08-12-2018
|
#22
|
جزاااك الله خير
وبااارك الله فيك
|
|
|
08-12-2018
|
#23
|
الحج عرفه
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ }البقرة
جاء فى الحديث ـ ( أنظروا إلى عبادى جاءونى شعثاً غبرا من كل فج عميق أشهدكم يا ملائكتى إنى قد غفرت لهم )
انظر إليهم وتأمل وتخيل الملايين الآتية من بعدهم كل عام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ، هذه الأعداد الضخمة والأفواج الهائلة كلها نتيجة جهد فرد واحد ، وعمل فرد واحد فى عصور مختلفة … فهذا إبراهيم عليه السلام ينادى فى الناس بالحج وهو فرد واحد ، وتمثل هذه الملايين الاستجابة لندائه … أنظر إلى خاتم الرسل محمد وهو فرد واحد يواجه عالماً بأجمعه وكوناً بأكمله … ثم تكون هذه الملايين ثمرة جهده وحصيلة عمله .
وفي الموكب الإلهي ، وفي الركب الروحاني ،
وفي مسيرة الإيمان ، تتوجهون إخواني وأخواتي الحجاج بين الزحام المتكاثف ،
وسط الجموع الصاخبة ، وخلال الكتل الزاحفة ، قاصدين عرفات ،
متجردين من الملابس إلا من إزار ورداء أبيضين يتساوى فيهما الغني ذو المال الوافر والجاه العريض بالفقير والمسكين ؛ لنتذكر جميعًا ذلك الكفن الذي يلُفّنا عند وداعنا الأخير. إن هذا الزحام المائج يذكرنا كذلك بيوم الحشر وما فيه ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
في عرفات تذوب الطبقية ، وتتلاشى التفرقة ، وتتجسد المساواة الحقة ، المساواة الصادقة ، المساواة الخالية من كل تكلف أو خداع ، المساواة التي فقدت في العالم المتحضر ، وضاعت في دنيا المدنية الزائفة .
عند الصعود إلى عرفات يتسابق الحجاج ويتنافسون . يتسابقون إلى ربهم ،
ويتنافسون في كسب رضاه . في عرفات ينسى المؤمن الدنيا وما فيها من متاع ، ويهجر الحياة بما تحويه من ترف وملذات ، لا يهمه لفح الهجير ، أو وهج الشمس ، ولا يمنعه شدة برد ، أو هطول مطر ؛ لأنه خرج من نطاق البشرية إلى رحاب الروحانية ؛ لأنه انسلخ من المادية إلى عالم المعنويات ؛ لأنه تجرد من تربيته ليصعد إلى الملأ الأعلى من الملائكة ، وينتظم في صفوف الأبرار .
في عرفات لا يقع البصر في مكان ، إلا ويرى عابدًا يتبتل ، ومذنبًا يتوجع ،
ومؤمنًا يخشع ، ومصليًا يركع ، وعاصيًا ذا عين تدمع ، فكأنه بحيرة قدسية تغسل الآثام ، وتمسح الخطايا ، وتمحو السيئات .
ولم لا أيها الإخوة والأخوات ؟!
والله تعالى يتجلى لأهل الموقف بالرحمة والغفران ،
ويباهي بهم ملائكة الأرض والسماء ،
ويشهدهم أنه قد غفر لهؤلاء الذين أتوا من كل فج ضاحين غبرا شعثا !
لم لا ،
وهذا اليوم أفضل الأيام على الإطلاق ! لم لا وإبليس ما رؤي في يوم أغيظ ولا أحقر ولا أدحر منه في هذا اليوم ، إذ يرى ما ينزل الله على العباد من رحمات !
لك الله يا عرفات !
يومك يوم نور
، ويوم رحمة
. يوم بركة
، ويوم عطاء .
يوم تبتسم فيه الآفاق ،
وتشرق الأكوان ،
ويعم الغفران ،
فيندحر الشيطان .
إذا تذكرت ذلك أخي الحاج الكريم “
فألزِمْ قلبك الضراعة والابتهال إلى الله عز وجل ، لتحشرَ في زمرة الفائزين المرحومين ، وحقِّق رجاءك بحسن الظن بالله ؛ فالموقف موقف إجابة ؛ ولذلك قيل: إن من أعظم الذنوب أن يحضر عرفات ويظن أن الله تعالى لم يغفر له . وكأن اجتماع الهمم والاستظهار بمجاورة المجتمعين من أقطار البلاد هو سر الحج ، وغاية مقصوده ، فلا طريق إلى استدرار رحمة الله سبحانه مثل اجتماع الهمم وتعاون القلوب في وقت واحد .
كأني بكم أيها الإخوة الحجاج تسألون عرفات عن هذه الأمجاد التي اعتلت ذروته ،
وتلك الكتائب الأولى التي عاشت على سطحه فترة من الزمن ، وكأني بالجبل الرحيب يقول : كانوا أبطالاً أفذاذًا وجنودًا بواسل . كانوا أنقياء أطهارًا ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعًا سجدًا ، يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا ،سيماهم في وجوههم من أثر السجود . فرضي الله عنهم ورضوا عنه ، وذلك هو الفوز العظيم .
كأني بالجبل الأشم يذكّرنا أيها الأحبة بالقائد الأعظم ، بالزعيم الأكبر ، بالمرشد الملهم ،. محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
وهو يلقي أسمى خطاب في الوجود ، وأخلد حديث على صفحات الزمان ، وأظهر دستور عرفه التاريخ في حجة الوداع . يرسم للبشرية طريق خلاصها ، وسبيل مجدها ، ودروب سعادتها ، ويسكب في أذن الدنيا أصدق قانون ، فيه صلاح المجتمع ، وكرامة الإنسان ، ويتلو عليهم قول الله تعالى
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا .
نسأل الله أن يجعلنا في يوم عرفة من المغفورين .
|
|
|
|
|
|
|
08-13-2018
|
#24
|
وقفات في رحلة الإيمان (يوميات حاجة)
إن في رحلة الحج تذكرة ً لأولي الألباب ..
فيها تبصرة لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد ..
وشحن للروح .. وقرع لإحساس النقاء والإرتباط الوثيق بالله في ظل زحمة الحياة وتسارع أحداثها ..
تبارك من سن الحج .. تبارك من شرع مناسكه ..
تبارك من أوحى لنبيه بالآذان به .. وعلّق به القلوب ..
في الحج مظاهر عجيبة .. شغفت ُ بها وتعلق بها خاطري ..
الوقفة الأولى
في مكان صغير تزدحم جماعة هائلة من الناس ...
تلك تصلي وتلك تتقلب في فراشها .. تلك تستعد لتناول إفطار الصباح .. وتلك تعين كبيرة ً في السن .. وتلك ...وتلك ..
ومن بين فوضى النساء التي يعجز عنها أعداد مهولة لتقيم فيها النظام ..
سواء ً كان هذا في الحفلات أوالاجتماعات أوالمدارس أو غيرها ..
وفي دقائق لا تتجاوز الخمس ..
تتحول الصالة لخلية نحل نشطة لها أزيز عجيب فالكل يرتب فراشه ويزيله ..
من رزقهن هذا النظام العجيب وهن مئاااااات ..؟؟
اغرورقت عيناي بالدموع وأنا اتأمل في هذا النظام ..
التحقت بمعاهد وزرت جامعات ..
وشاهدت فئات مختلفة المستويات فلم أشهد ما شهدته في هذه الدقائق الخمس ..
سبحان الذي اصطفاهم وعلمهم درسا ً في النظام والانضباط لو ساروا عليه بعد حجهم لصلحت لهم الحياة ..
ياااااه ياربي ما أعظمك ..!
في كل مشعر رأيت لك ِ درسا ً ..
حكمك في كل مكان ويخفى علي الجل وتأذن لي بكرمك بالبعض ..
فاجعلني ياربي ممن يفيده علمه ويهديه إلى العمل ..!
الوقفة الثانية
تحت جسر الجمرات .. ألوف الناس..
لغات مختلفة .. وجنسيات متعددة ..
لا رابط سوى "لا إله إلا الله " ..
الكل يسير في اتجاه .. لا أحد يرتب السير ..
سبحان من ساقهم لمكان ٍ واحد ..
وحفظهم ويسر لكل واحد منهم مقصده ..
جموع بشرية .. جاءت من كل فج عميق ..
البعض باع مالديه كله ليحظى برؤية هذه المشاعر ..
البعض أمضى عمره كاملا ً لتطأ قدميه هذه الأرض ..
سبحان من أعطاهم وكفل لهم أمنهم ..
منظرهم ذكرني بمشهد يوم آخر أكبر..
يوم فيه يجتمع الناس ..من كل فج ..
والفرق هو أن ذاك اليوم يوم فزع عظيم ..
واليوم عمل ..وغدا ً حساب ٌ ولا عمل ..!
رحم الله ضعفي وتقصيري في أمري ..
يااااااارب تقبله مني ويسره لي في قابل ..!
الوقفة الثالثة
رحلة الحج تعلمك الكثير ..
لم يكن لي واضحا ً كيف يستطيع أناس لا يعرفون بعضهم أن يلتقوا ويجتمعوا بهيئات بسيطة وأحيانا ً رثة ..
ولكن الرؤية اتضحت لي بعد الحج ..
فالحج يعلمك أن لاوقت إلا للعمل ..
وأن المشوار جد ُ قصير مما يعني ألا تقصّره بأي شيء آخر ..
الحج يعلمك بأن الحياة الحقة هي حياة الروح لا حياة البدن ..
وأن الروح هي التي تستحق أن تبحث لها عن السعادة والصفاء ..
الحج يخبرك بأن الوقت عامل مهم للسعادة والإنجاز ..
في خمسة أيام في الحج تؤدي أعمالا ً كثيرة ربما لو لم تحد بزمن لأديتها في أسابيع وربما شهور ..!
في الحج ..الرحمن يقول لك أنك تستطيع أن تستغل طاقتك وأن الحياة رحلة قصيرة بوقتها عميقة بمعناها (إن أحسنت قيامه) كالحج تماما ً ...!
الحج ساعات محدودة سرعان ما انصرمت لكن معانيه تضرب في الناس لها جذورا ً ..
اسأل أن يذوق كل حاج أكلها عاجلا ً غير آجل ..
الوقفة الرابعة
طمأنينة تسكن القلوب المؤمنة ..
هدية من الرحمن لمن شفه الألم ..
وياليت العمر كله رحلة في صفاء الحج ..!
الوقفة الخامسة
رحلة الحج .. صورة مصغرة لرحلة الحياة على ظهر الأرض ..
العمر رحلة قصيرة .. بقصر أيام الحج ..
الناس في الحياة كالناس في الحج ..
مابين مسرف على نفسه ومقتصد ..ومسارع بالخيرات ..
كل حاج يعلم أن الحج أيام معدودة ..
كما أن كلنا يعلم أن أنفاسه معدودة ..
أن الحج موعظة لمن يملأ قلبه التدبر ..
لأن الوقت هو العامل الذي يحدد تعاملك مع الآخرين ..
حين كنت على فراشي في منى ..
كان الوقت هو ما يحكم كل شيء ..
لو حرصت على رحلة الحياة وتعاملت معها كما أراد الله لي ولكل مسلم ..
هل كنت سأرى غلظة ً من قريب ..
لو كان المسلم يرى العمر كما يراه في رحلة حجه ..
هل سيكون في القلب سوى الحب والسلام ..؟
درس في فن التعامل مع الآخر ..
الوقفة السادسة
طلب المثالية مثلب يقع فيه البعض ..
وتصور الملائكية تصور مستحيل في دنيا البشر ..
تدربك بصورة عملية خلال أيام معدودة على أن الحياة يستحيل أن تكون صوابا ً لا خطأ فيه ..
وأن ثمة مفاجآت في الطريق تستلزم من السائر فيه قدرا ً كبيرا ً من المرونة حتى يصل ..
قبل الحج عقدت العزم على أن أفعل كذا وأرمي الجمرات بنفسي وأقوم بالسنة الفلانية وهكذا ..
كان عقلي يرفض مثلا ً أن اقرأ لصفة الإفراد في الحج لأني لا أقبل أن أحج إلا متمتعة ...!
وفي موسم الحج القليل في عدد ساعاته حدثت الكثير من المفاجآت ..
بدءا ً من تأخر رحلات حجاج الداخل بسبب تأخر الرؤية الشرعية للهلال ..
مما استدعى تحول النسك لأغلب الحجاج "وأنا من هؤلاء" إلى الإفراد أو القران نظرا ً لفوات وقت التمتع الشرعي ..!
ومن ثم الأمطار الشديدة التي تضررت منها بعض المخيمات في منى ..
مما لخبط سير اليوم الأخير وترتيب خطواته هناك ..
ثم الزحام الشديد على الجمرات وظروف الأمطار وبالتالي التأخر في الرمي ..
في الحج صفعة قوية لمن يعتقد أن الحياة مجرد قوانين بحتة ومعادلات لا تقبل الخرق ..
في الحج تعليم لأدب التيسير ..
وأن الحياة لا تسير وفق التوقعات دائما ً ..
وأن المسلم الحق هو من يوطن نفسه على استقبال الأزمات ويعود روحه على ألا توقفها عثرات الطريق حتى يصل إلى الغاية ..
أرجو أن أكون استفدت منها ..وكذلكم أنتم ..!
" منذ أسلمت ..تعلمت في أسبوعي الحج مالم أتعلمه في أربعين سنة "
الوقفة السابعة
الحج رحلة حقيقية مع الصبر ..
فالحج ليس مشاعر روحانية لا تعترضها الأكدار ..
أو صفحة نقية لاتنغص صفائها مشاكل الحياة ..!
سنرى اشتداد الجدال لتأخر وصول الحافلات للمشاعر ..
وسنعيش ساعات من القلق حتى لا تغيب الشمس ونحن على أرض منى ..!
وسنعاني من قلة ذوق بعض المسلمين الذين يعترضون الطرقات .. أو الذين لايخافون من مغبة زحام أخوان لهم في الله !
قد نعيش ساعات متوترة حتى نصل لعرفات الخير ونشم جزيئات الهواء ونحن على أرضها..
في الحج سلسة من الضغوط ..
ماكان الله ليبتلي بها أولئك الذين حفتهم المهالك حتى يصلوا لبيت الله ..في معاناة جسيمة وشهور عديدة ..
ليس الصبر على خوف الطريق ..أو نقص الغذاء ..أو قلة اللباس ..
لا ..بل الصبر على أذى الناس وعقبات الطريق المفاجئة ..
هذا النوع من الصبر هو مايحتاجه مسلم اليوم في وقت شبعت فيه الأجساد وجاعت فيه الأرواح ..
فما أحكم المولى جل جلاله ..
شرع لنا هذا المنسك المليء بالدروس والعبر ..
جعلني الله وإياكم من المعتبرين ..
الوقفةالثامنة
الناس في الحج تتلبسهم وشائج وراوبط عجيبة ..!
في مناسبات الحياة تتلى الألقاب وتتوسط الكنى أو المسميات أهمية لدى الناس ..
لكن في الحج الأمر مختلف ..
الحج يعلمك أن لا يهم اسم من هو بجانبك ..
لايهم عمره ..أو عمله ..أو هيئته ..أو تخصصه ..أو حتى درجته العلمية ..
كلاكما سائر في طريق واحد ..
تغطيه إن وجدته نائما ً ..
وتكتشف بعد مرور أيام الحج انك لا تعرف اسمه ..
رأيته في حواره مع الله ..
رأيت اشفاقه في يوم عرفة ..
له آلام وأحلام ..أبناء وأهل ..
اسم وكنية ..وظيفة أو مركز ..
ولكنه تركها جميعا ً هناك .. في بلده ..
نسي من يكون وماذا يريد ..
هو مثلك لأنه يسجد وهو يدعو بالجنة ..
فكليكما فهم الحياة كرحلة من خلال الحج ..
الوقفةالتاسعة
في الحج .. تصغر ملذات الدنيا ..
تترآءى لك الحياة من عدسة الحقيقة الصافية ..
من كل أمل سوى الجنة ورضا الله ..
وتنسى كل هم سوى هم ذنوبك ..
تصبح الحياة بعيدة عن مغريات الدنيا ..
تهون الدنيا في عيني الحاج ..
الله أكبر تخرج بزفراتها أكدار الدنيا ..
خلت ُ أن عيناي في منى ابدلتا ..
وأن الكدر الذي يعلو بصيرتي أزاحته الحقيقة..
في منى لا يهمك أن تكون بلباس جميل ..
لأنك أدركت أن لا قيمة للباس إن بليت النفس ..
ولا جمال للثوب إن خربت الروح ...!
أرايتم كيف هي الحقيقة التي نتجاهلها هنا ..
الحج ليس تنسكا ً وانقطاعا ً ..
هو قرصة لأذن المنغمسين في بحر الحياة ..
أن ثمة رؤيا تحتاجكم وتحتاجونها ..
الوقفةالعاشرة
حشر الجمع المهول على الأرض ..
بهوله ..وبأرض ٍ صغيرة تحمل مئات الألوف من البشر ..
من كل أرض اجتمعوا على صعيد واحد ..
فلا يلبث أن يردد اللسان ..
رباه ارحمني في يوم ٍ عظيم ..
رباه ثبت حجتي يوم ألقاك ..
رباه لا تخزني يوم يبعثون ..
هول الموقف في يوم عرفة ..
وذاك الصمت المهيب في ساعات المغيب فيه ذكرى لأصحاب القلوب النيرة ..
ذكرى تقرع القلوب أن تبصري .. هناك يوم قادم ليس هذا إلا نموذجا ً مصغرا ً لهوله ..
في الحج لفتة تذكّـر الحاج بهول المطلع ..
وبأرض المحشر سيما مع اشتداد الزحام ..
الذي يستوي فيه الكبير والصغير ..
وفيه درس ٌ عظيم في المساواة والعدل ..
فيغدوا جمع الحجيج كأسنان المشط الواحد ..
الكل ..يسعى ويحلق رأسه أو يقصر ..
ليس للشريف أن يتخطى ركنا ..أو يفعل محظورا ..
الكل أمام الله برداء أبيض ..
هي الدنيا ..يكفيك منها خرقة بالية ..
فالحياة فيها للروح لا للجسد الفاني ..!
الوقفةالاخيرة
تعاملات الحاج يملؤها الصفاء .. ويغلفها النقاء ..
ابتسامة الود ترتسم على وجوه الحجاج ..
وقد هانت الدنيا في أعينهم ..
أبصروا الباقية فملأت أراوحهم بحب مايقربهم لها ..
لو كنا نرى الدنيا كما نراها في رحلة الحج لما وقع بين الأحبة كدر .. وما نزل بينهم شر ..
كيف وهم يبحثون عن رضا الله في كل بسمة ..
يلتمسون رحمته في رحمتهم لبعضهم ..
تجود أنفسهم بخدمة الغير لأنهم يطبقون "خير الناس أنفعهم للناس" ..
وحين ينطق أحدهم "أحبك في الله" ..
تحس بها تنحت عروق قلبك صدقا ً ..
تراها في يد تمسح جبينك خوفا ً من اصابتك بالحمى ..
تراها في نداء يوقظك لقيام الليل رغبة ً لك بأعالي الفردوس ..
تراها في دمعة ترافق دعوة لك في جوف الليل ..
وتراها في قلب مشفق عليك من الوصب والتعب ..
يالله كم هي الأنفس تعانق السماء طيبا ً في رحلة الحج ..
كم تعطر الأجواء بعبير الإسلام الحق ..
كم تكون قريبة ً من آي الله ورحماته ..
كم تكتسب من عظات الأخلاق ودروس التربية ..
ولا لشهوات الدنيا ورغباتها ..
لذا تكافئ بحلاوة المؤمن الحق ..
ولو جعلت الأنفس الحج رحلة أبدية لعاشت نعيم الدنيا قبل الآخرة ..
لا تحتاج إلا للقلب المؤمن ..
"اسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من المقبولين ..
وأن نكون ممن أبصر عظات الحج فاستفاد وأفاد ..
وعمل وطبق فكانت حياته رحلة حج ..
رحلة عبادة وطاعة لا يوقفها شيء حتى تصل لجنات الفردوس ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
|
|
|
|
|
|
08-13-2018
|
#25
|
الله على اختيارك للموضوع الروووعه
شكرآ على المجهووود
بالتووفيق ان شاء الله
نجمكم
|
|
|
08-15-2018
|
#26
|
.
.
دروس من الحج
الحج مدرسة ربانية عظيمة، فيها يتذكر المسلم العرض الأكبر على الله تعالى، يوم يتجرد العبد من كل شيء، ويقدم على الله بعمله، وفيها تسكب العبرات، وتقال العثرات، وتراق المهج، وتخشع
وفيها يتربى المسلم على إنفاق المال، وبذل الغالي والنفيس للهجرة إلى الله وترك حطام الدنيا
وفيها من العبر والدروس ما لا يحصره إلا العليم العلام، فله الحمد على ما شرع وسن من الأحكام.
الحج رحلة إلى الله وذكرى بيوم القيامة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدورسوله.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [الحج:1 - 7].
هذه الآيات هي مفتتح سورة الحج، والحج رحلة إلى الله تعالى يرحلها العباد مستجيبين لنداء العبودية لله الواحد القهار، قال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة:196]، وإذا كانت الصلاة والزكاة والصيام عبادة فإن الحج يتميز عنها بأنه عبادة يترك من أجلها العبد البلاد والأولاد والأحباب والضيعات والأموال، ويقطع المسافات الشاسعة التي قد تمتد الآف الأميال.
إن الحج رحلة وهجرة إلى الله تبارك وتعالى، وتجرد الحاج من المخيط، ووقوف الألوف في عرفات محرمين بأرديتهم البيض من أعظم ما يذكر العباد بيوم القيامة والخروج من هذه الدنيا، ليكون هناك الحساب والجزاء بين يدي حكم عدل لا يظلم عنده أحد {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء:47].
وهذا هو المعنى الذي يربط بين افتتاح سورة الحج بالأمر بتقوى الله تعالى وتذكر زلزلة الساعة العظيمة وبين معنىً من معاني الحج الكبار كان يدركه سلفنا الصالح، أما نحن اليوم فقد صار حج كثير منا نزهة قصيرة، نطارد من خلالها الزمن لنعود إلى ما كنا عليه من لهو وعبث وغفلة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
|
|
|
|
|
08-15-2018
|
#27
|
.
الحج تذكار بالجهاد في سبيل الله
بعد آيات الحج في سورة الحج، وبيان مناسكه وفضله، وتعظيم شعائر الله تعالى،
يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ *
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ *
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [الحج:38 - 40].
وهنا يلتقي الحج مرة أخرى بالجهاد في سبيل الله تعالى، فهو مدرسة من مدارس الجهاد،
والجهاد ذروة سنام الإسلام،
(وما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا)
كما قال المصطفى صل الله عليه وسلم، إن الحج يذكر هذه الأمة بالجهاد
ويعلمها إياه من خلال عدد من الأمور:
أولها: مشقة السفر إلى مكة، فهو
شبيه بسفر المجاهدين في سبيل الله تعالى، وإن الرجل ليودع أهله
وهو لا يدري هل يرجع إليهم أم لا، خاصة إذا كان من بلاد نائية.
ثانيها: السكن في المشاعر، إذا نظرت إليه وجدته شبيهاً بمعسكرات المجاهدين.
ثالثها: تنقل وتحرك الحجاج من مكة ومن كل صوب إلى منى، ثم من منى إلى عرفات،
ثم من عرفات إلى المزدلفة، ثم إلى منى مرة أخرى،
في أوقات محددة منضبطة، وكأنها تنقلات جيوش مجاهدة في سبيل الله تعالى.
رابعها: في زمن النبي صل الله عليه وسلم لما نهى عن سفر المرأة بدون محرم،
قام رجل فقال: يا رسول الله! إن امرأتي خرجت حاجة،
وإنني اكتتبت في غزوة كذا.
فقال صل الله عليه وسلم: (اذهب وحج مع امرأتك)،
فنقله صل الله عليه وسلم من جهاد إلى جهاد.
خامسها: سمى رسول الله صل الله عليه وسلم الحج والعمرة جهاداً بالنسبة للنساء،
فقال لما سألنه عن الجهاد ولماذا كتب على الرجال فقط؟ قال عليه الصلاة والسلام:
(عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة).
سادسها: الرجل الذي وقصته دابته فسقط منها فمات وهو محرم، فقد نهى
رسول الله صل الله عليه وسلم عن تغطية رأسه عند تكفينه ودفنه
وقال: (إنه يبعث يوم القيامة محرماً ملبياً).
وكذا المجاهد في سبيل الله إذا مات في المعركة فإنه يكفن بأثوابه التي قتل فيها.
إن الحج مدرسة جهادية تعلم المؤمنين وتعلم الأمة كلها كيف
تنقل نفسها من عاداتها المألوفة، ومن ترفها، ومن دنياها،
ومن مناصبها، ومن جاهها، وتنخلع من ذلك كله لتلحق بركب المجاهدين في سبيل الله.
|
|
|
|
|
08-15-2018
|
#28
|
|
|
|
08-16-2018
|
#29
|
الحجّ رحلةٌ إيمانيةٌ مهيبةٌ، ومؤتمرٌ روحاني حاشدٌ، حيث يجتمع فيه المسلمون من كلّ بقاع الأرض، يعلوهم نداء التلبية بالوحدانية، وأذانهم يوم الحجّ الأكبر كما أمرهم ربّهم -سبحانه وتعالى- أنّ الله بريء من المشركين ورسوله؛ فهنيئاً لحجاج بيت الله الحرام شرف المكان وشرف الزّمان وشرف الأعمال، إذ إنّ كلّ نسكٍ من مناسك الحجّ، له في وجدان المسلمين ذكرياتٌ يقفوا في رحابها كثيراً، فينهلوا من عبرها وعظاتها؛ فالطواف حول الكعبة المشرفة تجديد لربط هذه القلوب بربّ هذا البيت، فهو سبحانه الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، إنّه طواف أرواحٍ مؤمنةٍ حول معانٍ كريمة، لا طواف أجسادٍ مجرّدةٍ حول حجارةٍ أو بناء أصمٍّ؛ ففي الطواف حول البيت الحرام تجديد للعهد على إفراد الله -عزّ وجلّ- بالعبودية، قال تعالى حكايةً عن نبيه إبراهيم عليه السلام: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)،،
والحجّ عبادةٌ لها أحكامها وأركانها وواجباتها التي تناولها العلماء بالبحث، ومن تلك الأعمال التي يقوم بها الحجاج
طواف الوداع؛ فما حكمه، وما هي المسائل الفقهية المتعلّقة به؟
أحكام طواف الوداع في الحج حكم طواف الوداع عند العلماء تتعلّق به مسائل عدّةٌ، وهي على النحو الآتي:
* عدّ جمهور الفقهاء من السادة الحنفية
* والشافعية والحنابلة طواف الوداع من الواجبات على الحاجّ،
وعليه الإتيان به على وجهه المشروع، ويسمّى طواف الصدر، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما- أنّ النبي صلّ الله عليه وسلّم- قال: (أمرَ الناسَ أن يكونَ آخِرَ عَهْدِهِم بالبيتِ، إلا أنَّهُ خُفِّفَ عن الحائِضِ).
& - إذا ترك الحاجّ طواف الوداع كان مقصّراً، ولزمه أن يذبح شاة على نية الفدية، بحيث توزع على فقراء الحرم؛ استناداً لأمر النبي صل الله عليه وسلم - بذلك، والأصل في الأمر الشرعي أنّه يفيد الوجوب.
& - ذهب بعض الفقهاء إلى أنّ الحاجّ إذا خرج من مكة ولم يصل بعد حدود الميقات، وكان قد ترك طواف الوداع فإنّه يجب عليه الرجوع للطواف بالبيت، وإن تجاوزه فإنّه يخيّر بين إراقة الدم أوالرجوع بإحرامٍ جديدٍ بنية العمرة؛ فيدخل البيت مبتدئاً بطواف العمرة ثمّ بطواف الوداع، ولا يلزمه حينها شيء لتأخيره، وإن كان إراقة الدم أولى تيسيراً عليه، ونفعا لفقراء الحرم.
& - من شروط طواف الوداع أن يكون آخر عهد الحاجّ بالبيت الحرام،
& - أمّا من طاف طواف الوداع ثمّ تأخر في مغادرته لمكة، ولم يخرج منها؛
& - إن كان تأخّره لحاجةٍ كأن تقام الصلاة فيصلي، أو لعذرٍ لها علاقةٌ بتجهيز نفسه للسفر، كترتيب أمتعته وشدّ رحاله، أوانتظارٍ للركوبة،
& - أو تحضير مؤونة السّفر والزاد؛ فهذا لا بأس عليه في التأخير، حتى لو طال زمن تأخره.
& - أما إن كان تأخره بغير مبررٍ أو حاجةٍ، ولا عذر له يتعلّق بسفره، فهذا يجب في حقّه إعادة طواف الوداع من جديدٍ، وإن لم يفعل لزمه أن يجبره بذبح شاةٍ؛ لقول النبي صلّ الله عليه وسلّم: (لا ينفرِنَّ أحدٌ حتى يكون آخرَ عهدِه بالبيتِ)، وخلاصة الأمر
أن لا يقع تقصير من الحاج في تأخير طواف الوداع. لا يجب طواف الوداع على المرأة الحائض ولا على النفساء؛ لما ثبت عن النبي صلّ الله عليه وسلّم- من التّخفيف عنها،
وذهب أهل العلم إلى أنّ العاجز والمريض يطافُ بهما حملاً؛ رفعاً للحرج عنهما، والتزاماً بالواجب.
*- ذهب جمهور أهل العلم إلى أنّ طواف الوداع عبادةٌ مستقلّةٌ بذاتها، لا ترتبط بحجٍّ أو عمرةٍ، بل هي شرعةٌ لكلّ من أراد الخروج من مكّة المكرمة،
*- لكنّ جماهير الفقهاء أوجبوها على الحاجّ ورتّبوا على تركها تبعاتٍ سبق ذكرها، أمّا على المعتمر ومن سواه فهي مشروعةٌ استحباباً لا وجوباً،
*- ويشترط لصحة طواف الوداع للمعتمر وغيره ما يشترط له بحقّ الحاجّ،
*- والعلماء بين من أسقط هذا الاستحباب عن أهل مكة ومن لم يسقطه؛ فالأمر في حقّهم فيه متّسعٌ .
أركان الحجّ وواجباته وسننه الحجّ
*- عند جمهور الفقهاء عبادةٌ مخصوصة المناسك، ولها أركانٌ وواجباتٌ ، وسننٌ، وتفصيلها على النحو الآتي:
*- اشترط جمهور الفقهاء أداء الأركان بالترتيب، وقيمة هذه الأركان في نسك الحجّ؛ أنّه لا يصحّ الحجّ بدونها، ولا تُجبر بدمٍ أو كفّارةٍ أو إطعامٍ، بل لا بدّ من أداء الحاجّ لها،
وهي: الإحرام :- ويقصد به انعقاد القلب بنيّة الدخول في نُسك الحجّ، ثمّ الوقوف على صعيد عرفات، ثمّ طواف الإفاضة سبعة أشواط، ثمّ يتبع ذلك السعي سبعة أشواطٍ بين الصفا والمروة.
وهي الأعمال والمناسك التي يصحّ الحجّ بترك شيءٍ منها، وينجبِر ما تُركَ منها بدمٍ، وهي: الإحرام من الميقات المكاني المُحدّد شرعاً حسب الوجهة القادم منها الحاجّ، واستمرار الوقوف بصعيد عرفة إلى غروب شمس اليوم التاسع من ذي الحجّة، والمبيت بمزدلفة ليلة العاشر من ذي الحجّة بعد النفرة من عرفات، مع التنبيه على الترخيص بترك المبيت للضعفاء ومن يشقّ عليهم ذلك،
ثمّ المبيت بمِنى ليالي أيام التشريق، وعدم ترك المبيت لغير عذرٍ، ورمي الجمرة الكبرى،
ثمّ الجمرات الثلاث في أيام التشريق، والحلق أو التقصير، وآخرها طواف الوداع حول البيت سبعة أشواط.
هي كلّ الأعمال التي صحّ عن النبي صل الله عليه وسلم فعلها على وجه التنسّك بالحجّ من غير الأركان والواجبات؛
فهي من سنن ومستحبات الحجّ،
مثل: لبس إزار ورداء أبيضين، وغُسل الإحرام، وطواف القدوم، وتقبيل الحجر الأسود، والمبيت يوم التروية -الثامن من ذي الحجّة- بمِنى قبل الصعود إلى عرفة، وغيرها.
|
|
|
|
|
|
|
|
08-16-2018
|
#30
|
ما معنى المواقيت في الحج
المواقيت قسمان مواقيت مكانيه, ومواقيت زمنية, فالمواقيت المكانية في الحج الموضع التي أمر النبي بالإحرام منها يقال لها مواقيت على من أراد الحج أو العمرة إذا مر عليها أن يحرم منها, يقول - صلى الله عليه وسلم-لما وقت المواقيت وقت لأهل المدينة ذا الحليفة مكان معروف يسمى آبار علي الآن, ووقت لأهل الشام, ومصر, المغرب, ونحوهم الجحفة وهي في رابع محل رابع يحرم الناس من رابع يحرم..... ووقت لأهل المشرق ذات عرق, ووقت لأهل نجد وادي القرن يسمونه السيل, ووقت لأهل اليمن يلملم هذه مواقيت مكانية, إذا مر عليها من يريد الحج و العمرة يحرم منها, الذي يأتي من المدينة يحرم من ذا الحليفة, من الشام من الجحفة, من اليمن من يلملم, من العراق من ذات عرق, من نجد أو الطائف من السيل من قرن م وادي قرن, هذه يقال لها المواقيت المكانية, وإذا مر بها وما أرد الحج ولا العمرة ما عليه شيء, مثل ذهب مكة للتجارة ما أراد الحج والعمرة لا بأس لا يلزمه الإحرام؛ لأنه ما ذهب للحج ولا للعمرة وإنما ذهب مكة للتجارة, أو ليزور قريباً له أو ما أشبه ذلك, لكن من أراد الحج والعمرة فيحرم من هذه المواقيت, لقول ابن عباس- رضي الله عنهما-: (وقت النبي-صلى الله عليه وسلم-لأهل المدينة ذا الحليفة, ولأهل الشام الجحفة, ولأهل نجد قرن المنازل, ولأهل اليمن يلملم هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة, ومن كان دون ذلك فمهله من حيث أنشأ) الذي نازل في مكانه دون هذه المواقيت مثل أهل جدة إذا أرادوا الحج أو العمرة أحرموا من جدة, أوجذيمة أو البحرة يحرم من مكانه.
|
|
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
المواضيع المتشابهه
|
الموضوع |
كاتب الموضوع |
المنتدى |
مشاركات |
آخر مشاركة |
الحج .. بمناسبة قربه ..
|
روح روحي |
…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… |
3 |
12-03-2008 12:45 AM |
| | | | | | | | | |