08-03-2011
|
#21
|


في العلم
لن ترضي الله حتى تخلص الورعا ولن ترى ورعا بالجهل مجتمعا
حق العبادة فرض لن تؤديه ان كنت تجهل مفروضا وممتنعا
أمانة الله تسطيع الأداء لها اذا علمت بعون الله ما شرعا
ولم يجد صانع اتقان صنعته حتى يكون على علم بما صنعا
ومن مضى في طريق لا دليل لها ولا معالم تهدي ضل وانقطعا
وفاقد العين محتاج لقائده لولاه لم يدر مهما جار أو سدعا
فاستنهض النفس في ادراك ما جهلت حتى ترى العلم في حافاتها سطعا
فهذه النفس مرآة جبلتها ما قابلت كائنا الا بها انطبعا
مضيئة الذات والاكدار عارضة لنورها فاذا استجليته انصدعا
والعلم أشرف ما أوليت من خطر ما حل في موضع لله فاتضعا
فاطلبه لله يفتحه بلا تعب لا تحتجز غير ما يرضى به طمعا
واليسر يصحب مرتاد العلوم اذا كان ارتيادا عن الأكوان منقطعا
والعلم بحر محيط لست محصيه فكن بأنفعه في الدين مقتنعا
ولو فرضنا انحصار العلم في بشر وقصده غير وجه الله ما نفعا
فاصرف الى الله وجه القصد معتقلا عقائل العلم فالانسان حيث سعى
والعلم بالله أولى ما عنيت به وما سواه الى ادراكه نزعا
فابغ المعارف آلات لصنعته اذ يتقن الصنع بالآلات من صنعا
ولا تقولن علم ليس ينفعني بكل علم يعيش العبد منتفعا
فاطلب وأطلق بلا قيد ولا حرج وقف اذا كان عنه الشرع قد منعا
وقدم العلم بالطاعات تقض به حقا لمحظوره أو ما إليه دعا
دع المهندس في الاشكال مختبطا وصاحب النجم يرعى النجم ان طلعا
واقصد فقيها بنور الله مشتعلا يريك ما ضاق عنه الجهل متسعا
فلا يهمك يوم الحشر هندسة ولا سؤال عن المريخ كم قطعا
ولن ترى من كتاب خطه ملك يوم القيامة الا الذنب والورعا
فاعمل بعلم واشغل كاتبيك به فلا يفوتك ما تملي وما جمعا
لا تنفق العمر بطالا فلست ترى يوم الندامة للأعمال متسعا
في لمحة العمر امكان ومزرعة وسوف يحصد في عقباه ما زرعا
اذا حشرت بلا علم ولا عمل عرفت كونك بالتفريط منخدعا
أدرك بقية أيام تمر بلا مهل فان نجاز العمر قد قرعا
وأيقظ العزم ان نامت لواحظه في الجد لله لا وهنا ولا هلعا
واصرف حياتك من بدء لخاتمة في علم دينك للقرآن متبعا
هو المهم الذي ترجى عواقبه ان مت أحياك أو قدمته شفعا
مزية العلم أعلا نعمة رفعت عبدا ولولاه لم يذكر من ارتفعا
ما فوق مرتبة المختار مرتبة ولا وساعة تسمو فوق ما وسعا
وكل علم لمخلوق تقدمه أو سوف يعقبه من بحره نبعا
وكل ذرة نور أو مقام هدى فمن مشارق نور المصطفى طلعا
وكل ذلك والقرآن يأمره قل رب زدني علما فوق ما جمعا
لأن للعلم شأنا كل مرتبة وكل شان رفيع دونه اتضعا
والنفس قابلة للازدياد فلا تضيق عنه اتساعا كيفما اتسعا
فارقمه في لوحها واجعله مرشدها الى حقائق أعمال لها وضعا
فلتطلب العلم للأعمال يخدمها كالسيف يحمله للضرب من شجعا
ماذا تريد بعلم لا يردك عن شر ولست به للخير متبعا
ليس الحمار من الأسفار يحملها بغير أثقالها اياه منتفعا
بئس المثال لمن أوعى العلوم ولم تفده إلا فلان عالم برعا
وان طلبت به الدنيا فموبقة أحرى بها من خسيس الجهل ان تقعا
جرده من كل شيء لا يشاكله ما أقبح العلم مهما قارن الطمعا
واشرف العلم ما يهدي لصالحه تكون ذخرا وما عن سيء ردعا
ليس السيادة في مال ولا نشب لكنها العلم مهما رافق الورعا
لله نخبة ابرار فقدتهم كانوا الأمان فأبقوا بعدهم فزعا
كانوا البحار فابقوا بعدهم يبسا كانوا السحاب فأبقوا بعدهم قزعا
صحبتهم وغيوث العلم هاطلة وفارقوني فضن الغيث وانقطعا
أولئك القوم ملح الأرض ان فسدت فأين هم وفساد الأرض قد قرعا
ما للمعارف من افلاكها نزلت والآن حلت بطون الأرض والتلعا
من لي بهم في زمان بعض موعده رفع العلوم وهذا العلم قد رفعا
ورفعه موت من يبغي به عملا برا ولو حل فيمن ضل وابتدعا
عسى لطائف روح الله منشئة بعد الاياس سحابا يمطر الطمعا
فتنجلي غبرة الأيام عن خلف صدق يقوم بنفع الحلق مضطلعا
فان لي املا في فنية نجب وريثما حاولوا ادراكه خضعا
تنالوا المجد من أركان سالفهم برق الفضيلة في أعطافهم لمعا
لهم وجوه مصابيح مشعشعة كأنما البدر في أغصانها طلعا
نجد أماجد في أحسابهم فلق ومن أياديهم البيضاء قد نبعا
زهر المناقب ينشق المجاد بها عن حاجب الشمس أو عن صبحها انصدعا
مثل الكواكب في علم وفي عمل وفي قلوب وفي صيت لهم شسعا
تنافسوا في اقتناء المجد واستبقوا والكل جلى لمجد ليس مخترعا
سمت بهم همة كالشمس نيرة فكل هم عزيز تحتها ركعا
وناصبوا الدهر والأيام كالحة بفضل حرية الأحرار فاندفعا
ونظموا عقد مجد باجتماعهم لا زال عقدا بعين الله مجتمعا
" تناول المجد" صعب غيرانهم تناولوه وما شدوا له النسعا
بخ بخ يا سراة المجد انكم ذكرتم المجد ما أعطى وما منعا
ما زال ينتخب الأحرار في زمن مقطم الوجه حتى فيكم وقعا
فكنتم الغرة الزهراء فيه ولم يبصر بأكمل منكم لا ولا سمعا
لنا الهناء بأن المجد بشرنا منكم بأكرم من في مفخر نزعا
وان مستقبلا يأتي لنزعتكم من دون حصر المعالي ليس مقتنعا
وانكم ولسان الصدق يشهد لي وصلتم من حبال العرف ما انقطعا
ومن شعرتم بأن الجهل منقصة والعلم يعلي برغم الجهل ما اتضعا
أسستم لعلوم الدين مدرسة كهالة الشمس أنوارا ومنتفعا
ضمت شبيبة اطهار نفوسهم أصفى من الدر بالأصداف ملتفعا
تعطشوا لاكتساب العلم اذ فهموا كون الجهالة في حكم الحجى شنعا
مشمرين ذيول الجد همهم ان يعبدوا الله بالوجه الذي شرعا
أوحت اليهم عقول غير قاصرة ضرورة العلم فانقادوا لها تبعا
على نشاط وعزم لا يعارضه معارض فكأن البحر مندفعا
بشراكم يا وعاة العلم ان لكم يوما سيرجع فيه الجهل منهزعا
وتسعدون بألباب منورة يصونها الله ان تستمرئ البدعا
يا عمدتي يا غيوث الأرض حسبكم مسح الملائك تبريكا ومنتفعا
هل تقبلوني فردا من رجالكم حتى نعيش على هذا الفلاح معا
قد اختصصتم بشأن كله شرف هل تسمحون بأن يبقى لنا شرعا
ما زلت ادعوا الى أمثال نهضتكم فكنتم يا رجال الفضل مستمعا
فثبت الله مسعاكم وزادكم تقدما في العلا ما كوكب طلعا
|
|
|
08-03-2011
|
#22
|
حِكَم
منازل النفس لاتدرى حقائقها واخطأ الزعم من قد قال يدريها
العين تدرك إلا ذاتها نظرا والكف تقبض الا معصمها فيها
يباعد النفس عن ادراكها ملق والنفس مغرورة ممن يداجيها
ان التملق للالباب يجبهها مثل الغشاوة للأبصار يعميها
قد اخلص الحب من اهداك عيبك لا مطر مداج على العواراء تمويها
واعقل الناس من ابدى تواضعه من نفسه لانتقاد الخل ما فيها
والحمق في سد باب الانتقاد بما للنفس من عنفوان في دعاويها
رأيت ما لا ترى في النفس لو سمعت مغتابها وقلت خلا ّ يدانيها
ورب رأي عدو فيك أجمل من ذي خلة قارض للنفس يغريها
فغض طرفك اكبارا لو انكشفت لك السرائر عن اشياء تطويها
ولتعذرنهم من حيث تنصفهم في رأيهم فيك من آراء تخفيها
وانبذ غرورك بالنفس التي عجبت بغير شيء واقلع من تماديها
وأسعد الناس حظا من فضيلته ذو الانتقاد الى التفضيل يهديها
ومن رأى نفسه مرءى رآه به سواه فالنفس في اسنى مقاليها
|
|
|
08-03-2011
|
#23
|


هو الله فاعرفه
هو الله فاعرفه ودع فيه من وما
دعاك ولم يترك طريقك مظلما
عن الحق نحو الخلق يدفعك العمى
تقدم إلى باب الكريم مقدما له منك نفسا قبل أن تتقدما
تجنب قيود الحظ فالحظ مرتهن
وأرهق جنود النفس حربا ولا تهن
وفي ظلمات الطبع بالحق فاستبن
وعرج على باب العليم فسله من مواهب نور العلم بحرا قليذما
أترضى مقام الجهل تخبط في السرى
بطامسة أعلامها متحيرا
تطلع لنور العلم واطلب مشمرا
فمن لم يكن بالعلم في الناس مبصرا فلا عاش إلا في الضلالة والعمى
ذوو العلم بين العالمين أعزة
على درجات المصطفين أدلة
وفي ملكوت الله للقوم شهرة
ومن لا له من عزة العلم نسبة فليس له إلا إلى الذلة انتما
ترق به فالعلم عز وذروة
وحبل متين للتقاة وعروة
ووفر الغنى في الجهل عدم وشقوة
ومن لا به من ثروة العلم ثروة فمن ثروة الدارين قد صار معدما
قضى الله أن العلم نور وحكمة
كما أن أصل الجهل شؤم وظلمة
وان رجال العلم للناس عصمة
نعم علماء الدين في الأرض نعمة على الثقلين عمت الكل منهما
به أصفياء الله هاموا بحبه
به أدركوا حسب الحظوظ لقربه
وهم أوصلوا السلاك أسرار غيبه
بهم شرف الدارين تم فهم به ملائكة باهت ملائكة السما
ملائكة ألبابهم وسناؤهم
أقامهم هذا المقام صفاؤهم
على الملأ الأعلى يحق ولاؤهم
ألم تر في القرآن أن أولياؤهم ملائكة الرحمن فالله أعلما
لقد نطق الوحي العزيز بنبلهم
ولا حبل للمستمسكين كحبلهم
يقولهم نور الهدى وبفعلهم
أقرت جميع الكائنات بفضلهم عليها فحوت البحر في البحر هينما
إلى ربها استغفارها وخشوعها
لهم إذ هم أمطارها وربيعها
وخالقها في المهتدين سميعها
ولم لا ولولاهم تلاشت جميعها ولم يبق منها في الوجود لها سما
مصابيح أرض الله مهبط فيضه
هاة لمسنون الاله وفرضه
هم شفعاء العبد في يوم عرضه
هم خلفاء الله في أهل أرضه بهديهم أمت البسيطة قوما
لأمرهم كل الكوائن اذعنت
لسلطانهم بالعلم بالله سلمت
لعزهم ذلت بنورهم اهتدت
لحكمهم الدنيا تدين وقد عنت سلاطين أهل الأرض أعظم أعظما
على الأرض والألباب في عالم القدس
يرون بنور الله ما غاب كالقبس
لأفهامهم كالأنجم الزهر ما التبس
وآراؤهم تقضي بهن ملائك الس موات فيما قد أحل وحرما
تجلت لهم كالشمس خلف حجابها
فجاؤا بها براقة في صوابها
حقائق شرع في غواشي غيابها
ولو لم يكن نص الكتاب أتى بها صريحا ولا الهادي بها قد تكلما
هدوا ذا هم نور إلى الله اهتدوا
إذ اتزروا بالعلم بالله وارتدوا
حداهم من العرفان ذوق به حدوا
غدوا قدوة الأملاك لما هم اقتدوا بما لهم رب الملائك الهما
سما بهم العرفان أعلى المراتب
ونالوا مقاماً فيه فتح المواهب
وفهم خطاب الحق من كل جانب
وذلك من أدنى رفيع مناقب لهم لم يعدوها فخارا ومكرما
تجلى لهم باسم المبين بمنه
ففازوا بظهر الوحي كشفا وبطنه
وحازوا بفتح الله مكنون ضمنه
فما استحسنوا فالله يقضي بحسنه وما استقبحوا إلا قبيحا مذمما
لهم من مقام الاجتباء عليه
ومن قدم الصدق الزكي رضيه
ومن مورد الإحسان ما طاب ريه
وربك من والوه فهو وليه ومن خاصموه كان الله أخصما
ملوك على من يملك الأرض حوله
لدى طولهم أدنى من الذر طوله
فقير عديم من تولاه جهله
هم أغنياء العصر والعصر أهله قد افتقروا والمال بينهم نما
وما لكنوز التبر شأن لمن فهم
إذا وزنت في جانب العلم والحكم
كنوز رجال الله أبقى ووفرهم
يروم كنوز الأرض غيرهم وهم أصابوا كنوز العرش وفرا ومغنما
رقوا بكمالات الهدى منتهى العلى
وأنزلهم من قربه الحق منزلاً
وأوردهم من مورد الود منهلا
وهم في الثرى قاموا وأرواحهم إلى سما العرش والكرسي أدنوهما سما
تولاهم قهر الشهود بحوله
وأفناهم عن كل شيء بوصله
فغابوا عن الأكوان في غيب ظله
وما قنعوا بالعرش والفرش كله فجازوا إلى أعلى مقام واعظما
رمى بهم المحبوب في المحو رمية
فما أبصروا مقدار ذا الكون ذرة
ولا وقفوا عند الحوادث لمحة
ولو وقفوا بالعرش والفرش لحظة لعدوه تقصيرا وجرما ومأثما
إلى الحق إخلاصا وأخذا بحبله
قد انصرفوا عن فصل كون ووصله
مقاصدهم مقصورة تحت حوله
تقدم في ذاك الخليل بقوله لجبريل دعني منك لله مسلما
نفوسهم في الله لله جاهدت
فلم ينثنوا عن وجهه كيف كابدت
على نقطة الإخلاص لله عاهدت
لملة إبراهيم شادوا فشاهدوا الت لفت للشرك الخفي متمما
تولاهم القيوم في أي وجهة
وزكاهم بالمد والتبعية
ولفاهم التوحيد في كل ذرة
فقاموا بتجريد وداموا بوحدة عن الإنس روم الأنس فيها تنعما
محبون لاقى الكل في الحب حينه
نفوسهم ذابت به واصطلينه
فلم يبق منها الحب بل صرن عينه
بخلوة لي عبد وستري بينه وبيني عن الأملاك والرسل كتما
وأورثهم للحب ارث النبوة
فكانوا دعاة الله في خير دعوة
ترقوا بفيض الله ارفع ذروة
وما بلغوا ذاك المقام بقوة ولكن بنور العلم قد بلغوا الحمى
حباهم بمنهاج السلوك استطاعة
فلم يتركوا فيه الحقوق مضاعة
ونالوا أمام الله منه شفاعة
عشية أعطوه عهودا مطاعة على طاعة منهم غداة تحكما
قد اتخذوا العرفان بالله جنة
تاروا اليه مطلقين أعنة
ومذ أدركوا منه المقامات منه
وقد بايعوه أنفسا مطمئنة ببيعته والعقد بالعهد أحكما
هداهم سنا العرفان والليل قد سجى
فما جهلوا وهو الدليل المناهجا
به عرجوا مستبصرين المعارجا
فجذبهم في السير للخير والجا بهم أخطر الأهوال حين تقحما
فنزههم عن قيد أي ادارة
وأفرغ مجهوداتهم في العبادة
وميزهم عن غيرهم بالسيادة
فأبعدهم عن كل ألف وعادة وعودهم شرب الشدائد علقما
فجدوا وشدوا وانتووا شقة النوى
وخير لهم في الجهد والعري والطوى
وفي النوح والتذكار والكرب والجوى
فمن بعد عادى النوم والشبع والروى غدوا حلف الف السهد والجوع والظما
جروا في ميادين الشهود تقدما
وصدق الرجا والخوف فيهم تحكما
فلم يبق كون منهم ماتهد ما
فندمانهم عاد البكاء تندما وأزمانهم بالنوح قد عدن مأتما
فساروا على تغريد حاد مزعزع
بشوق ملح والتياع مروع
وغابوا عن الأكوان في منتهى معي
وأوردهم بالحزن لجة أدمع وأورى بهم للخوف نار جهنما
تبدت لهم أكوانهم فتبددت
نفوسهم في السحق والمحق أنفذت
إذا فارقت غورا من الدمع أنجدت
شدائد عدوها فوائد فاغتدت عوائد أعياد السرور تنعما
مصائب عاموا في بحور صعابها
وقروا على آسادها وذئابها
وطاب لديهم حسوكاسات صابها
ولو جانبوها روم غير جنابها لعدوا بحكم العدل ذا العدل مأثما
وتلك بفضل العلم أهنى الموارد
وأكرم موهوب واسنى المشاهد
أتعلم مثل العلم مجدا لماجد
هم صدقوه وهو أصدق واعد وأوفى ذمام حبله ليس أفصما
به قطعوا أصل العلائق والهوى
به أخلصوا في طاعة الحق لا سوى
به روض هذا الكون في عينهم ذوى
به نهجوا في كل منطمس الصوى فكان لهم في كل يهماء معلما
تبين لهم أسراره كل كائن
ويخلصهم للحق من كل شائن
فطوبى لهم يجري بهم في المآمن
ويملي لهم في السير عن كل مامن وجال إلى أسوى طريق وأقوما
مقامات أهل الله منه مصابح
وكل مقام حله القوم رابح
وكل مقام العارفين مذابح
وقاسمهم بالله أني ناصح فأنهى إلى أبهى مقام وأكرما
لقد قام علم القوم للحق معلما
وجلى لهم بالكشف سرا مختما
وفتح أقفالا وأطلع أنجما
وحل لهم رمزا وكنزا مكتما من السر قد كان الرحيق المختما
به سلكوا في حبه مسلكا جهل
وكلهم بين المشاهد قد ذهل
وكلهم من مورد الحب منتهل
وقال لهم هذا المقام وهذه ال خيام وذا باب المليك وذا الحمى
هنا موقفي وهو المقام المحدد
فغنوا على هذا المقام وغردوا
وما بعد هذا للمدارك مشهد
فمالي فيما بعد ذلك مصعد ولا موعد من بعد ذلك الزما
هنالك فهم العقل والدرك مندرس
هناك لسان العلم في الشأن قد خرس
هنالك حد السير من يعده افترس
هنالك قد تطوي الصحاف وتنشر الس جاف فلا يطوى بحدك فافهما
فما بعد هذا للمدراك غاية
فنقطة هذا الحد فيها نهاية
ولا باب إلا أن تكون رعاية
ولا تفتح الأبواب إلا عناية لمن شاءه ذاك المليك تكرما
تجرد من الدعوى فقد كمل السرى
وراءك لا تقدم فحظك مدبرا
فلست بلاق فوق ذلك مصدرا
فسلم إليه الأمر واطرق المرا ولا تك في شيء من الأمر مبرما
وقف وقفة المندك مالك حيلة
فحالك في هذا المقام جليلة
ونفسك في عز الجلال وذيلة
وقل بلسان الحال مالي وسيلة ولا حيلة والهج بقولك ما وما
وعرج على التقديس تستخلصنه
ونفسك نسك لازم فاذبحنه
وشأنك إن أخلصت لا تحقرنه
فان تك لا شيئا هناك فانه رناك لما أدناك إذ لك قد رمى
أرادك حتى قمت فيه مجالداً
يميتك مشهودا ويحيك شاهداً
وإن ساعة أحياك أبقاك بائداً
وإن ساعة أفناك أبقاك خالداً بوصف له باق صفاتك أعدما
تفرد ولا تستثن في سبحاته
ووحد صفات الحق توحيد ذاته
وسافر بعين الحق في حضراته
فان هو جلى فيك بعض صفاته فما كنت أنت الآن أنت المقدما
تفاوت حسب الفيض ذوق ملوكها
فهم بين مثريها وبين ضريكها
مراتبهم شتى بمرقى سموكها
وفيها مقامات لأهل سلوكها شموسا وأقمارا تنير وأنجما
تفاوت أذواق المحبين رغبة
مراتبهم حسب المقامات رفعة
هيامى إلى "انا فتحنا" ملظة
فمن ذاق منها نغبة مات رغبة ومن لم يذقها مات بالغم مسقما
وما فاض حسب الفتح من شبه وحيها
وعينه سر الحكيم بطيها
باثباتها ما أثبتت أو بنفيها
معالم تستهدي الحلوم بهديها العلوم بها كان العليم المعلما
أقام لهم فيها حظوظا مقامة
وأنزلهم حسب الحظوظ مقامة
وقلدهم في العالمين إمامة
فعرفهم إياه منه كرامة وأشهدهم إياه منه تكرما
توالهم باسم البديع تنزلا
وفي حضرة الفتاح للقوم انزلا
ونورهم نور السموات وانجلى
وخلقهم باسم العليم تفضلا وكان لهم باسم المبين مسوما
فجردهم عنهم لخالص حبه
فما همهم إلا وسائل قربه
عروجا به عنهم إليه بغيبه
وكان لهم عنه فكانوا له به وقام بهم عنهم إليهم مكلما
تحكم فيهم حبه وتصرفا
وأوقفهم في القبض والبسط موقفا
وأرسل في أسرارهم نفحة الصفا
فمذ عرفوه لم يرموا تعرفا إلي غيره والغير ثم تعدما
تشعشع فيهم صبحه فانجلى المسا
فهم في ضياء منه والليل عسعسا
بأية طور صبحهم قد تنفسا
وليس لهم جهل هناك وما عسى لهم أن يروا من بعد ذلك مبهما
تعهدهم إذ زايلوا الخلق بالمدد
فهم في بساط الأنس بالواحد الأحد
وكل بفتح الله فاز بما وجد
وما علموا شيئا بعلمهم وقد أحاطوا بعلم الكل والله أعلما
فصارت شهادات لديهم غيوبهم
قد امتلأت بالكشف منه جيوبهم
هم العالم الأعلى احتوته جنوبهم
هم لوحة المحفوظ كانت قلوبهم بهم قلم الأنوار للسر رقما
لهم درجات من لديه تحققت
عليهم بها شمس الحقيقة أشرقت
والطاف وهب من لدنه تدفقت
مواهب قد دقت عن الفهم وارتقت عن الوهم رقت عن نسيم تنسما
حوى نسخة الامكان ادراك فهمهم
فلا كنه إلا تحت حيطة عقلهم
لهم حضرة القيوم تملى لسرهم
بها انطوت الأكوان في طي علمهم من العرش والكرسي والأرض والسما
فما السر والاعلان ما الجهر ما الخفا
وحسبهم نور المبين مكشفا
هداهم وصفاهم وجلى الكثائفا
فكانت جميع الكائنات مصاحفا لهم تهب السر المصون المكتما
بدائع فيض أبدعت بعجائب
ينوعها فتاح باب المواهب
تباديهم بالفتح من كل جانب
لطائف لم تودع صحائف كاتب تطالعها الافهام والله الهما
أريدوا لها فاستنسخوها على النهى
لقد فككوا والحمد لله رمزها
وكم أدركوا بالعقل أمرا منزها عن النقل في الألواح لن يترسما
لقد كان تحت الختم من قبل فضه
فصار ظهور البرق في وشك ومضه
وما انفتح المختوم إلا بفيضه
يضيق فضا الأكوان عن شرح بعضه وكل لسان كل بل ظل مفحما
علوم تجلي من "لدنا" ظهورها
ولم يتعلق باكتساب سفورها
تجلت بأسرار الرجال بدورها
به صحف الارواح أشرق نورها وصين عن الألواح اذكن أظلما
تجرد لها ان كنت في القرب ترغب
ولا تغلون فالشأن من ذاك أقرب
فلست بقرع الباب بالصدق تحجب
لذلك فاطلب ان يكن لك مطلب ترى كل مطلوب سوى ذاك مغرما
خذ الحزم واجعله إلي الحق مقصدا
واخلص متين العزم صدقا مجردا
ومن قصد الحق استقام وسددا
ففي قصده السبيل ومن عدا سبيل الهدى نحو الردى قد تيمما
ملابسة الاغيار عين اضاعة
وقصد على حرف نقيض لطاعة
فاخلص ترى الاخلاص أزكى بضاعة
فكن واقفا بالباب في كل ساعة ترى الذل فيه عزة وتكرما
اتعلم ان الأمر ليس كما هنا
فدع دعوة الشيطان والنفس أوهنا
وخل حظوظ النفس يسحقها الفنا
وجانب رياش الجاه والعز والغنى وكن باضطرار وافتقار مؤمما
وان شئت قرب الله فالعلم قربة
وان شئت جاها فهو جاه ورفعة
وان شئت وفرا فهو وفر ودولة
وان شئت عز العلم فالعلم عزة لباس لبوس الذل لله مسلما
طريقان فاختر ما ترى لك أحسنا
اذا كنت تبغي الحق فاهجر له "أنا"
فان "انا" حظ عواقبه العنا
وان كنت تبغي العز والجاه في الدنا فدع عنك داعي العلم وارحل مسلما
وعش لحظوظ النفس ندبا مكافحا
وعن كل مرغوب سوى الحق جامحا
إليه انطرح للكائنات مبارحا
ودع عنك أدناس المطامع طامحا لولاك فيه طائعا جل منعما
توجه اليه واجعل الفقر ديدنا
يعدك بالفقر الحقيقي محسنا
فخذ بطريق الفقر بالحق موقنا
ففيه الغنى والفقر إذ رؤية الغنى هناك الغنى بل منهما اقصده معدما
تعن ولا تستبق للنفس عادة
اتلقى اذا لم تشق فيه سعادة
اذبها واصبرها واسقها مقادة
فلا راحة ترجى لمن رام راحة ومهما بذلت الروح صادفت مغنما
تلفت لها من حيث ولت وأقبلت
فان لها كيدا وان هي اجملت
عليك بها انحرها وان هي ولولت
ففي بذلها صون لها إن تقلبت وإلا فقد سيقت إلى ذلك الحمى
فان هي عما يوجب البعد أعرضت
وسلمت الأطوار فيه وفوضت
وشدت بعزم في السلوك وقوضت
هنيئا لها فخرا بما قد تعرضت لذاك الحمى لو كان مطلبها احتمى
ذر الكون في أثوابه يتغول
يروق لوهن الرأي حسنا ويجمل
فما لك دون الحق فيه معول
وان أم أبواب الملوك مؤمل فيمم الى أبوابه متقدما
كريم لضراء الفقير مراقب
لطيف اذا ضاقت بعبد كوارب
له في القضايا نظرة ومواهب
وأبوابه فتح وما ثم حاجب وأفضاله شرح وما ثم محتمى
تخلى لربى ظاهرى والذي بطن
وخليتهم والكون والأهل والوطن
كفاني عن زيد وعمر وعن وعن
لأبوابه ما عشت أغشى ولم أكن لأخشى رقيبا أو عذولاً ملوما
رفضت له الأكوان من ذى سرائرى
وصنت عن التعليل مرمى بصائرى
وسيان فيه نافعي مثل ضائرى
فعندي فيه عاذلي مثل عاذري ومن فيه عاداني كمن بي ترحما
فلست بذي طرف بفرقتهم قذى
بمذهب أني ذاهب أنا محتذى
طريقة ذي صدق مع الحق احوذى
سأرحل عنهم أجمعين الى الذي به لذَّ لي ذلي وعزي تهجما
أراني خليل الله وشك ذهابه
وعللني من نغبة من شرابه
وسرت مع المختار تحت ركابه
عسى انني ادعى دعيا ببابه اذا لم أكن باسم الخديم موسما
فصرت بعين الحق ارفع منزلا
بأي مقام شاءه لي وأنزلا
دعيت دعيا أو وليا مكملا
وإلا فان ادعى به متطفل افقدري بهذا الاسم يخترق السما
كفاني اختيار الحق في كل موطن
بأية حال أو بأي تعين
فلست لما يختاره عبد ديدني
وان أدع لا شيئا هناك فانني بذاك لقد أصبحت في الناس مغرما
|
|
|
| | |