04-23-2024 | #61 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
فصلٌ سابع عشر
~~ لأجلكَ ياقلـــب ~~ *** في المجلس وحول المنقل .. عدل فهد جلسته وهو يرشف من بيالة الحليب اللي اضيف له زنجبيل قال : وش سالفتك يانايف اشوفك لاصق بجدتي .. وحنا ماصدقنا نفتك من تلصق احمد فيها . رد نايف وهو يلف يده حول جدته بحنان : مالك شغل .. هذي الغاليه محد يشبع منها . قال احمد وهو يحذف نايف بعلبة المنديل : استح على وجهك وقدر اللي اكبر منك .. ثم انا عمك عمت عين عدو ك . قال نايف باهتمام مزيف : صحيح فهد استح على وجهك وقدر عمي .... قطع كلامه وهو يسمع صوت عماد ينادي بصوت مرعب : شاااااادن ... شااااااااادن .. فز نايف واحمد وراه وفهد وقف بمكانه بعد ماسمع نايف يقول : الله يستر لايكون صار لشادن شي . قالت ام ناصر : قوموني خلوني اشوف وش فيه .. يااحمد ... يانايف .. محد اعطاها اهتمام وكانت خطوات نايف واحمد تسيرهم لمصدر الصوت بسرعه وبلا تفكير .. .. سمع صرختها القوية وفجأة سكتت ..! اصعب موقف مر عليه في حياته مابين يهرع لها ويتحاشاها .. خايف عليها بجنون .. والاقبال والادبار كلاهما خطر .. ترك يده تنزف واقترب منها وهي مغمضه عيونها مثل الملاك وبلاحراك .. ماقدر يتحمل يشوفها بهالشكل شهد ماتت .. بنتي ماتت .. قلبي ماتت .. في غمضة عين ..!! وقدام عيني ..! طاحت على راسها وماتت .. كل هذا اللي دار في خلده بلحظة نسى فيها نفسه والدم اللي ينزف والوباء والعدوى .. : شهد شهد شههههههد .. اقترب اكثر وفجأة صحى .. ووقف بمكانه وتذكر انه شخص خطر .. طالع في يدينه .. مرض ووباااء وصرخ بصوت يعبر عن خوفه وقهره وقيده : شااااااااادن .... شااااااادن . هي اللي تفهم عليه وتقدر تساعده وتنقذ شادن .. طلعت له تجري وكل خوفها ان صار له شي ..! دمه وعقدة حواجبه وألمه بعد ماتركته هي اللي ارعبتها بعد صوته .. بس بعد ماوصلته وشافت شهد وهو عاجز عن مساعدتها انكسرت بداخلها اشياء كثيرة ... منها الصورة اللي رسمتها لقوة عماد وصموده وان مافيه موقف يخلي منه شخص ضعيف .. غمض عيونه بقوة وحواجبه معقوده قال بألم الضعف والقهر والعجز : تعالي شوفيها مااقدر اقرب منها . ارتجفت كل اوصالها وهو تشوفه يعترف بعجزه لضعفه ومرضه وخوفه عليها .. انتبهت لشهد وهي مسجاة على الأرض قالت : ياويلي شهد .. شهد .. اخذتها نفضتها وهو يقول بهمس وخوف : جسي نبضها شوفيها حية ولا ماتت . مسكت معصمها وغرزت اناملها فيه وهي تدور على وريدها الصغير قالت : الا فيها نبض .. الحمد لله .. الحمد لله .. وصلها نايف واحمد يجرون حافين قال نايف وعيونه على دم عماد اللي اغرق راحة يده ولون يده الثانية : وش صار .. كمل وهو يطالع بشادن اللي ترفع شهد عن الارض قال : بسم الله وش اللي صار .. ؟ رد عماد وهو يضم على يده بألم : طاحت وأغمي عليها احمد ودها لأقرب مستشفى بسرعه .. رد احمد وهو يشيلها : شادن لاتقولين لاحد عليها .. قرب نايف من عماد ومد يده بيمسك معصمه ويشوف الجرح بس صوت شادن اللي صرخ وهي تقول : نايف لااااا .. وقف حركة نايف وشل عماد .. بهت لونه وهو يطالعها ويدها على فمها خايفه من ردة فعله ومتألمه عشانه .. ومفجوعه من جرحها له .. خايفة على اخوها مني .. كان هذا شعوره .. قال نايف بعفوية : وش فيه ..؟ قالت شادن من بين احاسيسها المتخربطه والمبعثرة : لاتألم عماد .. غمضت عيونها واخذت نفس عميق وكملت بتعب .. : نايف ارجع طمن جدتي اسمع فهد يناديك ..! ضم عماد على جيبه يدور مفتاحه والدم يلطخ كل بقعه يلمسها في ثوبه قال : روح لجدتي يانايف ولاتعلمها عن شهد . قول عماد انجرح وانا بمر عليها واشوفها واطمنها . مشى للمغاسل ونادته شادن بصوت عالي رغم انه مخنوق وبدا هامس .. : عماااد . التفت لها قال بصوت جدي ماغابت عنه نبرة الحزن والخيبة : ادخلي عن البرد ... ورجع التفت لفهد وخاله ناصر ونايف وهم يطلعون من المجلس قال : فهد ارجع دقيقه بس خل شادن تدخل . اضطرت انها تدخل بسرعه والندم يشرخ قلبها .. وهو راح غسل يدينه وحط على جرحه بلاستر بحذر ودخل عند جدته في المجلس .. اول مالمحت عينها الدم على ثوبه وجيبه قالت : لااله الا الله علامك ياوليدي وش هالدم ..؟ رد وهو ياخذ شماغه وعقاله في يده قال : جرحني مسمار في لوح عند الاشجار .. اخذ جاكيته قال لنايف : نايف ترى الفروة حقتي رميتها عند الاشجار محلنا قبل شوي .. جيبها بالله .. ويالله اسلم عليكم وراي مشوار ضروري . رد ناصر باهتمام : مشوار هالحزة ..؟ تنهد عماد وحالة شهد واقفه بينه وبين الرد والكلام والتعابير وموقفه قدام شادن خانقه ومعجزه عن الكلام .. اجبر نفسه واضطر انه يقول : مشوار مايتأجل .. اشوفكم على خير . طلع من البيت يتبع اثر احمد والغاية يتطمن على شهد ثم يبعد ...!!! *** دخلت البيت والقلق راسم دلايله على ملامحها .. وراحت لامها اللي جلست مع حليمه وجات منال شاركتهم الجلسه . قالت امها بسرعه : اش فيه وجهك ..؟ وفين رحتي قبل شوي ..! انسدحت على جنبها وتوسدت فخذ امها قالت بهمس : احسني مقهورة يمه . نزلت امها وجهها قريب منها وردت عليها بنفس الهمس : مقهورة ليه ..؟ لايكون عمك رفض يزوج نايف .. هزت راسها بلا ومسحت دمعه خانتها ونزلت غصب .. لفت جسمها ووجها على الجهة الثانية وخلت وجهها ناحية صدر امها المايلة عليها قالت : لا يمه مااعتقد نايف كلمهم لسه . : صاير بينك وبين عماد شي ..؟ قاطعتهم منال : شادن اجيب لك بطانية .. هذا موب لبس في البرد هذا . مسكت ام نايف يدين شادن البارده قالت : ايوه هاتي بطانية يامنال ولاعليك امر .. يدينها متجمده .. قامت منال تجيب بطانية وجات حنان تمشي قالت حليمة : وش صار ..؟ ردت حنان : عمتي فوزية كسرت جهازها قطعه قطعه ليتها كسرت راسها . ردت حليمه : حنان ماني خابرتس شرانية . ردت حنان بانفعال : انا ماعليّ منها ولا لي دخل فيها بس المشكله انها مرة عمي احمد .. وانا ماارضى مرة عمي تصير وسخه مثل ليلى . ازين شي سوته انها زعلت وقالت انها بتروح لاهلها . فككككه منها ومن شوفها . قالت ام نايف : خلاص اللي سوته فوزية عين العقل بس انتم بدال ماتتهجمون عليها انصحوها منها توعونها ومنها تكسبون اجر . ردت حليمه بتودد لام نايف : الله يسلمتس ياام نايف انا اشهد انتس عاقلة ورزين . وصلت منال بالبطانية وغطت شادن اللي معاهم ولاهي معاهم .. ضمت امها على اكتافها بمحاولة منها تبثها دفء وشيء من الطمأنينة ..! *** وقف مع احمد في المستشفى وشهد على كتفه .. قال : الحين انا اللي طيحتك يالظالمه ..؟ ردت شهد اللي صحت اول مادخلت المستشفى بعد الارتجاج اللي صار لها من الطيحه واخذت مغذي وعملت اشعه لراسها كانت نتايجها مطمئنة .. : ايوه انت قلت ارجعي وانا كنت ابغى اجي اسلم عليك عشان من الصباح ماشفتك .. بعدين خليتني ازحلق على الحجر وبغيت اموت . ضحك احمد وعماد بالمثل .. قال عماد بعد مااطلق تنهيده معبره من صدره وهو يضمها عليه .. ويده ملفوفه بشاش ابيض : الله لايعيد هاليوم .. انا اللي والله بغيت اموت .. قال احمد : روعتنا الله يصلحك .. قطع احمد كلامه على صوت جوال عماد قال عماد : هذي اكيد شادن لها ساعتين تدق وانا مشغول مع الممرضه وجرحي . مد شهد على احمد وكمل : امسك شهد وروحوا للبيت طمنوا جدتي ان مافيني شي .. وان تأخرت عليكم لاتقلقون . هز احمد راسه متفهم لظرف عماد الواهي واللي قال انه طرأ له واقنع احمد فيه ..! قالت شهد : عماد ابغى اقعد في المستشفى عشان يزوروني جدتي وامي وابوي وشادن وحنان ومنال وخالتي .... قاطعها احمد : هذي مصدقة ان فيها شي .. امشي امشي بس خلينا نرجع للبيت يمدي امتس قلقت عليتس .. خلي الزيارات اللي انتي تبينها . : طيب ابغى ورد وشكولاته زي ماما لمن جابت فيصل . ضحك عماد وهو يضغط زر صامت ويقول لاحمد : احمد والله لتشتري لها ورد وشكولاته . رفع احمد حاجبه قال : وانا منين اجيب لها ورد وشكولاته هالحزة . طالع عماد في جواله اللي دق من جديد قال : من المستشفى شوف عند بوابة الزيارات يبيعون .. حط جواله على اذنه ورد : الو . : هلا عماد .. ماترد عليّ وخفت عليك . رد عليها بجدية : كنت مشغول بتضميد جرحي .. : طمني كيف شهد .! : شهد قامت مافيها الا العافيه . قالت : وانت ..؟ كيف جرحك ؟. : عقموه لي ولفوا عليه شاش .. سكتوا ثواني نفسها تعتذر والاعتذار صعب .. وهو ماعنده شي يقوله .. اخيراً تكلم عماد :زين .. يالله اشوفك على خير تراني ماشي لجده . شهقت متفاجأة قالت : لأ عماد هالوقت ..؟ ليه تروح لجده ..؟ تنهد وهو يتذكر الموقف وانكساره قال بصوت محبط : عندي شغل .. يالله مع السلامه وانتبهي لجدتي . قفل منها قبل ترد او يسمع اعتراضاتها اللي توقعها ومشى لخارج المستشفى.. ركب سيارته متوجه للطريق اللي يودي لجده .. *** بعد كلام مشاري لها وهي ماعادت لاتاكل ولاتجلس معاهم بس بعد الخبر اللي سمعته وحالتها حاله .. مالها قدرة على التحمل .. هي اضعف من انها تفقد وتفقد وبعد تفقد .. ضمت مخدتها لصدرها و" ياربي ساعدني " مافتيء لسانها منها .. دخل عليها مشاري وهو بالبيجامه وشكله صاحي من النوم قال : خير ..؟ واذا عرفتي ..؟ واذا مات لايكون تبينه للحين ولاتحبينه . امتلت عيونها دموع وهزت راسها بلا قالت : مشاري والله مو متخيله انهم يعدمونه .. تكفى مشاري قول انه انحكم مؤبد بس مو اعدام . زفر مشاري بأووف وجلس بجنبها قال : يابنت الحلال رجال اخذ جزاه واحمدي ربك انك مو على ذمته ولا يمدي فيها حداد وعدة .. : مشاري انت مو فاهمني .. انا بس ابكي عليه لأني اعرفه من صغره وكان لي معاه عشره .. والله لويرجع الحين ماافكر اعيش معاه يوم واحد .. بس مهما كان ماابغاه يموت .. مشاري بالله تتمنى انه يُعدم . تنهد مشاري قال : تبغين الصراحه لاوالله اهون عليّ انه ينسجن وياخذ جزاه ولا يعدم بس هذا الشرع وحكمه لو مامسكته الهيئة وهو متلبس ولو ماشهدوا عليه الأطفال ... استغفر الله العظيم .. تنفس مشاري بتعب وكمل : كان يمديه اقل شي سجن مدة طويلة . : طيب مافيه استئناف للقضية عشان الحكم يتخفف ..؟ : المشكله ابوه صار له جلطه ودخل المستشفى بعد ماعرف سوالفه .. وعمه حاول يستأنف بس ماتغير شي في الحكم .. شوفي..! حكم اللواط اذا كان فيه شهود على المذنب وهو انمسك ماتاب فالحكم الاعدام .. اما اذا مافيه شهود او انه تاب قبل يمسكون فهذا مافيه الا سجن او يمكن يبرأونه بس قدر خالد انه يمسكونه متلبس وفيه شهود حتى زملاه اعترفوا وانه معاهم . زم شفايفه قال : ياما نصحوه ناس اعرفهم وكان يتمسخر فيهم ويرد عليهم بوقاحه .. الله بس لايبلانا .. مسكت راسها وعيونها دامعه قالت بأسى : لاحول ولاقوة الا بالله .. ياربي من فين الاقيها . قال مشاري بجدية : سارة قومي ابوي لايشوفك تبكين ترى خالد مايربطك فيه شي الحين .. مسك يدها وحاول يقومها لكنها سحبت يدها وحطتها على عيونها وهي تقول : مشاري اتركني لوحدي محتاجه اجلس مع نفسي شوي . طلع مشاري وتركها وهو آسف لحالها تطلع من حزن لحزنٍ جديد .. *** يوم ثاني ... كانت سالفة شهد هي اساس الحوارات واللي تفرع منها الف سالفة وسالفه .. وشهد ماخلت احد ماحكته اللي صار واتهمت عماد انه هو اللي طيحها بالكلام مو بيده ... سمعتها شادن وهي تسولف على حنان : هو طيحني لمن قال ارجعي لو ماقال ارجعي ماكان طحت . ردت حنان وهي تضحك : يالخبلة .. محد يطيح من الكلام .. لو دفك صح يكون طيحك بس هو مادفك ولا لمسك . تأففت شهد من كثر ماشرحت وفهمتهم قالت : اووووووووف ياااااااااربي كيف افهمها .. انتي غبيه ..؟ ماتفهمين ..؟ اقول لك عماااااااد طيحني على راسي وبغيت اموت ... هو قال لي ارجعي ... قاطعتها شادن بعصبيه وصوت عالي : شههههد والله ان سمعتك تقولين عماد طيحني مااخليه يجيب لك هدية .. يالله قومي البسي صندلك . التفتت على حنان قالت : خلاص جمعتوا اغراضكم . ردت حنان : ايه انا خلصت شغلي باقي منال تجمع اغراض المطبخ . قامت شادن تجمع اغراضها هي وامها وجدتها على اساس انهم بيرجعون اليوم .. مسكت جوالها بتجربة اخيرة قبل ترجع للديرة وينقطع الارسال .. دقت على رقمه ورمت الجوال بعيد عنها وجلست على الارض .. مغلق مغلق مغلق من امس .. لولا ان احمد طمنهم عليه وقال ان عماد كلمه من شقته ولا يمديها تجننت من الخوف عليه .. سمعت جدتها وهي تقول : احمد ودى مرته لاهلها وانا وام نايف وشادن بنروح مع نايف .. والباقين دبروا عماركم . قال ناصر اللي وقف عند الباب : السيارات واجد والعيال فيهم البركه انتي بس امشي قبل الليل يمسي مانبي نسوق في الليل . طلعت شادن لعمها وهي لابسه عبايتها قالت : عمي عماد ماكلم ..؟ رد ناصر وهو ينقل نظره بينها وبين امه : الا توه كلم فهد ..! دقي عليه . زمت شفايفها وفهمت انه مطنشها ..! طيب ليه .. وش سويت له ..؟ ليه مايبغى يكلمني ..؟ طلع عمها ووقفت بمكانها دقايق طويلة تفكر وتفكر وتفكر .. والنتيجة احباط وقهر ..! دخلت امها اواخذت ام ناصر لغرفتها ولبستها عبايتها وسوت لها برقعها والثانية دعت لها وشكرتها بطريقتها .. انزوت شادن في ركن الصاله وفتحت الرسايل وكتبت ( ترى ماصار شي حتى تتهرب مني لهذي الدرجة كنت حابة اتطمن عليك لااكثر .. ) دق جوالها بسرعه وطالعت فيه بلهفه ..! لكن سرعان ماخاب املها وهي تشوف المتصل نايف اللي استعجلهم يمشون قبل المغرب يجي ..! *** اليوم هو الخميس جو الاجواد بارد جداً وينذر بالمطر ..! ماتبي اليوم يمر .. خلاص وتقرر مصيرها ..! وابوها سمَّعها كلمتين من النوع الثقيل واللي مايتراجع فيها ابد " والله يانوف ان سمعت ولاشفت شي يكدرني ولا يكدر امتس مايصير لتس طيب واني لاوديتس مسفر لين يظهر الدلع هذا من قلبتس .. انا مشكلتي دلعتس زود(ن) عن خواتتس . ارتجفت شفايفها وهي تسمع اذان المغرب ونورة تدخل عليها وتمسك راسها وتقول : ياويلي انتي ماتحركتي للحين .. ابوي يقول حمود بياخذها بعد صلاة العشا . ردت نوف باحباط : ماابي البس له وماني مخليته يشوفني وان رحت معه فهو عشان ابوي . قالت نورة بتودد : يانوف هذي ليلة العمر مهيب متكررة .. خلي الكوفيرة اللي جابتها خالتي عاليه تسوي لتس مكياج .. وتراها جابت لتس فستان يخبل .. قالت نوف بعصبيه : ماابي البس ولا ابي اتزين ... قاطعتها نورة : اسكتي خالتي عالية تقول والله ان عيَّت اني لاعلم ابوها عليها يجي يسنعها .. دخلت خالتها مع الكوافيرة اليمنيه اللي جابتها من الطايف كونه اقرب مكان آهل بالخدمات ..! قالت الكوافيرة وهي تطالع في نوف الذبلانه : لا لا مايصير ليه عروسنا مكشرة كذا . ردت عاليه بحماس : لا لا بالعكس فرحانه وبتقوم الحين تلبس لأن رجالها بياخذها بعد العشا ومافيه وقت يالله يانوف . ردت الكوافيرة : مستحيل نخلص بعد العشا .. يبغى لنا وقت طويل اقل شي اربع خمس ساعات . قالت نوف ببرود : خلاص ارجعي مهب لازم تسوين لي شي . سكتت الكوافيرة وتكلمت عاليه بلهجة مهدده : قومي قومي واسمعي الكلام ولاترى والله مايردني عن ابوتس شي . طالعتها نوف ووقفت بإذعان .. وسلمت نفسها للكوافيره اللي بدأت فيها بهمه وخبرة واستعجال على امل انها تخلص بدري .. من بعد الغرب بدا الزواج العايلي اللي اقتصر على اهل لافي واهل ام نوف .. وعدت الساعات .. نادت ام حمود : يالله اعجلوا حمود عند الباب . ارتجفت كل كلها .. كل خليه فيها رافضة واقعها ياليتني اموت .. ياليتني اموت قبل لااطلع مع الباب ياليتني اموت قبل يشوفني او اشوفه .. دقتها خالتها وهي تشوف دموعها تنزل من عيونها على الكحل والألوان اللي احاطت عينها ..! قالت ام حمود بسذاجة وعفوية : بسم الله علينا .. نوف وشو له الدمع ترى بيتس جنب بيت اهلتس اللي يشوفتس يقول بتسافر ولا تروح بعيد . ماردت على عمتها واكتفت بالصمت .. دخلت نورة بزينتها البسيطه وفستانها الكحلي البسيط بأكمامه الكت وشكه الخفيف وعليها شال يستر يدينها .. قالت : يالله يالله ابوي معصب يقول خلوها تطلع حتى لو ماخلصت . خالتي عباية نوف الجديدة وين .. مدت عليها عالية العباية ولبستها نورة بعجلة .. كانت ساكته .. مخنوقة .. تمشي على الجمر برجولها .. وابوها حط القيد في رقبتها .. قالت عالية للعنود اللي تطل من بعيد على نوف وهي مستحية من الوضع وخايفه من ثورة نوف : العنود روحي جيبي لنوف عصير وشي تاكله .. انطلقت العنود بفستانها الابيض الطويل عليها اللي اشترته لها نورة بناءً على طلبها .. ورجعت بعد وقت قصير وفي يدها قطعة عيش حشتها بجبنه وكاسة عصير انكفى نصفها في طريق العنود من عجلتها . قالت عاليه : نوف اشربي لاتفضحينا في الرجال ان رحتي ووجهتس اصفر . ردت بهدوء : ماابيه . قالت نورة : ماعليه ياخالتي هي متعودة ماتاكل .. والعصر انا غصبتها تاكل معي شابورة . قالت عاليه وهي تلبسها طرحتها وتلفها على وجهها : وانا اقول ورى وزنها نازل نصه ... نفسها تبكي .. تعبر .. تفضفض لاحد .. بس محد راح يقدر والكل بيهجم عليها ويهاوشها وينتقدها . بلعت قهرها بداخلها وطلعت مع امها اللي مسحت دموعها وهي تقول : حطي رجلتس في عيونتس وانا امتس .. قالت نورة وهي تضمها من ورى وهي مخنوقه : نوف اقري المعوذات ولاتنسين الدعاء اللي قلت لك .. اول ماتدخلين بيتك ادخلي برجلك اليمين وقولي بسم الله توكلت على الله واستعنت بالله واعتصمت بالله ولاحول ولاقوة الا بالله .. اقري المعوذات وقولي بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم .. هزت راسها بربكه وخوف وقهر وسمعت امها وابوها يوصون حمود عليها عند الباب .. رجعت نورة وخلتها تطلع مع ام حمود .. أخيراً ركبت السيارة من غير ماتلمح منه شي ..! كان واقف بشكل عريس والفرحة بداخلة مكسورة عكس أي معرس بمكانه .. ركب بجنبها وحرك السيارة بسرعه قال : السلام عليكم . التفتت للشباك وتمتمت لأن رد السلام واجب : عليكم السلام .. قال : وشلونتس يانوف ..؟ وش تتوقع ..؟ ماني بخير وانت بحياتي ..! سكتت واعاد سؤاله بصوت اعلى : وشلونتس يانوف ..؟ همست ودموعها تنزل : مو بخير . طعنته بردها ومع هذا ابتسم قال : ادري انتس موبخير وانا رجلتس .. بس مع الايام بتصيرين بخير ان شاء الله . طالعت في الطريق اللي مسكه حمود ويودي لخارج القرية .. تذكرت البير ومغامرتها وجية حمود وزعله وطلبه لتعجيل الزواج .. قالت برعب : وين بتوديني ..؟ طالع فيها ووعوره قلبه وهو يحس بخوفها .. رد بهدوء : علامتس خايفه .. حنا عرسان ونبي نروح نقضي شهر العسل على قولتهم .. ولاتبينا نجلس في بيتنا من اول ليلة . استكانت روحها وهدا خوفها .. وحست بشي غريب في داخلها شي جديد اول مرة تحسه عرسان ..؟ وشهر عسل ..؟ ونقضيه برا الديرة ..؟ يعني بروح اتمشى واشوف الدنيا .. جات صورة عماد في ذهنها .. لو انه هو اللي بجنبها كيف بيكون شعورها بالفستان والمكياج .. نفضت راسها واستغفرت ربها بصوت هامس وصل لحمود .. وكأن عماد الحلم الجميل استحال لذنب لايغتفر ان دنت منه ..! عماد والتفكير بعماد صار من المحرمات طالما انها تزوجت وصارت على ذمة رجال .. هذا اللي عرفته من امها وخالاتها .. المرة اذا صارت على ذمة رجل وفكرت بغيره مالها الا القتل والنار المصير عند ربها .. الأشياء اللي انزرعت فيها من صغرها لازالت تمشي عليها وصيانة الزوج من اولويات امها وخالاتها اللي زرعوها فيها بفعلهم وقولهم .. قال حمود وهو يشوفها ساكته وتحرك اصابعها بأظافرها القصيرة المقصفة والمطلية بمناكير لونها بني داكن : نوف تبين جده ولا الطايف ولا الجنوب ..! ها .. ؟؟؟ جده وبحرها وشوارعها وأسواقها ومبانيها ..! الطايف اللي اذا رحت له زيارة ساعات ومااتجاوز المحلات اللي اروح لها .. ورجعت تعبانه من المشوار ومنهد حيلي .. انا اروح للجنوب ..! وأشوف ابها اللي يقولونها والسودة والحبلة وحايل وجبال الجنوب وسحابها اللي يغطي بيوتها الشاهقة .. لا لا لا هذا اكبر من احلامي وفوووووق توقعاتي ..! هذا لايكون يتمسخر ..! ماقدرت ترد .. واكتفت بالصمت .. قال : علميني أي مكان تبين لاتسكتين ترى كل شي بيني وبينتس لابد نشترك فيه من الليلة حتى القرارات والأماكن اللي بنروح لها ..! همست بـ : ماادري على كيفك . ارتمت على شفايفه شبه ابتسامه قال : زين اجل نبي نروح لجده الجنوب الايام هذي محد يروح له من البرد وجده دافيه .. والايام جاية نلف السعودية كلها واذا ربي كتب لنا عمر نسافر برا . كان يمطرها بالاحلام ..! ويمنيها بتحقيق اشياء من امنياتها بس المشكله انه حمود حمود اللي عمرها ماحبته ولاشافته زوج ولا شريك لحياتها ..! قالت برغبه في الخروج من الديرة ممزوجه برفض لشخص حمود وبلهجة حادة وعصبيه : انا ماعندي ملابس وشلون اروح معك . رد بحماس : لاااا ماعليتس انا موصي البنات يحطون لتس اغراض تكفيتس اسبوعين والسوق قدامنا تشترين اللي تبين .. سكتت بصدمه واكتفت بتتبع الطريق وهي تتأمل وتتمنى وتمني نفسها ..! وهو شغل المسجل اللي صدح بصوت عبدالمجيد عبدالله وبـ انت منت انسان اكثر .. اخيراً انتهى الطريق بعد اربع ساعات ونص قضوها كلها وهم ساكتين وكلاً في افكاره .. ***
|
|
|