![]() |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
الساعة... 11 بالضبط...
بعد ما خلصوا الرجال شوي... قربت الصحون وبدينا نآكل... وللمرة الثانية أتجرع ريقي وآكل السلطة والخبز وأتحاشى المشاوي... وقفت أمشي شوي بعيد لما كانوا الرجال يلملموا الأكل ويشربوا الشاي الأحمر... قال لي وليد إن إلي يميز الجبل هو طبيعته الخلابة... وطبعا الجبل هو المكان الوحيد إلي تنمو فيه شجرة "العلعلان القديمة" بشكل واسع وكبير... وهالأشجار الضخمة رائحتها زكية ومنعشة وبالأخص وقت الصيف... وقفت ورا شجرة أتمتع بالمنظر والهدوء لما سمعت وراي أصوات مميزة... لفيت شوي وشفت جلند واقف ولجين مقابله... ما كان ودي أتنصت بس هم أجبروني لما سمعت صوتهم الحاد... شكلهم يتنازعون... لجين بعصبية: أيييييه ما أسمح لك... أنت من علشان تقولي غطي شعرك؟! إذا أبوي أبوي ما قالي غطي شعرك... تجي أنت تقولي غطيه؟! وبعدين أنا وأختي نشوى نفس الستايل... وجيت علي أنا تكلمني؟!... قال جلند مناظرها بنص عين: أحشمي نفسك يا لجين وهذي السوالف كبرنا عليها... أنا جيت أكلمك أنتي بدل لا أكلم أختك... ضحكت ساخرة وهي تكتف يدها: لاااااااااا والله... حلو وشو شايفني أنا؟! وبعدين طلال ولا مرة قالي هالخرابيط إلي تقولها أنت... قال معصب من حركاتها: العتب مو عليك علي أنا إلي جاي ومكلمك... كنت أحسبك كبرتي وعقلتي... ومالك بسوالف أختك... كنت بلف وأرجع لكني سمعت كلماته الأخيرة وإلي لفتت سمعي... ووقفت ساكنة وأنا مشتته بين أمشي وأتركهم أو أتم أتسمع... قالت لجين مدهوشة: شو قصدك؟! قال: قصدي واضح... وانتي فاهمته... خبري أمك بالأول... وأختك نشوى إن مالها فوليد نصيب... ولا حتى بأحلامها... همست لجين: وأنت... أنت شو إلي يخليك متأكد؟! قال: أنتي ما عليك وصلي هالكلام لأمك وأختك وخليهم يتركوا وليد والخنساء لحالهم... لجين بفضول: لحظة... لحظة... أنت شو بالضبط جاي تكلمني عليه؟! أول شيء تقولي غطي شعرك... وبعدين تجي وتقولي خبري أمك وأختك يبعدون عن وليد وزوجته... أنت بالضبط شو قصدك من هالنصايح؟! رفع حاجب: شو قصدي؟! لجين عصبت لأنه يقهرها: يعني بالعربي يا فالح... أنت شو موقعك بهالأحداث بالضبط؟! ناظرها جلند بنص عين: والله وأنا محترمك لأنك أخت طلال ربيعي وصديقي وأخوي... أصلك ما تستاهلين أحد يكلمك بإحترام... من غيظ لجين شاتت حصاة صغيرة وضربت برجله... ناظرها بعصبية وكانت هي ماتقل عنه بهالعصبية... وهمست: أحترم نفسك... ولا تقول هالكلام... ضحك جلند وقال: وإذا قلته؟! صرخت: بخبر طلال عن سوالفك... وكمل جلند ضحكه: جربي... وبعدين إذا ما تذكرين طلال ما كان حلقة فبلعومنا... أرتعشت وأنغاظت زود وجات بترمي عليه حصاة ثانية... وهي تهامس بعصبية: أكرهك... أكرهك... قال وهو يعض على شفته يكبح ضحكاته: ما كان هذا كلامك قبل ثلاث سنوات... همست وشفايفها ترتجف: كنت غبية... طفلة وعمري ما تجاوز 16 سنة ...جاهلة... ما كنت أعرف إنك نذل بهالشكل... إنك بـ... بـ.. وكمل عليها: إني أتركك... نزلت راسها شوي ورجعت ترفعه: إيوه... بعد علاقة دامت سنتين بالموبايل والماسنجر... والأكاذيب الحقيرة والتافهة إلي كنت تضحك فيها علي... وكملت مشمئزة: وكلمتك التافهه ... بتزوجك... أتزوجك لما تكبرين... كانت كذبة دمرتني وعدت بسببك سنة من دراستي... حسيت بالجو ما بينهم تكهرب وحتى وأنا واقفة متسمرة بمكاني... وبالأخير تكلم جلند يقطع هالصمت: وإذا قلت لك إني بتزوجك... شو بيكون ردك؟! حاولت أشوف ردة فعل لجين إلي وقفت متسمرة تناظره بغباء... فجأة ضحكت : هههه... أقول يالــــ... دور لك على وحدة تضحك عليها لأني كبرت على هالأكاذيب يا حقيــــ... همس جلند معصب: أسسسسكتي يا لجين... وبعدها ناظرها من فوق لتحت: المهم... بخطبك رسمي من أبوك... وموافقتك أبيها إلحين... ضربت الأرض برجلها وقالت: لا... لا... لا... إنت شو تخربط؟! شو تقول؟! تجي تعاتبني وتهددني بأمي وأختي وإلحين ترغمني أتزوجك... شو أنا؟! غبية؟! هايمة مالي رب؟!... أحلم بس تطب رجولك باب بيتنا... همس جلند وهو يناظرها معصب: قولي موافقة وبلا هالدلع والرفض... أنا عارفك... وعارف زين إلي بقلبك... صرخت لجين وقالت بشراسة: وليش؟! علشان تذلني؟! علشان تثبت لي أنك شهم وقد كلمتك؟! وإلا علشان إني رافضتك؟! قال وعينه تلمع: بحتفظ بجوابي لنفسي... وصدقيني... صدقيني يا لجين... رفضك ما يودي ولا يجيب... ومصيرنا لبعض... صرخت عليه: نذل... والله إني ما بوافق... وما في أحد يجبرني عليك... قال يضحك بشر: بنشوف يا لجين... مصيرك بتكونين لي وما لغيري... وما شفت إلا لجين تجري بعيد... وهي تبكي... وقف جلند لحظات يناظر طيفها... ورجع لوين ما جالسين أهلي بعد ما مسح على وجهه... وقفت بمكاني أحاول أستوعب الكلام إلي إنقال... غريب شو سر هالإثنين؟! ما فهمت إلا قليل... أتكيت على الشجرة وجلست أفكر بكل إلي قالوه... صح كانت غلطة كبيرة أتسمع لكلامهم بس فضولي كان عذري... : شو مجلسك هنا؟! انتفضت بخوف... وشفت وليد واقف يناظرني... تجرعت ريقي وتنفست بقوة من الفزعة... أشرت: الله يسامحك... خوفتني... سألني وصوته تغير علي: كنتي هنا لوحدك؟! أشرت أناظره: أيوه... ناظرني بنظرات غريبة... ورجعت أأشر: شو فيه وليد؟! همس وهو يتنهد شارد: ما في أي شيء... تعالي خلنا نرجع إنتي بعدتي كثير... مشى شوي ورجعت ماسكه ساعده... أشرت: وليد... وقف مقابل لي... وعيونه بعيوني... وبدون سؤال جاوبني... قال بتردد: شفت جلند جاي من هالمكان و... وماكمل... ضغط على يده وأنا أناظره بألم... أشرت: وليد... أنت... أنت... أرتعشت يدي وأشرت على نفسي مو مصدقة: تشك فيني؟! تشك؟! ما تكلم ورجعت أأشر وراسي رافعته فوق: مشكووور... ما تقصر... ولفيت عنه لكني رجعت أأشر مرة: هذي هي الصفحة البيضا إلي تبينا نسطرها...؟! هذي هي نوعية الحياة إلي تبيها تكون مابينا...؟! قال بهمس: الخنساء... أنا ما قلت أي حاجة... لا تفسري كلامي بشكل ثاني... ضربت الأرض برجلي وأنا أصرخ: وشو تبيني أفسرها؟! كلامك واضح... وبعدين هذا خالك قبل لا تشك فيه... ومن قهري ضربت صدره: وأنا؟! أنا إلي عرفتها... عرفتها زين... تجي تشك فيني للمرة الثانية... مسك يدي وقربني وهو يقول بعصبية: الخنساء أركدي... وقبل لا تقولي أي كلمة زيادة... أنا سمعت آخر الكلام إلي إنقال بين جلند ولجين... جمدت لحظات بعد ما أستوعبت كلامه... ونزلت راسي أتجرع ريقي... يا ربي خليت نفسي بموقف حرج... وجيت لافه بهرب منه... لكنه رفض وأجبرني أناظره... قال بكل هدوء: ومن قال إني أشك فيك؟! ما عاش من يشك فيك يالخنساء... نزلت نظري وسمعته يغايظني: سبحان الله... كلمة مني وتستحين وتنزلين راسك... وتوك تضربيني من قهرك علي... رفعت عيني له... وعصبت من كلامه ورجعت أحاول أضربه... لكنه مسك يدي ... همس: والله ترى الجرح بكتفي يصرخ وجع من كثر هالضرب إلي يجيني منك... أشرت بخوف: آسفة... مو قصدي... أنا... أنا نسيت... لف يده على كتفي ومشينا: على قلبي أحلى من العسل بس أنتي خفي شوي... ضحكت بخجل وأشرت: ما طلبت شيء... المرة الجاية على الكتف السليمة... ضرب خدي بأصبعه بكل لطف وهمس: لا تتحسسين بسرعة من أي كلمة أقولها... تمام؟! صعب إني ما أتحسس وخاصة إني لازلت خايفة من القادم... من مصيري مع وليد... من خوفي إني أعطيه ثقتي ويجي يوم وأنصدم... غمضت عيوني لحظة... إذا ما خاطرت بحياتي ما بيكون فيها أي تغير...بالنهاية هزيت راسي بخجل كبير وخاصة إنا قربنا من أهلنا... سمعت طلال يعلق علينا: ياهوووو... في أطفال هنا... ناظر وليد الحصير وقال: الأطفال نايمين... وإلا قصدك إنك إنت الطفل؟! قال عمي سيف: إيوه وهو الصادق... محد طفل غيرك يا طلالوه... ضرب طلال على صدره وقال متصنع الدهشة: أنا؟! أنا يا خالي يا عزيزي...؟! أمسكوني بس قبل لا أرطم خدودي وأشئـــ هدومي... ضحكنا عليه وعلق عمي خالد: الله يغربل بليسك بس... من زمان وما ضحكنا كذا... كملت هدى: إيوه والله كنا مفتقدينكم لما سافرتوا... قال جلند بهدوء غريب وعينه معلقه على لجين إلي متخبيه ورا أبوها: وهذا إحنا رجعنا... وظيفة وكلها أيام وبنحصلها... وبنوقف على قلوبكم وبتملوا منا وقتها... ضربته هدى على كتفه وقالت: شو هالكلام الغامض يا خوي؟! أوقفوا على قلوب زوجاتكم... شدوا حيلكم بوظايفكم وبندور لكم على عرايس... ناظرها جلند شوي وقال فجأة: وليش تدورين عليها وهي موجودة؟! سكتنا كلنا وناظرناه مدهوشين... أفكارنا انا ووليد وحدة لأنا نعرف من هي... لكن البقية كانت بنظرتهم فضول كبير... ولهفة حتى يعرفوا من هي... قالت هدى بفضول: من هي؟! سكت فترة... وتكلم وهو يبتسم لـ (محمد): عمي... هذا أنا قدامك... أنت تعرف إني يتيم ومالي إلا أتكلم بنفسي... أدري العم خالد وسيف ووليد ما بيقصروا بس أنا أتقدم بكل شرف وعزة نفس إني أكون لك سند... وأخطب بنتك لجين... لحظات قصيرة وساد المكان الصمت... وما سمعنا غير شهقة لجين وصرختها العظيمة: لا... لا... وحل الصمت للمرة الثانية وإحنا نشاهد هالمسرحية الواقعية إلي أقطعت أنفاسنا... محمد ناظرها مستغرب: لجين؟! وكملت عمتي وهي تناظرها بنظرات غريبة: شو فيك يا بنت تكلمي؟! تنفست لجين بقوة وهي تقول بصوت مقطوع: ما أبيه... ما أبيه وبس... كنا نسمع بصمت... وبدون صوت... نترقب ردة فعل جلند... وإستغربنا من جلند وهو يبتسم بكل حيوية ويقول: وشو فيني يعني؟! مزيون وكشيخ... بس علتي هالنظارات إلي ما تفارقني... وإلا لأني وحيد ويتيم ترفضيني يا لجين؟! ناظرناه والإبتسامة حزينة عليه... وما حسينا إلا ولجين توقف وشفايفها ترتجف... قالت تكبت دموعها: رجعوني الشقة... أبي أرجع... أبي أرجع... وقف عمي خالد ولف يده حوالين كتفها وضمها يقول: خلاااص إنتهى الموضوع... يلاااا شباب قوموا شيلوا الأغراض... جلند أبيك بكلمة راس بعد ما نوصل الشقة... وبدا الكل يشيل أغراضه... لاحظت جلند واقف مع محمد وطلال ووليد قبل لا يطلع الكل بالسيارة... بعد ما وصلنا الشقة... أرتميت على الكنبة لما وليد طلع لـجلند... جلند ولجين قصة غامضة أحتلت أفكاري... عرفت إن أهلي مع جلند لأنه أختار كلمة هزت كيانهم... " وإلا لأني وحيد ويتيم ترفضيني؟!"... سؤال قدر فيه جلند يخترق فيها طيبة محمد... موقف ورفض لجين أدهش الكل... وخاصة إن الرفض جا بكل سرعة وهذا إلي أكد لهم إن ما بين الإثنين سالفة... لازلت مو مستوعبة إن هالخطوبة والرفض صاروا بنفس اللحظة... سبحان الله... هذا وأنا مريت بكل إلي صار لي... أشوف العجب عند غيري... الحمد لله على كل حال... حالنا أحسن من غيرنا... * * * * * . . ((يتبع)) ![]() ![]() ![]() |
![]() |
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]()
الجمعة...
9-11-2007... الساعة 8 الصباح... قمنا بكير بهاليوم علشان نقدر نزور القرى فالجبل وبعدها بالعصر نرجع لبيوتنا... توجهنا بالبداية لقرية "الشريجة" وهذي القرية مشهورة بالمدرجات الخضراء على الجبال... مدرجات بديعة تمتد هنا وهناك... مزروعة بأنواع كثيرة من الفواكة... أشرت لوليد وانا أوقف جنبه أناظر هالمناظر: وليد... شو أنواع الفواكة إلي يزرعوها بالجبل؟! ابتسم وهو يقول: كثيرة... عندك التفاح والرمان والخوخ والمشمش واللوز والجوز والتين والكمثرى والبرقوق والسفرجل وغيرها... وتقريباً موسمها بدا من شهر ويستمر لحد شهر 8... وطبعاً طعمها لذيذ وغير ... وخاصة إنها مو مضروبة بأبر أو مصدرة من الخارج... وإحنا نطلع للسيارة صادفنا أطفال يبيعون فاكهة "البوت" (التوت حالياً)... وطبعاً وين مارحنا حصلنا أطفال أو رجال شيوخ يبيعون هالفاكهة اللذيذة... قال وليد: نقدر نجني هالـ "البوت" من أي مكان بالجبل... هي ملك للكل وخاصة إن هالأشجار متوفرة بكميات كبيرة بالجبل... وبعدها مرينا على قرية "وادي بني حبيب" و"العين" و "العقر" و"المناخر" و"سلوت" و"حيل اليمن"... وكل هالقرى متناثرة هنا وهناك بين السفوح... والجمال الحقيقي إلي أبهرني هو لما شفت بيوت من طين مبناية على الجبال والسفوح... بيوت قديمة بشكل حتى إني أستغربت وجودها... أشرت لوليد وأنا مستغربة: ياربي... وليد ناظر... سبحان الله... شوف هالبيت مبناي من طين لا وشكله جاي مايل... كيف يقدروا يعيشون فبيوت مثل هذي؟! وليد... وليد... ناظر هناك... شوف هالحرمة كيف تشيل هالصينية وأغراض ثقيلة فوق راسها... وهالأطفال المساكين يرعون الغنم تحت الشمس... كيف يقدروا يعيشوا مثل هالعيشة؟! ابتسم وهو يضغط على يدي: لحظة... لحظة...هههههههههه... شوي...شوي يالخنساء... صح عيشتهم بسيطة ويمكن نسميها متقشفة... لكن والله مثل مالاقيت مثل هذولا الناس لاقيت المتعلم والذكي ما بينهم... هذي طريقة عيشتهم وهم تعودا عليها من ولادتهم... ومسك يدي وقربني وهو يقول: تعالي براويك شيء بيعجبك... وأخذني ننزل تلة وهو يقول: حاسبي... وصلنا لأربع بيوت قريبة من بعض وكان فيه مجموعة حريم بعضهم يشتغلون بالنسيج وبعضهم يلملموا ورود بقطعة قماش ويشيلوها برؤوسهم... شهقت وأشرت لوليد: شو بيسوون بهالورود؟! قال وليد: يعملون فيه "ماء الورد" وهذي أهم المنتوجات بالجبل... طبعاً يستخدموا طرق تقليدية توارثوها عبر أجيال وأجيال... أفضل فصل ينتجون فيه ماء الورد بفصل الربيع... لأنها تتميز برائحه زكية فواحة تنعش الواحد... بجانب ورود تنمو وتزرع بالجبل مثل الآس والزعفران والنرجس... رجعت أأشر: وكيف يصنعوا ماء الورد؟! ابتسم وهو يجاوبني: صعب الواحد يذكر هالمعلومة...بس ممكن أقولك إياها ببساطة... هي طريقة طريفة و ممتعة في نفس الوقت... لكن المشقة والتعب فيها لما يحاول صاحب الحرفة يحصل على ثمرة جهده على ماء الورد المقطر الصافي... وأمممم كيف يحصل عليها؟! أفضل شهر في ابريل لما تتفتح زهور الورد... المزارع أو الحرفي يقطع زهور الورد و يأخذها لمصنع إما إنه يكون مصنع حديث او قديم... والقديمة تكون مبنايه من الطين والحصى وفيهاباب صغير وهي على شكل فتحة ويوضع عليها غطا مصنوع من الفخار ويكون عددها زوجي يتناسب مع كمية الورد المصنع وهذه الحرفة تسمى "بالدهجان"... مشيت معه للسيارة وأنا أأشر: حياتهم صعبة.. بدائية... لكن والله صدق عايشين حياتهم... بدون هم بدون أحزان... لف لي وقال يوقفني: الخنساء... ابتسمت أنفض أفكاري الحزينة وأشرت: ما عليك... وين بنروح إلحين؟! ناظرني ثواني ساكت وبعدها قال: بنروح لقرية "سيق"... بيعجبك هالمكان... إبداع وجمال عجيب... نزلنا لقرية سيق... وإلي كانت مثل غيرها من القرى لكن إلي يميزها هو السلالم الحجرية إلي تمتد للمزارع تحت... نزلنا بالبداية بكل سهولة... ووقفنا نشوف مستغربين ثمار اللوز والجوز... أشرت لهدى: ناظري كيف يطلع اللوز من الثمرة... تصدقي هذي المرة الأولى إلي أعرف فيها إن ثمارها كبيرة... ضحكت هدى وقالت: دائماً إلي يشوف هالأشياء بالجبل يعجب فيها ويستغرب... قالت لجين وهي تبتسم ببساطة: تعالوا عمي خالد ينادينا نطلع... وتقدمونا الرجال وهم يحثون الأطفال يمشون معهم... بالأخير طلعوا ومنهم إلي شايل ولده ومنهم من شايل معه ثمار اللوز والجوز... وقفنا عند السلالم إحنا الثلاث وبدينا العد التصاعدي بالصعود... صراحة كان صعود السلالام صعب مرة وخاصة إن هالسلالم كبيرة وكثيرة... ضحكت وأنا أشوف هدى وقفت بنص الطريق وجلست من التعب... قالت تلهث: أوووووف تعبت... ليش نزلت؟! مو أحسن رفضت أنزل مع سلمى ونشوى... لجين: ويفوتك إلي شفتيه؟! وجلست جنبها وهي تلهث: بس والله تعببببب... ليتني طفلة ويشيلوني مثل مزون... : ما طلبتي شيء... فديتك أنا بشيلك... لفتنا لورانا وحصلنا جلند واقف يناظر لجين بكل جرأة... وقفت لجين وصرخت: أيا قليل الأدب... صدق ما تستحي... من الصباح والواحد منهم يتجاهل الثاني وما كان هذا صعب بس إلحين... شكل جلند بنيته أشياء وأشياء... أحس هالإنسان غامض وخاصة إني تلقيت منه نظرات غريبة بأول لقاءنا... ولازلت أجهل سبب هالنظرات إلي توقفت فجأة... والغموض الثاني هو معاملته للجين بهالطريقة... قال يبتسم بشرانيه: والله ساكت لأنك مو محرم لي... بس صدقيني أول ما ينكتب كتابنا بردها لك... أحمر وجه لجين وصرخت وهي تركض لفوق: اكرهك... اكرهك... ضحك بصوت عالي وهو يقول: حاسبي لا تطيحين... ما أبي عروس مكسرة... هدى ناظرته بنص عين وهي تلوي أذنه بلطف: جلند... تعال... تعال...أنت شو سالفتك معها؟! أمس رفضت تتكلم واليوم غصب عنك بتتكلم... قال جلند يبعد عنها: ما في أي سالفة... ياللاااا أهلنا أطلعوا قبلنا... قالت هدى بعصبية: جلند... لا تغير الموضوع... أمس طريقتك لما خطبتها كانت غلط... واليوم بعد طريقتك لما كلمتها غلط... ابتسم جلند بشرود: أي غلط يا هدى؟! أنا ما سويت شيء غلط... هدى بعصبية: وأنت ما عندك كرامة لما رفضتك قدام الكل؟! كيف ترضى... عض جلند على شفايفه وهمس يقاطعها: أيوه أنجرحت بالصميم... بس والله حلفت أردها لها... صدقيني ما راح تكون لغيري... ضربت هدى كتفه بكل حزن: جلند... والله لما رجعت من السفر صرت ما أفهمك... شو أنت ناوي عليه؟! ابتسم بحزن وهو يقول: على أشياء واشياء... ولا تحاولي مو مخبرك... ولف تاركنا... تنهدت هدى وهي تقول: والله ومو عارفه شو صاير بهالجيل... ولفت لي تقول بعصبية: ياللااا الخنساء خلنا نطلع... لا حول ولا قوة إلا بالله... ومشيت وراها ونسينا تعب السلالم وكل منا غارق بأفكاره... ليش جلند يعامل لجين بهالطريقة؟! معقولة يحبها ويبيها مثل ما يقول لنفسه؟! أو لأنه رفضته لما خطبها قدام الكل؟! أو لسبب بالماضي؟!كل هالأفكار تتصارع براسي لهالإثنين إلي أثاروا إهتمامي...
|
|
![]() ![]()
|