![]() |
|
|
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
(المستشفى... الساعة 5 العصر)
مشى وليد بكل بطء بالممر... وسط الناس يسحب نفسه... يحاول يرجي موعد وصوله للخنساء إلي يألمه وجودها مخدرة... يكفي أمس تركها وما تيقظت من نومها... وصل للغرفة... وسمع صوت من الداخل... صوت أنين... على آهات... على بكاء... على صراخ... وفتح الباب بخوف... وناظرها... أنصدم لحالها... كانت تقاوم الممرضه وتصارخ عليها... جمد بمكانه ما يدري ليش؟! قالت الممرضة: يلااا الخنساء خليني أفحصك... ضربتها الخنساء على يدها وصرخت: لا... لا... أنتي روحي... هاتي ولدي... قالت الممرضة متأفففه: الخنساء ولدك مات... مات... صارت الخنساء لما سمعت هالكلمة مثل المتوحشة... صرخت بعصبية وهي تقفز: لااااااااااااااااااااااااااا... أنتوا تكذبوا.. تكذبوا... روحي... هاتي ولدي... هاتي ولدي... قالت الممرضة بحدة وهي تمسك بيد الخنساء وتسحبها للسرير: ولدك ميت... ميت... صرخة الخنساء علت أكثر واكثر وهي تصارع الممرضة: لا... لا... إنتي كذابة... كذابة... ولدي أنا بخير... بخير... إنتي كذابة... كذابة... تقدم وليد بهاللحظة وقال للمرضة: خلاص أتركيها... أتركيها... ناظرته الممرضة وقالت: وأنت منو؟! همس وليد بعصبية: زوجها... أتركينا... وأطلعي... تأففت الممرضة وهي تطلع وتقول: مدري شو ذنبا يصارخوا علينا... ؟! تقدم وليد من الخنساء إلي قامت واقفة... مسكها وليد وهي شكلها ناوية تطلع... همس: على وين رايحه؟! ردت بعصبية: هذي كذابة... أريد... أنا ولدي... أروح أشوفه... أرتجفت يد وليد... وأدمعت عينه... مسكها يحاوط خصرها... وضمها له... حاولت تتمرد من هالحضن... بس هو شد عليها... وهمس: الخنساء... حبيبتي... ولدنا خالد... برحمة الله... صرخت الخنساء: لا...لا... أنت من؟! من؟! ليش تقول كذا؟! أنت ما تعرف... ما تعرف ولدي... طاحت يد وليد على جنبه وهمس منصدم: ما تعرفين أنا من؟! هزت راسها وهي تحاولت تبعد عنه: لا...لا... بس لا... أنا أعرفك... أنت كنت... مرة... وعـ..ـدت الخنساء... وعدتـ...ـها... تاخذها... لولدي خالد... ومسكت بيده تشد عليه بقوة وهي تترجى: روح هاته... هاتي ولدي... أنت تعرف... روح هاته... مسكها وليد وردد: أنتي ما تعرفين من أنا؟! ما تعرفي من أنا؟! هزت راسها بلا... ورددت: أنت ما تفهم؟! ليش... ما تفهم؟! روح هاتي ولدي... رووح... دمعت عين وليد وهو يشوف الحالة إلي وصلت لها الخنساء... صارت... صارت ما تعرفه... صارت ما تعرفه... لكن... هزها من كتوفها وقال: أنا وليد... وليد يا الخنساء... زوجك وليد... وخالد الله يرحمه... الله يرحمه مات... وكأن هالكلمة كانت هي مفتاح جنون الخنساء... ضربته على صدره... وصرخت: لا...لااااا... لااااااااا... أنت كذاب... كذابين... كذابين... ولدي انا... ما مات... ولدي أنا... ما مات... هو كان هنا... بس راح... هم خذوه... هم قالوا... خنساء ناخذه شوي... كان نايم... هنا... بحضن ماما... قالوا ناخذه شوي... قالوا شوي ونرجـ..ـعه... بس أنا قلت لا... هم شالوه غصب... أنا بكيت... قلت خلاص... بس رجعوه... هم ما رجـ...ـعوه... ما رجـ...ـعوه... وبكت بين يديه وهي تنتفض... حتى بدت بدون شعور تصارخ بصوت عالي... حاول وليد يضمها له... يوقف صراعها... بس هي صارت مجنونة للألم والصراخ... وتلوت بين يديه وشمخته على وجهه... وهي تنادي وتصارخ: جيبـ..ـوه... ولدي... رجـ..ـعوه... ولدي... خالد... خاااااالد... مااااما... خالد... وعلى هالصوت دخلت دكتورة وممرضتين... حاولوا يمسكون الخنساء الضعيفة ويسحبوها من أحضان وليد الجامد... صارعتهم وهم يلزقونها بالسرير أو بالأصح يرمونها عليه... صرخت وهي تعض يد وحده من الممرضات: لا...لا... بس... بس... إنتي كذابة... هم كذابين... لا... لا... قالت الدكتورة تناظر وليد الجامد ويدها على كتف الخنساء: ها عقيد... إلحين شو تبينا نعمل...؟! للحين رافض نعطيها الإبرة؟! غمض وليدعيونه وهز راسه بلا... وكأن الدكتورة تبي تثبت له غلطة قراره... مسكت الخنساء قلم كان معلق على قميص وحدة من الممرضات... ورمته عليها بكل حرة... وهي ترد تصارخ عليها: كذابة... كذابة... صرخت الدكتورة لوليد: عقيد...؟! همس وليد بصوت ما إنسمع منه غير: خلاص... سوي إلي تبينه... وبلحظات قصيرة... تم يناظر الأبرة تنغرز على يدها بكل قسوة... وغمض عيونه وتنهد بكل الم... تركتها الدكتورة والممرضتين لما بدا مفعول المخدر يعطي نتيجة... سكنت الخنساء وأرتخت أطرافها... كانت ما هي معهم وهي تهمس بكل ضعف: أهئ... أهئ... هـا..توا... خـ..ـا..لد... ولـ..دي... هـا..توه... أهئ... أهـ... سمع للحظات الدكتورة تتكلم بأشياء غريبة... فقدان جزء من الذاكرة... صدمة... ردة فعل... إضطرابات نفسية... عقلية... وشو بقى..!!! تجاهلها وليد وقرب من الخنساء... وهنا حست الدكتورة وطلعت مع الممرضتين... جلس وليد عند حافة السرير... مسك وجهها بين يده وهو ينحني لها... باس عيونها إلي تعلقت برمشها دموع حارة... باس العيون إلي فقدت بريقها... باس العيون إلي بكت شوفة ولدها ميت بين يديها... باس العيون... باسها يبكي هو بصمت... ورخى راسه وأسنده على صدرها... يهمس ويبكي بدون خجل: الخنساء... حبيبتي... وخانته الحروف والكلمات... وسكت... يسمع نفسها من ألمه يأن... هالجسد نام نوم تصارعت فيه الدموع والآهات... تصارعت فيه الأحلام والكوابيس... * * * * *
|
|
|
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
(كورنيش مطرح.. الساعة 1 الفجر)
ناظر الموج يقترب من كسارت الموج... أقتربت وأقتربت وبالنهاية أنكسرت... فجأة سمع صوت من وراه ينادي بإسمه... لف وراه وشاف جلند واقف عند سيارته... قرب جلند وقال: عرفت إنك هنا... ليش ما قلت لي إنك جاي لهالمكان الساحر؟! ابتسم طلال بحزن وقال: حبيت أكون وحدي... ناظر جلند البحر وقال بهمس بعد صمت طوويل: نشوى صح...؟! ناظره طلال متفاجأ... ورجع يناظر الموج وتنهد... قال طلال بهمس: كيف عرفت؟! رد عليه جلند وهو يبتسم: العصفورة خبرتني... ناظره طلال مستغرب روقان جلند... ورجع يسأله: كيف عرفت؟! قال جلند بغموض: تبي تعرف؟! هز طلال راسه... يدري جلند من النوع الغامض... من النوع إلي يحب يخفي مشاعره... من النوع إلي صعب يفهمه الواحد... تشوفه لابس كم قناع باليوم... بس إلي يحبه فيه هي نخوته... شهامته... حبه للناس... وحبه للمساعدة بأي طريقة حتى ولو كان على حساب نفسه... وهو طلال يقدر يوثق فيه... قال جلند وهو يرفع نفسه ويجلس مقابل طلال: يمكن جا الوقت أخبرك فيه عن قصتي... أو بالأصح قصتي أنا وأختك لجين... حس جلند بضيق طلال... حط جلند عينه بعين طلال بدون خوف أو ربكة... لأنه قال بثقة: أدري بتتضايق بس... بتعذرني بالنهاية... ولازم تعذرني... الموضوع صار قبل سفرنا... ما حبيت أخبرك لأني أدري إنك بتسافر متضايق من أخواتك... قلت بعدها بخبرك وإحنا مستقرين بنيوزلاند... بس شفت السالفة ما تستحق أقولها لك... وإلحين تستحق... تستحق لأني بسببها عرفت من هي نشوى... همس طلال يقول: تكلم... تكلم يا جلند... قال جلند يحكي: كانت لجين طفلة غرها منظر أختها... أو يمكن هو تأثير نشوى عليها... عرفت عن طريق الصدفة إن لجين مع علاقة بواحد... وما كان صعب لأنه كان واحد من أصحابنا... وعرفت إن نشوى هي سبب معرفة لجين بصاحبنا... ما كنت أبي أفتعل المشاكل فعملت خطة إني أضيف معي لجين بالمسن وأخذت رقمها من موبايلك وانت مو داري... بالبداية ما تقبلتني لأنها كانت عنيدة لكني قدرت أوصل لها... أبتسم جلند وهو يتذكر كم مرة غلقت الموبايل بوجهه وكم مرة عملت له بلوك... بس إلي عزاه إنها ترجع تشيل البلوك... وكمل جلند: بس بالنهاية عرفت كيف أقنعها تترك هالغباء وهذا طبعاً بعد ما هددت الغبي إلي تكلمه... وأقتنعت... لكن بالمقابل... رفع جلند يده لشعره يرجعه وهمس بتوتر: لكن بالمقابل تعلقت هي فيني... ووصلت فيني إني وعدتها بالزواج... كرهت أقطع علاقتي فيها... مدري يمكن لأني وقتها حسيت إني غلط لما سويت هالشيء... وكان المفروض أخبرك... بس وقتها ما نفعني الندم... وكرهت نفسي... لأني بطريقتي هذي أكون خنت ثقتك فيني... خنت عمي محمد وخالد... ورجعت قسيت عليها... سافرت وتركتها هنا متأكد من شيء واحد... إنها ما عادت توثق بكلمة شاب... وهذا إلي كنت أبيه... سكت جلند فترة بعد ما انتهى... وناظر طلال ينتظر منه تعليق... أما طلال فهو سكت لمدة بدون ما يحرك طرف... وبالنهاية عض على شفايفه... وهمس بعصبية: كل هذا صار وما خبرتني عنه؟! همس جلند يقول: طلال... قاطعه طلال يقول بعصبية: وأنت... أنت... مسكه جلند من كتفه ورد عليه بثقة: حبيت أهلك مثل أهلي... وما كنت بيوم راح أخون صداقتنا علشان لجين أو غيرها... قال طلال معصب: وخطوبتك الغبية لها بعد ما رجعنا للبلد؟! شو كان هدفها؟! ناظره جلند وعيونه تلمع... وترك طلال وتراجع... تراجع يناظره وهو يبتسم... قال جلند بهمس أنسمع بعضه وبعضه لا بسبب تكسر الأمواج: بسبب غباي... حبيتها... وصدقني... مستحيل كنت أخون صداقتنا بهالغباء... مستحيل... وترك طلال ومشى... مشى ومشى ومشى... وطلال لازال ساكن بمكانه... وبالنهاية... تحرك طلال وهو يركض... ومسك كتف جلند يوقفه... ناظروا بعض فترة طويلة... نظرات تحدي... أسف... وألم... همس له طلال: تحبها؟! هز جلند راسه بأيوه بدون كلمه... ابتسم طلال فجأة وقال: وأنا أقول الأخ فمن هيمان؟! أتاريك عاشق أختي... همس جلند: طلال... تنهد طلال وقال: أخطبها رسمي من أبوي... رد جلند: لكن... قاطعه طلال: لا تقول خطبتها من قبل ورفضت... كانت ذيك خطبة غبية منك ورفض غبي منها... تردد جلند وقال: يصير خير... بس بالوقت الحالي ما ينفع... وابتسم يقول بضحكه: أنا حجزتها خلاص... إذا جاها خطيب غيري أنت رده... ضحك طلال يقول: لا... تبي تقطع رزق أختي؟! وبعدين إذا جاها الرجال الصالح ما يهمني أحد بزوجها بالسر... مسكه جلند بس طلال هرب... وضحك عليه... قال جلند بهمس وعيونه تلمع: طلال... قال طلال وهو داري شو يريد جلند يقوله: أنسى... مثل ما أنا نسيت... قرار طلال إنه يسامح جلند مو بقرار غبي... لأنهم يحبون بعض... صداقتهم هي نوع من إلي نفتقدها بالوقت الحالي... طلال رغم إنه تضايق من جلند حاول يشوف الجانب الصح من الموضوع... وترك الأيام تمحي غلطة جلند... لأنه يدري... وأكثر واحد يدري كثر الوحدة بقلب جلند... وإنه يفدي نفسه لغيره وما همه نفسه... وهو يحاول قدر قدرته يسعد من حوله... هذا هو جلند إلي يثق فيه طلال... وأخواته له سالفة طويلة معهم...
|
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||