![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
لكني أكاد أجزم بأن صدرك أكثر دفئا من وسادتك هذه .. !! ..
أنهرت على وسادتي .. غير معقول مايجري .. ! .. من المستحيل أن تنتهي حكايتنا بهذه الطريقة .. ل تنتهي حكايةِ حُبنا بهذا الشكل .. ! .. كُنا نجلس في المقهى ذات يوم .. أشرت برأسك إلى شابِ يجلس وحيدا على الطاولة المُجاورة لنا .. ! .. كان ينظر إلى ساعةِ يده بين الحين والخر .. يمرر يده على شعره بتوتر ويتلفت كثيرا .. ! .. قُلت لي : أترين هذا الشاب .. ؟ .. ماذا عنه .. ؟ .. أُراهنكِ بأنه على وشك النفصال عن حبيبته .. ! .. يُحب العرب تأليف القصص .. ! .. أتُراهنين .. ؟! .. وكيف سنعرف إن كان سينفصل عن حبيبته أم ل .. ؟ .. أمم .. من الواضح إنه بانتظارها .. فلنترقب وصولها .. ! .. ماهي إل دقائق حتى دخلت فتاة جميلة .. قبلها ماأن وصلت إلى طاولته ... قلت : ركزي .. ! .. سألها عن حالها بدونِ أن ينظُر إليها , كان ينظُر إلى يديه .. مسكت يدي وقلت .. أرأيتِ .. ! .. ركزي الن .. ! .. كُنا مُنصتين لهما بفضولِ شرقي سخيف ! .. برر لها قراره بالنفصال عنها لعدمِ التَوافق .. وتقبلتْ هي قراره بصدرِ رحب وبلطفِ ل مثيل له ! .. قبلها بعد ماتمنيا لبعضهِما السعادة .. ورحلت .. ! .. قلت لي : أرأيتِ الفرق بين النفصال العربي والنفصال الجنبي .. ! .. ل أظن بأنهما مُغرمان ببعضهما .. ! .. ل ينفصل العشاق بهذه السهولة ياعزيز .. ! .. في عرفنا الشرقي .. دائما مايرتبط النفصال بمأساة .. ! .. ل نُجيد النفصال بُرقي .. ! .. وهل تظن بأننا لو انفصلنا يوما سننفصل بهذا الشكل البسيط .. ! .. أممم .. ل أظن .. ! .. لو انفصلنا ( ل قدر ال ) .. أظن بأننا سننفصل بمأساة .. ! .. وكيف تكون .. ؟! .. ل أعرف .. ! .. مثلً .. ؟! .. أمم .. قد تتزوجين وتتركيني .. قد أتزوج وأتركك .. شيئا من هذا القبيل .. ؟! .. هكذا إذا .. ! .. وهل يهمكِ كيف ننفصل .. ! .. بالطبع .. ! .. ل يُهمني النفصال لني ل أفكر به .. لكنه يهمك لنك تفكرين به .. ! .. هذا غير صحيح .. لن أنتهي منك أبدا ياعزيز .. ! .. وهل ينتهي رجُلُ مثلي من إمرأةِ مثلك .. ! .. لكنك قررت ياعزيز .. قررت أن تُنهي ما بيننا بمأساةِ .. ! .. على الرُغم من أنك تتنصل دائما من عروبتك وشرقيتك .. إل أن أفعالك كلها تدل على أنك شرقي حتى النخاع .. ! .. على الرغم منك ياعزيز .. على الرغم منك .. !! .. انتشلتني طرقات ( هيفاء ) على الباب من بعضِ اللم لتُلقيني في الكثير منه .. ! .. دلفت إلى الغرفة بعد أن طلبت منها الدخول .. تحمل في يدها ظرفِ صغير تفوح منه رائحة العطر .. ! .. العطر ذاته ياعزيز .. ! .. العطر ذاته .. ! .. أعتذر إن كُنت قد أيقظتك ! .. اعتدلتً في جلستي بسرعة وأشرت إلى الظرف الذي تحملهُ بيدها : هذا الظرف من عزيز ! .. قالت بدهشة : وكيف عرفتِ .. ؟! رائحته ! .. رائحة عطره .. ! .. قالت لي : أعطاني إياه زياد لُعطيكِ إياه ! .. مزقتُ غلف الظرف والذي أحكمت إغلقه وكأنك تخشى أن تتسرب منه المشاعر قبل الكلمات ! .. كتبت لي : تحية طيبة ! .. قد تصلكِ رسالتي هذه وقد ل تصلك ! .. قد تخونني الشجاعة وأتلف الرسالة بعد كتابتها ! .. ل يهمني وصولها .. مثلما يُهمني كتابتها ! .. قدري أحمق ! .. تعرفين جيدا أن قدري أحمق ! .. فل تلوميني على قدرِ ل قُدرة لي على تغيير مساره ! .. علقتنا كانت لُعبة قدرية ل سُلطة لنا عليها ! ... ل قُدرة لمخلوقِ ضعيف على تغيير قدرِ سَطرهُ قوي كبير ! .. كبيرُ جدا ... ! .. أفتقدُك ! .. أفتقدُكِ بشدة ! .. يبدو أنني متورطُ بك أكثر مما كُنت أظن ! .. لكني لن أخنع ! .. ولن أطلبَ منكِ عودة لني أُدركُ جيدا بأنكِ أنتهيتِ مني .. ! .. من الغريب أن تكوني أنتِ اختباري الراهن ! .. دائما ماكُنتِ بجواري ... تشُدين من أزري وتسندين ظهري بصدرِ قوي ! .. لطالما كُنتِ معي ! .. تُساندينني في اختبارات حياتي .. ! .. إلهي كيف تكونين أنتِ الختبار ياجُمانة ! .. موجعُ أن تكوني الختبار! .. أعتدتُ على أن أكون قويا معكِ .. ! .. ألتجىء إليكِ في ضعفي لتجعلي مني رجُلً أقوى ! .. لكني لم أخلق فيك القوة كما فعلتِ معي , ول أفخر بهذا .. ! .. كم هو سيء أن تكون علقتنا بهذا الشكل ! .. تشُدين من أزري لُحبطك ! .. تقويني لتضعفي ! .. تحميني لُهاجمك ! .. تغفرين لي لزداد قسوة ! .. ل أدري كيف تمكنتِ من احتمالي بتلك الصفات طوال تلك المدة ! .. لستُ بسيءِ .. ! .. لستُ بسيءِ على الطلق ! .. لكني أصبحُ كذلك معك ! .. ل أدري لماذا ولم أفهم يوما سبب ذلك .. ! .. أفتقدُكِ بشدة ! .. أفتقدُ أمان تُحيطني به على الرُغمِ من خصالي اللعينة ! .. اشتقتُ إليكِ .. ! .. اشتقتُ إليكِ كثيرا .. ! .. أكثر بكثير مما كُنت أتوقع ومما تتخيلين ! .. أخشى أن أكون قد خسرتُكِ ! .. وأخشى أن تغفري لي فتُحرقيني بمغفرةِ ل طاقة لي على تحملها ! .. علقتنا كانت أطهر من أن يُدنسها مزاج رجُل مريض مثلي .. ! .. لن أطلب منكِ أن تعودي لرجُلِ يترُككِ ليعود فيترُككِ .. ! .. لكن غيابُكِ مُر ياقصب السُكر .. ! .. تصوري كيف يكون غيابُك على رجُلِ تُدركين جيدا بإنهُ مُدمن سُكر .. ! .. عبدالعزيز لزلتُ أذكر الليلة التي ( توعكتْ ) فيها هيفاء .. ! .. كانت مُصابة بآلم شديدة في بطنها وكانت بحاجةِ لمُسكن .. ! .. كان من الصعب علينا الخروج حيثُ كُنا نُقارب ساعات الفجر الولى .. اتصلت بك : عزيز ! .. أستيقظ .. ! .. أجبتني بصوتِ ثقيل : جُمانة ! .. ما المر .. ؟! .. هل تُأتي لي بُمسكن .. ؟! .. الن .. ؟! .. نعم , الن .. سلمتك ياوجع قلبي ! .. مما تُعانين .. ؟! .. لستُ أنا المريضة .. من المريض إذا .. ؟! .. أجبتُك بتردد : أمممم .. هيفاء .. ! .. هيفاء مريضة ... أحسن ! .. حبيبي ! .. حرام عليك .. ! ..المسكينة مريضة .. ! .. ل تخشي عليها ! .. فمثلها ل يموت .. ! .. حبيبي أرجوك ! .. جُمان ! .. وهل ظننتِ بأني سأستيقظ في هذا الوقت المُتأخر من الليل لجلبَ لهيفاء مُسكن ! .. فلتأتِ لها بالدواء من أجلي ! .. كل لن أفعل ! .. هيفاء تدسُ أنفها في مال يعنيها وتُفسد ما بيننا ! .. قلتُ لك بِعناد : حسنا سأُحضر لها الدواء بنفسي ! .. أجبتني بغضب : جُمانة ! .. لن تخرجي في هذا الوقت من الليل .. ! .. إن لم تُحضره لها .. سأُحضرهُ أنا .. ! .. حسنا , سأجلب لها الدواء ! .. إلهي متى أرتاح من هذه الفتاة ! .. كُنت أفكر فيك خلل انتظاري .. كُنتُ مُنتشية بالرجُلِ الذي يَستيقظ في تلك الساعة المُتأخرة ليجلب لصديقتي ( التي يكرهُها ) الدواء خوفا من أخرج وحدي ! .. تصرفاتك الرجولية ( الصغيرة ) تلك كانت تُزلزل أنوثتي ياعزيز ! .. اتصلت بي : جُمان , أنا أمام الباب .. فلتفتحي لي ! .. كُنت مُستنِدا إلى الجدار بشعرِ منكوش وعينين ذابلتين واضعا الهاتف على أذنك .. ! .. قُلت لك بدونِ أن أنزل الهاتف من على أذني : لماذا لم تقرع الجرس .. ؟! .. خشيتُ أن أزعجكم .. ! .. كُنت بانتظارك ! .. أعطيتني علبة الدواء قائلً : فلتأخُذ منه حبتين ! .. عسى أن تموت ونرتاح ! .. شُكرا عزيز ! .. أنت ( رَجُلي ) .. ! .. ابتسمت : أل يستحق رجُلك مُكافأة .. ؟! .. لماذا تتحدث معي على الهاتف وأنت تقف أمامي .. ؟! .. لستُ أدري ! أتُحاولين تغيير مجرى الحديث ؟ .. كل .. ! .. ألن تدعيني على كوبِ من القهوة .. ؟! .. عزيز ! .. تأخر الوقت ! .. انحنيت قليلً وقبلت جبيني ..حسنا , تصبحين على خير .. ! .. تُصبح على خير .. ألن تُقبليني .. ؟! .. نعم .. ؟! .. قبليني على الهاتف ياغبية .. ! .. بعدما تذهب ! .. بل الن ! .. ضحكت : ل أستطيع .. ! .. ! Common .. ! No مررت يدك على شعري : حسنا , تُصبحين على خير ! .. ل تنسي قفل الباب .. ! .. أغلقت هاتفي ودخلت على هيفاء التي كانت تتلوى وجعا .. ! .. هفوش ! .. قومي خذي مُسكن .. ! .. ل يكون طلعتي جبتيه .. ؟! .. ل هيفاء .. عبدالعزيز جاب لك إياه .. ! .. أخاف مُخدرات .. ! .. هيفاء .. هذي جزاة الولد صاحي من نومه يجيب لك الدواء .. ؟! .. ل يكون دخلتيه بيتنا ! .. يابنتي أخذته منه على الباب .. ! .. ال ستر مادخل واغتصبنا ! .. هيفاء ! .. خلص عاد .. ! .. ترى ماأسمح لك .. يكفي الولد صاحي و متعني المشوار ! .. متأكدة إنه مُسكن .. ؟! .. هيفاء ! .. زين سكتنا ! .. أرسلت إليك رسالة : حبيبي , هيفاء تشكرك على الدواء .. ! .. أجبتني : ال ل يشكر لها فضل .. ! .. ألتفت إلى هيفاء وقلت : هيفاء .. عبدالعزيز أرسل رسالة .. يقول لك قدامك العافية .. ! .. أجابتني : ال ل يعطيه عافية .. ! .. ذكريني باكر أعطيك حق الدواء تعطينه اياه .. ناقصين احنا يقعد يمن علينا ! .. نمت ياعزيز ليلتها مُبتسمة وفي قلبي نشوة ! .. كم كان سهلً إرضائي ! .. كم كُنت سهلة ! .. جلستُ بقرب النافذة مُسندة رأسي إليها لُراقب المطر الذي ينهمر بنعومة .. كانت قطراته كمغفرةِ تُحاول أن تغسل روحي .. فتصطدم بالزجاج وتذوب المغفرة .. !! .. كم غيرتني يا عزيز ! .. أصبحتُ امرأة أُخرى .. ! .. من الغريب أنْ أصفَ نفسي ( بامرأةِ ) بدلً من ( فتاةِ ) .. ! .. لطالما كُنت فتاة قبل لِقائنا ! .. لكني أصبحتُ امرأة من خِللك ! .. من خِللك فقط أشعرُ بأني امرأة كاملة ل تنقصها ذَرة .. ! .. لكني أفتقد كوني فتاة ! .. فتاة تلهو ول تعرف في الحُب هما ! .. تقول أني ( أُجيد الثرثرة ! ) .. ! .. لكني اعتزلت الثرثرة مُنذ أن تركتني خلفك واخترت امرأة ( كاملة ) أُخرى ! .. باتت حروفي باهتة ! .. ذابت ألواني يا عزيز حتى غدوتُ كخريفِ بائس ! .. ماتت أحلمي الكبيرة .. ! .. ماتت أحلمي يا كُل أحلمي .. ! .. دائما ما كُنت هُناك .. بين أحلمي .. تعبَثُ برجولةِ ل تليق برجلِ سواك .. ! ... وكأنك خُلقت من رجولة ول شيء غيرها .. ! .. دائما ما كُنت مُشرئب العنق .. غرورا وكبرياء وثقة .. ! .. لكنك في لحَظاتِ حزنك القليلة يَزداد سوادك سوادا وتَزداد أخطاؤك عتمة ! .. تخطيء كثيرا عندما تَحزن ياعزيز .. ! .. تثور حزنا .. كما ل يفعل أحد .. ! . أما أنا .. فأنكمش ك عصفورِ خائف ! .. أشعرُ بحُزنِ يغتصبني ياعزيز .. ! .. تُدرك بأني أضعف من أن أقاوم حُزنِ كهذا ! .. بودي لو بدأت حياة جديدة بعيد عنك .. لكننا مُتشابكان للغاية .. ! .. لسنا بِمُتلصقين ياعزيز .. نحنُ متشابكان .. فروعنا متشابكة ومُتداخلة بطريقةِ مُعقدة تجعل من الصعبِ فك تشابكنا هذا .. ! .. لمْ أحرص على أن نكون بهذهِ الصورة ياعزيز .. لكنه جزء من قدرنا معا .. ! .. القدر الذي تحُملَهُ دوما ذنب نزواتك ! .. قدرنا ( السفينة المُتهالكة ) والتي تشق طريقها بارتجالية وعشوائية مُتناهية .. ! .. السفينة التي جنحت خلل عاصفةِ قوية ففلتتْ من يدك الدفة ولم تتمكن من السيطرة عليها من جديد .. فدار دولب الدفة .. ! .. أشعر بالحُزن والقهر .. لكني ل أفهم كيف تزوجت ! .. ل أفهم كيف يكون هذا .. ! .. حزينةُ أنا لننا على خلف ! .. مقهورة أنا لزواجك .. ! .. لكني ل أفهم معنى – زواجك - هذا ! .. .. ! .. ل أفهم كيف تكون امرأةُ غيري ( زوجتك ) .. ؟! .. أتضمها إلى صدرك ياعزيز .. ! .. أتأخُذها إلى بيتي .. ؟! .. تُخبرني دوما بأن صدرك بيتي .. ! .. فكيف تُسكِن بيتي امرأة أُخرى .. ؟! .. أعرفَ قلبك وجعا غيري .. ؟!.. أأصبحتْ زوجتك ( وجع قلبك ) عِوضا عني .. ؟ ..! .. أتذكر ياعزيز شجارنا بعدمااختفيت لليلتين .. ! .. كُنت قد أغلقت هاتفك ولم يعرف طريقك أحد .. كدتُ أن أُجن ! .. بررت لي اختفاءك بعدها بأنك قضيت بعض الوقت مع صديق وبأنك نسيت هاتفك في المنزل ! .. يومها أنهرت أمامك .. قُلت لك بأني أكرهك ! .. وبأنه ل طاقة لي على احتمال خداعك أكثر .. ! .. ركعت عند قدمي وأنت تُقبل يدي باكيا : جُمان .. ! .. وربي .. واللي خلق عيونك جُمان .. ماراح تذوق شفايفي غيرك .. ل بحلل ول بحرام .. ! .. تعبت .. ! .. تعبت خلص .. عبدالعزيز ماأقدر أتحمل ... ماأقدر .. ! .. تقدرين يابيبي .. وال بتقدرين لني حبيبك .. ! .. أخوك وأبوك وصديقك وضناك .. ! .. إذا ماتحملتيني مين يتحملني جُمانة .. ؟! .. عبدالعزيز ماعاد فيني .. ! .. أصبري .. أرجوك بيبي .. ! .. بيجي يوم وأعوضك عن صبرك .. أوعدك أعوضك .. بس اصبري علي أرجوك .. ! .. وصبرت .. ! .. صبرت وليتني لم أفعل .. ! .. قالت لي هيفاء ليلتها : جُمانة هِديه .. ! .. شتنطرين من واحد يغربلك ويلوع قلبك كل يوم والثاني .. ؟! .. أجبتها : بس هو وعدني يجي يوم ويعوضني .. ! .. صاحت : شنو يعوضك .. ! .. قولي لي بيعوضك عن شنو وإل شنو .. ؟! .. بيعطيك بدل كرامة .. وإل بدل سمعة .. ؟! .. أكانت هيفاء مُحقة ياعزيز .. ؟! .. أيكون هذا ( تعويضك ) لي .. ؟! .. أزواجك وترك إياي ( العوض ) .. ؟ .. وعدتني كثيرا بأنك ستعوضني عن كُل لحظة حزن مررتُ بها بسببك .. ! .. لكنك لم تفِ بالوعد ! .. أتعوضني عن وجع بوجعِ أشد .. ؟! .. سألتك مرة : كيف ستعوضني .. ؟! .. خبطت على صدغي بسبابتك وقُلت : شغلي ( التِنكه ) اللي في رأسك واللي يسمونها عند بعض الناس ( مُخ ) وتعرفين كيف أعوضك .. ! .. لكن ( التِنكه ) التي في رأسي والتي يُطلق عليها بعض الناس ( مُخ ) خانتني حينها .. ! .. فظننت بأن العوض عُمرا نقضيهِ معا .. ! .. لكننا لن نفعل .. ! .. نمتُ في غرفةِ هيفاء بعد أن قرأت رسالتك .. خشيت أن أموت وحيدة .. ! .. أتذُكر ( إيفا ) .. ؟! .. العجوز السبعينية التي كانت تُعاني من سرطان القولون .. والتي تعرفنا عليها أثناء رقودي في المُستشفى كانت مُتمسكة بالحياة ببسالةِ تُحسد عليها ... وقعنا في حُبها منذ اللحظات الولى .. قابلنها في حديقة المستشفى .. كانت تجلس على كرسي مُتحرك وفي يدها أنابيب المُغذي .. أشرت برأسك إلى حيثُ تجلس : جُمان .. أنظري لتلك العجوز .. ! .. كانت تُسرح شعرها تحت الشجرة ! .. قلت لك : ماذا عنها .. ؟! .. .. ! Oh my lord ! .. she is soooooo sweet ربت على شعرك : أذهب وقبلها ! .. أل تغارين .. ؟! .. لن أغار من عجوز .. ! .. ( ماراح تطينين عيشتي لو بستها ؟ ) .. ضحكت : ل .. ! .. سحبتني من يدي .. تعالي معي .. ! .. ابتسمت لنا ببشاشة عندما أقتربنا منها .. قُلت لها : صباح الخير .. ! .. صباح النور .. سألتها : كيف حالكِ سيدتي .. ؟ أنا بصحةِ جيدة , ماذا عنك .. ؟! .. أنا بخير , شكرا لسؤالك .. أنحنيت عليها .. سيدتي ! .. هذا الرجل الوسيم مُعجب بك .. ! .. نظرت إليك وقالت بحميمية : حقا .. ؟! .. كم أنا محظوظة .. ! .. ضحكت أنت : إلهي , ل أستطيع أن أتخيل كم كُنتِ جميلة في شبابك .. ! .. ابتسمتْ بسعادة : كُنت خلبة ! .. لكن زوجتك أجمل مني بكثير .. ! .. نظرت إلي بعينين رقيقتين : زوجتي ! .. زوجتي أجمل امرأة في الدنيا ! .. قالت : هل أنتم من أسبانيا .. ؟ .. قُلت لها : ل نحن من السعودية .. ! .. سألتك بدهشة : وماهي السعودية .. ؟! .. أجبتها أنا : السعودية .. دولة عربية في الشرق الوسط .. ! .. ل أعرفها ! .. قٌلت لها أنت : السعودية الدولة الغنية المُصدرة للبترول .. ! .. ل أعرف بلدكم ! .. قُلت لها : بلدنا منبر الدين السلمي ! , حيثُ المُقدسات السلمية .. ! .. قالت : أنتم مُسلمون إذا ! .. لكني ل أعرف بلدكم .. ! .. أجبتها أنت : أتعرفين أسامة بن لدن .. ؟! .. هزت رأسها : نعم نعم بالتأكيد .. ! .. ضحكت : نحنُ من بلده ! .. أرتفع حاجبها بفزع : إلهي ! .. أنتم من القاعدة !! .. أتذكُر كيف ضحكنا ! .. كِدنا أن نقع من شدة الضحك ! .. كانت لطيفة وخفيفة ظل .. ! .. جلسنا معها طوال اليوم .. شرحنا لها من أين جئنا وكيف نعيش في بلدنا .. وحدثتنا هي عن أبنتها وأحفادها الذين يقطنون في مدينة بعيدة .. كانت أرملة وحيدة تصارع لوحدها مرحلة مُتقدمة من المرض .. أحببنها كثيرا .. ترددنا عليها بعد خروجي من المستشفى , كانت تنتظر زيارتنا لها كما كُنا نشتاق إليها .. ! .. تشاجرنا مرة فذهبت لرؤيتها وحدي .. ! .. قالت لي : لماذا تغضبين زوجك .. ؟! .. ![]() ![]() |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]()
سألتها بدهشة : وكيف عرفتِ بأننا متشاجرين .. ؟! ..
هزت كتفيها وقالت ببساطة : هو أخبرني .. ! .. كيف أخبركِ .. ؟! .. جاء لرؤيتي صباحا .. ! .. كان غاضبا منك .. ! .. تركتها بعد أن قدمت لي بعض النصائح الزوجية والتي لأستطيع تطبيقها بطبيعة الحال ! .. أتذكُر ليلتها الخيرة ! .. ذهبنا لرؤيتها معا .. كانت مُتعبة للغاية .. ! .. أمسكت يدك بقوة وكأنها ترجوك أن ل تتركها تموت .. ! .. أذكُر كيف ألتفت إلي بحيرة وجبينك يقطرُ عرقا : جُمانة ! .. هل أقرأ عليها القرآن .. ! .. هل من الجائز قراءته على غير المُسلم .. ! .. قُلت لك من بين دموعي : ل أدري ! .. ماذا سنفعل .. ؟! .. نظرت إليها وأنت تمسح جبينها : إيفا ! .. سأتلو صلتي من أجلك ! .. هزت رأسها بصعوبة : أرجوك .. صلي .. ! .. كُنت أنظر إليك وأنت تقرأ عليها وتنفثُ على رأسها ! .. إلهي كم أحببت ذلك الرجل .. ! .. في طريق العودة وبعد أن تركناها لِتنام .. قُلت لي : جُمان ! .. مالمر ياحبيبي .. ؟! .. عديني أن نكبُر معا .. ! .. ماذا .. ؟! .. أريد أن أشيخ بجوارك .. ! .. وأنا أيضا .. ! .. ل تدعيني أموت كإيفا ! .. ل تدعيني أموت وحيدا ياجُمان .. أعدك أن نكون معا .. ! .. قرأت رسالتك صباحا : جُمان .. ذهبت لرؤية إيفا ... قيل لي بأنها توفيت بعد أن خرجنا من غرفتها مُباشرة .. ليتنا بقينا قليلً .. المسكينة ماتت وحيدة ! .. حزنت كثيرا لموتها ! .. أأموت وحيدة لتحزن علي .. ؟! .. لتحزن على المرأة التي ماتت إيفا وهي مُعتقدة بأنها ( زوجتك ) .. ؟! .. أتموت وحيدا بعيدا عني ياعزيز .. ؟! ..
|
|
![]()
|