ديوان الشاعرة / ينابيع السبيعي

نواة ذاتي

بدا وترا يدق بذكرياتي
فتصبح لي ترانيما لذاتي

نقلت إلى البياض نبات روحي
سكوتا غارقا في خربشاتي

أ جوب على المعاني نص حبري
وأنسج بالورود تأملاتي

فتسكبني الكتابة كل معنى
جمالا تائها في تمتماتي

إذا نادت بي الأوتار لحنا
تبعثرني به شتى لغاتي

إذا ما فكرة النبطي ولت
تسيرني إلى الفصحى دواتي

وأكتب من جمال الحرف فنا
أرى فيه اكتمال العاطفات

أسجل باليراع شجون نزفي
وأغرس بالحروف نواة ذاتي

إذا ما الفكر أقبل كل حين
تجلى واضحا في مفرداتي

تبعثرني الهموم إزاء جرحي
فيحتضن اليراع تنهداتي

وتبتسم الحياة بعمق نفسي
وتلتئم المعاني من رفاتي

"حبيب الروح"

حبيب الروح لاأخشى ملاما
بمن سلب الفؤاد وما استهاما

فألهمني الكتابة فيه شعرا
وأعطشني إليه به غراما

كتبت الشعر منسكبا بحب
وشهد القلب أغدقه هياما

ويجبرني الفؤاد بغير قصد
فأتبعه بما يهوى ابتساما

أعاتبه إذا ما زدت وجدا
فيحرق من تردده الملاما

يلملمني اذا مازاد نثري
وينثرني إذا زدت التحاما

يطالبني بشيء من وصالي
فأهديه من القلب الغراما

يغيب فتدمع العينان حزنا
يعود تزيل طلعته الظلاما

فتورق لي الحياة شذا وعطرا
ويلتحم الفؤاد به وئاما

"أبجدية تحترق"

أبحرت بي أفكاري وكلماتي فأخذت
تعلو بي موجات وتنخفض بي موجات….
تصاحبني كلماتي ..تنتقل بي من مركب إلى آخر …
وتتصارع في أحشائي علها تجد مرفأ لتستعيد فيه أنفاسها
حيث تخنقني العبارات وتحتبس في داخلي ,
تريد أن تصل إلى نهاية……
نشرت أشرعتي , وأبحرت بعيدا حتى توسطت البحر..
لم أجد شواطئه فعلتني الرهبة و الخوف من المجهول ….
فتلاطمت بي الأمواج ودارت نظراتي …
دق قلبي معلنا رعدا وعاصفة هوجاء…..
فأخذتني الحيرة في وسط الكلمات …
وشعرت بالبرد والرعشة تنتابني ساعة وتهدأ أخرى ..
لا أدري إلى أين ستأخذني؟.إلى الراحة الأبدية
أم إلى عالم مجهول ؟.
لا أدري إلى أين أتجه؟
لقد توقفت بوصلة الزمن ,
وضاعت دائرتي …
وزادت حيرتي …
فضممت ذراعي على بعضهما كي أشعر بالدفء
ولكنني أختنق …..
و كلماتي تزداد صراعا ..فأمطرت سحابتي…. واختلطت كلماتي ..
فأخذت الريح ورقتي معها فعصرني الألم …
و اختنقت الكلمات في داخلي حتى ماتت

"أو ما درى"

ماذا به؟! أهذي ولا يعنيه؟!
أوما درى كم خافقي يهذيه؟!

في الليل أشكو من زيارة طيفه
أما نهاري مهجتي تبكيه

شوقا إليه شغاف قلبي قد شكت
دمع الحنين ترى أما يرضيه؟؟!!

روحي تناديه إذا زاد العنا
في مهجتي كونا غدا يحويه

ماذا أقول وقد تلهف خافقي
شوقا إلى لقيا غدت ترثيه

حلو الأماني بالخيال تموسقت
رؤياه أغنية بدت تشجيه

والطيف يكفيني وهمسة قربه
بين الحنايا جنة أعطيه

أوما تذكر في البعاد محبتي؟؟!!
أم ملني؟؟!! أم بت لا أعنيه؟؟!!

لا أرتضي منه الصدود تعلقا
بضفاف قلبي موطنا أهديه

وهو المليك على مشارف نبضه
سور التمني بالهوى أعليه

كأسير حب والفؤاد جزاؤه
حكما بملء إرادتي أمليه

صباحك الخير

صباحك الخير ما هبت نسائمه
نفسا تطيب أيا نور الصباحات

إليك طاقات ورد بت أنثرها
بين الزوايا صدى بكر الحكايات

يا من لقلبي حبيب ثم سيده
فيك القصيد وتغريد ابتساماتي

قد طبت حبا، حبيب الروح (أنسجها)
عبر القوافي نشيدا في عباراتي

يا قرة العين دمع السعد أسكبه
ويثقل الهجر بالآلام أوقاتي

كم عطر الصبح صوت بت أرقبه
سرا ب،مئذنة تغريدها آت

إذ أنت روحي وأحلامي ومملكتي
أسلمتك اليوم حبا بيض راياتي

ونبض شعري حبيبي إذ أردده
فيك اشتياقي وإحساسي بآهاتي

مازال همسك لحنا في مخيلتي
قيثاره عندليب في فضاءاتي

دمت الضياء لعمري حين ظلمته
دمت الوفاء وإن سجلت زلاتي

يا سيد القلب لا نجوى تعاندنا
أو همسة غرقت في بحر آهاتي

لست آسفة

كلما ضاء بريق بالأمل
وأتاني بأمان زاحفه

قلت مرحى ذاك إنشادي الذي
أرتجيه في لحون هادفه

كلما قلت سيأتي من غدي
فرج تأتيه أيد خاطفه

أو أضاء الحب مصباح الدجى
بت حيرى من ظنون جارفه

ذاب قلبي بغرام شدني
ربما ذاك لهيب العاطفه

وكتبنا من هوانا شجنا
ضاع مني في هبوب العاصفه

أينعت جوف هواه كذبة
وغدت عيناي جمرا ذارفه

صار يجري في شرايين دمي
بأكاذيب شجون زائفة

هكذا أحسست من وجدي الذي
زاد همي بدموع راعفة

كلما قلت سأنسى حبه
مر بي طيف يناجي هاتفه

سأشد الرحل عن ذاك الهوى
زفت للبين عيس الآزفة

كبريائي ليس يمحو زلتي
ولهذا لست صدقا آسفة

رحيق مشاعري

إني نبذت على شذاك حدودي
وعبرت شطآن الهوى بورودي

إني أتيت وفي الحروف نسائم
نثرت كألحان الهوى بنشيدي

عيناك تغمرني بكحل محبة
ويخط مرودها جمال وجودي

إيه حبيبي كم أظن مشاعري
فيك استقامت واستفاق قصيدي

أدركت أنك كالضفاف بداخلي
سحر يجسد روعة المعبود

إيه أحبك يارحيق مشاعري
فلتستمعها نبرة الترديد

لو كان حل للأنام عبادة
لسوى الإله لكنت رب سجودي

ولكنت أنت بشاشتي وسعادتي
وربيع أنفاس الهوى لخلودي

أناجيه شوقا

سأكتب بيتا بحجم قصيده
وأكتب شعرا كعقد خريده

هو الآن يعرف أني
سأكتب فيها معان فريده

بخيط الأماني أحيك مناها
لتصبح للقلب مهوى الشريده

سأكتب فيه جميل قصيدي
أناجيه شوقا وأغزو وريده

ولن أنسى يوم تعرف قلبي
على القلب حتى فهمت وعيده

وأسكب بيتا من الشعر حبا
بسطر انتعاش ليسكر عيده

سأبقى أردد كل حروفي
وأكتب عشقا يروي نشيده

سأرفع كفي وأرجو إلهي
يجود عليه ويعطي مزيده

"أطلبه تغنم"

جيل له بعيون الفكرمختبر
فيه التقى بظلال الحكمة الخبر

للعلم ساقوا يراع النور واحتكموا
للسطر من آية الرحمن واعتبروا

اقرأ بغار حراء لا التماس بها
جبريل قال : وقلب الحب ينفطر

فيه النجاة ، وفيه الخير مرتسما
حول النجوم كليل حفه القمر

بالنون أقسم رب العلم فانتبهوا
يا من أمرتم بعلم الله وادكروا

حول الثريا له خيل وأوسمة
والنور منه على إبحارنا أثر

سبحان من جعل الأقلام شاهدة
يوم التغابن ، بالحق الذي بصروا

قال النبي وخير القول يا أملي
ما جاء فيه بيان والهدى سير

اطلبه تغنم ، وإن تنس العلوم فما
يجديك نفعا ظلام كله كدر

نور من الحق لا نيران تأكله
والجهل يأكل شعبا فكره خور

كالشمس تمنح ضوءا والدنى لعب
والخير منها على الآفاق منتشر

العلم في صغر الأعمار يفرضه
رب السماء له في أمره عبر

فاطلبه لا تبتئس قلبا على صغر
أو كنت كهلا ، وشيبا مله الوطر

الفكر يصبح ذا طعم وذائقة
والجهل لا نفع بل في حمله الضرر

فالعلم نور به تعلو مراتبنا
والجهل ظلم به تغتابنا العبر

واسعوا لعلم خذوا أعلى مراتبه
إياكمو الجهل .فالجهال قد خسروا

وصل رب على خير الأنام رضا
والآل والصحب حبا ما به قصر

خذني إليك

أفلا نعيد إلى الفؤاد حنينه
ونغوص في بحر الخيال ثواني

ونعيد تلوين المحار بهمسة
عبرت شفاه البوح للشطآن

فاكتب فإني بالمحبة أستقي
من نهر حبك أروع الألحان

ما عدت أهوى غيرحبك كلما
زدت اشتياقا هل شهد لساني

يا سر إنشادي وفيض مشاعري
وفنار إبحاري ونهر حناني

أكتب فإنك ملهم لقصائدي
فحدود (عينك) للهوى أوطاني

الشعر في روحي ينادي هاتفا
خذني إليك لترتوي أوزاني

ما أنت غير ملاك أسحاري هدى
ونمير طهر في جوى نيراني

أصبو إليك فخذ يدي بلهفة
بكر تطوق بالندى أغصاني

واكتب قصيدة حب عذراء اكتوت
بيقين نار من قلا إنسان

فالشعر نبض من وجودك داخلي
دعني أخفف بالهوى خفقاني

نم بين خارطة العيون فإنني
قررت ضمك في لمى أجفاني

بي من لهيب الشوق أكبر لوعة
زادت بإحساس الأسى هذياني

إني سقيتك بالحنين، ولهفتي
نبضا يفتق روضة الوجدان

ما الحب يا عيني غير تميمة
ومهاد قلبك في جذور كياني