنًا بآياته وسُنَنِه في نفسه وفي الآفاق من حوله، مؤمنًا بِرَحْمته وحكمته وبأنَّه سبحانه سخَّر له كذلك ما في السَّموات جَميعًا من الشمس والقمر، والنُّجوم والكواكب، والملائكة كلُّهم أجمعون قائمون في خدمته، ساعون دائِبُون في تدبير مصالِحه المادِّية والمعنويَّة.



﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا في الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 29] ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ في الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 32 - 34] ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا في السَّمَوَاتِ وَمَا في الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ في اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]، ﴿ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فيه بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا في السَّمَوَاتِ وَمَا في الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الجاثـية: 12 - 13].



فكلُّ ذلك ساجد مذلَّل مُنْقاد للإنسان من آدم إلى آخر واحد من بنيه، ذُكورُهم وإِنَاثهم في ذلك على سواء، ولولا ذلك التَّسخيرُ والسُّجود والتذلل لكلِّ بني آدم لَما كان هناك معنًى للتَّذكير به، ولا معنى للامتحان به، والدفع القويُّ إلى التنبُّه له فيه من النعمة السابغة، والحكمة البالغة، والقوة القاهرة، والتدبير النافذ، والسلطان الغالب؛ إذْ كان هذا السجود - من الملائكة كما زعَموه - للأب الأوَّل آدم وحْدَه، فقد مات آدم، ومات معه هذا السُّجود، وماتت معه هذه النِّعمة، وقد تطاولَتِ السنون والأيام على ذلك، وقد فصلَت الدُّهور بين الأب وبنيه، وذهبت الأيَّام الطويلة بكل ما كان لربِّه عليه من نعم وآثار، ثم إنَّ الامتنان على الولد شكرها وكفرها، فماذا على الوالد أو له من ذلك؟ والعليم الحكيم يقول: ﴿ لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ﴾ [لقمان: 33] ويقول: ﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا في صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾ [النجم: 36 - 41] ويقول: ﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ [الإسراء: 7] ويقول: ﴿ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ﴾ [العنكبوت: 6] أن يَمتَنَّ على الولد بالإحسان إلى الوالد غير ربِّنا - سبحانه - من السُّفهاء الجاهلين المبطلين، وسبحان ربِّنا وتعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا، فإنَّه إنما يذكِّرنا ويَمْتَنُّ علينا بما أعطانا نحن كما أعطى آباءنا، وبما تفضَّل علينا كما تفضَّل على آبائنا، وأسجد لنا وأخضع ما في السموات والأرض، كما أسجد لآبائنا، وهو يجزي كلَّ واحد من الأب والابن الجزاء الأوفَى، لا يَظْلم أحدًا مثقال ذرَّة، ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].



ثم ما بال السُّجود يكون لآدم وحْدَه ولا يكون لبنيه من بعدِه، فيموت آدم ويذهب السُّجود بموته، ويبقى لنا نحن الامتحان والابتلاء، وإبليس العدو المبين، واستكباره وتمرُّده ووسوسته وإغواؤه، ونُحْرَم من الابتلاء بالأحبَّة من الملائكة؟ أيكون هذا من العليم الحكيم - سبحانه وتعالى - ولكنه عدم التفطُّن لأسلوب القرآن الحكيم، ولا لسنن الله التي لا تبديل لها، ثم وقوع النَّاس في التقليد على غير هدى ولا تبصُّر، فانساقوا وراء بعضهم بما زيَّن الشيطان من إسقاط الملائكة، بل وغيرهم من سنن الله، من حساب نِعَم الله عليهم، وسننه فيهم، وابتلائهم بِهم كابتلائهم بكلِّ شيء سخَّره الله لَهم في السموات والأرض وفي أنفسهم، وأكثر الناس لا يفكِّرون ولا يفقهون، فأضاعوا على أنفسهم بذلك وغيره قُوًى كبيرة جدًّا، وأعرضوا عن الانتفاع والاستفادة بأسباب عظيمة مِمَّا آتاهم الله ومِمَّا تسأله فطرتُهم، فحقَّروا أنفسهم ونزلوا بها إلى أسفل سافلين، وصدَّق عليهم ظنَّه، فكانوا أولياءه الظالمين الكافرين.



أما بعد، فإنَّ ربَّنا العليم الحكيم خلَقَ الإنسان وسخَّر له كلَّ ما في الوجود، وأعدَّه بِكُلِّ هذه التقوى والأسباب لأمر عظيم الخطر في مقدِّماته وغايته، وأوَّله وآخره، ذلك هو معرفة ربِّه بأسمائه وصفاته، ونعمه وآلائه، وسُنَنِه وحكمته، وفضله ورَحْمته، معرفة مستخلصة من شهوده وحضوره بكلِّ يقظة وتفكُّر مع هذه الأسماء والصِّفات، والنِّعَم والآيات، والسُّنن والحكمة الواضحة المنبثَّة فيه وفي عبادته وطاعته وحده، وتَحرِّي السَّير في صراطه المستقيم الذي يقيم ربُّه عليه في كلِّ فترة من الزمان إمامًا من خيرة عباده ومن أنفسهم، يَتْلو عليهم آياته، ويُزَكِّيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويُخْرِجهم من الظلمات إلى النور، فمَن اهتدى واستقام ضَمِن الله له سعادة الدنيا وعِزَّها وفلاحَها، وسعادة الآخرة ونعيمَها الدَّائم ورضوانها المُقِيم في جنَّات تجري من تحتها الأَنْهار، ونِعْم أجر العاملين، ومَن عَمِي وضلَّ وضاق صدْرُه، وخرج عن هَدْي ربِّه، حقَّت عليه لعنة الله في الدُّنيا والآخرة، فبدَّل نعمة الله كفرًا وأحلَّ نفسه وقومَه دار البوار في الدُّنيا، فناله خرابُها وذلُّها وشقاؤها، وفي الآخرة جهنم يَصْلونَها وبئس القرار.



فلما كان الأمر بهذه الخطورة في أوله وآخره، كان لا بد أن يكون الامتحان والابتلاء شديدًا؛ ليكون النجاح والخسران على حسبه، فإنَّ عاقبة كلٍّ منهما فوق ما يتصوَّر المتصوِّرون، وأخطر من أن يُحيط الإنسان اليوم بِها، فهي إمَّا جنَّات لا تعلم نفس ما أُخفي لهم فيها من قُرَّة أعيُن؛ جزاءً بما كانوا يعملون، وإمَّا نار وقودها الناس والحجارة، أُعِدَّت للكافرين: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [العنكبوت: 2 - 4] ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31].



لذلك كانت موادُّ الامتحان كثيرة جدًّا، بل كانت كلَّ ما في السموات والأرض، وما في الأنفس، وكان من موادِّ ذلك الامتحانِ الملائكةُ المسخَّرة المذلَّلة في مصالح الإنسان والقيام على خدمته، جعلَها ربُّنا بفضله وحكمته من أسباب القوَّة والتربية، والسُّموِّ للإنسان على مدارج الكمال والكرامة، لِمَن عرف عبوديته وربوبية ربِّه، فإنَّه سبحانه بِبِرِّه وإحسانه يعطي كلَّ شيء للإنسان لِيَرْبو به وينمو ويعلو، فالمؤمن بذلك يأخذ طريقًا في أطوار حياته على هدًى وبصيرة، مستقيمًا في كلِّ شأنه، وسَطًا في كل أمره، عادلاً مُحْسنًا في كل ما خوَّله الله، فتتنَزَّل عليه الملائكة من عند ربِّه بِما يزيده قوَّة واستقامة، وبما يستنير به في طريقه من الآيات الكونيَّة والعلمية، فيمشي ثابتًا لا تزلُّ به قدم، فَرِحًا مطمئنًّا بما آتاه ربُّه، حذرًا في كل خطوة، لا يضع قدمه إلاَّ حيث يَرى ويتبصَّر العواقب ويثبت، ولا يزال هذا شأنَه وسبيله في حياته الطيِّبة قدمًا على يقين وهدى حتى يَلْقى ربَّه، ويعود إلى دار السلام والأمان الدائم والنعيم المقيم، قال الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32]



وكذلك إبليس الرَّجيم عدوُّنا المبين - أعلن الله عن شرِّه وإغوائه - فإنَّه هو أيضًا - عند المؤمن الذي يعرف ربَّه ويؤمن به حَميدًا مَجيدًا - من موادِّ الامتحان، جعله ربُّنا العليم الحكيم بِمَقعد الفتنة والبلاء على صراطه المستقيم، يَجْلب علينا بِخَيله ورَجْلِه، ويَجْري منَّا مجرى الدَّم من العروق، ويعمل جاهدًا بكلِّ ما أوتي من أسباب لِيُشاركنا في الأموال والأولاد والأزواج، والأقوال والأعمال، بل وليبسط علينا سلطانه الخبيث، ويسلبنا به كلَّ قُوَانا، ويحطم كلَّ شخصياتنا، ويلقم ألبابَنا وقلوبنا بِخُرطومه؛ لِيَجعلنا من حزبه الخاسرين، وما يَسْلَم من كيده إلاَّ عباد الله الذين عرفوا حقَّ الرُّبوبيَّة وحقَّ العبودية، فأخلصوا عبوديتهم لربِّهم، فكانوا من الناجين، أمَّا المقلدون الغافلون الظَّانُّون بالله ظنَّ السَّوء أنَّه سبحانه ما أعطاهم من النِّعَم مثل ما أعطى مَن ألَّهوهم واتَّخَذوهم أندادًا وأربابًا، فهم الخاسرون.



وما جعل الله إبليس عدوَّنا كذلك إلاَّ وهو يريد بنا الخير، ويمهِّد لنا أسبابه، فإنَّ ربَّنا لا يكون منه إلاَّ الجميل والحسَن والخير، وهو على كلِّ شيء قدير، وسبحان ربِّنا أن يتَّصف بالقبيح، أو أن يكون منه السُّوء أو القبيح أو الشَّر، فهو سبحانه - وله الحمد - جعل ذلك العدوَّ الرجيم بهذه القُوَى الخبيثة، وكشف لنا أوضح الكَشْف عن أنواع مَكْرِه وحِيَلِه، ومُحاولاته، ومَداخله ومَخارجه، حتَّى لكأن المتبصِّر الفقيه يرى ذلك العدوَّ عيانًا يُصاوِلُه ويناضله من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ويرى حركاته ومحاولاته وآلاته، فيسهل عليه جدًّا أن يتَّقيه ويَحْذره، ويسلم من كيده وإغوائه، والله معه يؤيِّده ويمدُّه بِجُنده، فيكون بذلك معه في حرب دائم، ونضال مستمرٍّ، لا يغمض عينه ولا يلقي أبدًا سلاحه، ويكون بذلك أيضًا في حياة القويِّ نامية أبدًا، آخذًا في السُّمو والعلو بكلِّ حال.



والشيطان الرجيم لا يُحاربنا بسلاحٍ خارج عنَّا، وإنَّما يُحاربنا بما أعطانا الله ربُّنا من سلاح لقوَّتنا ودفاعنا وانتصارنا، حين نغمض أعيننا عن هذا السِّلاح، ونغفل عن هذه القُوى، ونتجاهل حاجتنا إليه، ونعمى عمَّا جعل الله لنا فيه من الخير والنَّفع اللاَّزم لحياتنا الأُولى والآخرة، فهذه الغفلة وبهذا العمى والجهالة، يختل إبليس - وقد خَنَس - متربِّصًا ذلك السِّلاح، وينقلب في يده على أولئك الغافلين أسبابَ هزيمة وتحويل شؤونهم كلها ذلاًّ وخِزْيًا، وشقاء وفسوقًا، وعصيانًا وكفرًا، لكنه لا يقدر أن يسلب الذَّاكرين اليقظين، المؤمنين بآيات ربِّهم وسُنَنِه، وحكمته ورَحْمته في أنفسهم وفي الآفاق - لا يقدر أن يسلبهم سلاحهم، فهم أبدًا قائمون على قدَمِ الصبر والجهاد، ومهما ألَمَّهم بطائف منه، وأَلَمَّ بهم إلمامة، فهم سريعو الإفاقة، ثاقبو النَّظَر، نيِّرو البصيرة، يستفيدون من ذلك المسِّ وتلك الإلمامة، ويعرفون بها من أين دخل إليهم العدو، فيزيدوا على ثغورهم الحرَس والأرصاد من جُنْد الإنابة والرجوع بنِعَمِهم وأسبابِهم إلى ربِّهم، والحضور والتذكُّر لسنن الله وآياته، ونعمه وحكمته: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201].



فيعلمون أنَّهم مهما حاولوا وبذلوا في سدِّ الثَّغر وإقامة الحُرَّاس والجند واجِدُون في أنفسهم ضعفًا، وقلَّة، وحاجة شديدة، ونقصًا في الجند والعتاد، وتسديدِ المرمى، وإصابة الغرض، وافتقارًا إلى معونة وتوفيق ربِّهم الرؤوف الرحيم، فيفزعون إليه سبحانه - وهو القويُّ العزيز، والبَرُّ الكريم - أن يتداركهم بِمَعونته، وأن يكون معهم بِحِفْظه ووقايته، وتسديده وهدايته، وتثبيته وتوفيقه، فيكون ذلك المسُّ، وتلك الإلمامة رحْمةً من ربِّهم، تزيدهم يقظة ورغبة في توثيق صِلاتِهم بسيِّدهم الذي هو أرحم بِهم وأقدر على إعاذَتِهم من أنفسهم؛ لأنَّه هو الذي فطَرَهم من طين أجِنَّة في بطون أمهاتهم، وهو الذي جَمع أجزاءهم وصنع منها هذا الإنسان الكريم، فهو اللطيف الخبير، فلا يقعون في حبال تغرير الشيطان وتزكية أنفسهم وخِداعها بالعلم والطاعة والعبادة؛ ليصيدهم بِشَرِّ الدَّلال والعُجْب الغرور: ﴿ وَلِلَّهِ مَا في السَّمَوَاتِ وَمَا في الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى * الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ في بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم: 31 - 32].



فالحمد لله أوَّلاً وآخِرًا، وظاهرًا وباطنًا: ﴿ وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ في الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 70]، ﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ في السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴾ [الروم: 17 - 18]، و ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 43]، ونسأله سبحانه أن يزيدنا علمًا وفقهًا، وهُدًى وإيمانًا، وسَدادًا ورشدًا، وصلَّى الله وبارك على إمامنا إمام المهتدين، عبْدِ الله ورسوله محمَّد، وعلى آله أجمعين[1].


[1] "مجلة الهَدْي النبوي"، صفَر وربيع الأول (1368) العدد الثاني والثالث.



 توقيع : كـــآدي






القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد

رد مع اقتباس
قديم 08-07-2022   #2


الصورة الرمزية مجنون قصايد

 عضويتي » 27626
 جيت فيذا » Jul 2014
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (10:02 AM)
آبدآعاتي » 265,672
الاعجابات المتلقاة » 1864
الاعجابات المُرسلة » 8778
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 51سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » مجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد



 توقيع : مجنون قصايد






رد مع اقتباس
قديم 08-07-2022   #3


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 30 دقيقة (12:25 PM)
آبدآعاتي » 1,056,679
الاعجابات المتلقاة » 13872
الاعجابات المُرسلة » 8054
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خيرا


 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس
قديم 08-07-2022   #4


الصورة الرمزية نجم الجدي

 عضويتي » 134
 جيت فيذا » Feb 2009
 آخر حضور » منذ 14 ساعات (09:56 PM)
آبدآعاتي » 273,757
الاعجابات المتلقاة » 2163
الاعجابات المُرسلة » 5720
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 48سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي


 توقيع : نجم الجدي





رد مع اقتباس
قديم 08-07-2022   #5


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7388
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



يعطيك العافية


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 08-07-2022   #6


الصورة الرمزية شموخ

 عضويتي » 28080
 جيت فيذا » Jan 2015
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (06:14 PM)
آبدآعاتي » 182,865
الاعجابات المتلقاة » 727
الاعجابات المُرسلة » 1011
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » شموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
♔شموخ ♔
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك


 توقيع : شموخ






اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥


اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره


رد مع اقتباس
قديم 08-11-2022   #7


الصورة الرمزية كـــآدي

 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 3 يوم (10:37 AM)
آبدآعاتي » 379,184
الاعجابات المتلقاة » 2471
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



مجنون
يسلمو على المرور




رد مع اقتباس
قديم 08-11-2022   #8


الصورة الرمزية كـــآدي

 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 3 يوم (10:37 AM)
آبدآعاتي » 379,184
الاعجابات المتلقاة » 2471
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



ضامية
يسلمو على المرور




رد مع اقتباس
قديم 08-11-2022   #9


الصورة الرمزية كـــآدي

 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 3 يوم (10:37 AM)
آبدآعاتي » 379,184
الاعجابات المتلقاة » 2471
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



نجم
يسلمو على المرور




رد مع اقتباس
قديم 08-11-2022   #10


الصورة الرمزية كـــآدي

 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 3 يوم (10:37 AM)
آبدآعاتي » 379,184
الاعجابات المتلقاة » 2471
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جنون
يسلمو على المرور




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سورة الحجر (الآيات 22 : 25) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 20 09-11-2022 05:40 AM
سورة الحجر (الآيات 16 : 18) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 15 08-09-2022 07:13 PM
سورة الحجر (الآيات 10 : 11) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 24 08-09-2022 07:13 PM
سورة الحجر (الآيات 14 : 15) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 16 07-26-2022 09:25 AM
سورة الحجر (الآيات 4 : 5) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 22 07-01-2022 02:55 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية