07-11-2011
|
#51
|
الساعة... 11 بالضبط...
بعد ما خلصوا الرجال شوي... قربت الصحون وبدينا نآكل... وللمرة الثانية أتجرع ريقي وآكل السلطة والخبز وأتحاشى المشاوي...
وقفت أمشي شوي بعيد لما كانوا الرجال يلملموا الأكل ويشربوا الشاي الأحمر...
قال لي وليد إن إلي يميز الجبل هو طبيعته الخلابة... وطبعا الجبل هو المكان الوحيد إلي تنمو فيه شجرة "العلعلان القديمة" بشكل واسع وكبير... وهالأشجار الضخمة رائحتها زكية ومنعشة وبالأخص وقت الصيف...
وقفت ورا شجرة أتمتع بالمنظر والهدوء لما سمعت وراي أصوات مميزة... لفيت شوي وشفت جلند واقف ولجين مقابله... ما كان ودي أتنصت بس هم أجبروني لما سمعت صوتهم الحاد... شكلهم يتنازعون...
لجين بعصبية: أيييييه ما أسمح لك... أنت من علشان تقولي غطي شعرك؟! إذا أبوي أبوي ما قالي غطي شعرك... تجي أنت تقولي غطيه؟! وبعدين أنا وأختي نشوى نفس الستايل... وجيت علي أنا تكلمني؟!...
قال جلند مناظرها بنص عين: أحشمي نفسك يا لجين وهذي السوالف كبرنا عليها... أنا جيت أكلمك أنتي بدل لا أكلم أختك...
ضحكت ساخرة وهي تكتف يدها: لاااااااااا والله... حلو وشو شايفني أنا؟! وبعدين طلال ولا مرة قالي هالخرابيط إلي تقولها أنت...
قال معصب من حركاتها: العتب مو عليك علي أنا إلي جاي ومكلمك... كنت أحسبك كبرتي وعقلتي... ومالك بسوالف أختك...
كنت بلف وأرجع لكني سمعت كلماته الأخيرة وإلي لفتت سمعي... ووقفت ساكنة وأنا مشتته بين أمشي وأتركهم أو أتم أتسمع...
قالت لجين مدهوشة: شو قصدك؟!
قال: قصدي واضح... وانتي فاهمته... خبري أمك بالأول... وأختك نشوى إن مالها فوليد نصيب... ولا حتى بأحلامها...
همست لجين: وأنت... أنت شو إلي يخليك متأكد؟!
قال: أنتي ما عليك وصلي هالكلام لأمك وأختك وخليهم يتركوا وليد والخنساء لحالهم...
لجين بفضول: لحظة... لحظة... أنت شو بالضبط جاي تكلمني عليه؟! أول شيء تقولي غطي شعرك... وبعدين تجي وتقولي خبري أمك وأختك يبعدون عن وليد وزوجته... أنت بالضبط شو قصدك من هالنصايح؟!
رفع حاجب: شو قصدي؟!
لجين عصبت لأنه يقهرها: يعني بالعربي يا فالح... أنت شو موقعك بهالأحداث بالضبط؟!
ناظرها جلند بنص عين: والله وأنا محترمك لأنك أخت طلال ربيعي وصديقي وأخوي... أصلك ما تستاهلين أحد يكلمك بإحترام...
من غيظ لجين شاتت حصاة صغيرة وضربت برجله... ناظرها بعصبية وكانت هي ماتقل عنه بهالعصبية...
وهمست: أحترم نفسك... ولا تقول هالكلام...
ضحك جلند وقال: وإذا قلته؟!
صرخت: بخبر طلال عن سوالفك...
وكمل جلند ضحكه: جربي... وبعدين إذا ما تذكرين طلال ما كان حلقة فبلعومنا...
أرتعشت وأنغاظت زود وجات بترمي عليه حصاة ثانية...
وهي تهامس بعصبية: أكرهك... أكرهك...
قال وهو يعض على شفته يكبح ضحكاته: ما كان هذا كلامك قبل ثلاث سنوات...
همست وشفايفها ترتجف: كنت غبية... طفلة وعمري ما تجاوز 16 سنة ...جاهلة... ما كنت أعرف إنك نذل بهالشكل... إنك بـ... بـ..
وكمل عليها: إني أتركك...
نزلت راسها شوي ورجعت ترفعه: إيوه... بعد علاقة دامت سنتين بالموبايل والماسنجر... والأكاذيب الحقيرة والتافهة إلي كنت تضحك فيها علي...
وكملت مشمئزة: وكلمتك التافهه ... بتزوجك... أتزوجك لما تكبرين... كانت كذبة دمرتني وعدت بسببك سنة من دراستي...
حسيت بالجو ما بينهم تكهرب وحتى وأنا واقفة متسمرة بمكاني...
وبالأخير تكلم جلند يقطع هالصمت: وإذا قلت لك إني بتزوجك... شو بيكون ردك؟!
حاولت أشوف ردة فعل لجين إلي وقفت متسمرة تناظره بغباء...
فجأة ضحكت : هههه... أقول يالــــ... دور لك على وحدة تضحك عليها لأني كبرت على هالأكاذيب يا حقيــــ...
همس جلند معصب: أسسسسكتي يا لجين...
وبعدها ناظرها من فوق لتحت: المهم... بخطبك رسمي من أبوك... وموافقتك أبيها إلحين...
ضربت الأرض برجلها وقالت: لا... لا... لا... إنت شو تخربط؟! شو تقول؟! تجي تعاتبني وتهددني بأمي وأختي وإلحين ترغمني أتزوجك... شو أنا؟! غبية؟! هايمة مالي رب؟!... أحلم بس تطب رجولك باب بيتنا...
همس جلند وهو يناظرها معصب: قولي موافقة وبلا هالدلع والرفض... أنا عارفك... وعارف زين إلي بقلبك...
صرخت لجين وقالت بشراسة: وليش؟! علشان تذلني؟! علشان تثبت لي أنك شهم وقد كلمتك؟! وإلا علشان إني رافضتك؟!
قال وعينه تلمع: بحتفظ بجوابي لنفسي... وصدقيني... صدقيني يا لجين... رفضك ما يودي ولا يجيب... ومصيرنا لبعض...
صرخت عليه: نذل... والله إني ما بوافق... وما في أحد يجبرني عليك...
قال يضحك بشر: بنشوف يا لجين... مصيرك بتكونين لي وما لغيري...
وما شفت إلا لجين تجري بعيد... وهي تبكي... وقف جلند لحظات يناظر طيفها... ورجع لوين ما جالسين أهلي بعد ما مسح على وجهه...
وقفت بمكاني أحاول أستوعب الكلام إلي إنقال... غريب شو سر هالإثنين؟! ما فهمت إلا قليل... أتكيت على الشجرة وجلست أفكر بكل إلي قالوه... صح كانت غلطة كبيرة أتسمع لكلامهم بس فضولي كان عذري...
: شو مجلسك هنا؟!
انتفضت بخوف... وشفت وليد واقف يناظرني... تجرعت ريقي وتنفست بقوة من الفزعة...
أشرت: الله يسامحك... خوفتني...
سألني وصوته تغير علي: كنتي هنا لوحدك؟!
أشرت أناظره: أيوه...
ناظرني بنظرات غريبة...
ورجعت أأشر: شو فيه وليد؟!
همس وهو يتنهد شارد: ما في أي شيء... تعالي خلنا نرجع إنتي بعدتي كثير...
مشى شوي ورجعت ماسكه ساعده...
أشرت: وليد...
وقف مقابل لي... وعيونه بعيوني... وبدون سؤال جاوبني...
قال بتردد: شفت جلند جاي من هالمكان و...
وماكمل... ضغط على يده وأنا أناظره بألم...
أشرت: وليد... أنت... أنت...
أرتعشت يدي وأشرت على نفسي مو مصدقة: تشك فيني؟! تشك؟!
ما تكلم ورجعت أأشر وراسي رافعته فوق: مشكووور... ما تقصر...
ولفيت عنه لكني رجعت أأشر مرة: هذي هي الصفحة البيضا إلي تبينا نسطرها...؟! هذي هي نوعية الحياة إلي تبيها تكون مابينا...؟!
قال بهمس: الخنساء... أنا ما قلت أي حاجة... لا تفسري كلامي بشكل ثاني...
ضربت الأرض برجلي وأنا أصرخ: وشو تبيني أفسرها؟! كلامك واضح... وبعدين هذا خالك قبل لا تشك فيه...
ومن قهري ضربت صدره: وأنا؟! أنا إلي عرفتها... عرفتها زين... تجي تشك فيني للمرة الثانية...
مسك يدي وقربني وهو يقول بعصبية: الخنساء أركدي... وقبل لا تقولي أي كلمة زيادة... أنا سمعت آخر الكلام إلي إنقال بين جلند ولجين...
جمدت لحظات بعد ما أستوعبت كلامه... ونزلت راسي أتجرع ريقي... يا ربي خليت نفسي بموقف حرج... وجيت لافه بهرب منه... لكنه رفض وأجبرني أناظره...
قال بكل هدوء: ومن قال إني أشك فيك؟! ما عاش من يشك فيك يالخنساء...
نزلت نظري وسمعته يغايظني: سبحان الله... كلمة مني وتستحين وتنزلين راسك... وتوك تضربيني من قهرك علي...
رفعت عيني له... وعصبت من كلامه ورجعت أحاول أضربه... لكنه مسك يدي ...
همس: والله ترى الجرح بكتفي يصرخ وجع من كثر هالضرب إلي يجيني منك...
أشرت بخوف: آسفة... مو قصدي... أنا... أنا نسيت...
لف يده على كتفي ومشينا: على قلبي أحلى من العسل بس أنتي خفي شوي...
ضحكت بخجل وأشرت: ما طلبت شيء... المرة الجاية على الكتف السليمة...
ضرب خدي بأصبعه بكل لطف وهمس: لا تتحسسين بسرعة من أي كلمة أقولها... تمام؟!
صعب إني ما أتحسس وخاصة إني لازلت خايفة من القادم... من مصيري مع وليد... من خوفي إني أعطيه ثقتي ويجي يوم وأنصدم... غمضت عيوني لحظة... إذا ما خاطرت بحياتي ما بيكون فيها أي تغير...بالنهاية هزيت راسي بخجل كبير وخاصة إنا قربنا من أهلنا...
سمعت طلال يعلق علينا: ياهوووو... في أطفال هنا...
ناظر وليد الحصير وقال: الأطفال نايمين... وإلا قصدك إنك إنت الطفل؟!
قال عمي سيف: إيوه وهو الصادق... محد طفل غيرك يا طلالوه...
ضرب طلال على صدره وقال متصنع الدهشة: أنا؟! أنا يا خالي يا عزيزي...؟! أمسكوني بس قبل لا أرطم خدودي وأشئـــ هدومي...
ضحكنا عليه وعلق عمي خالد: الله يغربل بليسك بس... من زمان وما ضحكنا كذا...
كملت هدى: إيوه والله كنا مفتقدينكم لما سافرتوا...
قال جلند بهدوء غريب وعينه معلقه على لجين إلي متخبيه ورا أبوها: وهذا إحنا رجعنا... وظيفة وكلها أيام وبنحصلها... وبنوقف على قلوبكم وبتملوا منا وقتها...
ضربته هدى على كتفه وقالت: شو هالكلام الغامض يا خوي؟! أوقفوا على قلوب زوجاتكم... شدوا حيلكم بوظايفكم وبندور لكم على عرايس...
ناظرها جلند شوي وقال فجأة: وليش تدورين عليها وهي موجودة؟!
سكتنا كلنا وناظرناه مدهوشين... أفكارنا انا ووليد وحدة لأنا نعرف من هي... لكن البقية كانت بنظرتهم فضول كبير... ولهفة حتى يعرفوا من هي...
قالت هدى بفضول: من هي؟!
سكت فترة... وتكلم وهو يبتسم لـ (محمد): عمي... هذا أنا قدامك... أنت تعرف إني يتيم ومالي إلا أتكلم بنفسي... أدري العم خالد وسيف ووليد ما بيقصروا بس أنا أتقدم بكل شرف وعزة نفس إني أكون لك سند... وأخطب بنتك لجين...
لحظات قصيرة وساد المكان الصمت...
وما سمعنا غير شهقة لجين وصرختها العظيمة: لا... لا...
وحل الصمت للمرة الثانية وإحنا نشاهد هالمسرحية الواقعية إلي أقطعت أنفاسنا...
محمد ناظرها مستغرب: لجين؟!
وكملت عمتي وهي تناظرها بنظرات غريبة: شو فيك يا بنت تكلمي؟!
تنفست لجين بقوة وهي تقول بصوت مقطوع: ما أبيه... ما أبيه وبس...
كنا نسمع بصمت... وبدون صوت... نترقب ردة فعل جلند...
وإستغربنا من جلند وهو يبتسم بكل حيوية ويقول: وشو فيني يعني؟! مزيون وكشيخ... بس علتي هالنظارات إلي ما تفارقني... وإلا لأني وحيد ويتيم ترفضيني يا لجين؟!
ناظرناه والإبتسامة حزينة عليه... وما حسينا إلا ولجين توقف وشفايفها ترتجف...
قالت تكبت دموعها: رجعوني الشقة... أبي أرجع... أبي أرجع...
وقف عمي خالد ولف يده حوالين كتفها وضمها يقول: خلاااص إنتهى الموضوع... يلاااا شباب قوموا شيلوا الأغراض... جلند أبيك بكلمة راس بعد ما نوصل الشقة...
وبدا الكل يشيل أغراضه... لاحظت جلند واقف مع محمد وطلال ووليد قبل لا يطلع الكل بالسيارة...
بعد ما وصلنا الشقة...
أرتميت على الكنبة لما وليد طلع لـجلند... جلند ولجين قصة غامضة أحتلت أفكاري... عرفت إن أهلي مع جلند لأنه أختار كلمة هزت كيانهم... " وإلا لأني وحيد ويتيم ترفضيني؟!"... سؤال قدر فيه جلند يخترق فيها طيبة محمد... موقف ورفض لجين أدهش الكل... وخاصة إن الرفض جا بكل سرعة وهذا إلي أكد لهم إن ما بين الإثنين سالفة... لازلت مو مستوعبة إن هالخطوبة والرفض صاروا بنفس اللحظة... سبحان الله... هذا وأنا مريت بكل إلي صار لي... أشوف العجب عند غيري... الحمد لله على كل حال... حالنا أحسن من غيرنا...
* * * * *
.
.
((يتبع))
|
|
|
07-11-2011
|
#52
|
الجمعة...
9-11-2007...
الساعة 8 الصباح...
قمنا بكير بهاليوم علشان نقدر نزور القرى فالجبل وبعدها بالعصر نرجع لبيوتنا... توجهنا بالبداية لقرية "الشريجة" وهذي القرية مشهورة بالمدرجات الخضراء على الجبال... مدرجات بديعة تمتد هنا وهناك... مزروعة بأنواع كثيرة من الفواكة...
أشرت لوليد وانا أوقف جنبه أناظر هالمناظر: وليد... شو أنواع الفواكة إلي يزرعوها بالجبل؟!
ابتسم وهو يقول: كثيرة... عندك التفاح والرمان والخوخ والمشمش واللوز والجوز والتين والكمثرى والبرقوق والسفرجل وغيرها... وتقريباً موسمها بدا من شهر ويستمر لحد شهر 8... وطبعاً طعمها لذيذ وغير ... وخاصة إنها مو مضروبة بأبر أو مصدرة من الخارج...
وإحنا نطلع للسيارة صادفنا أطفال يبيعون فاكهة "البوت" (التوت حالياً)... وطبعاً وين مارحنا حصلنا أطفال أو رجال شيوخ يبيعون هالفاكهة اللذيذة...
قال وليد: نقدر نجني هالـ "البوت" من أي مكان بالجبل... هي ملك للكل وخاصة إن هالأشجار متوفرة بكميات كبيرة بالجبل...
وبعدها مرينا على قرية "وادي بني حبيب" و"العين" و "العقر" و"المناخر" و"سلوت" و"حيل اليمن"... وكل هالقرى متناثرة هنا وهناك بين السفوح... والجمال الحقيقي إلي أبهرني هو لما شفت بيوت من طين مبناية على الجبال والسفوح... بيوت قديمة بشكل حتى إني أستغربت وجودها...
أشرت لوليد وأنا مستغربة: ياربي... وليد ناظر... سبحان الله... شوف هالبيت مبناي من طين لا وشكله جاي مايل... كيف يقدروا يعيشون فبيوت مثل هذي؟! وليد... وليد... ناظر هناك... شوف هالحرمة كيف تشيل هالصينية وأغراض ثقيلة فوق راسها... وهالأطفال المساكين يرعون الغنم تحت الشمس... كيف يقدروا يعيشوا مثل هالعيشة؟!
ابتسم وهو يضغط على يدي: لحظة... لحظة...هههههههههه... شوي...شوي يالخنساء... صح عيشتهم بسيطة ويمكن نسميها متقشفة... لكن والله مثل مالاقيت مثل هذولا الناس لاقيت المتعلم والذكي ما بينهم... هذي طريقة عيشتهم وهم تعودا عليها من ولادتهم...
ومسك يدي وقربني وهو يقول: تعالي براويك شيء بيعجبك...
وأخذني ننزل تلة وهو يقول: حاسبي...
وصلنا لأربع بيوت قريبة من بعض وكان فيه مجموعة حريم بعضهم يشتغلون بالنسيج وبعضهم يلملموا ورود بقطعة قماش ويشيلوها برؤوسهم...
شهقت وأشرت لوليد: شو بيسوون بهالورود؟!
قال وليد: يعملون فيه "ماء الورد" وهذي أهم المنتوجات بالجبل... طبعاً يستخدموا طرق تقليدية توارثوها عبر أجيال وأجيال... أفضل فصل ينتجون فيه ماء الورد بفصل الربيع... لأنها تتميز برائحه زكية فواحة تنعش الواحد... بجانب ورود تنمو وتزرع بالجبل مثل الآس والزعفران والنرجس...
رجعت أأشر: وكيف يصنعوا ماء الورد؟!
ابتسم وهو يجاوبني: صعب الواحد يذكر هالمعلومة...بس ممكن أقولك إياها ببساطة... هي طريقة طريفة و ممتعة في نفس الوقت... لكن المشقة والتعب فيها لما يحاول صاحب الحرفة يحصل على ثمرة جهده على ماء الورد المقطر الصافي... وأمممم كيف يحصل عليها؟! أفضل شهر في ابريل لما تتفتح زهور الورد... المزارع أو الحرفي يقطع زهور الورد و يأخذها لمصنع إما إنه يكون مصنع حديث او قديم... والقديمة تكون مبنايه من الطين والحصى وفيهاباب صغير وهي على شكل فتحة ويوضع عليها غطا مصنوع من الفخار ويكون عددها زوجي يتناسب مع كمية الورد المصنع وهذه الحرفة تسمى "بالدهجان"...
مشيت معه للسيارة وأنا أأشر: حياتهم صعبة.. بدائية... لكن والله صدق عايشين حياتهم... بدون هم بدون أحزان...
لف لي وقال يوقفني: الخنساء...
ابتسمت أنفض أفكاري الحزينة وأشرت: ما عليك... وين بنروح إلحين؟!
ناظرني ثواني ساكت وبعدها قال: بنروح لقرية "سيق"... بيعجبك هالمكان... إبداع وجمال عجيب...
نزلنا لقرية سيق... وإلي كانت مثل غيرها من القرى لكن إلي يميزها هو السلالم الحجرية إلي تمتد للمزارع تحت... نزلنا بالبداية بكل سهولة... ووقفنا نشوف مستغربين ثمار اللوز والجوز...
أشرت لهدى: ناظري كيف يطلع اللوز من الثمرة... تصدقي هذي المرة الأولى إلي أعرف فيها إن ثمارها كبيرة...
ضحكت هدى وقالت: دائماً إلي يشوف هالأشياء بالجبل يعجب فيها ويستغرب...
قالت لجين وهي تبتسم ببساطة: تعالوا عمي خالد ينادينا نطلع...
وتقدمونا الرجال وهم يحثون الأطفال يمشون معهم... بالأخير طلعوا ومنهم إلي شايل ولده ومنهم من شايل معه ثمار اللوز والجوز...
وقفنا عند السلالم إحنا الثلاث وبدينا العد التصاعدي بالصعود... صراحة كان صعود السلالام صعب مرة وخاصة إن هالسلالم كبيرة وكثيرة...
ضحكت وأنا أشوف هدى وقفت بنص الطريق وجلست من التعب...
قالت تلهث: أوووووف تعبت... ليش نزلت؟! مو أحسن رفضت أنزل مع سلمى ونشوى...
لجين: ويفوتك إلي شفتيه؟!
وجلست جنبها وهي تلهث: بس والله تعببببب... ليتني طفلة ويشيلوني مثل مزون...
: ما طلبتي شيء... فديتك أنا بشيلك...
لفتنا لورانا وحصلنا جلند واقف يناظر لجين بكل جرأة...
وقفت لجين وصرخت: أيا قليل الأدب... صدق ما تستحي...
من الصباح والواحد منهم يتجاهل الثاني وما كان هذا صعب بس إلحين... شكل جلند بنيته أشياء وأشياء... أحس هالإنسان غامض وخاصة إني تلقيت منه نظرات غريبة بأول لقاءنا... ولازلت أجهل سبب هالنظرات إلي توقفت فجأة... والغموض الثاني هو معاملته للجين بهالطريقة...
قال يبتسم بشرانيه: والله ساكت لأنك مو محرم لي... بس صدقيني أول ما ينكتب كتابنا بردها لك...
أحمر وجه لجين وصرخت وهي تركض لفوق: اكرهك... اكرهك...
ضحك بصوت عالي وهو يقول: حاسبي لا تطيحين... ما أبي عروس مكسرة...
هدى ناظرته بنص عين وهي تلوي أذنه بلطف: جلند... تعال... تعال...أنت شو سالفتك معها؟! أمس رفضت تتكلم واليوم غصب عنك بتتكلم...
قال جلند يبعد عنها: ما في أي سالفة... ياللاااا أهلنا أطلعوا قبلنا...
قالت هدى بعصبية: جلند... لا تغير الموضوع... أمس طريقتك لما خطبتها كانت غلط... واليوم بعد طريقتك لما كلمتها غلط...
ابتسم جلند بشرود: أي غلط يا هدى؟! أنا ما سويت شيء غلط...
هدى بعصبية: وأنت ما عندك كرامة لما رفضتك قدام الكل؟! كيف ترضى...
عض جلند على شفايفه وهمس يقاطعها: أيوه أنجرحت بالصميم... بس والله حلفت أردها لها... صدقيني ما راح تكون لغيري...
ضربت هدى كتفه بكل حزن: جلند... والله لما رجعت من السفر صرت ما أفهمك... شو أنت ناوي عليه؟!
ابتسم بحزن وهو يقول: على أشياء واشياء... ولا تحاولي مو مخبرك...
ولف تاركنا...
تنهدت هدى وهي تقول: والله ومو عارفه شو صاير بهالجيل...
ولفت لي تقول بعصبية: ياللااا الخنساء خلنا نطلع... لا حول ولا قوة إلا بالله...
ومشيت وراها ونسينا تعب السلالم وكل منا غارق بأفكاره... ليش جلند يعامل لجين بهالطريقة؟! معقولة يحبها ويبيها مثل ما يقول لنفسه؟! أو لأنه رفضته لما خطبها قدام الكل؟! أو لسبب بالماضي؟!كل هالأفكار تتصارع براسي لهالإثنين إلي أثاروا إهتمامي...
|
|
|
07-11-2011
|
#53
|
كنت بآخر درجة لما طلعتها وأنا ألهث... وقفت أخذ نفس طويل... وأنقطع بكل قساوة لما شفت نشوى واقفة تكلم وليد... شهقت... لااااا... وبعد يكلمها تحت الشجرة... عصبت... ودخنت... وما حسيت إلا وأنا أمشي بكل سرعة لوين ما واقفين...
سمعتها تقول بكل مياعة ودموع التماسيح أربع أربع: أدري... أردي... من يوم تزوجت نسيت إن عندك بنت عمه... حتى وظيفة تتوسط فيها لي رفضت... وأدري إنها ساحرتك ومتعذب من هالخرساء... دوم كنا لبعض... دوم أسمنا مقرون لبعض... وإلحين... بسبب هالإنسانة الخرسا تركتني...
كفاااية... لهنا وكفاية... وقبل لا أشوف ردة فعل وليد صرخت بكل شراسة... وما حسيت إلا وأنا أضرب الأرض بقوة... كتفت يدي وهم يلفون لي...
ناظرني وليد مستغرب... ومتردد لثواني...
قال لنشوى: روحي ولي يعافيك لأمك... وما عندي واسطات أتوسطها لك...
وما أنتظرتها تروح... لفيت أنا بشراسة وجريت للسيارة... دخلتها وسكرت الباب بكل قوة أنسمع صداه...
عمي خالد أنتفض ولف لي: بسم الله الرحمن الرحيم... شو فيك يا بنتي؟!
وما رديت لأني كنت بأقصى عصبيتي... وشفت وليد وقتها جاي... وبدينا نرجع أدراجنا لمسقط...رفضت أرفع عيوني لوليد وتميت بهالصورة لحد ما نزلنا بمطعم وتغدينا...
.
.
حسيت بيد تمسكني بعد ما غسلت يدي... أصلا ما أكلت حاجة كله ناظرت الأكل شاردة ومالي نفس فيه...
قالي: الخنساء تعالي... أبي أتفاهم معاك...
أشرت: لا... أتركني ما في تفاهم بينا... روح للي تحبك وهايمة فيك... وبلاش تبتلش فيني أنا الخرسا الساحرة...
عصب وخاصة إنا كنا بمكان عام...
وقاطعنا وقتها علاء يقول: وليد... عمي خالد يبيك...
ناظرني لحظة وقال: هذا المكان ما ينفع نتكلم فيه... بس بنتفاهم لما نوصل البيت...
وبالفعل لما وصلنا للبيت على المغرب... طلعت ركض للجناح... وبعصبية قفلت باب الغرفة الحمرا.... وصرت أدور على الغرفة مثل المجنونة... لا... لا... اكرهه.. وأكره نشوى... بس أنا مو المفروض أبين له إني أغار من نشوى هذي... أغار؟!... شو هالتفكير يالخنساء؟! تغارين؟! تغارين؟!... إذا أنا أغار يعني هذا إني أحب وليد... أحبه؟!... لا... لا... الغيرة مو معناها إني أحبه... معناها إن وليد زوجي... ملكي أنا... مو لنشوى...
سمعت صوت طرق عالباب...
وصوت وليد: الخنساء أفتحي...
هزيت راسي رافضة كأنه يشوفني...
وسمعت للمرة الثانية صوته جاني معصب: الخنساء أفتحي الباب...
ورفضت أفتحه وأرتميت على السرير... وبعد فترة ما سمعت صوته... رحت أفتح دولابي ومن بين الملابس خرجت صندوق الموبايل إلي إشتراه لي وليد... صرت أفتح الموبايل خطوة خطوة مثل ما علمتني إياه هدى... وحاولت أعبيه عالكهرباء... حتى إني توهقت كم مرة... بس عموماً قدرت أفتحه... جلست على الأرض جلسة القرفصاء... وأنا منكبه على الموبايل... رحت الصندوق الوارد وبديت أكتب بكل بطء... يمكن لعشرين دقيقة أكتب هالرسالة (بنام... ما أبي غدا)... ولأني حافظه رقم وليد فرسلت له... فرحت بكل غباء لما راحت الرسالة... تمام يا وليد... أنا مو لعبة بين يديك... رميت الموبايل على جنب... وأرتميت على السرير...
سمعت صوت موسيقى لفيت للموبايل وشفت رسالة وصلت... كانت من وليد...
وليد: (أفتحي الباب).
كتبت لا)..
وليد: (أفتحي الباب يالخنساء وإلا بكسره).
كتبت: (ما يهمني... ما بفتحه).
وليد: (بخليك إلحين وأروح أجيب جدتي... لكن قسم بالله إذا رجعت وما لقيتك فاتحة الباب بكسره... وفسري وقتها لأبوي شو السبب).
ما سمعت تهديده وما أهتميت... وسمعت صوت باب الجناح يتسكر بكل قوة...
.
.
بعد عشر دقايق حسيت بالعطش قمت أفتح الباب وأنا متأكدة إن وليد مو راجع إلحين... طلعت للمطبخ وأخذت لي كوب ماي... وبهالوقت سمعت رنين الموبايل... رفعت يدي لكن ما كان موبايلي... تنبهت الصوت جاي من الصالة... وشفت موبايل وليد... غريب نسى موبايله... مسكت موبايله ومن فضولي صرت أفرفر فيه... فتحت الصندوق الوارد بفضول وأنا أجلس على الكنبة... ودخلت لأول رسالة كانت من فلان والثانية فلان... والثالثة كانت من رقم مسجل بأسم "عمتي سلمى"... وكانت رسالة شوق وورد وخرابيط وفالنهاية بين قوسين واضحين "نشوى"... أرتجفت يدي ونزلت لكل الرسايل إلي مسجلة برقم عمتي... وكلها رسايل شوق وورد... وشفت رسالة برقم غريب وأنا أنزل للرسايل القديمة... كانت مسجلة بتاريخ يوم زواجنا... لا وبعد الساعة 3 الفجر... لا... لا... هذي زودتها... صدق إنها ما تستحي... كانوا رسايل مسلسلة من هالقبيل... (أدري مغصوب تتزوج الخرساء... أتركها وأنا تحت أمرك)... (أدري مو مرتاح... صدقني مصيرنا لبعض)... (مصيرنا لبعض يا وليد... أنا ما أنتظرت هالسنوات كلها علشان بالنهاية تتزوج هالخرساء الساحرة)... (الشفقة هي الكلمة الوحيدة إلي تعزيني لأنك إلحين مو لي... بس صدقني مردك لي)...
طاح الموبايل من يدي... وتميت ساكنه بدون حراك... خرسا... وشفقة... هي الكلمتين إلي أنطبعت بتفكيري... وبكل ألم نزلت دمعة يتيمة لخدي... وتبعتها دموع صامته...
فترة تميت أحاول أقاوم بكاي... رجعت أمسح دموعي بكل شجاعة... ومسكت بالموبايل وأنا أدور حوالين نفسي أفكر بطريقة أرد الصاع صاعين لوليد... وقتها سمعت صوت الباب ينفتح...
وقف وليد وهو يناظرني من العتبة: إلحين بنتفاهم...
أشرت بعصبية: ما في تفاهم...
جاني يقول: الخنساء أسمعيني...
أرتعشت من العصبية وأنا أأشر: لا... لا... ما أبي أسمع ولا كلمة...
وغطيت أذني بيدي وأنا أهز راسي بالرفض... نزل يدي بسهولة...
وقال بعصبية: ما ينفع كذا الخنساء هذي مو طريقة تــــ...
سحبت يدي وضربته على صدره من غيظي...
وأشرت بقهر: تبي ترتاح أقولها لك... أبوي ما بيتقلب بقبره إذا رميتني أو طلقتني...
مسك يدي الثنتين وقيدهم وهو يسأل معصب: شو هالكلام؟! الخنساء...
تلويت بين يديه وأنا أقاومه... تركني لحظات يشوف إشاراتي...
أشرت بكره: تبيها روح لها... روح وريحها...وإلا أنا مو لعبة بينكم...
همس بعصبية: شو فيك؟! ليش كذا إنقلبتي مرة وحدة؟! كل هذا علشان إلي صار بـ "سيق"...
قاطعته وأنا أصرخ... وأشرت: أيوه... وعلشان الكذب إلي لفقته... تأكد بس أنا مو لعبة تحركها بيدك وترميها متى ما مليت منها...
صرخ: الخنساء... بلااا هالكلام الفاضي... السالفة أكبر من هذي...
أشرت بألم وأنا أتمسخر عليه وأضحك بقهر: أيوه أكبر... تحب أذكرك؟ تحب؟!... "أدري مغصوب تتزوج هالخرسا... أدري مو مرتاح... مردك تكون لي... أنا ما أنتظرت كل هالسنوات علشان تتزوج هالخرساء..." الكلام قريته كله بموبايلك... ولا تحاول تنكر... لا تحاول...
شفته تقرب مني ورجعت لوراي أأشر: روح لها وريحها... شكلها متعذبة من بعدك عنها... وأرتااااح أنا مو محتاجة لشفقة منك... مو محتاجة...
قيدي يدي وهو يصرخ مردد: شفقة؟!
رميت بيده وأشرت: أيوه شفقة... شفقة... وأدري أنا بهالشيء... أدري مغصوب بسبب وصية أبوي... أدري فيك تخجل لأنك متزوج من خرساء... أدري...
وكملت بكل حقد وكره: طلقني وريح إلي معذبها حبك... نشوى الكريهة الهايمة بحبك...
خطفني يضغط بيده على زندي... تلويت بين يديه وأنا أقاومه بشراسه...
صرخ يقول: الخنساء إياني وإياك تقولين هالكلام مرة ثانية... فاهمة؟!
هزيت راسي بلا... أيوه ما يرضى عليها... وتركني حتى يشوف إشاراتي... وأستغليت الفرصة ولفيت بهرب منه وما حسيت وإلا هو رامني على الكنبة... صرخت بغيظ...
وأشرت: بينت حقيقتك الكريهه... إنسان نذل واطـــ...
وما حسيت إلا بالصفعة على وجهي... صرخت وشهقت بألم... ناظرته من بركة دموعي متسمر بوقفته يناظرني... دفنت وجهي على الكنبة وأنا أبكي... شاهقت بصوت مسموع... حسيت فيه قريب مني... مسك وجهي بين يديه وأجبرني أناظره...
همس: الخنساء... أنا آسف... بس إنتي أجبرتيني...
شاهقت وأشرت: خلاااص... خلاااص أنت مو مجبور تعيش مع خرسا... طلقني وأرتاح... وروح تزوج إلي تحبها...
مسك يدي يقاطعني: ومن قال إني مجبور أعيش معك... هذا الشيء ما جا إلا برضاي... أنا بإقتناع وافقت عليك... وبإقتناع إتفقنا نبدا صفحة جديدة...
أشرت بوجع: عيييل ليش رسايلها موجودة بموبايلك؟! ليش؟!
جلسني جنبه وقال: أمسحي دموعك وناظريني... خلني أفهمك...
أشرت بنحيب: شو تفهمني عليه؟!
تنهد يقول بتعب: لما كنت توني بأوائل العشرينات... كانت عمتي دوم تعلقني ببنتها... ودوم تذكر بجمعات أهلنا إنها من نصيبي... أنا ما تكلمت بحكم إني قلت نزوة وبتنساها مع الأيام... نشوى ضعيفة ومهزوزة الشخصية وهي تابع وظل لأمها... كسرت خاطري حتى أرد عليها ومع مرور السنوات حاولت قدر ما أقدر أبتعد عن عمتي وبنتها... رسايلها هذي ما كانت إلا محاولة منها بس أنا أصدها بسكوتي... أدري المواجهة ما راح تنفع... وحتى إذا كلمت محمد... لأن المشاكل إلي بينهم تكفي...
أشرت أسأل: وليش ما مسحت هالرسايل؟!
مد يده يمسح دمعات تعلقت على خدي وضحك: وإنتي حارتنك هالرسايل؟!
نزلت وجهي ورجعت أرفعه أغير الموضوع: يعني ما تزوجتني شفقة؟!
همس: لا... أكيد لا...
ورجعت أقول: أمسح هالرسايل من موبايلك...
ضحك وهو يبوس جبيني: ما يصير خاطرك إلا طيب وبعدين هالرقم ما أستخدمه كثير...
أشرت بألم: وليش كنت تسمع لنشوى بالجبل؟! وحتى إنك ما دافعت عني...
ابتسم وهو يقول: وأنتي أعطيتيني فرصة أتكلم؟!
تنهدت بوجع وأشرت: وليد أنا... أنا خايفة...
ناظرني لحظة... لحظتين وسأل: شو إلي يخوفك؟!
أشرت وأنا أحس بالألم: خايفة من شو مصيري معك... خايفة يجي يوم وأنصدم... وأنصدم من...
نزلت يدي بكل ضعف... ضمني له وهو يهمس: إذا ما مديتي يدك لي ما بنقدر نغير من حياتنا... ثقي فيني وهذا هو إلي أطلبه منك... ثقي فيني يالخنساء...
هزيت راسي وأنا أسلم له مفاتيح قلبي... أمد يدي له بكل ثقة حتى يغير من حياتي... يغيرها للأحسن والأحسن...
* * * * *
|
|
|
07-11-2011
|
#54
|
الأربعاء...
21-11-2007...
الساعة 2 الظهر...
تركتني هدى عند باب البيت ورجعت لبيتها.. مشيت بكل رجفة للجناح والظرف الأصفر بين يدي... وبصورة آلية بدلت لبستي ولبست بنطلون ماسك وقميص أصفر شاحب فضفاض... وتركت شعري إلي طال لخصري مسدول بكل حرية... وأرتميت على السرير... رجعت أمسك الظرف الأصفر بين يدي... أرتعشت يدي وأنا أرجع أناظر إلي بداخل الظرف... خوف أنرصد بقلبي... خوف غير طبيعي حسيته يحوم حواليني...
أخاف أقول له يعصب... يشمئز... يتذمر... أو يصارخ علي... عذبت تفكيري لحظات بشكل وليد المعصب... ورجعت أهز راسي... لا... لا... ما راح يعصب... ليش أنا أستبق الأحداث؟! بخبره ووقتها بشوف شو بيكون ردة فعله... بس أخاف... أخاف يرفضه... أخاف أنصدم بردة فعله... بس لا... هو من طريقة معاملته لي الأسابيع الفايته يبين إنه مرتاح معي... عشنا أيام براحة تامة وبدون ما يتدخل أي فرد براحتنا... فترة عشناها أنا ووليد كل منا يحاول يرضي الثاني... يسعده... ويرسم البسمة بشفاته... وكان هذا قمة الأستقرار إلي كتبت لنا... صحيح هو يحاول يبين لي شو كثر أنا مرغوبة بس أبقى خايفة من ردة فعله هذي...
سمعت صوت باب الجناح ينفتح... تجرعت ريقي ووقفت مرتعشة... ناظرت الظرف لحظة... ولما حسيت بخذلان شجاعتي رميته بالدولاب... وطلعت لوليد إلي كان عند باب الغرفة...
ابتسم لما شافني... وباس خدي وهو يقول: هااا كيف فرفرتي أنتي وهدى بالسوق؟!
وناظر وراي يتوقع يشوف الأكياس... ناظرني مستغرب لأنه ما شافها...
أشرت بتردد: ما عجبني شيء...
ضحك وهو يرمي كاب العمل: صدق حريم... ذوقكم مرة صعب...
ابتسمت أتناسى موضوع الظرف وأنا أأشر: رجع عمي خالد؟!
طلعت لبسة له وأنا أسمعه يقول: أيوه رجع بس يقول ما يبي أكل... مو عاجبتني صحته هالأيام...
أشرت بقلق: ولا أنا... كله لما أسئله يرد علي تعبان وما يبي أكل... ولما يآكل يآخذ الشيء البسيط...
قال وليد: ببدل وبطلع أشوفه... وبغصبه نروح المستشفى...
أشرت: تمام بنزل لجدتي وبجهز الأكل بغرفة الطعام... لحد ما تقنع عمي يتغدا معنا...
نزلت لجدتي بغرفتها وهي تسبح بمسباحها... بست راسها وجلست أسمع سوالفها... وطلعت بعد دقايق أجهز الأكل... أشرت للخدامة تجيب العصير لحد ما أطلع لعمي خالد... أكيد وليد عنده إلحين... وأنا بالسلالم سمعت صوت صرخة عظيمة... انتفضت بخوف وركضت وأنا ما أدري ليش أحس إن هالصوت جا من غرفة عمي خالد... زادت دقات قلبي وأنا أدخل للغرفة...
شفت وليد مايل على عمي... ركضت لهم وجلست عند السرير...
أشرت: وليد... شو فيه عمي؟!
حسيت بوليد يرتجف وهو يحاول يتسمح صوت دقات قلب عمي... وتجاهل سؤالي...
فاجأني لما صرخ: أركضي للجناح وجيبي مفتاح سيارتي... يلاااا بسرعة...
وقفت بسرعة وأنا أحس بالربكة... من ربكتي طلعت السلالم ركض وأنا أحس بخوف على عمي... دخلت الجناح وأخذت مفاتيح وليد ونزلت بسرعة حتى كنت بطيح... بس مسكت بالدرابزين وصرت ألهث... ورجعت أركض لعمي... وكان وليد وهو والبواب يشيلون عمي للباب...
صرخ وليد: افتحي الباب...
جاتنا جدتي وشهقت تضرب صدرها: اللهم بسترك يا رب... وش فيه أبوك يا ولدي؟!
تجاهلنا جدتي وركضت أفتح الباب... وفتحت السيارة ولما حسيت بوليد يحاول يطلع...
أشرت: أنتظرني... بروح معك...
صرخ بعصبية وهو يناظر أبوه: لا... أجلسي مع جدتي...
وما أنتظرني أبعد عن السيارة وطلع... رجعت بخوف لوراي... ومن صدمة الموقف طحت على ركبتي أبكي... رجعت بعدها لجدتي وهي تلطم خدودها وتبكي...
تقول بخوف: اللهم أسألك العافية لولدي... أسألك العافية لولدي... ما ادري وش صار لأولادي حتى يمرضون مرة وحدة؟!... لا حول ولا قوة إلا بالله عليه العظيم... برحمتك يا رب...
جلست جنبها وما حسيت إلا وأنا أبكي وأسند جبيني على ركبتها... حسيت بالألم بكل جسمي... بالألم ببطني وظهري... فكرة وحدة تخلخلت بتفكيري... وهي إلي تجاوب على سؤال جدتي... أحس إني مسؤولة عن إلي يصير لعمي ووليد... من يوم جيت لهالبيت والألم والحزن يلاحقنا...
.
.
ما جانا أي خبر من وليد... مرت تقريباً ساعتين وما في أي إتصال من وليد... بالأخير قمت أدور على الموبايل وأتصلت بهدى تكلمها جدتي...
سمعت جدتي تقول وهي تبكي: إلحقوا فيهم يا بنتي... خلي سيف يلحق فيهم... ما ندري عن إلي صار لهم...
وبعد دقايق جاتنا هدى تدخل البيت وهي تدعي: اللهم أجعله خير... السلا م عليكم...
أشرت لها: وعليك السلام... منو جابك؟!
قالت: سيف وصلني قبل لا يتبع وليد بالمستشفى... شو صار؟!
أشرت بكل خوف ورعشة بلي صار...
جلست تقول تطمنا: لا تخافوا إن شاء الله ما فيه إلا العافية...
وقفت وطلبت رقم وأتصلت تقول: أيوه جلند هذا إلي صار... ألحق بوليد وسيف... ما ندري شو صار لهم... بس الله يخليك طمنا عليهم...
جلسنا على الكنب وكل وحدة تناظر الثانية وتطمنها... مرت دقايق مثل الساعات علينا... حسيت بدموعي تحرق عيوني...
سمعنا صوت من ورانا... لفتنا وقفزت أحسبه وليد أو جلند أو أحد يطمنا على عمي خالد... لكنها كانت لجين واقفة عند الباب ودموعها ماليه خدودها...
همست وهي تنتحب: شو... صار... لخالي خالد؟!
رحت لها بعد ما آلمتني حالتها... حضنتها ومشيت بها للكنبة وجلستها عليها... وأنا بنفسي أحس بخفقان قلبي طبول...
قالت هدى: من جابك؟!
همست وهو تبكي: أبوي... قلت له يوصلني هنا بعد ما رفض ياخذني معه للمستشفى... هدى... خبريني شو فيه عمي خالد...؟!
قالت هدى: والله مدري... مدري... هذا إحنا قلقانين وما ندري عن شيء... خلنا ننتظر إتصال من واحد من الرجال...
وتمينا جالسين حتى العصر... رحت أصلي ورجعت متسمرة جالسة عند التلفون أنتظر إتصال من جلند... حسيت بألم حاد بجسمي... وقفت وصرت أمشي بعصبية بالصالة...
أشرت لهدى: أتصلي مرة بجلند...
جربت هدى بدون كلام وكان يعطيها خارج الخدمة...
ومرت نص ساعة لما سمعنا صوت موبايل هدى يرن... كان جلند... تجمعنا حواليين الموبايل بعد ما عملته هدى على الصوت المسموع ((خخخ أقصد سبيكر))...
قال جلند: الحمد لله... أطمنكم ما فيه إلا العافيه... إغمى عليه بسبب إنخفاض بالضغط ونقص السكر...
أنتفضت وأنا أتذكر عمي يرفض يآكل بالأيام الأخيرة... أكيد السكر بينزل عنده...
قالت هدى: وهو إلحين بخير؟! مستوعب؟!
جلند: أيوه بخير... أستوعب قبل دقايق بس رجع ينام...
أشرت لهدى تسأل عن وليد...
قالت هدى: ووين وليد إلحين؟!
قال جلند: مع الدكتور... أنا بسكر إلحين... أسمعوا أرتاحوا ولا تحاتوا... عمي ما فيه إلا العافية...
تنهدت وأنا أجلس على الكنب وأرتمي عليها بتعب... تقلصت عضلاتي من الألم...
جاتني هدى وهي تهمس: الخنساء... قومي إرتاحي باين عليك تعبانة... قلتي لوليد...
لفت للجين إلي كانت جالسة مع الجدة وكل وحدة تطمن الثانية...
كملت هدى: خبرتيه عن الجنين؟!
غمضت عيوني وتنهدت... أشرت: لا... ما ناسبنا الوقت...
قالت هدى: تمام... أطلعي إرتاحي... واستخدمي المصعد... فاهمة؟!
هزيت راسي وأنا أمشي بكل تعب للمصعد... وأحس بجسمي متكسر... تعباااانة بشكل ما يوصف...
أرتميت على السرير ولفيت الفرش علي وأنا أبكي... مدري ليش أحس إني المذنوبة... مدري ليش أحس إني سبب كل إلي يصير لعمي ووليد...
* * * * *
|
|
|
07-11-2011
|
#55
|
.
{{... حاولت أداري حرقة الشوق فيني...
..وأسكت عن أحساسي ولا قول مشتاق
لكن "شوقك" دايمآ يحتويني!!
ويفرض علي أبوح بكل الأشواق...
... لو بك شوق ولهفة حنيني,,
أنا بخفوقي
(نار)
ما عاد تنطاااق...
ما عاد تنطااااااااق...}}
"مـ ـنـ ـقـ ـو ل"...
* * * * *
|
|
|
07-11-2011
|
#56
|
الساعة 4 العصر...
طلب مني وليد أجلس مع جدتي بالبيت لأنه هو بيجيب عمي من المستشفى... كانوا هدى ولجين أول الواصلين... وبعدها جُلند وطلال... جلسنا متجمعين بالصالة ننتظر وصول وليد وعمي سيف مع عمي خالد...
أرتمى جُلند على الكنب وتأوه يقول: أخخخ نعسااان...
لف طلال له: ليش؟! أنت ما نمت الصباح والظهر؟!
جُلند: لا ما جاني نوم... وأمس لأن المكان مستشفى وغريب علي ما نمت إلا بعد صلاة الفجر... وبعد نوم متقطع...
قالت هدى: أوكي قوم وروح غرفة الضيوف ريح لحد ما يوصلون...
هز راسه بلا: بنتظرهم...
وصلح جلسته لما دخلت لجين... مشت شوي وتخبت جنب جدتي وهدى...
ولاحظت وقتها نظرات جُلند إلي ما فاتتني وهي تلاحق لجين... وجلست لجين بكل هدوء وبدون صوت غير عن عادتها...
جلسنا دقايق وسمعنا صوت الباب ينفتح... دخل عمي سيف وهو يسند عمي خالد... إلتمينا عليهم وإحنا نتحمدله بالسلامة...بالبداية باس راس جدتي وهو يطمنها وهي تدعي له بالعافية...
تقول وعيونها تلمع: سلامتك من المرض والطيحات يا ولدي... هذي سوات قلة الأكل... الله يهديك بس... الله يهديك... ما تشوف شر يا ولدي... اليوم أنا والشغالات محضريلك الأكل الزيين...
همس لها عمي وهو يضحك: يمه... هالطيحة مو من قلة الأكل و...
قاطعته وهي تهدد: لا وليد خبرني عن وش الأكل إلي زين لك ومو زين؟! وأنا بنفسي إلي بطبخه...
باسها عمي على راسها وهو يقول: الله يخليك لي يا يمه...
وجا دوري بعد جدتي... حضنت عمي وأنا أبكي... ريحته من ريحة أبوي... ووجوده بلسم بحياتنا أنا ووليد وجدتي...
قالي بإبتسامة شاحبة: كيفك يا بنتي؟!
أشرت: بخير... بخير... وأنت؟! وجهك شاحب...
ابتسم: أنا الحمدلله بخير وعافية ألم بسيط وبيروح...
سمعت لجين تقول وهي تنقر على كتفي: الخنساء كفاية أتركي خالي شوي...
ولما انسحبت أرتمت لجين عليه تبكي... ضحك عمي عليها وهي تشاهق...
هدهدها وهو يهمس: يلللاا يا لجين... وقفي بكى... ههههه كل هالبكى لي أنا؟!
همست وهي تشاهق: أيوه... أيوه... إذا صار لك شيء أنا بموت... أنا من لي غير خالي خالد؟!
ضحكنا عليها ودمعت عينا بنفس الوقت...
قال عمي سيف يضحك: وأنا يا لجينووووه مو مالي عينك؟!
مسحت لجين دموعها وهي تقول: أنت مالي عيون زوجتك بس خالي خالد ما يملي غير عيوني أنا...
رجعنا نضحك عليها بنفس الوقت دخل وليد ومعاه عمتي وبنتها نشوى...
قال: السلام عليكم...
اختفت إبتسامتي لما شفت ست الحسن والدلال... الإبتسامة شاقة وجهها من ذي الأذن لذي الأذن وهي تتمخطر جنب وليد... سلمت على عمي بدون مبالاة... سبحان الله غير هالإنسانة... جلست جنب أمها وهي تتدلع...
قالت وعيونها تتسمر على وليد: سلامتك يا خالي ما تشوف شر...
قال عمي يبتسم بضعف: الله يسلمك... الشر ما يجيك...
جلس وليد جنب جُلند وبدوا يتهامسون وأنا ركزت على الأخت نشوى وعمتي...
قالت عمتي: إيه والله قلبنا قفز من مكانه لما سمعنا إنك طحت عليهم...
ابتسم عمي مرة وهو يقول: الحمد لله ما فيني إلا العافية... كان ألم بسيط وراح...
قالت عمتي بصوت خفيف وهي تناظرني: ترى شو بيجي من هالإنسانة غير النكد؟!
ابتسمت لها فوجهها وعمي سيف يصرخ عليها: سلمممى خلك من هالكلام... وإلا...
قاطعته وهي تتأفأف: أووووف... ما قدرنا نقول حاجه غير قفز بوجهي... شو أنت محاميها؟!
عمي سيف بعصبية: إيوه... مو عاجبك؟!
إرتجفت بقهر وخاصة إنها تفشلت قدام أولادها... وشالت عمرها وقامت طالعة تكلم على قولتها بالموبايل...
همست لي هدى: أخخخخ عرف سيف كيف يأدبها...
لكن أنا ما كنت منتبه لها كل تركيزي على الأخت إلي عيونها بطيح وهي تناظر وليد... لا إلا هذي... كان نفسي أقوم وأمرر أظافري على وجهها بكل برود ولذة... بس جلست شوي وقمت فجأة بعد ما طفح الكيل... كان وليد جالس وعلى يمينه جلند بكنبة لثلاث... وسع لي وهو يناظرني جايه لعنده...
جلست ساكنه لحد ما جات عمتي وجلست... وبعدها تحركت وأنا أنقر على ركبة وليد... لف لي وناظرني متساءل...
أشرت بدلع: وليد... مو وقته نبشر أهلنا؟!
ابتسم جلند وهو يناظرنا: هااااا... بشو تبشرونا؟!
قفزت هدى بالنص وهي تبتسم إبتسامة حلوه: إييييه والله صح تذكرت...
ناظرها جلند يقول: وأنت تدرين بالبشارة؟!
هزت راسها بحماس... قال طلال وهو يضحك: خلاص... خلاص عرفت... ما يبيلها تفكير...
قالت جدتي وهي شوي وتقفز: أنا عرفت وش هو... أكيييد حامل...
ضحكت بخجل وخاصة إن الكل ناظرني... شفت البسمة والفرحة ترتسم على عيونهم وشفايفهم إلا ثنتين أصطملوا وسكتوا...
قال وليد يضحك بحلاوة: أيوووه يا جدتي... بيشرفنا طفل صغيرون أخيراً بهالبيت بعد 30 سنة...
هزت جدتي راسها وعيونها تلمع: إيه والله ياولدي... إشتقت لطفل يحبي ويتراكض بهالبيت...
ضحكت وأنا شوي وأبكي ... ووقفت بنفس الوقت إلي وقف فيه وليد ورحنا لجدتي وحضناها وهي تبكي...
قال وليد: يمه... وأخيراً تحققت منيتك... تبكين؟!
مسحت دموعها بطرف شيلتها وهي تقول: إيه والله أمنيتي أشوف ولادك قبل لا أفارق هالدنيا...
قال وليد: بعد عمر طويل يا يمه...
وأنتقلت لعمي خالد وهو يقول بكل فرحة: ليش ما خبرتوني بهالبشارة؟!
قال وليد: ههههه... وحدة وحدة يا أبوي...
شفت عمتي وبنتها يتهامسن وهن بعدهن مصدومات... وأبتسمت بكل برود وتريقة...
ما إهتميت وجاتني لجين وهي تقول: مبرووووووووووووك... إذا جات بنت سميها لجين... أوكي؟!
ضحكت وأنا أهز راسي بلا وأشرت: لا حبيبتي تبيني أسميها عليك وبتجي رجه مثلك؟!... لا بنتي إبيها هادية...
ضحكت وهي تقول بغرور: يحصلها تكون مثلي... لا يا حبييتي ما بخليك... غصباً بتسمونها علي...
هزيت راسي بلا... وضحكت وهي تهمس: بنشووووف يالخنساء... والله بحش راس جدتي تسميها علي...
ضحكت عليها وسكنت مرة وحدة خجل وانا أتلقى الإبتسامات والتبريكات من عمي سيف وطلال وجلند...
طلال: إية ولله وكبرنا... أقول الخنساء... إذا جا ولد سميه علي...
قال وليد: هالي ناقص؟!
ضحكنا عليهم... قال طلال: أخخخخ... تحطيم من البداية يا ولد الخال؟!
قال وليد يضحك: أكيد... وشو أنا مجنون أسمي ولدي بأسمك... عز الله عيل بيركد هالبيت إذا طلع عليك... أبيه على أسم أبوي... خالد بن وليد... مو أسم كشخة؟!
قال عمي سيف يجرب: فكر بولدك إذا تزوج وخلف بيسميه وليد... والسلسلة متابعة... وليد بن خالد بن وليد بن خالد...كذا ما بنخلص...
قال جُلند يضحك: لا بصراحة حلو كذا... أما إذا جات بنت فسمها...
قاطعه عمي خالد يقول بإبتسامة: سميها سارة... على إسم أمك الله يرحمها...
سكتنا مرة وحدة لما شفنا نظرة وإبتسامة الحزن على عمي...
أشرت بكل حلاوة وأنا أبوس يد عمي: ما يصير خاطرك إلا طيب يا عمي... أسم سارة حلووو وعجبني...
ابتسم عمي خالد... ولمعت إبتسامة فرح على عيونه...
رجعت أناظر عمتي وبنتها... أبتسمت وأشرت: مو مباركين لي يا عمه؟!
ناظرتني بشر وهمست: على شو يا حسرة؟! على خرسـ...
سكتها وليد بكل قوة حتى إنه فاجأني: عمتي...
سكتت عمتي بحرة أما أنا تساءلت شو كانت تبي تقول بس ما أهتميت... ورجعت أمسك يد وليد بكل تملك قدام عيون نشوى...
* * * * *
.
.
.
((يتبع))
|
|
|
| | | | | |