![]() |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
لِأَنَّهَا اِمْرَأَةٌ
يَتَشَبَّثُ اَلْحُزْنُ عَلَى خَصْرِهَا وَيَنَامُ أَحْيَانًا فَوْقَ لِسَانِهَا حَتَّى ظَنَّتْ أَنَّ ذَلِكَ اَلصُّرَاخِ اَلَّذِي لَا تَسْتَطِيعُ إِخْرَاجَهُ مُوسِيقَى يُرَاقِصُ أَحْزَانَهَا هِيَ لَا تَدْرِي مَا اَلْخِذْلَانُ مَا تَعْرِيفُهُ ؟ مَا لَوْنُهُ ؟ مَا اِسْمُهُ اَلْمَجَازِيُّ ؟ لَكِنَّهَا تَدْرِي إِنَّهُ يُحِبُّهَا كَثِيرًا رُبَّمَا هِيَ لَعْنَةٌ أَوْ ضِحْكَةٍ خَرَجَتْ فَجْأَةَ عِنْدَ اَلْبُكَاءِ لَكِنَّهَا مَا زَالَتْ صَامِتَةً صَامِتَةً حَتَّى ظَنَّ ثَوْبُهَا اَلْمَلِيءُ بِالْوُرُودِ أَنَّهَا عِنْدَمَا تَبْكِي تُمْطِرُ . - أَحْمَدْ قَاسِمْ ![]() |
![]() |
#2 |
![]() |
![]()
أزهارٌ صفراء توسِّع ضوء الغرفة. تنظر
إليّ أكثر مما أنظر إليها. هي أولى رسائل الربيع . أهْدَتنِيها سيِّدةٌ لا تشغلها الحرب عن قراءة ما تبقَّى لنا من طبيعة متقشفة. أغبطها على التركيز الذي يحملها إلى ما هو أبعد من حياتنا المهلهلة... أغبطها على تطريز الوقت بإبرة وخيط أَصفر مقطوع من الشمس غير المحتلة. أُحدِّق إلى الأزهار الصفراء ، وأُحسّ بأنها تضيئني وتذيب عتمتي ، فأخفّ وأشفّ وأجاريها في تبادل الشفافية . ويُغويني مجاز التأويل : الأصفر هو لونُ الصوت المبحوح الذي تسمعه الحاسة السادسة. صوت مُحايدُ النَّبرِ ، صوت عبّاد الشمس الذي لا يغيِّرُ دِينَه . وإذا كان للغيرة – لونِهِ من فائدة ، فهي أن ننظر إلى ما حولنا بفروسية الخاسر، وأن نتعلم التركيز على تصحيح أخطائنا في مسابقاتٍ شريفة ! — محمود درويش |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() |
![]()
إنَّ سمائي رماديَّةٌ
ورماديَّةٌ مثل لَوْحِ الكتابة, قبل الكتابة. فاُكُتُبْ عليها بحبر دمي أَيَّ شيء يُغيِّرُها : لفظةً... لفظتين بلا هَدَفٍ مُسْرِفٍ في المجاز . وقُلْ إنَّنا طائرانِ غريبانِ في أَرضِ مِصْرَ وفي الشام.قل إننا طائران غريبان في ريشنا . واكتُبِ اُسميَ واُسمَكَ تحت العبارة..... — محمود درويش |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() |
![]()
لا شيءَ إلاَّ الضوء,
لم أوقفْ حصاني إلاَّ لأقطف وردةً حمراءَ من بُسْتَان كَنْعَانَيَّةٍ أَغْوَتْ حصاني وتحصَّنَتْ في الضوء: ((لا تدخُلْ ولا تخرجْ))... فلم أَدخلْ، ولم أَخرجْ وقالت: هل تراني؟ فهمستُ: ينقصني، لأعرف، فارقٌ بين المسافر والطريق, وفارقٌ بين المغنِّي و الأغاني... — محمود درويش |
![]() |
![]() |
#5 |
![]() |
![]()
يمشي على الغيم في أحلامهِ، ويرى
ما لا يُرى. ويظنُّ الغيمَ يابسةً... عالٍ هو الجَبَلُ أعلى وأبعد. لا شيء يُذكّرُهُ باللامكان، فيمشي في هواجسهِ يمشي... ولا يصلُ كأنه هوَ، أو إحدى صفاتِ "أنا" وقد تقاسمها الضدّان بينهما: اليأسُ والأملُ كان الضبابُ كثيفاً في قصيدته وكان يصعدُ من حلمي، فقلتُ لي: عالٍ هو الجبلُ! — محمود درويش |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() |
![]()
بدأ الأمر عندما اعتدتُ الهروب
كمحاولة مني لنسيان صدمات متتالية تلقيتها في عمر فتيّ .. بدأت أهرب من التجمعات العائلية زيارة الجد والجدة جلسات صديقاتي ، ودردشاتهن على مواقع التواصل الاجتماعي سهرات عائلتي الدافئة هربتُ من الشبابيك المفتوحة ، والأيادي الملّوحة وحتى من نَفسي ، تلقّيت صفعةً أفاقتني شعرتُ بأن البرد باتَ يأكل لحمي ، فعدتُ أبحث عنّي تخلّيت عن عادة الهروب ، علّني أَجد نفسي وما أن وجدتها عثرت على عبارة ملتصقة بجلدي بطريقةٍ لم أستطع إزالتها " أنثى اعتادت الغياب " بينَ الهروب والغياب كخليطٍ من الماء والنار في لعبةٍ كونية لتنجو من الاشتعال عليكَ أن تموتَ غرقاً لا مفرّ من أحدهما . قبس.. |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() |
![]()
أَتعرفني سألتُ الظلَّ قرب السورِ ،
فانتبهتْ فتاةُ ترتدي ناراً ، وقالت : هل تُكَلِّمني ؟ فقلتُ : أُكَلِّمُ الشَبَحَ القرينَ فتمتمتْ : مجنونُ ليلى آخرٌ يتفقد الأطلالَ ، وانصرفتْ إلى حانوتها في آخر السُوق القديمةِ ههنا كُنَّا . وكانت نَخْلَتانِ تحمِّلان البحرَ بعضَ رسائلِ الشعراءِ … لم نكبر كثيراً يا أَنا . فالمنظرُ البحريُّ ، والسُّورُ المُدَافِعُ عن خسارتنا ، ورائحةُ البَخُور تقول : ما زلنا هنا ، حتى لو انفصَلَ الزمانُ عن المكانِ . لعلَّنا لم نفترق أَبداً - أَتعرفني ، بكى الوَلَدُ الذي ضيَّعتُهُ : (( لم نفترق . لكننا لن نلتقي أَبداً )) وأَغْلَقَ موجتين صغيرتين على ذراعيه ، وحلَّّق عالياً فسألتُ : مَنْ منَّا المُهَاجِرُ — محمود درويش |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() |
![]()
لنا الذكرياتُ، وللغزوِ ترجمةُ الذكرياتِ إلى أسلحهْ
ومستوطناتْ. أما زلت تؤمن أن القصائد أقوى من الطائراتْ؟ إذن، كيف لم يستطع امرؤ القيسِ فينا مواجهة المذبحهْ؟ سؤالي غلطْ لأنَّ جروحي صحيحهْ ونطقي صحيحٌ، وحبري صحيحٌ، وروحي فضيحهْ أما كان من حَقِّنا أن نكرّس للخيل بعضَ القصائد قبلَ انتحار القريحهْ؟ سؤالي غلطْ لأني نمطْ... هنا نستطيع انتظارَ البرابِرة المؤمنين بجحشٍ توقف في أرضنا قبل ميلاد عيسى عليه السلام، وأسَّس دولته بعد ألفي سنهْ. أتحسب أن الزمانَ يُضَيِّعُ حَقَّ الحمير بقتلِ العربْ.. — محمود درويش |
![]() |
![]() |
#9 |
![]() |
![]()
نَحْنُ أوراقُ الشَّجَرْ,
كلماتُ الزمنِ المكسورِ ’ نَحْنُ النايُ إذ يبتعدُ البيتُ عن الناي . ونَحْنُ الحقلُ إذ يمتدُّ في اللوحةِ ... نحنُ نحن سوناتا على ضوء القمرْ نحن لا نطلب من مرآتنا غيرَ ما يُشبهنا, نحن لا نطلب من أرض البشَرْ موطئاً للروحِ , نحن الماءُ في الصوت الذي سوف ينادينا فلا نسمعُ . نحن الضفة الأخرى لنهرٍ بين صوت وحَجَرْ نحن ما تنتجُهُ الأرضُ التي ليستْ لنا نحن ما نُنتجُ في الأرض التي كانت لنا نجن ما نترك في المنفى وفينا من أثَرْ نحن أعشابُ الإناءِ المنكسِرْ نحن ما نحن وَمَنْ نحنُ ’ فما جدوى المكان — محمود درويش |
![]() |
![]() |
#10 |
![]() |
![]()
للصمت نميمة الجدران، ووشاية الفراغ للفراغ. وللصمت صوت العتمة التي تنساب وتنساح بهيبة جيش سريّ المواقع. وللصمت هَسِيسُ حاسَّةٍ تتطلّع إلى وظيفة حاسة أخرى بين النوم واليقظة. الصمت تَـأْتَـأَةٌ ثرثارةٌ بين عناصرَ لا تتقن الكلام. الصمت ما يتناهى إلينا من قَهْقَهَةِ عاصفةٍ بعدما أدَّت واجبها العبثيَّ بنجاح. الصمت طنين يحوِّل غرفة النوم غابة أشباح.
— محمود درويش |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
بخاطرة, حضوركم, صدم, قصيرة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إن الإنسان قبـل الحب (( شيء )) وعنـد الحب (( كل شيء )) وبعـد الحب (( لا شيء )) | لذهـ غرآآآم | …»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… | 20 | 07-16-2009 09:30 PM |
شيء غريب | سراب | …»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… | 11 | 02-19-2009 12:07 AM |
دعوة لم يدع بها مسلم في شيء قط ، إلا استجاب الله له ( مع اضافة تجارب واقعية) | εϊз šαđέέм εϊз | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 19 | 02-15-2009 11:40 AM |
ااسماء الله الحسنى | ضحكة خجوله | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 8 | 01-22-2009 08:13 PM |
سوتشي الروسية .. كل شيء فيها يلفت النظر | εϊз šαđέέм εϊз | …»●[معــالـــم تاريخيــهـ وسيــاحيــهـ]●«… | 4 | 01-05-2009 04:18 PM |
![]() |