![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه رواه البخاري آدنته أعلمته بأني محارب له استعاذني روى بالنون وبالياء
الشرح نقل المؤلف ـ رحمه الله ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قال الله تعالى : من عادى لي وليا آذنته بالحرب المعاداة : هي المباعدة وهي ضد الموالاة والولي بينه الله عز وجل في قوله ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون هؤلاء هم أولياء الله الذين آمنوا أي : حققوا الإيمان في قلوبهم بكل ما يجب الإيمان به وكانوا يتقون أي حققوا العمل الصالح بجوارحهم فاتقوا جميع المحارم من ترك الواجبات أو فعل المحرمات فهم جمعوا بين صلاح الباطن بالإيمان وصلاح الظاهر بالتقوى هؤلاء هم أولياء الله وليست ولاية الله سبحانه وتعالى تأتي بالدعوى كما يفعله بعض الدجالين الذين يموهون على العامة بأنهم أولياء لله وهم أعداء والعياذ بالله فتجد في بعض البلاد الإسلامية أناسا يموهون للعامة يقولون نحن أولياء ثم يفعل من العبادات الظاهرة ما يموه به على العامة وهو من أعداء الله لكنه يتخذ من هذه الدعوة وسيله إلى جمع المال وإلى إكرام الناس له وإلى تقربهم إليه وما أشبه ذلك وعندنا ولله الحمد ضابط بينه الله عز وجل وتعريف جيد للأولياء وكانوا يتقون هؤلاء هم أولياء الله فالذي يعادي أولياء الله يقول الله عز وجل فقد آذنته بالحرب يعني أعلنت عله الحرب فالذي يعادي أولياء الله محارب لله عز وجل نسأل الله العافية ومن حارب الله فهو مهزوم مخذول لا تقوم له قائمة ثم قال سبحانه وتعالى ومن تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه يعني أن الله يقول ما تقرب إلي الإنسان بشيء أحب إلي مما افترضته عليه يعني أن الفرائض أحب إلى الله من النوافل فالصلوات الخمس مثلا أحب إلى الله من قيام الليل وأحب إلى الله من النوافل وصيام رمضان أحب إلى الله من صيام الإثنين والخميس والأيام الست من شوال وما أشبهها كل الفرائض أحب إلى الله من النوافل ووجه ذلك أن الفرائض وكدها الله عز وجل فألزم بها العباد وهذا دليل على شدة محبته لها عز وجل فلما كان يحبها شديدا ألزم بها العباد أما النوافل فالإنسان حر إن شاء تنفل وزاد خيرا وإن شاء لم يتنفل لكن الفرائض أحب إلى الله وأوكد والغريب أن الشيطان يأتي الناس فتجدهم في النوافل يحسنونها تماما تجده مثلا في صلاة الليل يخشع ولا يتحرك ولا يذهب قلبه يمينا ولا شمالا لكن إذا جاءت الفرائض فالحركة كثيرة والوساوس كثيرة والهواجس بعيدة وهذا من تزيين الشيطان فإذا كنت تزين النافلة فالفريضة أحق بالتزين فأحسن الفريضة لأنها أحب إلى الله عز وجل من النوافل وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه النوافل تقرب إلى الله وهي تكمل الفرائض فإذا أكثر الإنسان من النوافل مع قيامه بالفرائض نال محبة الله فيحبه الله وإذا أحبه فكما يقول الله عز وجل كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها يعني أنه يكون مسددا له في هذه الأعضاء الأربعة في السمع : يسدده في سمعه فلا يسمع إلا ما يرضي الله وما فيه الخير والصلاة ويعرض عما يغضب الله فلا يستمع إليه ويكون ممن إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم كذلك أيضا بصره : فلا ينظر إلا ما يحب الله النظر إليه ولا ينظر إلى المحرم ولا ينظر نظرا محرما ويده فلا يعمل بيده إلا ما يرضي الله لأن الله يسدده وكذلك رجله فلا يمشي إلا إلى ما يرضي الله فلا يسعى إلا ما فيه الخير وهذا معنى قوله كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها أي أنه تعالى يسدد عبده هذا في سمعه وبصره وبطشه ومشيه فإذا كان الله سبحانه وتعالى مسددا له في هذه الأشياء كان موفقا مغتنما لأوقاته منتهزا لفرصه وليس المعنى أن الله يكون نفس السمع ونفس البصر ونفس اليد ونفس الرجل ـ حاش لله ـ فهذا محال فإن هذه أعضاء وأبعاد لشخص مخلوق لا يمكن أن تكون هي الخالق ولأن الله تعالى أثبت في هذا الحديث في قوله ولئن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه فأثبت سائلا ومسئولا وعائذا ومعوذا به وهذا غير هذا وفي قوله سبحانه وتعالى في هذا الحديث القدسي ولئن سألني أعطيته دليل على أن هذا الوالي الذي تقرب إلى الله تعالى بالفرائض ثم بالنوافل إذا سأل الله أعطاه فكان مجاب الدعوة وهذا الإطلاق يقيد بالأحاديث الأخرى الدالة على أنه يعطي السائل سؤاله ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم فإن سأل إثما فإنه لا يجاب لكن الغالب أن الولي لا يسأل الإثم لأن الولي هو المؤمن التقي والمؤمن التقي لا يسأل إثما ولا قطيعة رحم ولئن استعاذني لأعيذنه يعني لئن اعتصم بي ولجأ إلى من شر كل ذي شر لأعيذنه فيحصل له بإعطائه مسؤوله وإعاذته مما يتعوذ منه المطلوب ويزول عنه المرغوب وفي هذا الحديث عدة فوائد : أولا : إثبات الولاية لله عز وجل وولاية الله تعالى تنقسم على قسمين : ولاية عامة وهي السلطة على جميع العباد والتصرف فيهم بما أراد كل إنسان فإن الذي يتولى أموره وتدبيره وتصريفه هو الله عز وجل ومن ذلك قوله تبارك وتعالى حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق فهذه ولاية عامة تشمل جميع الخلق أما الولاية الخاصة : مثل قوله تعالى والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات والولاية العامة تكون بغير سبب من الإنسان يتولى الله الإنسان شاء أم أبى وبغير سبب منه أما الولاية الخاصة فإنها تكون بسبب من الإنسان فهو الذي يتعرض لولاية الله حتى يكون الله وليا له الذين آمنوا وكانوا يتقون ومن فوائد هذا الحديث : فضيلة أولياء الله وأن الله سبحانه وتعالى يعادي من عاداهم بل يكون حربا عليهم عز وجل ومن فوائد هذا الحديث : أن الأعمال الواجبة من صلاة وصدقة وصوم وحج وجهاد وعلم وغير ذلك أفضل من الأعمال المستحبة لأن الله تعالى قال ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما افترضه عليه ومن فوائده : إثبات المحنة لله عز وجل وأن الله تعالى يحب الأعمال بعضها أكثر من بعض كما أنه يحب الأشخاص بعضهم أكثر من بعض فالله عز وجل يحب العاملين بطاعته ويحب الطاعة وتتفاوت محبته سبحانه وتعالى على حسب ما تقتضيه حكمته ومن فوائد هذا الحديث : أيضا أن الإنسان إذا تقرب إلى الله بالنوافل مع القيام بالواجبات فإنه يكون بذلك معافا في جميع أموره لقوله تعالى في هذا الحديث القدسي : وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه . . . . . إلخ وفيه دليل أيضا على أن من أراد أن يحبه الله فالأمر سهل عليه إذا أسهله الله عليه يقوم بالواجبات ويكثر من التطوع بالعبادات فبذلك ينال محبة الله وينال ولاية الله ومن فوائد هذا الحديث : إثبات عطاء الله عز وجل وإجابة دعوته لوليه لقوله إن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه وأتى به المؤلف في باب المجاهدة لأن النفس تحتاج إلى جهاد في القيام بالواجبات ثم بفعل المستحبات نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ![]() ![]() ![]() |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]() أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره متفق عليه . وفي رواية لمسلم : حفت بدل حجبت وهو بمعناه : أي بينه وبينها هذا الحجاب ، فإذا فعله دخلها .
الشرح قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حفت النار بالشهوات - وفي لفظه : حجبت - وحفت الجنة بالمكاره - وفي لفظ حجبت الجنة بالمكاره يعني : أحيطت بها ، فالنار قد أحيطت بالشهوات والجنة قد أحيطت بالمكاره ، والشهوات هي ما تميل إليه النفس من غير تعقل ولا تبصر ولا مراعاة لدين ولا مراعاة لمروءة . فالزنى والعياذ بالله شهوة الفرج ، تميل إليها النفس كثيراً ، فإذا هتك الإنسان هذا الحجاب ، فإنه سيكون سبباً لدخوله النار . وكذلك شرب الخمر تهواه النفس وتميل إليه ، ولهذا جعل الشارع له عقوبة رادعة بالجلد ، فإذا هتك الإنسان هذا الحجاب وشرب الخمر أداه ذلك إلى النار والعياذ بالله . وكذلك حب المال شهوة من شهوات النفس ، فإذا سرق الإنسان بدافع شهوة حب جمع المال ، فلرغبة أن يستولي # على المال الذي ترغبه نفسه ، فإذا سرق فقد هتك هذا الحجاب فيصل إلى النار والعياذ بالله . ومن ذلك الغش من أجل أن يزيد ثمن السلعة ، هذا تهواه النفس فيفعله الإنسان فيهتك الحجاب الذي بينه وبين النار فيدخل النار . الاستطالة على الناس والعلو عليهم والترفع عليهم ، كل إنسان يحب هذا وتهواه النفس فإذا فعله الإنسان فقد هتك الحجاب الذي بينه وبين النار فيصل إلى النار والعياذ بالله . ولكن ما دواء هذه الشهوة التي تميل إليها النفس الأمارة بالسوء ؟ دواؤها ما بعدها قال وحفت الجنة بالمكاره - أو حجبت بالمكاره - يعني : أحيطت بما تكره النفوس ، لأن الباطل محبوب للنفس الأمارة بالسوء ، والحق مكروه لها ، فإذا تجاوز الإنسان هذا المكروه وأكره نفسه الأمارة بالسوء على فعل الواجبات وعلى ترك المحرمات ، فحينئذ يصل إلى الجنة . ولهذا تجد الإنسان يستثقل الصلوات مثلاً ، ولاسيما في أيام الشتاء وأيام البرد ، ولاسيما إذا كان في الإنسان نوم كثير بعد تعب وجهد ، فتجد الصلاة ثقيلة عليه ويكره أن يقوم يصلي ويترك الفراش اللين الدافئ ، ولكن إن هو كسر هذا الحاجب وقام بهذا المكروه وصل إلى الجنة . وكذلك النفس الأمارة بالسوء تدعو صاحبها إلى الزنى ، والزنى شهوة وتحبه النفس الأمارة بالسوء ، لكن إذا عقلها صاحبها وأكرهها على تجنب هذه الشهوة فهذا كره له ، ولكن هو الذي يوصله إلى الجنة ، لأن الجنة حفت بالمكاره . وأيضاً : الجهاد في سبيل الله مكروه إلى النفس كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ، مكروه للنفس فإذا كره الإنسان هذا الحجاب كان ذلك سبباً لدخول الجنة ، واستمع إلى قول الله تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين فإذا كسر الإنسان هذا المكروه وصل إلى الجنة . كذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شديد على النفوس شاق عليها ، وكل إنسان يتهاون فيه ، ويكرهه ، يقول : ما علي # بالناس ، أتعب نفسي معهم وأتعبهم معي ؟ ! ولكنه إذا كسر هذا المكروه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فإن هذا سبب لدخول الجنة ، وهلم جرا ، كل الأشياء التي أمر الله بها مكروهة للنفوس لكن أكره نفسك عليها حتى تدخل الجنة . فاجتناب المحرمات مكروه إلى النفوس وشديد عليها ، لاسيما مع قوة الداعي ، فإذا أكرهت نفسك على ترك هذه المحرمات فهذا من أسباب دخول الجنة ، فلو أن رجلاً شاباً أعزب في بلاد كفر وحرية ، فيها الإنسان ما شاء ، وأمامه من النساء الجميلات فتيات شابات وهو شاب أعزب فلا شك أنه سيعاني مشقة عظيمة في ترك الزنى ، لأنه متيسر له ، وأسبابه كثيرة ، لكن إذا أكره نفسه على تركها صار هذا سبباً لدخول الجنة . واستمع إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله أي يوم القيامة حيث تدنو الشمس الحارة العظيمة ، التي نحس بحرارتها الآن وبيننا وبينها آلاف السنين ، هذه الشمس تدنو يوم القيامة حتى تكون على رءوس الخلائق بمقدار ميل ، قال بعض العلماء : الميل : المكحلة ، والمكحلة صغيرة أصغر من الإصبع ، وقال بعضهم : ميل المسافة ، وأيا كان الميل ، فالشمس قريبة من الرءوس ، لكن هناك أناس يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يظله الله . يظلهم الله : يعني يخلق لهم ما يظلهم يوم لا ظل إلا ظله ، وليس في ذلك اليوم بناء ولا شجر ولا جبال تظلل وليس هناك إلا ظل رب العالمين ، هذا الظل يظل الله فيه من شاء من عباده ، ومنهم هؤلاء السبعة الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . إمام عادل : وليس المقصود بالإمام العادل أنه يحكم لأقاربه وغيرهم على حد سواء ، فهذا من معنى العدل ، لكن الإمام العادل الذي يطبق شريعة الله في كل شيء ، في الحكم في الناس وفي الحكم بين الناس ، هذا هو الإمام العادل . ولو فرضنا إمام عادل يعدل بين الناس في الحكم لكن لا يطبق فيهم شرع الله فليس بعادل ، العادل الذي يحكم بين الناس وفي الناس بحكم الله عز وجل . وشاب نشأ في طاعة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال وهذا هو الشاهد ، فالمرأة ذات منصب يعني شريفة ليست دنيئة ، وذات جمال ، والجمال يدعو النفس إلى التطلع إلى المرأة . فقال إني أخاف الله ، فالرجل شاب ، وفيه شهوة ، وأسباب الزنى قائمة والموانع معدومة ، ولكن هناك مانع واحد وهو خوف الله عز وجل ، فقال : إني أخاف الله ، فكان هذا من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . والسادس : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه من شدة إخلاصه . والسابع : رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ، أي فاضت عيناه شوقاً إلى ربه عز وجل ، وفاضت عيناه خوفاً من ربه ، وكان خالياً ليس عنده أحد ، خالي القلب من الدنيا فليس فيه هواجس ، بل خالي إلا من ذكر الله ، فذكر الله هذه الخلوة القلبية والخلوة المكانية ففاضت عيناه ، فكان هذا ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . والمهم أن النار حجبت بالشهوات ، والجنة حجبت بالمكاره ، فجاهد نفسك على ما يحب الله وإن كرهت ، واعلم علم إنسان مجرب أنك إذا أكرهت نفسك على طاعة الله أحببت الطاعة وألفتها ، وصرت بعد ما كنت تكرهها تأبى نفسك إذا أردت أن تتخلف عنها . ونحن نجد بعض الناس يكره أن يصلي مع الجماعة ، ويثقل عليه ذلك عندما يبدأ في فعله ، لكن إذا به بعد فترة تكون الصلاة مع الجماعة قرة عين ، ولو تأمره ألا يصلي لا يطيعك ، فأنت عود نفسك وأكرهها أول الأمر ، وستلين لك فيما بعد وتنقاد ، أسأل الله أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته .
|
|
![]() ![]()
|