الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-2011   #41


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:24 PM)
آبدآعاتي » 658,786
الاعجابات المتلقاة » 957
الاعجابات المُرسلة » 358
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





الحلقة 47



(درب الحكمة )

"هيا تحرك ايها الغبي ولا تمازحهما اكثر".
قلت لمرح : ـ لا تغاري.. وخطوت باتجاه الحوريتين. وامسكت بيدي مرح وقالت لا تفعل ذلك فسحبت يدي وانا اضحك واقتربت اكثر .
قالت فاده : ـ "ماذا تريد" ؟ قلت مبتسما : ـ اود ان اقبلك قبلة الوداع واشكرك على مساعدتنا .!! قالت ناده : ـ "اتريد ذلك فعلا" ؟ قلت : ـ نعم اود ذلك قالت فاده : ـ "أتريد أن تقبلني أم تقبل ناده"؟ فقلت: ـ كلاكما معاً.. قالت ناده: ـ "لك ذلك.. إقترب وأفعل". وما ان اقتربت خطوة واحدة الى الامام حتى تحولت فاده امام عيوني الى افعى سوداء، إقشعر بدني وعدت الى الخلف مذعورا، وانا لا اعي ما حدث، واسرعت باتجاه الجسر، ونظرت خلفي وانا على الجسر ورايت فاده وناده تضحكان، وتشيران بيدهما نحونا وكانما تقولان: "مع السلامة". لحظات وكنا بالاتجاه الاخر للنهر
وقالت مرح: ـ "بتستاهل يصير فيك اكثر من هيك، واحد "حمار" مثلك ما بسمع النصيحة" . قلت وما زال الخوف يعتريني: ـ كيف انقلبت هذه الحورية الى افعى بهذه السرعة ، كيف عرفت يا مرح فانت كنت خائفة منهما ولم تكوني خائفة من "برصاد" بهذا القدر. قالت: ـ "لقد عرفت من اللحظة الاولى، ولم استطع ان اخبرك فانت كنت مبهورا مجذوبا بجمالهما وتوأم بهذا التشابه الكبير معروف في عالمنا بانه لا يكون الا للافاعي، فلايغرنك جمال لا تدري ماذا يخفي خلفه، فهيا نسرع لنصل قبل غروب الشمس، فلو وقعنا بقبضتهما لذقنا من اصناف العذاب ما يميتنا الف مرة في المرة الواحدة". واخذنا نسير ونشق طريقنا من بين الاشجار وصوت الشلال يلاحقنا، وما كادت الشمس تبدأ بالغروب حتى تلاشى صوت الشلال، ولم نعد نسمعه، وشعرنا بالامان وسرنا قليلا، لم تكن الشمس قد غابت بعد . لنجد انفسنا وسط ارض واسعة، كلها زهور وورود من كل الاصناف على مدى رؤية العين، تفوح منها روائح زكية تنعش الروح وتنشطها، ومددت يدي لاقطف وردة، وكذلك فعلت مرح، ولكن صوتا اتى من الخلف قال:" لا تفعلوا ذلك..". التفتنا الى مصدر الصوت وكان صادرا عن شيخ كبير في السن، يتوكأ على عصا ويجلس تحت اقدامه نمر لم ار اضخم منه، ولم اكن لاتصور ان نمرا يكون بهذه الضخامة. قال العجوز: ـ انا اسمي "نيركا.". واشار الى النمر.. ـ وهذا مساعدي "نار"، منذ الف عام وانا احرس هذه الحدائق، ولم يكن ليستطيع أن يشم رائحتها احد، ومجرد التفكير في ذلك كان يكفي لتكون نهايته، أيا كان ومن أي عالم كان، ولكن امر من لا يعصى لهم امر صدر لاسمح لكما بالمرور من وسط هذه الزهور، ولكني احذركم بانه لو اشرقت شمس الغد وما زالت انوفكم قادرة على شم رائحة ورود هذه الارض، فاعلموا ان "نار" سيستقبلكم بطريقته، هيا اغربوا عن وجهي، واتبعوا الورد ذو اللون الابيض لتستطيعوا الخروج من هذه الارض.". واشار بيده الى شجرة وقال: ـ" ان احتجتم الى طعام وماء، فتحت هذه الشجرة تجدون ما تحتاجونه.". ووضع العجوز يده على راس النمر، وهب النمر واقفا، وسارا مبتعدين عنا، وتوجهنا الى الشجرة فوجدنا الطعام والشراب، واكلنا وسرنا وتبعنا الورد الابيض، وكنا قد خرجنا من ارض الورود قبل شروق شمس اليوم الثاني بكثير، ولكن رائحة الورد ما زلت تفوح، وابتعدنا اكثر حتى اننا لم نعد قادرين على شم رائحة الورود، وجلسنا نستريح قليلا، واخذت قسطا من النوم ولم افق الا على اشعة الشمس تداعب وجهي، لارى حولنا اسراباً من الحمام لا تعد ولا تحصى، وترى على مدى رؤية العين، وظهرت امامنا امراة كبيرة مسنة ، لا يبدو عليها الهرم، تسير بخطى واثقة نحونا وكانها ملكة، ويحلق الحمام من فوق راسها ، حنان وحب العالم باسره في عيونها، اقتربت وقالت: ـ " يا ابنائي اهلا وسهلا بكم، انا اسمي الام "نرامارا"، وانا المسؤولة عن هذه الاسراب من الحمام، فيا اولادي لم اكن لامنع احد بالمرور لو اراد ،ذلك، بالرغم من حزني وقلقي عليه من ان لا يصل في الوقت المناسب، حتى لا يحدث له مكروه،فيا ابنائي قبل ان ترحلوا بسلام ساعطيكم هذه النصيحة:

" لا تبحثوا عن شيء ليس لكم، والان ارجوكم ان تسرعوا وتبتعدوا عن هذا المكان قبل غروب الشمس، فلو غربت الشمس وما زالت عيونكم قادرة على رؤية حمامة واحدة في السماء من هذا الحمام ، فسيلحق بكم اذى لا اتمناه لاحد."
ارجوكم اسرعوا الان واذهبوا من هذا الاتجاه، ولا تبطئوا حتى يختفي الحمام عن ناظريكما.. هيا اذهبا بسلام .". انهت الام "نرامارا" حديثها، وكم كان جميلا وحنونا ودافئا صوتها، اسرعنا بقدر استطاعتنا لنبتعد عن المكان عملا بنصيحة الام "نرامارا " ....

واستطعنا ان نصل، وان يختفي الحمام عن أنظارنا في وقت ما بعد الظهر بقليل ، وبذلك نكون قد وفرنا الكثير من الوقت، واخذنا راحتنا، وأكملنا السير الى الامام وانا اجد متعة عظيمة بهذه المغامرة العجيبة، ومن بعيد ظهرت امامنا مدينة كبيرة بيوتها متواضعة . فسرنا ما يقارب الساعة حتى وصلنا مدخل المدينة، وكان يحيط بالمدينة سور لا يتجاوز ارتفاعه المتر، وكان لمدخل المدينة قوس كبير من الحجر .منظره مألوف، وتصميم البيوت ومنظرها من الخارج كالبيوت القديمة في عالم البشر . دخلنا القوس ، وكان هناك عدة اشخاص، جميعهم يرتدون اللون الابيض وباعمار مختلفة، يتحادثون مع بعضهم البعض، ولا احد يلتفت الينا ,انتظرنا ان يظهر لنا احد ويكلمنا لنعرف اين نحن، وما يجب علينا ان نفعله، كما حدث في المرات السابقة، ولكن لم يأبه بوجودنا احد، فسرنا على اقدامنا ,نتجول في شوارع المدينة المليئة بالاشخاص من كافة الاعمار، سرنا بينهم نسترق السمع احيانا لنعرف بم وعم يتحدثون، ونتفرج على البيوت المتواضعة جدا والمتشابهة، ولم يظهر لنا احد ولم يهتم بوجودنا احد، مرت ساعات واقتربت الشمس على الغروب ونحن كما نحن . قلت لمرح : ـ "اين نحن ؟"
ـ "علمي علمك، لا اعرف .
وماذا يجب ان نفعل؟ فالشمس اقتربت على الغروب ولا احد يأبه لوجودنا ,هل نحن في مدينة اموات و اشباح لا يرونا، او نحن الاشباح وهم الاحياء ولهذا لا يرونا ."
كلا انهم يرونا جيدا، ويشعرون بوجودنا، ولكنهم لا يأبهون بنا، او ان وجودنا لا يعنيهم.". ـ "ولم لا نسالهم ؟".
ـ" وعن ماذا سنسألهم ؟". ـ "عن الطريق للخروج من هنا ..". ـ اسال كما تشاء . اقتربت من احد الاشخاص وسالته : ـ "اخبرني اذا سمحت، اين نحن ؟" فرد : ـ "انت هنا، في المدينة .".
قلت : ـ "ولكن ما هي؟ وما اسمها؟ وكيف نخرج منها ؟". قال : ـ "من دخل إليها يعرف ما هي، وما اسمها ،ولا يخرج منها.". احترت بامره، وتوجهت لشخص آخر، وسألته، وأعطاني نفس الاجابة، فغمزت مرح وأشرت بيدي... لتفهم بأننا وصلنا إلى مدينة مجانين. وكررت سؤالي لاكثر من شخص , وكان سؤالي هو الجواب لسؤالي، . قالت مرح: ـ " اسمع يا حسن يجب ان تفكر بسؤال يوصلنا الى نقطة نبدأ منها اساله كيف يمكن ان نلتقي بكبير هذه المدينة ؟" سألته,فأجاب: ـ "اذهب الى بيته فتلقاه!! .". سالته : ـ" واين يقع بيته ؟". رد : ـ" بيته في المدينة هنا !!.". قلت لمرح : ـ "هؤلاء الناس مجانين، فكري بسؤال يوصلنا الى بيت كبير المجانين ..". تكلمت مرح وسألت بنفسها: ـ "هل بيته بعيد من هنا ؟؟". اجاب : ـ" لمن يعرفه فهو قريب، ولمن لا يعرفه فهو بعيد ...". قالت : ـ "وهل هو قريب منك؟ وهل تراه في عيونك ؟". قال : ـ "نعم قريب مني، ولا اراه حيث اجلس، فشدتني مرح وسارت الى مجموعة من البيوت التي تقع خلف الرجل الذي سالناه، ودقت على باب احد البيوت ,وخرجت لنا امراة!! وسالتها مرح :ابيت كبير المدينة هو احد البيوت التي على يسار بيتك ؟؟". فردت المراة : ـ" لو اردت ان يكون على يساري لكان !!!".
سالتها مرح : ـ "وهل البيت الخامس على يمينك هو بيت كبير المدينة .".
قالت : ـ لو سألت جار جاري لكان سؤالك هو الجواب . قالت مرح : ـ" هيا يا حسن لقد عرفته ..". وتوجهنا الى البيت السابع على يمين بيت العجوز .وطرقنا على الباب، وخرج لنا شخص ملتح وقال : ـ اهلا وسهلا تفضلا.. واجلسنا على مقاعد مريحة جدا، وكان بيته غاية في التواضع ومريح جدا ,مليء بالكتب، منظم، بغاية الدقة.. ودون ان يسالنا اي سؤال احضر لنا طعاما وماء وتركنا ناكل ونرتاح، وعلمنا اننا قد وصلنا غايتنا.. وبعد ان انتهينا وارتحنا ،
قال لنا : ـ انا اسمي "جيجار" ، وانا المسؤول عن هذه المدينة الكبيرة التي لم يدخلها احد وفكر بالخروج منها، بل فضل البقاء فيها لما يتوفر فيها مما لا يتوفر في أي مكان اخر، لن تفهموا معنى كلامي، او ما يوجد في هذه المدينة، فهذا لن يهمكم، ولكن ماعلمته عنكم بانكم يجب ان تخرجوا منها وأنا سأساعدكم قدر استطاعتي..لهذه المدينة عشرات الابواب .وانتم دخلتم من الباب الذي لم يدخله احد منذ توليت مسؤولية هذه المدينة، ولهذا لايمكن ان تخرجوا الا من باب واحد او تعودوا من نفس الباب الذي دخلتم منه، وانتم تعلمون ما معنى دخولكم وخروجكم من نفس الباب...الاوامر التي صدرت لي ان اعطيكم ثلاثة ايام من لحظة وصولكم الى بيتي للخروج من المدينة، وان انتهت الايام الثلاثة، فسيتم اخراجكم من نفس الباب الذي دخلتموه...والان ان كانت لديكم اسئلة فاسألوها وارحلوا ولا تضيعوا وقتي ووقتكم.". سألت : ـ "ما اسم هذه المدينة ؟". اجاب : ـ "انها (درب الحكمة )، ويسكنها من يبحث عن الحكمة من أي عالم كان ...". وسألناه عشرات الاسئلة، وكان يجيب عليها مباشرة ,حتى انتهينا .فوقف ورافقنا الى الباب، وقال: ـ "لا تنسوا ان اهل هذه المدينة لن يكذبوا عليكم في جواب أي سؤال تسالونه، وسيجيبون على أي سؤال ً و لن يجيبوكم، والان توجهوا الى الحديقة، وهناك ستجدون من يساعدكم.". سألته قبل ان نذهب : ـ "واين تقع حديقة المدينة؟". فابتسم وقال: ـ" انها تقع في المدينة..." خرجنا انا ومرح نسير في طرقات المدينة ...
قالت مرح: ـ " لن نجد الحديقة لو بحثنا عنها طوال العمر .وحتى نصل اليها يجب ان نسال اهل المدينة عنها، ففكر معي بالطريقة التي يجب ان نسال بها حتى نصل الى الحديقة .". وسرنا بطريق لا ندري إلى اين تصل .واستوقفت احد المارة وسألته: ـ " في أي اتجاه يجب ان نسير لنصل الى حديقة المدينة !!!" قال : ـ كل الاتجاهات توصل في النهاية الى الحديقة . قالت مرح : "والاتجاه الذي يوصلنا اسرع ؟؟". قال : ـ" ان كان لديكم وقت، سيروا حيث اسير.". وتركنا وذهب، واردت ان اسير خلفه، فهم لا يكذبون كما قال الحكيم "جيجار"..لكن مرح شدتني من يدي وقالت: ـ " يا اهبل، لقد قصد الاتجاه المعاكس .فنحن لا يوجد لدينا وقت لنضيعه بالسير خلفه...". وسرنا بالاتجاه المعاكس لسير الرجل ووصلنا لمفترق ذو ثلاثة طرق، واوقفت احدهم وسالته: ـ "حديقة المدينة الى الخلف ام الى الامام ؟". اجاب: ـ "الى الخلف والى الامام..". واحترت بجوابه ، وضحكت مرح وقالت : ـ يا غبي لقد اجابك بالنسبه له ولك، وانتم احدكم يقف امام الاخر، ولا تستطيع ان تحدد بهذه الطريقة، فلا داعي لان تستهلك ذكاءك الزائد،و وفره للحاجة ...". وسارت مرح حتى وقفت على احدى طرق المفترق، وانتظرت حتى مر احدهم من الطريق الاخر المعاكس للمفترق وسألته من بعيد.بصوت عال: ـ " من اقرب منا الى حديقة المدينة انا ام انت .". فرد : ـ "للذاهب اليها اقرب، وسار في طريقه .." ضحكت وسخرت من مرح .وقلت: ـ " لقد سخر منك ولم تنجحي بالحصول على جواب ." قالت لي : ـ" الم اقل لك وفر ذكاءك ,فانا التي سألت اذا انا التي ستذهب ، والمسافة من حيث اقف أنا إلى الحديقة مقارنة بالمسافة حيث يقف هو للذاهب اليها أقرب، اذا هذه هي الطريق، هيا بنا.". وسرنا، وكان الليل قد انتصف ،ووصلنا الى نهاية الطريق وكانت بلا مخرج، وفي نهايتها عشرات البيوت، تأفأفت من القهر، وفي الحقيقة كنت سعيدا بداخلي لفشل مرح في تحديد الطريق الصحيح، ولم يكن احد يقف في الشارع لنسأله . لكن مرح اقتربت من احد البيوت وطرقت الباب واطل علينا رجل .
فسألته مرح : ـ هل يوجد من هذا الشارع مخرج يوصلنا لحديقة المدينة ؟.


رد علينا الرجل ,وقال : ـ" نعم يوجد ولا يوجد..". واغلق الباب . قالت لي مرح : ـ "ان احد البيوت يوصل للحديقة ،ولكن بيته لا يوصل، وهذا ما قصد بنعم ولا .". قلت لها : ـ "تعالي نطرق جميع الابواب حتى نصل الى الباب الصحيح .". قالت : ـ عظيم وكيف سنعرف الباب المقصود؟ وافرض اننا طرقنا على احد الابواب وكان هو الباب المقصود، ولكنه لم يخبرنا بذلك فماذا نفعل يا عبقري زمانك؟ اصمت انت ودعني اتولى حل هذه المشكله .". اخذت مرح تعد الابواب، ووقفت عند احد الابواب في المنتصف وطرقته ,وخرجت لها امراة، واشارت مرح لاحد الابواب وقالت: ـ "هذا الباب الاول من اليمين وذاك الباب السادس عشر من اليسار، اي الابواب تدخل الى الحديقة اذ لم يكن بابك ؟".
قالت المراة: ـ " الثالث والاخير دونه الاول ."
صمتت مرح قليلا وقالت : ـ" الباب التاسع هو المقصود." وتوجهنا الى الباب التاسع واطل علينا رجل .وسالته مرح : ـ "امن بيتك ندخل الحديقة ام من بيت جارك ؟". فرد علينا: ـ ان سالتني فلا تسألي جاري .
قالت : ـ "اندخل اذاً ؟؟؟". فرد : ـ اهلا وسهلا، وصلتم بأسرع مما كنت اتوقع . دخلنا البيت من باب، وخرجنا من باب آخر الى حديقة كبيرة جدا، تختلف في كل شيء عن الحدائق السابقة التي رايناها . جلسنا في طرف الحديقة القريب الى بيته ...وقال لنا : ـ ان اردتم ان تستريحوا وتناموا الى الغد ,فتستطيعون ان تفعلوا ذلك، وان احتجتم الى شيء فانا في البيت وسألبي ما ستحتاجونه ,وان اردتم ان ترحلوا الان او في أي وقت فلكم ذلك...تستطيعون التوجه إلى ينبوع الماء وهناك ستجدون من يساعدكم بالخروج من المدينة. بامكانكم الوصول اليه بسهولة .والان ساترككم ,وان قررتم الخروج فاخرجوا من ذلك الباب.". واشار اليه بيده وهو بالاتجاه المعاكس، وذهب وتركنا . نمنا، وخرجنا مع اشراقة الشمس نبحث عن ينبوع الماء
واخذت مرح تسأل المارة عنه بذكائها المميز، وما ان مرت ساعة واحدة حتى وصلناه. ووجدنا بالقرب منه رجل استقبلنا ورحب بنا ,واسقانا من ماء الينبوع. وشربنا منه حتى ارتوينا . ووجدنا انه يتميز عن كل ماء عرفناه، لم نعرف السبب او كيف يوصف، ولكنه قال لنا : ـ "لم يشرب احد من ماء هذا الينبوع.". واراد مفارقتنا وطلب منا ان نتوجه الى ساحة المدينة، وهناك سنجد من يرشدنا، ونجحنا بالوصول ومن ساحة المدينة طلب منا الشخص الذي انتظرنا ان نتوجه الى مكتبة المدينة، ومن المكتبة الى البرج ,ومن البرج الى ساعة المدينة، ومن الساعة الى قلعة المدينة، ومن قلعة المدينة الى مجلس المدينة، ووصلنا المجلس، وكان قد انقضى يوم ونصف اليوم بين هؤلاء العقلاء المجانين الذين ضيعوا علينا كل شيء، وارهقونا بالغازهم اللامتناهية، ورغم سرعة بديهتهم بالاجابة، وذكائهم المميز، الا ان ذكاء مرح الذي لا يوصف استطاع التغلب على كل الصعاب، وفي مجلس المدينة، استقبلنا احدهم ,وادخلنا الى قاعة كبيرة مبنية من الحجر القديم، وسقفها عبارة عن قبة كبيرة، وفي وسطها طاولة عريضة، وحولها مقاعد كثيرة، من النظرة الاولى تعلم انها تتسع ليجلس حولها اكثر من الف شخص، وكان يجلس على طرف الطاولة ما يقرب من عشرين شخصاً من كبار السن وكلهم يرتدون نفس الملابس . رحبوا بنا واجلسونا معهم على الطاولة ,
وقال احدهم لنا : ـ لقد احببنا ان نجلس معكم قبل ان تغادروا المدينة .لا تخافوا من اضاعة الوقت، تستطيعون اعتبار انفسكم منذ هذه اللحظة خارج المدينة، ولستم ايضا مجبرين على الجلوس معنا ،ان شئتم تستطيعون الرحيل الان، فلا احد يمنعكم، فهل توافقون ان نتحدث قليلا قبل رحيلكم.". قلت بالنيابة عني وعن مرح : ـ "اذا كان الامر بيدنا فنحن لا نمانع ولكن هل نستطيع ان نفهم ؟.". قال اخر من الجالسين : ـ "الامر بيدكم فعلا، وشكرا لعدم ممانعتكم .المدينة التي انتم متواجدون فيها هي مدينة "درب الحكمة"، شيدت قبل عشرات الاف السنين على اطول حدود لمملكة الشر، التي تسعون للوصول اليها منذ بداية رحلتكم.واغلب من يعيش في هذه المدينة هم من كبار السن كما رايتم، والذين انتقلوا من مدن كثيرة وعوالم مختلفة، وحتى ان بعضهم جاء الى هنا من مملكة الشر، ويعيش في مدينتنا ايضا الكثير من ابناء البشر، ومن الكونيين "الجن" ...هذه المدينة شيدت وحافظت على طرازها بعيدا عن الاختراعات ورفاهيات الحياة المتجددة يوميا، وكل من سعى للسكن في هذه المدينة سخر وقته وحياته للدراسات والبحوث في شتى الامور، من هذه المدينة يتخرج الحكماء في كل المجالات , ونحن في هذه المدينة نضع الدراسات للسنوات القادمة، ويتم اعتمادها وتطبيقها في شتى نواحي الحياة، ولكننا لا نتدخل في أي قرار او سياسة مهما كان نوعه للنظام المنفذ ، وحتى انتم لا دخل لنا بما فعلتم او ما تنوون ان تفعلوا في المستقبل.ودخول مدينتنا امر سهل وغير معقد، وبالامكان الوصول الينا بسهولة.وعبر مداخلنا الكثيرة، وبوابة واحدة فقط هي التي لا يمكن الدخول لمدينتنا منها وهي البوابة التي دخلتم انتم منها، والتي تاتي من اتجاه بوابة الشر .هذا شرح بسيط ومختصر عنا وعن مدينتنا.".
قاطعته مرح وقالت : ـ" عفوا، ولكني اعلم ان مجلس الحكماء في عالمنا لديه من الصلاحيات الكثير، ويتدخل في كل نواحي الحياة لدينا .". ابتسم آخر من الجالسين ورد عليها قائلاً: ـ ان ما تقولينه صحيح ,مجلس الحكماء في عالمك شيء وهنا شيء اخر.صحيح ان اعضاء المجلس من الحكماء قد عاشوا سنوات طويلة في هذه المدينة ,ولكن بعد خروجهم منها والالتحاق بالهيئات المختلفة والمجالس الاخرى، يرتبطون بسياسة هذه الهيئات والمجالس، وليس بسياسة مدينتنا ,ومدينتا هي جزء من عالمك يا "كونته"، وليست عالما اخر، قد تكون جغرافية الموقع اقرب الى عالم البشر منها الى عالمك من حيث البيئة وامور كثيرة، الا انها تعود في النهاية الى عالمك .". قالت مرح : ـ " ولكني علمت ان المناطق خلف بوابات الشر لا تخضع لعالمنا من بعيد أو قريب .". فرد عليها قائلا :جغرافياً قد يكون هذا صحيحاً، وليس من الضروري ان تكوني قد علمت كل شيء ولكن كما تعلمت انت ومن خلال عملك السابق في سلطة "الكاتو" فان عالم البشر لا يعود ولا يخضع لنا لامن بعيد ولا من قريب، ولكن يتم التدخل في شؤونه بالصغيرة والكبيرة، اليس كذلك يا "كونته" ؟ فردت مرح، او كونته كما يقولون : ـ "تدخلنا في عالم البشر هو وقائي للحد من اخطار مستقبلية ستجلب الدمار لعالمنا بسبب الارتباط المصيري بين عالمنا وعالم البشر، و ليس لكونه عائداً الينا .". رد عليها : ـ يا "كونته" كل فرد من عالمك ان كانت له نفس خواصك، او خواص اقرب، وارتبط بعالمك فهو عائد لقانون عالمك، وهذه البقعة تخضع وتعود لقانون عالمك، وليست عالما مستقلا بحد ذاته، اما عالم البشر فانا قلت انه يتم التدخل في شؤونه، ولم اقل انه عائد اليكم، ما قصدته من حديثي وحديث زملائي، هو ان اشرح لكم عن المكان الذي تتواجدون فيه . اما نحن واهتمامنا بالحديث معكم فهو ليس من اجل مناقشة كلام وقوانين وانظمة...نحن قد اطلعنا على قصتكم منذ البداية بتطوراتها ومفاجآتها الكثيرة التي لم نتوقعها وخاصة انت يا "كونته" . فقاطعته كونته : ـ "هل يزعجكم لو خاطبتموني باسم مرح ؟". رد عليها احدهم وقال: ـ "اعذرينا، نفضل ان نناديك باسمك الاصلي.". واكمل حديثه: ـ هناك امور كثيرة لم نفهمها في تصرفاتك يا "كونته"، وخاصة الانقلاب الكبير والسريع من حارسة الى متمردة، وانت يا حسن، لم نفهم ولم نفسر تقلباتك السريعة من خط الى اخر، واستعداداتك للتضحية في سبيل عدة اهداف مختلفة، واصرارك للتضحية من اجل هدف اخر، انتم الاثنان من عالمين مختلفين في الخواص والتفكير والاسلوب، واشياء كثيرة يطول تعدادها...خضتم مغامرة متهورة ومجنونة والاغرب من كل هذا ان كل واحد منكم كان يعلم في داخله ان نسبة النجاح هي ضئيلة جدا !!!

وانتهت مغامرتكم قبل ان تبدأ، وتم القضاء عليكم، ولم ينفذ القرار ,واصبح مع وقف التنفيذ.وصدر قرار بالسماح لكم بالدخول من نفس الطريق التي قررتم الدخول منها ,في وقت ازيلت من امامكم كل المخاطر ,ولم تبذلوا الا الواحد بالمئة من الجهد الذي كان من الممكن ان تبذلوه لو حدثت المعجزة ودخلتم بمجهودكم الخاص.طبعا اقول معجزة، لان ابواب الشر لم تصمم كمداخل وانما كمخارج والمجهود الذي كان من الممكن ان تواجهوه هو مجهود مئات الالاف من الاشخاص مقابل قدرتكم المتواضعة والضئيلة، والسؤال هو:الى ماذا تسعون؟






يتبع>>>>>>>>>الحلقة 48


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011   #42


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 19 دقيقة (03:43 AM)
آبدآعاتي » 3,247,829
الاعجابات المتلقاة » 7411
الاعجابات المُرسلة » 3683
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



يعطيك الف عافيه


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011   #43


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:24 PM)
آبدآعاتي » 658,786
الاعجابات المتلقاة » 957
الاعجابات المُرسلة » 358
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





الحلقة 48


الممرات الزمنية

وهل يستحق الشيء الذي تبحثون عنه كل هذه التضحية والعناء ؟؟؟". صمتنا نحن الاثنين ولم ندر بما نجيب..
ولكنه قال : ـ" اجيبوا اذا امكن عم تبحثون، والى ماذا تسعون، اجب انت يا ابن البشر ,اجب يا حسن؟؟؟".
قلت : ـ" ساقول لكم باختصار وبكلمة واحدة، انا ابحث عن الحب !!!". ابتسموا لأجابتي وقال احدهم موجها كلامه لمرح : ـ " "الحب "؟!! وانت يا مرح عم تبحثين ؟" هزت مرح راسها واعتدلت في جلستها وقالت : ـ انتم سالتم وانا ساجيبكم، واجيب نفسي معكم بكلمة واحدة، وبالف كلمة، انا ابحث عن اجابة، نعم انا ابحث عن جواب، انا مثلكم ومثل هذا ، (مشيرة بيدها نحوي ) الذي لم يستطع ان يعبر عما يدور بداخله. ما الفرق بيننا جميعا؟ انتم فلاسفة وحكماء تحللون كل شيء وتبحثون عن اجابات لاسئلة كثيرة، في الماضي والحاضر، وحتى في المستقبل، ان لم تكن هناك اسئلة اخترعتم اسئلة وبحثتم لها عن اجوبة، واختلفتم فيما بينكم حول صحة الاجوبة، مع احترامي لكم، فنحن لانختلف عن بعضنا بشيء، كلنا نبحث عن اجوبة ,مادامت هناك اسئلة فسيكون دائما هناك من يبحث عن اجوبتها، ما دامت هناك "اسرار" فجميعنا سنبحث عنها، كل بطريقته واستعداداته، اليست هذه طبيعتنا جميعا؟ اسالوا انفسكم وبصدق، لا تجيبوني لانكم ستكابرون ولن تقولوا الحقيقة .الم يفكر كل واحد منكم، لو كان بمقدوره الحصول على "قوة الشر "وان يصبح هو الوحيد القادر على التحكم في الامور، لو كنتم خارج بوابة الشر الن تفكروا بدخولها ومعرفة ماذا تخفي؟ انا لم اصنع بوابة الشر، انا سمعت عنها مثلي مثل غيري، منذ صغري وانا اسمع ان هناك أبواباً تسمى بابواب الشر، وخلفها قوة لا يستهان بها، ومن يدخل هذه البوابات يملك هذه القوة التي تميزه عن الاخرين، دون استثناء كنت مثل غيري، اود ان اكون الافضل، واسعى ان اكون الافضل، فان كان دخول البوابة سيجعل مني الافضل فانا على استعداد للسعي خلف الافضل، اذا "فقوة الشر "هي ما كانت ستميزني لو اني حصلت عليها ،كذلك انتم لو كان بمقدوركم ذلك، وجوابي لكم باختصار . ابحث عن "جواب ". ضحك احدهم وقال : ـ كان الاجدر بك ان تسعي لتكوني حكيمة يا "كونته"، انت بارعة في الحديث، ولو لم نكن نعرفك جيدا لاقنعتنا وجعلتنا نبحث معك يا "كونته"، انك عجيبة فعلا، الا تغيرك الظروف؟ الا تتراجعين ابدا؟ .لم تصدقي معنا فيما قلت، انت قادره على صنع الكلمات، ولديك الكثير، ولكن لم أفهم ما قاله ابن البشر بانه يبحث عن "حب "، هذا غير صحيح ولكنه كان صادقاً في اجابته, فقد اراد ان يجيب بصدق واول ما فكر فيه قاله لانه اعتقد ان هذا ما يريده وما يبحث عنه وايضا لو قال شيئاً اخر لكان صادق لانه لا يدري فعلا ما الذي يريده ، اما انت فتبحثين دوما عن الجواب المقنع لمن يسمعك ولا يهمك ان كان هذا ما تريدي ام لا المهم ان يكون جوابك مقنعا ,ولكننا سنكون صادقين معك ولن نكابر.. ما قلته من حيث المنطق والعقل صحيح.فكل منا قد فكر ولو للحظة بانه لو ملك قوة يحكم فيها الدنيا باسرها ماذا كان سيفعل وربما شرد يخياله لاكثر من ذلك بكثير وفي النهاية عاد الى ارض الواقع ... وانتهى الحلم ولا احد يمنع الاحلام او يحرمها ولكن هم قلائل الذين كانوا على استعداد ان يفعلوا ما فعلت يا كونته , وحول اشارتك باننا لو كنا خارج بوابة الشر لفكرنا بدخولها...نحن لسنا بالداخل حتى تقولي لو كنا بالخارج وحتى ما هي قوة الشر؟ لا نعرفها، ربما لدينا تخمينات متوارثة حولها ولكننا لا نعرف ما هي ,ولا نسعى ولا نفكر بالحصول عليها، ربما الاكبر منا والاقدم لديهم المعلومات حولها ولكن ما هي؟ لا نعرف، ومروركم من مدينتنا لا يعني اننا عقبة او حاجز بالطريق الى قوة الشر ولكن هكذا سارت الامور ولو انتم سعيتم للوصول الى مدينتنا لاستطعتم الدخول بسهولة، وببساطة دون الحاجة الى كل هذا العناء والمخاطرة فابواب مدينتنا كثيرة، وبامكان أي كان دخولها والخروج منها وهذا ليس بمحرم، ولكن انتم دخلتم البوابة التي لا يدخلها احد لهذا اصبح الخروج من هنا صعبا، واي كان من عالمك او من عالم البشر يستطيع الدخول الى مدينتنا بسهولة ودون الحاجة الى اذن، ما دام يسعى من اجل شيء ما يوجد بالمدينة، وليس من اجل شيء اخر او من اجل المرور من هنا الى مكان اخر...وانتهى من حديثه ليتحدث اخر موجها كلامه الي ؟؟؟ ـ" وانت يا حسن أي حب هذا الذي يجعلك تخوض كل هذه المخاطر؟؟". قلت : ـ "حبي لزوجتي "غادة "وفي سبيل اعادتها الي لأنها كل شيء في حياتي.." فرد علي : ـ " حبك لغادة عن أي حب تتحدث وما هو مفهومك للحب؟ ولماذا غادة؟ وما نعرفه نحن انك تخليت عنها من اجل امل بسيط في الحصول على قوة الشر اليس كذلك يا حسن !!! فقلت :"ربما ان ما تقوله صحيح من وجهة نظركم ولكن هل هذا صحيح من وجهة نظري انا..فانا كنت اعلم بان الامل في حصولي على قوة الشر سيمنحني القوة لمساعدتها، اليس هذا سبب كاف للسعي خلفها .وأنا ما قلت اني تخليت عنها، اليس من الممكن ان يكون تعلقي بأمل ضئيل خير من ان افقد كل الامل؟ فما الخيار الاخر الذي كان امامي؟ وماذا كان من الممكن ان افعل ,وانا في وسط حروب ومؤامرات لانهاية لها، يقودها اثنان من دهاة عالمكم.". قال اخر من الجالسين حول الطاولة : ـ "ولكن انت كان بامكانك الانسحاب لو اردت ذلك، ولو انك لم تجد المتعة والمغامرة بما يرضي غرورك لفعلت ذلك، اليس كذلك؟". اجبته بالنفي مبررا ما حدث، وسالني اخر، واجبت، ومضت عدة ساعات وانا ومرح نجيب على اسئلتهم والتي كانت في اغلبها استفزازية وصريحة للغاية، واستمر هذا النقاش حتى اشار احدهم واختتم الحديث قائلا : ـ باسمي واسم زملائي اشكركم على اعطائنا الفرصة للحديث معكم، واتمنى ان تتفهموا اننا لم نكن نسعى لاستفزازكم، وانما اردنا ان نفهم ونحلل بعض الامور التي كان من الصعب ان نفهمها الا بالحديث معكم، ونقول لكم مرة اخرى اننا لا نتدخل بالسياسة التي تم رسمها لهذا العالم، ولا نحاول ان نثنيكم عن هدفكم او نشجعكم عليه ، فنحن على قناعة باننا لا نستطيع ان نعرف بالكامل ماذا سيحدث في المستقبل، او ما هي النهاية التي ستصلون اليها انتم او غيركم ...ولكن من خلال دراستنا قد نستطيع في المستقبل ان نقضي على الاسباب التي ستدفع باخرين للقيام بمثل هذه الخطوة التي هي في الواقع تضر بمصلحة عالمينا، وربما كان هذا السبب الذي جعل المسؤولين يسمحون لكم بالاستمرار في هذه الطريق، والان سنرافقكم الى الطريق التي تخرجكم من مدينتنا وبصدق ودون اية اسباب شخصية لنا متعلقة بشخوصكم..نقول لكم وداعا ..ولا نتمني لقاءكم من جديد تحت كل الظروف، وانهى المتحدث كلامة ووقف الجميع ووقفنا نحن ايضا ...وابتعد جميع من كان يجلس على الطاولة عنها عدة امتار ،وكذلك طلب مني ومن مرح ان تفعل وما هي الا دقائق حتى بدأت الطاولة تتحرك بصورة عجيبة وغريبة تثير الدهشة، وكأن قوة خفية تحركها وتحرك المقاعد معها بنظام وهدوء ...وظهر حيث كانت الطاولة سرداب ضخم لم ار منه الا بوابة ...واشار الينا احد الواقفين بيده وقال :



"هذه هي البوابة اخرجوا منها ولا تعودوا .ولا تسألونا الى اين تؤدي لاننا نحن ايضا لا نعرف، ولا نريد ان نعرف ..ووداعا ...".
سرنا باتجاه بوابة السرداب ,وحينما اقتربنا رأينا الادراج، وبدأنا ننزل الادراج ,وما أن كدنا نمر عن عدة درجات حتى اغلقت بوابة السرداب بطريقة سريعة وظهر امامنا ضوء بلون اخضر خافت...بدأنا نسير في السرداب ، وكنا نسير من نفق الى اخر، وكل نفق مرتبط مع الذي قبله، وكنا نميز انتهاء النفق وبدء النفق الذي يليه من خلال تغير لون الحجارة والاضاءة وطريقة التصميم واختفاء النفق الذي مررنا فيه حينما كنا نلتفت الى الخلف ...وقطعنا اكثر من خمسين نفقا الواحد يختلف عن الاخر اختلافا كليا من جميع النواحي وحتى الطول. فواحد لا يتجاوز العشرة امتار واخر الاف الامتار . ومن بعيد بدأ يظهر لنا نور في نهاية النفق ، وما ان وصلنا حتى تبين انه نور الشمس مع ان تقديرنا للوقت منذ ان انطلقنا وحتى وصلنا الى نور الشمس ,لا يدل على ان هذا موعد شروق الشمس .
خرجنا من النفق وكانت نهايته تؤدي الى كهف في وسط جبل..كهف عادي وطبيعي كالكهوف التي عرفناها في عالم البشر

وحينما تبينا مكاننا حيث نقف اذهلنا ما راينا ,فالكهف الذي ادى اليه النفق في قمة جبل يبلغ ارتفاعه الاف الامتار عن مستوى الارض، والشمس كانت في وسط السماء مما يدل على ان الوقت ما بعد الظهر، وليس الفجر، والغريب الذي لم اجد له تفسيرا اننا كنا نسير في انفاق مستوية ومستقيمة، فكيف وصلنا الى هذا الارتفاع ولم يكن في طريقنا أي انحدار او صعود . لم يكن يبدو على الجنية مرح اي استغراب او دهشة
وسالتها: ـ كيف حدث ذلك ؟؟؟
قالت : ـ "لا تتعجب هذا امر طبيعي جدا ولكني انا ايضا لا ادري كيف يحدث او كيف اشرحه ,فشرح هذا الموضوع يحتاج الى اشخاص تخصصوا في دراسة (الازمان ).". قلت لها : ـ "انا لا افهم واجابتك تحتاج الى اجابة .". ابتسمت وقالت : ـ مثلا لو ان احدهم سالك هل يمكن للبشر ان يصعدوا الى القمر، فستجيب انه امر طبيعي ...ولكنك لن تستطيع ان تشرح كيف يتم ذلك لانه ليس من اختصاصك .وما استطيع ان اشرحه او ما اعرفه بصورة عامة بانه هناك مساحات على الارض متصلة مع مساحات زمنية ,اي مساحات من عالمنا ومساحات من عالمكم..ويبدو ان الممرات التي عبرناها كان جزءاً منها من عالم البشر والاخر مساحات زمنية، وكلها متصلة مع بعضها، ولهذا لا يمكن ان نميز الانحدار من الصعود او الوقت الا اذا عرفت طول المسافة (الزمنية) لتقدر طولها مقارنة بالمساحة الارضية .ولو اني قلت لك الان بانه ربما، ولست متاكدة مما اقول ولكن اعتبره مجرد كلام.ان المساحة التي قطعناها وشعرنا انها اخذت منا من الوقت عدة ساعات لا اكثر ,قد تكون اخذت منا من الوقت ايام او اشهر كايام واشهر البشر . قلت لها : ـ "لم افهم أي شيء، اشرحي لي (شوي شوي حتى يدخل هالكلام مخي).".
قالت : ـ "انا نفسي لا افهم بعلم الازمان ولكنه بالنسبة لنا امر طبيعي. وحتى أستطيع ان اشرحه لك يجب ان أكون على اطلاع واسع في هذا الموضوع وكذلك انا (فالازمان موجوده)ولكني لست على اطلاع بعلومها ."
قلت لها : ـ "لقد فهمت اني لن افهم ، (انسي الموضوع )،والاهم من هذا اين نحن الان والى اين سنتجه...".
قالت : ـ اولا يجب ان ننزل من الجبل ومن ثم نسير طريقنا الى الامام وان كانت خطتهم تقضي بان نستمر في طريقنا فلا بد انهم اعدوا لنا من يرشدنا , او ان لم يكن فقد وصلنا نهايتنا، وفي كلتا الحالتين سنعرف بعد ان ننزل الجبل ماذا سيحدث .ولمعلوماتك، البيئة التي نحن فيها هي بيئة طبيعية لك كبيئة عالمك وعليه فسيحتاج جسدك الى طعام وشراب فلا ترهق نفسك كثيرا. ونزلنا من الجبل وما ان وصلنا حتى اصابني الارهاق والتعب والجوع والعطش، ومر على غروب الشمس عدة ساعات، سرنا طريقنا تاركين الجبل خلفنا، وبدأنا نمر من بين اشجار طبيعية كتلك الموجودة في عالمنا، وبعد وقت وصلنا الى ينبوع ماء سال من بين الصخور، اغتسلت وشربت واكلت من بعض ثمار الاشجار المحيطة بنا . قالت مرح : ـ "انه من الافضل لنا ان ننام ونمضي ليلتنا هنا، حتى شروق شمس الغد، ومن ثم نكمل طريقنا باتجاه المجهول الذي لا ادري اين سيوصلنا .".

نمت والتعب والارهاق انساني على ماذا نمت او كيف نمت ... ولم أستيقظ من شدة التعب إلا على أشعة الشمس وهي تسقط على وجهي ,فركت عيوني، وكانت مرح جالسة بجانب الينبوع تلعب كالطفلة بالماء، ربما استيقظت قبلي او انها لم "تنم من اصله !!!". وسرنا بين الجبال والسهول والوديان والاشجار وينابيع الماء التي لا تعد، وقد حولت الارض الى مروج خضراء ,تشرق الشمس وتغرب علينا، ويطل القمر ...ولم يمر علينا شيء يلفت الانظار، كل شيء عادي وكاني اسير في براري بلادي .مرت اربعة ايام ولم يتغير شيء، اصابني الملل وكذلك مرح التي حاولت ان تخفيه، فنحن بانتظار شيء جديد، رؤية شخص يرشدنا ويدلنا على الطريق، ولكن هذا لم يحصل .".
سالت مرح : ـ" الى اين نحن ذاهبون والى متى سنبقى على هذا الحال؟ ولماذا لا نرى احدا ولا يظهر لنا احد؟ هل اللعبة انتهت؟ واين نحن ؟
هل في عالم الجن ام في عالم الانس ".
قالت : ـ انا مثلك استغرب هذا الهدوء، وقد مللت الانتظار ،كان لا بد وان يظهر احد، ولا اعتقد ان اللعبة انتهت.اما اين نحن في عالمك ام عالمي ,ارى ان هذه البقعة هي جزء من عالم البشر في كل شيء، بطبيعتها ومياهها ومناخها، والغريب ان هذه البقعة قديمة، اي انها ان كانت جزءاً من عالم البشر فهي لا تعود لهذا الزمن، يجب ان ننتظر فهل هناك خيار اخر لدينا.". قلت لها : ـ لكن انت لديك الخيار ولديك المقدرة على التنقل السريع وقطع المسافات الطويلة دون جهد او عناء، فافعلي ذلك واكتشفي ماذا يوجد، والى اين سنصل، الست جنية وكنت تفعلين ذلك في السابق.
قالت : ـ نعم انا استطيع ان اقطع المسافات في وقت قصير ودون عناء، ولا حاجة لي لمجاراتك والسير معك بهذا البطء ,ولكن لقد ارتبطنا معا ومصيرنا واحد، واخشى ان فعلت ذلك لتوفير بعض الوقت ان افقد اثرك ولا استطيع ان اجدك ، لانه لا خبرة لي في هذه الاماكن، وما يحدث بها .وخوفي الاكبر ان فعلت ذلك ان امر باحدى الممرات الزمنية التي لا عودة منها الى نفس المكان، وعندها سافقدك، ولنفترض اني لا استطيع العودة من نفس الممر، فالوقت بالنسبة لي سيكون دقائق او لحظات، ولك سيكون اشهرا وسنوات، لذلك دع الامورتسير كما هي دون ان نتعجلها ولا تنسى اننا لا نتحكم بما يحدث . مرت ثلاثة ايام اخرى، حتى لمحنا من بعيد باننا نقترب من شواطئ بحر... مياهه اختلطت بزرقة السماء، لا نهاية ولا حدود لها، اقتربنا من الشاطئ وجلسنا ننظر الى البحر اللامتناهي، ومياهه الصافية التي لا يعكرها أي موج .
قلت لها : ـ "مرح" اعتقد انها النهاية الا اذا احببت ان تقطعي هذا البحر ان لم يكن محيطاٍ سباحة او نقوم بجمع الاخشاب وصناعة سفينة وبما انك تقولين باننا في جزء هو اقرب الى عالم البشر فربما اكتشفنا قارة جديدة واطلقنا عليها اسمينا !!!". ضحكت مرح وقالت : ـ يجب ان نجلس الان وننتظر (اذا مش عاجبك، اشرب مية البحر ).

سالتها : ـ "هل يوجد في عالم الجن بحار مثلما يوجد عندنا .". ـ اكيد يوجد في عالمنا بحار . ـ "اذا لماذا لا نكون الان في عالم الجن .". ـ" من الممكن ان يكون ذلك، ولكني لست متاكدة وهذه الاجواء اقرب الى عالمكم .". وقلت: ـ اذا كان ذلك ... "وقبل ان اكمل وفي اقل من رمشة عين، ظهرت على الشاطئ امامنا مباشرة لا تبعد عنا الا امتار سفينة زجاجية مثلثة الشكل ..وكانها موجة امتزج لونها بلون البحر .هل ظهرت من اعماق البحر، وهل كانت موجودة في الاساس ولم نرها لكونها زجاجية، ولونها لا يميز عن لون البحر ,ام انها ظهرت بفعل قوة سحرية، لا ادري كيف ولكني اراها تطفو فوق الماء رغم تناقض ذلك مع قوى الطبيعة، الا اذا كان ذلك النوع من الزجاج او ما اراه يشبه الزجاج مصنوع من مكونات الاخشاب .". السفينة صغيرة وهي اقرب الى قارب صغير لا يتسع الا لشخص او اثنين . قلت لمرح التي ما زالت تراقب تلك السفينة العجيبة ...وربما كانت تسال نفسها مثلي نفس الاسئلة او اسئلة مختلفة . ـ" الا ترين ان ظهور هذه السفينة معناه انه يجب ان نركبها لتنقلنا الى مكان ما؟فوجودها لم يكن بمحض الصدفة .هيا يا مرح لنركبها وسنرى اين ستقودنا .". قالت مرح : ـ "انها ليست سفينة يا حسن، واعتقد انها نهايتنا واللعبة قد انتهت ولا احد يركبها بمحض ارادته؟؟؟". قلت وقد اذهلني كلامها : ـ "ماذا تقصدين ؟". فقالت





يتبع>>>>>>>>>الحلقة 49




رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011   #44


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:24 PM)
آبدآعاتي » 658,786
الاعجابات المتلقاة » 957
الاعجابات المُرسلة » 358
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




الحلقة 49


(المستشار)


انها وسيلة نقل ضوئية والسفن على هذا الشكل مخصصة لنقل المحكوم عليهم الى سجن "قبة النور" ، فالحكم قد صدر ضدي، واعتقد ان رحلتي قد انتهت ؟؟".
قلت : ـ "وهل انا سأسجن ايضا في سجنكم هذا ؟"
قالت : ـ كلا فسجن "قبة النور" ليس للبشر، ولكن قد يكون مصيرك من مصيري ". ضحكت مرح ضحكة غيظ وقهر وقالت : ـ" لقد كان بامكانهم ان يبيدوني ، ولكنت انتهيت وتنتهي المشكلة معي...ولكنهم ارادوا لي ان ابقى في عذاب دائم واكون مثلا للجميع.انا مرح ساصبح سجينة في "قبة النور"، انهم جبناء لقد خافوا حتى من موتي لقد خافوا ان اموت حتى لا اصبح لغزا او قصة،، تتكرر من جديد، فلو (مت)لاصبحت جزءا غامضا من هذه البوابة اللعينة ولكنهم يريدون ان يحولوني الى مجرد سجينة، انهم جبناء لقد خافوا حتى من اللعبة التي يريدونها، لقد خافوا ان يفقدوا السيطرة على اللعبة، وان املك قراري من جديد.". "واخذت تصرخ باعلى صوتها ,وبكاؤها يحرك موج البحر، أو قسماً من القضاء ...". ـ" ايها الجبناء انا مرح، و الذي صنعته مرح لم تصنعوه انتم، وحتى "قبة النور" ساحولها الى قبة مرح، لن اهزم لن اهزم حتى في هزيمتي ساصنع النصر ايها الجبناء، لماذا لم تفعلوا هذا منذ البداية ...لماذا انتظرتم حتى الآن....". اخذت مرح تبكي والدموع تنهمر من عينيها، وما هي الا لحظات واخذ المثلث الزجاجي او السفينة الزجاجية او ما تسميها مرح النقالة الضوئية بالارتفاع عن سطح الماء، وانبعثت هالة ضوئية ضخمة من داخلها غطتنا وغطت جزءا كبيرا من المكان الذي نقف فيه ... وكيف حدث هذا او باي طريقة حدث لا ادري، الا اننا اصبحنا داخل تلك السفينة الغريبة، ويحيط بنا دخان كثيف، لا نستطيع او لا استطيع انا ان ارى من خلاله أي شيء ...مضى وقت قصير لا يزيد على دقائق معدودات، حتى وجدت اننا خارج تلك السفينة العجيبة، وجدت نفسي في صحراء قاحلة لا حدود لها والسفينة تقف خلفنا . قلت لمرح : ـ

" هل هذه الصحراء هي "سجن قبة النور "، وقبل ان تجيب مرح خرج من السفينة العجيبة رجل واقترب منا واخذ يتكلم، علمت انه ذو شأن كبير، حيث ان مرح احنت راسها امامه تلقائيا ,اشارة للاحترام . قال موجها كلامة لنا الاثنين: ـ "هيا يا "كونته" يا ابنة "الكونتيين"، ويا حسن يا ابن البشر انتم الان في المحطة الاخيرة التي توصلكم الى "بوابة الشر"فلا يوجد بعدها مكان اخر تصلون اليه .هيا تفضلوا ابحثوا عن "القوة" التي قتلتم من اجلها، فقد حصلتم على الفرصة التي لم يحصل عليها احد ووفرنا عليكم الوقت، وقصرنا المسافات، فمئات السنين جعلناها لكم ساعات .ابحثوا عن حلمكم وحققوه ان كنتم فعلا تعرفون عما تبحثون، فمن يدري فربما لم يجد التاريخ اتفه منكم لتغيروه . فانتما معا تشكلان نموذجا متكاملا من عالمين، لاسوأ مستقبل للاجيال القادمة فكل منكما يكمل ما ينقص الاخر من ميزات سوء...دعونا نرى ان كان ما تبحثان عنه يستحق كل هذا، وقبل ان اترككم في محطتكما الاخيرة، اود ان الفت انتباهكما بانه لا يوجد ما نساعدكم به كما حدث في السابق، فانتما لوحدكما ، وما نستطيع ان نفعله لكم هو ان نمنحكم بعض الوقت لتجدا ما تسمياه "بقوة الشر ". وبعد ان ينتهي الوقت الممنوح لكم .انت يا "كونته" خاصة. ستجدين "الناقلة "في انتظارك لتقلك الى مصيرك، فقد صدر ضدك حكمان ,احدهما تعرفينه مسبقا، والاخر سنبقيه مفاجاة لك، وانت يا حسن كذلك فإن لك من المفاجات الكثير هيا اذهبا فلا يفصلكما عن مدينة الجحيم سوى خطوات ودارت آله الضوء واختفت كما ظهرت تاركة ايانا في صحراء لا نهاية لها... سالت مرح : ـ من يكون هذا ؟ فتاففت مرح من سؤالي وقالت: ـ "هو من الاشخاص اصحاب النفوذ في عالمنا ." قلت لها: ـ هو من " الكاتو" ام من الحكماء ؟" قالت : ـ انه من المستشارين ,وهم اعلى مرتبة ونفوذا من "الكاتو"، والحكماء...ودعنا من هذا الحديث الذي لن يفيدك في شيء . قلت لها : ـ الا تجدين ان هذه اللعبة سخيفة نوعا ما، فنحن نبحث عن "قوة الشر"ونبذل جهودنا بالرغم من علمنا اننا مسيرين لا مخيرين، فلا خيار لنا فكل طريق نسيرفيها قد رسموها لنا وساعدونا على الوصول اليها، اعلمي اني اشعر باننا لسنا الا فئران تجارب لهم، اطلقوها واخذوا يراقبون تصرفاتها، الا تشعري بذلك.وبالرغم من كل هذا فنحن نبحث عن شيء هم يجب ان يمنعونا من الوصول اليه، ولكن ما يحدث هو العكس، أخبريني، ماذا يعني هذا ...هل يوجد لهذا تفسير ، نحن لهم تجربة حيه والذي نبحث عنه ان كان له وجود اصلاً ، فلا يمكن ان نحصل عليه، فلما نستمر بهذه اللعبة الغبية.
قالت: ـ "كل ما تقوله صحيح .ولكن هل هناك خيار اخر امامنا سوى ان نمضي الى الامام .اعلم ومتاكدة مثلك باننا ومنذ اللحظة الاولى التي الغي قرار إبادتنا ..وسهلوا لنا الطريق وتركوا لنا الجزء الذي كانوا متاكدين من مقدرتنا على تجاوزه والجزء الصعب ازيل من امامنا من تلك اللحظة تحولنا لتجربه ما يتحكموا هم بها.هناك هدف ما يسعون اليه، انهم لا يضيعون وقتهم من اجل التسلية فعلينا ان نستمر حتى ولو كنا كما توصف فئران تجارب، فحتى فئران التجارب لديها فرصة للنجاه، فلنسعى خلفها حتى لو كانت ضئيلة .". فقلت لها :

ـ" ولكن الان أين نمضي ومن اجل ماذا .واين هي قوة الشر التي تحدثت عنها ,انا لا اريدها ولا اريد أي شيء آخر ولا يهمني ان انجو، او اموت فقط اريد ان اعرف النهاية وما هي قوة الشر المزعومة وانا على يقين بانك ايضا لا تعرفين شيئا وإلا لما تورطت بهذه الورطة.
لقد اردت انت ونور ان تتجاوزا المستحيل بدخول بوابة الشر وحتى حجم المستحيل الذي تصورتيه كان نقطة في بحر مما راينا وعرفنا، فأي امل هذا الذي تتحدثين عنه؟ اهناك امل واحد على مليار ان نصل الى قوة الشر". قالت بغرورها المعتاد : ـ "ولم لا ". اثار غرورها اللا متناهي غضبي واستفزني: ـ " مرح، كفاك غروراً ايه انسانة انت .". قاطعتني وقالت : ـ "هل نسيت بأني لست إنسية؟".
قلت : ـ كلا لم انس بأنك جنية، ولم انس انك قبل اقل من ساعة، كنت تبكين، حينما رأيت (نقالة الضوء)،وظننت انهم سيأخذونك الى "قبة النور". قاطعتني مرة اخرى وقالت : ـ "ماذا افعل؟ قل لي انت ماذا افعل؟ كيف تفكر انت، ولماذا لا تفهم ولا تميز بين الغرور وغيره .هل أنا مغرورة؟؟ لماذا تظن ذلك ,اعترف اني خسرت ,اعترف اني فشلت، اعترف انهم هزموني واعترف اني لا شيء يذكر امامهم. في أقل من لحظة يستطيعون الغاء وجودي، كما اعترف باني ارتكبت عشرات الاخطاء، وان تقديراتي حول بوابة الشر كانت خاطئة، وان الذي قمت به انتحار؟؟ ماذا افعل ؟ مصيري واضح ومعروف، ولا يمكنني ان اغيره مهما حاولت، هكذا هي القوانين. اعرف كل هذا منذ اللحظة الاولى التي فقدت فيها السيطرة على الوضع، كما وعلمت دون ان تدلني انت او تخبرني ان المعلومات التي اعرفها شيء لا يذكر امام الحقيقة،وان كل منا مهما علم فهو لا يعرف الا القليل . ماذا افعل؟ خسرت كل شيء، ولا يوجد ما اخسره ان حافظت على كبريائي، لقد فعلت شيئا اردت ان افعله وخسرت، انا الملامة ولست غاضبة على احد، استحق العقاب واستحق الموت، ولكن كل القوى الموجودة في هذه الدنيا مجتمعة لن تستطيع ان تحطم هذا الكبرياء، وسأبقى فخورة حتى اللحظة الاخيرة بأني مرح، وسأبقى مرح .في بدايتي ونهايتي، في ربحي وخسارتي، فلا خيار امامي الا المضي قدما، واللعبة مكشوفة، ولم يعد هناك شيء أخفيه انا او هم ,نحن نعرف اننا مجرد تجربة، ويعرفون هم اننا نعرف ذلك، لقد قالها المستشار لنا بوضوح، ولم يخف شيئاً.نحن نموذج سيء، اجتمع من عالمين، انت من البشر وانا من الكونيين.فلو كنا صادقين وبحثنا في اعماق انفسنا، لوجدنا ان ما قاله صحيح...انت من البشر، وقد دست على كل شيء: الحب ,المشاعر ,العائلة ,الماضي، وحتى الحاضر ,من اجل ذاتك فقط. وكل ما حدث، يثبت انك على استعداد لأن تضحي بكل شيء مهما كان من اجل نفسك، على الرغم من انك تقنع نفسك بعكس ذلك، فالحقيقة هي في اعماقك، لا ما تظهره وتصدقه احيانا ...اذن انت النموذج السيء للبشر، فالجاهزية التي لديك ستعطيك الضوء الاخضر لعمل كل شيء ,فما لم تفعله من سوء لو سنحت لك الفرصة لفعلته.". تفاجأت من كلامها الصريح.وأخذت أصرخ وأقول
كذبت يا مرح، هذا ليس صحيحا، ولم يحدث أبداَ . قالت مرح بكلمات واثقة هزتني من اعماقي : ـ "لا تكابر يا حسن، فانا لست افضل منك، وانا النموذج السيء الاخر "للكونيين"، نعم نحن نموذج سيء من عالمين مختلفين، وكما قالها "المستشار " بوضوح: كل منا يكمل الاخر.ولم يعد هناك مجال للتراجع خطوة واحدة الى الخلف، نحن بالنسبة لهم تجربة فريدة يسعون من ورائها لمعرفة شيء ما، او التأكد من شيء ما.ومن اجل ان ينجحوا في تجربتهم، منحونا الحرية للتصرف والتفكير على طبيعتنا .اذا لا بد من اننا سنجد ثغرة نفلت من خلالها من سيطرتهم، ولم لا ، فقد تنقلب الموازين لصالحنا. أضافت قائلة: ـ " حسن انا اوسع منك تجربة، واسرع منك تفكيرا ..فثق بي ونفذ ما اطلبه منك دون خوف، وثق بأني خيارك الوحيد، ونحن في وضع لا يسمح لنا بان نكون خصوما، ولا تسال كثيرا فلن تفيدك اسئلتك كما لن تفيدك إجاباتي !!
قلت لها : ـ وكيف افهم دون ان اسأل، والسؤال هو ما بقي لي، اذهبي الى الجحيم، وانا سأسيرخلفك ولكن أن اصمت ولا اسأل فهذا مستحيل .

قالت : ـ "اسأل ولكن ليس في كل شيء، فانا لم اعد احتمل اسئلتك عن كل صغيرة وكبيرة ". قلت لها : ـ سأسأل حول الشيء الذي لا افهمه . ضحكت وقالت : ـ " إذاً ستسأل عن كل شيء، فأنت لا تفهم شيئاً". قلت : ـ كلا لن اسأل الا في الاشياء المهمة فقط .ولكن لاتقولي لي اننا سنبحث في هذه الصحراء العظيمة عن "قوة الشر "، او اننا سنبقى فيها اياما، فالموت ارحم .
قالت : ـ "اولا ان هذه الصحراء العظيمة والتي تراها لا متناهية ,لا تزيد مساحتها عن مئات الامتار فقط، وما نراه من عظمتها ما هو الا تكرار وانعكاس لنفس الصورة بسبب وجود حواجز (زمنية )"حجب " تفصل بين مكان واخر .ولا يمكن رؤية "الحاجز" بالعين، وما تستطيع العين ان تراه هو فراغ تنعكس من خلاله صورة المساحة التي تسبق الحاجز، وتتكرر على مداه، ولو كانت لك تجربة في هذه الامور لعرفت ما ترى ببساطة، المهم اننا امام "حاجز" طبيعي يفصل بين خواص مختلفة ولا توجد صعوبة في دخوله لاي كان، ولكن امسك بيدي بقوة حتى ندخل معا ولا يترك احد الاخر، وتعال لنرى ماذا يوجد خلفه"؟؟؟ امسكت بيدها وسرنا على رمال الصحراء عشرات الامتار نخطو خطوة خطوة بتقارب شديد، حتى يبقى جسدي ملاصقا لجسدها، وخطواتي متوازيةمع خطواتها، بحيث لا يسبق احدنا الاخر.وسالت مرح: ـ اين الحاجز؟ الم نصله بعد؟.

قالت: ـ " انه لا يرى بالعين ولكن قد ندخله في أية لحظة..". ولم تكمل كلامها حتى كانت الخطوة التي خطوناها ما بين سؤالي وجوابها كافية لنقلنا من صحراء قاحلة الى حضارة زاهرة ..عالم ..وهم .. سراب..خيال..جنون..كل شيء جائز في تلك اللحظة، فبسرعة انتقال النائم من حلم الى حلم وبمسافة خطوة لا اكثر انتقلت من دنيا الى دنيا. كل اللغات..والكلمات..وسعة الخيال، في عجز كامل عن وصف ما نرى امامنا ، وعلى ماذا نطل، هل وصلنا الى بلاد العجائب ، وقفت مشدوها مبهورا ؟كيف لا وعيوني ترى الماضي والحاضر مجتمعين معاً في تناسق ونظام؟؟ حدثت نفسي وكأن ريحا قد اصاب دماغي بمس ما، وجعله يرسم امامي اسطورة وابداعا لا يفوقه ابداع، كل ما مر علي من عجائب وغرائب وجنون وعقل، كل تلك الخوارق التي مررت بها في عالم الجن، لا شيء امام ما ارى، فبوابة الشر بعظمتها والنهر الساكن الغامض ومهارب وممرات الزمن وباطن الارض واسرار الذهب واختفاء الجن وظهورهم.والجميلة التي تتحول في لحظات الى افعى، واعمدة الدخان والعقرب والوحوش والظلال.عجائب العجائب مرت علي منذ لحظة التقائي بغادة وزواجي منها ، كل هذا شيء لا يذكر امام ما ارى، فاللحظات والايام والاشهر والسنوات التي مرت واحداثها التي لا يصدقها عقل، كلها ضاعت وتبخرت في اقل من لحظة ومع خطوة واحدة فقط وانقلب كياني. و سخرت من الذين يلحدون واستغربت ممن قالوا ان الصدفة صنعت القمر والنجوم وان الانسان قرد تطور, وان وجود خالق للكون فكرة صنعها عقل مجنون، وان الانسان بعد الموت لن يكون، وان الانسان هو المعجزة والاسطورة بغزوه الكواكب والقمر ووصل الانسان بالانسان من اول الدنيا الى اخرها بلحظات ازال الجبال وحول الانهار وانار الدنيا ليل نهار وشرّح الجسد واستبدل القلب والرئة وقال ان الشجرة وجدت صدفة ونمت الثمرة صدفة والجبل والنهر والبحر صدفة والشمس والقمر صدفة وعقل الانسان صدفة سبحانك ربي سبحانك فوالله لم نعلم الا القليل وكابرنا والحدنا واعمينا بصائرنا عن رؤية ملايين الايات لخالق عظيم، فكيف وجدت هذه العقول الجبارة التي صنعت ما ارى ان لم يكن لها خالق اعظم واقوى ,عيوني لا تدري الى أي جهة تنظر ,نظرات خاطفة هنا وهناك، الاف الصور اراها ومع كل صورة يدور الف سؤال وسؤال اين انا؟ في أي عالم انا؟ في أي دنيا انا؟ هل انا في الماضي ام الحاضر؟ هل انا على كوكب الارض ام على كوكب اخر؟ لا شك اني لست في الماضي فعالم الحاضر هنا ممزوج بعالم الماضي بتناسق. حضارة تاريخ ماضي وحاضر نظام دنيا جديدة . سألت الجنية مرح: ـ اين نحن؟ في أي عالم؟ أنحن في الماضي ام في الحاضر... في عالم الجن ام في عالم البشر .اين نحن يا مرح ان لم اكن احلم . مرح مذهولة مثلي، شاردة الذهن، لم تصغ. اعدت السؤال فالتفتت الي واجابت بكلمة واحدة: ـ "لا ادري ". قلت ـ نحن لسنا في عالم البشر . قالت ـ "ولا في (عالم الكونيين )". قلت ـ ولكن كل ما اراه يخص البشر. قالت ـ " وكذلك الكونيين ". قلت لها : ـ اني في حيرة من امري مما ارى . قالت : ـ"وكذلك انا ". لم يكن لمرح ما يمكنها ان تجيب به او عليه، ولم يعد لسؤالي الموجه اليها جدوى، واخذت اتامل ما ارى من حيث اقف: طرق عريضة، مرصوفة، مبلطة بقطع صغيرة من الفسيفساء الملونة "مبلطة" باشكال هندسية عجيبة، تشكل معا رسومات وكتابات ابداعية يحتاج الشخص الواحد الى الف الف عام ليمر عنها ويراها ، وعلى جوانب الطرق اعمدة مضاءة، مزخرفة يصعب وصف جمالها وتنسيقها، وبين كل عمودين مجموعة من الاشجار، وقبلها مئات الزهور المصفوفة بعناية وبنظام غريب، وفي وسطها نافورة ماء، يصعد الماء منها وينزل بطريقة عجيبة ،وبجانب كل نافورة لوحة حجرية من الرخام، خطت عليها رسومات وكتابات لم اكن اتبينها الا حين تجرأنا واخذنا نتجول بينها، الاشجار من بين الاعمدة تتشابك فروعها مع فروع الاشجار بالاتجاه المعاكس، لتشكل مظلة متناسقة تستطيع معها ان تحجب الشمس ولاتحجبها في نفس الوقت. مقاعد حجرية ايضا بين الاعمدة تشدك بل تناديك للجلوس عليها، ومصابيح حجرية فوق كل عامود ينبعث منها نور خافت بالوان عديدة لا تكاد ترى، ربما لأن نور الشمس يطغى اكثر على جوانب الطرق وعلى طولها متكررا الى الاف الاعمدة والاف نوافير الماء والاف اللوحات المنقوشة بكل اللغات .عرفت منها العربية والفرنسية والعبرية والانجليزية واليابانية ومئات اللغات الاخرى التي لم اعهدها، هذا ما كنا نراه عن قرب ويبدو انها كانت عبارة عن طرق خارجية تحيط بالمدينة التي تبعد عن هذه الطرقات، وبالرغم من المسافة الا اننا نرى بوضوح الاف البيوت، التي بنيت بطريقة هندسية في غاية الروعة، منها القديم ومنها الحديث وقد اصطفت في انتظام عجيب وعلى سطوحها حدائق مليئة بالازهار والنباتات، التي عهدتها والتي لم اعهدها، تأسر العيون بجمالها . كل هذا لا يذكر امام البرج الدائري العملاق والذي اختفت قمته بين السحب حتى يحال ان أرى الى اين ينتهي. شلالات الماء تنساب من كافة جوانبه من القمة الى الاسفل، لأرى قوس قزح يخرج او ينبعث من وسطه، كل هذا استطيع ان اراه رغم المسافة البعيدة الكائنة بيني وبينه واعتقد اني بحاجة الى ساعات للوصول اليه، ولكنه لضخامته يرى بوضوح...اما الذي حيرني وابهرني منذ اللحظة الاولى، فهو وجود الاهرام او نسخة طبق الاصل عن الاهرام المصرية بجانب البرج، وكذلك عشرات الآثار المشهورة في عالم البشر.. سرنا قليلاً.. رويداً رويداً في تلك الطرقات المدهشة العجيبة، وبعدها....




يتبع>>>>>>>الحلقة 50




رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011   #45


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:24 PM)
آبدآعاتي » 658,786
الاعجابات المتلقاة » 957
الاعجابات المُرسلة » 358
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




الحلقة 50

(الاميرة بندارآ)


جلسنا على مقعد حجرى ، وخلفنا نافورة ماء، وحول المقعد عدة أشجار غرست فى ترتيب ونسق ونظام يدعو للاعجاب، بحيث ان ظلالها ارتبطت بحركة الشمس، ليبقى المقغد تحت الظل أينما كان موقع الشمس.
مياه النافورة أرتفعت عدة أمتار من فوق المقعد، وللوهلة الأولى يسود الأعتقاد بأن المياه ستسقط فوق رؤوس الجالسين على المقعد ..

تنعكس ظلال الاشجار على المياه المندفعه من النافورة لينعكس على المقعد ظل الظل، لوحة غاية فى الفن والروعة، يصعب وصفها بسهولة. المقعد هو واحد من آلاف المقاعد المنتشرة على طول الطريق، لا يفصل بين الواحد والأخر سوى امتار قليلة، ويخيل لى أنه لو تم بناء مقعد واحد كهذا فى عالمنا، لأصبح حدث الساعة ومحطة للسواح، ولنال مصممه جوائز عالمية فى التصميم والأبداع. إلا ان هذا المقعد لا يلفت انتباه احد غيرى، وحتى مرح لم تكترث به، ربما كان ذلك لأنها أعتادت رؤية مثل هذه الأشياء .. الجنية مرح متكئة على كتفى، علامات الأرهاق والتعب بادية على وجهها ولأول مرة اراها "تتثائب" من النعاس ... قلت لها مداعباً :
- - هيك بتتثاوبى مثل البشر؟؟
أبتسمت وأغمضت عيونها بدلال ولم تعلق .. كان الناس يمرون من حولنا، منهم من يجلس على المقعد المجاور، ومنهم من يسير، ولم يكن احد ليأبه بوجودنا – بدأت افكر بسؤال اطرحه على احدهم لأعرف شيئاً أو عنواناً نذهب أليه ... امسكت بطرف يد مرح وضغطت عليها وقلت لها :
مرح هيا، أستخدمى عقلك ودهائك وفكرى فى سؤال لنصل الى كبير المدينة ونكمل طريقنا ... رفعت رأسها عن كتفى قليلاً وقالت بغنج ودلال:
أسأل أنت، أنا تعبه" !!!
اعادت رأسها من جديد، فأخذت أفكر بسؤال أسأله لأحد المارة ... أنتظرت قليلاً ولم يمر احد، فقررت ان اتوجه الى مجموعة من الأشخاص الجالسين على المقعد المجاور لأسألهم.
طلبت من مرح ان ترفع رأسها عن كتفى لأذهب، وفعلت ذلك، فسرت وأقتربت من المقعد المجاور، وكان الجالسين عليه رجل وأمرأتين يتحادثون معاً .. قلت لهم:
مرحبا. فى أى أتجاه يجب أن نسير لنصل الى كبير هذه المدينه؟؟؟
ابتسمت المرأة وحاول الرجل ان يخفى ابتسامته واجاب:
"لانفهم قصدك"!!!
قلت:
نريد أن نصل الى بيت المسؤول
قال:
"اى مسؤول فيهم تريد؟ وعن أى شأن هو مسؤول لأستطيع ان أدلك"؟!!
شعرت انى فى مأزق، فالأشخاص هنا يختلفون عن الأشخاص فى المدينة السابقة، وأنا لا أدرى ماذا اسأل .. قلت:
المسؤول عن هذه المدينة ... المسؤول عن كل شئ .. "أكبر واحد فيهم"
بدا على وجوههم الاستغراب من سؤالى واخفوا ابتسامتهم بلباقة حتى لا يحرجونى، وبادرت المرأة الثانية وسألت:
من أين أنت؟ يبدو عليك انك من الجنوب ؟؟
قلت:
كلا، انا لست من هذا العالم، انا من عالم اخر ...
اخذوا ينظرون فى وجوه بعضهم البعض، وارتسمت على شفاههم ابتسامة ساخرة ظهرت رغم عنهم، ويبدو ان حديثى شدهم، فقالت المرأة:
ربما نحن لا نفهم ماذا تريد بالظبط، ولكن بأمكانك ان تأخذ أية عربة لتوصلك الى العنوان الذى تريده .....
قلت لهم:
شكراً.
وجدتها فرصة لأهرب من هذا الأحراج. عدت الى مرح وبادرتنى بالسؤال:
آه، شو صار معك؟؟؟
هذه المدينة ليست كالمدينة السابقة، واقاربك من الجن هنا يجيبون على الأسئلة دون تعقيد او ألغاز ...
اشك ان هؤلاء من اقاربى انا، واعتقد انهم من اقاربك انت ... المهم ماذا فعلت وإلى اين وصلت ؟؟
توصلت الى أن المسؤولين فى هذه المدينة كثييرون، وانه يجب ان نركب عربه لتوصلنا الى العنوان الذى نريد!
قالت ساخرة:
شاطر ياحسن، لقد استنتجت مالا يمكن ان يستنتجه أحد غيرك، اكاد اجن اعجاباً بذكائك .. المسؤولون كثيرون ويجب ان نركب عربه، الأن أيقنت كم أنت ذكى .. لقد عرفت كل شئ ولم يبقى شئ لتعرفه.
فى هذه الأثناء ومرح مازالت تتحدث بسخرية، توقفت عربة سوداء تجرها مجموعة من الخيول .. فتح الباب وخرج منها رجل واقترب منا وقال:
مرحبا، أنا "رابى" جئت لاصحبكم الى مجلس الأميرة .. ان لم يكن لديكم مانع، تفضلوا !!!
صعدنا معه العربة دون جدال، فنحن بحاجة لتوفير الجهد والتعب فى البحث عن عنوان .. واى عنوان!!
الفضول بدأ يدفعنى لأسأله عن المدينة .. ولكنه اعتذر بلباقة وادب وقال:
اعذرونى، فأنا مكلف فقط بأيصالكم، ولا يسمح لى بخوض أي حديث معكم!!!
جوابه كان كافياً لأسكاتى، فلم أعلق.
اخذت العربة تشق طريقها فى شوارع المدينة التى هى من عجائب الزمان، وطوال الطريق التى سرنا فيها لم يلفت انتباهى أى اثار لتكنولوجيا او ماشابه، كل ما اراه يدل على ان هذه المدينة قد صممت بعيدا عن اشكال التكنولوجيا .. ولولا رؤيتى لمبانى وأثار مشابهة لتلك الموجودة فى عالم البشر، والتى تم بناؤها منذ عشرات السنين، لأعتقدت انى قد عدت للماضى قبل الاف السنين ..

توقفت العربة امام برج عال او مبنى دائرى، تحيط به الحدائق من كل الجوانب، كيفما اراه من الخارج! فهو برج عملاق تصميمه بسيط ومتواضع، لا يبدو عليه البذخ أو المبالغة فى أى شئ، وكل مايحيطه يبعث على الراحة النفسية، ويمنح الانسان شعوراً بأنه أمام متحف تاريخى قديم ... اقتربت من العربة فتاة، ورحبت بنا وطلبت ان ترافقنا قائلة:
" جئت لأرافقم أن لم تمانعوا"!!!
فقلت لها مازحاً لا أكثر:
نعم، نحن نمانع ...
ردت:
لكم الحرية فى ذلك، هل تفضلون ان يرافقكم احد اخر، ام ادلكم على الطريق وتسيرون وحدكم؟
فرأيت انها اخذت الموضوع بجدية! فقلت:
كلا، فقط اردت ممازحتك، نحن لا نمانع ان ترافقينا.
قالت :
تفضلوا ...
قلت:
هل استطيع ان اسألك ام انك ايضاً ممنوعة من الحديث معنا؟
اجابت بأدب :
"كلا لست ممنوعة من الحديث معكم، ولكنى أفضل ان لم تمانعوا ان تنتظروا لحظات، وستجدون من يجيبكم على كل اسئلتكم!!!
سرنا برفقة هذه الفتاة التى كانت غاية فى التواضع والادب ... مرح بقيت صامته تضم شفتيها على بعضهما علامة على عدم الرضا او انها تشعر بأن هذا الأستقبال لا يليق بها.
دقائق فقط واصبحنا داخل هذا البرج. فوجئت بما رأيت، فقد رسمت فى خيالى بأنى سأرى العجائب داخل هذا البرج كما حدث فى البيوت السابقة، والتى لا يعكس خارجها ما بداخلها، ولكنى أرى أن هذا البرج يختلف عن خارجه فى كل شئ، فالبساطة واضحة وبادية على كل شئ فيه، وبالرغم من بساطة الأثاث والديكور والمحتويات إلا اننى انبهرت من التناسق والنظام فى كل شئ .. فتحت لنا الفتاة المرافقة بابا من الصالة وقالت:
ارجو منكم ان لم تمانعوا ان تنتظروا قليلا فى مكتب الاميرة، وبعد دقائق ستكون هى فى صحبتكم ....
جلسنا واغلقت المرافقة الباب وذهبت، واخذت مرح تجول بعيونها فى كل ارجاء الغرفة والمكتبة المليئة بالكتب القديمة أو الجديدة، ولكنى اراها قديمة ..
سألت مرح:
الا تستغربين ان يكون هذا مسكن ومكتب مسؤولة المدينة؟ ترى كيف سيكون شكلها؟
رمقتنى بنظرة وكأن سؤالى لم يعجبها وقالت :
"هلا بتعرف"!!!
لحظات وفتح الباب، ودخلت منه فتاة تحمل بين يديها (صينية) عليها كأسين من الماء.
اقتربت من مرح وقالت لها:
"تفضلى ... "
هزت مرح رأسها بتكبر مشيرة بأنها لا تريد. تقدمت الفتاة نحوى وقدمت لى الماء وقالت:
"تفضل ... "
تناولت الكوب وشكرتها .. ووضعت الصينية على الطاولة وقالت لمرح :
"ان هذا اشهر مشروب فى المدينة وتقديمه عادة متبعة للترحاب، ولكن ان اردتِ ان احضر لكِ شيئاً اخر، فأنا على أستعداد"
تناولت مرح الكوب من الصينية، وكان يبدو انها تريد اختصار الحديث وإنهاءه وقالت:
"شكراً ....."
التفتت الفتاة الي وقالت:
"هل تود ان احضر لك شئ اخر"؟
قلت:
ان كان يوجد فى مدينتكم هذه شئ اسمه "قهوة" فسأكون شاكراً لكم؟
قالت:
"فى هذه المدينة يوجد كل شئ، كيف تشربها لأحضرها لك"؟
قلت:
حلوة شوية ان امكن ..
قالت:
"حاضر، سأحضرها حالاً .."
وخرجت الفتاة .. والتفت الى مرح وقلت لها:
الن تكفي عن حركات التكبر، رغم كل ما حدث لم يتغير فى طباعك شئ، لا تنسى اننا بحاجة اليهم يا ...
رفعت حواجبها وقالت بحدة:
"انا لست بحاجة لأحد، وهؤلاء ينفذون الأوامر الصادرة اليهم، ولن يتغير فى الوضع شئ سواء جاملناهم أم لم نجاملهم، ولو كانت الاوامر ان يعاملونا بطريقة مختلفة لفعلوا، وهم لا يفعلون هذا احتراما لنا، وانما لأنهم مرغمون على ذلك، ولست مضطرة ان اجاريهم على تفاهتهم.
قلت لها:
مرح، متى ستحضر الأميرة؟
قالت بغضب :
"لماذا تسألنى؟ هل قالوا لك بأنى وصيفتها؟ أسأل خدمها لتعرف!
قلت لها بأمتعاض :
ليش أنت زعلانه، أنا بسألك علشان علشان أنتِ صاحبة القوة الخارقة التى بتعرف كل شئ!!!
ردت ساخرة:
"لاياحبيبى متشألنيش، القوة الخارقة خلاصت زمان، وانا بطلت أعرف اشي، أعرف أنت وأحكيلى ..."
توقفنا عن الحديث مع انفتاح الباب ودخول الفتاة، وقد احضرت لى القهوة .. قالت:
"اهلا وسهلا بكم، انا اسمى (بندارا) ان لم تمانعو سأجلس لأتحدث معكم".
توقفت الفتاة عن الحديث وذلك بسبب ضحكة مرح التى جعلتنى اضحك رغم عنى، فمن نظراتها أدركت انها قرأت أفكارى بسرعة، وخاصة أسم "بندارا" ذكرنى بالبندورة. فأردت ان أقول "أنا أسمى خيار" ولكنى لم أفعل، ان قراءة مرح السريعة لأفكارى جعلها تضحك وتضحكنى معها، وأصبح الموقف محرجاً امام الفتاة التى لابد انها ظنت اننا نسخر منها ....
أعتذرت للفتاة بسرعة وقلت لها :
ان اسمك غريب نوعاً ما وهو ...
قاطعتنى قائلة:
"لاداعى للتبرير، لا يوجد مايسئ، أن لم تمانعوا سأكمل حديثى"
قلت لها:
تفضلى .....
ومرح مازالت تبتسم بخبث، وهى تتعمد ان تضحكنى لتحرجنى، كانت تتكئ بيدها وراسها على المكتب تداعب شعرها ولا تبالى بحديث الفتاة، مظهرة التكبر. كان واضحاً ان الفتاة تعمل على ان لا تظهر اي تأثر بتجاهل مرح المهين.
قالت الفتاة:
"انا على استعداد لأجيبكم على اسئلتكم، وان لم تمانعوا فتفضلوا بطرح الأسئلة التى تريديون منى الأجابة عليها"؟
غمزتنى مرح بطرف عينها، فهمت انها تريد منى ان اسأل .. فسألت الفتاة:
متى ستحضر كبيرة المدينة؟
قالت:
"لا توجد لهذه المدينة كبيرة حتى تحضر"
قلت:
اقصد المسؤولة او الرئيسة لهذه المدينة!!!
قالت:
"ايضاً لا يوجد مسؤولة لهذه المدينة، يوجد الكثير من المسؤولين والمسؤولات فى مجالات مختلفة فى المدينة، وليس على المدينة" .....
أعتدلت مرح فى جلستها بأستنفار، وبطريقة مستفزة خيل لى انها ستضربها وقالت بلهجة تهكم :
بيقصد بذلك الاميرة!!! "الست" الاميرة بتاعتك اللى جابونا عندها مطولة تتجى"؟
رمقت الفتاة مرح بنظرة أستخفاف وقالت:
"ان لم تمانعوا، أنا هى التى تتحدث معكم "
اشارت مرح باصبعها وقالت:
"أنتِ الأميرة"؟!
ردت الفتاة
"ان لم تمانعى ..."
وغزت علامات الأستغراب والمفاجأة وجه مرح، وعادت لتميل بجلستها مستخفة وغير آبهة بما يحدث.
أردت ان انقذ الموقف، فقلت للأميرة:
نعتذر لك، لم نميز انك الاميرة المقصودة، وإلا لكنا ... خانتنى الكلمات ولم أعلم ماذا أقول !!
ردت الاميرة:
"لا يوجد داعى للعتذار، لم يحدث شئ سئ، وكونى الاميرة لا يتطلب منكم معاملتى معاملة خاصة."
قلت لها:
عفواً أيتها الأميرة، لماذا نحن هنا وعندك أنتِ بالذات؟؟
قالت:
"تستطيع ان تنادينى بأسمي ... من مهمتى كأميرة للمدينة أن أرحب بالقادمين اليها، وأشرح لهم تعاليمنا والشروط المفروضة لبقاءهم فى هذه المدينة.
قلت لها:
ولكننا لسنا مجرد قادمين الى المدينة، ووضعنا يختلف بعض الشئ.
قالت:
"لا أجد أى أختلاف بينكم وبين أى قادم أخر"
قلت:
نحن لم نأتِ لهذه المدينة من أجل البقاء فيها.
قالت:
بقاؤكم أو خروجكم موضوع سابق لأوانه، وما يهمنى هو أنكم الآن فى المدينة، وبما أنكم دخلتموها، بالصدفة أو عن قصد، فمن واجبى ان اشرح لكم "التعاليم" ... اولا، هذه المدينة: من يدخلها لا يستطيع ان يخرج منها قبل انقضاء عام كامل على دخوله اليها. ثانياً ان قرر القادم اليها ان يبقى فيها، فأن قراره هذا يكون بحاجة لموافقة "المجلس" عليه، ليتم السماح له بالبقاء، والا يتم اخراجه منها بعد أنقضاء العام. ثالثاً إن "تعاليم" هذه المدينة مفدسة ولا يسمح بمخالفتها لأى كان. وإن تمت مخالفتها عن قصد، فمجلسي له الحق بأبعاد المخالف الى مدينة الشمس ليمضى هناك بقية العام، وبعدها يعود من حيث أتى ....."
ثم أردفت بالقول:
فى هذه المدينة لن يدخل أحد فى شؤونكم، ولن يسمح لكم بالتدخل فى شؤون الأخرين، كما أن لاجميع هنا حرية الأختيار فى كل شئ، ولا يسمح بمخالفة التعاليم. وهنا توجد فوارق بين الأشخاص فى طبيعة العمل والمهمات، مكانة الشخص يحددها بنفسه بناء على مايقدم للأخرين وللمدينة، ولا يوجد أحد أفضل من الأخر ... إن قدمتم أخذتم وأن لم تقدموا لن تأخذواشيئاً!!
تأفأفت مرح وقاطعتها قائلة:
: أسمعى ياباندارا، نحن لا يهمنا ان نسمع عن تعاليم مدينتكم، ولا عن أشخاصها، ولا نخطط للبقاء فيها لقد سرنا بارادتنا أو رغماً عنا لنصل الى هنا من قِبل من هم اعلى منك وأهم، فلا تضيعى وقتنا بأمور لا تهمنا ولن تهمنا. لقد جئنا من أجل هدف معين، وأصبحنا جزء من لعبة نلعبها مع كباركم، وان لم يبلغوك، فأنا التى ستبلغك: نحن جئنا للحصول على "قوة الشر"، فأن كان لديك ما تقولينه حول هذا الموضوع فتفضلى، وإلا فلا داعى لأضاعة الوقت بحديث سخيف.
أنهت مرح حديثها، وأرتسمت على شفاه باندارا ابتسامة صفراء، وقلت انا فى نفسى: "الله يستر من حروب النساء".
قالت باندارا:
"اسمعوا جيداً، من واجبى ان اشرح لكم عن تعاليمنا حتى لا تخالفوها، وان كان حديثى سخيف ولا يهكم فهذا شأنكم ... انتم الأن فى مملكة الشر، وأنا اميرة هذا الجزء من المملكة، وانا المسؤولة عنكم، شئتم أم أبيتم، وقد قلت لكم سابقا انكم بالنسبة لى قادمين، وقد تصبحون مواطنين، ولا فرق لدى بينكم وبين قادم اخر، مايهمنى هو انكم موجودون الأن فى المملكة، وستكونون تحت مسؤوليتى لمدة عام .. قدمت لكم الأحترام الذى يليق بكم ، واتشرف ان سنحت لى الفرصة بتقديم المزيد من الأحترام، ان لم تمانعوا، سأشرح لكم تعاليمنا حتى تتكيفوا معها ...
قاطعتها مرح بأستخفاف:
"نحن نمانع" !!!
ابتسمت باندارا وقالت:
"هل تريدن ان استدعى شخصاً اخر غيرى ليشرحها لكم" ..
قالت مرح:
"لا داعى فتعاليمكم لا تهمنا" ..
قالت باندارا:
"ربما تريدون الحصول عليها مكتوبة لتقرأوها بلغاتكم الأصلية"
قالت مرح:
"وايضاً لا يوجد لدينا وقت لنقرأ" ..
قالت باندارا:
"هل لديكم اقتراح لطريقة ما لنوصل اليكم تعريفاً بتعاليمنا؟"
ردت مرح.
"نعم ، نقترح ان لا تضيعى وقتنا"
قالت باندارا:
"هل هناك ما استطيع ان اقدمه لكم؟"
قالت مرح :
"فقط دلينا على الطريق لقوة الشر ونكون شاكرين لحضرتك"
قالت باندارا:
"عن اية "قوة شر" تتحدثين؟"
قالت مرح:
" قوة الشر الموجودة فى مملكة الشر، والتى نحن فيها الان، ومن اجلها جئنا، وانت تعرفين ذلك جيداً وإلا لما وصلنا اليكِ".
قالت باندارا :
"ان لم تمانعى فصيغى سؤالك بطريقة اخرى فربما فهمته"
قالت مرح بلهجة فيها بعض السخرية:
"ان لم تمانعى فدلينا على الطريق"
ردت باندارا:
"انا امانع" !!
قالت مرح:
"وهل من قوانين اللعبة ان لا تدلينا؟"
قالت باندارا:
"انا لا تهمنى قوانين لعبتك ، وما يهمنى هو تعاليمنا"
قالت مرح :
"اذا سنبحث عن غيرك ليدلنا، وشكراً لضيافتك"!!!
قالت باندارا:
"رافقتكم السلامة"
وهزت مرح كتفها علامة الاستخفاف واللامباللاة ، وتوجهنا الى الباب وقالت:
"هيا يا حسن لنذهب" ..
نظرت انا الى باندارا، محاولا تلطيف الجو وقلت لها:
"لا تؤخذينا ايتها الاميرة"
أبتسمت الاميرة ، ورمقتنى مرح بنظرة حادة وقالت وهى تمسك بمقبض الباب:
"تفضل قدامى"
وجدت نفسى بلا قرار، فانا بين نارين ، نار الأميرة الهادئة المتوضعة، ونار مرح ، التى بذلت كل ما فى جهدها لأستفزازها ... خرجت منساقاً خلف مرح، لنخرج من البرج ، ونسير فى الحديقة ، ونصل الى الشارع لنصبح وحدنا ، وحينها وجدت الفرصة لانفس عما بداخلى، فقلت لها:
"لماذا تصرفتِ معها هكذا؟ والى متى ستبقين متعجرفة مع الأخرين اما كان من الأفضل ان تتصرفى بطريقة بطريقة اخرى؟ الم تتحدث معك "باندارا" بمنتهى الأدب والأخلاق والأحترام؟ سوف تصيبنى تصرفاتك بالجنون، الا تجيدين إلا اهانة الاخرين واستفزازهم كفى يامرح ارجوك .. كفى .. أين ذهب دهائك فى التصرف ..
قالت مرح:
"هل بقى لديك شئ اخر لتقوله يا استاذ الادب والأخلاق، انا اتصرف كما يحلو لى، وبما أراه مناسباً، وانا لا احب هذا النوع من النساء، لا أحب أهل هذه المدينة، وكلمة " أن لم تمانع" اجدها من الكلمات السخيفة التى لم تذكر ولن تذكر فى قاموسى، فأنا مرح وان اردت شيئا احصل عليه، مانع الأخرون ام لم يمانعوا ... فلم النفاق؟ اميرتك المتواضعة باندارا تعلم جيداً ماذا تريد، وانا أعلم انها تعلم، وهى تعلم اننا نعلم انها تعلم ماذا تريد، أذا لا داعى للنفاق ولعبة التواضع المبالغ فيها ....
قلت لها.
تفضلى يامرح يا ابنة الجن، يافريدة زمانك وقولى ماذا يجب ان نفعل الان ؟؟
قالت:
"سنسير فى خطين ، الخط الأول يتمثل فى البحث عن "قوة الشر" بكل الطرق الممكنة حتى نجدها، والخط الثانى وهو الاهم والذى يجب ان لا يشك به احد، يتمثل فى أيجاد مخرج يعيدنا الى عالم البشر بسرعة، فإن نجحنا نكون قد افلتنا من قبضتهم، وخرجنا من هذه اللعبة القذرة، التى يتحكمون بصغيرتها وكبيرتها، وان وصلنا الى عالم البشر، فأستطيع ان احميك واحمى نفسى، وانا بارعة فى ذلك، وحتى تسنح تلك الفرصة، فسنبقى (فئران تجارب) شئنا ام ابينا."
سرنا من شارع الى اخر، وفى كل شارع أعجوبة وأعجوبة، هذه المدينة فى صغيرتها وكبيرتها، اعجوبة من عجائب الزمان، ان اللغة بكل تعابيرها لم تخلق لتصف اسطورة هذه المدينة....
ارهقنا السير على الاقدام واخذنا الوقت وحل الظلام واصابنا النعاس، اكلنا وشربنا من الاشجار المصطفة على جانبى الطريق، والتى تحمل الاف انواع الثمار، وشربنا من الواحات المنتشرة، ونمنا تحت احدى المظلات حتى أشرقت الشمس من جديد وعدنا للسير بلا هدف نبحث عن لا شئ .. كانت فى طريقنا عشرات العربات الجميلة المزخرفة والتى تجرها خيول بيضاء تقف على جوانب الطرقات حيث اعد لكل منها مكان خاص صمم من اجلها.
لمعت برأسى فكرة: لماذا نرهق أنفسنا بالسير على الأقدام، ونحن بأمكاننا ان نركب احدى هذه العربات . لم تمانع مرح، فاقتربنا من احدى العربات وركبنا فيها، وانطلقت الخيول تسير على الطرقات المرصوفة بقطع الفسيفساء الصغيرة الملونة، والتى تشكل مئات الرسومات المتتابعة، ووقع اقدام الخيول عليها كأيقاع موسيقى، ولكن تلك الرتابة لم تستمر طويلا، فسرعان ما انطلقت الخيول بسرعة تسابق الريح، لا ابالغ ان قلت انها طارت، لم ندرِ كيف نوقفها او لماذا جن جنونها .....

قلت لمرح:
أوقفيها ارجوك ستقتلنا !!!!
قالت مرح:
"فى عالمى لا يوجد مثل هذه العربات، اما فى عالم البشر فتوجد ... اوقفها أنت ...."
وفى اقل من دقائق توقفت العربة فى حديقة برج الاميرة "باندارا" ، لتطل علينا الاميرة وتقول:
"احد تعالم مدينتما التى رفضتم ان تعرفوها: (لا تاخذوا شيئا ليس لكم) اذهبوا رافقتكم السلامة ان اردتم.
خرجنا من العربة وعدنا نسير على اقدامنا من نفس الطريق مرة اخرى، وضاع تعب يوم كامل، سرنا وسرنا ساعات طويلة وتوقفنا امام لوحة حجرية كبيرة جداً، نقشت عليها رموز ورسومات وكلمات بلون الذهب الممزوج باللون الاحمر ....
سألت مرح :
هل هذه مكتوبة بلغة الجن؟؟
"قالت مرح كلا انها ليست من لغات عالمى، ولا تشبه اى لغة من مئات اللغات للبشر القديمة والجديدة، انها لغة غريبة لم اعهدها من قبل"
بجانب اللوحة كانت اشجار فى غاية الجمال ، تحمل ثماراً بأشكال مختلفة تشبه قليلاً ثمر "التين" ....
مددت يدى واكلت واحدة، وكذلك فعلت مرح ، زما هى إلا ثانية حتى صابنى دوار رهيب ، ورأيت مرح تسقط امامى على الأرض، حاولت رفع رأسى، ولكن دون جدوى، فقد سقطت ارضاً، اغمضت عيني، وبدأ الدوار يزول تدريجياً .. فتحت عيونى لأجد نفسى بجانب مرح ، وحولنا مجموعة من الأشخاص فى حديقة الأميرة باندارا.
اطلت الاميرة باندارا مبتسمة كعادتها وقالت:
"حظكم أننا نراقبكم وقمنا بأنقاذكم وإلا لكنتم بقيتم فاقدي الوعى والأدراك ماحييتم ... احد تعاليم مدينتنا والتى رفضتم ان تعرفوها: " تعاليم الشر كثيرة وثمارها لذيذة ابتعدوا عنها ان لم تمانعوا"
والأن رافقتكم السلامة ان اردتم ..."
وعدنا نسير من حيث بدأنا انظر فى وجهه مرح المكابرة واقول لها:
تعالى نعود ونطلب من الأميرة باندارا ان تشرح لنا عن قوانين مدينتها.
لكن مرح رفضت بكبرياءها المعهود ......
سرنا نبحث عن لا شئ ، وأكلنا من الثمار التى نعرفها وأبتعدنا عن تلك الثمار التى لا نعرفها تحسباً لاية مفاجأة.
حل الظلام وغشى النعاس عيوننا، وجلسنا لنأخذ قسطاً من الراحة تحت احدى المظلات المضاءة بفوانيس ينبعث منها لون أحمر خافت، أمتزج لونه مع نور القمر ليشكلا معاً لوناً تثمل له العقول، وأخذنا نضحك على ما حدث معنا، اجواء المكان والاضاءة اثارت بداخلى الشهوة لجسد مرح الذى امتزج لونه بضوء الفوانيس الاحمر مع شعاع القمر، وقبل ان اقترب منها اقتربت هى وقبلتنى قبلة انستنى ماحدث فى الماضى وما سيحدث فى المستقبل، قبلتها وقبلتنى عانقتها وعانقتنى وبنار الشهوة الهبتها والهبتنى ...

ازدادت حدة النور الاحمر المنبعث من الفوانيس اكثر واكثر، ليحول كل شئ الى اللون الاحمر، واقترب القمر اكثر واكثر ليكمل امتزاج الألوان ولتصيبنا حالة من الهستيريا ... ابدأ بخلع ملابسها، وكذلك هى اصابتنى حالة من الهلوسة وكأن مسا قد اصاب عقلى، لا ادرى ماذا فعلت وماذا حدث لم اصحو إلا وقد عبق انفى بروائح شذية لم اعهدها من قبل ووجدت نفسى وقد اشرقت الشمس ومرح تستلقى على الارض الى جانبى، لم تصح بعد والجزء الاكبر من جسدها مازال مكشوفا.
نظرت حولى لأتفاجأ اننا فى حديقة الاميرة باندارا ولكن لا احد حولنا ... ايقظت مرح فقامت مذهولة، جلسنا مذهولين لا نتكلم ، وفى عقولنا مئات الاسئلة .. ماذا حدث!! وبعد مايقارب النصف ساعة حضرت الاميرة باندارا مبتسمة كعادتها ، واثقة فى خطاها فى عينيها بريق جذاب ، ابتسامتها ساحرة ، جسدها يشبه جسد مرح نوعا ما، شعرها قصير وبرغم ان مرح اجمل منها بكثير إلا ان جمال الاميرة يتميز بجاذبية تشد النظر والعقل ..
كان واضحا انها تعمدت الا تحضر حتى نصحو ونلملم انفسنا لكى لا تحرجنا، اما مرح ففور رؤيتها لباندارا اخذت تقوم ببعض الحركات لتظهر مفاتن جسدها متظاهرة بأنها لا ترى الاميرة وبما اننى اصبحت خبيراً بتصرفات مرح فهمت انها تحاول ان تغيظ الاميرة، وتطهر لها انها اجمل منها بكثير ....
ويبدوا ان الاميرة باندارا قد فطنت لما تحاول مرح ان تظهره، فارتسمت على شفاهها ابتسامة ماكرة وقالت






يتبع>>>>>>الحلقة 51




رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011   #46


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:24 PM)
آبدآعاتي » 658,786
الاعجابات المتلقاة » 957
الاعجابات المُرسلة » 358
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





الحلقة 51



( الأعتذار للأميرة)



من حسن حظكم اننا اخرجناكم من دائرة القمر الأحمر في الوقت المناسب وإلا لفقدتم عقلكم الى الأبد .... أحد تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تعرفوها، أنه حيث يمتزج نور القمر بالنور الأحمر يتحول النور الى ظلام، فأبتعدوا الأن ان لم تمانعوا .... والأن رافقتكم السلامة.
وقفت مرح على قدميها وسارت بسرعة وقالت بنبرةالامر الحاسم:
هيا ياحسن !!
علمت أنها لا تريد أن تمنحني فرصة للبدء بأي حديث مع الأميرة ... سرنا من حيث بدأنا، فأخذت أضحك وشر البلية ما يضحك، وقلت لمرح:
هل يمكن أن أحدثك ( إن لم تمانعي) ؟؟؟
ابتسمت مرح وقالت :
تفضل (أنا لا أمانع) ؟؟
هل يمكن ان تخبريني ماذا ستفعلين الأن "ان لم تمانعي"؟
بصراحة إن لم تمانع فأنا لا أعرف؟؟
لدي أقتراح، لماذا لا نبقي في حديقة الأميرة بدلا من ان نعود اليها مرغمين "ان لم تمانعي"
هل يمكن ان اطلب منك ان تخرس "أن لم تمانع"
لدي خطة "إن لم تمانعي" اعود أنا الى الاميرة، فربما استطيع ان اكشف بعض الاسرار؟؟
قالت مرح ساخرة:
اي نوع من الاسرار تريد ان تكشفه لدى الاميرة، أخبرني "ان لم تمانع"؟
كل انواع الاسرار وخاصة تلك الاسرار البارزة والتي اتوق لكشفها طبعاً ان لم تمانعي؟
أكيد باندارا لن تمانع ان تكشف اسرارها البارزة والغير بارزة .. هيا عد اليها يا "حسن ياابو النسوان" وان لم تمانع سأقصف رقبتك.
والان يامرح ماذا سنفعل؟ هل سنسير في طرقات المدينة (ان لم تمانعي) الى مالا نهاية.
وعلى ماذا تستعجل، فلدينا عام كامل نقضيه في هذه المدينة كما قالوا، فدعنا نرى ماذا سيحدث.
سرنا من طريق الى اخر ، واخذنا نحذر كل شئ ، ونتخيل ان كل شئ في هذه المدينة مسحور، ويعيدنا الي حديقة الاميرة ....
اقتربنا من احدى الطرقات العريضة المرصوفة بالذهب،وعلى جانبي الطريق لوحات رخامية سوداء صغيرة وكبيرة تحوي كتابات بمئات اللغات خطت بلون الذهب إمتدت على مسافة مئات الامتار، والعجيب اننا استطعنا قراءة الكتابات من حيث نقف ....
قلت لمرح:
هيا ندخل هذه الطريق فهي حتماً مسحورة وستعيدنا الى حديقة الاميرة ....
ضحكت مرح وقالت:
لدي نفس الشعور، ان دخلنا هذه الطريق فسنعود الى سمو "ان لم تمانعوا".
واتفقنا ان لا ندخلها وسرنا من طريق اخر ولكن بعد مرورنا بعشرات الطرقات تكررت رؤيتنا لطرق مذهبة مشابهة لتلك الطريق التي رأيناها في السابق.
ضحكت مرح وقالت:
هيا ياحسن لنعود الى بندارا
دخلنا الطريق ونحن نضحك .. ولكن دقائق مرت دون ان يحصل شئ .. وسرنا اكثر واكثر، وادركنا ان الطريق فعلا مسحورة فهي لا تنتهي.

مرت ساعات ونحن نسير، ولكن دون جدوى، يبدو ان الطريق تسير معنا او اننا لا نسير ونظن اننا نسير، وبدأت الشمس تنسحب معلنة موعد الغروب
وما ان مال قرص الشمس الى الاحمرار حتى عكست الطريق صورة قرص الشمس لنصبح نحن داخل قرص الشمس او ان الطريق تحولت الى شمس، ولم نحتمل اقتراب الشمس منا ولم نستطع ان نخرج من الطريق، وبدأنا نشعر ان الشمس تأخذنا معها . . . .


دوار، صداع، هلوسة، لم نقاوم ، خيط رفيع من الامل وهو الذي تبقى لنا . . أن تتدخل الأميرة بندارا لتخرجنا ولكن الاميرة لم تتدخل . . . .
ازداد العذاب ومر الوقت، وانتهى الكابوس ولا ادري ماذا حدث وكيف وصلنا الى حديقة الاميرة، واطلت الاميرة من جديد وقالت:
من حسن حظكم اننا اخرجناكم في الوقت المناسب وإلا لذهبتم مع الشمس
فمن تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تفهموها " انه حيث يلمع بريق الذهب بغروب الشمس ينعكس الشر، فابتعدوا عنه ان لم تمانعوا" والان قبل ان اقول لكم مثل كل مرة "رافقتكم السلامة ان اردتم"، أذكركم بانكم خرقتم تعاليم مدينتنا أربع مرات، وربما لم يبقى امامكم إلا فرصة او اثنتين، وربما عشرة او الف، وعندها ستجدون انفسكم في مدينة الشمس، وربما لم يعد هناك مجال لخطأ جديد، او ربما كان، فهذا يعود اليكم الان . . . رافقتكم السلامة ان اردتم.
وعادت الأميرة من حيث أتت، والتفتُ الى مرح لأجدها مازالت في دوار، وخاصة انها لا تحتمل الشمس ولم تعتد عليها من قبل، وقلت لمرح:
أعتقد اننا وصلنا الى النهاية، ويجب ان نواجه الحقيقة، فكل الطرق تعيدنا من حيث بدأنا . فلا داعي لمزيد من التيه وتجربة الشمس الأخيرة كافية لي ولكِ واثارها مازالت على محياك، انه من الجنون ان نستمر بهذه الطريقة.
فقالت مرح وقد بدى على صوتها الارهاق والتعب:
حسن لقد دخلنا لعبة خطرة منذ البداية، وانت وافقت على ان تسير خلفي وتترك لي معالجة الامور بالطريقة التي أرتأيها، فدعني أفعل ذلك بطريقتي وثق أني أعلم ماذا أفعل وماذا سأفعل.
فقلت لها:
مرح . . . ولكن . . . .
قاطعتني وقالت:
بدون ولكن !!!

افعلي ماشئتِ، فوالله لن تقودينا إلا الى الجحيم يامرح ....
ان لم تمانع .... سأفعل.
لا امانع يامرح .......
سرنا من جديد، وخضنا تجارب جديدة في هذه المدينة الفريدة، التي أصبحت أشك في كل شئ فيها، فمانكاد نقترب من شئ، حتى نجد أنفسنا قد عدنا دون أن ندري ، وبعد ان تلقنا درساً، الى حديقة الأميرة بندارا، لتطل علينا وتعيد الموشح المعروف، وتختمه بكلمة أخيرة ... رافقتكم السلامة.
عشرات المرات عدنا الى حديقة المدينة، وبدأنا من جديد ... أنعكاس النجوم في الماء وتكرارها "شر"
كثرة الظلال للشئ الواحد "شر"، الصوت المتقطع وصداه شر، وغير ذلك الكثير في عالم الغرائب هذا ......
تعاليم المدينة التي تحرم الاقتراب من هذه الأشياء وتترك لشخص حرية الأقتراب منها إن هو شاء .... برغم المحاولات الفاشلة التي استمرت اكثر من ثلاثة أسابيع إلا ان مرح لم تمل المحاولة من جديد والاميرة بندارا أيضاً لم تمل من أستقيالها لنا يوميا، لتعيد علينا نفس الكلمات، ويبدولي ان مايحدث ماهو إلا نوع من تحدي الكبرياء بين الاميرة بندارا، والجنية مرح ... لم أعد أقوى على احتمال المزيد من هذا الجنون، وهنا قررت ان أتوقف، وان لا استمر في اللعبة ... قلت لمرح :
- لن أتحرك من هنا ، لا تحاولي ان تقنعيني ، لقد تعبت وكفاني ما حدث.
حاولت مرح ان تقنعني بضرورة الأستمرار حتى النهاية مهما كلف الثمن، لكني أغلقت أذناي حتى لا أسمع، وحاولت مرح ان تقنعني اكثر من مرة، ولكني رفضت ورفضت، حتى يئست مرح من محاولة اقناعي، وقالت بلهجة حزينة:
- حسن أرجوك، أسمعني جيدا، انا بحاجة أليك مثلما انت بحاجة الي، ان توقفت الان ستدفع الثمن غاليا، يجب ان نحاول ونحاول حتى نجد شيئا، افهمني ارجوك .....
- لن أتحرك من هنا مادمت سأعود الى هنا، وقد تعبت من مجاراة غرورك وكبريائك ....
- إذا ماذا تقترح ان نفعل ايها المجنون.
- نجلس مع الاميرة بندارا ونعتذر لها لتعرفنا قوانين هذه المدينة، بدا إضاعة الوقت والجهد وماستعنيه من الم .....
- ان كنت تصر، فتعال نقوم بمحاولة أخيرة، وإذا فشلنا فأفعل ما شئت.
- رغم قناعتي بأنها مضيعة للوقت إلا اني موافق.
بدأنا نسير طريقنا من جديد، إلا ان مرح هذه المرة لم تعد تبحث عن طريق جديدة، بل عادت الى المواقع القديمة والتي جربناها من قبل، وكانت تعيدنا الى الحديقة، واخذنا نتجول في نفس المواقع عدة مرات وانا لا أفهم ما الذي يدور في خاطر مرح ولماذا تفعل هذا .....
توقفت مرح وقالت لي :
- حسن لا اعتقد انك ستنسحب لتعطيها فرصة لتشمت بي، سنكرر المحاولة عدة مرات حتى ننجح.
- لقد أتفقنا مرة واحدة ومن ثم تتنازلين عن غرورك .
- لست انت الذي يقرر، ستفعل ما امرك به، "وخليك شاطر علشان ما ازعل منك"
- لن يحدث هذا يامرح ......
- سترى من الذي يقرر في النهاية، انت يا ابن البشر ام مرح.
قلت لها ردا على أستفزازها وغرورها:
- لقد قررت وسأعود الان الى الحديقة وافعلي ما شئتِ أيتها المغرورة ....
ضحكت ساخرة وقالت :
- تفضل عد أيها المهزوم !!!
قلت لها :
- أذهبي الي الجحيم


وعدت ادراجي الى الحديقة. واخذت تصرخ علي :
- حسن لا تفعل، لا تدعها تشمت بنا ايها الغبي الحقير، لا تفعل.
وصلت الى الحديقة وهي مازالت تشتم وتطلب مني التراجع، وان لا اترك فرصة لبندارا لتشمت بنا، توقفت والتفت الى الخلف وقلت لها :
- مرح ... غرورك وكبريائك وعجرفتك ستدمرنا .....
- حسن، أتريد ان نعتذر لها، لا تكن مجنونا، ستشمت بنا ان فعلنا .....
- لا تعتذري حتى لا تشمت بك، سأعتذر انا عني وعنك، فأنا لا يهمني، هيا فلا خيار امامك لقد قررت ولن أعود عن قراري ......
ويبدو ان مرح استسلمت للامر الواقع ودخلت معي البرج، وأستقبلتنا الفتاة وادخلتنا لمكتب الأميرة، وبعد لحظات دخلت الأميرة وجلست وقالت :
- اهلا وسهلا بكم، يشرفني انكم عدتم.
قلت لها :
- أيتها الأميرة .....
قاطعتني وقالت :
- نادني بأسمي ....
قلت لها :
- عني وعن مرح نعتذر لك عما بدر منا من خرق لتعاليم مدينتكم، ونتمنى ان تقبلي اعطاءنا فرصة جديدة لنتعرف على تعاليم مدينتك حتى لا نخالفها.
ابتسمت وقالت:
- قبلت أعتذارك انت، ولكني اود ان اسمع منها ان كانت موافقة علي هذا الأعتذار؟
قلت :
- نعم هي موافقة.
قالت الأميرة لها:
- اصحيح انك موافقة؟
اشغلت مرح نفسها بمداعبة شعرها واللعب بأظافرها دون مبالاه، وهي تتظاهر بانها لم تسمع ...
كررت الاميرة كلامها لمرح عدة مرات، وبقيت مرح تتجاهل ما يحدث بطريقة أستفزازية ...
صرخت بمرح :
- مرح .. مرح .. الا تسمعين !!!
التفتت مرح وهي تبتسم وقالت :
- مالك ياحبيبي على شو زعلان ؟؟
قلت:
- الأميرة تسألك ان كنت توافقين على الأعتذار؟
قالت بأستخفاف :
- أنا أعتذر؟ شو الي بتحكيه ياروحي؟
قلت بلهجة هادئة محاولا ان الطف الجو :
- الأعتذار للأميرة لأننا خالفنا تعاليم مدينتها !
قالت :
- شو صارلك ياحبيبي؟ انت بتعرف ان مرح ما بتعتذر لحدى مين ماكان يكون .
هنا علمت ان مرح خدعتني ... وابتسمت الأميرة وعيونها تشع غيظاً وقالت :
- كونته ياصغيرتي، كانت لديك الفرصة لأن تنتصري علي ولكنك خسرتي، فلا تكابري ..
قالت مرح بأستخفاف أكبر :
- ياحبيبتي ... هيك شاطرة وبتعرفي اسمي، ليش ماناديتيني فيه من الأول، بس ياريت تناديني بأسم مرح علشان بيلبقلي اكثر.
سخرية مرح من الآميرة بهذا الشكل انذرت بحدوث حرب لابد منها، ولا يمكن تفاديها، ولم يكن بأمكاني عمل شئ سوى الأنتظار والترقب ..
ردت الاميرة وكان واضحاً أنها مستفزة :





يتبع>>>>>>>الحلقة 52




رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011   #47


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:24 PM)
آبدآعاتي » 658,786
الاعجابات المتلقاة » 957
الاعجابات المُرسلة » 358
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




الحلقة 52


(خسارة بندارآ امام فرح)

ردت الاميرة وكان واضحاً أنها مستفزة :
- ياكونته، لقد خسرتِ ومازلتِ صغيرة، ودهاؤك وذكاؤك لن يسعفاك هذه المرة، غرورك قادك الى الهزيمة، لقد كانت امَامك الفرصة لتنجحي بالخروج من مدينتي، ولكن هاانتِ تعودين الي.
ردت عليها مرح :
- انا لا أعرف الهزيمة، ولن أعرفها، وايضا حينما اهزم ، لا أخجل من الأعتراف بالهزيمة، شريطة ان يكون الذي سيهزمني أفضل مني، وانتِ لست بشئ لتهزميني، ولن تنالي هذا الشرف الذي كنت ستفخرين به طوال عمرك، ومعلش ياحبيبتي، أنتِ الي طلعتِ صغيرة.
قالت الأميرة :
- اومازلتِ تكابرين بعد ان عدتِ الي، ألا تدرين ماتفعلين؟
قالت مرح :
- لا ياحبيبتي، انا لم أعد اليك، وانما ابن البشر هذا اراد ان يعود ليحضر الفصل الأخير من تمثيلك المكشوف ( يامتواضعة أنتِ )
وقفت الأميرة بندارا على قدميها وسارت عدة خطوات وأقتربت من مرح ورمقتها بنظرات حادة ... مرت دقائق من الصمت الرهيب لم تتكلم فيها الأميرة، ولم تتكلم خلالها مرح وكان حوار عنيف يدور بينهما بواسطة النظرات، وبعد الصمت أبتسمت الاميرة وقالت :
- هل وجدتِ الطريق ياكونته ؟؟
أبتسمت مرح بثقة وقالت :
- نعم وجدتها ....
ضحكت الاميرة وقالت :


- انت داهية الدواهي ياكونته . . يامرح، خسارة انك تمردت، خسارة، لو لم تفعلي لاصبحت حارسة الحارسات، خسارة انك في جانب وانا في جانب اخر، وإلا لأصبحنا افضل صديقتين ... نعم لقد هزمتني ياكونته، يامرح، وبهزيمتي هزمتِ جيلا بأكمله، انت ابرع من عاصرت بالتمويه والخداع ... لقد استطعتِ خداعي حتى اللحظة الأخيرة، كان بودي ان اصافحك وأعانقك، ولكن بما انك متمردة فلن أفعل، وانتِ تفهمين لماذا ...
قالت لها مرح :
- انا لا ألومك، ولكنه كان لي شرف عظيم بلقائك، وخسارة لي انا ان يكون لقائنا الاول في مثل هذه الظروف، واتمنى لقاءك في ظروف اخرى.
أبتسمت الاميرة وقالت :
- اتمنى، ولكني لا اعتقد ان هذا سيحدث يامرح، ولكني لن انساك، ورغم اعجابي بك إلا ان واجبي يحتم علي ان اوصي واطلب من المسؤولين ان يتم القضاء عليك في اول فرصة تسنح، وان يوقفوا هذه التجربة.
قالت مرح :
- انا اتفهم موقفك هذا، واحترمه ولو كنت مكانك لفعلت نفس الشئ.
وضعت يدي على خدي مثل " الأهبل " وانا اترقب واستمع لهذا الحديث الغريب بين اعجب واغرب مخلوقتين . كيف تحولتا من قمة العداء والتحدي في لحظة واحدة الى قمة الأحترام والود والاعجاب ؟!
قلت لها :
- هل استطيع ان افهم مايجري حولي، من أنتِ ومن هي؟ ومن انا واين نحن؟ وماذا يحدث وماذا سيحدث؟
ضحكت الاميرة ومرح معاً، ولاول مرة يضحكن على شئ مشترك. قالت الاميرة :
- انا بندارا وهي مرح وانت حسن، ونحن في سراب مملكة الشر، والذي يحدث ما تراه، والذي حدث ما رأيت وماذا سيحدث فلا احد يعرف.
ابتسمت وقلت للأميرة :
- شكراً، لم يكن هناك داع لهذا الشرح المطول، كان بأمكانك اختصار الاجابة أكثر . بدلا من هذا العناء والجهد المبذول في اجابتك المفسرة .....
التفت الاميرة بندارا الى مرح وقالت لها :
- اخشى يامرح انك تبحثين عن سراب.
ردت مرح :
- طريقي بأتجاه واحد حتى ولو ادت الى سراب.
قالت الاميرة:
- اذهبي يامرح .... ولن انساك .....
سارت مرح عدة خطوات، والتفتت الى بندارا واشارت اليها بيدها مودعة ... ردت الاميرة بأبتسامة وبحركة هادئة من رأسها ... سرنا وخرجنا من الحديقة، وهذه المرة الاولى التي اخرج بها من الحديقة وانا على يقين اني لن اعود اليها رغم انني لا افهم مايحدث ولا ادري ما هو سر التحول الغريب في العلاقة بين مرح وبندارا ......
اردت ان اسال مرح وقبل ان اسال قالت لي:
اعرف انك ستسألنيالف سؤال، وأعرف انك ايضاً لن تفهم شئ مهما شرحت لك، "حبيبي حسن بترجاك ارحمني وماتسأل وانا بعدين بحكيلك"
قلت متحايلا عليها :
لن اسألك إلا سؤالاً واحد فقط ولن اسأل غيره، فقط قولي لي ماحدث ؟؟؟
ضحكت مرح وقالت :
اتسمي هذا سؤالا واحد ؟ انا محظوظة لانك ستسأل سؤالا واحدا فقط، فكيف لو سألت سؤالين، فهذا يعني اني سأضطر ان احكي لك قصة البشر والكونيين منذ البداية وحتى النهاية، لا تقف كالصنم ، سأحكي لك ونحن نسير، ولكن لا تقاطعني، ومالم تفهمه لا تسالني عنه، ولا تعلق .. أتفقنا ياحسن؟
قلت :
اتفقنا يامرح ....
قالت :
ماحدث هو اننا حينما دخلنا الحاجز الزمني ووجدنا انفسنا في داخل المدينة العجيبة "مملكة الشر" التي تبهر العقول، أعتقدنا اننا دخلنا، لكن في الحقيقة نحن لم ندخلها، بل دخلنا سراب مملكة الشر، أي ان كل ما رايناه لم يكن إلا سراب . وهو انعكاس لمملكة الشر، باستثناء الطرق التي كنا نسير فيها، وماكنا نلمسه، أي ان الفترة التي قضيناها كانت على حدود مملكة الشر، ولم نكن داخلها . وما رأيناه من بنايات وأبراج وعجائب، كنا نراه من خلف الحاجز الشفاف، اما الطرقات والعربات والمظلات وقصر الأميرة .... فهذه أمور حقيقية ولكنها تقع خارج مملكة الشر، وبندارا ليست أميرة، ولا يتواجد في هذا المكان سواها ومجموعة من مساعديها الذين ساعدوها على ترتيب كل شئ بأتقان حتى نعتقد اننا دخلنا مملكة الشر، وللحقيقة فهم بارعون في الخداع . . .
كان من المستحيل ..............

كان من المستحيل لأي شخص، دون ان استثني نفسي، ان يعرف هذه الحقيقة، فقد اعتقدت انني في مملكة الشر، وحينما وصلنا الى برج الاميرة بندارا واستقبلتنا ... ادركت فورا انني امام شخصية في غاية الذكاء، قادرة ان تعرف كل تصرف ساقوم به قبل ان انفذه، من هنا تيقنت فورا اني مهما استخدمت من دهائي وذكائي فسأبقى مكشوفة امام دهاء وذكاء بندارا اللا محدود، وفرصتي ستكون ضئيلة جدا ان دخلت معها في لعبة ذكاء تتفوق فيها بمعرفتها تفاصيل المكان ومعرفتها المسبقة بتجربتي وطرق تفكيري، وانا على العكس من ذلك، لا اعرف من هي، ولا كيف تفكر، ولا اين نحن ......
ومعركتي معها ستكون خاسرة مئة بالمئة دون ادنى شك، إلا بطريقة واحدة، وهي "توقع الغير متوقع" وكل شئ كان من الممكن يتوقعوه ، إلا ان تتصرف مرح المغرورة "بغباء مطلق" وكانت المفاجأة لبندارا بان كل توقعاتها باءت بالفشل، وان مرح الداهية تتصرف "بغباء مطلق" وعليه كان على بندارا ان تفكر بغباء هي ايضاً حتى تفهم غباء مرح ، وطبعا، كان هذا مستحيلاً فهي لم تتعامل مع الأغبياء من قبل، أما انا فقد تعاملت مع الكثير من الأغبياء، ومازلت أتعامل مع أحدهم ........
وهكذا بدأت منذ اللحظة الأولى، أحاول لا أخطط لشئ، لم اكن اسجل في دماغي اية ملاحظات ولم اسعى لتوفير الوقت، ولم اخطط لشئ، واقع في الخطأ ولا يهمني، واعود الى حديقة بندارا عشرات المرات ولا يهمني، والأكثر من هذا اني استطعت ان اجمد دماغي حتى لا يتجه للتفكير بطريقة سليمة. وانا اعلم ما افعل، فقد كنت تحت المراقبة ، وكل ما سجل بدماغنا كان مكشوفا لبندارا، ولم نكن نستطيع ان نخفيه، وكانت المفاجأة التي لم تتوقعها بندارا ... والتي كنت أعيها تماماً، وكانت اجابتي لها "لا توجد خطة لدي" لا يوجد في دماغي اية ملاحظات عن المكان، "لا أفكر في أي شئ" ... وهكذا وحتى اللحظة الأخيرة أعتقدت بندارا ان شيئاً ما قد حصل لدماغي، وهي لا تلام، فحتى الأغبياء لا يتصرفون هكذا، كان من الممكن ان تستمر هذه اللعبة عدة أسابيع اخرى، إلا انك قررت ان ننهيها ونذهب ونعتذر لبندارا. وهنا عدت انا الى طبيعتي، وحصلت على المعلومات، والملاحظات حول ما حدث، وحول المكان من دماغك الذي سجل الأمور بطريقة طبيعية لا تشير الشك ... ومن خلال المعلومات التي لديك استطعت ان اجد الطريق!! وقمت بأستفزازك عمداً، وعدنا للأميرة ... ومن خلال قدرة بندارا على قراءة أفكاري، تفاجأت بأني حصلت على كل المعلومات التي أريد، ووجدت طريقة للخروج من السراب والدخول الى ملكة الشر ... اما الاميرة بندارا فهي ليست مجرد شخصية عادية وأنما هي احدى حارسات ابواب الشر المتميزات ، ان لم تكن الأفضل. وهي من الجيل السابق طبعاً، انا لم أعرف أنها حارسة إلا اليوم فقط من خلال الحوار الطويل الذي دار بيننا بطريقة "قراءة الأفكار" ... وكوننا في هذا المكان فلا تفسير عندي لذلك، فهي قد رفضت ان تفصح عن ذلك، وهذا بالنسبة لي شئ غريب ، ولكن هناك أسرار وامور كثيرة اجهلها ... هذا كل ما استطيع ان اقوله لك عما حدث، فأرجو ان لا تعلق واتمنى ان تكون قد فهمت شيئاً، هيا بنا لنخرج من السراب، وندخل مملكة الشر ...
لم أعلق على ماروت، ليس لانها طلبت ان لا افعل، بل لأني لا اريد ان اعلق ولا ان أسأل، ولا اريد ان افكر في هذا الموضوع، لأنه من الجنون ان افكر في أي شئ جديد لا أفهمه، وخاصة انه في كل لحظة هناك جديد غريب لا يفهم بسهولة، فخير لي ان اريح تفكيري .. مادمت برفقة هذه الداهية التي لا تفوتها شاردة.
سرنا حتى وصلنا الى الألواح الحجرية الكبيرة، التي نقشت عليها كتابات ورموز بالذهب الأحمر، بلغة ليست من لغة الجن ولا لغة الأنس، وقفت مرح امام اللوحات وابتسمت وقالت:
- أتعلم ياحسن ان الرموز والكتابات المنقوشة على اللوحة هي عبارة عن شرح مبسط لكيفية دخول مملكة الشر، ولو كان طفل صغير يعرف قراءة هذه اللغة لاستطاع الدخول دون عناء، وهذا يعني ان دخول المملكة ليس يالسر وليس حكرا على احد، فأي كان يستطيع الدخول وضحكت ضحكة من اعماق قلبها:
- اتعلم ان الثمرة التي اكلنا منها واصابتنا بالدوار وافقدتنا التركيز والوعي، كتب عنها مايلي: "هذه الثمرة تساعد على التركيز وتمنح النشاط ، وتمحو النعاس وتزيل التعب والارهاق، وتغنيك عن الماء والطعام ان اكلت منها ثلاث حبات، وان اكلت منها حبة أقل من ذلك او اكثر، فسيصيبك عكس ذلك".
قلت لمرح:
- كيف تعلمت قراءة هذه اللغة؟
- "اللغة بسيطةجدا، وحتى تتعلمها يجب ان تعرف الرموز، وان عرفت الرموز فقد تعلمتها، والرموز رموز الشر التي وقفنا بها، والتي كانت السبب في عودتنا المتكررة لبندارا، فلو عرفنا الرموز لما وقفنا بها". ولو لم نقع بها لما عرفتها، وماكنت ساتعلم اللغة.
مدت مرح يدها على نفس الثمرة، واكلت منها ثلاث حبات، لم أجرؤ انا ان افعل مثلها، خاصة بعدما حدث معي من جراء اكلي لهذه الثمرة، ولكني قطفت ثلاث حبات وحملتها معي حتى اتاكد من ان مرح لم يحصل لها شئ من جراء اكلها للثمار، وعدها اجرب انا ....
سرنا حتى وصلنا الى الطريق المذهبة، والتي تعكس غروب الشمس عليها، وقفت مرح بجانبها وقالت:


- المدخل الى مملكة الشر يمر من هذه الطريق، ويجب علينا ان ننتظر الى ان يحين غروب الشمس وظهور القمر قبل اكتمال الغروب، وعندها نستطيع ان ندخل المملكة .....
انتظرنا ولم ندخل الطريق، حتى غربت الشمس، واخذنا ننتظر ظهور القمر، حتى ظهر قبل ان يكتمل الغروب، ودخلنا الطريق وماهي إلا دقائق معدودة حتى خرجنا من الطريق، ولم يحصل معنا ماحدث في المرة السابقة .. وحين وصلنا الى نهاية الطريق والتفتنا الى الخلف كان كل شئ قد أختفى، ووجدنا انفسنا في وسط المدينة المدينة التي كنا نراها في السابق ....
كان الوقت ليلاً، ولكن القمر اضاء المدينة لتشعر بأنك في ساعات النهار، لم نكد نتقدم خطوة واحدة حتى توقفت عربة سوداء تجرها خيول بيضاء، خرج منها شاب بهي الطلعة وقال:
- "تفضلوا معنا الاميرة في انتظاركم" .....
ركبنا العربة وضحكت وقلت لمرح:
- ماذا يحدث يامرح هل سنعيد "الفيلم" من جديد ام اننا عدنا الى الماضي والى نفس المكان؟
قالت مرح:
- "سننتظر لنرى" ....
وصلت العربة امام قصر كبير وتوقفت ونزلنا منها واستقبلتنا فتاة، مررنا من حديقة حتى وصلنا الى مدخل القصر ودخلنا.

كان قصر غاية في الفخامة والروعة، مررنا من بين مجموعة من الصالات المليئة بالأشخاص حتى وصلنا الى مكتب، دخلناه، تركتنا الفتاة وقالت:
- "ستحضر الاميرة بعد لحظات" ...
قلت لمرح :
- يبدو انها تمثيلية اخرى، ولكنها افخم وتلثيق بمستواك وليست كالسابق.
أنفتح الباب، .....................




يتبع>>>>>>>>>>>الحلقة 53




رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011   #48


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:24 PM)
آبدآعاتي » 658,786
الاعجابات المتلقاة » 957
الاعجابات المُرسلة » 358
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




الحلقة 53


بانده (اميرة مدينة القمر)



أنفتح الباب، ودخلت امراة في غاية الاناقة، جميلة، ذات هيبة ووقار، أشعر انها صاحبة شخصية قوية حتى قبل ان تتكلم، جلست خلف المكتب الزجاجي المذهب، وقالت:
- اهلا وسهلا بكم ، واخيرا وصلتم ياكونته وحسن، كنت اتوقع وصولكم ابكر قليلا، ولكن يبدوا ان "بندارا الخبيثة " لم ترغب بمفارقتكم. لقد سمعت وعرفت عنكم الكثير مما اثار استفزازي واعجابي في نفس الوقت، اعرفكم على نفسي : انا اسمي بانده، أميرة "مدينة القمر" وهي اجدى مدن مملكة الشر الخمسة. لقد تابعت رحلتكم منذ اللحظة التي قرر بها "رموزنا" بان لا يبيدوكم امام "مخرج الشر" أو بوابة الشر كما تسمونها، في ذلك الوقت بالذات وامام مخرج الشر قام "رموزنا" باتخاذ قرار حينما علمنا به بعد ذلك. تفاجئنا حتى فهمنا ما المقصود منه ... لقد كان القرار ان يتم منحكم فرصة حقيقية للبحث عن ماتسمونه "قوة الشر" ومن لحظة دخولكم الأقواس بدأنا جميعا بالأطلاع على رحلتكم خطوة بخطوة، لم تكن هذه لعبة للتسلية وأضاعة الوقت، بل كانت تجربة فريدة ومثيرة وخطيرة، ولم تكونوا انتم فئران تجارب مثلما كنتم تدعون، ولم يكن احد يسير أموركم او يتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخصكم، لقد قمتم بهذه المغامرة بمجهودكم الذاتي، ولم تتلقوا اية مساعدة، وكان ممكن ان "تنتهوا" لو انكم وقعتم في أخطاء .... صحيح انه تمت أزالة الكثير من العوائق من امامكم، والتي كان من المحال ان تتجاوزوها بمجهودكم الخرافي، ولكن الهدف من التجربة لم يكن ان تصلوا الى هنا، وانما كان الهدف دراسة طاقة تحملكم ودرجة تصميمكم على المواصلة. انا شخصيا لم اكن اتوقع ان بمقدوركم الوصول الى هنا، بل اعتقدت ان رحلتكم ستنتهي في المراحل الاولى، وكأن شئ لم يكن، ولكن ها انتم وصلتم الى مدينتي "مدينة القمر" .. طبعا قصدت من هذا الشرح ان تفهموا انه ليس من دوري ان امنعكم او اساعدكم بشئ، ولا توجد في مدينتي حواجز ولا مخاطر ولا متاهات والغاز، فكل شئ هنا مكشوف وواضح ..
أبتسمت الاميرة لمرح وقالت:
- كونته، أنت مجنونة بحق ولكن وبحق أكبر أنا معجبة بجنونك.
ردت مرح:
- الحقيقة ايتها الاميرة انك لطيفة، وللحقيقة فأني معجبة بأسلوبك اللطيف ..
أبتسمت الاميرة ومرح لذلك، وابتسمت انا ايضا بيني وبين نفسي قلت: "الله يستر من نهايتها فعلاقة مرح بالاميرة بندارا اميرة السراب ابتدأت بعداء وانتهت بمحبة وعلاقة مرح بأميرة القمر ابتدأت بمحبة وستنتهي بمصيبة ...
قلت للأميرة باندة:
- هل نحن حقا في مملكة الشر، ام اننا سنكتشف بأننا في مكان اخر ....
قالت :
- نعم انتم فعلا في احدى المدن المبنية على مملكة الشر، واسم المدينة مدينة القمر،

وسميت بهذا الاسم نسبة لقرب المسافة بينها وبين القمر، ولان القمر يرى في كل الاوقات من هذه المدينة، وانا أميرة هذه المدينة فعلا ومنذ سنوات طويلة.
قلت لها:
- بما انك صريحة وكل شئ مكشوف، هل "قوة الشر" التي نبحث عنها موجودة هنا.
قالت وهي تضحك:
- "اولا قولوالي ماهي قوة الشر التي تبحثون عنها؟ قولي لي انت يامرح"
أبتسمت مرح وقالت:
- بصراحة، انا ايضا لا أعرف ماهي او ماهو وصفها، كل ما أعرفه انها موجودة، وهي القوة التي ان امتلكها احد سيطر على كل شئ.
ضحكت الاميرة وقالت:
- اقسم انك مجنونة، اكل مافعلت من مغامرة ومخاطرة من اجل شئ لا تعرفينه، ولانك سمعت عنه، ماذا كنت ستفعلين لو انك كنت تعرفينه.
قالت مرح:
- اذاً قولي لي انت ماهي قوة الشر التي احاطوها بكل هذه السرية والتعقيدات منذ الاف السنين ...
قالت باندة :
- اتصدقينني ان قلت لك اني اميرة هذه المدينة منذ سنوات طويلة وقد ولدت وعشت في هذه المدينة، ولم اسمع بشئ اسمه "قوة الشر" الا حينما سمعت بقصتك أنت، وحتى هذه اللحظة لا ادري مالمقصود من هذه التسمية.
قالت مرح :
- " أداً اشرحي لي، لماذا سموا مدينتك بمملكة الشر؟؟
قالت باندا :
- اولا اسم مدينتي هو "مدينة القمر" وهي احدى المدن الخمسة التي بنيت على مملكة الشر وتسمية مملكة الشر هي تسمية قديمة، يعود تاريخها الى ماقبل عشرات الاف السنين.
قالت مرح :
- "وما سر هذه التسمية يابندا" ....
ردت :
- لا احد يعلم القصة بالظبط، ولكنهم يقولون انها مجرد تسمية، وهناك فصة يتم تداولها منذ الاف السنين، لا احد يعرف صحتها، حيث يقولون انه ذات زمان كان في هذا المكان مملكة كبيرة حكمها ملك شرير، اشعل الحروب واراد ان يحكم كل شئ بالقوة وبعد ذلك تم تدميره، ودمرت مملكته بالكامل ولم يبقى لها أي أثر، وعلى انقاضها تم بناء خمسة مدن، ولكنها مجرد فصة من عشرات القصص التي تروى ولا يوجد اي شئ يثبتها او يؤكد صحتها.
ضحكت مرح وقالت:
- قصة جميلة ياباندا ولكن اليس من الغريب ان الدخول الى هذه المملكة هو ضرب من المستحيل، ومالاقيناه يؤكد ذلك، وانت قلتِ انك تابعتي رحلتنا بالدخول عبركل البوابات، ومن خلال الكم الهائل من الحراسات، ولا ننسى يابانده اني انا كنت اقوم بحراسة احدى بوابات الشر، فلماذا كل هذا؟ لماذا ان لم يكن هناك فعلا "قوة ما" يخشون ان يقوم احد بالسيطرة عليها؟
فقالت باندة:
اولا، انا لا انفي انه توجد اسرارا هنا وفي كل مكان، ممنوع علينا ان نعرفها، او نسأل عنها، وهذا امر نتفهمه جيداً ... ولكن هذا لا يعني ان هذه الأسرار تتعلق بما نسميه "قوة الشر" وخوفهم من ان يسيطر عليها احد، لأنه في المدن الخمسة فوق مملكة الشر اعداد لا تحصى من الكونيين، وايضا البشر، ويدخل هذه المدن دائما اشخاص جدد من كل مكان لم يدخلوها من قبل، ولم يشعر احد يوما ان هناك شيئا يخافون ان يصل اليه احد، وانت ياكونته ... تعلمين جيدا انهم لو ارادوا القضاء عليك لفعلوا ذلك بسهولة، وماتركوك لتصلي الى هنا ... وشئ واحد لا تفهمينه انت، وربما لا تفهمه كل الحارسات ايضا، ان ابواب الشر المتصلة مع عالم البشر هي ليست مداخل وانما مخارج، أي انه لا خوف من ان يدخلها أحد، لأن دخولها مستحيل، الخوف هو ان يخرج منها احد، هذه البوابات صممت كمخارج، أي انه ممنوع الخروج منها، وكل هذه الحراسات التي تحدثت عنها من اجل منع محاولة للخروج من مملكة الى عالم البشر، وليس من اجل منع دخول احد من عالم البشر الى المملكة ... ومداخل المملكة هي بالمئات، وايا كان يستطيع الدخول الى مدن مملكة الشر بسهولة وببساطة ودون مخاطرة وعناء، إذا عرف مكان المداخل، واشخاص كثيرون من الكونيين والبشر دخلوا الى هنا بالصدفة ودون قصد، اطفال صغار ايضا دخلوا الى هنا بالصدفة ولكن المستحيل هو ان يخرج احد من هنا ومن اجل الخروج يجب ان يغامر بالخروج من احدى بوابات الشر، ويمر عبر كل تلك الحراسات والعقبات التي لم ينجح احد بتجاوزها، وانتم رأيتم جزء بسيط منها ... افهمت الان لماذا اقول عنك مجنونة، لأن المخاطرة التي قمتم بها ماكان لها أي داعي من اجل الدخول الى هنا، ولو ان كل ماقمتم به كان من اجل الخروج من هنا الى عالم البشر، لكان الأمر طبيعياً ...
ابتسمت مرح وقالت :
- باندة أتصدقيني ان قلت لك انِ أصدق كل كلمة تقولينها برغم اني لم أتعود ان اصدق أي شئ بسهولة.
أبتسمت باندة وقالت:
- "شكرا لك لانك صدقتيني" ...
لم أتمالك نفسي وخرجت عن صمتي وقات لمرح :
- أتعنين ما تقولين وهل فعلا ما قالته صحيحا ....
توقعت ان تنفي مرح ذلك بغمزة من عينها، او باشارة ما من وراء الأميرة، لكن مرح فاجأتني وقالت:
- نعم متأكدة من ان ماقالته الأميرة صحيح مئة بالمئة، لا اقول هذا من اجل خطة في راسي، أو لأي هدف، ولكن هذه هي الحقيقة ... صدقني ياحسن .....
قلت:
- انا لا أصدق ولا اريد ان اصدق، اكل الجنون الذي قمنا به كان بلا داع؟ طفل صغير كان بأمكانه دخول المملكة بلا عناء؟؟! .. انتم الجن كذابون مخادعون ... لا يمكن هذا .. قولي لي يامرح ارجوك ... قولي لي انك تخدعينها كما فعلت مع الاميرة بندارا ... ادئنا الى هنا من اجل لا شئ ...
قالت مرح:
- انا لم اقل اننا اتينا الى هنا عبثا، ولم اقل ان ماقمنا به كان عبثا، كل ماقلته ان ماقالته الاميرة باندة صحيح حول مداخل ومخارج الشر ...
- أذا هناك "قوة شر"؟؟؟
- أحساسي يقول لي انه هناك شئ ما، بغض النظر ان اختلفت تسميته، واحساسي أيضا يقول ان هناك سر منعهم كل هذا الوقت من ايذائنا، وايضا انا متأكدة ان باندة ليست جزء من اللعبة ..
انفرجت اساريري لكلمات مرح الواثقة، فأنا أثق بقدرة مرح اكثر من اي شئ اخر.
امتعضت الاميرة باندة من كلمات مرح الاخيرة بشكل واضح وبدى على ملامحها الأمتعاض والانزعاج، ولاحظت مرح ذلك وقالت لها
- لماذا انتِ منزعجة يا باندة ؟؟
قالت :
- بصراحة لا أدري إلا انه ينتابني احساس بان شيئاً سيئاً سيحدث بسببك لا ادري ما هو، ولكن هذا ما اشعر به واتمنى ان أكون مخطئة ...
قالت مرح :
- وانا ايضا ارجو ان تكوني مخطئة، لأني لا اتمنى ان اكون السبب في حدوث سوء أي كان، والأن ايتها الأميرة، ألا توجد قوانين وتعاليم معينة علي ان أعرفها ..
ضحكت باندة وقالت:
- كلا ياكونته ...
قاطعتها مرح وهي تضحك وقالت :
- اتفقنا باندة ان تناديني بأسم مرح ..
ابتسمت باندة وقالت :
- لماذا تحبين هذا الاسم وتتضايقين من اسمك الحقيقي ..
فقالت مرح :
- انه أسم "الدلع" الذي تعودوا ان ينادوني به منذ كنت صغيرة ...
فقالت باندة :
- اتفقنا، سأناديك مرح ... يامرح، ولكن هل بالمعنى المقصود للاسم بلغة الكونيين ام بلغة البشر
قالت مرح :
- لا ارجوك ، بلغة البشر، وايضا ارجوك ان لا تخبري "حسن" بمعنى الاسم بلغتنا حتى لا يشمت بي، ويستمتع بمناداتي به ليل نهار ...
وضحكتا معا ... أما انا فقد اصريت إلا ان أفهم معناه، ولكن يبدو ان الجن يتفقون مع بعضهم البعض بسرعة ولا يبوحون بالاسرار ...
قلت :
- بسيطة يا"مرح" بلغتكم، ان لم تخبريني فسأناديك باسم "كونته" ...
قالت مرح :
- ما اجمل اسم كونته حينما تلفظه انت، نادني به كما تشاء، ولا تحلم ان اخبرك بمعنى مرح بلغتنا ....
ووجهت كلامها الى باندة :
- ولان أيتها الاميرة هل هناك اشياء ممنوعة واشياء مسموحة يجب ان نعرفها ....
قالت الاميرة :
- كلا يامرح، لاتوجد ممنوعات، وهنا لا وجود لصديقتك باندارا وتعاليمها، ولا يوجد سراب، انت على ارض الواقع ....
قالت مرح :
- اذا اسمحي لي، فسأذهب لعدة ساعات ....
قالت :
- لك ماشئت ...
التفتت مرح إلي وقالت :
- حسن انتظرني وسأعود بسرعة ؟؟؟
اعتراني الغضب وقلت :
- الن تأخذيني معك؟
ردت مرح :
لا يحسن، الافضل ان تبقى وسأعود بأسرع وقت ممكن .
فتأفأفت وقلت :
- شو يامرح، هل دوري انتهى ولم تعودي بحاجة الي، هل هذا هو عهدك الذي عاهدتني به منذ البداية؟ ابتسمت ... واقتربت مني. هذه الجنية الخبيثة تعرف جيداً انني لا استطيع مقاومة نظرة من عيونها، وخاصة حينما تقوم بتسبيلهما .. قالت بغنج ودلال :
- حسن انت بتجنن، لما بتحرد مثل الصغار، وانت بتعرف منيح بأني لم اكذب عليك منذ البداية، وسأحافظ على عهدي معك، ولكن ان جئت معي فستعطل حركتي، وما استطيع حركتي ، وما استطيع القيام به بساعة لوحدي ومن خلال قدرتي على التحرك والتنقل السريع، سيأخذ منا نحن الاثنين معاً الف ساعة، وانت تفهم ماذا أقصد، سأذهب بسرعة وسأعود بسرعة.
واقتربت مني وهمست بأذني :
- وبعدين أنت ليش زعلان يا ابو النسوان، ما انا تاركتك مع باندة الامورة، ولا تنسى انها احلى من بندارا، وباندة اميرة عن جد، مش مثل باندارا اللي طلعت أميرة بالكذب . وباين انو عندها من الآسرار اللي انت بتحبها كثير.
- اردت ان اضحك لخفة دم مرح، ولكني تمالكت نفسي حتى احافظ على "كشرتي" وأشارت بيدها وقالت :

- باي حسن ...
واختفت كلمح البصر، ومثلما كانت تفعل بالسابق في بداية معرفتي بها ....
كانت الأميرة باندة تراقب مايحدث وتبتسم، وشعرت بأحراج من تصرفي وتأثري لذهاب مرح ...
قالت الأميرة باندة بصوت ناعم وبكلمات بالكاد تخرج من بين شفتيها لتصل الى أذني :
- اتحبها يا حسن؟؟
فاجائتني بهذا السؤال، ولم أدرِ بماذا أجيب ... وقلت :
- بصراحة ، لقد أعتدت عليها كثيراً فهي معي منذ فترة طويلة، وقد مررنا معا بأقسى الظروف ولم تفارقني ولو للحظة، ولهذا حينما شعرت انها ستذهب احسست بفراغ كبير ....
قالت الأميرة :
- " أتحبها ياحسن" ؟؟؟
قلت :
- ربما تعودت عليها !!!
ابتسمت وقالت :
- ربما .........
واردت ان اخرج من هذا الحوار ، فسألتها :
- هل انت ايتها الاميرة المسؤولة عن هذه المدينة ؟؟؟
- كلا، هناك مسؤول اخر عن هذه المدينة، وانا اميرة المدينة، ولا توجد لي سلطة تنفيذية على أي شئ، ومهمتي رمزية تنحصر في الشكليات واستقبال الضيوف والاحتفالات ...الخ
سألتها :
- وكيف اصبحت اميرة ؟؟؟
- انه لقب رمزي وقد حصلت عليه بالوراثة
- وهل لكل مدينة اميرة مثلك ؟؟؟
ضحكت وقالت :
- نعم لكل مدينة اميرة، وهو تقليد متعارف عليه منذ عشرات الاف السنين.
- اذاً ابوك ملك هذه المدينة؟
- كلا والدي ليس ملك ولا يوجد عندنا ملوك
- أذاً انتِ ابنة مسؤول المدينة ؟
- كلا، لست ابنة مسؤول المدينة.
- اذا ابنة احد الكبار؟
ضحكت وقالت :
- اليس من الأسهل لك ان تسألني ابنة من انتِ ؟
- بصراحة آه، ابنة من؟
- انا ابنة العالم (سنداد) .....
وضحكت الأميرة حتى سقطت دموعها من الضحك وقالت :
- انا لا الوم كونته انو هربت منك !!
- إذا سمحتِ قولي مرح ولا تقولي كونته .....
ضحكت الأميرة وقالت :
- "حاضر" والان ما رايك ان تحكي لي انت عن عالم البشر ....
- ولكنكم انتم عالم الجن تعلمون كل شئ عنا ...
فقالت وهي تضحك :
- يبدو انك لا تميز بين الكونيين وسكان هذه المدينة، على العموم هذا ليس مهما، ولكني ولدت في هذه المدينة وتربيت بها ولم اخرج منها ، ولن اخرج منها مثلي مثل أغلبية سكانها، فلا احد يخرج من مدن مملكة الشر إلا اشخاص محدودين، ولهذا فانا لا اعرف عن عالم البشر، وحتى عن عالم الكونيين إلا القليل مما نسمعه ونقراه، ربما مشوق لي ان اسمع عنه منك ...
- سأحكي لك عن عالم البشر، ولكن ولكن بعد ذلك تجيبيني عن كل اسئلتي ...
- كلا، فأنا بهذه الحالة سأخسر، وخاصة ان اسئلتك لا اول لها ولا اخر، ولكني سأعطيك مقابل كل سؤال اوجهه لك عن عالمك، خمسة اسئلة تسألها ؟
- موافق ....
وبدأت احكي للأميرة باندة عن عالم البشر، وعن لغاتهم، وعن طريقة عملهم، وحياتهم وحروبهم وسلامهم وزواجهم وطلاقهم وقوانينهم . وكانت وهي تصغي الي بأهتمام شديد ودون ملل، وتسأل اسئلة كثيرة حتى في الأمور التافهة، ومر الوقت بسرعة، حتى مللت انا وهي لم يصبها الملل، وكانت تصغي كطفلة صغيرة تروي لها جدتها حكاية.
أحضرت الطعام وانتظرتني حتى انتهيت لاكمل لها حكاية البشر. تعبت واصابني النعاس، وطلبت منها ان ترحمني وتدعني استريح قليلاً ، فوافقت على ان توقظني هي بنفسها بعد عدة ساعات ،،،فوافقت وطلبت من احد مرافقيها ان يصحبني الى غرفة في القصر، من كبرها وفخامتها كادت تنسني تعبي ونعاسي .. ونمت وما كدت ان انام حتى مرت الساعات، وجاء من يوقظني ولكني أبيت ان أفيق، ويبدو انهم تركوني انا ساعة اخرى او اكثر.
أغتسلت وخرجت من الغرفة لاجد من ينتظرني بخارجها ويرافقني الى حيث تجلس الأميرة باندة على أرجوحة في الحديقة.

جلست معها وعدت من جديد، أحكي لها عن البشر، وكانت تسألني اسئلة كثيرة حتى انا لا اعرف لها اجوبة، ولكني كنت اخترع لها أجوبة من خيالي وتقتنع بها، ويمر الوقت وتسأل وأقع في تناقضات اختراعاتي وتستغرب وهي تسأل :
- ألم تقل لي حينما سألتك .......
واخترع لها قصة جديدة لتغطي على كذبي، حت اني اخترعت لها شعوبا جديدة وعادات جديدة ولغات جديدة وصورت لها البشر من الرقي والمثالية والمحبة والتأخي والسلام والذكاء والعلم ... ألخ ولو رويت ما رويت لها لمجنون من البشر لتأكد اني مجنون اكثر منه ... ولكن المصيبة الكبرى انها لا تمل وعلى كل كلمة تعلق وتسأل عن كل شئ وكأني ملم بكل شؤون البشر ....
وأحترت كيف أتخلص من هذه الورطة ولكن دون جدوى فاخذت اجاريها، وفجأة سمعت ضحكة عالية ردت الي الروح

... مرح المجنونة عادت وظهرت كلمح البصر ويبدو انها علمت بطريقة ما بكذبي واختراعاتي او انها تضحك على ورطتي .... جلست بجانب باندة على الأرجوحة واخذت تدفعها بقدميها لتتراقص امامي وقالت لي :
أكمل ياحسن شرحك عن عالم البشر الرائع المثالي المتكامل .....
التفتت الى الأميرة باندة وقالت لها






يتبع>>>>>>>الحلقة 54




رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011   #49


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:24 PM)
آبدآعاتي » 658,786
الاعجابات المتلقاة » 957
الاعجابات المُرسلة » 358
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





الحلقة 54


المدن الخمسة المبنية فوق مملكة الشر


التفتت الى الأميرة باندة وقالت لها :
- كيف رأيتِ عالم البشر يابندة بعد ما حدثك به حسن ؟؟؟
قالت :
- بصراحة هناك أختلاف كبير بين ماسمعت عنه في السابق وما قرأته في الكتب وبين ما قاله حسن,
ردت مرح قالت :
- الكتب التي قرأتها قديمة، وماسمعته كان شيئاً في الماضي اما الأن فعالم البشر مختلف، فكلهم يحبون بعضهم ولا احد يقتل الأخر ولا توجد حروب عندهم إلا للتسلية، وهم لا يخونون ولا يكذبون ولا يسرقون.
ادارت باندة رأسها بأتجاه مرح وقالت :
- انتِ تسخرين يامرح
ردت مرح :
- ولماذا أسخر .... ايعقل ان نسخر من هذه المخلوقات الرقيقة اللطيفة الرائعة المثالية، لا يابندة لا تقولي هذا أرجوك .
ابتسمت باندة ووقفت على قدميها ، وبلطف حركت الأرجوحة ومرح مازالت جالسة عليها وقالت:
- سأدعكما لوحدكم قليلاً
وألتفتت الي وقالت :
- ولكني سأعود لتكمل لي الحديث عن البشر وعالمكم، فلا تهرب ياحسن ......
سارت باندة متجهة الى القصر لتتركنا لوحدنا تاركة خلفها انطباعاً اخر عن لطفها وادبها .....
قلت لمرح :
- كلك ذوق يامرح، اكان هناك داع لتقومي بإحراجي أمام هذه "الهبلة" ......
ردت مرح :
- وحياتك عندي انك انت "الأهبل"، أتظن انها صدقت أكاذيبك عن البشر وعالمك، وهي تعلم انك تكذب ولا تريد ان تقول لك ذلك وتجاريك على "قد عقلك" ....
قلت لها :
- هذا غير صحيح ومايدريها ان كان ما أقوله صحيح ام كذب، وعلى كل حال هذا ليس ذنبي، فهي افقدتني صوابي بأسئلتها الكثيرة، حول كل شئ وكأني ذو علم واسع في شؤون جميع البشر، فماذا افعل ان قلت لها لا اعرف ، فتقول ولماذا لا تعرف، ألست من البشر ؟ أنها تتحدث عن عالم البشر وكانهم قرية صغيرة، فكنت اخترع لها الاجابات وهي تصدق ما أقول، حتى جئت أنتِ وأخذت تشككينها بكلامي من خلال سخريتك "وثقالت دمك"
قالت :
ياحسن ياحبيبي، يقولون في هذه المدينة (حينما تتكلم ويصغى اليك احد ولا يقاطعك فهذا لا يعني انه يصدقك) ، وانا بعد ماتركتكما ومن خلال جولتي في "مدينة القمر" علمت عن الاميرة باندة الكثير، نعم هي لا تمثل ولا تتصنع، فهي تتصرف على طبيعتها بكل شئ وصحيح انه لا دخل لها بما يحدث، والجميع هنا يحبونها لانها تستحق ذلك، وتلقب ايضاً بالأميرة البريئة لأن معظم تصرفاتها تدل على البرائة ولكنها ايضاً ذكية ولماحة وصاحبة علم كبير، فلا تتفاجأ ان كانت هي تعلم عن البشر اكثر مما تعلمه أنت، ولمعلمواتك فهي تجيد كل اللغات القديمة والحديثة للبشر والكونيين أيضا. صحيح انها لم تخرج من المدينة ولم تذهب يوماً الى عالم البشر وعالم الكونيين، وهذا لا يعني انها تجهل ما تقصه عليها واراهنك انها الان قد كونت فكرة عن شخصك من خلال ماتحدثت به ....
قلت لمرح :
- شكراً لك على هذه المجاملة اللطيفة ..... دعينا من هذا الموضوع وقولي لي هل عرفت مكان قوة الشر ؟؟؟
ضحكت وقالت :
- اه عرفت، وهلاَ بنروح بنوخذا وبنرجع البيت .. بس المشكلة مافي معنا كيس نحطها فيه!
قلت :
- بدون مزاح، ماذا فعلت بغيابك كل هذا الوقت ......
قالت :
- لم أفعل شيئاً، فقط تجولت في مدينة القمر لأعرف اين نحن بالظبط، واحاول ان اجد خيطا نسير خلفه، ويبدو لي اننا في مكان غريب فعلاً، وسنحتاج الى وقت كثير حتى نفهم طبيعته وخواصه، وشئ واحد لا افهمه، أطمئن اليه من ناحية ومن ناحية اخرى أخاف منه، وساحتاج لعدة أيام حتى اتأكد منه ... الشئ هو ان هذه المنطقة لا تخضع "لسلطة الكاتو" وقوانينها مستقلة وغير مرتبطة بقوانين عالمنا ............
المطمئن في الموضوع ان كان هذا صحيحاً، فهذا يعني اننا هنا بأمان ولا أحد يطاردنا، والمخيف ان لم يكن الأمر كذلك فلن نخرج من هنا الى الأبد، والمحير الذي لا افهمه ... لماذا تركونا ندخل الى هنا ؟؟؟ وقد كان بامكانهم القبض علينا متى شاؤوا، وخاصة واننا لم ندخل رغما عنهم بل بارادتهم وموافقتهم، فما هو السر والحكمة في ذلك ؟؟؟
قلت لها :

- اسمعي يافرح، في عالم البشر يقولن "خذ الحكمة من أفواه المجانين"، ومن الذي مر علينا ومن تجربتي البسيطة جداً والمتواضعة اشعر با هناك "سر كبير خلف ما يحدث معنا" واخشى ان هناك لعبة اكبر مما تصورنا، ولدي احساس بان كل ما حدث قد خطط له قبل ان يحدث لكنهم ارادوا ان يسير كل شئ على طبيعته ولا تنسي يامرح انك واحدة، وهم الاف الالوف، يخططون ويدرسون كل شئ، تأكدي يامرح انهم ارادوا ان نصل الى شئ ما، ونكتشف شيئاً ما، او انهم ارادوا ان يتأكدوا ان كان هناك من يستطيع ان يصل الى شئ ما، وان كان هنا سر ما يجب ان نجده فهذا السر لابد أنه موجود في الماضي وليس في الحاضر ... لاحظي، نحن نبحث عن قوة الشر، وهنا يقولون انه كان هناك ملك "شرير" دمرت مملكته وحرقت، اذاً يجب ان نبحث في الماضي البعيد والذي بسببه سميت "مملكة الشر" بهذا الاسم. لنبحث كيف دمرت "مملكة الشر" ... مانبحث عنه لن نجده في المدن الحديثةن بل سنجده تحت المدن، مالسر الذي جعل كل من يدخل هذه المدن لا يخرج منها ...ولاحظي ان الاميرة باندة قالت "انه من السهل دخول مدن المملكة ولكن من من المستحيل الخروج منها ...." .. لماذا لا احد يخرج وإن خرج ماذا سيحدث له، الم تتساءلي، انت مرح ... عضو في مجلس الكاتو وحارسة لبوابة الشر منذ سنوات طويلة، لم تعرفي ماذا يوجد خلف البوابات، ولم تعرفي عن مملكة الشر، اذا الكاتو جميعا لا يعلمون، وإذا كان مجلس الكاتو وهو السلطة التنفيذية في عالمك لا يعرف شيئاً عن هذه المملكة ... فكيف سيكون له نفوذ عليها.أذاً هناك شئ أقوى من الكاتو يجهله حتى الكاتو يامرح ، الم تلاحظي ان الاميرة باندة تابعت قصتنا من لحظة دخولنا الاقواس، وكانت في انتظارنا وتوقعت ان نصل ابكر مما وصلنا، هذا يعني ان القوة التي سيطرت على كل مامر علينا، هي التي تصدر الاوامر الى من في هذا المكان ، وان دل ذلك، فهذا المكان خاضع لقوة تديره ....
أثناء حديثي كانت مرح تصغي بأهتمام .
بعد ذلك قالت :
- لقد صدقت ياحسن، انك تفاجئني بقدرتك على التحليل .... كلامك منطقي وصائب وقد خطرت لي فكرة من خلالها يمكن ان ننطلق دون تخبط ... والان يجب ان اتركك وأذهب وسأعود باسرع وقت، ولن أعود خالية الوفاض .
انطلقت مرح مسرعة ولم يكن بأمكاني ان استوقفها لأسألها متى تعود، لم اعلم الى اين ذهبت او الى اين تنوي الذهاب .....


ومن بعيد لمحت الاميرة باندة تخرج من بوابة القصرقادمة نحوي، وبدأت ابحث عن طريقة لأتخلص من أسئلتها الكثيرة عن البشر ........
أقتربت وجلست على الأرجوحة من جديد وقالت :
- أين ذهبت صديقتك المجنونة هذه المرة..
قلت لها مازحاً :
- ذهبت لتحضر لنا بعض السندوتشات
فضحكت باندة وقالت :
- لم أعلم انك جائع، على كل حال الطعام جاهز، ولكن من الذوق ان تنتظر سندوتشات "مرح" والآن هيا اكمل لي الحديث عن البشر من حيث توقفنا .
قلت :
- أمري لله ... اسألي انت وسأجيبك، واخذت باندة تسأل وانا اجيبها ولكن هذه المرة كنت اشرح لها باني لا اعرف ما لا أعرفه، وقد كانت متفهمة ولم تكن تلح علي، وسنحت الفرصة اثناء حديثنا ووضحت لها اني كنت امزح في بعض اجاباتي السابقة .......
ابدت تفهمها ولم تعلق .... مرت ساعات ونحن على نفس الحديث، اكلت وشربت وذهبت للنوم، وافقت ومرح لم تعد، والاميرة باندة لا تمل واسئلتها لا تنتهي، وبعد عناء استكفت الاميرة بما عرفته عن البشر، وتنفست انا الصعداء وسمحت لي ان اغير الموضوع واخذنا نتحدث في مواضيع شتى ، وطلبت منها ان تشرح لي هي عن مدن مملكة البشر ؟؟؟
قالت :
- سأشرح لك ما أعرفه، أما مالا أعرفه فلن اخترع لك اجابات عليه مثلما فعلت انت، "مملكة الشر" أسم قديم يطلق على هذه البقعة، والاسم ليس على مسمى وعكس الحقيقة، والاصح كان يجب تسميتها بمملكة "الخير والحب" ولكن التسمية القديمة غلبت على اي تسمية اخرى، واصبح الاسم امراً واقعاً لا يمكن تبديله ... مملكة الشر تقع في الجزء المنسي من الأرض وفي وسط الحواجز الزمنية بين عالم البشر والكونيين، أي ان نصفها يقع في عالم البشر والنصف الثاني في عالم الكونيين، وهي وحدة متكاملة متواصلة غير مجزأة برغم انها تقع بين عالمين، لها خواصها المادية من جميع النواحي . والتي تختلف عن الخواص الموجودة في عالم البشر وعالم الكونيين، مداخلها كثيرة وهي ممتدة على طول الحواجز الزمنية ... توجد لها عشرات المداخل في عالم البشر وعشرات المداخل في عالم الكونيين . اما ابواب الخروج منها فهي قليلة وعددها (13) باباً، وجميعها في حدود عالم البشر، أي ان الخروج من هنا لا يتم إلا عبر عالم البشر . سميت البوبات او المخارج ببوبات الشر، ويشرف على حراستها من الخارج السلطة الحاكمة بعالم الكونيين، اما من الداخل فهي تقع تحت مسؤولية "رموزنا" مباشرة ... البشر لا يعلمون بوجودها بشكل تام، ولكن هناك من يعلم وهناك من يتوقع، وايضا هناك من البشر من يعلم بوجود البوبات ولكنه لا يعلم ما يوجد خلفها، وهناك من أستطاع ان يعرف ولكنه لم يعرف التوقيت الذي تفتح فيه المداخل للدخول الى المملكة ... ومن ناحية أخرى فأن الدخول الى المملكة سهل ان كان من قبل البشر او الكونيين ان استطاعوا معرفة الرموز والتوقيت للدخول، والمداخل تبقى مفتوحة يوميا من غروب الشمس الى شروقها، وقليلون هم الذين استطاعوا الدخول بعد ان فكوا الرموز وعرفوا التوقيت، وكثيرون هم الذين دخلوا الى هنا بالصدفة وبدون قصد، ولا تستغرب ان قلت لك ان طائرات بكامل ركابها وسفن وسيارات ومركبات متنوعة للبشر وصلت الى هنا عن طريق الصدفة، وتم ذلك بمصادفة المرور غير المقصود بالمساحة المحدودة للمداخل عبر الحاجز الزمني في وقت انفتاح المدخل، وكذلك يحدث ايضا مع الكونيين فهم بهذه المعادلة لا يختلفون عن البشر، إلا ان وجود "المخارج" بوابات الشر معروف لديهم وليس بالسر، طبعاً البوابات فقط هي المعروفة، أما مايوجد خلفها فهو مجهول واقصد بحديثي العامة، اما المسؤولون هناك فهم يعلمون كل شئ .... هذا بخصوص الدخول الى المملكة، أما بخصوص الخروج فهو ضرب من المستحيل، ولا يتم إلا عبر (البوابات) والحراسات الداخلية والخارجية المعقدة، والتي لا يمكن حتى تصورها وأنت ومرح خضتم تجربة أجتياز مايعادل واحد بالمئة من حجم الحواجز والحراسات الموجودة .. أما لماذا لا يسمح بالخروج من هنا ... فبصراحة انا ايضاً لا أعرف، وللحقيقة لا احد يفكر بالخروج منها حتى ولو للحظة واحدة، وستعرف انت هذا في الايام القادمة، فكل شئ واي شئ يتصوره عقلك موجود هنا، وهنا لا يوجد ألم ولا معاناه ولا أمراض ... هنا يوجد حل لكل شئ، وكل ما تتمناه ستجده، ولكن هذا لا يعني انه سيحضر اليك دون ان تعمل لتحصل عليه. في مدن المملكة كل فرد يحدد مكانته من خلال مايقدم للمدينة وللأخرين، على سبيل المثال هنا لن تستطيع ان تسرق شيئاً من احد ولا تأخذه بالقوة ... وهنا لا يمكن ان تدعي انك الأفضل، بل يمكن ان تثبت ذلك ان كنت تستحق، الحظ كلمة لا نؤمن بها هنا، بل نؤمن بالعمل والواقع، لايوجد هنا ظالم ومظلوم، هنا مملكة الأمان والمحبة والسلام .... وبغض النظر عن تسميتها "بمملكة الشر" طبعاً هنا ستجد اموراً كثيرة مشابهة لأمور في عالم الشر والكونيين، على سبيل المثال، أنا أسكن قصراً فخماً وهناك غيري من يسكنون بيوتاً متواضعة وعادية،

في عالم البشر، في عالم البشر هذا يدل على اشياء كثيرة كما تقولون، مثلا ولد ومعلقة من الذهب في فمه، وفلان ولد فقيرا .....ربما هذا في عالمكم صحيح ولكن عندنا هذا لا يحدث ابداً، فان كان طموح الفرد ان يصل الى مستوى معين ... فلديه الفرصة ليحقق ذلك من خلال مجهوده وعمله ... والفرص هنا متساوية بين الجميع دون تمييز بين فرد واخر ... يستطيع أي فرد هنا ان لا يعمل شيئاً ولكنه لن يحصل إلا على الأشياء الأساسية مثل الطعام والسكن، اما إن أراد ان يتميز فيجب ان يعمل للوصول الى ذلك ، ولن يفيده مركزه او مكانته او اجداده، وانما دوره في المجتمع هو الذي يحدد، فلا احد يستمد مكانته من الأخرين .....
توقفت الأميرة باندة عن الحديث للحظات ثم استرسلت وقالت مبتسمة :
- ان كانت لديك اية اسئلة تستطيع ان تقاطعني وتسأل، أنا اقدر ان هناك امور كثيرة من الصعوبة بمكان ان يتم فهمها بسهولة ... لا تهتم ان اردت مقاطعتي ... سأعود لمملكة الشر ومدنها بعيداً عن التفاصيل الداخلية التي لا تنتهي ... قلت في السابق انه قد تم بناء خمسة مدن على هذه المنطقة المسماة بمملكة الشر، والمدن التي تم بناؤها منذ عشرات الاف السنين وهي مدن متصلة ببعذها ببعض، ولا تفصل بينها حواجز واسوار ، وهي ايضا تشكل وحده متكاملة، ولا يوجد فرق بين مدينة واخرى، فهي مجتمعة تشكل "مملكة الخير" وقد قلت في السابق ان لكل مدينة أميرة رمزية، ولكن السلطة التي تحكم هي واحدة ... المدن هي :

مدينة القمر وقد سميت نسبة الى القمر، وانا باندة اميرة هذه المدينة وتلي مدينة القمر المدن التالية: مدينة الشمس واميرتها " اميرة الشمس". مدينة الظلال وأميرتها "أميرة الظلال". مدينة الصدى وأميرتها "أميرة الصدى". مدينة النجوم وأميرتها "أميرة النجوم.
ولم تسمى المدن الخمسة بهذه الأسماء عبثاً، بل أخذت المدن أسماءها بناء على العوامل التي أثرت فيها . فالقمر مثل لا يظهر في المدن الأخرى بهذا الوضوح والتواصل مثلما هو في هذه المدينة وعليه تمت تسمية المدينة نسبة الى القمر ... وكذلك الشمس فهي تظهر في احدى المدن طوال الوقت، لكن بدرجات متفاوته ففي نفس الوقت الذي تغرب فيه تنعكس اشراقتها من جديد عبر الحواجز الزمنية على المدينة مرة أخرى، طبعاً ليست بقوة اشراقتها، والسبب معلوم لدينا، فهي لم تشرق على المدينة وانما اشرقت في جزء ما من العالم . وأنعكس نورها عبر الحواجز الزمنية ووصل المدينة، وعليه سميت بمدينة الشمس، وكذلك النجوم فهي تري في احدى المدن طوال الوقت وبأستمرار وذلك بسبب الانعكاسات الزمنية ... اما مدينة الظلال مأخوذة لأن كل شئ في تلك المدينة تتعدد ظلاله في كل الأوقات وبتواصل دون فرق بين وقت واخر، وان مدينة الصدى والتي اعتدنا ان نطلق عليها اسم "المدينة المزعجة" ... فقد أخذت تسميتها من صدى الصوت وتكراره، فهناك يجب ان يعتاد الفرد على سماع صدى كل كلمة وفي كل الأوقات ...
المدن الخمسة من أفضل وأجمل واروع المدن كيفما نعلم بالمقارنة مع جميع المدن في عالم البشر ... مع انه لا مجال للمقارنة لا من بعيد ولا من قريب من جميع النواحي دون أستثناء . وعلى الرغم ان لكل مدينة خواص مختلفة عن الأخرى إلا انها في النهاية تشكل مدينة واحدة كبرى، ولكل فرد الحرية الكاملة بالتنقل والسكن أينما أراد وكيفما أراد .. ونحن أميرات المدن الخمسة تربطنا علاقات وثيقة وحميمة، على الرغم من التنافس الكبير القائم بيننا طوال الوقت للفوز بلقب افضل واجمل مدينة او اية القاب اخرى .. ففي كل الف أشراقة أي كل ثلاث سنوات يتم أختيار "المدينة الاجمل" من المدن الخمسة، وقد أستطعت ان اجعل مدينتي تفوز بهذا اللقب خمس مرات وبعد اشهر سيحين موعد الأحتفال باختيار المدينة الأجمل من جديد وكلي امل بأن افوز بهذا اللقب للمرة السادسة .
أبتسمت باندة بحياء بعد ان كانت متحمسة للحديث عن المسابقة وقالت :
- انا اسفة فالحديث عن المسابقة والتنافس ليس ذو قيمة للموضوع الذي نتحدث فيه، ولكن هذا موجز عن مملكة الشر وبامكانك ان تسأل ما تشاء، فأنا مدينة لك بخمسة أسئلة مقابل كل سؤال سألته لك ... واعتقد اني مدينة لك بالاف الأجوبة ... تفضل اسأل كيفما تشاء وتريد.
ضحكت، فمن كثرة الأسئلة التي لدي لم ادرِ ماذا اسأل او عن ماذا اسأل فقد ادخلتني في الف متاهة، ومع كل كلمة كانت تخرج من فمها يدور في رأسي الف سؤال ... وقلت




يتبع>>>>>>>>>>>>>الحلقة 55




رد مع اقتباس
قديم 07-02-2011   #50


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (02:24 PM)
آبدآعاتي » 658,786
الاعجابات المتلقاة » 957
الاعجابات المُرسلة » 358
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





الحلقة 55



(المفاجأة السارة وغياب مرح )




- لا توجد لدي أية أسئلة ....
وارتسمت على ملامح وجهها علامة أستفهام وأستغراب ساخرة وهي تضم شفتيها وتغلق عينيها قليلاً وقالت :
- معقول ياحسن أنت لا توجد لديك اسئلة ؟؟؟
فقلت :
- بصراحة انا اسأل لكي افهم وبما اني على قناعة بأني مهما سألت فلن افهم شيئاً، فسأريح تفكيري ولن اسأل ... أتظنينني سأفهم مهما شرحت ماهو الجزء المنسي من الأرض، اعني ذلك الجزء الذي ذكرته، او عن الحواجز الزمنية او تداخل العالمين والمخارج والمداخل ومواصفات مدنكم العجيبة ... وتناقض اطلالة الشمس وغروبها في الوقت ذاته كل ما ذكرته يا باندة اصدقه مئة بالمئة ولا ارى فيه الشئ العجيب ففي عالم الجن كل شئ جائز ... ولكني لن افهم كيف يكون ذلك ؟؟؟
قالت ،
- الامر بسيط مع انه قد يبدو لك معقداً وغريباً وعجيباً ولكن ان فكرت قليلاً ستجده امرا عادياً ...
تصور الشئ احيانا يكون صعبا ولكن حين يتم فهمه يصبح بسيطا ... سأشرح لك دون تعقيد . !!!! قل لي ما هو الشئ الأكثر تعقيدا ولا يمكن لك تصوره من الامور التي ذكرتها ....
ضحكت وقلت :
- كل شئ دون استثناء، فكل امر اعجب من الاخر ....
قالت :
- أختر لي اعقد شئ لا يمكن ان تتصوره .....
فكرت قليلا وقلت :
- مدينة الشمس مثلاً كيف تغرب الشمس وتشرق عليها في نفس الوقت، وهذا مستحيل من جميع النواحي ولا يمكن ان يكون ... فالشمس واحدة إلا إذا كان للجن اكثر من شمس او لهم شموسهم الخاصة !!!!
ضحكت باندة وقالت :
- لا توجد عندنا وعندكم إلا شمس واحدة، وقمر واحد، فالشمس التي تشرق وتغرب في عالم الكونيين وانها نفس الشمس هنا، وكذلك القمر والنجوم ... أنا لم أعتقد انك ستسأل عن أشراقة الشمس وغروبها في نفس اللحظة ، فهذها امر عادي جداً وقد شرحته لك ولماذا الأستغراب فهذا يحدث في عالم البشر ايضاً ... لقد قلت لك انه حينما تبدأ الشمس بالغروب تنعكس اشراقتها على المدينة عبر الحواجز الزمنية ... اما كيف يتم ذلك، سأشرح لك من جديد، فهي تشرق على جزء اخر اليس كذلك !!! ومايتم في المدينة انه حينما تبدأ الشمس بالشروق في موقع ما بعيد جداً عن المدينة ينعكس نورها عبر الحواجز الزمنية ويرتد من جديد على هذه المدينة بالذات بحكم موقعها وهذا امر بسيط ليس بحاجة الى شرح، إن كنت تفهم ما هي الحواجز الزمنية ......
صمتت قليلاً وقالت :
اتريد ان اكشف لك سراً ولا تتفاجأ به ... نحن نفوقكم في التطور مئات السنوات، ولكن هل على سبيل المثال بان البشر استطاعوا الوصول الى القمر ونحن لم نستطع، وربما اننا لن نستطيع ان نفعل ذلك في يوم من الايام في هذا المجال وعشرات المجالات الأخرى التي هي بحاجة الى استخدام المادة بشكل كامل ...
البشر متفوقون علينا بكثير، وهل تعلم بان البشر سيستطيعون في السنوات القادمة الوصول الى الكثير من الكواكب التي لن نصلها نحن ابدا وذلك بسبب تمتعهم بالمزايا المادية الكاملة !!! خطأ البشر الوحيد انهم لم يفكروا باكتشاف دماغهم واسرار عالمهم على الارض، وذهبوا لأكتشاف الكواكب الأخرى البعيدة ... اتعلم ان علماء عالمنا يمضون سنوات كاملة في توجيه علماء البشر من اجل ان يقوموا بأكتشاف بعض الأمور المادية ليحصلوا من خلال هذه الاكتشافات على المعلومات التي يحتاجونها لتطوير الكونيين ... ان الارتباط مع البشر هو ارتباط مصيري لا فكاك منه، كما ان كل الأكتشافات التي تمت في وقت "الصفرين" اقصد كل مئة عام كان خلفها علماء الكونيين ....
قلت :
- شكرا لشرحك ولكن بصراحة لم افهم وبصراحة اكثر لن افهم واكثر من ذلك، لا اريد ان افهم إلا شيئاً واحداً .... هل هل سأخرج من هنا يوما ما؟؟؟
ردت :
- غريب ... لم يصل احد الى هنا وفكر بالخروج، وحديثي كان واضحا حول استحالة الخروج من المملكة ولكن بعد ان تتعرف على مدن المملكة لن تفكر بالخروج ابدا ....
- فعلاً ان هذه المدينة لابد وانها اروع ما في الوجود، وخاصة انك اميرتها وليتني استطيع البقاء فيها الى الأبد ... ولكن جذوريوانتمائي ليس الى هنا ... وانما في عالم البشر، حيث عائلتي وابناء جنسي، لم احضر الى هنا إلا من أجل شئ اخر غيره ...
- ان هدفك يا حسن هو ماتسمونه "قوة الشر" ....
- كلا يابانده، اقول لك الحق ورغم كل تناقضي وتخبطي بأشياء كثيرة في نفس الوقت إلا ان هدفاً واحداً لن يزول من تفكيري وكل الأهداف الأخرى بجانبه ليست بذات قيمة ...
- وماهو هدفك يا حسن؟؟؟
- هدفي غادة .... يابانده ...
ابتسمت بانده وفالت بلهجة لا تخلو من الخبث :
- انت تقصد "كادانته"
- كلا اقصد غادة ...
- اعلم، انت تتحدث عن الكونية "كادانته" التي تخليت عنها، وبسببك تم عزلها، لقد قلت لك اني اعرف قصتك بالكامل، ولكن ووفقاً لما رايت وسمعت وعرفت بانك تحب اختها كونته، إلا إذا كان للبشر طرقاً للحب لا نعرفها !! ان كان هناك فليتك تحكيها لي لأعرف ولأفهم كيف تحب "كادانته" وفي نفس الوقت تحب اختها كونته ؟؟؟

- معك حق في ماقلت وماتظنين، وانا لم اخجل واعترف اني مليئ بالتناقضات ... نعم انا لست مثاليا ولا نبيا ولا عالما ولا فيلسوفا ... انا مخلوق ضعيف من مخلوقات الله مثلي مثلكم انتم بني الجن او الكونيين كما تسمون انفسكم، نعم هناك تصرفات غريبة ومتناقضات حتى انا لا اجد لها تفسيرا، ولا اطلب من احد ان يتفهمها ... لست الهاً لأخلو من العيوب والضعف ... لن اكذب ولن اكابر واعترف لك يابانده باني احببت "الجنيه مرح" واصبحت جزءا من حياتي، وانقدت خلفها في كل شئ ولم احتمل مجرد التفكير بانها ستختفي يوما ما من حياتي ... سمه حب ان اردتِ، او سمه عشقا او جنونا ان اردتِ، فالحقيقة ان هذا قد حدث، كيف ولماذا متى .... فهذا لن يغير في الموضوع شيئا .. اخت زوجتي وحبيبتي غادة، او "كادانته، كما تسمينها اصبحت اهم شئ في حياتي ... أعترف بذلك ... خيانة، غدر، حقارة .. ايضا هذه الألقاب ان اطلقتها على نفسي فلن تغير شيئا، وانتم يابني الجن، لقد تعلمت منكم الكثير، ورايت منكم العجب والمستحيل، واكثر الامور التي عرفتها عجبا .. ليست الحواجز الزمنية، ولا التفوق العلمي، انما هي نفسي وماتخفيه ... نعم انتم تعرفون كل شئ، وشئ واحد لن تعرفوه مهما تطورتم وتفوقتم ... ان نفسية البشر ستبقى لغزا لن تفكوا رموزه، نحن لا نخطط مثلكم، ولا نفكر مثلكم بطريقتكم، ولا يهمنا ما سيحدث بعد مئة عام، لاننا لن نعيش المئة عام، حتى لو اننا ادعينا بأننا نهتم بما سيحدث، فستبقى مجرد ادعاء، فالعمر قصير، والحياة يوم بيوم وان فكرنا بالغد فلأننا نرى في الغد يومنا هذا !!! حينما ظهرت مرح للمرة الأولى، تزامن ظهورها مع فقداني لغادة ولحياتي كلها ... اعلنت مرح منذ اللحظة الاولى بانها جاءت منتقمة ... كانت عنوانا للسوء والشر، كنت سعيدا منذ اللحظة الاولى لظهورها، حتى لو ظهرت غير ذلك، لماذا؟ لأنها قالت انها اخت غادة، او لأني رأيت فيها عقابا قد يريح ضميري لما فعلته مع غادة، وربما لأنها ايقظت السوء والشر بداخلي ... اصبحت شيئا مهما في حياتي لانها اخت غادة، وتذكرني بها، وستنتقم مني واريح ضميري .. فراغ كبير تركته غادة في حياتي !!! ملأته بلعبة الكره والشر والجنون التي ادخلتني فيها مرح يوما بعد يوم ... انا انسان ولا انكر اني انسقت خلف غرائزي ووقعت في مصيدة فرح الجنسية، واستطاعت ان تدفعني كالمجنون الى جسدها بعد ان هيأت كل الأجواء لذلك ... حتى حاجتي وحرماني وجنون الموقف كان كفيلا بأن اضعف، لا انكر أني ضعفت وضعفت ... شعرت بخيانتي لغادة بأحضان أختها، وتعذبت وتألمت لذلك، وحاولت ان اقنع نفسي بأني فعلت هذا تحت تأثير قوة مرح الخارقة، ولكني عدت واعترفت لنفسي بأني ضعيف، وسرت خلف شهواتي التي عمدت مرح ان تفجرها ... تكرر الموقف عدة مرات من جديد، وتركت للشر الذي نما بداخلي ان يقودني، ولم اكن اريد أن اقاوم، حاولت ان اعود الى نفسي، ولم أستطع، لأن اليأس والأحباط كان أقوى ...
خيرت في احد المواقف بين عودة غادة الي، وبين دخول بوابة الشر، فأخترت الشر، لماذا فعلت ذلك؟ لأني علمت بأن قوة الشر ستعيد غادة، ولأني لم اعد أثق لا ببشر ولا بجن في وسط لعبة الدهاء والتأمر اللامتناهية، ولكن غادة حبيبتي بقية الأمل والجزء النظيف في حياتي، لم انسها، ولكني تناسيتها، هذه اللعبة المجنونة حكمت على ان اتناساها ... غادة هي حبي الحقيقي، وستبقى الى الأبد، قولوا ما تقولون، وسأقول انا بأني لو خيرت بين كل شئ في عالم الجن وغادة، لأخترت غادة ولا شئ غير غادة، فهذه روحي ونفسيتي ولن تفهمونها ............
توقفت عن الكلام ورفعت بانده يديها وبدأت تصفق وقالت :
- ها انت تجيد الفلسفة بعكس ماقلت، وماقلته رائع ومقنع حتى اني كدت اقتنع به، ولكن الاهم من كل هذا: هل ستقتنع "كادانته" بهذه المبررات، هل ستقتنع بأن الذي أخترته زوجا لها وضحت من اجله يخونها مع اختها !! يبدو انك لا تعرف عن الكونيات شيئا !! الكونيه يا حسن قادرة ان تتسامح بكل شئ، إلا ان يخونها "شريك العهد" الكونيه لا تقرر الزواج بسهولة حتى تتأكد من شريك حياتها، والكونيه ان اعلنت عهد الارتباط (الزواج) لا تخونه ابدا، ولا تصفح ان خانه زوجها، وانت خنت "كادا" مع اختها، وليست اختها فقط وانما من اختارت اسمها ليكون شاهدا على زواجها ...
قلت للأميرة باندة :
- اختها مرح هي التي خانتها، ودفعتني لذلك، وغادة ستفهم اني من البشر ولا اخلو من لحظات ضعف ...
- انت زوجها، واعلنت عهد الأرتباط معها على طريقة عالمها، ولا فرق ان كنت من البشر او الكونيين، واختها لم تخنها لان لها الحق ان تفعل ما تشاء مع من تشاء حتى لو كان زوج اختها وبمفهوم الكونيات، لا يعتبر هذا الموضوع خيانة، بل هو امر طبيعي ... لا يمكن ان تلوم كونيه كونيه اخرى عليه، او تغضب منها، لانها لا تعتبرها خيانه، بل تعتبرها ارادت شئ وحصلت عليه وهذا من حقها ... والكونيه تعتبر خائنه في نظر الجميع في حاله واحدة فقط، ان كانت "شريكة العهد" قد انتهت "ماتت" وقامت كونيه اخرى باقامة علاقة مع زوجها، فهذه تعتبر خيانة، لان
عهد الارتباط لا فكاك منه حتى ان مات احد الشريكين، فيجب على الأخر ان يحافظ على العهد الى ان يموت، ولهذا فأن من المستحيل ان ترضى أي كونية بأقامة علاقة مع زوج اخرى قد ماتت، فان ماتت كونية وهي متزوجة فكل الكونيات يحافظن على عهدها، والويل ان تجرأت واحدة وأقامة أية علاقة مع زوج التي ماتت، فهذه ستعتبر خيانة لكل الكونيات!! قد تراها قوانين غريبة نوعا ما، ولكنها قوانين مقدسة لدى الكونيات .
الكونية تحافظ على عهد الكونية ان ماتت، والكونية تستطيع الحصول على ماتريد، والخائن في هذه الحالة هو الشريك، وأنت الخائن ياحسن ... لقد خنت كادانته زوجتك، ولا فرق في نظر كادانته مع من كان ذلك، فلا تحلم ولو للحظة واحدة بأن كادا ستصفح عنك وتخرج عن قانون الكونيات ... وتمنى ان لا تعرف بخيانتك، وان لا تلقاها الى الأبد، لانه ان قدر ذلك فستعلم بخيانتك لها، ولعلمك، لو قدر ان يكون لقاء، فستقف اختها مرح بكل فخر وتقول لها : كادا ... اقام زوجك علاقة معي ... انه خائن ... هذا هو القانون ياحسن ... كونية لا تتستر على خيانة زوج كونية أخرى !!!
ضحكت من أعماق قلبي، وبداخلي لا أريد ان أصدق هذا الهراء والجنون، لأني ان صدقت، فهذا يعني ان الأمل المتبقي لي للقائها قد انتهى، وقلت لبانده وانا أضحك من القهر والغيظ :
- لا اعتقد بان احدا في عالم الجن يجرؤ على الزواج إلا المجانين ...
- على العكس مما تقول، فلا احد يخاف من الزواج ... ولكن لا احد يجرؤ على خيانة عهد الأرتباط المقدس بعد ان يعلنه .
- انا واثق ان زوجتي غادة شئ اخر، مميزة في كل شئ، ولا اعتقد انها ستهتم بمثل هذه السفاخات، وهي ستقدر باني من البشر وستتفهم ظروفي ... وايضا هي لم تشرح لي قانون الجنيات، ولو كانت تهتم به لشرحته لي حتى لا اتجاوزه، فليس ذنبي اني اجهل هذا القانون ؟؟؟
- أنتم تقولون "حجة أقبح من ذنب" .. مثل رائع، أليس كذلك ياحسن !
- على كل حال، هذا الحديث سابق لأوانه سأعمل كل مافي استطاعتي ومهما كلفني من ثمن، لأجد الطريقة لأخراج غادة من سجن قبة النور، وبعدها ليحدث مايحدث، والشئ الوحيد الذي يعجبني فيكم أنتم الجن ويطمأنني، ان كل شئ لا يبقى على حاله، وكل ماتقولونه يحدث عكسه ....
وبنبرة أستغراب قالت :
- عظيم، تعجبني هذه الثقة ان لم تكن تنبع حماقة ... فلا تثق كثيرا بنفسك حتى لا تتحول الى احمق، وانت تجهل ماهي "قبة النور" هل تتصور انها مجرد سجن كتلك الموجودة في عالم البشر ... قبة النور هي النهاية التي تسبق النهاية الابدية ... اتعلم بماذا تستطيع ان تقارنها؟ فقط "بالحكم بالأعدام" عند البشر، فهل حكم على احد بالأعدام وبعد ان تم تنفيذ الحكم تم الغاؤه؟ في عالم الكونيين لا يوجد حكم بالأعدام ... يوجد ما هو أسوأ ... "سجن قبة النور" ... حكم الاعدام مع وقف التنفيذ، وان حكم على احد بدخول هذه "القبة" فلا يخرج منها حتى يموت، ولو اجتمع الكونيين والبشر معا ليحاولوا اخراج احد منها لما استطاعوا، وتحريك القمر من مكانه ربما كان أسهل ... أتعلم لماذا؟ لآن قبة النور لم يصممها احد، وهي عبارة عن حواجز زمنية وجدت لوحدها، ولم يصمموها ليعرفوا كيف يخترقونها!!! هل فهمت ما قصدته بقولي ... ثقتك تنبع عن حماقة، ولكني لن أحبطك ، وسأخبرك بشئ عن قبة النور يزيل اليأس من قلبك ... اولاً قبة النور هي العقوبة القصوى ولا يدخلها إلا هؤلاء الذين فقد الامل باصلاحهم والذين يشكلون خطورة على عالمهم عن درايه ومع سبق الاصرار ....
قلت :
- ماذا تقصدين؟ وماذا يجب ان أفهم؟؟
- اقصد انك جاهل ..
- لم افهم ؟؟
- كادانته لم تكن مجرمة ولا متمردة، "كادانته" خالفت القوانين وهي لا تقصد أبداً ايذاء احد، ولا تسعى إلى هدف، ولهذا فهي لا تسمى بالمخالفة الخطرة، لأنها لم تؤذِ احدا، ولم تقصد او تسعى لايذاء احد أياً كان من البشر او الكونيين، ولا تسمى "متمردة" لآنها لا تشغل أية مكانة ولا منصب رسمي، ولقب "متمردة" لا يطلق على أي كان، وكادانته ياحسن تجهل الكثير من القوانين، حتى ان معرفتها بالقوانين مغلوطة، ربما لأن الكثير من أفراد عائلتها يشغلون مناصب عديدة في هيئات مختلفة، وخاصة كونته، وجو عائلتها جعلها تتعرف بأشياء كثيرة وربما عرفتها بطريقة خاطئة لانها لم تجد من يشرحها لها .. والحديث الكثير الذي كان يدور في عائلتها عن البشر حرك فضولها ودفعها للبحث عن طريق لهذا العالم الغريب، حتى انها اصبحت ملمة بالكثير من الامور عن البشر يحتاج غيرها الى سنوات كثيرة ليعرفها ...
صمتت الأميرة باندة عن الكلام، ووقفت واستبدلت مكان جلوسها وقالت :
- طبعا قد تتساءل : كيف اعرف كل هذا عليك ان لا تستغرب ذلك، فقد طلبت كل هذه المعلومات خاصة وانها تتعلق بشخص اصبح داخل مدينتي وتحت مسؤوليتي، ولهذا يجب ان اعرف عنه كل شئ، ومالذي دفعه للقدوم الى مدينتي، وقصة كادانته مرتبطة بهذا الموضوع ... وعودة الى كادانته ومغامرتها الطفولية ... فأن كادانته منذ صغرها كانت تعشق ان يبحث عنها الاخرون، ودائما كان يحدث ذلك، حتى اكتشفت طريقها الى عالم البشر، وبدأت تهرب وتختبئ هناك بدافع المغامرة لبيحثوا عنها اياما وايام، حتى يجدوها ويعيدوها الى بيتها وتكرر فعلتها من جديد. وكثيراماضاعت في عالم البشر. ولم يكن من السهل ايجادها ... مغامراتها هذه جعلتها تتعلق بعالم البشر. وعائلتها بدأت بأخافتها من العقوبات ومن قبة النور، وماذا يمكن ان يحصل لها، حتى كفت عن هذه المغامرات المجنونة لعدة سنوات، لتعود اليها من جديد بعد ان كبرت، وتحدث المصادفة وتحبك فعلا،وكما يقولون "أن عشقت الكونية عقلها يتوقف" و"عشق الكونية جنون". أحبتك كادانته وحينما طلبت منها الزواج لم تكن لتستطيع ان ترفض لحبيبها طلبا، وجهلها وحبها ساعداها على ذلك، إلا انها كانت تحترم وتحب تقاليد عالمها ... لا تستغرب ياحسن ان قلت لك ان كبرياء كادانته لا مثيل له، "وذكاء كادانته" جعلها تخدع الجميع .
وساعدها على ذلك ان اختها كونته كانت مشغولة، وإلا لأنكشف أمرها ... وليته حدث ولكن وقعت المصيبة وتزوجتك، وبزواجها بك خرجت من تحت وصاية عائلتها ولم يعد من الممكن اعادتها إلا إذا تخليت عنها وخاصة انك اصبحت زوجها، وبما انها خرجت من وصاية عائلتها بالزواج من بشر واصبحت تحت وصاية سلطة "الكاتو" ، لم يكن "الكاتو" ليعجز عن ان يجعلك تتخلى عنها، وحظك التعس ان اختها كونته عضو في مجلس الكاتو وهي المسؤولة الاولى عن منع اتصال الكونيين بالبشر، وخبرتها الواسعة في القضاء على المتمردين اصحاب العلم والقوة والخبرة، "فالمخالفون الصغار" شئ لا يذكر بالنسبة لها، ولم تهتم يوماً بأمرهم، فأي كان من صغار مساعدي كونته، يستطيع تولي مثل هذه المهمة، ولكن "المخالفة هذه المرة هي كادا أخت كونته، وكونته التي جن جنونها وهي لم تتصور يوما ان اختها الصغيرة سترتكب مثل هذه الحماقة وتتزوج واحد من البشر، قامت بنفسها بالاشراف على أعادة " كادا" الى عالم الكونيين، ولأن كادا تعرف الكثير من الامور عن "الكاتو" ولأن كونته لم تكن لترغب بالقبض على كادا بطريقة قد تؤذيها وخاصة انها اختها ... ولهذا لم تكن عملية القبض عليها سهلة، بل كانت شاقة وصعبة "لكونته" ... وتم القبض على المخالفة "كادا" وتمت اعادتها الى عالمها ليحكم عليها بان تبقى تحت وصاية "الكاتو" حتى تبلغ السن القانوني، وبعدها يتم رفع الوصاية عنها وتعود لحريتها، ومفهوم الوصاية انها لا تستطيع اتخاذ أي قرار يخص حياتها إلا بموافقة المشرف عليها من الكاتو . وبما ان كونته تتمتع بنفوذ كبير، فقد وضعت عليها مراقبة خاصة من مساعديها شخصياً على مدار الساعة في البيت والمدرسة وكل مكان حتى انها وضعت مراقبة ايضا على اصدقاء كادا ... خشية ان تهرب من جديد الى عالم البشر ... هذا ماحدث مع الصغيرة كادا ... اما انت ايها المتعوس فلو كنت تزوجت كونية عادية لسارت الامور بدون تعقيدات، والقانون ينص بأن يتم مسح دماغك من اية معلومات سجلت بذاكرتك ، وبعدها تعود الى حال سبيلك لا يزعجك احد، واكثر شئ كان ممكن ان يحدث لك هو ان تصاب بهوس، او على الأكثر جنون مؤقت من جراء المسح لدماغك ... ولكن حظك الصعب، اوقعك من بين ملايين الكونيات بحب وزواج كادانته اخت كونته، حارسة ابواب الشر ...

وكونته لم تكن لتكتفي بمسح دماغك والسلام، وانت قد حرمت اختها من فرصة للزواج الطبيعي من كوني من بني جنسها ... فلابد ان تعاملك معاملة خاصة، كيف لا وانت زوج اختها، وهكذا بدأت باللعب مع واحدة من كبار الدهاة في عالم الكونيين، لتجد فيك كونته تسلية ممتعة في اوقات فراغها، حتى قررت ان تضعك في مخططاتها التي فاجأت الجميع بها من اجل الوصول الى هنا ...
انهت بانده حديثها ، وكم كان بودي ان اقفز من مكاني واحضنها واقبلها، ليس بدافع شهوى لها، وانما بدافع الشكر والامتنان لأجمل خبر سمعته في حياتي ... شعور بالراحة والسعادة التي فقدتها منذ زمن ... عذاب وألم وتأنيب ضمير ظل ملازما لي منذ فترة لما حدث "لغادة" وخاصة أني كنت السبب .. قد زال واختفى بعد ان عرفت الحقيقة، لا سجن ولا قبة نور ولا عذاب ولا يوجد شئ من كل هذا حصل لغادة، فهي تحيا بأمان وسلام، بعيدا عن الأوهام التي زرعتها في دماغي الداهية "مرح" ...
قلت للأميرة باندة فرحاً :
- شكراً لك ... شكرا لك يا الطف واظرف واجمل اميرة في الوجود، الان لا يهمني ان تبدأ الحياة او تنتهي بعد ان "تطمنت" على زوجتي وحبيبتي غادة ...
سألت بانده :
- من باب الفضول لا اكثر، غادة ومرح متشابهتان، حتى ان من يراهما معا للوهلة الاولى يشك انه امام توأم، ولا يرى فارق للسن بينهما ان كانت غادة لم تبلغ السن القانوني، وأنتم تنظرون اليها كطفلة صغيرة، زا اعلمه انه حينما تزوجتها كان عمرها خمسة وعشرون عاما، أذاً كم يكون عمر "مرح"؟؟؟
ضحكت بانده وقالت :
- غادة تبلغ السن القانوني حينما تبلغ من العمر ثلاثين عاما مقارنة بسن البشر، و"كونته" عضوة في مجلس "الكاتو" وحارسة لأبواب الشر ولابد انك علمت كم يحتاج الفرد من الوقت للوصول الى هذه المناصب ...
أذا لن يتصور عقلك كم يمكن ان يكون عمر "كونته"، أن اردت ان تعرف اسألها وهي تجيبك ... والاعمار عند الكونيين ليست مقرونة بالاشكال ...
فسألت :
- أذاً كم عمرك انت ايتها الاميرة ان لم يكن سؤالي محرجاً؟؟؟
- الاعمار لا تحرجنا، بل هي فخر لنا، ولكن ان قلت لك ستخمن كم يكون عمر كونته بالمقارنة مع عمري. وبصراحة انا اريد ان تسألها، وحتى لا تتفاجأ، فسأقول لك انه ربما كان جدك طفل صغير بالنسبة لي، وانا طفلة صغيرة بالنسبة لكونته، وهذا الموضوع بالذات افضل ان تسأل كونته عنه مباشرة؟؟


إندهشت فعلاً :
- يا الهي ، ان كان ما اظنه صحيحاً، فهذا الخلود بعينه ...
عدت لحديثي مع الأميرة في مواضيع شتى، وعلمت منها امورا كثيرة لم أكن أفهمها بسهولة ... وانقضت عدة ايام ومرح لم تعد، حتى ساورني الشك بان شيئاً ما قد حدث لها
كانت الاميرة غاية في اللطف، ورتبت لي جولات كثيرة برفقة مساعديها في انحاء مدينة القمر، حتى انها كانت ترافقني شخصيا في بعض الجولات . مدينة القمر كانت اسماً على مسمى، فهي القمر بجماله ... ما وصلت اليه من نظام وجمال وتنسيق عجيب لا اعتقد يمكن ان يضاف اليه شئ جديد، مدينة متكاملة من جميع النواحي ....
سكانها ايضا لطفاء وظرفاء، ينجذب الفرد اليهم بسرعة، فهم متعاونون في كل شئ ... وكلما تجولت في المدينة اكثر أزداد تعلقك بها، وأيقنت أنه من الجنون التفكير، لمجرد التفكير، بالخروج منها ... ماذا يمكن ان يحصل الانسان في حياته على اكثر من ذلك ...
مر اسبوع ومرح لم تعد، وأزداد يقيني بأن هناك سرأ وراء غيابها ... وأثناء عودتي من احدى جولاتي في مدينة القمر، أستقبلتني الأميرة ..............



يتبع>>>>>>>>>> الحلقة 56




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أوصى, ويوجه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بين حب و بين قلب .. و بين ضلعين المغيـب ... دلوعة الليل [ابكتب من قصيدي الوزن وغيرهـ من شعر منثور] 11 04-23-2009 11:04 PM
(( حب من أول عطسة )) دلوعة الليل …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… 8 04-04-2009 12:45 AM
ااسماء الله الحسنى ضحكة خجوله …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 8 01-22-2009 08:13 PM
موسوعه قصايد ليل المعلوماتيه ...؟ البرق النجدي …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 12 01-12-2009 08:18 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية