![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
http://www.adabwafan.com/images/products/1/49872.jpg
للكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز (مواليد 1928م- ولا يزال حياً إلى الآن، يصارع المرض السرطاني اللمفاوي في مشفى لوس أنجلس) الطبعة الأولى للرواية (1981م) الطبعة الأولى للرواية - مترجمة - (2002م) الرواية من 135 صفحة ترجمة أ. مصطفى عبود الناشر "دار المدى للثقافة والنشر" (( كنت دائم الإعتقاد أن من الواجب أن يضع الموتى قبعاتهم على رؤوسهم، أما الآن، فقد أدركت أن مثل هذا ليس ضرورياً، وأستطيع أن أرى بأن للموتى رؤوساً مثل الشمع ومناديل شُدّت حول عظم الفك منهم، كما أرى أن أفواههم مفتوحة بعض الشيء.... كنتُ أعتقد أن الميت لابد من أن يبدو مثل شخص هادئ وأنه غارق في سباته، غير أني أرى أن الأمر على العكس من ذلك تماماً، فأنا أرى أنه أشبه بشخص أفاق من النوم على سَورة من الغضب وكأنما كان قد تشاجر توّاً. )) الحفيد هذه هي الرواية الثانية التي أقدمها لهذا الكاتب العظيم بعد رواية "وقائع موت معلن" النوبلية، والحقيقة فإن هذه الرواية (عاصفة الأوراق) قد لا تصل إلى مستوى شهرة روايات جابرييل جارسيا ماركيز الأخرى كـ (وقائع موت معلن) أو (مئة عام من العزلة) أو (الحب في زمن الكوليرا) إلا أنها تظل أحد أجمل ما قرأت من الروايات إن لم تكن الأجمل على الإطلاق من الناحية الأسلوبية في السرد وطريقة العرض الأدبي المدهش وهي مترجمة فكيف الحال لو تصفحتها بلغتها الأصل. الموضوع فيها يشكّل تقاطعاً بين بلدة "ماكندو" وبين طبيب يأتي إليها وبالتحديد إلى أسرة الكولونيل بتوصية من صديقه الكولونيل الآخر أورليانو بوينديا.. تقوم الأسرة باستضافته على أحسن حال وتقطعه أحد الغرف المطلة على الشارع حتى يزاول من خلالها مهنته والتي كان الوحيد يزاولها في تلك البلدة.. وتمضي السنوات حتى تُقام سكة حديد وتأتي من خلالها <عاصفة الأوراق> عبر شركة ضخمة للموز.. تُبعث الحياة من خلالها للبلدة ويُبعث الموت لذلك الطبيب.. فقد جاءت هذه الشركة بالأطباء والمهندسين والمال وكل شيء ولم يعد أحد من أبناء البلدة يأتي لذلك الطبيب، فقام باعتزال الناس وخرج من دار الأسرة التي استضافته إلى دار صغيرة في أحد زوايا البلدة وعلى ذات الشارع الذي كان فيه عند الكولونيل.. وقام بإغلاق الدار على نفسه بعد أن تحوّل إلى انسان بائس.. تمر سنوات ثمان وترحل بعدها الشركة عن البلدة ويرحل معها كل شيء أتت به.. وتحدث حالة تمرد في البلدة تقوم أثناءها السلطات الحكومية بفرض السيطرة أمنياً وبالقوة.. ويُجرح عدد من أبناء "ماكندو" وحين لم يكن في البلدة طبيباً بعد رحيل الشركة.. استذكروا ذلك البائس وقاموا بالطرق على باب داره.. لكنه رفض أن يفتح لهم أو حتى يلقي نظرة على أولئك الجرحى.. ومنذ تلك اللحظة يسخط سكان البلدة على الطبيب وظلوا يرقبون بكل غضب موته وتعفن جثته على إثر خيانته لهم في نظرهم..! الرواية كلها تحكي واقعياً أحداث ساعتين من جنازة الطبيب بلسان وأعين وذاكرة الذين حضروا الجنازة وهم الكولونيل وابنته وحفيده الصغير.. ولك أن تتخيل المشاهد التي دارت في غرفة الميت بين الكولونيل وعمّاله الأربعة وبين عمدة البلدة الذي حضر حتى يعرقل عملية التشييع بالقدر الذي يبرئ ساحته أمام سكان البلدة الساخطين.. أقول، لك أن تتخيل مشاهد هذه الفترة القصيرة بثلاثة أعين وثلاث ذكريات "الكولونيل الجد وابنته وحفيده" لكل حدث ولو هامشي يحصل في تلك الفترة وما يستدعيه في عين وذهن كل واحد منهم.. وكيف يصف كل واحد منهم حال الآخر ومشاعر الآخر ويتحول فيها الراوي إلى ممثل حين يُعطي الدور للآخر كي يكون الآخر هو الراوي.. في تداخل عجيب ومذهل ودون أن يفقد المشهد اتزانه.. حقاً إنه كاتب عظيم.. بالمناسبة هذه الطريقة استخدمها الروائي السعودي الراحل عبدالرحمن منيف في احدى رواياته. مقطع من الرواية على لسان الكولونيل وفيها الوعد الذي قطعه على نفسه بدفن الطبيب إن مات مهما كانت العواقب المترتبة على جرأته بفعل ذلك أمام سكان البلدة، قال هذا الوعد بعد أن أنقذه الطبيب فجأة -وعلى غير ما توقع الجميع- من الموت: (( والظاهر أن تلك القوة نفسها التي جاءت به إلى هناك وأوصلت إليه أخبار مرضي، هي نفسها التي جعلته يقف إلى جانب سريري ويقول لي: < ليس عليك إلا أن تمرّن تلك الساق قليلاً، وربما ترتّب عليك أن تستعمل عصا من الخيزران من الآن فصاعداً >. سألته بعد يومين عمّا أنا مدين له. فقال: < لستَ مديناً لي بأي شيء يا كولونيل. ولكنك إذا كنت تريد أن تعمل معروفاً لي، فغطّني بحفنة تراب يوم أموت، كل الذي أريده هو أن لا تأكل العقبان لحمي >. كان واضحاً من الوعد الذي جعلني أقطعه له، من الطريقة التي طرح بها هذا الوعد، من وقع خطاه على قرميد الغرفة، أن هذا الرجل يحتضر منذ زمن طويل. رغم أنه مرَّت ثلاث سنوات قبل أن يقدّر لذلك الموت الناقص والمؤجل أن يتحقق. وكان ذلك اليوم هو اليوم، وفي اعتقادي إنه لم يكن بحاجة حتى إلى تلك الانشوطة. كان يكفي أن تهبّ نسمة هواء عابرة لتطفئ فيه ذبالة الحياة الباقية في عينيه الصفراوين القاسيتين. وكنت أتوقع ذلك منذ تلك الليلة التي تحدثت فيها إليه في الحجرة الصغيرة، قبل أن ينتقل إلى هذا المكان ليعيش فيه مع "ممه". لذلك السبب لم أشعر بالضيق لأنه حملني على أن أقطع ذلك الوعد له. قلت له ببساطة: < لا حاجة بك أن تطلب ذلك مني يا دكتور. فأنت تعرفني حق المعرفة وتعرف بالتأكيد بأنني سأقوم بدفنك على رؤوس الأشهاد حتى وإن لم أكن مديناً لك بحياتي >. فأجابني وهو يبتسم، وقد رانت الطمأنينة للمرة الأولى على عينيه الصفراوين، القاسيتين: < هذا صحيح كله يا كولونيل، ولكن لا تنسَ أنك لو متّ فلن يمكنك أن تسهر على دفني >. )) ![]() ![]() |
![]() |
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]()
http://g-images.amazon.com/images/G/.../no-img-lg.gif
(عاشق النساء) للكاتب الأمريكي ريتشارد فورد (1944م - ولايزال حياً حيث يكتب القصص القصيرة من خلال داره الصغيرة في نيوأورليانز) الطبعة الأولى للرواية - مترجمة - 1996م الرواية من 139 صفحة أول 33 صفحة مقدمة مطولة من المترجم ترجمة أ. كامل يوسف حسين الناشر "دار الآداب - بيروت" (( جلس في مقعده مستقيم الظهر. كان في طريقه إلى الرحيل. وأحسّ فيما بعد، الفظاعة والحرمان والانكسار، وربما أحس التشرّد أيضاً. وأنه يحيا على إعانة اجتماعية. وأنه مريض يوشك على الموت من جرّاء مرض نابع من وهن العزيمة. ولكنه يحسّ الآن أيضاً أنه يومض شرراً ويتوهّج ويتقافز من فرط الانفعال. وحّث نفسه بأن ذلك لن يدوم للأبد، بل قد لايدوم طويلاً، ومن شأن أيّ صوتٍ يأتيه من باب سيارة أجرة، وهو يغلق في الشارع، أن يفجّر المسألة الهشّة بأسرها... )) رواية من الأدب الأمريكي الحديث ومن تيار أدبي أكثر حداثة أطلق عليه "بيل بوفورد" - رئيس تحرير مجلة <جرانتا> - اصطلاحاً غريباً.. فأسماه بتيار (الواقعية القذرة) وذلك في عام 1983م، مُحدثاً الكثير من اللغط في دور الثقافة والأدب حول هذا التيار في عدد المجلة الشهير الذي حمل عنوان (الواقعية القذرة: كتابات جديدة من أمريكا)، مَوقع اللغط حدث في كون هذا الاصطلاح لم يحمل تعريفاً ولا أية دلائل واضحة لما يُمكن أن يُعرف به هذا التيار، فبصفحتين من تلك المجلة حدد (بيل) الواقعية القذرة بأنها كتابات أمريكية تفتقر للروح والخلفية الحضارية بل وحدد أسماء لكتاب هذا التيار على سبيل الحصر لا التمثيل!.. أي أننا أمام نوع جديد من الكتابات الأدبية مصيرها الزوال بناءاً على تحليل (بيل). يُعتبر مؤلف هذه الرواية "ريتشارد فورد" هو عميد كتّاب هذا التيار الآن بعد وفاة الروائي الشهير ريموند كارفر - في أواخر الثمانينات - والذي لم يبدِ لا هو ولا ريتشارد ولا أيّ ممن وصفوا بكتّاب (الواقعية القذرة) أي شيء من شأنه الخروج من دائرة هذا الاصطلاح الغريب.. فكلهم كانوا على قدر كبير من اللااهتمام المصبوغ بشيء من المرح تجاهه، ولعل أبرز ما يميّز كتاباتهم هي الصراحة الشديدة والوضوح الذي يصل إلى حد الوقاحة أحياناً في الوصف والمصطلحات، دون أن يلجأ الكاتب إلى أيّ من أساليب الزخرفة الأدبية المعتادة أو حتى تجاهل بعض التفاصيل المحرجة والهامشية. ومترجم هذه الرواية أ. كامل حسين، وهو أيضاً ترجم العديد من أدبيات هذا التيار وموغل في دراسته ومتابعته جيداً، يرى أن هذه الرواية (عاشق النساء) هي نقلة هامة وتعتبر نموذجاً واضحاً وجديداً للكتاب الأمريكيين الشباب والذين يحملون ذات التوجه. وهو أيضاً يقول: << هذا التيار هو الذي يصف أمريكا الأخرى، أمريكا الريف الوحشي، أمريكا الضواحي المجرّدة من الروح، أمريكا الضائعين والمشرّدين والذين غاب عنهم الحلم، لأنهم يعيشون لا في عالم كابوسي، وإنما في عالم يفتقر لأدنى مقوّمات الحلم >>. تحكي الرواية بكل اختصار، حياة رجل من شيكاغو يُدعى "مارتن أوستن" يعمل في شركة تسويق للورق الفاخر وهو مسؤولاً عن فروع الشركة في أوروبا.. ولديه زوجة تُدعى "بربارا" اختيرت ذات يوم ملكة جمال.. فهو من الناحية النظرية والعملية رجل محظوظ وسعيد وناجح.. حتى أن حدث والتقى في باريس - باحدى زيارات العمل - بموظفة فرنسية تُدعى "جوزفين" تأسر عقله وقلبه.. دون أن يكون هناك أي دافع لهذا الانجذاب الشديد!.. فهي ليست جميلة وكثيرة التردد ولا مبالية بأي إنسان كما أن لديها طفلاً مشاغباً في السادسة من عمره من أبٍ يهودي بشع تهمّ بالانفصال عنه بعد أن ألّف رواية فاضحة عنها.. بل كل دافع فيها يطرد عنها أتعس الرجال لا أسعدهم. ومع هذا يقع في غرامها وفكّر جدياً بخيانة زوجته دون أن تُلقي عليه "جوزفين" أي اهتمام فهي لا ترفض أي شيء ولا تبادر لعمل أي شيء.. حتى حدثت نهاية مأساوية لأوستن في فرنسا يعود معها لأمريكا جامعاً سخط الهزيمة ويقين الرضا في آن واحد. بكل بساطة.. تنتهي الرواية بلا نهاية، تنتهي الرواية دون أن يقدّم "أوستن" أي إجابة على كل الأسئلة المنطقية.. فلماذا ترك زوجته الجميلة والتي يحبها حباً كما وصفه "أبديّ" بل أنه حين تشاجر معها رفض بشدة فكرة أن يطلّقها.. ولماذا يقضي بتعمد معظم أيامه في باريس تائهاً بين شوارعها.. ولماذا يجري وراء امرأة بائسة تلاحقها فضيحة رواية زوجها عنها ولا تعيره فوق ذلك أي اهتمام.. ولماذا يُعنى بطفل لا يصله شيء به وهو الذي ليس لديه أبناء ولم يرد في يوم أن يكون له أبناء.. بل لماذا لم يجب على سؤال <جوزفين> الصارخ: (( من أنت؟!! )) ؟!! مقتطفة من آخر الرواية: (( تسائل مجدداً في لحظاته الحالمة، بعد أن تبدد خوفه من موت "بربارا"، وقبل أن يمضي للنوم، تسائل: ما هو الممكن بين البشر؟ ما هو الممكن انطلاقاً من القيمة الحقيقية؟ كيف يمكنك أن تنظّم الحياة. وأن تُلحق ضرراً يسيراً وتظل، مع ذلك، مُرتبطاً بالآخرين؟ واستند إلى ما قالته "بربارا" عندما رآها لآخر مرة وكانت غاضبة منه. هل تغير بشكل من الأشكال، وهل غيّر بعض الارتباطات المهمّة التي ضمنت سعادته، وأصبح منفصلاً، ولا سبيل للوصول إليه. هل يمكن أن تغدو على هذا النحو؟ وهل جوهر الأمر شيء تسيطر عليه بنفسك أم هو متعلّق بشخصيتك أم بتغيّر ٍ لم تكن إلا ضحية له؟ كان ذلك موضوعاً أحسّ أنه سيتأمله عبر ليال عديدة، عديدة، عديدة. )) تنبيه: الرواية تحوي بعض المقاطع اللا أخلاقية في كثير من الألفاظ وقليل من الأحداث. وشكراً.
|
|
![]()
|