![]() |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() لا تستطيع الآن .. سوى ترقيع كرامتها من مُنطَلق " قوة العبارة " أما هو فلَـم يصدَره منـه سوى برود مُطلق أسندت رأسها بتعب من وضعيتها التي بدأت تؤلمها وشعرت بالظَلام ينتشَر بالغُرفَـة يبدو أن الوحش .. قرر النوم أو الرحيـل لكَن ثُقل جثَم على السرير .. جعَل الخيار الأول هو الراجح وإن كان ذلك حقاً .. فهو يقوم به مُبكراً إذ أن عقارب الساعَة لم تتخطّى التاسعَـة بعد أنفاسَـه المُلتهبَـة الساخنَـة .. تزيد من حرارة الجو حولها .. تتمنى أن تتلاشى في هذه الظَلمَة وتختفي .. لتستيقظ تحت وقع .. المياه الباردة هُنـا يدُه تُحّرك شعرها الطويل الراقد بجوارها .. فيجتذبه بقّوة حيناً .. و يمسّد عليه و على رأسها في حين أخرى .. حاوولت ترك كُل ما حلوها أصَم أخرس من هذه ا لضجّة الذي تعتمل داخلها .. شعَرت به يهدأ .. فبدأ قلبها بالتراجع من جريانه اللاهث إستدارت بصعوبَـة .. وهي تخشَى أن تحُرك السرير بما قد يوقظَه ومع إستدارتها سقطَت دمعَة إختزنتها منذ البدايَـة .. و أطلقتها حيث لا يراها سوى خالقها تمتمت بأذكار النوم .. وهي تدعو الله أن لا يجافيها فعاجلها ربنا الرحيـم .. بنومَـة أخرسَت حواسَها ’ إستيقظَت بسبب الألم الذي طال ذراعها كُلها قلَبت نفسها بصعوبـة .. و تنفست بصعوبَـة فلا أحد هُنـا .. رحل وترك الباب موارياً نظَرت للساعَـة فوجَدتها الحادية عشرة و نصف زائد عنها لم ينم طويلاً .. لما رحَل مًبكراً إذاً صدرت منها آه حارقَــة .. حينما حّركت إحدى قبضَتيها فقد وثّق رباطها .. تركت كُل هذا .. ففي داخل هذه غرفة غارقة في العتمة تمدد جسدها الضئيل وأنفاسها المضَطربة جاهدت للالتقاط الهواء سُحبْ بيضَاء تحومْ حولها بسمفونيّة مُخيفَة وكأن ذرات الدخان نور يضيء جوانب الشر ليكشف هالات الألم بعمق موغر في روحها يداها المزرقتان من قوة التقييد راحت تؤلمانها بشَدة وكل ذلك البرد يكـآد يقتلها فُتحَ الباب ببطْئ شديد لينتج عنه صرير عالٍ جداً وتتحرك قدمانْ بوهنْ نحو سريرها ويد معروقَة تُدخَل وعاءً من الطعامْ وتلقيه بهدوء بالقرب منها وصوته المهتزْ يزحف نحوها فتحشرج في حلقها تنهيَدة ملتاعة - هذا عشاش يا بنت ... باييش غدوة ( بَ أجيك بكرا ) ، فتحَت عيناها تراقب رحيله ورائحة الزنجبيل تسللت لأنفها بعُنف جعّدت على إثره ملامحها وكأنهم بدأو بتعذيبها بشكل مختلف هو ليس وحده المسؤول عن ما ألمّ بها .. حتّى جدتها أو من ربتها لـ كأمها .. لا تستحق كٌل الـألم المُترع بجذل داخلها يدها تئنّان تحت وطأة قيدها ! ابتسمت بجذل ميّت ، ../ آكل .... ويدّي ..! إذاً .. ستنتظَر حتّى يعود الأسد لعرينَـه ليفكّ أسرهـآ ذلكَ البحر الممتد من جرحِكَ البعيد إلى دمعِ عيوني تراهُ يبكي في الليلِ .مثلنا؟ * * سوزان ووآتنفّس رغم هذا الضيق في صدر المدينة ..! *. . . . وآتبـسّم حتى ـآ لو مابه : عصا ا ا ا ا فير وألوان ! * بتصرف ![]() ![]() ![]() |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]() اللذة السابعة و العشرون وقفت وهي تجّره لـحضُنها و تستشعر بألم فزعَه الذي تحّول لإرتجافة قّويـة سَرت إليها لأول مرة تراهُم من هذا القُرب شيء أقرب للسعادة جعل قلبها يسترق نفساً عندما رأته هو و أخر يقفان خَلفهُم رأت نسرين تقف أمامهم بثبات و تسألٌهم بعربية فصَحى ../ ماذا تُريـدون منا .. هذا ملجأ للمرضى وليس ثكنة عسكرية عينا " فيصل " تُحذرها بأن تبقى على جانب و علّقت هي نظرها به بودّ غير ظاهر لكَنّه تشتت حالما سمعت تلك النبرة العربية الركيكة ../ نعلم هذا .. لكن جاءناكم تُداوون .. العسكريين هنا ثم ألتفت لمساعديه وهو يصَرخ بصوت مُرتفع ليفهم الجميع ../ أخلوهم من هُنـآ .. و أفصلوا الأطباء منهم عن المرضى أصوات الذعُر من النساء تنتشر في المكان صيحات الخُوف من عواقب خروج في هذا الوقت المُتأخر مع حالة المبنى فوق .. أي مكان سيسعُهم لكَن الناس هُناك ليسوا عاديين فالإحتلال حكاية طويلة لم تُطويها الأيام لكَنها صنعت في دواخل الأطفال ثبات يجزع منها كبيرنا بيد مُرتجفَة من نظرات ذلك اليهودي التي يتأملها بإشمئزاز شديد حمَلت " عمر" ضامر الجسد بين يديها فتشبَثت ذراعاه النحيلتان بعُنقها ، و عينا الصغير تلمح والدته تقترب منهم من الخلف تَحركت سلمى بدورها حيث الباب ولسانها يلهج بالدعاء أن يحفظُهم من بطش هؤلاء لكَن طرف البُندقية أوقفتها من أحدهم إلتفتت له بعينان شبه مُغمضتان من الخوف لتسمع صوته الذي يٌغلفه نفس كريه من هذا القُرب ../ إنتي مريــــضـة ؟؟ تلعثَمت و أرتبكت لتسمع صوته هو من على بٌعد ../ نعـــم هي مريـضَـة .. دعها تتحرك أبعد وجهه عنها و رفعه نحو " فيصل " الذي يقف أعلى الدرج و أعطاه جانبه ليكُمل ترتيبه لهذا الأمر الذي لم يتوقعه بتاتاً تنفس براحة حين وجدها و قد أصبحت أمامه همس لها ../ معك أوراق الإثبات .. حّركت رأسها سريعاً وهي تجيبه بذات الهمس ../ نرجع للمركز هذا ما تتمنى سماع الإجابة عليه في هذه اللحظة .. تفتقد أخوها وبشدة .. وهاهم تشّردوا قسراً لا مأوى لهُم سوى هُناك رأته يأخذ نفساً عميقاً وهو يدفعها أمامه بلُطف ../ روحي اللحيـن معاهم .. وبعديـن بنتفاهم لو كان الموقف أكثر إعتيادية بالنسبة لها لتسّمرت في مكانها بدون أن تتزحزح حتى تحصل على جواب مُطمئن لكَنها أبتعدت وكم هائل من الخوف يتسلّق جوفها ليضيق بها .. و تستشعر ثقُل عمّر رغُم خفّة وزنه لحقت بالسيدات و عيناها تتابعه من خلف كتفها و ابتسامة مُحرجة تظهر فجأة ثم تختفي حتى أختفت أجسادهم في الظلال يقودهم أحد المُمرضيـن لمأوى أكثر بُعداً عن بيت لآهيا .. وعن حُسام تعود بأنظارها للوراء لتجد كُل ماخلفها موحش مٌظلم تعودوه وصلو لمنزل صغير جداً وقفت صاحبته لدى الباب دخلت و جلست عند أول زاوية تُصادفها أراحت عُمر في حُضن والدته و دمعَة تنزلق على خدّها المُتسخ لتشٌق طريقها نحو الهبوط إتخذت ركُن لها وعقلها يتحرك بسُرعة قصوى مُحللاً كُل تلك الأحداث التي مّرت بها لوكانت تُدرك من أشهر قليلة سابقـة أنها ستمُر في كُل هذا الألم و الحُزن والخوف و الجوع أيضاً لما تكبّدت عنائه .. لكَـن سعادتها بزواجها لا تقاوم ابتسمت بحرج في وسط الإضائة الخافتة للمكان وهي تسترق النظر للوجه علّ أحدهم رآها ثم عادت لـ عالمها وعقلها يطير لتلك اللحظَـة " ترتدي عباءة ضيقة تكشف أكثر مما تستر و يخرج من بين فتحتها الطويلة ساقيها الدقيقين يخرجان بإغراء واضَح مع بنطالها الـ " سكيني " التي ترتديه ومما ساعد على بروزه أكثر هي خطواتها السريعة المُتعجّلة و صوتها ينطَق بتوتر كبير لـ صديقتها أمامها ../ لولو .. ياويلي .. شكله شافني لتنطَق الأخرى على عجل وهي تنحرف يميناً ../ إنتي خبلة .. ورطّتينا مع ذا الغبي .. قلت لك لا تورينه وجهك .. إعتصرت هاتفها وهي تبحث بسُرعة عن رقم السائق الذي تركته بإنتظارهم أمام البوابة لقد اختفت " صديقتها " وتركتها .. تباطأت خطواتها تبحث عنها بعينيها لكَن صوت حديدي مُستعر من خلفها نطق ../ إنتي ما تستحين على وجهك .. بقيت مُتصنّمة على وضعيتها و الأخر يكمَل بقوة و صرامة ../ خارجة بهالمنظَر للشارع ... وهذا وأخوك حاطك فوق راسه .. أجل لو هو مهوب معّبر لك حال .. وش كان سويتي إزدردت ريقها حينما لاحظَت أنظار المارة لهُم إلتفتت نص إلفتاتة ../ لو سمحــت .. مالك حُكـم عليّ .. فلا تجلس تقرقر كثير وأنجدها صوت الهاتف .. حيث صديقتها تنتظرها بجوار السيارة * سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مررت أناملها الرقيقة على شفتيها و ذكرى مُحاولتها حينئذ مسَح أكبر قدر من مُلمع الشفاه و لتقليل من حجَم الكارثة التي أحدثتها تتذكَر جيداً ليالي الخوف التي حاصرتها فقط لكي لا تسٌقط من عيني شقيقها لكَنها تعلّقت بالأول مع مرور الأيام لأنه صمَت ولم يُخبره بها .. تدُرك بحاسَة أنثوية أنه ربمُا مازال غاضب منها مع أن الحكاية قد مر عليها ما يقارب السنتين .. و متأكدة أنه ما زال يتذكرها رفعت عينيها لباب الحُجرة الصغيرة التي تحتويهم لتجد صاحبة المنزل وزوجها العجوز يناولون النساء و الأطفال القليلين الذين لحقت بهم خُبزاً ليأكلوا أيدي الجميع تتناوشه لكي ينالوا حصصهم وصَلت لها قطَع صغيرة أنحنت و وضعتها بجانب " عمر " النائم بجوارها و صوت إنفجار بعيد يُسبب إهتزاز ضعيف لجدران المكان يعود ليثير خوفها الذي لم يتبدد للحظَة أبداً أسندت رأسها وهي تتنفس أكبر قدر من الهواء الملوث برائحة البارود و تدعو الله بصدق .. أن يلطُف بهم و ينُهي خوفها * أستغفر الله العظيم بالخارج نام الليل بكآبة و أضواء حمراء تُنغّص منامه أثار نيران مُتفرقة بين هُنا وهناك صيحات مكتومَـة و أهات نازفة .. أعينُهم تفيض من الدمع و قلوبهم ترتجف بشدة فقدوا الكثيرين مع آخر غارة و بات المكان مُظلماً كئيباً بلا كهرباء أو أي وسيلة تُذكر بالحياة هو ترجّل من دراجته النارية و تركها لفتى في السابعة عشر من عُمره أسّر إليه حديثاً , فبدت أماراه الحماسة على الأخر ركبه وأنطلق به مُبتعداً صوب " بيت لاهيا " بينما أنطلق خالي الوفاض لا يحمل معه سوى بضعاً من حاجيته .. و عقُله المُثقل بالتفكير مع أي فوج رحلت هي .. ؟ أي ركب أقّلها بين جنباته ..؟ ساعات قليلة تفصَلهم عن إنفجار آخر .. هل سيدركُها قبل فوات الأوان لمَا يشُعر بكُل هذا القلق الرهيب عليها هل لأنها أمانة أخيها .. أو رُبما لأنـهـآ قًطع تسُلسل أفكاره صوت حاد يعرفه ../ دكتور فيـــصل .. رفع بصره نحوه و تقدم بخطوات سريعة باتجاهه حيث وقف الأخر خلف كُتلة مُحطمة من بقايا منزل مُتهدم أمسك الأول بذراعه و بقوة سأل ../ ويـن أخذتوهم ..؟ شد المُمرض يده من بين قبضَتيه وهو يُجيب بصوت هامس ونبرة خافته ../ معرفش يا دكتور .. بس أتفرئنا لنُصين .. زمجر القلق بشدة في روحه فأغمض عينه بقّوة وهو يسأل بمُباشرة ../ إيـه .. ويــن " المُمرضة " و نسرين .. مع أيهُم ؟ ثم بدت علامات الحيرة على الأخر ليشد الأول قبضَته من جديد ثم دفعه أمامه وهو يهتف ../ أقول .. تحّرك .. ودنّي عند إلي تعرف مكانهم تحرك الأخر سريعاً امامه و عقل " فيصل " يحُلل في جُزء من الثانية مُوقفه فلربما أحدُهم يعلم بأي طريق سلك أولئك الأخرين لم يكُن مع تقسيهم لكَنه امر لا بُد منه لا مكان يسعُهم أجتاز به الأخر الأزقة .. ومّر بالعديد من المناظر المؤلمة من الصعب جداً .. أن يكون الرجل عاجزاً بذاته لكَنه طبيب يعشق الوقوف على مداوة الأخرين ويرجواراحتهم وها هو يراهم دون أن يساعدهم .. عاجز تمام لا يحمل سوى أمتعته التي عليه و القليل الأخر وصَل لمنزل صغير توسطَ ساحة مُشجرة بأشجار الزيتون المُنتشرة في هذه المنطقة وقف بالخارج حيث نُصبت خيام بلاستيكية صغيرة لحالات كهذه .. خرجت " نسرين " مُسرعة من المنزل وهي تتجه نحوه فأبتسم براحة مُطلقة وهي تٌبادره ../ الحمدلله على السلامة .. دكتور فيصــل حّرك رأسه بالإيجاب وهو يجيبها مع شبه إبتسامة ../ الله يسلمك .. " سلمـــى " داخِـل ؟؟ حّركت رأسها بإبتسامة كبيرة وهي تجيب بنبرة دافئة ../ إي .. نايمة .. أناديها إلك ؟ لوح براحته نافياً وهو يجلس على الأرض ../ لاآ .. خلّيها .. تركتُه .. وهو يحمد الله على سلامتهم جميعاً ثم تمدد و رقد فوراً .. دون أن يعي فجسَده المُرهق لم يتذوق النوم ليومين أو يزيد بينما قلب آخر أشد براءة يرقَد بالداخل ويحُلم بأماني تقع بالقُرب منه مُباشرة * سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ../ الســـلام عُليكم .. !! نهضَ بسرعة وهو يصافحه ثم أحتضَنه بشدة ../ وعليــكم السلام .. مرحبــآ بك في ملجأنا الثاني إبتسم الأخر بتعب و مشاق السفر تلوح على وجهه ../ هههه يا ثقل دمّك .. وين تجلس بس ؟ .. و شّيل ذي الشنط كسرن متوني .. حمَل حقيبته " الإسعافية " سريعاً و فتح باب الخيمة و ألقاها بداخلها ليبتسم الأخر ../ الله .. تنام في هالخيمـة .. و الله أيـآم يـآ فيصل ثم إزدادت إبتسامته وهو يقول بهمس ../ أقول إلا ويـن أختي .. ؟ لا تقـول لي إنك أكلتها ابتسم الأخر بصفاء و أريحية ../ هههههههه .. غول قالولك .. أختك داخل و ترا درت بالسالفة اتسعت عيناه بصدمة ../ مـــسرع .. حكّ شعره بسخُريـة ../ وش نســـوي عـــآد كــآن لازم قاطعه صوت الأخر وهو ينهض ../ أقول قم .. شف أحد ينادها لي .. أشتقت لها * أستغفر الله العظيم بدآخل وصَلها الخَبر الذي تلقّفته بهجَة و فرح رغُم كُل هالات الحُزن التي تُحيط بها .. تفتقد جُزء ما في روحها .. بعيدة عن موطنها حتى لو لم يكُن هناك من ينتظرها غُرفتها .. نومها .. وراحتها تفقد الأمن هُنا أصبحت أمامه تراه كيف هزُل و أنحسرت وجنتاه على خدّيه إقتربت منه بسُرعة و فزع مُحب همست بعُمق ../ الحمـــد لله على سلامـتك يا خوي .. تلمست وجهه حينما أحتضَنها إليه وفزعها ينتشَي في صوتها أكثر ../ وش به وجهك صاير كذا .. ما تأكل وأنا أختك .. تأملها بحُب أخوي كـعسل مُصّفى على قلبه المُشتعل ../ و الله إنتي إلي ضعفــآنـة .. و شكلك مو عاجبني أبد أنخرطت في بُكاء لا تدري ما سببه .. لكَنها تلتمس بضعاً من الأمان هُنا بين يديه أمّا الأخر وقف بعيداً بعد أن ناله من حوارهم جُلّه و أستفّزه بقّوة منظرها الأليم .. ثيابها الرثَة و الدماء في مُعظمها حتى حجابها هشّ رغُم تماسكُه لم يستطع أن يفُرق بينها و بين سيدات من هُنا لكَنه تذكر أن ملابسها التي أحضرها من أجلها طُحنت تحت ذلك الملجأ المُنهار قطَع سيل مشاعره رنين الهاتف الذي ألتقطه بلهفه وهو يقول لـنفسه ../ زيــن جات فيه شبكة هنا تحدثّ مع الطرف الأخر قليلاً و بصعوبـة أستمر الحديث لضعف الإشارة ثم أغلقه و الوجوم يعلو ملامحه صوت آخر نطق بقوة من خلفه ../ وش فيــه .. عسى ما شر عاد إلى السور المنخفض و أتكئ عليه بذراعيه وهو يحاول أن يشتت نظره عن منظر تلك التي تختبئ برأسها فقط خلف أخيها لعينيّ الأخير و أشار بإشارة ما ليلتفت " حُسام " لـأخته وهو ينطق بحزم ../ أدخلي داخل .. شوي بناديك مّرة ثانية لفّت طرف جلالها الأبيض حول سبابتها وهي تقول بحرج لموقفها ../ بــس أنـ قاطعها وهو يضَع يديه على كتفيها و يدفعها بلطف أمامه ../ لو سمـحتي شّـوي بس .. و برجع وأناديك دخلت بالقوة وعاد الأخر ل"فيصل " وهو ينطق بقلق ../ هاه .. وش كُنت بتقول لي ؟ إلتفت له الأخر و الوجوم يخيم على ملامحه ../ ما لنـآ قعدة هنا حّرك الأخر يده وهو يقول ../ كلنا حّرك رأسه بالنفي وهو يجيب ../ لاآ بس حنا الرياجيل .. يقلون إنهم بيجتاحون المنطقة هاذي .. وجودنا خطر على النسوان عقد الأخر حاجبيه بقوة من خطر الموقف وهو ينطق بحزم ../ أجل نختفي من هنـآ .. بس وش إلي يضمن لنا إنهم ما يأذوهم ازداد طنين موجع في إذن الأخر وقلبه يخفق بتوتر كبير ../ و لا شــــي .. ضّرب كفيّه ببعضِهما وهو يلتفت حوله بسُرعة كعادة يتبّعها عند خوفه و تفكيره ../ أجل قم .. خلّنا نقّدم بالنسوان قدّام .. و حنّا نبدّل ملابسنا ونلبس مثل أي مواطـن .. عقد الأول حاجبيه من غرابة الفكرة ../ لاآ بـــس حنّا عندنا أوراق تثبت إننا أطـ.. ../ إنــسـى الأوراق وسالفتها .. هذآ إجتيــــآح *
|
|
![]() ![]()
|