خربشة وجع

هناك حيث أنا ..
أقرأ طقوس " أسطورتكِ " وأبجديات النداء ..

يعتريني أرق الكتابة ..
كيف أكتبُ لكِ بعضي وهدير اللغات ..
ينسكبُ كجداول " ابتهالات " العشق المنسابة نحو جزر اشتياقي ...!؟

كيف أثقب صدر التعب ...!؟
برأس قلمي وثقوب قلبي تزف جرح آخر لرصيد أوجاعي ..

هنا بهذه الغرفة المكتظة بأنين أنثى وآهات روح مختنقة بكربون الألم ..
أراقب صدرٌ تعتصره ريح الأنين فتعصف بحقول السعادة فيه محطمة سنابل البقاء بريح هوجاء لا ترحم ..
أجدني ابحث بأدراج الفرح عن مشهد آخر جمعني بكِ ذات مساء على مرفأ بوح بشفاه الحلم ...
وعيناي في شتات عين ٌ ترمق جسد مصلوب على سرير المرض فتغرق ببرك الملح الحارقة
وأخرى تتابع وقع خطواتكِ على واحدة القلب ..
فلا نفترق ..!

أخبريني فضجيج الأوجاع أرهقني ..
بأي عربة سنعبر ضفاف الوجع لنخترق صدر الذاكرة ..
وتحت أي ظل تستظل عواطفنا وأشجار البوح عارية الأوراق بموسم خريف غاضب لرقصاتنا الحانية ..
أي مرفأ سيجمعنا وقوارب النجاة تحطمت مجاديفها على ظهر موجة عاتية ..!
وأي شاطئ سيزف ضحكاتنا اليتيمة وشفاه الارتواء مخضبة بشقوق العطش النازفة ..
فمتى نلتقي على حافة السطر لنقف بظلال تلك اللحظة التي وافقت ميلاد الفرح فينا بليلة عذراء لم تغتصب ...!؟

ألا ترين ..
لم يبق بيننا إلا سور الليل الداكن وخربشة عاشق ..
وقناديل سهر تتخبط أقدام العشق بمتاهات ضوئها الباهت بأودية تحتضن طفل الغربة ..
تطوقنا خيوط حب رقيقة تبقينا على وصال لا يموت بحفنة الموت الحارقة ...!
ونبضة قلب صادقة تُطرب بهدير اللغات ..

فقط تذكري ..
إذا ما اشتقت إليكِ ذات خوف يفتق كبد الأمان يولد فيه ألف صوت ..
تغتاله حراب الجفاء فيموت باكيا بحناجر الصمت ..
فأني سأدفن صوتي بمقابر السكون ...
وأغيب كقبلة اخترقت أوجاعكِ ثم نامت على سرير الانتظار ..
لتغيبي كرصاصة قدر تخترق جدران التيه
فأتشح بكفن الاحتضار ..!
لتحملني قافلة الغياب مرددةً أهازيج الموت لإنسان تصدعت أركانه
فسقط وحيداً بوادٍ غير ذي قرب بجوار مقابر النسيان لجماجم الأحلام الغابرة ...!!


م/ن