الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… > الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
 

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-06-2022
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 2 يوم (10:37 AM)
آبدآعاتي » 379,184
الاعجابات المتلقاة » 2471
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سورة الحجر (الآيات 12 : 13)



سورة الحجر (الآيات 12 : 13)


قول الله - تعالى ذِكْرُه -: ﴿ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ في قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الحجر: 12 - 13].



﴿ نَسْلُكُهُ ﴾ السَّلك - بِفَتْح السِّين -: إيلاج الشَّيء الدَّقيق في الثُّقوب الضيِّقة أو الْمَسالك الخفيَّة الدقيقة، التي تَسْتعصي وتتأبَّى السلوك، فتحتاج إلى تأَنٍّ ورشد، وتدقيقِ نظَرٍ، واحتيالٍ وصَبْر، والسِّلك - بِكَسْر السين - هو الخيط الدَّقيق.



فلا يكون السَّلْكُ لِمُطلَق إدخال الشيء في الشيء وإيلاجه فيه، مع السُّهولة واليُسْر، وإظهار الاستعداد لقبول ذلك التهيُّؤ له، قال الله تعالى مُخاطبًا أولي الألباب عن دقيق صُنْعِه في تسريب الماء وإجرائه في لُطْف ودِقَّة في باطن الأرض؛ ليجتمع حيث يشاء الله، ثم يخرج عُيونًا متفجِّرة، ويجْري ينابيع: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ في الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ﴾ [الزمر: 21].



وقال مُذَكِّرًا بعظيم نِعْمته وواسعِ رحْمَتِه وحكمته بِما أَوْحى إلى النَّحْل، وأعطاها من الإِلْهام والتسخير الدقيق البديع؛ لِتَصنع للإنسان الشَّهْد: ﴿ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فيه شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 69].



وقال على لسان عبده ورسوله، إذْ يُحاجُّ فِرْعون ويُقِيم الأدلَّة القاطعة على أنَّ الْمُستحقَّ للعبادة هو الله وَحْده؛ فهو القويُّ القاهر، المدبِّر الحكيم، الذي لا يَخْفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السَّماء، وهو: ﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طـه: 50]، ثم أقام الدليل على دقيق علم الله مع واسع رحمته وفضله على فرعون وعلى الناس، فقال: ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فيها سُبُلاً ﴾ [طـه: 53] وكذلك على لسان عبده ورسولِه نوحٍ: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجًا ﴾ [نوح: 19 - 20] وقال لنوح في شأن الفلك: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ ﴾ [هود: 40].



وقال لعبده موسى، حين خاف أشدَّ الخوف من عَصاه، فتَطامَن في نفْسِه، وانْضَمَّ بعضه إلى بعض، وتصاغر حتى كاد يلتصق ذراعُه بِجَنبه؛ من شدَّة مُحاولته التَّصاغر والانْضِمام: ﴿ اسْلُكْ يَدَكَ في جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ﴾ [القصص: 32] وقال في شدَّة تداخُل العذاب وتسرُّبه إلى مَجاري كُلِّ موضع من جِسْم المُجْرمين، حتى ينال كلَّ ذرَّة ولحظة من شؤونِهم في الدُّنيا والآخرة؛ لأنَّهم أعرضوا عن ذِكْر ربِّهم الذي كان ينبغي أن يتخلَّل كلَّ ذرة من جسمهم وشؤونهم بالحياة الطيِّبة والسعادة والرَّاحة والاطمئنان، ﴿ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ﴾ [الجـن: 17].



وقال عن العذاب أيضًا إذْ يُنادي أصحابُ اليمين المُجْرمين موبِّخين ومُذكِّرين لهم بِعاقبة إعراضهم عن هَدْي الله ورسوله الذي كانوا يُذَكِّرونهم في الدُّنيا: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ في سَقَرَ ﴾ [المدثر: 42]، ويقول سبحانه عن هول وضخامة ما سيأخذ المُجرمين، ويُقْرَنون فيه من آلة العذاب: ﴿ ثُمَّ في سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴾ [الحاقة: 32].



وقال في شِدَّة صيانة رسوله وإحاطته من كلِّ جوانبه ومَداخله، ومَجاري الْهواء والنَّفَس والكلام والحياة منه؛ حتى لا يستطيع شيطانُ جهْل وسفَهٍ الولوجَ إليه من أيِّ ناحية منها؛ بما يُقيم سبحانه على كلِّ ذلك من أرصاد وحفَظة يَقْظى لا يَجِد الشَّيطانُ أيَّ ثغرة من واحد منها بتاتًا، شدَّة منه سبحانه بعِلْم الغيب الذي لا يُمْكن للبشر صلاحٌ إلاَّ باليقين أنه لله وحده، وأنْ لا سبيل لأحدٍ من البشر إليه إلاَّ بتعليم الله لمن يَختار ويصطفي من عباده، فيُعْطِيه من هذا العلم بِقَدَرٍ لأجْل هداية الإنسان وصلاحه: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴾ [الجـن: 26 - 27].



فالله سبحانه يقول في سورة الحِجْر هذه: إنَّه كما أنزل الذِّكْر الحكيم والقرآن الكريم بواسِع رحْمَتِه، وبليغ حكمته، وعظيم قُدْرته على قلْب عبده ورسوله مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم- وحفظه كذلك من أن يناله ما نال غيرَه من الكتب والشَّرائع السابقة من التبديل والتحريف - أبقاه كما أنزله هُدًى ورَحْمة وبُشْرى للمؤمنين؛ لأنَّه الكتاب الخاتم الذي لا صلاح للإنسانيَّة إلاَّ به، ولا رشاد لها إلاَّ بأن تجعله بعقائده وعبادته وشرائعه وأحكامه مهيمِنًا على كلِّ شؤونِها المادِّية والمعنوية، والسِّياسية والاقتصادية، والفردية والاجتماعيَّة، ولقد كان إنزاله كذلك إرغامًا لأنوف شياطين الجنِّ والإنس الذين كانوا حريصين أشدَّ الحرص على إبقاء سُلْطان دجَلِهم، وحكم ضلالهم، وغلبَةِ وثنيَّتِهم وإفسادهم، وبَغْي تحكُّمهم واستعبادهم للدَّهْماء والعامَّة، ولطالَما حاولوا بكل ما استطاعوا أن يوقفوا تيَّار نوره المتدفِّق، وتحرَّقوا بأشدِّ الغيظ والنكد؛ إذْ لم يَجِدوا سبيلاً إلى مَنْع نزول هُداه ورَحْمته، وما زال الله يَقْهرهم ويزيدهم نكدًا وحَسْرة حتى أنزل خاتَمه له: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].



ولقد حاولوا بعد ذلك وفي كلِّ وقت وإلى اليوم - أن يُطْفِئوا نورَه، أو يَحْجبوا ضوءَه بِما ينشرون حوله من سحُبِ الخرافات والضَّلالات، وكِسَفِ التَّحْريفات والتبديلات، وظُلمات التَّأويلات والآراء المذهبيَّة والاستحسانات؛ حاوَلوا بكلِّ ذلك أنْ يَحْجبوا وجْهَ القرآن المُشْرِق الجميل، وأن يكسفوا شمسه المشرقة الْهادية؛ حتى يُعِيدوا في العامَّة سُلْطان دجَلِهم وبَغْيِهم ووثنيَّتِهم وكُفْرِهم، فما قدروا إلاَّ على تغشية قلوب الآفلين، وتعمية بصائر من استجاب لهم من المُقَلِّدين، الذين انسَلخوا من آيات ربِّ العالَمين وحبّه، القرآن لا يزال رغم أنوفهم مُشْرِقًا يشعُّ بنوره على الذين آمنوا بالله وآياته ونعمته، ورَحْمته وحكمته، فيبعث الله بهذا النُّور في نفوسهم وقلوبهم روحَ الحياة الإيمانيَّة الصادقة الطيِّبة، فلا يَضِلُّ أحدٌ منهم ولا يَشْقى.



وما كان ذلك الحِفْظ إلاَّ بأسباب قويَّة من آياتِ عظَمَةِ ورَحْمة الله، وواسعِ فَضْله وبليغ حكمته، وقهْرِه وغلَبِه، والله غالِبٌ على أَمْره، كما صنع الله ذلك كُلَّه كذلك جرَتْ حِكْمتُه، وغلَب قهْرُه، ونفَذَ سلطانُه أن يَسْلُك هذا الذِّكر الْحكيم والقرآنَ الكريم ويُجْريه في مسارب قلوب المُجْرمين رغم أَنْفِهم، والحال الواقع أنَّهم لا يُؤْمِنون به، ولا يُذْعِنون لعقيدته، ولا يَنْقادون لعبادته، ولا يُطيعون أوامِرَه، ولا ينتهون عن نواهيه، ولا ينفِّذون أحكامه ولا شرائِعَه، ولا يعتبرون بِعَبَرِه، ولا يتَّعِظون بمواعظه؛ وفي الجملة لا يَهْتدون مُطْلقًا بأي هُدًى من هُدَاه، واقرأ مع هذا وتدبَّرْ قول الله في سورة الشعراء: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195] إلى قوله ﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ في قُلُوبِ الْمُجْرِمِين * لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * فيأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾ [الشعراء: 200 - 202] في هذه الآيات يُخْبر تعالى أنه سلَكَه وأدخَلَه في قلوب المُجْرمين الماضين، وأنَّهم ما كانوا يؤمنون ولا يُذْعِنون له وقد رأَوْا كُلَّ الآيات القويَّة التي بمثلها - بل ببعضها - يؤمن أولو الألباب، وأنَّ أولئك المُجْرمين لا يزالون في إعراضهم واستهزائهم بالقرآن حتى يروا العذاب الأليم واقعًا بِهم، عند حلول منيَّتهم، وحضور موتِهم، فيؤمنون حينئذٍ أنَّه الحقُّ من ربِّهم، ولكن لا قيمة لهذا الإيمان؛ ولذلك نَفى عنهم في آيات الحِجْر الإيمان الذي ينفعهم ويهذِّب قلوبَهم ويصفي نفوسهم ويزكيها.



و "المجرم" أصله من "جَرَمَ" بمعنى قطَع الثَّمَرة واستأصَلَها قبل صلاحِها، والصُّوفَ قبل تمام نُموِّه، ومن ذلك قالوا: للنّواة "جريمة"؛ لاستئصال ما عليها من الثمرة، وقالوا: الجرامة: لِرَديء التَّمر، وقوم جرم: لمن قلَّ نَفْعُهم؛ لذلك لا تَجِد في كلامهم "جرم" إلاَّ لكلِّ اكْتِساب مكروه، ولا يكاد يُقال في عامة كلامهم للكَـيِّس المحمود، وقول الشاعر في صفة عقاب:

جَرِيمَةَ نَاهِضٍ فِي رَأْسِ نِيقٍ



فإنَّه سَمَّى اكتسابها لأولادها جَرْمًا - بفتْح الجيم - من حيث إنَّها تقتل الطيور، أو لأنَّه تصوَّرها بصورة مرتكب الجرائم؛ لأَجْل أولادها، فالمُجْرم إذًا: هو الذي يجز من نفسه خيرات ومزايا الإنسانيَّة، ويستأصل كلَّ ما طلع الله فيها من ثمرات، ويقضي على كلِّ ما يعطيه ربُّه من أسباب التربية بالبِرِّ والإحسان، فيهلكها أوَّلاً بأول، فلا ينتفع بها، ولا يستفيد الفائدة التي وهبها العليم الحكيم من أَجْلها، فيبدل نعمة الله كفْرًا، فهو الظَّالِم لنفسه، المخسر فيها كل أسباب الحياة والقوَّة والسعادة، فإنَّ الرَّحيم الحكيم ما خلَقَه إنسانًا وأنبته نبات الإنسانية الحسَن بما وضع فيه - سبحانه - من السَّمع والبصر والفؤاد، وبثَّ فيه وحَوْلَه في السَّماء والأرض من موادِّ العلم والْهُدى والحِكْمة - إلاَّ لِيَحتفظ بكلِّ ذلك على ما وضَع العليم الحكيم، ويُحسن الانتفاع به، فيَجْني من الثَّمر فقهًا وحِكْمة وإيمانًا، ويزداد باقْتِطاف الثِّمار التي لا يزال الله بِرَحْمته يجدِّدها له كمالاً في الإنسانيَّة، وسُموًّا على درجات الكرامة، فيكون من الأبرار في علِّيين وتكون كلُّ حاله حسْنَى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26].



لكن هذا الجَهول الظَّلوم الكَفَّار - قابَلَ ما آتاه الله من الخير الحسَن بالإساءة، فكفَر بِنِعَم الله في إنسانيَّته السَّمعية البصيرة العاقلة، وأفسد كلَّ هذه الأسباب التي تؤدِّي به إلى العلم والحكمة، وأبى إلاَّ أن يكون حيوانًا مقلِّدًا أصمَّ أبكم أعْمَى لا يفقه ولا يعقل، فذهب يضرب في بيداءِ الجهل والعمى وظلمات هذا التَّقليد، حتَّى حقَّت عليه كلمة رَبِّك: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 171] وماتت إنسانيته الكريمة، وحيَّتْ بذلك بهيميتُه المتوحِّشة الفاجرة، فكان من شرِّ الدوابِّ الذين: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾ [الأعراف: 179] وكان من الذين وصفهم الله لنبيِّه ولكلِّ مهتدٍ بِهَدْيِ نبيِّه: ﴿ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [النمل: 80 - 81].



يقول الله - جلَّ ثناؤه -: إنَّه لا بُدَّ أن يَسْلك هذا القرآن الحكيم في قلوب هؤلاء المُجْرمين مهما تأبَّتْ واستعصَتْ في كفرها وجُمود تقليدها، وخُمود روح الحياة فيها، وأعرضَتْ عن هُدَى آيات الله وما تُعطيه من كرامة وسُمو للإنسانية، بتقديرها لنِعَم الله وتَنْزيهه وإجلاله باستحقاقه إخلاص العبادة والطَّاعة، وشدَّة فقر كلِّ شيء - وبالأخصِّ الإنسان - إلى إسلام الوجه والقلب والعمل لِهَذا الربِّ العليم الحكيم الرَّؤوف الرحيم، الذي بيده الخير كلُّه وهو على كلِّ شيء قدير، مَهْما أعرض المُجْرمون عن هذه الآيات بما أُشْرِبت قلوبُهم من التقاليد الجاهليَّة الكافرة الفاجرة، فانتقصَتْ ربَّ العالَمين، وأساءَتْ به الظنَّ، واعتقدَتْ فيه - سبحانه - أنَّ بينه وبين مقدِّسيها ومعتقديها من الخلْقِ نسَبًا؛ لأنَّها النُّور الذي انبَثَق منه سبحانه وَفاض، واتَّخذوهم لذلك آلِهَة وأربابًا بكلِّ معاني الألوهية والربوبية، ودانوا لهم بقلوب مُخْبِتة، ونفوس خاشعة ذليلة، تَخافهم ولا تَخاف ربَّ العالَمين، وترجوهم ولا ترجو الرَّحْمن الرحيم، وتُطيعُهم في كلِّ ما أفكوا من إثْم سَمَّوه: دينًا وعبادة وطاعة، وتعصي ربَّ العالَمين، وتتوب إليهم، ولا تتوب إلى ربِّ العالمين، مهما قسَتْ قلوب المُجْرمين بذلك الجهل وتلك الوثنية، ومهما تحجَّرت بما ران عليها من شهوات وأقذار البهيميَّة الشرسة الغارقة في بِحار الفسوق والعصيان، مهما انقبضت تلك القلوب، نافرة من هُدَى القرآن، ومهما حاولت مساربها أن تُكْسر وتُوصد دون عِلْم القرآن، فإنَّ الله الذي نزَّله مُنجَّمًا حتى أتم به النِّعمة وأكمل به الدِّين رغم أنف المُجْرمين، وحَفِظه في قلب عبده ورسوله، ثم في قلوب المتَّقين، تم ذلك وغيره من أسباب الحفظ، وكلُّ ذلك كان بقهر وغلبة من الله لأولئك المجرمين، وكبْتٍ للمحاربين لله ولرسوله ولكتابه، فهو الذي سيُرْغِم هذه القلوب القاسية على أن يأخذ القرآن مَسالكه فيها، وأن يجري في مساربها، وإن كانوا لا يؤمنون به ولا يُذْعنون لِهُداه ورحْمته، ولا يقبلون شفاءه وعافيته، حتَّى يرَوُا العذاب الأليم؛ وذلك لِتَكون حُجَّة الله عليهم به قائمة، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ مثَلَ ما بعثني الله به - عزَّ وجلَّ - من الْهُدى والعلم كمَثَل غيْثٍ أصاب أرضًا، فكانت منه طائفة طيِّبة قَبِلَت الماء، فأنبتت الكلأ والعُشْب الكثير، وكان منها أجادِبُ أمسكَتِ الماء، فنفع الله بِها النَّاس فشربوا منها وسقوا ورعوا، وأصاب طائفةً منها أخرى إنَّما هي قيعان لا تُمْسك ماء ولا تُنْبِت كلأً، فذلك مثَلُ مَن فَقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به، فعَلِم وعلَّم، ومَثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يَقْبل هُدَى الله الذي أُرْسِلت به))[1].



فلقَدْ كان كثيرٌ من شياطين المنافقين في كلِّ زمَنٍ يَحْفظون القرآن، ويقرؤونه في الصلاة وفي غير الصَّلاة، ويتتبعون ما تُوحي به إليهم شياطينُهم من فلتات وأخطاء يروْنَها بعيونهم المَحْجوبِ نورُها بظلمات الحِقْد والكُفْر، فيخرجونها لشِيَعهم وأحزابهم الفَرِحة بِهم وبإمامتهم الكافرة الخاسرة أسبابًا للزَّيغ والكُفْر والضَّلال في العقيدة والعمل والحُكْم، ويَدْعونهم بِها إلى الإِلْحاد والْمُحادَّة لله ولرسوله ولكتابه، فيهرعون مستجيبين، ولا يزال أولئك الشَّياطين إلى يوم الناس يَصْنعون هذا، ويوغل الدَّهْماء والطَّغام وراءهم في الكفر والإلحاد مُسْرِعين.



وعبدالله بن سبأ وحزبهم المجرم من هذه المكايد التي أشعلت في المسلمين نارًا لا يزالون يصطلون بها إلى اليوم.



وهذا ذو الثُّدَيَّة - ذو الخُوَيصرة - وشيعته الذين قال فيهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّهم يقرؤون القرآن لا يُجاوِزُ حناجِرَهم، يَمْرُقون من الدِّين كما يَمْرق السَّهم من الرميَّة))[2]، كانوا يَقْرؤون على النَّاس القرآن ويزعمون أنهم أَهْدى الناس بالقُرآن، وأحَقُّهم بإقامة أحكام القرآن، ثم يقتلون البُرَآء من خيرة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنَّهم لم يشهدوا على عثمان وعليٍّ - رضي الله عنه - بالكُفر، ويَحْمون خنازير اليهود والنَّصارى، ويتعفَّفون عن سقط الثَّمر تحت شجرة، تورُّعًا أعمى، وسَبْكًا للنِّفاق، ومبالغة في ستر ضلالِهم البعيد.



وهذا المأمون المُجْرم[3]، ومن قبله مِمَّن كانوا أشدَّ الناس خيانةً لله ولرسوله ولكتابه ولأماناتهم وهم يَعْلمون، كانوا يقرؤون القرآن بألسنتهم، ثم يَهْدِمونه بجرائمهم الخبيثة؛ بِنَشْر كتب عقائد الفُرْس واليونان، وفلسفتهم الكافرة الفاجرة، ويَحْملون النَّاس عليها بكلِّ ما استطاعوا من ترغيب وترهيب؛ لِيَصرفوهم بها عن هُدَى القرآن في عقائده وعباداته، وشرائعه وأحكامه، ثم يلبسون على المغفَّلين والمخدوعين بأنَّهم إنما يفعلون ذلك دفاعًا عن الإسلام وصيانة لِحِماه.



وهذا ابن أبي دُؤَاد وبِشْر المريسي والجَهْم بن صفوان والجَعْد بن درهم، ومَن بعدهم مِن كلِّ مُلْحد زنديق عدوٍّ لله ولكتابه ولرسوله - كانوا يقرؤون القرآن مُخادعين للدَّهْماء والطَّغام، يزعمون أنهم بافْتِحارهم خبيثة القول بِخَلْق القرآن، وإقامتها زنادًا يقدحون عليه نار فتنة بدّدت كثيرًا من عناصر القوى الإسلامية، والعزَّة الإيمانية في علماء وعامَّة، كان لها أكبر الأثر فيما يعانيه الناس اليوم من ضَعْف ووهن في عقائدهم ودينهم وحكامهم وقادَتِهم وسُلطانِهم.



وهؤلاء الصُّوفيَّة المُجرمون الذين ركزوا الوثير في الأوساط الإسلامية وصبغوها بأصباغ زعموها إسلامية، وأَعادوا بِها إلى القُلوب ما كان الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وتابِعُوهم بإحسان قد هدموه بِهِداية القرآن وسيف سُلْطان الإسلام الحقِّ، وطهَّروا منها الأرض والقلوب، أعادها الصُّوفية الوثنيُّون المُجْرمون بأسماء جديدة.



فنشبت في القلوب عقيدة بنوة مُحمَّد وآل بيته لربِّهم؛ لأنَّه النُّور الذي انبثق وفاض أوَّلاً، وكانت الحقيقة المحمدية هي مظهر الواحديَّة لحقيقة ربِّهم، الذي يمثِّلونه بالنّواة خرج منها الوجود كلُّه كالنَّخلة حين خرجَتْ بسعفها وجريدها من هذه النّواة، وهي العقيدة الصُّوفية البوذيَّة الْهِنديَّة والوثنيَّة المصريَّة، والشِّركية النَّصرانية، وإن اختلَفَت الأسماء فالحقيقة واحدة، وسبحان ربِّنا وتعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا، هؤلاء الصوفية من جُنيدهم إلى جيلانيِّهم إلى غزاليِّهم إلى آخرهم، كلُّهم يَدِينون بهذه البُنوَّة والولادة لربِّهم، كما شرح ذلك وأوضحه ابن عرَبِي وابن سبعين والجيلي، ولمح به، وأوائلهم من أبي يزيد البسطامي والْجُنَيد والجيلاني، وإلى آخر صوفي كذلك عقيدتهم ودينهم، وهم مع ذلك يقرؤون القرآن، ويسلك الله آيات القرآن في قلوبِهم حِفْظًا، ويُجْريها على ألسنتهم قراءة، وهم به كافرون أشدَّ الكفر، وله معادون أشد العداء، في كل وقت وهم عليه حرب بكل ما يستطيعون.



وهؤلاء كذلك مقلِّدة المذاهب المتفجِّرة بكيد أعداء الله وأعداء كتابه وأعداء رسوله من اليهود والفرس، الذين بذلوا ويبذلون كلَّ جهودهم لإطفاء نور الله، وأخْذِ النَّاس في طرق الضَّلال والظَّلماء الجاهليَّة؛ ليهيِّئوا الفرصة لشياطينهم يضربونَهم بِمَعاول الكفر والفسوق والعصيان، فينقطع ما بينهم وبين ربِّهم من صِلات الإيمان والمَحبَّة والخوف والرَّهبة والخشية، فيحل عليهم غضب الله وسخطه، وتنهار بذلك قواعد الدَّولة الإسلاميَّة التي أسَّسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الأخيار وتابِعُوهُم الأبرار - رضي الله عنهم - إلى هداية القرآن ونوره وغذائه الصحيح النَّافع يأخذه الجميع من تدبر آياته المفصَّلات، والفقه في بيِّناته المُحْكَمات الواضحات، ويَقْتبسون النُّور التامَّ لعقولِهم وفهومهم من سراج سنَّة الرسول الأكرم الذي بيَّن بِها ما أُنْزِل عليه من الكتاب، جزاه الله - بِأَبِي هو وأُمِّي - أفْضَل ما جزى نبيًّا عن أمَّته - صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.



هؤلاء المقلِّدة قتلوا إنسانيَّتَهم العاقلة المفكِّرة التي وهبَها الله للإنسان يَمتاز بِها عن الحيوان إليهم، وانْسَلُّوا بذلك من كلِّ آيات الله الكونيَّة والعلميَّة ومن نِعَمِه وآلائه، وبدَّلوا نعمة الله كفرًا، وأقاموا من قلوبهم المُظْلِمة وعقولهم الميِّتة ما سَمَّوه فقه المذاهب، ثم ذهبوا بضلالِهم البعيد، وكيدهم الشَّديد، ومَكْرِهم السيِّئ ينْحلون ذلك مالِكًا والشافعيَّ وأحْمد وإخوانهم من أئمَّة الْهُدى - رضي الله عنهم وأرضاهم - وذهبت الجماهير الغبيَّة تَجْري في بلادة سمجة وراء أولئك المُضِلِّين، مَخْدوعة بنسبة ذلك زورًا وبهتانًا إلى أولئك الأئمَّة المظلومين بهذه التُّهَم، وهم منها برآء.



ولو أنَّ هناك ذرَّةً من حياء، وبقية من إنسانيَّة عاقلة، لعادوا إلى ما كتب أولئك الأئمَّة - غفر الله لنا ولهم - وما نقله عنهم تلامِذَتُهم المُخْلِصون - رَحِمهم الله - إذًا لوَجَدوا الأدلَّة الناطقة بتكذيب أولئك الأفَّاكين، وأنَّ الأئمَّة - رضي الله عنهم - قد بَرِئوا إلى الله من هذا التقليد أشدَّ البراءة، وسجَّلوا بأوضح العبارة أنَّهم يحذِّرون تلاميذهم منه أشدَّ التحذير، وينهونهم عنه أبلغ النَّهي، ولكن أكثر الناس لا يعقلون.



هؤلاء المقلِّدة الذين طبقوا الأرض شرقًا وغربًا، ولبسوا على جهالاتهم وبَلادتِهم ثوب الإسلام الاسميِّ - هم كذلك يقرؤون القرآن، بل ويفسِّرونه في دروس ومؤلَّفات ضخمة فُتِن العامَّة والدَّهْماء بها أشدَّ الفتنة، وربطوا القرآن بها في نظَرِهم وتقديرهم أوثق رباط، فلا يمكن أن يُحاولوا فَهْم كلمة منه إلاَّ بما قال الرازيُّ والزَّمَخشري وأبو السُّعود والجلالان والبيضاوي وأشباههم، والقرآنُ يَجْري على أقلامهم وألسنَتِهم حجَّةً عليهم وعلى غيرهم من كلِّ مَخْدوع ومفتون بِهم، وحجَّة واضحة ناصعة النُّور بيِّنة الْهُدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة، ومما رزقهم الله يُنْفقون، الذين يؤمنون بكلِّ ما أُنْزِل على عبد الله ورسوله محمَّد -صلى الله عليه وسلم- وبما أُنْزِل على إخوانه الأنبياء السابقين - عليهم الصَّلاة والسَّلام - وهم إنما يؤمنون هذا الإيمان، ويُذْعنون هذا الإذعان، ويهتدون بِهُدى هذا القرآن؛ لأنَّهم بالآخرة يوقنون، اللهم اجعلنا منهم برحمتك وفضلك يا أرحم الراحمين.



وهؤلاء كتَبَةُ المصاحف من عرب وعجم، وحفظة القرآن كذلك الذين اتَّخذوه حرفة، وامتهنوه صناعة، يشترون بآياته ثَمنًا قليلاً، ويَنْعِقون به في المآتِم وغير المآتم، اختلقوا ألوانًا من الموسيقا والترنيم، أخذوها عن طقوس النَّصارى وضلالهم، تراهم وتسمعهم بالليل والنهار صباحًا ومساءً ينعقون بهذا القرآن؛ ليزوِّقوا به المَجالس، ويتَّخِذوا منه فواصل يُطَرِّزون بها غناء المخنَّثين وفواسق النِّسوان، من كل فجور ورقيان للزِّنَا والفاحشة التي تُذِيعها وتنشرها في الناسِ تلك المذيعاتُ التي تستمدُّ ذلك الشرَّ والفساد من محطَّات الإذاعة في مشارق الأرض ومغاربِها، والذين يسمُّون أنفسهم المسلمين، فَرِحون بذلك الْهُزء والسُّخرية بآيات الله التي أنزلها العليم الحكيم هُدًى وبشرى للمسلمين، وجعلها بِرَحْمته وحكمته شفاءً لِمَا في صدور المؤمنين، ولا هي تزيد أولئك الظَّالمين الْهازئين السَّاخرين بهذا إلاَّ خسارًا، ما أنت ترى هؤلاء وأولئك يكتبون ويقرؤون، والله قد سلك في قلوبِهم وأَجْرى على أقلامهم وألسنتهم هذا القرآن، رغم أنَّهم به كافرون أشدَّ الكُفْر، هادمون لعقائده وعباداته، وشرائعه وأحكامه أقبح الْهَدم، ثم الله يَجْعل رغم أنفسهم تلك الكتابة وهذه القراءة حجَّة بالِغَة عليهم، وحجَّة نافعة للَّذين هم بِفَضْل الله وبِرَحْمته العظيمة بهذا الكتاب، وبما يَجْمعونه من ثروات غالية عظيمة من تدبُّره والتفقُّه في آياته يفرحون، فهو عندهم خيرٌ ألْفَ مرَّة من كلِّ ما يجمعه هؤلاء وأولئك من زُخْرف الدُّنيا وزينتها الخادعة الكاذبة - كلُّ أولئك قد سلك الله القهَّارُ القرآنَ في قلوبهم؛ لتقوم عليهم الحُجَّة قويَّة، ولتكون جريمتهم أشنع وأفظع، وليكون عذابُهم أشدَّ وأخزى، ولتكون الأُمَّة على بصيرة من أمرها وأمرهم؛ إذْ هي لم تَعْمَ، وضلَّ بالتقليد عن هُدَى آيات الله التي يتلوها أولئك الفجَرة المُجْرمون، ثم يهدمونها بعقائدهم وأعمالِهم الظاهرة التي لا تَخْفى إلاَّ على الغافلين المُنْسلِخين من آيات العزيز الحكيم في أنفسهم وفي الآفاق: ﴿ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأنعام: 149].



وإن تَعْجَبْ فعَجَبٌ أمر أولئك المفسِّرين الذين جعلوا القرآن عضين، وضلُّوا هذه المعاني الواضحة في هذه الآيات، وذهبوا يتخبَّطون في متاهات خصومات فجَّروها بضلالهم وزعَمُوها الجَبْريَّة والقدريَّة، ووقعوا بها في معركة عنيفة سَمَّاها هؤلاء دفاعًا عن القدَر، وسَمَّاها أولئك دفاعًا عن التوحيد والعدل، وشغل هؤلاء وأولئك بِحَربِهم العنيفة عن سلم وأمن هذه الآيات وهُداها الذي عرفه أبو بَكْر وعُمَر وإخوانُهما من المهتدين، فكانوا بها إخوانًا على سُرُر المَحبَّة والتَّعاون والتناصر والتَّراحُم متقابلين، اللَّهم أدِّبْنا بِأَدَبِهم في الدُّنيا، واحشرنا معهم.



ثم يقول ربُّنا - تبارك اسْمُه، وتعالى جدُّه -: ﴿ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الحجر: 13]؛ يعني: بذلك سبحانه أنَّ الشأن في هؤلاء وعدم إذْعانِهم للقرآن الذي أنزله الله على عبده ورسوله محمَّد -صلى الله عليه وسلم- يهدي به للَّتي هي أقْوَم، ويعلِّم به الكتاب والحِكْمة، ويُزَكِّي النُّفوس من رِجْس الجهل والسَّفَه والوثنيَّة، يؤتيها بها الحِكْمة، إنَّما يكون هذا الكفر والتأبِّي على هذا القرآن وهُدَاه من هؤلاء؛ بِسَبب التَّقليد الأعمى، والانْسلاخ من آيات الله كشأن الأُمَم التي قد خلَتْ ومضَتْ، وحقَّت فيهم وعليهم سُنَّة الله، وكذلك تَجْري سنة الله التي لا تتبدَّل في الَّذين أتَوْا من بعدُ مِن كفار قريش، واليهود والنصارى، والمَجوس وغيرهم، مِمَّن أعلن بعداوة عبد الله ورسوله، ومُحاربة كتاب الله ودينه؛ حِرْصًا على ما وَرِثوا عن الآباء والشُّيوخ، واستسلامًا وذلاًّ وخنوعًا لِمَا كبَّلَهم به دجاجلة الشُّيوخ والرُّؤساء من أسباب الجهل والسَّفه باسْم الدِّين التقليدي الذي أفقدهم كلَّ مزايا نِعَم الله عليهم، وجعلهم لا يعرفون إلاَّ الإساءة والكفران بنِعَم الله والفسوق والعصيان لشرائع الله، وكذلك الشأن في الحاضرين والآتين، ما داموا مكبَّلين بقيود التقليد والأوهام، وراضين لأنفسهم الجَهْل والسَّفه والغيّ، وكارهين العلم والحكمة والرَّشاد، ومُذْعنين في ذلٍّ وخنوع للسَّادة والشُّيوخ من دعاة الصُّوفية، ومروِّجي الشرك والوثنية، ومعتقدين في أنفسهم بِغَباوة وبَلادة أنَّهم مع كلِّ هذا الفساد مُسْلِمون صالِحون، ومع كلِّ هذا الشِّرك والكُفْر مؤمنون مُتَّقون، ومع كلِّ هذا الإعراض عن آيات الله وسُنَّته والاستهزاء بآيات كتابه: مُهْتدون فائزون، ما داموا كذلك فإنَّ الله يُذِيقهم ألوان العذاب الواصب، ويَجْعل عيشهم نكدًا، وأمرهم فُرُطًا، وشملهم مُمزَّقاً، وقلوبَهم شتَّى، وقُواهم خورًا ووهنًا، وبأسهم بينهم شديدًا؛ لعلَّهم يشعرون بذلك فيُنِيبوا إلى رشدهم، ويَعُودوا إلى تدبُّر ما يَحْفظون ويقرؤون ويكتبون من كلام ربِّهم، فيَجِدوا ما يشخِّص لهم دواءهم، ويجدوا ربَّهم قد تاب عليهم بِرَحْمته وحكمته، وآتاهم ما آتى المؤمنين الأوَّلين من تأييده ونَصْره وعزَّته، وإلاَّ فعذاب الآخرة؛ أي: الحالة التالية لِحالهم الأُولى التي هم منها السَّاعة واليوم أشدُّ، حتى يكون الإيقاظ أقوى، وما يزال الله سبحانه كذلك يصنع بالناس بحكمته ورحمته ونعمته، حتى تكون الساعة: ﴿ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ * إِنَّ الْمُجْرِمِينَ في ضَلالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ * وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ * وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ في الزُّبُرِ * وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ * إِنَّ الْمُتَّقِينَ في جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 46 - 55] اللهم اجعلنا من أولئك المتقين، وصلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمَّد إمام المهتدين، وعلى آله أجمعين[4].


[1] أخرجه البخاري برقم [79] ومسلم برقم [2282].

[2] أخرجه البخاري برقم [3166] ومسلم برقم [1064].

[3] ما وقع المأمون في هذه الفتنة إلاَّ بسبب تقديمه العقل على النصِّ الحكيم، حيث كان يَعْقِد المناظرات بين العلماء، حتى أُعجب برأي المعتزلة في مسألة خَلْق القرآن، وكما قال السيوطيُّ في "تاريخ الخلفاء"، ص452 "فتنة المأمون وحروبه مع أخيه حتى درَسَت مَحاسن بغداد، وباد أهلُها، ثم قتْلُه إيَّاه شرَّ قِتْلة، ثم امتحانه النَّاس بِخَلْق القرآن، وهي أعظم الفِتَن في هذه الأُمَّة، وأوَّلُها بالنِّسبة إلى الدَّعوة إلى البدعة، ولَمْ يدْعُ خليفة قبْلَه إلى شيء من البِدَع".

[4] "مجلة الهَدْي النبوي"، جمادي الثاني (1367) العدد السادس.



 توقيع : كـــآدي






القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2022   #2


الصورة الرمزية شموخ

 عضويتي » 28080
 جيت فيذا » Jan 2015
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (06:14 PM)
آبدآعاتي » 182,865
الاعجابات المتلقاة » 727
الاعجابات المُرسلة » 1011
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » شموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
♔شموخ ♔
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك


 توقيع : شموخ






اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥


اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره


رد مع اقتباس
قديم 07-06-2022   #3


الصورة الرمزية عازفة القيثار

 عضويتي » 27946
 جيت فيذا » Nov 2014
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (10:02 PM)
آبدآعاتي » 1,021,192
الاعجابات المتلقاة » 1484
الاعجابات المُرسلة » 385
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » عازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond reputeعازفة القيثار has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
أبكي عليها كثر ماشالتني..وكثر الحنين اللي أختلط بغناها..
أبكي عليها من القهر يادنيا..من لي أنا..من لي عقب فرقاها..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خيرا
ونفع بك ع الطرح القيم والمفيد
وعلى طيب ماقدمت
اسعد الله قلبك بالأيمان
وسدد خطاك لكل خير وصلاح
وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
دمت بطاعة الرحمن


 توقيع : عازفة القيثار





رد مع اقتباس
قديم 07-07-2022   #4


الصورة الرمزية نجم الجدي

 عضويتي » 134
 جيت فيذا » Feb 2009
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (09:56 PM)
آبدآعاتي » 273,757
الاعجابات المتلقاة » 2163
الاعجابات المُرسلة » 5720
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 48سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي


 توقيع : نجم الجدي





رد مع اقتباس
قديم 07-07-2022   #5


الصورة الرمزية مجنون قصايد

 عضويتي » 27626
 جيت فيذا » Jul 2014
 آخر حضور » منذ 7 ساعات (03:54 PM)
آبدآعاتي » 265,654
الاعجابات المتلقاة » 1864
الاعجابات المُرسلة » 8778
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 51سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » مجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد



 توقيع : مجنون قصايد






رد مع اقتباس
قديم 07-07-2022   #6


الصورة الرمزية ملكة الجوري

 عضويتي » 29073
 جيت فيذا » Sep 2016
 آخر حضور » 03-10-2024 (03:13 PM)
آبدآعاتي » 601,601
الاعجابات المتلقاة » 6636
الاعجابات المُرسلة » 6081
 حاليآ في » فديټ قـ❤ـڵبا اהּـآ فـيـہ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  لااله الا الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان


 توقيع : ملكة الجوري



رد مع اقتباس
قديم 07-11-2022   #7


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7387
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ



 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 07-12-2022   #8


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 3 ساعات (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري


 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس
قديم 07-12-2022   #9


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » 03-12-2024 (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5765
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ


 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 07-17-2022   #10


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (08:46 PM)
آبدآعاتي » 1,056,610
الاعجابات المتلقاة » 13862
الاعجابات المُرسلة » 8054
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت يمناك
طرح جميل جدا


 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سورة الحجر (الآيات 10 : 11) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 24 08-09-2022 07:13 PM
سورة الحجر (الآيات 6 : 8 ) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 24 07-01-2022 08:59 PM
سورة الحجر (الآيات 4 : 5) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 22 07-01-2022 02:55 AM
سورة الحجر (الآيات 2 : 3) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 24 07-01-2022 02:33 AM
سورة هودتفسير الآيات 119-123 ، القصة في القرآن ضامية الشوق الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 29 12-14-2016 10:46 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية