07-26-2018
|
#221
|
المؤخر والمقدم
☂️🌿 لم يرد ذكر هذين الاسمين الكريمين في القرآن الكريم وإنما وردا في حديث صحيح. و المقدم و المؤخر من أسماء الله الحسنى المزدوجة المتقابلة ، التي لا يطلق واحد بمفرده على الله إلا مقروناً بالآخر ، فإن الكمال من اجتماعهما ، فهو تعالى المقدم لمن شاء ، و المؤخر لمن شاء بحكمته.
.
☂️🌿 التّقديم والتّأخير لكل منهما نوعان:
* النّوع الأوّل: - تقديم وتأخير كونيّان : كتقديم بعض المخلوقات على بعض في الخلق ، وتأخير بعضها على بعض ، وتقديم الأسباب على مسبّبتها ، وهذا لا يمكن حصره.
* النّوع الثّاني: - تقديم وتأخير شرعيّان : كتفضيل الله تعالى جنسا على جنس ، ومكان على مكان ، وزمان على غيره.
.
☂️🌿 وقال الخطابي : المقدم هو المنزل للأشياء منازلها، يقدم ما يشاء منها، و يؤخر ما شاء ، قدم المقادير قبل أن يخلق الخلق و قدم من أحب من أوليائه على غيرهم من من عبيده، ورفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات ، و قدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين . و أخَّر من شاء عن مراتبهم و ثبطهم عنها، و أخر الشيء عن حين توقعه لعلمه بما في عواقبه من الحكمه. لا مقدم لما أخَّر ولا مؤخر لما قدم.
.
.
.
يتبع ...
|
|
|
07-26-2018
|
#222
|


☂️🌿 كيف نعيش مع أسماء الله المقدم والمؤخر؟
.
- الايمان بأنه سبحانه (المقدم والمؤخر) يثمر في قلب المؤمن التعلق بالله وحده، والتوكل عليه سبحانه؛ لأنه سبحانه لامقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم فمهما حاول البشر من تقديم شيء لم يرد الله - عز وجل - تقديمه، أو تأخير أمر لم يرد الله تعالى تأخيره فلن يستطيعوا. وهذا يخلص القلب من الخوف من المخلوق أو رجائه؛ لأنه لا يملك تقديم شيء أو تأخيره إلا بإذن الله تعالى وحده.
.
- إن التقدم الحقيقي النافع هو التقدم إلى طاعة الله - عز وجل وجنته ومرضاته والتأخر عن ذلك هو التأخر الحقيقي المذموم. أما التقدم في الدنيا والتأخر عنها فليس بمقياس للتقدم والتأخر ولذا ينبغى للمسلم أن يتوسل إلى ربه سبحانه بهذين الاسمين الكريمين لنيل التقَّدم الحقيقي عنده سبحانه، وترك كل ما يؤخر عن جنته ومرضاته.
.
- الإيمان بحكمته سبحانه البالغة في تقديم ما قدم وتأخير ما أخَّر وأن أي أمر قدَّم أو أخَّر فإنما هو بعلم الله تعالى وإرادته وحكمته البالغة.
.
- تقديم من قدَّمه الله - عز وجل - وتأخير من أخَّره سبحانه، وذلك بأن يكون ميزان التقديم والتأخير والحب والبغض والولاء والبراء هو ميزان الله - عز وجل - في ذلك كله ، لا كما يزن به أكثر الناس اليوم، حيث يقدِّمون أهل الجاه والمال والرئاسات وغيرها من أعراض الدنيا على غيرهم من أهل الدين والتقوى وهذا يخالف ميزان الله - عز وجل - في التقديم والتأخير قال الله - عز وجل -: ﴿أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون﴾ [الجاثية: 21]
.
.
☂️🌿 كيف ندعو الله بأسمائه المقدم والمؤخر؟
.
- ورد في الحديث الصحيح ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بين التشهد والتسليم ويقول: ((اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت))
|
|
|
07-26-2018
|
#223
|


حين نتساءل:
لماذا حصل هذا القدر وفي هذا التوقيت ؟
تكون الإجابة:
لأنه المقدم و المؤخر
قدم المقادير كلها وكتبها في اللوح المحفوظ
.
لماذا تقدمت بعض الأمور؟
لأنه المقدم !
يتقدم فلان صاحبك في مقاعد الدراسة ويتخرج وأنت تتأخر عن التخرج
يتزوج فلان الأصغر منك سنا و أنت لم تتزوج بعد
تذهب لقضاء معاملة فتتقدم على من معك وتتأخر أوراقهم
تبدأ العلاج فتستجيب له وتتقدم في الشفاء وهم يتأخر شفاؤهم
يتقدم الأصغر منك سناً في العلم وتتقدم أنت في التجارة و المال
هو الله المقدم و المؤخر الذي يقدمك في أشياء
و يؤخرك عن أشياء لحكم عظيمة تخفى عنك
ثق أن التقديم و التأخير يحمل في طياته الحكم العظيمة التي قد تعجز الجبال عن حملها..!
لذلك لا تحزن و لا تيأس إن تأخر رزقك فالله قد يكون أخر الرزق
لكنه قدم لك نعم عظيمة لا تعد و لا تحصى.
.
إن سنة التقديم و التآخير في الدراسة و الوظيفة والزواج و الذرية و التجارة والمشاريع والشفاء وفي الأرزاق عموماً
هي أقدار مكتوبة ولا مهرب منها
فلا تكن ممن يتسخط على الله
فالعارف بالله حين يقول: لماذا تأخر رزقي؟
يأتيه صوت في داخله يقول له :
لأن الله هو المقدم و المؤخر لذا كان التأخير
وهذا التأخر الذي يقض مضجعك يخفي في داخله ألطاف لاتعد و لاتحصى.
.
ليس التأخر المؤلم هو تأخر الرزق فحسب بل الأشد إيلاماً تأخر العبد في سيره إلى الله الله عزوجل رفع الخلق بعضهم على بعض و نرى فلان متقدم في العلم وآخر متقدم في الصيام وفلان متقدم في القرآن فمن الذي قدمهم ؟
الله جل في علاه المقدم
وماقدمهم إلا لعلمه أنه يستحقوا هذا التقديم
يقول النووي في شرح مسلم :
(يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه
ويؤخر من يشاء عن ذلك لخذلانه )
حينما يقدمك الله للطاعة و لما يحب فهذا من توفيقه
و حينما يؤخرك فهذا من الخذلان و نعوذ بالله من الخذلان
تأمل في حياتك وتأخيراتك و تقديماتك و تيقن أن الأمر به الحكمة الخير فلان يصلح له التأخر في الدراسة وفلان لا يصلح له إلا التقدم و السبق ! فلان يصلح له التأخر في الزواج و فلان لا يصلح له إلا التقدم في الزواج فلانة يصلح لها التأخير في الإنجاب و فلانة لا يصلح لها إلا السبق في الإنجاب فلان يصلح له السبق في العلم و الدعوة و فلان لا يصلح له إلا التأخر.
.
هذا هو الله المقدم و المؤخر جل في علاه
نسأله أن ينور بصائرنا في كل تأخر و تقدم بحياتنا
ضع هذان الاسمان نصب قلبك وعقلك
عالج بهما مشاعرك و أفكارك عندما يهمك التقديم والتأخير ..
ذكر نفسك كثيراً و كرر عليها أنه المقدم و المؤخر جل في علاه
و ستجد في تكرارك و إمعانك بهما شفاءً راقياً لروحك و قلبك ..
.
📝 : فجر الكوس
|
|
|
07-26-2018
|
#224
|


الله هو الذي يقدِّم .. أنت ُتقدِم على الله فيقدمك ، وتتأخر عن الله فيؤخرك ، إذا الإنسان أخلص لله ألقى الله في قلب الناس محبته وهيبته ، من اتقى الله هابه كل شيء ، والإنسان إذا ازَوَّر عن الله، وأعرض عنه انتزع هيبته من قلوب الخلق، تطاولٌ، مزاحٌ رخيص، يمزح معه مَن هو دونه وقد ينال من كرامته.
المؤمن لا يبتغي الرفعة في الدنيا بل يبتغي الرفعة عند الله لكن الله عزَّ وجلَّ أجلّ وأكرم من أن يكافئه في الآخرة فحسب، ويدعه في الدنيا هيناً، فالدنيا تأتيه وهي راغمة تكرمةً له من ربه.
مادام الله عزَّ وجلَّ يقدم ويؤخر، أنت كعبد ألا تستطيع أن تتخلق بأخلاق الله ؟ أنت أمام ألف خيار ما الذي ينبغي أن تقدمه ؟ وما الذي ينبغي أن تؤخره ؟ المؤمن الصادق يقدم أعمال الآخرة، ويؤخر أعمال الدنيا.
إذا كان منهمكاً في عمل ودخل وقتُّ الصلاة، فإذا أخر الصلاة وتابع العمل فقد تخلف عن أن يتخلق بأخلاق الله، أما إذا قدم عمل الآخرة وأخر عمل الدنيا يكون عرف قيمة الدنيا، وعرف أنها مزرعة الآخرة، فكن ممن يقدم الأعمال الصالحة ففيها رفعة شأنك، ومن آثر الآخرة على الدنيا رح الدنيا والآخرة.
هناك أشخاص أرى نفسي معجباً بهم ففي حياتهم أولويات مثلاً حفاظه على أوقات صلواته، طلبه للعلم، طاعته لله عزَّ وجلَّ، فهو برمج حياته كلّها وفق هذه الأهداف، ووقته الزائد يصلح فيه شأن دنياه، فلن يؤثر نزهة على صلاة الجمعة ؟ ولن يقدم جلسة تافهة على مجلس علم ؟ دنياه مرتبتها الثانية في كل أحواله، يؤثر مرضاة ربه على سائر متطلباته.
📝 : محمد راتب النابلسي
|
|
|
07-26-2018
|
#225
|
من معاني اسم الله "المؤخر"
هو الذي يؤخر العذاب ، بمقتضى حكمته ورحمته ابتلاء لعباده لعلهم يتوبوا إليه، قبل أن يستحقوا العذاب، الله حليم يرتكب الإنسان معصية يعطيه فرصة.
يروى أن سيدنا عمر أراد أن يعاقب سارقاً، فقال: والله يا أمير المؤمنين إنها المرة الأولى، قال له: كذبت إن الله لا يفضح من المرة الأولى، الله حليم.
الإنسان إذا ارتكب ذنباً وأصرّ عليه، وما تاب منه، وتباهى به، وافتخر به يأتي العقاب، أما ارتكب ذنباً الله يعطيه مهلة، فإذا ندم فالندم توبة، إذا أقلع فالإقلاع توبة، فالله عز وجل لا يسمح بإنزال العقاب على عبد إلا بعد أن يصر على ذنبه.
﴿ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا ﴾ آل عمران 135
|
|
|
| | | | |