|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
(8)
لم يأخذ جسدي كافية من الراحة، وتيقضت مبكرة جداً يجب أن أهتم بإياد، له أوقات للوجبات مخصصة، كل ساعتين إذا لم أحضرها نداءه الباكي سيجعلني أركض لإعداد وجبته وأخذت درسي في صنع الحليب والعناية اللازمة به وفي إدارة المنزل بشكل عام، من الجيد أن المساعدة الفلبينية سري وصلت قبل قدومي ب إسبوع واحد فقط لن أحمل في ذراعي المهام المنزلية، ويتعين علي أن أكون أم في فترة غياب صفاء مودة سرقها النوم أكثر وبقيت برفقة إياد حتى عاد للنوم من جديد سيؤنس وحدتي في الصباحات الطويلة ذلك الصغير بمشاغباته، ومناغاته يبلغ من العمر ستة أشهر وله ملامح لطيفة للغاية، وحجم صغير يشعرني بأنه مازال في سن صغيرة بعد صلاة المغرب من يومي الغريب جداً والجديد أيضاَ في كل شيء تحققت أمنيتي الأولى، رُفع عن فيصل الحجر الصحي ولكن عدد الزائرين مقنن وبإحترازات ممنوع علينا الاقتراب منه أو السلام عليه. طوال الطريق كنت أتبادل الأحاديث مع فهد و بعقل مشتت لا يربط بين مقدمة الحكاية وأخرها أمسك على يدي عند وصولنا لمركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال ينبهني عن الذي قد أراه :شدي حيلك سلطان يحتاج نكون أقوياء و نوقف معاه، وفيصل الله يحفظه مو صغير ويفهم انتبهي على نظراتك ترا نص وجهه ما يقدر يتحكم فيه. لماذا لم تخبرني مسبقاً عن هذا الأمر، لماذا تصفعني بالحقيقة عند الباب بالتحديد لا مجال لتعيين ماهو شعوري، لكني التزمت الصمت ثم طمئنت مخاوفه: ماعليك أختك شجاعة تبسم في وجهي متهكماً ثم ترجلنا إلى حيث لهفتي قمت بغسل يدي جيداً وبعد التجفيف وضعت المعقم كما فعل فهد وتبعته ثم طرقنا الباب أسمع هدر نبضي في أذني، أنا أشتاق جداً، والآن أخاف من ردات فعلي، يجب أن تكون مدروسة. قبلت رأس سلطان ويده وعانقني بذراع واحدة كعادته محياه هزيل، يفتعل الانشراح، هالاته تفضح إعياءه و تنتشر بشكل واضح : نورت الرياض بزوارها والله يحيي اللي جاها منورة بك و اشتقت إليك، ولا بأس على فيصل طهور إن شاء الله نثرت ردودي سريعاً أريد أن أرى فيصل من خلفه كان على حق فهد حين قام بتحذيري احتجزت غصة في حنجرتي جعلت صوتي يظهر متقطعاً وأعدته بعد نحنحة بسيطة: فصولي ياعمري وحشتني، الله يحفظك لنا يارب أجاب بصوت متعب بشكل لا يصدق، وضعيف ليس كما أعتدت عليه : إنتِ أكثر، الحمدلله عالسلامة سلامتي ناقصة من أجلك يا فرحة تنتشر في الأرض وتكفيها : الله يسلمك ارتاح يا بابا مو ضروري تجلس تمدد أريح لك نصف وجهه لا يستطيع التحكم به، مصاب بالشلل، ارتخت عضلاته بسبب وصول الخلايا السرطانية إلى رأسه. بدأت جلسات علاجه الكيماوي، وأسر لي فهد خلسة عند دخول الممرضة من أجل تركيب مصل علاجي جديد وهي تسأله عن رقم الملف وووو أن وجهه سيعود كما كان، وبعد الكيماوي ستنخفض المناعة، وسيعطى دم جديد وصفائح دموية جديدة ونرجوا من الله أن يعيده لنا سالماً الحق أقول لا أريد معرفة المزيد، ليست بي طاقة لتحمل هذه الفواجع المتتالية عُدنا وكانت تنتظرني مودة، تتقصى الاخبار، خذلني لساني في ترتيب جواب مناسب اختزلت الأجوبة بـ بخير أخذت تحادثني عن الواقعة حين بدأت/ في يوم من الأيام كان يشكو من نزيف متواصل في لثته وطبيب الأسنان اكتفى بإعطاءه علاجات بسيطة، ثم بدأ يشكو من صداع حاد أخذ مسكن للآلام لاعتقاده أنه بسبب نقص النظر وفي ذات الليلة بعد أن كان الجمع نيام، أراد الذهاب لوالدته بعد أن اشتد عليه الوجع اصطدم بالذي أمامه و وقع فز سلطان إثر الصوت المُحدث في الخارج، وجده واقعاً في أرضه، يفتح عينيه لأقصى اتساع، ويحاول النهوض يقاوم المحدثات والوجع وحين سأله سلطان عن الخطب، أجاب بصوت واهن أنه لا يرى شيئاً تُفني ثباتي هذه الصبية ذات الـ الخمسة عشر عاماً.. |
09-04-2020 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
(9)
8ديسمبر 2015 م لا يقاسمني اليوم قلب بهذا السعد عائلتي في طريقها للقدوم إلينا فيصل لديه سويعات يستطيع بها الخروج من المشفى من 6 ل8 ساعات لا توجد بها علاجات فيمكنه القدوم إلى المنزل كيف مضى الشهر الماضي حتى أني لا أعرف كيف بدأ و انقضى كبُر إياد عن سابقته، وأصبح شديد التعلق بي الوقت الأكثر مللاً بالنسبة لي وقت العصر يعود الطلبة من صفوف الدراسة للنوم، وسري تكمل مهامها المنزلية و أبقى بمفردي، أهاتف عائلتي ثم صديقاتي وينتهي الكلام يأتيني إياد نلعب كما لم أفعل طيلة مسيرة حياتي أحبو تارة، و أباغته تاره ويملئ الدقائق بضحكاته المنشرحة من أوقات السعد التي تمر، بعد عودة فهد من مقر عمله يأتيني أولاً قبل المرور لمنزله نتبادل الاحاديث والضحك والحوارات وشكوى مطولة من موظفيه وبعض العثرات التي تحدث في معمعة الوقت الحالي و أطبطب على شكواه كعادتي أحادث سلطان و يخبرني بالمستجدات كل ليلة و أفشيه خبراً عنا/ في كل يوم نتحادث ليلاً حتى وقت متأخر عالمه في المشفى مليء بالحالات التي تجلب المأساة، وفي مقر عمله يتحمل مسؤوليات عظيمة ومشاكل لاتنتهي ذات مرة حادثني ناقماً على ولي أمر طفل في الحجرة المجاورة رفض أن يتلقى طفله علاج كيماوي و اكتفى بالعسل وماء زمزم والرقية الشرعية لم يقاوم جسده الصغير وانتقل إلى رحمة الله في أيام قليلة بقدر حزنه على الصبي و والده إلا أنه ناقم في ذات الوقت لا نعترض على قضاء الله وقدره و لم يكن يتعارض أن يعالجه في الجهتين، إلا أنه توكل فقط ولم يعقلها جثوت على أرضي أقبّل قدم والدتي ثم والدي لشدة فرحي يدي لا تستطيع إحكام القبض على أي شيء أزلت الشوق، وكأن المسافات التي خُلقت بسبب الظرف لم تعد حية، قُتلت بهذا اللقاء سأبث عني سراً/ في ليلتي الماضية لشدة فرحي كنت أرقب الوقت و لا أريد النوم مطلقاً كما أني أرغب بشدة بالنوم بين والدتي و والدي ويمنعني عمري الذي وصلت إليه مزاجي في مكانه بعد هذا الوقت من الصراع الذي كنت أمارسه بعد أن عاد فيصل و سلطان إلى المشفى وخلد والداي إلى النوم بقي السمر من حصتنا أنا وسارة و مودة الليالي شاتيه و أشبه ما تكون بنافذة لبوابة شعريه وموسيقية وهذا ما فعلناه بدر ذو التسع اعوام انضم إلينا مؤخراً ولو أنه كثير الصمت إلا أنه شاركنا المرح رؤية فيصل في المنزل كان لها الأثر الكبير عبدالوهاب ( خمس أعوام) لا يجيد التوقف عن تكرار السؤال ( فيصل متى يعود) هذه المرة كان يضحك ويحكي لسارة عني حين ألزمته بكتابة درسه حرف الضاد أخذ كتابه إلى سري وألزمها بكتابتها بدوت حمقاء في حينها إذ أني أتابع دروس بدر وعيني لا تبتعد عن إياد استغفلني إليها وكتبت له هي بدورها إياد في غياب والدته يرفض الإقبال إلى أحد ولا يريد إلا أن يكون محمولاً أعلم أني سبب الدلال والآن أجني ثماره ما إن يضع قدمه على الأرض حتى يقوم بتصنع البكاء أحمد الله أن له قد صغير وإلا لما استطعت الاستمرار بحمله لوقت طويل.. حلّ الفجر ونحن في مقعدنا، ويبدو أننا نقوم بالبث إذا أقبلت والدتي بوجه ناعس: لسى ما نمتوا اختبأت بشغب خلف الوسادة التي بجواري أجيبها: أنا نايمة رائحة هذا الصباح، لا تشبه رائحة صباح قد مضى قط...
|
|
|